تاريخ إنشاء المحطة الفضائية الدولية

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2009-10-04, 9:35 pm

عقدت روسيا والولايات المتحدة يوم 17 يونيو/حزيران اتفاقية التعاون في استكشاف الفضاء التي كانت الوكالة الفضائية الروسية ووكالة" ناسا" الامريكية قد وضعت على اساسها البرنامج المشترك " مير – شتل". وكان يقضي هذا البرنامج باطلاق المكوك الامريكي متعدد الاستخدام "سبيس شتل" الى المحطة الفضائية الروسية " مير" وضم رواد الفضاء الروس الى أطقم المكوكات الامريكية ، وضم رواد الفضاء الامريكيين الى أطقم المركبات الفضائية الروسية " سويوز" والمحطة الفضائية "مير".
وولدت أثناء تحقيق البرنامج " مير – شتل" فكرة توحيد البرنامجين الوطنيين وإنشاء محطة مدارية مشتركة.
وعرض في مارس/ آذار عام 1993مدير عام الوكالة الفضائية الروسية يوري كوبتيف وكبير المصممين في شركة " اينيرغيا" الروسية يوري سيميونوف على مدير وكالة "ناسا" الامريكية دانئيل غولدين عرضا بإنشاء محطة فضائية دولية.بطاريات شمسية
وأعلن فيكتور تشيرنوميردن رئيس الوزراء الروسي وألبرت غور نائب الرئيس الامريكي في 2 سبتمبر/ايلول عام 1993 البدء في تحقيق المشروع الجديد. ومنذ تلك اللحظة أطلقت على المحطة رسميا تسمية " المحطة الفضائية الدولية".
وانخرطت روسيا رسميا في شهر يونيو/حزيران عام 1994 بالعمل على إنشاء المحطة الفضائية الدولية، وذلك منذ توقيع "الاتفاقية المؤقتة الخاصة بالعمل المؤدي الى الشراكة في أنشاء المحطة الفضائية الدولية الدائمة".
وقد جرت في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1994 في موسكو اول جولة مشاورات بين الوكالتين الفضائيتين الروسية والفضائية. وعقدت اتفاقيات مع المؤسستين المشاركتين في المشروع "بوينغ" الامريكية و" اينيرغيا" الروسية.
وفي عام 1996 تم إقرار هيكل المحطة الذي كان من المفترض ان يتكون من مقطعين روسي وأمريكي (بمشاركة كندا واليابان وإيطاليا والدول الاعضاء في الوكالة الفضائية الاوروبية والبرازيل).
بداية المحطة الفضائية الامريكية
وقعت في 29 يناير/كانون الثاني عام 1998 بواشنطن الاتفاقيات بين الحكومتين الروسية والامريكية في موضوع إنشاء واستخدام المحطة الفضائية الدولية . كما وقعت مذكرات التفاهم بين الوكالات الفضائية في روسيا واوروبا وكندا حول التعاون في تصميم عناصر المحطة.
طاقم البعثة الفضائية 15وبموجب تلك الاتفاقيات يتم استخدام المقطعين الروسي والامريكي من قبل الوكالة الفضائية الروسية ووكالة" ناسا" الامريكية. اما المقطع الاوروبي فقد تم تقسيمه بين وكالة "ناسا" الامريكية (حصة 46.7 %) والوكالة الفضائية الاوروبية (حصة 46.7 %). كما تم تقسيم المقطع الياباني بين ووكالة" ناسا" الامريكية (حصة 46.7 %) ووكالة الابحاث الفضائية اليابانية الوطنية (حصة 51%).
وتم تقسيم العمل في مرحلة تركيب المحطة بين رواد الفضاء الروس والامريكيين بنسبة 50% لكل من الجانبين. وبعد تشغيل المحطة بقدرتها الكاملة كان يتعين على الطاقم الروسي المتألف من 3 أفراد العمل في قطاعه بشكل دائم. اما فترة العمل في القاطع الامريكي فتم تقسيمه كما يلي: نسبة الولايات المتحدة هي 76.6% ، ونسبة اليابان هي 12.8% ، ونسبة الوكالة الفضائية الاوروبية هي 8.3 % ، ونسبة كندا 2.3 %. وكان يحق للجانب الروسي استخدام نسبة 33% من موارد المحطة الفضائية الدولية.
وقد تم اطلاق اول عنصر للمحطة الفضائية الدولية، وهو الحجرة الانفصالية الروسية "زاريا" في 20 نوفمبر/كانون الثاني عام 1998 .وبدأت بهذا الاطلاق الفضائي المرحلة الثانية في تركيب أكبر بنية فضائية. كما يعتبر هذا اليوم يوم ولادة المحطة الفضائية الدولية.
وفي 7 ديسمبر/كانون الاول عام 1998 اوصل المكوك "اندفور" الامريكي الى المحطة الحجرة الامريكية "يونتي" التي التحمت بالحجرة الانفصالية الروسية.
والتحم في 26 يوليو/تموز عام 2000 الحجرة الانفصالية الروسية "زفيزدا" بوحدة الشحن المساعدة "زاريا".الوحدة الانفصالية زاريا
وفي 2 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2000 أوصلت المركبة الفضائية الروسية "سويوز تي ام -31" اول طاقم فضائي الى متن المحطة الفضائية الدولية .
وتم تقليص عدد أفراد الاطقم الامريكية طويلة المدى في المحطة الفضائية الدولية من 3 أفراد الى 2، وذلك بعد كارثة تحطم المكوك الفضائي الامريكي"كولومبيا" التي وقعت في 1 فبراير/شباط عام 2003 . وتعلق الامر ايضا بالشاحنات "بروغريس" الفضائية الروسية التي هي فقط تولت آنذاك تزويد المحطة بكل ما يلزم من المواد الضرورية لعمل الطاقم.
واستؤنفت تحليقات المكوك "شتل" باطلاق المكوك " ديسكفري" في 26 يوليو/تموز عام 2005. ومن المخطط القيام ب 17 تحليقا فضائيا من هذا النوع حتى سنة 2010 حين ينتهي استخدام المكوك. وقبل هذا الموعد سيتم إيصال الاجهزة وقطع الغيار اللازمة، سواء لاتمام تركيب المحطة او تحديث جزء من اجهزتها وبصورة خاصة جهاز التحكم عن بعد كندي التصنيع.
وقد تم تحليق " شتل" الثاني بعد كارثة تحطم " كولومبيا" في يوليو/تموز عام 2006 . واوصل المكوك الى المحطة الدولية رائد الفضاء الالماني توماس ريتر الذي انضم الى طاقم البعثة الطويلة الامد . وهكذا تم استكمال طاقم المحطة بعد مرور فترة 3 سنوات.
في 9 سبتمبر/ايلول عام 2006 قام المكوك " اطلنتس" بايصال عنصرين من تصاميم المحطة الفضائية ولوحين من البطاريات الشمسية، وكذلك مبردات للتحكم في درجة الحرارة بالحجرة الانفصالية الامريكية. وفي يوم 23 اكتوبر/تشرين الاول وصلت على متن المكوك " ديسكفري" الحجرة الانفصالية " جرموني " التي تم تركيبها مؤقتا بالحجرة الانفصالية "يونيتي". ثم اعيد تركيبها بالحجرة الانفصالية " دستيني" . وعلى هذا اختتم بناء المقطع الرئيسي الامريكي في المحطة الفضائية.
وفي عام 2008 أضيف الى المحطة مختبران. والتحمت بالمحطة في 11 فبراير/شباط الوحدة الانفصالية "كولومبوس" المصممة بطلب من الوكالة الفضائية الامريكية. وفي 14 مارس/آذار و4 يونيو/حزيران التحم بالمحطة مقطعان من المقاطع الثلاثة الرئيسة التابعة للمختبر "كيبو" الذي صممته وكالة الابحاث الفضائية اليبانية الوطنية ، وهما القسم المحكم السدل "مقطع الشحن التجريبي" والمقطع المحكم السد.
الحجرات الانفصالية الرئيسية في المحطة
تقوم المحطة على مبدأ الانفصال والتركيب. وتجرى عملية تركيب المحطة بطريقة الاضافة المتتالية للحجرات او الوحدات التي يتم تركيبها بتلك التي سبق ان اوصلت الى المحطة.
المختبر الانفصالي " دستيني"
التحام المختبر دستينييعتبرالمختبر الانفصالي " دستيني" (القدر) عنصرا اساسيا للمقطع الامريكي في المحطة الفضائية. واطلق على المختبر " دستيني" لقب اول محطة مدارية امريكية بعد المختبر "سكيلاب" الذي كان قد اطلق الى الفضاء في 14 مايو/آيار عام 1973 ، وكان يخصص للدراسات الفلكية والفزيائية والبيولوجية والطبية ومراقبة الارض. كما يعتبر "دستيني" من أغلى مكونات المحطة الفضية والذي بلغت قيمته 1380 مليون دولار امريكي. وقد بدأ في تشغيله في فبراير/شباط عام 2001 .
وتوجد في الحجرة الانفصالية "دستيني" عدد من المنظومات التي تؤمن عمل المحطة ككل. واهم ما فيها هو المختبر الامريكي الذي يسمح باجراء الدراسات العلمية. ويرى العلماء الامريكيون ان "دستيني" يمكنهم من تحقيق الاكتشافات المهمة في المجالات مثل علاج السرطان و داء السكري التقنيات البيولوجية والفيزياء علم الماده
الحجرة الانفصالية الروسية " زفيزدا"
تشكل الحجرة الانفصالية " زفيزدا" اساسا للمقطع الروسي . وتؤمن عمل الطاقم بتعداد حتى 6 افراد، كما تؤمن التحكم في المحطة التي تتغير هيكليتها بشكل منتظم. كما انها تعد وحدة اساسية للمحطة كلها ومسكنا رئيسيا للطاقم وموقعا لعمله. وتركب هنا اعقد الاجهزة التي من شأنها المحافظة على الظروف الطبيعة للمحطة الفضائية وطاقمها ، وتنظيم مستوى درجة الحرارة والرطوبة، وتزويد المجمع بالطاقة الكهربائية وتأمين الاتصال ثنائي الاتجاه بين طاقم المحطة ومركز القيادة الارضي والاتصال بين مقاطع المحطة، واستقبال المعلومات التلفازية وارسالها واستقبال معطيات التحكم، وتأمين التقارب والالتحام بين أقسام المجمع وصنع ظروف الخروج الى عرض الفضاء لرواد الفضاء وتأمين الصيانة والاصلاح على سطح المحطة الخارجي، وإجراء تجارب علمية وتطبيقية باستخدام الاجهزة الموصلة الى المحطة.
وحدة الشحن الوظائفية الروسية الامريكية المشتركة " زاريا"
تعتبر وحدة الشحن الوظائفية " زاريا" اول وحدة انفصالية في المحطة الفضائية الدولية مخصصة لتأمين التحكم في وحدات المحطة بمرحلة تركيبها الابتدائية. كم انها تؤمن التغذية الكهربائية والاتصال وواستقبال الوقود وخزنه وضخه. وتم اطلاقها الى الفضاء في 20 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1998 .
مقطع الالتحام " بيرس" (المرسى) الروسي
يعتبر مقطع الالتحام " بيرس" عنصرا من عناصر المقطع الروسي في المحطة الفضائية وله وظيفتان: اولاهما تأمين الخروج الى الفضاء لفردين من الطاقم ، وثانيهما تأمين التحام الشاحنات الفضائية من طراز "بروغريس – ام". وقد تم اطلاقه الى الفضاء في 15 سبتمبر/ايلول عام 2001.
خطط
رواد الفضاء في عرض الفضاءمن المتوقع زيادة امكانات المحطة الخاصة باستقبال الشحنات، ولذلك يخطط لان يبلغ تعداد الطاقم الدائم في المحطة 6 افراد. وقد تم في 9 مارس/آذار عام 2009 اول اطلاق لمركبة الشحن الاوروبية التابعة للوكالة الفضائية الاوروبية والتي تحمل على متنها حمولة يبلغ وزنها 7.7 طن. وسيجرى اطلاق كهذا كل سنة. وفضلا عن ذلك فمن المتوقع البدء في استخدام الشاحنات اليابانية القادرة على نقل حمولة 6 أطنان. ومن المخطط ايضا حتى عام 2010 تحديث المركبات الروسية "سويوز".

وتنتهي في عام 2010 تحليقات المكوك " سبيس شتل" المتعدد الاستخدامات ، الامر الذي يمنع الولايات المتحدة من دخول المحطة الفضائية الدولية بشكل مستقل. ولذلك تحاول وكالة "ناسا" الاسراع في تصميم وإنشاء مركبة فضائية جديدة من طراز " اوريون". غير ان ذلك لن يحقق اول اطلاق فضائي للمركبات من هذا النوع الا بحلول عام 2014 . كما تقوم وكالة "ناسا" باشراك مؤسسات خاصة الى تصميم مركبات شحن جديدة. وعقدت الوكالة اتفاقية مع شركة " سبيس اكس" حول تصميم وانشاء مركبة الشحن الفضائية من طراز " دريغون". ويمكن ان تقوم هذه المركبة الفضائية باول تحليق لها بحلول عام 2009 على اقل تقدير.
تاريخ إنشاء المحطة الفضائية الدولية 593