إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
سارق النار.. يحتاج إلى الحطب
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سارق النار.. يحتاج إلى الحطب
سارق النار.. يحتاج إلى الحطب..!
حادثة حقيقية تروى دائما في المحافل الجامعية ويتندر بها المثقفون:
أستاذ جامعي مخضرم وشهير بأبحاثه ودراساته التي تملآ أرفف المكتبات، طلب اليه دارس أن يشرف له على رسالته للحصول على الدكتوراه فقبل ورحب وأبدى كل صنوف الشهامة واستعداد التعاون، وقد كان.
يوم مناقشة البحث وإجازته لدرجة الدكتوراه بدأ الأستاذ المشرف - الذي يتوسط لجنة من ثلاثة من الأساتذة - في تقديمه للطالب والرسالة وصعوبة الموضوع، وأسهب في بيان مدى ما بذله الطالب من جهد مضن في جمع المعلومات وتوظيفها، والخروج من ذلك برؤية خاصة جديرة بكل الاعتبار.
وقد أفاض وأطال في الثناء على الرسالة شكلا وموضوعا حتى استنفد أغلب الوقت. في أثناء هذا لاحظ الذين حضروا المناقشة أن الأستاذ الجالس إلى يمين المشرف متوتر، يعطي اشارات بيده دون كلام للأستاذ الذي لم يفهمها
كأنما يريد أن يقاطعه، أو كأنه مترجم لكلام المشرف إلى لغة الاشارة كي يستوعب الصم والبكم من الحاضرين، على نحو ما نرى في بعض نشرات الأخبار بلغة الاشارة، ويبدو أن الأعراف أو التقاليد الجامعية هي التي كانت تمنع أستاذ الميمنة من الكلام، لأنه ما أن أمسك المشرف كوباً من الماء ليبلل فمه الذي جف من الكلام، حتى انتهز الدكتور المقهور الفرصة وصاح:
«كفاية يا دكتور..، هذه الرسالة كلها بالحرف الواحد منقولة من كتاب لك أنت، وأنت لا تدري!» وأخرج كتابا من تأليف المشرف ومده اليه قائلا:«أخرج لي من رسالة الطالب حرفا واحدا يزيد على كتابك..» .
ضجت القاعة، ولكن المشرف الذي تأكد أن الطالب سطا على كتاب له كان قد نسيه - ربما مثلما نسي غيره من كتبه - قال: اذا كان الأمر كذلك فأظن أن بحثي يستحق الدكتوراه، أعطوها له لأن عندي واحدة أخرى.
القصة حقيقية، فكيف نصنفها؟ مزحة أم كارثة؟ كوميديا أم مأساة ؟
لا يعنينا ما فعله الطالب رغم ما فيه من فجر، فقد كان بوسعه أن يسطو على أستاذ مجهول لا أن يغامر بالسطو على مشرفه الذي يفترض أنه راجع معه الرسالة فصلا بعد فصل وأعطاه أمر الطباعة، وانما يعنينا موقف الأستاذ الذي نسي ما كتبه بنفسه في دراسة المفترض أنه عكف عليها حتى استوت بين يديه، خاصة وأنه أستاذ كبير السن والمقام، لكنني فيما أظن لدي تفسير لهذا الأمر..
في الماضي البعيد كان على الباحث أن يركب حماره ويسافر من الغرب إلى الشرق ليؤكد إسناد رواية حديث، أو ليحصل على هامش في كتاب مهمل يؤكد له صحة ما رواه.. كان البحث توثيقا بالاطلاع والسمع من المصادر ولا شيء يغني عن السمع والرؤية، ثم وفرت المطابع والتوزيع والترجمة هذا الجهد وجمعته داخل قاعة واحدة في احدى المكتبات العامة
ثم وفرت التقنيات الحديثة عناء الانتقال من البيت إلى مكتبة عامة وجمعت كل احتياجات الباحث في مساحة 1سم *1سم هوحجم زر في الحاسب الآلي، يضغطه فتنهال المعلومات سيلا لا يتوقف.
هذا امتياز لعصرنا بما يوفره من وقت للباحث يتأمل فيه ما جمع ويجاور الحقائق ويخلص إلى النتائج ويعرض رؤية إبداعية جديدة تضاف إلى منجز السابقين، لولا أننا - بسبب هذه السهولة ذاتها - تعودنا سلوكا بحثيا آخر:
1 - افتح جوجول 2 - اكتب عنوان الموضوع 3 - ظلل كل النصوص 4 - استخدم الأمر «انسخ» 5 - استخدم الأمر «الصق» في مستند جديد، تخرج بكتاب شامل من ألف صفحة في خمس دقائق، وكنصيحة أساسية:
«لا تضيع وقتك في قراءة ما تنقل أو مراجعته فقد قام غيرك بهذه المهمة» وكنصيحة إضافية:
« لا تبالِ ان كنت تعرف محتوى كتابك أو لا تعرف، فغيرك عارفون، واذا وجدت نفسك مرة قد سطوت على نفسك دون أن تدري فلا تهتم لأننا بشر من صفاتنا السهو والخطأ والنسيان..!»
أريد أن أقفز من هذا كله إلى شيء آخر وختامي:
اذا كنت من العاكفين على دراسة، أو كنت ممن اختار الكتابة مجالا لنشاطه أو ساحة لممارسته، سواء خرجت كتابتك في مجلد أو زاوية صغيرة في جريدة، فقيمة ما تنتجه لا تقاس بما يحتوبه عملك من معلومات، جوجل يقوم بالواجب كله، وإنما القيمة في «منهج» أنت وحدك صاحبه، وفي «رؤية» لم يسبقك اليها عابث أو جاد، وفي «طريقة» تحمل بها أفكارك إلى الآخرين لم يعهدها قارئ من قبل، وفي «صبر» تنضح به الكلمات و«اخلاص وضمير» يوجهان مسار الكتابة، ومعذرة أستثني نفسي من هذا كله ليظل أمامي طموح اسعى اليه..!
منقول ............
د.مطلق المطيري
حادثة حقيقية تروى دائما في المحافل الجامعية ويتندر بها المثقفون:
أستاذ جامعي مخضرم وشهير بأبحاثه ودراساته التي تملآ أرفف المكتبات، طلب اليه دارس أن يشرف له على رسالته للحصول على الدكتوراه فقبل ورحب وأبدى كل صنوف الشهامة واستعداد التعاون، وقد كان.
يوم مناقشة البحث وإجازته لدرجة الدكتوراه بدأ الأستاذ المشرف - الذي يتوسط لجنة من ثلاثة من الأساتذة - في تقديمه للطالب والرسالة وصعوبة الموضوع، وأسهب في بيان مدى ما بذله الطالب من جهد مضن في جمع المعلومات وتوظيفها، والخروج من ذلك برؤية خاصة جديرة بكل الاعتبار.
وقد أفاض وأطال في الثناء على الرسالة شكلا وموضوعا حتى استنفد أغلب الوقت. في أثناء هذا لاحظ الذين حضروا المناقشة أن الأستاذ الجالس إلى يمين المشرف متوتر، يعطي اشارات بيده دون كلام للأستاذ الذي لم يفهمها
كأنما يريد أن يقاطعه، أو كأنه مترجم لكلام المشرف إلى لغة الاشارة كي يستوعب الصم والبكم من الحاضرين، على نحو ما نرى في بعض نشرات الأخبار بلغة الاشارة، ويبدو أن الأعراف أو التقاليد الجامعية هي التي كانت تمنع أستاذ الميمنة من الكلام، لأنه ما أن أمسك المشرف كوباً من الماء ليبلل فمه الذي جف من الكلام، حتى انتهز الدكتور المقهور الفرصة وصاح:
«كفاية يا دكتور..، هذه الرسالة كلها بالحرف الواحد منقولة من كتاب لك أنت، وأنت لا تدري!» وأخرج كتابا من تأليف المشرف ومده اليه قائلا:«أخرج لي من رسالة الطالب حرفا واحدا يزيد على كتابك..» .
ضجت القاعة، ولكن المشرف الذي تأكد أن الطالب سطا على كتاب له كان قد نسيه - ربما مثلما نسي غيره من كتبه - قال: اذا كان الأمر كذلك فأظن أن بحثي يستحق الدكتوراه، أعطوها له لأن عندي واحدة أخرى.
القصة حقيقية، فكيف نصنفها؟ مزحة أم كارثة؟ كوميديا أم مأساة ؟
لا يعنينا ما فعله الطالب رغم ما فيه من فجر، فقد كان بوسعه أن يسطو على أستاذ مجهول لا أن يغامر بالسطو على مشرفه الذي يفترض أنه راجع معه الرسالة فصلا بعد فصل وأعطاه أمر الطباعة، وانما يعنينا موقف الأستاذ الذي نسي ما كتبه بنفسه في دراسة المفترض أنه عكف عليها حتى استوت بين يديه، خاصة وأنه أستاذ كبير السن والمقام، لكنني فيما أظن لدي تفسير لهذا الأمر..
في الماضي البعيد كان على الباحث أن يركب حماره ويسافر من الغرب إلى الشرق ليؤكد إسناد رواية حديث، أو ليحصل على هامش في كتاب مهمل يؤكد له صحة ما رواه.. كان البحث توثيقا بالاطلاع والسمع من المصادر ولا شيء يغني عن السمع والرؤية، ثم وفرت المطابع والتوزيع والترجمة هذا الجهد وجمعته داخل قاعة واحدة في احدى المكتبات العامة
ثم وفرت التقنيات الحديثة عناء الانتقال من البيت إلى مكتبة عامة وجمعت كل احتياجات الباحث في مساحة 1سم *1سم هوحجم زر في الحاسب الآلي، يضغطه فتنهال المعلومات سيلا لا يتوقف.
هذا امتياز لعصرنا بما يوفره من وقت للباحث يتأمل فيه ما جمع ويجاور الحقائق ويخلص إلى النتائج ويعرض رؤية إبداعية جديدة تضاف إلى منجز السابقين، لولا أننا - بسبب هذه السهولة ذاتها - تعودنا سلوكا بحثيا آخر:
1 - افتح جوجول 2 - اكتب عنوان الموضوع 3 - ظلل كل النصوص 4 - استخدم الأمر «انسخ» 5 - استخدم الأمر «الصق» في مستند جديد، تخرج بكتاب شامل من ألف صفحة في خمس دقائق، وكنصيحة أساسية:
«لا تضيع وقتك في قراءة ما تنقل أو مراجعته فقد قام غيرك بهذه المهمة» وكنصيحة إضافية:
« لا تبالِ ان كنت تعرف محتوى كتابك أو لا تعرف، فغيرك عارفون، واذا وجدت نفسك مرة قد سطوت على نفسك دون أن تدري فلا تهتم لأننا بشر من صفاتنا السهو والخطأ والنسيان..!»
أريد أن أقفز من هذا كله إلى شيء آخر وختامي:
اذا كنت من العاكفين على دراسة، أو كنت ممن اختار الكتابة مجالا لنشاطه أو ساحة لممارسته، سواء خرجت كتابتك في مجلد أو زاوية صغيرة في جريدة، فقيمة ما تنتجه لا تقاس بما يحتوبه عملك من معلومات، جوجل يقوم بالواجب كله، وإنما القيمة في «منهج» أنت وحدك صاحبه، وفي «رؤية» لم يسبقك اليها عابث أو جاد، وفي «طريقة» تحمل بها أفكارك إلى الآخرين لم يعهدها قارئ من قبل، وفي «صبر» تنضح به الكلمات و«اخلاص وضمير» يوجهان مسار الكتابة، ومعذرة أستثني نفسي من هذا كله ليظل أمامي طموح اسعى اليه..!
منقول ............
د.مطلق المطيري
حبة مسك- مشرف
-
عدد المشاركات : 3906
العمر : 60
رقم العضوية : 263
قوة التقييم : 57
تاريخ التسجيل : 12/06/2009
رد: سارق النار.. يحتاج إلى الحطب
افهم من هذا الكلام كله ان المشرف فاقد الذاكره....وكل الشكر الى قوقل الذى وفر الجهد والوقت الى كل من يسعى من اجل تحصيل العلم...اعتقد هذا ماتقصده ياحبة مسك....مشكور اخى العزيز على القصه الجميله بارك الله فيك
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
بوفرقه- مراقب
-
عدد المشاركات : 34697
العمر : 58
رقم العضوية : 179
قوة التقييم : 76
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
رد: سارق النار.. يحتاج إلى الحطب
بالضبط صديقي بوفرقة كلما ما فهمته ...
وأشكرك على الإطلالة الرائعة والمثرودة ترجا فيك .
وأشكرك على الإطلالة الرائعة والمثرودة ترجا فيك .
حبة مسك- مشرف
-
عدد المشاركات : 3906
العمر : 60
رقم العضوية : 263
قوة التقييم : 57
تاريخ التسجيل : 12/06/2009
رد: سارق النار.. يحتاج إلى الحطب
مشكور حبة مسك
ادريس بوزويتينة- فريق اول
-
عدد المشاركات : 4426
العمر : 38
رقم العضوية : 102
قوة التقييم : 11
تاريخ التسجيل : 03/04/2009
رد: سارق النار.. يحتاج إلى الحطب
اشكرك يا ادريس على المرور
حبة مسك- مشرف
-
عدد المشاركات : 3906
العمر : 60
رقم العضوية : 263
قوة التقييم : 57
تاريخ التسجيل : 12/06/2009
رد: سارق النار.. يحتاج إلى الحطب
مشكور على هذا الموضوع الرائع
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» المعاق لا يحتاج شفقه يحتاج ان نعامله گـ "انسان"
» بريوش علي الحطب
» بالصور .... فن الحطب
» “الحطاب” وفر الحطب لمواقع القوات المسلحة على طول محاور درنة…أصيب وينتظر العلاج خارج البلاد
» قبض على سارق ذهب فى بنغازي
» بريوش علي الحطب
» بالصور .... فن الحطب
» “الحطاب” وفر الحطب لمواقع القوات المسلحة على طول محاور درنة…أصيب وينتظر العلاج خارج البلاد
» قبض على سارق ذهب فى بنغازي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR