الحر عبد إن طمع

من طرف ولد الجبل 2013-01-30, 9:52 am

الحر عبد إن طمع

بسم الله

الطمع : هو اشتهاء الشئ والرغبة في الحصول عليه واقتناص في سبيل ذلك كل الفرص واستعمال كل الحيل حتى ولو كانت علي ساب ماء وجهه وإهانة كرامته .... فالطامع لا يرى العيش سعيدا بدون اقتناص الفرص والأشياء والأشخاص ، وتراه يلهث لكسب لحظات في الحاضر علي حساب المستقبل ... وقد قيل ما من شيئ افسد لدين المرء من الطمع في شهوات الدنيا من مال أو منصب أو جاه، ذلك أن العبد إذا استرسل مع الأمنيات استعبدته كما يقال ... والطمع يذل الرجال وينقص قدرهم في نظر الآخرين ... فهو خلق سيئ وعادة قبيحة وفعل مشين لا يليق بالرجل الطموح المجتهد في حياته الملتزم بتعاليم دينه .

يقول الإمام الشافعي : العبد حر إن قنع والحر عبد إن طمع فاقنع ولا تطمع فلا شئ يشين سوى الطمع " .
يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله :
وكذا حال من كان متعلقًا برئاسة أو ثروة ونحو ذلك من أهواء نفسه، إن حصل له رضي وإن لم يحصل له سخط، فهذا عبد ما يهواه من ذلك، وهو رقيق له إذا لم يحصل ."

عندهذه العبارة نقف قليلا وننظر من خلالها في مجتمعنا بعد الثورة حيث كثير منا استهوتهم مراكز السلطة وشعروا بنشوة الرئاسة وقد ملكوا سلاحا يرهبون به الآخرين فطمعوا فيما لم يكن بمقدورهم ممارسته وحسن التصرف فيه ، وآخرين طمعوا في الثروة بعد أن تكشفت لهم خزائن البلاد وما فيها من اموال وبعضهم استولوا علي أملاك الغير من أراضي ومباني وسيارات وكل ما وقع تحت ايديهم استغلالا لفرصة غياب القانون ، وقد راينا ما قاموا به في سبيل ذلك من مظاهرات وقطع للطرق واعتصامات من اجل منافع شخصية واطماع اساءت للثورة والثوار ، فلم ينالوا من ذلك إلا سخط الناس عليهم واستهجان ما قاموا به من اعمال .

فهل يمكن لهؤلاء أن يعودوا إلى رشدهم ويحكموا الشرع والقانون علي تصرفاتهم ويضعوا ميزان العدل أمام اعينهم ونكونوا صفا واحدا امام كل طامع في نهب خيراتنا وإفساد ثورتنا لكي نبني دولتنا المنشودة التي ضحى من اجلها خيرة شباب البلاد .

نسأل الله أن يقينا شر الطمع، وأن يرزقنا القناعة..