مشتاق للقدم / للشاعر : علي شحات

من طرف ابن الباديه 2009-11-28, 1:13 pm

شوق الغريب لداره .. وصابر علي بعد الجبا وامراره .. مشتاق للقدم

شوق الغريب الجالي ... الفايت بلاده من أمدد وآجالي ...
المطرود جبر من وطنه حبيس ليالي ... موحشات يخفن في بصيص نهاره
الغايب زهاه مع غياب غوالي ... أنحاز وطنهم تحت العدو وحصاره
وكل يوم يفني في أعداد أهالي ... والجرم الوحيد الرفض لستعماره
بلوايح حقوق البشر لامُبالي ... ويهدد بكر القرن للنفاره
أغتال كم من عيل تقول هلالي ... وكم بنت غره من أربات عصاره
اللي بوصفها فاقت الريم الفالي ... وطويل ماح سالفها علي الظفاره
في التابوت زفت والدما شتوالي ... خرخوط زينها تحت اللحود تواره
وكم طفل في عمر الزهور ايوالي ... صباحه عللي ناظرين بشاره
داسه حديد أمجنزرات عوالي ... هشّم وهو حاضن دفتره وحجاره
شوق الشهيد أفدا الوطن الغالي ... لملاقاة ربه يوم كشف اسراره
مشتاق اللقا غالي امصيّف حالي ... بخطوره مع بعده ولوعة ناره
.................................................................

الشوق زرابه ... الخاطر ارغب ماضي قديم زهابه ...
شوق وطن خالي طايلات أجدابه ... فوق م السّير بومه غفير أوكاره
لبارق إيخثّق عقربه لهلابه ... شبوبه أمدخّن قاطبات أمطاره
سفّ المواطي والعلا وأرقابه ... وسيوله اتطوّح في العذا ع الطاره
ونبّت ربيع أمخضبات أعشابه ... رقمه وشيح ولسلسه واشقاره
عفا بغو روّح رايده يشلابه ... الدافي دلال الطوق والخواره
نيست الخالي منيت الكسابه ... رفّاعة مقام اللي اقلال أقداره
سلوم للبها ذيل العرب يرقابه ... ولروس التريس الخيّره ودّاره
فيه بجّدت نسيت الظيم أتعابه ... هي والغزال مع طيور حباره
وجت شايله م الني نين غلابه ... وحاشت اتدادي مقدره وسكاره
علي نجع في المبدور دق أطنابه ... ملفاه للغرب والضيف والدوّاره
حليب كسر صافي فاض عالحلابه ... منها وروّا ضيفها والجاره
أحماة شيخ لا حدّث لذيذ وجابه ... طويل صمت صمته كايد الثرثاره
والقاصر اللي ماله دموم قرابه ... محسوب في حسابه من حساب صغاره
وان صار الخطا والعيب م العايابه ... والعايب حكا ع الظلم باستهتاره
يلقا صقوره ع الكلا ضرّابه ... قساوة ذراع وفرسنه وجساره
مغاوير كسّر حيلهم ركابه ... للكوت المتلّ اللي لذيذ مصاره
اللي امنين حس بلذع قرن أركابه ... إيقنّد أطراف الدير في مشواره
أسباع وينما عالي الحس تنابه ... اليوم المظلّم جايبين أفخاره
كمين هزّ جاهم في خياب خيابه ... وعاود امواطي في الوطا منقاره
وتابعين راي الخير من شيّابه ... تلايت كتاب الله وان أفجاره
شوق من معاهم عاش سن شبابه ... لغوشّم ومو قابل حياة حضاره
مشتاق اللقا منحاز طال غيابه ... عني ونا مازلت في تذكاره

.......................................................................

شوق الغريب اللافي ... علي وطن مو وطنه أو وطنه جافي ...
الراحل بلا رادة وخوفه خافي ... في قلب واخذ م الهموم اعباره
شوق درب غابي تحت ردم السافي ... لمرور القفول وجرت السفّاره
شوق قلب عاشق مشتهي القوافي ... بليغة المعاني واضحة الاشاره
اللي لا أقتباس ولاخبر خُرافي ... ولا هو خبر تعجيز للفساره
وتلمس احساسات الخليل الوافي ... اللي طول ليله سامرات انظاره
وبهن يقتنع ع الشوك يمشي حافي ... العاشق اللي م الشوق حاس مداره
باسلوب سلس وايحرّك الشوق الغافي ... وع العاشق ايبرّد لوعته واقهاره
عفيف لفظ مو تجريح لذع مشافي ... ولا بوصف فاحش مكتسي الدعاره
ويجوز للخيال يزيد وصف إضافي ... ويطرد الحشو بفن الاستعاره
مضمونه لدى السامع دواه الشافي ... والراوي الكلام اللي نقي يختاره
وبالناقد الجيد نوصلوا المرافي ... و الناقد الحاقد نتركوه يساره
وحتى انكان شعري مو غليلي شافي ... واضحات عند السامعين آثاره
دليلي ذكي والزاد ود اولافي ... وما ايتوه من تبّع دروب كباره
وارضيت قول بوطاهر(1) زعيم اسلافي ... الشاعر ايبرّد لوعته بأشعاره
وعلي قول يانا مغتني من كافي ... لا نريد نسلّف ولا نمتاره
وعلي من عليه يزيد جمر اريافي ... نريد السلام ختام للقذاره

شوق الغريب لداره .. وصابر علي بعد الجبا وامراره .. مشتاق للقدم
......................................................................
(1) يقصد الشاعر اكبير المرحوم ابراهيم طاهر بوجلاوي الفاخري