من نوادر جحا

في ليلة بارده والثلج يغطي الارض والجبال ولا تسمع سوى عواء الذئاب

وصوت الرياح طلب امير المؤمنيين هارون الرشيد من الجالسين بمجلسه

ان يقترح كل منهم اقتراحا للتسليه فقال هذا وقال ذاك والاخر وكلها لم تعجب

الامير وطبعا كان من بين المتعوسيين الجالسين صديقنا جحا

فقال الامير عندي فكره ومن يقوم بها يحصل على الف دينار

قال من منكم مستعد للجلوس على راس الجبل حتى الصباح دون غطاء او نار

ومن يفعل ياخذ الف دينار حلالا زلالا

رفض الجميع الفكره الا اخونا جحا فقال انا يا مولاي فعقد الاتفاق وذهب جحا الى

راس الجبل وجلس تحت الثلج دون دفء ونار وغطاء حتى الصباح

ارسل الامير الجنود للجبل صباحا فوجدوا جحا متجمدا من البرد وحملوه الى القصر

وهناك استعاد عافيته

ساله الامير خبرنا يا جحا عن ليلتك

فقال جحا كما شاهدتني يا مولاي

قال الامير الم تشعل نارا ولم تحضر غطاء

قال جحا ابدا يا مولاي اقسم بالله اني لم افعل وان كل ما كنت اشاهده في ليلتي هذه

الموحشه سوى سراج منير في كوخ على الجبل الاخر

فصاح الامير ماذا سراج اذا خسرت الجائزه يا جحا فقد امدك هذا السراج بالدفء

جن جنون جحا وخرج يصرخ باكيا نادبا حظه المتعثر متوعدا بالرد

بعد ايام قليله دعا جحا الوالي ومن معه الى غذاء يقيمه لهم في بيته

فقبل الوالي الدعوه واخذ معه حاشيته ظهرا وتوجهوا الى بيت جحا وجلسوا ينتظرون

تاخر الطعام وغابت الشمس وجحا يقول صبرا لم ينضج بعد

اذن المغرب والعشاء وجحا يعدهم بطعام لذيذ حين ينضج

صاح الوالي من شدة الجوع والانتظار انت ما الذي تفعله اتكذب على امير المؤمنين

اريد ان ارى الطعام بنفسي وما هو هذا الطعام الذي لم ينضج بعد

ذهب الامير الى الداخل فطلب منه جحا الخروج معه خلف المنزل ليرى الطعام وهو على النار

ذهب الامير فوجد قدرا معلقا على اعلى الشجره وعلى الارض قد وضع جحا سراجا صغيرا

فصاح الامير ما هذا الجنون

اتريد لهذا القدر ان ينضج وهو في اعلى الشجره على هذا السراج

فرد عليه جحا بكل ثقه

وهل حصل جحا على الدفء من السراج الذي كان يشع من الجبل الاخر وحرمتني الاف دينار

اعجب الامير بذكاء جحا وفطنته وقدرته على الرد بحكمه وفكاهه وامر له بالفي دينار

منور يا باشا

ههههههههههههههه
رد برد
احسنت وشكرا

نمشكور