إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
أبو الطيب المتنبي الشاعر العباسي
صفحة 1 من اصل 1
أبو الطيب المتنبي الشاعر العباسي
أبو الطيب المتنبي هو أحد أكثر شعراء العرب شهرة إن لم يكن أشهرهم على الإطلاق، وهو من الشعراء الذين اكتسبوا أهمية تجاوزت زمانهم ومكانهم، فلم يكن المتنبّي مجردَ شاعرٍ يملك من الفصاحة والبلاغة ما لا يملكه غيره من الشعراء، بل كانَ ذا شخصيةٍ مميزة، يعتز بنفسه ويفخر بها في قصائده ومجالسه. وقد كتب المتنبي شعر الهجاء والمديح والرثاء في السلاطينِ وغيرهم من الشخصيات المهمّة في زمنه. وقد كانَ للمتنبي أثر كبير في الشعرِ العربيّ امتدّ من زمنه إلى يومنا هذا، فلم يكفّ الشعراء عن قراءته، ولم يتوقّف الدّارسون للأدب العربيّ عن شرحه وتحليله ودراسته. نسب أبي الطيب المتنبي هو الشاعر العربيّ أحمد بن الحسين بن مرّة بن عبد الجبّار الجعفيّ الكنديّ الكوفيّ، والده جعفيّ وأمه همدانيّة، ولد في كندة إحدى مناطق الكوفة في العراق سنة ثلاث وثلاثمئة من الهجرة. نشأ المتنبي محباً للعلم والأدب وكان ذلك واضحاً من ملازمته للعلماء في مجالسهم، فكانَ غلاماً يتميز بالذكاء وقوّة الحفظ.[١] وقد نظم أول قصائده وهو في العاشرة من عمره مثأثراً بقصائد الشعراء القدماء وبشعر المعاصرين له، كما كان متأثراً بالشيعة وأخبار القرامطة.[٢] سبب تسميته بالمتنبي كانَ أبو الطيب المتنبي شاعراً يفتخر بنفسه أيّما افتخار، حتى نعته الكثيرون بالغرور، وكان يهدف أن يعرفه الناس في كل مكان، فادّعى النبوة في صحراء الشام حتى تبعه بعض من الناس. ولما سمع بذلك سلطان دولة حمص قاتله واعتقله، وبقي المتنبي معتقلاً إلى أن تاب وأُطلق سراحه، ومن هنا أطلق عليه لقب المتنبي.[٣] حياة أبي الطيب المتنبي نشأ الشاعر أبو الطيب في مدينة الكوفة وتعلم في أكثر مدارسها تميّزاً، وهي مدرسة تتبع النظام الشيعيّ. ثم انتقل إلى البادية العربية في سوريا (صحراء السماوة) مع أبيه ليقضي هناك سنتين من عمره كان لهما الأثر الكبير على فصاحته ولغته العربية القوية، التي ظهرت واضحة في أشعاره لاحقاً.[٤] ثم ارتحل عائداً إلى العراق، لكنّه لم يلبث هناك كثيراً لأنّ المدينة لم تكن آمنة له، ذلك أنّه كان متعاطفاً مع القرامطة الذين كانوا يغيرون على بغداد في تلك الفترة، فلم تكن المدينة مستقرّة حينها.[٥] في بداية حياته العملية اتخذ المتنبي من مدح الشخصيات الثرية والمهمة في البادية الشاميّة وبغداد وظيفة يمارسها، وقد تميزت أشعاره في هذه الفترة بطابع موسيقي للأبيات الشعرية، وبكثرة استخدام التعابير المتناقضة، والتركيز على التعابير الموجزة.[٤] المتنبي وسيف الدولة الحمداني كان سيف الدولة الحمداني أميراً وشاعراً وأديباً، أحبّ أن يحيط نفسه بأبرع الشعراء والأدباء في تلك الفترة، وبقي أبو الطيب المتنبي حينئذٍ بجانب أبي العشائر في أنطاكية ويتمنى القرب من سيف الدولة، فقدمه أبو العشائر لسيف الدولة الذي طلب من المتنبي أن يكون شاعراً في رحاب سلطته، فوافق المتنبي على ذلك مشترطاً الحفاظ على فخره بنفسه، فطلب من سيف الدولة ألا يكون كباقي الشعراء يقبلون الأرض بين يديه، وألا يلقي الشعر واقفاً مثلهم، ووافق سيف الدولة على ذلك. وكانت العلاقة بين سيف الدولة والمتنبي علاقةً قوية، فكانا أشبه ما يكونان بصديقين، وكان سيف الدولة سخيّاً كريماً مع المتنبي. ومن أكثر القصائد تميّزاً تلكَ القصيدة العصماء التي كتبها المتنبي بعد انتصار سيف الدولة على الروم في معركة ثغر الحدث سنة ثلاث وأربعين وثلاثمئة من الهجرة. وقد بدأت العلاقة بين سيف الدولة والمتنبي تضطرب بسبب الحسّاد الذين كانوا يحاولون الإفساد بينهما، فعاتبَ المتنبي سيف الدولة لاستماعه لتلكَ المكائد، وكتب يعاتبه ببعض الأبيات، فردّ عليه سيف الدولة بأبيات توحي بعدم رضاه، واستمرت المعاتبة الشعرية بينهما حتى قذفه سيف الدولة بمحبرة في وجهه في أحد المجالس.[٦] أبو الطيب المتنبي وكافور انتقل أبو الطيب المتنبي إلى مصر، وكان كافور أحد سلاطينها؛ يقال إنّه كانَ عبداً لكنه بذكائه وفطنته وشجاعته استطاع أن يصبح أحد السلاطين. أغدقَ كافور على المتنبي الدراهم وأهتمّ فيه أشد الاهتمام، فكتب فيه المتنبي بعض قصائد المديح. ولم يرَ المتنبي الكثير من الخير من السلطان كافور، وقد كان يعيش في ضيق منه بعدما ضيّق عليه في مصر، فهجاه بأقبح الهجاء. وبعد أن أحس المتنبي بالغربة في مصرَ، قرر الرحيل عنها سنة ثلاثمئة وخمسين للهجرة قاصداً مدينة الكوفة في العراق.[٧] مقتل أبي الطيب المتنبي اختلفت الروايات المذكورة في مقتل المتنبي، إلّا أنّ المؤرخين اجتمعوا على قصة واحدة، وهي أن المتنبي كان قد كتب قصيدة يهجو فيها ابن أخت فاتك الأسدي وهو ضبة بن يزيد العتبي، والذي كان غدّاراً وبذيء اللسان، ويؤذي الناسَ بكلامه، فلجأ الناس إلى أبي الطيب المتنبي ليكتب فيه قصيدة هجاء، فهجاه المتنبي وكتبَ فيه قصيدة كانت تحتوي أقبحَ كلمات الهجاء. وعند خروجه قاصداً بغداد لقيه صديق له وأخبره بنية فاتك الأسدي بأن يؤذيه، وأنّ عليه أن يصطحب معه من يحميه، لكنّ المتنبي رفض ذلك ولم يكن معه سوى غلمانه، فلقيهم فاتك وأصحابه وأرادوا قتاله، فهمّ المتنبي بالهروب، لكنّ أحد غلمانه قال له: أولست من قال: الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم. فهزمت المتنبي كلماته وذهب للقتال على مضض، وقتل في تلكَ الموقعة على طريق بغداد قريباً من دير العاقول هو وغلمانه.[٨] عوامل أثرت في شعر المتنبي تأثر شعر المتنبي بالعديد من العوامل منها:[٩] الروافد الثقافية: ظهر المتنبي في عهد الخلافة العباسية، حيث كانت الدولة تعاني الكثير من الضعف والهوان، فكان المتنبي يرثي الدولة ويحاول إيقاظها بأشعاره، وكان هناك السلاطين والأمراء الذي انكب المتنبي على مديح بعضهم كسيف الدولة الحمداني. الإحاطة باللغة والأدب: فقد كان المتنبي يحبّ التعلم ويسعى للحصول عليه، وقد اكتسب القوة في اللغة والبلاغة من الفترة التي قضاها في البادية. المجالس الأدبيّة: كان الكثير من السلاطين في تلك الفترة يهمتون بالشعر والأدب وينظمون مجالسَ أدبيّة يحلم كل شاعر أن يكون جزءاً منها، لكنّ الوصول إليها لم يكن سهلاً، ولأنّ المتنبي كان على علاقة حسنة مع السلاطين، فقد كان يشارك هذه المجالسَ عند إقامتها. المراجع ↑ الدكتور عبدالوهاب عزام (2013)، ذكرى أبي الطيب بعد ألف عام ، القاهرة: شركة نوابغ الفكر، صفحة 31،39،43،44. ↑ طه حسين (1937)، مع المتنبي، مصر: دار المعارف، صفحة 35،36. ↑ أحمد سعيد بغدادي (1932 )، أمثال المتنبي وحياته بين الأمل والألم ، القاهرة: مطبعة الحجازي، صفحة 7. ^ أ ب Josef W. Meri, Jere L. Bacharach (2006)، Medieval Islamic Civilization , London: taylor and francis group, Page 542. ↑ طه حسين (1937), مع المتنبي, مصر: دار المعارف , Page 57. ↑ جمال حامد (2008), سلسلة شعراء قتلتهم الكلمات, القاهرة: غراب للطباعة والنشر, Page 44-51. ↑ جمال حامد (2008), سلسلة شعراء قتلتهم الكلمات, القاهرة : غراب للطباعة والنشر, Page 56،69. ↑ جمال حامد (2008), سلسلة شعراء قتلتهم الكلمات, القاهرة : غراب للطباعة والنشر, Page 98-100. ↑ منير سلطان (1996 ), البديع في شعر المتنبي , الاسكندرية: منشأة المعارف , Page 19-24. شارك المقالة
عبدالله الشندي- فريق اول
-
عدد المشاركات : 3986
العمر : 41
قوة التقييم : 3
تاريخ التسجيل : 17/05/2016
مواضيع مماثلة
» أفضل مائة بيت لأبي الطيب المتنبي
» قصيدة واحر قلباه لابو الطيب المتنبي
» الأدب العربي في العصر العباسي
» حوار بين الشاعر ابراهيم بوجلاوى و الشاعر ادريس الشهيبى
» الشاعر سالم زايد الحاسي و الشاعر حاتم المغربي
» قصيدة واحر قلباه لابو الطيب المتنبي
» الأدب العربي في العصر العباسي
» حوار بين الشاعر ابراهيم بوجلاوى و الشاعر ادريس الشهيبى
» الشاعر سالم زايد الحاسي و الشاعر حاتم المغربي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR