إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
ثوار... بين ملائكة وأشرار
صفحة 1 من اصل 1
ثوار... بين ملائكة وأشرار
ثوار... بين ملائكة وأشرار
ليس بالضرورة أن تكون صفات الثائر الصدق والعدل والنزاهة، كلمة الثائر لو
أردنا لها شرح فهي تمثل ذلك الشخص الذي وجد نفسه في أوضاع لا تروقه بسبب
إفراطها في الظلم، أو حتى بسبب إفراطها في العدل، يفتعل الفوضى لتغيير هذه
الأحوال يسمى ثائرا، قد يثور السجناء في السجن برغم أنهم مجرمون، وقد يثور
الطلبة في المدارس ضد منع الغش برغم أن الغش جريمة.
لكننا وفي
عقلنا الباطن اعتقدنا أن الثائر والثورة شيء خير وبديع، وأن الثوار هم أشبه
ما يكونوا بالملائكة، وقد وقعنا في المحضور في اعتقادنا هذا، حين قامت
الثورة في ليبيا وشاهدنا الثوار واقعا ملموسا لأول مرة في حياتنا، هؤلاء
الشبان الذين رأيناهم على استعداد كامل لتقديم حياتهم رخيصة وقد قدموها
لأجل الوطن.
في الواقع لم يكن
هذا إلا نصف الحقيقة وليست الحقيقة كاملة، لشدة ما تعرضنا له من ظلم؛
بالغنا في التفاؤل وشاهدنا الكأس في نصفها الممتليء ولم نعير أي اهتمام
للآخر الفارغ، الثوار في الحقيقة هم خليط من هذا الشعب "الشعب الجاهل" مع
الاحتفاظ بعدم دقة العبارة، لكنه بالفعل تم تجهيله بطرية ممنهجة لعقود
طويلة، لم ينجو من هذا إلى من رحم ربي واجتهد وناضل للنجاة وهم بأعداد
قليلة، الثوار كان ضمنهم السجناء مرتكبي الجرائم المدنية، وكان بينهم
المجرمين والسارقين، وكان بينهم الغوغائيين الذين لم يعرفوا العدالة يوما،
متطرفون في الدين وفي السياسة وفي الأيدلوجيا، كلهم كانوا ضمن الثوار،
كانوا خليط من الخير والشر، وجدوا نفسهم في لحظة رهيبة اسمها "ثورة" قد
توحدوا لهدف واحد وغاية منشودة، هي القضاء على من رأوا أنه يمنع عنهم
غايتهم، التي ليس بالضرورة كلها غايات خيرة.
المجرم كانت غايته في
السرقة والابتزاز وجمع أموال الحرام وحياة مترفة كان يرى أنها تمنع عنه
وتمنح لغيره لهذا هو ضمن الثوار ويريد أن ينال غايته أو يهلك دونها، ورجل
الدين يريد أن يقيم إمارة إسلامية تماما كالتي قرأ عنها في التاريخ قبل
أكثر من ألف سنة مضت، وهو أيضا ضمن هؤلاء الثوار لتحقيق غايته أو ينال
دونها الشهادة إن لم تتحقق، والليبرالي والعلماني تفتنهم الحضارة الغربية
والرقي الأوربي والأمريكي ويروقهم الأمن والأمان والخدمات والتعليم الذي
يأتي من خلف البحار وهم ثوار لأنهم يريدون طرابلس وبنغازي تماما كلندن
وباريس، آخرون ضمن الثوار يروا أن قبيلة سرت ليست أكبر شانا من قبائلهم،
وأنه قد حانت اللحظة لأن يكونوا هم وأقاربهم يتسيدون الدولة ويستمتعون
بأموال البترول كما فعل نظرائهم.
وسط كل هذه الفوضى وكل هذا
التنوع قامت الثورة وسار في ركبها الخيرون كما الأشرار يدا بيد وكتفا بكتف،
واختلطت حبات العرق وقطرات الدماء؛ لهذا تكتسب الثورات أهميتها ويذكرها
التاريخ مرارا لأنها التمرد على العادي والمنطقي وكل ما هو قانوني، ولهذا
لا يمكن أن تخلوا الثورات من المخالفات والانتهاكات، ولهذا أنا أطلب من
الليبيين أن لا يتذمروا لأنهم شاهدوا انتهاكات لحقوق الإنسان قام بها
الثوار، فمن الطبيعي أن يحدث هذا؛ ببساطة لأنهم ثوار وليسوا ملائكة، يكفينا
فخرا كون هذه الثورة برغم كل الذي ذكرت، كانت الأقرب إلى الكمال وقد أذهلت
العالم بشاجعة من قاموا بها، وبوجود حد معقول من الأمان برغم الفوضى
المطلقة التي لو حدثت في أي بلد متحضر لخلفت أضرارا أكثر من هذه التي
خلفتها ثورة ليبيا.
ليس بالضرورة أن تكون صفات الثائر الصدق والعدل والنزاهة، كلمة الثائر لو
أردنا لها شرح فهي تمثل ذلك الشخص الذي وجد نفسه في أوضاع لا تروقه بسبب
إفراطها في الظلم، أو حتى بسبب إفراطها في العدل، يفتعل الفوضى لتغيير هذه
الأحوال يسمى ثائرا، قد يثور السجناء في السجن برغم أنهم مجرمون، وقد يثور
الطلبة في المدارس ضد منع الغش برغم أن الغش جريمة.
لكننا وفي
عقلنا الباطن اعتقدنا أن الثائر والثورة شيء خير وبديع، وأن الثوار هم أشبه
ما يكونوا بالملائكة، وقد وقعنا في المحضور في اعتقادنا هذا، حين قامت
الثورة في ليبيا وشاهدنا الثوار واقعا ملموسا لأول مرة في حياتنا، هؤلاء
الشبان الذين رأيناهم على استعداد كامل لتقديم حياتهم رخيصة وقد قدموها
لأجل الوطن.
في الواقع لم يكن
هذا إلا نصف الحقيقة وليست الحقيقة كاملة، لشدة ما تعرضنا له من ظلم؛
بالغنا في التفاؤل وشاهدنا الكأس في نصفها الممتليء ولم نعير أي اهتمام
للآخر الفارغ، الثوار في الحقيقة هم خليط من هذا الشعب "الشعب الجاهل" مع
الاحتفاظ بعدم دقة العبارة، لكنه بالفعل تم تجهيله بطرية ممنهجة لعقود
طويلة، لم ينجو من هذا إلى من رحم ربي واجتهد وناضل للنجاة وهم بأعداد
قليلة، الثوار كان ضمنهم السجناء مرتكبي الجرائم المدنية، وكان بينهم
المجرمين والسارقين، وكان بينهم الغوغائيين الذين لم يعرفوا العدالة يوما،
متطرفون في الدين وفي السياسة وفي الأيدلوجيا، كلهم كانوا ضمن الثوار،
كانوا خليط من الخير والشر، وجدوا نفسهم في لحظة رهيبة اسمها "ثورة" قد
توحدوا لهدف واحد وغاية منشودة، هي القضاء على من رأوا أنه يمنع عنهم
غايتهم، التي ليس بالضرورة كلها غايات خيرة.
المجرم كانت غايته في
السرقة والابتزاز وجمع أموال الحرام وحياة مترفة كان يرى أنها تمنع عنه
وتمنح لغيره لهذا هو ضمن الثوار ويريد أن ينال غايته أو يهلك دونها، ورجل
الدين يريد أن يقيم إمارة إسلامية تماما كالتي قرأ عنها في التاريخ قبل
أكثر من ألف سنة مضت، وهو أيضا ضمن هؤلاء الثوار لتحقيق غايته أو ينال
دونها الشهادة إن لم تتحقق، والليبرالي والعلماني تفتنهم الحضارة الغربية
والرقي الأوربي والأمريكي ويروقهم الأمن والأمان والخدمات والتعليم الذي
يأتي من خلف البحار وهم ثوار لأنهم يريدون طرابلس وبنغازي تماما كلندن
وباريس، آخرون ضمن الثوار يروا أن قبيلة سرت ليست أكبر شانا من قبائلهم،
وأنه قد حانت اللحظة لأن يكونوا هم وأقاربهم يتسيدون الدولة ويستمتعون
بأموال البترول كما فعل نظرائهم.
وسط كل هذه الفوضى وكل هذا
التنوع قامت الثورة وسار في ركبها الخيرون كما الأشرار يدا بيد وكتفا بكتف،
واختلطت حبات العرق وقطرات الدماء؛ لهذا تكتسب الثورات أهميتها ويذكرها
التاريخ مرارا لأنها التمرد على العادي والمنطقي وكل ما هو قانوني، ولهذا
لا يمكن أن تخلوا الثورات من المخالفات والانتهاكات، ولهذا أنا أطلب من
الليبيين أن لا يتذمروا لأنهم شاهدوا انتهاكات لحقوق الإنسان قام بها
الثوار، فمن الطبيعي أن يحدث هذا؛ ببساطة لأنهم ثوار وليسوا ملائكة، يكفينا
فخرا كون هذه الثورة برغم كل الذي ذكرت، كانت الأقرب إلى الكمال وقد أذهلت
العالم بشاجعة من قاموا بها، وبوجود حد معقول من الأمان برغم الفوضى
المطلقة التي لو حدثت في أي بلد متحضر لخلفت أضرارا أكثر من هذه التي
خلفتها ثورة ليبيا.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
عبدالله النيهوم- مشرف منتدي ألبوم الصور
-
عدد المشاركات : 5352
العمر : 44
رقم العضوية : 9184
قوة التقييم : 27
تاريخ التسجيل : 30/12/2011
مواضيع مماثلة
» ثوار ليبيا من الشرق و الغرب يتجهون للاتحام مع ثوار الجنوب
» إستيعاب أكتر من 1100 من ثوار التابعين لكتيبة ثوار طرابلس إلى
» كتيبة من ثوار مصراتة تشتبك مع ثوار من اجدابيا والبريقة
» اتحاد ثوار صرمان يستنكر خطف اثنان من ثوار المدينة
» ثوار ودان المحررة يلتحمون مع ثوار مصراتة لتحرير مدينة هون وب
» إستيعاب أكتر من 1100 من ثوار التابعين لكتيبة ثوار طرابلس إلى
» كتيبة من ثوار مصراتة تشتبك مع ثوار من اجدابيا والبريقة
» اتحاد ثوار صرمان يستنكر خطف اثنان من ثوار المدينة
» ثوار ودان المحررة يلتحمون مع ثوار مصراتة لتحرير مدينة هون وب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR