فوائد وتفسير قوله تعالى " إن الله وملائكته يصلون على النبي

من طرف **جمال المروج** 2012-12-30, 6:27 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فوائد من تفسير الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله * لسورة الأحزاب *
في الشريط الخامس عشر الوجه الاول ..

قال تعالى :" إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " سورة الاحزاب

يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه صلوا عليه يعني : " ادعوا له بالصلاة "
فليس المراد بالصلاة إذا قلت صلي على فلان ليس معناها الدعاء المطلق ..

بل الدعاء بالصلاة ولهذا لما أمر الله نبيه أن يصلي على من أعطاه الصدقة صار يقول اللهم صلي عليه فالصلاة في اللغة الدعاء صحيح

لكن إذا أمرتك أن تصلي على شخص فالمعنى أن تدعو له بماذا ؟ بصلاة الله عليه

فمعني يا أيها الذين امنوا صلوا عليه أمر بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهو أمر مطلق غير مقيد فإذاً تكون الصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام مطلقه غير

مقيده نصلي عليه بأي صيغة صلينا ونصلي عليه في كل وقت وفي كل مكان

لكن هناك أمكنه تتأكد فيها الصلاة وأمكنه لا تنبغي فيها الصلاة وأمكنه تستحب فيها الصلاة مطلقا يعني (مهو بتأكد )

فمما تتأكد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه
( اذا ذكر )

اذا ذكر اسمه فان الصلاة واجبة عليه بقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة قال
أتاني جبريل فقال " رغم انف امرءٍ ذكرت عنده فلم يصلي عليك "

وهذا دعاء له بأن يرغم الله انفه في التراب وإرغام الأنف في بالتراب دليل على ايش ؟
على الذل والاهانه وهذا يدل على وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إذا
ذكر اسمه ..

ثانيا الصلاة عليه في التشهد الأخير ركن لا تصح الصلاة إلا به على مذهب الحنابلة والشافعية و لا فرق بين الفريضة والنافلة..

*ومنها انه يستحب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

*في الدعاء مقدمة عليه او مؤخرة عنه

* ومنها عند الآذان فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا عليه

والمواقع متعددة لكن منها ما وهو على سبيل الوجوب ومنها ما هو على سبيل الاستحباب

أما كراهة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
فذكروا إنها تكره الصلاة عليه عند الذبح

يقول بسم الله والله اكبر ما تقول اللهم صلي على محمد قالوا لأن المقام مقام إخلاص
وتوحيد فلا ينبغي ان يذكر مع اسم الله غيره فتقول بسم الله والله اكبر ولا تصلي على
النبي صلى الله عليه وسلم ..

وقوله يا أيها الذين امنوا صلوا عليه قلت لكم انه مطلق بأي صفه كانت فما ورد
عن النبي عليه الصلاة والسلام حيت سأله الصحابة كيف نصلي عليه قال
" قولوا اللهم صلي على محمد ..."

هذا على سبيل الاستحباب وليس على سبيل الوجوب ولهذا اجمع العلماء على ان الصلاة
على آل الرسول صلى الله عليه وسلم لا تجب مع ان الصيغة التي علمها النبي صلى الله
عليه وسلم أمته فيها الصلاة على آله مع أنها ليست بواجبه مما يدل على أنها على سبيل
الاستحباب وربما يستدل بذلك أيضا بأن الصيغ التي أمربها الرسول عليه الصلاة والسلام
في كيفيه الصلاة عليه مختلفة (مهي) كلها على صيغه واحده وهذا يدل على ان
أي صيغه أتيت بها فهي مجزئه

وقوله" صلوا عليه وسلموا تسلمياً "

سلموا تسليماً : أي قولوا السلام عليك يعني ادعوا له بالسلام فقل السلام عليك أيها النبي
والسلام على النبي عليه الصلاة والسلام مع كونه غائبا أمر مشروع .

ولهذا نقول في صلاتنا السلام عليك ايها النبي مع انه غائبا والصحابة يقولون السلام
عليك ايها النبي مع انه غائب ولا يسمعهم حتى لو كان معهم في الصلاة فهو لا
يسمعهم لكن لان هناك ملائكة سياحين يبلغون النبي صلى الله عليه وسلم السلام
من أمته ولأنه لما كان الإنسان قوي الإيمان بالرسول عليه الصلاة والسلام صار كأنه
حاضر عنده يخاطبه قال المؤلف إن الله وملائكة يصلون على النبي محمد صلى الله عليه وسلم

ثم قال يا أيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما أي قولوا اللهم صلي على محمد وسلم

* فما معنى التسليم ؟

قال بعض العلماء انك اذا قلت السلام عليك فالسلام من أسماء الله يعني الله عليك ..

*وما معنى الله عليك ؟ أي الله حفيظا عليك يراقبك ويحفظك.

وقال بعض العلماء : السلام عليك : أي التسليم عليك .

فهي جمله خبريه ( بمعنى الدعاء )
والسلام اسم مصدر سلم , مثل الكلام اسم مصدر كلم

فمعنى السلام عليك يعني تسليم الله عليك أي تسليمك من الآفات وهذا المعنى اصح

هذا المعنى هو الصحيح ان حين يقول الإنسان السلام عليك

انك تسال الله تعالى إن يسلمه من الآفات .
*الآفات الحسيه والمعنوية ؟ أو احدهما ؟
السلامة الحسيه والمعنوية .
فالسلامة الحسيه : سلامه البدن والعرض والمال
والسلامة المعنوية : سلامة الدين من الآفات

لان الإنسان محوض بآفتين آفة في الدين وآفة في الدنيا ..
والسلامة منهما جميعا من أكبر نعم الله على الإنسان

*يسال احدهم : هل يجب استحضار المعنى أثناء السلام ؟

أكثر الناس عندما يسلم يستحضر أنها تحيه فقط وهذا ما ينبغي بل الذي ينبغي أن

تستحضر بأنها دعاء له بالسلامة من الآفات لأنك إذا كنت لا تستحضر إلا أنها تحيه

صار لا فرق بينها وبين قولك: أهلا وسهلا بل ربما تكون التحية بأهلاً وسهلاً مرحبا
وحياك الله وبياك تكون ابلغ من هذا ولهذا ينبغي لنا ...
ما دام ما نويت المعنى الذي قصده الشارع صار لفظا مجرداً

فينبغي لنا اذا سلمنا على احد أن نستحضر أننا ندعوا له بالسلامة من الآفات

ولهذا لو أتيت بكل ترحيب ما قابل هذه الجملة الدعائية ان تدعوا الله له بالسلامة

الحاصل ان ما ذكر الأخ( سالم ) صحيح أن أكثر الناس يقول السلام عليكم من باب
التحية فقط .
احدهم يسأل : والرد كذلك ..؟
نعم والرد كذلك ..
يعني ينبغي لنا أن نستحضر المعاني في كل ما نقول ..

انتهــى كلامه رحمه الله وجزاه خيرا ...

( وذكر الشيخ في الشرح الممتع 3/227 )
( صل على محمد ) صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه في الملأ الأعلى أي عند الملائكة المقربين ..

اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آل وصحبه ومن تبعه الى يوم الدين ..

منقول للفائدة