ماذا تعني سيطرة الجيش على منطقة القوارشة؟

عادت قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر بعد نحو شهر من توقف المواجهات للاشتباك مع الجماعات الإرهابية المتمركزة في المحور الغربي من مدينة بنغازي.

وسيطرت القوات الليبية خلال اليومين الماضيين على مواقع جديدة في مدينة بنغازي شرق البلاد.وتمكنت القوات الخاصة الصاعقة بدعم من سلاح الجو من السيطرة على منطقة “القوارشة” بالكامل أحد أبرز معاقل الجماعات المتطرفة.وقال المكتب الإعلامي للقيادة العامة للجيش الليبي في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك إن قوات الجيش أحكمت قبضتها على كامل منطقة القوارشة بعد دحر فلول الإرهابيين من شارع “الشجر” و”المستشفى الأوربي” معاقل الإرهابيين الأخيرة في المنطقة.

و ليس من المستبعد أن يحسم الجيش الليبي المعركة في بنغازي خلال الأيام القليلة القادمة في ظل التقدمات التي حققها على مختلف المحاوار منذ أيام.



وقال المحلل السياسي الليبي عيسى عبدالقيوم إن استعادة القوارشة كاملة يعني تفرغ الجيش للجيب الأخير فى منطقة قنفودة كما يعني أيضا سقوطا وشيكا لمحور الصابري.

وتخوض قوات الجيش الليبي منذ أكثر من سنتين حربا على الجماعات الإرهابية في مدينة بنغازي.ولئن تمكنت من السيطرة على مساحات شاسعة من المدينة إلا أن بعض المناطق مازالت تتحصن داخلها المجموعات الارهابية على غرار “قنفودة” و “سوق الحوت” و”الصابري”.

وبحسب متابعين فإن الحسم العسكري في مدينة بنغازي سيكون له الأثر السياسي البالغ و سيرجح الكفة في ليبيا لصالح الجيش والسلطات الموالية له شرق البلاد، بعد أن يكون قد قطع الطريق أمام محاولات التيار الإسلامي الذي يحاول السيطرة على ليبيا منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي.

وتأتي هذه الانتصارات في وقت بدأت فيه بوصلة المجتمع الدولي تتجه نحو السلطات في المنطقة الشرقية كنتيجة لسيطرة الجيش الليبي على الموانئ النفطية مطلع سبتمبر الماضي.

وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر قد أعرب في آخر جلسة للحوار بيت الفرقاء الليبيين عقدت في مالطا الشهر الجاري، عن استعداده لاعادة فتح الاتفاق السياسي واجراء تعديلات على البنود التي يرفضها ممثلو المنطقة الشرقية.

ويطالب هؤلاء بحذف المادة الثامنة أو تعديلها، الأمر الذي يرفضه تيار الإسلام السياسي.

وتنص المادة الثامنة على انتقال جميع المناصب السيادية والعسكرية لسلطة المجلس الرئاسي بما فيها منصب القائد العام للجيش الليبي الذي يتولاه حاليا المشير خليفة حفتر، الأمر الذي يعتبره مؤيدوه سعيا واضحا لاستبعاده.

وكانت مجموعة الأزمات الدولية قد أصدرت تقريرا اعتبرت فيه أن الاتفاق السياسي الليبي الموقع قبل نحو عام وصل إلى طريق مسدود، وأن هناك حاجة ملحة لإطلاق مفاوضات جديدة تشمل خصوصا اللاعبين الأمنيين بهدف تعديل هذا الاتفاق.