وديون شركات السياحة خيالية مقارنة بالمستشفيات

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2013-04-25, 7:43 pm

رئيس المكتب الصحى بالقاهرة : قريبا ً سيتم إغلاق ملف الجرحى ..وديون شركات السياحة خيالية مقارنة بالمستشفيات
أوشكت السلطات الليبية على إغلاق ملف الجرحى والمصابين الذين يتلقون علاجهم فى مصر وذلك بعد عامين من تراكم المديونيات التى وصلت لملايين الدولارات سواء للمستشفيات أو الشركات السياحية أو الفنادق.
ويعتبر ملف الجرحى والمصابين من أكثر الملفات الشائكة التى شابها العديد من أوجه الفساد خاصة وأن القائمين عليه من البداية لم يكونوا متخصصين أو من ذوي الخبرة والكفاءة.
إلتقينا بالدكتور يامن أبوستة المكلف برئاسة المكتب الصحى التابع للسفارة الليبية بالقاهرة والذى أكد أن أزمة ملف الجرحى والمصابين فى مصر وفى كثير من الدول لم تشهد إنفراجا إلا بعد أن تعاقدت وزارة الصحة الليبية مع شركة pwc منذ عدة شهور وهى شركة عالمية فى المراجعة والمحاسبة وتنتشر قروعها فى كثير من دول العالم.
كم يبلغ عدد المرضى والجرجى الموجودين حاليا فى مصر لتلفى العلاج؟
لم يتبق فى مصر حاليا إلا أعداد قليلة جدا مقارنة بالأعداد التى توافدت على مصر بعد الثورة والتى وصلت لـ30ألف جريج ومصاب والموجودون حاليا لا يتعدون الـ150 مريضا غالبيتهم من ذوي الأمراض النفسية والأمراض المزمنة كالأورام السرطانية وليس من بينهم إلا سبع أو ثمان جرحى فقط فضلوا استكمال علاجهم فى مصر ومتابعة حالتهم مع الأطباء الذين أشرفوا عليهم من البداية، لذا فإن ملف الجرحى والمصابين يعتبر حاليا شبه منتهى حيث تم نقل باقى الجرحى من ذوي الإصابات الجسدية إلى مستشفيات تركيا وتم إعادة جزء كبير منهم بعد العلاج إلى ليبيا .
ما هى أهم المشكلات التى لحقت بملف الجرحى والمصابين فى مصر؟
يعتبر تراكم الديون الكثيرة من أكبر المشكلات التى لحقت بهذا الملف وعندما صدر قرار من شؤون الجرحى فى شهر يوليو 2012 لتسوية هذه الديون اكتشفنا أن اللجنة الطبية السابقة قد تعاقدت مع مستشفيات دون المستوى من الدرجة الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة سواء فى القاهرة أو فى الاسكندرية لأنها هى المستشفيات التى تقبل أن تعالج الأجانب بالدين أما المستشفيات الكبرى مثل مستشفى السلام الدولى أو مستشفى دار السلام وهى مستشفيات درجة أولى فقد عالجت بعض الليبيين لفترة وعندما لم يتم تسديد ديونها من البداية رفضت استكمال علاجهم.
ونظرا لأنه فى ذلك الوقت كانت المستشفيات المصرية تعانى من قلة الإقبال عليها فقد وجدت فى الليبيين فرصة سانحة ووجدنا فواتير فيها مغالطات كبيرة ومن هنا جاء الفساد ووصلت المديونيات لمبالغ خيالية.
كم تبلغ هذه المديونيات تقريبا؟
بالنسبة للمديونيات فإن أقل مستشفى تصل مديونيته إلى حوالى 30 مليون جنيه مصرى أما الشركات السياحية فأقل شركة حوالى 21 مليون دولار فمثلا شركة الجزيرة ترافيل تبلغ مديونيتها 30 مليون دولار.
ولماذا وصلت مديونيات الشركات السياحية لهذه الأرقام الخيالية؟
عندما دققنا فى فواتير هذه الشركات وجدنا أن جميع الليبيين الذين تلقوا علاجهم فى مصر كانوا يقيمون فى فنادق خمس نجوم الليلة بها تتكلف 150 دولارا فضلا عن خدمات البى اكسترا ومنحة فى اليد تقدر بحوالى 1000 دولارا شهريا ومن ثم فإن السبب الرئيسي فى كل هذه المشكلات هوإسناد هذا الملف منذ البداية إلى أشخاص ليسوا من أهل الخبرة أو التخصص الأمر الذى أدى إلى إهدار الملايين من الأموال الليبية والغريب أنه حتى هذا المبنى الذى تم تخصيصه مؤخراً كمكتب صحى يعتبر فى حد ذاته إهدار للأموال الليبية فهذا المبنى يصل إيجاره لـ 6 ألاف دولار شهريا وهى فيلا ملحق بها مبنى أخر فى حين أن المكتب الصحى قد لايتكون إلا من خمس دبلوماسيين وقد أخبرت السفير الليبى السابق بذلك واقترحت عليه أن نأخذ مكتب فى السفارة لكن أصر على موقفه .
ومتى بدأت أزمة الديون فى الإنفراج؟
منذ أن تعاقدت وزارة الصحة فى ليبيا مع شركة pwc وهى شركة عالمية لا غبار عليها وتضم مراجعين ومحاسبين من الدرجة الأولى ومهمتها المراجعة على الشركات والمستشفيات والفنادق وتدقق فى الفواتير الصادرة عنها وتقارنها بالخدمات العلاجية المقدمة والأسعار المتاحة فى ذلك الوقت.
وما هى أهم المشكلات التى واجهت عمل هذه الشركة؟
قبل أن تبد أ الشركة عملها فى المراجعة والتدقيق قامت الوزارة فى ليبيا بتسديد 50% من المديونية لكل المستشفيات والشركات وهذا أدى إلى أن تنتقل مهمة الشركة من المراجعة إلى التفاوض خاصة وأن الكثير من العقود كانت غير قانونية ووصل التفاوص مع المستشفيات إلى تخفيضات وصلت لـ30%
هل كان للمكتب الصحى الليبى دور فى هذه التسويات؟
نحن لسنا طرفا فى التفاوض والشركة تعمل بشكل مستقل عن السفارة أو عن أى جهة ليبية هنا فى القاهرة، والطرفان الأساسيان هما المستشفى الذى له مستحقات ووزارة الصحة فى ليبيا التى عليها مديونيات والشركة هى التى تدير عملية التفاوض أما مسؤولية المكتب الصحى تنفيذية حيث إن التسوية تشترط سداد كامل المبلغ خلال 21 يوما من توقيعها وترسل وزارة الصحة بدورها حوالة مالية بالمبلغ المطلوب باسم المستشفى والمكتب الصحى بدوره يقوم بالدفع بناء على التعليمات المذكورة..
ما هى عدد المستشفيات التى حصلت على مستحقاتها المالية؟
تم تسديد مديونيات حوالى 13 مستشفى وشركة سياحية واحدة ومكتبا للعقارات فى الإسكندرية وباقى مستشفيان لم تصل أموالهم بعد .
ما هو مدى مصداقية هذه الشركة؟
أنا لا أشك فى شركة pwc ولو بنسبة ضيئلة وغالبا ما أحضر معها فى غالبية تسويتها مع المستشفيات ومن مصلحة الشركة الحصول على تخفيضات كبيرة لأن أرباحها تتحدد بناء على هذه التخفيضات
ماهى أهم المشكلات التى تواجهكم حاليا؟
من أهم المشكلات تأخر وصول الميزانية فضلاً عن عدم تفعيل اللجان المركزية للعلاج فى الخارج مثل لجنة شرق بنغازى، والمشكلة الأخطر التى واجهناها هى أنه بعد إنتهاء التسوية مع بعض المستشفيات تراكمت مديونيات جديدة على ليبيا نظرا لاستمرار علاج بعض المرضى من ذوي الأمراض المزمنة.