لماذا يبتعد طفلي عن اللعب مع الأطفال؟

إبني البكر في صف البستان. لديه مشكلة عدم الثقة بنفسه. كل يوم يريدني أن أوصله للصف وأفتح معه باب صفه حتى يدخل. لا يشارك كثيرا لعب الأطفال في الساحة الخارجية. يرتاح باللعب في الزوايا الخيالية مع عدد قليل من الأطفال. يفضل المشاهدة والمراقبة .
معلمته دائما تشجعه وتخبرني بأنه من المجموعة الأولى في صفه ومتميز بالحساب والفعاليات وينجز الفعاليات على أكمل وجه .ما أسباب تلك الحالة وكيف التعامل معه؟

الجواب:

بماذا يتميز مزاج طفلك؟
طفلك يتميز بمزاج المتقبل. في كتابي " نعم للتربية الإيجابية" في الفصل الثالث ص 22 وصف لمزاج الطفل المتقبل. الوصف ينطبق على طفلك في كل ما ذكرته. هو لا يرتاح ولا يتقبل بسرعة المشاركة وتبديل الأصحاب، الظروف. هو يحتاج لوقته الخاص بالتأقلم. يحتاج لأن يعرف عن كل تغيير ويرتاح بالثبات المتكرر.
كما شرحت في رسالتك هو غير متسرع بالمشاركة إلى أن يراقب ويتفحص ويختبر من بعيد. كما العالم والباحث. هو لا يرغب بالقيادة عكس أغلبية الأطفال.

ماذا يحتاج طفلك؟
هو يحتاج لتقبل تميزه المزاجي. لا لمحاولة تغيير مزاجه، لتعنيفه، لتسريعه أو لتوبيخه. نعم لتشجيعه بالامتداح وبالتميز. أسلوب مربيته مناسب جدا لمزاج طفلك. إحترامك لخصوصيته يؤكد له تقبلك ويزيد من ثقته بنفسه.
نموذج المزاج المتقبل كثيرا ما يهمله المربون لأنه غير متطلب ويتصف بالهدوء. لا ينصح بسؤاله اختيار برنامج أو سلوك مثل، ماذا تريد أن تختار؟ أو بماذا تفكر أو تشعر عندما...؟ تلك أسئلة لا تناسبه وتحرجه.
يحتاج طفلك لكثير من فعاليات وأنشطة حركية مسلية ولكن من غير جمهرة عدد من الأطفال. طفل واحد يرتاح إليه يكفي. لا لضجيج المجموعات من الأطفال. من المهم السماح له بأخذ دور المتفرج عند وجوده في مجموعة أطفال. اختياره عدم المشاركة لا يدل على قلة ثقة بل تلك هي اختياراته التي يرتاح معها ويستفيد منها. من وسائل التسلية المريحة له سرد القصص وتقليب صفحات كتاب القصة. يمكنه التمتع بتلك الفعالية مدة طويلة من غير ملل أو اعتراض.