أول مظلي ليبي يعود الى طرابلس 1961 (( علي احمد المريمي ))

أول مظلي ليبي يعود الى طرابلس 1961 (( علي احمد المريمي ))
ولد فى طرابلس الغرب ليبيا يوم 26 فبراير 1936 م من أب وأم ليبيين, إنتقل مع والده للعمل بمدينة يفرن الجبلية والتي ترعرع فيها وتحصل على تعليمه الأساسي بمدارسها ثم عاد الى مسقط رأسه طرابلس للدراسة الثانوية بمدرسة طرابلس الثانوية للبنيين بشارع ميزران وإلتحق بعد ذلك بالمدرسة العسكرية بمدينة الزاوية (مسقط رأس والده) فور إنشائها وتخرج منها برتبة ملازم ثان فى سنة 1954 م حيث كان من أوائل الضباط الليبيين بالجيش الليبي, ومن خلال إنخراطه بالجيش أوفد في عدة دورات عسكرية منها دورة تدريبية لمشاة البحرية بمالطا وأهمها دورة عسكرية بالولايات المتحدة الأميريكية تحصل خلالها على شارة المظليين فى سنة 1960م وكان أول ضابط ليبي يتحصل على هذه الشارة وكان يوصف بالضابط المظلي حينها لأنفراده بهذه الصفة فى ذلك الوقت. وفى سنة 1967م تحصل على درجة الماجستير فى العلوم العسكرية (الأركان الحربية) فى مجال التعبئة العسكرية من بريطانيا (Staff College Camberley) .

تدرج في سلم الرتب العسكرية الى أن تحصل على رتبة عقيد ركن في سنة 1968م وتقلد عدة مناصب عسكرية رفيعة منها آمراً لعدد من الكتائب مثل كتيبة عمر المختار ومقرها الزاوية والكتيبة الثالثة بالأبيار قبل حدوث إنقلاب 1969 م المشئوم.

من إنجازاته العسكرية إستلام قلعة القاهرة بمدينة سبها من الأستعمار الفرنسي وكذلك المعسكر الكبير بمنطقة الهضبة الخضراء بمدينة طرابلس من الأستعمار البريطاني, وكان يكتب بمجلة الجيش منذ تأسيسها سنة 1957م لما يتمتع به من أسلوب بليغ فى الكتابة.
عند قيام الأنقلاب المشئوم سنة 1969م بقيادة ضباط صغار كان بمدينة دوسلدورف الألمانية في رحلة علاج أثر إصابة بالكتف أثناء ممارستة رياضة التنس الأرضي وبعد عودته الى أرض الوطن أقتيد الى سجن الحصان الأبيض وعرض عليه خيار أن يبقى بالسجن الى الأبد أو أن يرضى بإحالته الى العمل المدني حيث وافق على ذلك وأحيل الى وزارة الخارجية في وظيفة وزير مفوض وأرسل فوراً للعمل بسفارة ليبيا بمدينة بيروت – لبنان قائماً بأعمال السفارة كنوع من النفي للضباط أصحاب الرتب العالية بالجيش أنذاك رفقة الكثير منهم وزعوا على سفارات عدة, وبعد سنة نقل للعمل بالسفارة الليبية بتونس بعد إغتيال السفير الليبي هناك مع نهاية سنة 1970م حيث أكمل فترة الأربع سنوات ورفض بعدها العمل كسفير خارج الوطن وعين مديراً لأدارة العلاقات العربية الأفريقية أنذاك بوزارة الخارجية إعتقاداً منه بضرورة تواجده بليبيا والعمل على تغيير النظام الحاكم من عسكري الى مدني ولكن دون جدوى حيث كان كثير الأعتراض وزار المعتقل عدة مرات للشك فى ولائه تارة ولعلاقته المميزة مع معارضين بالخارج, وفي سنة 1982م رفض تغيير تسمية الوزارة الى أمانة والسفارات الى مكاتب شعبية وتغيير تسميته من سفير الى أمين مكتب شعبي كل مهامه تصب في نشر فكر الطاغية فقط وأضرب عن العمل صحبة زملاء له بالوزارة الى أن تم إحالته الى التقاعد الأجباري بقرار من القذافي صحبة زملاءة المضربين عن العمل وكان جلهم من الضباط السابقين سنة 1986م.

كان دائماً يحذوه الأمل في رؤية نهاية حكم الطاغية وأزلامه وينتظر ذلك ببالغ الصبر ولكنه أصيب بجلطة دماغية بتاريخ 12 مارس 2000م تسببت في شلل نصفه الأيمن وعدم قدرته على النطق والتذكر حيث أقعدته طريح الفراش الى أن وافته المنيه يوم 27 فبراير 2013م عن عمر 77 سنة.

متزوج من إمرأة ليبية وهي إبنة المجاهد الشيخ محمد توفيق الغرياني رحمه الله قائد معركة الكليبة ضد الأستعمار الأيطالي وأحد أعلام الجهاد ومرحلة الأستقلال وله منها أربع أولاد وبنت.