«شورى المجاهدين» يواصل تكميم الأفواه في درنة وترهيب معارضيه

تكميم الأفواه في درنة وترهيب المعارضين وسيلة يستخدمها «مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها» لفرض إرادته على أهالي المدينة، يؤكد ذلك واقعة منع الشيخ المهدي لعيرج من طرح مبادرة «أهالي درنة لحقن الدماء» على يد عناصره المتطرفة الخميس الماضي، وذلك بدعوى أن مبادرة الأهالي مؤيدة للجيش ومجلس النواب.

مدينة درنة. (تويتر)

الواقعة يرويها لـ«الوسط» مصدر من داخل مدينة درنة قائلا: «إن الاتفاق جرى على مناقشة المبادرة بساحة مسجد الصحابة، وعند حضور الشيخ المهدي العيرج جرى منعه من اعتلاء المنصة وتلاوة المبادرة، بل ومقاطعته، بحجة أنهم أولياء دم ولا يمكن القبول بهذه المبادرة التي تحابي الجيش والبرلمان وفقا لمجموعة من المتطرفين يقودها المدعو فرج الشاعري المكنى بأبي عمر والمدعو أبوبكر إشقيليف التابعين لمجلس شورى مجاهدي درنة».

فرج الشاعري أبوعمر هدد الشيخ المهدي العيرج قبل مجيئه وكانت هناك سيارة معتمة تقف أمام منزل العيرج الأيام الماضية

المصدر نفسه أكد أن «فرج الشاعري أبوعمر هدد الشيخ المهدي العيرج قبل مجيئه وكانت هناك سيارة معتمة تقف أمام منزل العيرج الأيام الماضية، وقد حضر الشيخ المهدي إلى الصحابة وسط حراسة أقاربه وإخوته».

القيادي بما يعرف بـ«شورى مجاهدي درنة وضواحيها» أحمد الحبيب. (أرشيفية:الإنترنت)

وكان الشيخ المهدي العيرج دعا أهالي درنة عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إلى مناقشة المبادرة قائلا: «في ساحة الصحابة لقاؤنا عند الخامسة مساء.. الخميس 18/ 8 / 2016، سيلقى على مسامعكم نص المبادرة، ثم يفتح الباب للحوار والإجابة في كل ما يخص هذه المبادرة، فهي ليست منزلة من السماء، إنما هي جهد إنساني كتبها بشر مثلكم يخطئون ويصيبون، يعانون كما تعانون، يقفون في طوابير الوقود والخبز والسيولة، تلفح وجوههم شمس بلادكم الحارقة، بعيدا عن القصور العامرة والفنادق الفاخرة وكواليس السياسة القذرة، وحدكم تملكون أن تجعلوها وثيقة تدفعون بها التهم عن الزاهرة الرؤوم، تهمة السلبية ونشر الفتن والإرهاب، كما تملكون أن تجعلوها حبرا على ورق لا يمثل إلا كاتبيها، الأمر لكم، ولا أحد يستطيع فرضها عليكم القرار عندكم، وهو منوط بحضوركم، ليس لدينا شيء نخفيه، أو نخجل منه».

مبادرة «أهالي درنة لحقن الدماء» 10 بنود، لقيت قبولا من أغلب مشايخ وخطباء المساجد وأعيان ومثقفي وناشطي المجتمع المدني بدرنة

وجاء في المبادرة التأكيد على ما أجمع عليه الليبيون كون الشريعة الإسلامية هي مصدر كل التشريعات والقوانين وأنها مادة لا يستفتى عليها، والمصالحة الوطنية الشاملة بين المدينة والمناطق المجاورة لها على أن تتحمل الدولة ديات القتلى وتعويض الجرحى، الذين سقطوا في النزاعات بين المدينة والمناطق المجاورة حسب العرف السائد والقوانين السارية ذات العلاقة.

واعتبرت المبادرة المجلس المحلي القناة الشرعية المنتخبة في المدينة من المواطنين، وعلى المجلس تحمل مسؤولياته ومخاطبة الجهات ذات العلاقة لتفعيل المؤسسات المدنية والأمنية والقضائية والعسكرية في المدينة كمديرية الأمن بجميع شعبها والحرس البلدي والجمارك والإسراع في تفعيل مكتب الجوازات، وميناء درنة البحري ودعمه في ذلك. بالإضافة إلى تكوين مجلس عسكري للمدينة من ضباط وضباط صف وجنود المدينة وشبابها وثوارها، على أن تكون هذه القوة تحت إمرة ضابط من ضباط من الجيش يتم اختياره بالتوافق تحت مسمى المجلس العسكري درنة أسوة بالمدن الأخرى.

المبادرة تدعو المجلس العسكري إلى وضع آلية واتخاذ كافة التدابير الأمنية لحماية المدينة وأهلها من عودة الخوارج والتكفيريين

وتدعو المبادرة هذا المجلس العسكري إلى وضع آلية واتخاذ كافة التدابير الأمنية لحماية المدينة وأهلها من عودة الخوارج والتكفيريين ومساعدة الجهات الأمنية في استتباب الأمن داخل المدينة.

كما يجب أن ترعى هذه المبادرة لجنة لتفعيلها وضمان وقف إطلاق النار وفتح الطرق المؤدية للمدينة تحت أي ظرف وتسهيل دخول كافة الاحتياجات من دواء وغذاء ووقود وسيولة نقدية إليها وعدم التعامل مع الناس على الهوية وتنأى بالمدينة عن الصراعات السياسية، والاهتمام بالبنية التحتية للمدينة وعودة الشركات لاستكمال المشاريع المتوقفة في المدينة وحصر الأضرار التي لحقت بمساكن وعقارات المواطنين جراء الحرب.

وشددت المبادرة على أن العمل على توصيل صوت المدينة للداخل والخارج عن طريق إيجاد قنوات تواصل مع وسائل الإعلام المختلفة ونقل الحقائق وما يجري في المدينة وعدم استغلال أوضاع المدينة في تحقيق أغراض سياسية وبث الفتن وإثارة الأحقاد ومقاضاة من يقومون بهذه الأفعال، وإعادة فتح إذاعة درنة المحلية على أن تكون تبعيتها للمجلس المحلي لنقل أخبار المدينة للناس جميعا، والتأكيد على استحقاق المدينة في انتخاب ممثليها في لجنة صياغة الدستور، ومجلس النواب وانتخاب المجلس البلدي للمدينة.

يتبني مكتب الأوقاف بمدينة درنة الخطاب الديني الوسطي المعتدل وفق المذهب المالكي المعمول به في البلاد

ويتبنى مكتب الأوقاف بمدينة درنة الخطاب الديني الوسطي المعتدل وفق المذهب المالكي المعمول به في البلاد، «وكل من يخالف بنود هذا الاتفاق يعتبر معرقلا لمساعي أهالي المدينة في تجنيبها الدماء والدمار فالله حسيبه وسيقف جميع أهالي المدينة ضده ويكتب التاريخ أنه سعى في تقويض السلم الأهلي فيها».

حقيبة تحمل مبالغ التي قال مجلس مجاهدي درنة إنها دية القتل بالخطأ. (أرشيفية: الإنترنت)

وجاءت مبادرة الأهالي ردا على ما طرحه «مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها» الأحد قبل الماضي من مبادرة تحدثوا فيها عن مرجعية جميع الأجهزة والمؤسسات في مدينة درنة إلى دار الإفتاء والشيخ الصادق الغرياني.

ولعل استعراض ما تحويه مبادرة «شورى المجاهدين» يكشف مدى التمسك بأفكارهم المتطرفة لفرضها على أهالي المدينة، فقد حوت مبادرة «شورى المجاهدين» التي أطلقوا عليها ميثاق درنة، ثمانية بنود هي:
1ـ أن الشريعة الإسلامية وأحكامها هي المصدر الوحيد للتشريع وكل ما يخالفها يعد باطلا ولاغيا.

2 ـ دعم أية حكومة يتفق عليها الشعب الليبي وفي المقدمة منه علماء الشريعة وعدم المساس بوحدة التراب الليبي.

3 ـ رفض أية وصاية خارجية تهدد استقرار البلاد وسلامة أراضيها.

4 الأخذ بقوة على يد الجماعات أو الأفراد الذين يكفرون المسلمين ويعتدون عليهم أو على ممتلكاتهم العامة أو الخاصة.

5 ـ الوقوف بحسم أمام كل مظاهر العنف والاعتداء على أهل المدينة.

6 ـ العمل على دعم محكمة المدينة بالقضاة والقوانين المنقحة من قبل دار الإفتاء والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة والاختصاص للقيام بعملها على أكمل وجه.

7 ـ العمل على إقامة مديرية أمن تتولى تسيير القطاع الأمني والشرطي بالمدينة، وتفعيل جميع مؤسسات المدينة وعلى رأسها إدارة الجمارك والحرس البلدي وإدارة الميناء وإدارة الجوازات وإدارة المرور

8 ـ توطيد العلاقات الاجتماعية والتعايش السلمي، والمحافظة على النسيج الاجتماعي مع كل المناطق المجاورة لمدينة درنة، ومراعاة حسن الجوار وصلة الرحم «على أن تكون مرجعيتهم الشرعية دار الإفتاء الليبية برئاسة فضيلة الشيخ الصادق الغرياني».

حي الـ 400 بمنطقة الساحل الشرقي. (أرشيفية: بوابة الوسط)

وكتب الناشط اهويدي القزيري أخي الشيخ المهدي العيرج أنا العبد الفقير من أطلق فكرة المبادرة وتم دعوة جميع مكونات مدينة درنة بما فيها مجلس شوري درنة

من جانبه كتب الناشط اهويدي القزيري منشورا على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قال فيه: «أشعر بالذنب.. أخي الشيخ المهدي العيرج أنا العبد الفقير من أطلق فكرة المبادرة وتم دعوة جميع مكونات مدينة درنة بما فيها مجلس شوري درنة، وعقد أول اجتماع بمكتبة الصحابة درنة بتاريخ 18 / 5 / 2016 والله من وراء القصد والسبيل هو حقن الدماء ومنع الحرب وإيجاد حلول سلمية لمدينة درنة وتفعيل كافة المؤسسات التابعة للدولة، ولكن تأخر الوقت كثيرا، إلى أن أعاد فتحها الشيخ بالقاسم بن عروس وتم العمل على قدم وساق من أجل إخراج مبادرة تكون قابلة للتطبيق بجدول زمني إلى أن جاء اليوم الخميس الموافق 18 / 8 / 2016 ثلاثة أشهر بالتمام والكمال موعد إلقاء المبادرة بساحة الصحابة، ولكن ما حدث اليوم من التهجم على الشيخ المهدي من أشخاص معلومين كان القصد منه منع إلقاء المبادرة على مسامع الجمهور الدرناوي وهذا شيء مرفوض عليه من وجهة نظري أي مبادرة لا تحظى بزخم شعبي وتطرح على أهل المدينة في ساحة الصحابة تبقى منقوصة».. المزيد في العدد الأربعين من جريدة الوسط.