إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
جايمس فولي... الصحافة في زمن قطع الرؤوس!
صفحة 1 من اصل 1
جايمس فولي... الصحافة في زمن قطع الرؤوس!
سنة عاشها الصحافي الأميركي جايمس فولي انتهت بموت مأسوي على يد تنظيم "الدولة الإسلامية"، "داعش" سابقاً. موتٌ حاصره ونجا منه في السجون الليبية ليلفظ أنفاسه مقطوع الرأس في سوريا بعدما فُقد أثره في إدلب في تشرين الثاني 2012.
عام 2011 كان فولي مراسلاً لموقع "غلوبال بوست"، ومقره بوسطن، في ليبيا التي قدم إليها من أفغانستان. وقد خُطف على أيدي كتائب العقيد معمر القذافي مع ثلاثة من زملائه، بينهم كلير مورغانا جيليس التي كانت تراسل صحيفة "يو أس آي توداي". 44 يوماً مرت عليهم ينتظرون الموت مع كل حركة لمحتجزيهم، وإدارات الصحف والمواقع التي كانوا يراسلونها تحاول الضغط على وزارة الخارجية الأميركية وكل من يستطيع التأثير في الواقع الليبي الذي كان حينها، كما هو الآن، مفتوحاً على كل الاحتمالات.
وقالت كير مورغانا جيليس أن "جيم" أنقذ حياتها مرتين، ولم يكن مر شهر على تعارفهما في بنغازي في آذار 2011. وأضافت :"لم يسبق لي الوجود في منطقة حربية قبلاً، وهو كان أمضى سنوات يغطي النزاعات، فكان يحدد لي متى أختبأ ومتى أركض... جيم لا يطيق نقاط التفتيش، وينبذ السكون والخمول وأي شيء يعوق تحركه. هو لا يهدأ حتى يبلغ وجهته التالية ويصير أقرب إلى الحدث. وحين احتُجزنا في ليبيا، حوَل جيم كل الطاقات التي في داخله نحونا، لنبقى أقوياء ونحتفظ بالأمل".
وروت أنها عادت مرة إلى الزنزانة تجهش بالبكاء بعد ست ساعات من التحقيق المتواصل معها الذي انتهى فجراً، فقال لها بهدوء :"عملهم يقضي بتفتيت المناعة النفسية، فعلوا ذلك بك اليوم، سيأتون إلي غداً، لا تقلقي، وحاولي النوم".
وبعد ذلك نُقل الصحافيون من السجن إلى منزل مُحصن في سرت. وقف فولي وسط زملائه وخاطبهم بحزم :"لدينا كل ما نحتاجه، الأقلام والأوراق والسجائر والقهوة. لا ذريعة لأي منكم، لنكتب ما نعيشه".
وبعد أيام من تحريره، قطع إجازة كان في أمس الحاجة إليها ليشارك في تأسيس مؤسسة لتكريم المصور الأفريقي الجنوبي أنطون هاميريل الذي قتل على بعد خطوات منه. وأشرف لاحقاً على مناسبات اجتماعية لجمع التبرعات لأرملته وأولاده، مع أنه لم يكن يعرفهم قبلاً ولا كان هاميريل صديقه.
بعد سنة، انتقل فولي إلى الداخل السوري. وُلدت مغامرته صدفة. كان على الحدود السورية-التركية، فقرر عبورها برفقة مترجم.
وروت كلير مورغانا جيليس أنه أطلق حملة لجمع التبرعات لتأمين سيارة إسعاف لمستشفى دار الشفاء الميداني في حلب حيث أمضى أسابيع يصور محنة الأطباء والجرحى في مكان غير مجهز بأبسط المعدات.
وفي 22 تشرين الثاني 2012، تعقبه مسلحون في تفتناز في محافظة إدلب. ومنذ ذلك الحين انقطعت أخباره حتى ظهر في شريط فيديو يوثق موته. وبدا معه صحافي آخر يُدعى ستيفن سوتلوف عمل سابقاً في مصر وليبيا ويُرجح أنه مهدد بالموت.
محنة الصحافيين في سوريا
وتطرقت "الواشنطن بوست" اليوم إلى الأخطار التي يواجهها الصحافيون في سوريا التي تُعتبر المكان الأخطر للعمل الإعلامي. فمنذ عام 2011 قتل 69 صحافياً هناك، بينهم عدد كبير من الزملاء المحليين. خُطف 80 مراسلاً، ومصير 20 لا يزال مجهولاً.
وبين ضحايا النزاع السوري مشاهير من الصف الأول مثل الصحافية المخضرمة ماري كولفين التي قضت في حمص عام 2012، إلى شباب مغمورين يلقون بأنفسهم في المجهول، مسلحين بأوراق وأقلام وكاميرا وهاتف خليوي. أحد هؤلاء أوستن تايس الذي نشرت له الصحيفة العريقة تحقيقات عدة من دون أن تقرر توظيفه، مع أنه يملك خبرة في العمل التلفزيوني. غير أن حاله لم يكن أفضل من زملائه، إذ فُقد أثره في آب 2012.
وعددت الصحافية الإيطالية فرانسيكا بوري العام الماضي أخطار العمل الصحافي الحر في سوريا، لا تأمين على الحياة، لا موارد مالية لتوظيف مرافق ومترجم، و"يجد المرء نفسه وحيداً في المجهول، وفي حال أصيب بجروح خطرة، يتمنى الموت لأن لا قدرة له على وقف تدهور حاله".
أما بالنسبة إلى فولي نفسه، فلا يُعرف كيف انتهى به الأمر في قبضة مقاتلي "الدولة الإسلامية". وكان "غلوبال بوست" أطلق حملة عالمية لتحديد الخاطفين، واتصل بجهات عدة في تركيا ولبنان والأردن لتلك الغاية. وأكد المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري لوالدَي الصحافي، جون وديان، أن نجلهما ليس موقوفاً في سجون النظام. وفي تشرين الأول اقتنع ذوو فولي وزملاؤه أنه غير موجود لدى أي من جماعات الثوار المسلحة، وأنه محتجز لدى جماعات جهادية متشددة.
وأعاد موته المأسوي إلى الأذهان نهاية مماثلة لمواطنه دانيال بيرل الذي قتله متشددون على صلة بتنظيم "القاعدة" في باكستان عام 2002. صحافيان حاولا الذهاب إلى ما هو أبعد من الخبر، إلى الخلفيات والجذور، فاصطدما بوحشية قاطعي الرؤوس. مهنة البحث عن المتاعب ينتهي ممارسوها ضحايا الإرهاب وغياب الحماية القانونية والمهنية.
عام 2011 كان فولي مراسلاً لموقع "غلوبال بوست"، ومقره بوسطن، في ليبيا التي قدم إليها من أفغانستان. وقد خُطف على أيدي كتائب العقيد معمر القذافي مع ثلاثة من زملائه، بينهم كلير مورغانا جيليس التي كانت تراسل صحيفة "يو أس آي توداي". 44 يوماً مرت عليهم ينتظرون الموت مع كل حركة لمحتجزيهم، وإدارات الصحف والمواقع التي كانوا يراسلونها تحاول الضغط على وزارة الخارجية الأميركية وكل من يستطيع التأثير في الواقع الليبي الذي كان حينها، كما هو الآن، مفتوحاً على كل الاحتمالات.
وقالت كير مورغانا جيليس أن "جيم" أنقذ حياتها مرتين، ولم يكن مر شهر على تعارفهما في بنغازي في آذار 2011. وأضافت :"لم يسبق لي الوجود في منطقة حربية قبلاً، وهو كان أمضى سنوات يغطي النزاعات، فكان يحدد لي متى أختبأ ومتى أركض... جيم لا يطيق نقاط التفتيش، وينبذ السكون والخمول وأي شيء يعوق تحركه. هو لا يهدأ حتى يبلغ وجهته التالية ويصير أقرب إلى الحدث. وحين احتُجزنا في ليبيا، حوَل جيم كل الطاقات التي في داخله نحونا، لنبقى أقوياء ونحتفظ بالأمل".
وروت أنها عادت مرة إلى الزنزانة تجهش بالبكاء بعد ست ساعات من التحقيق المتواصل معها الذي انتهى فجراً، فقال لها بهدوء :"عملهم يقضي بتفتيت المناعة النفسية، فعلوا ذلك بك اليوم، سيأتون إلي غداً، لا تقلقي، وحاولي النوم".
وبعد ذلك نُقل الصحافيون من السجن إلى منزل مُحصن في سرت. وقف فولي وسط زملائه وخاطبهم بحزم :"لدينا كل ما نحتاجه، الأقلام والأوراق والسجائر والقهوة. لا ذريعة لأي منكم، لنكتب ما نعيشه".
وبعد أيام من تحريره، قطع إجازة كان في أمس الحاجة إليها ليشارك في تأسيس مؤسسة لتكريم المصور الأفريقي الجنوبي أنطون هاميريل الذي قتل على بعد خطوات منه. وأشرف لاحقاً على مناسبات اجتماعية لجمع التبرعات لأرملته وأولاده، مع أنه لم يكن يعرفهم قبلاً ولا كان هاميريل صديقه.
بعد سنة، انتقل فولي إلى الداخل السوري. وُلدت مغامرته صدفة. كان على الحدود السورية-التركية، فقرر عبورها برفقة مترجم.
وروت كلير مورغانا جيليس أنه أطلق حملة لجمع التبرعات لتأمين سيارة إسعاف لمستشفى دار الشفاء الميداني في حلب حيث أمضى أسابيع يصور محنة الأطباء والجرحى في مكان غير مجهز بأبسط المعدات.
وفي 22 تشرين الثاني 2012، تعقبه مسلحون في تفتناز في محافظة إدلب. ومنذ ذلك الحين انقطعت أخباره حتى ظهر في شريط فيديو يوثق موته. وبدا معه صحافي آخر يُدعى ستيفن سوتلوف عمل سابقاً في مصر وليبيا ويُرجح أنه مهدد بالموت.
محنة الصحافيين في سوريا
وتطرقت "الواشنطن بوست" اليوم إلى الأخطار التي يواجهها الصحافيون في سوريا التي تُعتبر المكان الأخطر للعمل الإعلامي. فمنذ عام 2011 قتل 69 صحافياً هناك، بينهم عدد كبير من الزملاء المحليين. خُطف 80 مراسلاً، ومصير 20 لا يزال مجهولاً.
وبين ضحايا النزاع السوري مشاهير من الصف الأول مثل الصحافية المخضرمة ماري كولفين التي قضت في حمص عام 2012، إلى شباب مغمورين يلقون بأنفسهم في المجهول، مسلحين بأوراق وأقلام وكاميرا وهاتف خليوي. أحد هؤلاء أوستن تايس الذي نشرت له الصحيفة العريقة تحقيقات عدة من دون أن تقرر توظيفه، مع أنه يملك خبرة في العمل التلفزيوني. غير أن حاله لم يكن أفضل من زملائه، إذ فُقد أثره في آب 2012.
وعددت الصحافية الإيطالية فرانسيكا بوري العام الماضي أخطار العمل الصحافي الحر في سوريا، لا تأمين على الحياة، لا موارد مالية لتوظيف مرافق ومترجم، و"يجد المرء نفسه وحيداً في المجهول، وفي حال أصيب بجروح خطرة، يتمنى الموت لأن لا قدرة له على وقف تدهور حاله".
أما بالنسبة إلى فولي نفسه، فلا يُعرف كيف انتهى به الأمر في قبضة مقاتلي "الدولة الإسلامية". وكان "غلوبال بوست" أطلق حملة عالمية لتحديد الخاطفين، واتصل بجهات عدة في تركيا ولبنان والأردن لتلك الغاية. وأكد المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري لوالدَي الصحافي، جون وديان، أن نجلهما ليس موقوفاً في سجون النظام. وفي تشرين الأول اقتنع ذوو فولي وزملاؤه أنه غير موجود لدى أي من جماعات الثوار المسلحة، وأنه محتجز لدى جماعات جهادية متشددة.
وأعاد موته المأسوي إلى الأذهان نهاية مماثلة لمواطنه دانيال بيرل الذي قتله متشددون على صلة بتنظيم "القاعدة" في باكستان عام 2002. صحافيان حاولا الذهاب إلى ما هو أبعد من الخبر، إلى الخلفيات والجذور، فاصطدما بوحشية قاطعي الرؤوس. مهنة البحث عن المتاعب ينتهي ممارسوها ضحايا الإرهاب وغياب الحماية القانونية والمهنية.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» تشابه بين مقطعي الفيديو لقتل فولي وسوتلوف.. القاتل قد يكون ذاته وهذه الأدلة
» طرق علاج الرؤوس السوداء..
» طريقتين للقضاء على الرؤوس السوداء
» جديد "داعش" .. استخدام الأحصنة خلال قطع الرؤوس!
» دمية وسكين لتدريب أطفال "داعش" على ذبح وجزّ الرؤوس
» طرق علاج الرؤوس السوداء..
» طريقتين للقضاء على الرؤوس السوداء
» جديد "داعش" .. استخدام الأحصنة خلال قطع الرؤوس!
» دمية وسكين لتدريب أطفال "داعش" على ذبح وجزّ الرؤوس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-11-21, 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR