إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
لن يعود القارب وحيداً ...مفتاح التهامي جلغاف
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لن يعود القارب وحيداً ...مفتاح التهامي جلغاف
هبت الريح والقارب بصاحبه وسط البحر... خرج البحر عن هدوءه .. علت الأمواج ... وأصبحت كالطود العظيم... أحس الصياد بالخوف... شعور غريب لأزمة ، وبدأ الصياد يصارع ، وقاربه يعلو وينخفض ... وغشته الأمواج ... لم يترك الصياد وقاربه ... تشبث به... تبعثر السمك جزءَ من الشباك تشقق الصاري ... تمزقت القلوع ، وبقى القارب في صراع مع البحر .. لم ينسى الصياد زوجته ريم ، ووصيه طفلتيه عند الصباح ، والحديث عن ملابس العيد، وعروس البحر، وعن الحوت ... تذكر نظرات زوجته إليه وهي تدقق في ملامح وجهه الأسمر المستدير ، وتدعو له بطول العمر،وتطلب منه ألا يأمن البحر ، وأن يكون حذراً ... فكم من صياد بارع وسباح ماهر ابتلعهم أنه لا يرحم أحداً... تداعت إلى مخيلته صورتها وهو يبتسم لها... إنها ريم التي تسكن قلبه وجوارحه... إنها أجمل هبه أعطاها الله له ... إنها رفيقة عمره ... ضربات خفيفة على كتفيها.... نظر إلى أعلى هزت رأسها... خرج بخطواته الطويلة ، وصورته وصدى صوت أبنيه يرن في أذنيه... لا تنسى ملابس العيد يا أبي ... والصياد يهز رأسه علامة الموافقة ... يختفي ثم يضيع في بحر من الرمال... لابد أنه ركب قاربه.
ازدادت أمواج البحر عنفاً وغضباً ،موجه غاضبة ضربت القارب.... لم يتخل صاحبه عنه... تحطم القارب وبقى جزء منه ، أنه رفيق عمره ومصدر رزقه وعنوان حياته لأكثر من عشرين سنة.
لم يعرف الخوف ، يصارع البحر والموت معاً ، عاصفة هوجاء... أنه يصرخ وكأن صرخاته تمنحه القوة... لا يعرف إلى أين يذهب؟ كان عنيداً .... موجة كبيرة تضرب ما تبقى من القارب...، والقارب وصاحبه على موجه أخرى... أصبح مقطعاً مبعثره تطفو فوق الأمواج العالية الهادرة وسط عباب البحر وبعيداً عن الشاطئ إنها ظلمة الليل الحالك مع سواد البحر .
قرية الصيادين ساكنة هادئة... لا تسمع فيها إلا بعض أصوات الصيادين وهم يعبثون بمعدات صيدهم استعداداً لانطلاق رحلتهم في الصباح الباكر .
بيت عبد الله الصياد ساج صامت... وضوء المصباح يخترق ظلمة الزجاجة الرمادية ، والكلب يئن خارج الكوخ تارة و تارة أخر يحدث صوت عواء حزين وكأنه يحس بالآم صاحبه ، وينقلها إلى زوجته ، وخطوات ريم تأكل أرض الكوخ ذهاباً وإيابا ... إنها تشعر بالخوف وبالضيق الشديد أنها تحترق مع ذبالة المصباح... زوجها أعز ما لديها في هذه الدنيا ... لا يمكن أن يكون البحر ابتلعه... أمنتقم منه... قدمه وليمة للحيتان وبدل أن يكون أكلاً صار مأكولاً .. فقدنا عائلنا الوحيد... وصار أمرنا بن يديه سبحانه.
طفله تغط في نوم عميق ، والأخرى تسلل النوم من عينها ...ألم يعد أبي يا أمي؟ ألم يحضر لي ملابس العيد ، وريم حائرة بين ابتسامة خافتة تغمد بها جراحها وتسكت أسئلة أبنتها في هذا الليل الطويل الذي لا ينتهي.
أنها ليلة ثقيلة مخيفة... ترى ماذا تريد مني هذه الليلة؟
الساعات بطيئة ثقيلة تمر عليها كظلامه الدامس أنهزم الليل ، وجر أخر خيوطه تاركاً للفجر فرصة البزوغ.
القرية كسولة مسترخية يداعبها الضباب وقطرات الندى تغطيها برفق ، وتنعشها نسمات الفجر ممزوجة برائحة البحر لتصحو من غفوتها.
زقزقة العصافير تحركها وتبعث فيها دف الحياة ، وعواء كلب هنا وأخر هناك .. وصياح ديك يوقظ الناس للصلاة وطيور النورس اختفت في الأفق بعيداً بعيداً سكن البحر مع إطلالة الفجر واستراح بعد عناء شديد في صراع مع الرياح ، خرجت ريم وطفلتاها باتجاه الشاطئ ... كانت خطواتها سريعة ... وابنتاها تعدوان خلفها، الصيادون مشغولون بما لديهم .... يا رزاق يا كريم يا فتاح يا عليم... أصبحنا وأصبح الملك لله سألها أحدهم عن زميلهم عبد الله ولكنها لم تجب ...ألم تسمعه... عرف أن زميلهم عبد الله لم يعد وأكد صياد أخر ذلك ... وانتشر الخبر بينهم كانت وابنتيها والكلب وبعض الصيادين ينتظرون على الشاطئ اختفى الضباب ... الشمس ساطعة رائعة كقطعة ذهب ... أصبح كل شيء على حقيقته السماء والبحر ممتدان على طول الأفق.. وريم زوجة الصياد تثبت نظرها في الأفق البعيد... وبعض الصيادين صعدوا على الرمال... الكل ينظر إلى أي شيء يطفو فوق سطح البحر... وصرخ صياد عجوز ابحثوا عن عبد الله يا رجال وجهزوا قواربكم للبحث عنه.
تجمدت الدموع في عيني ريم... الصيادون والصمت والشاطئ الطويل.
صرخ أحد الواقفين فوق الرمال... أن البحر يجمل شيئا شيء يا رجال. أنه يقترب والصيادون يدخلون البحر ... وعند الضحى حمل البحر والصيادون عبد الله.. بقايا القارب والشباك التفت على جسد صاحبها وكأنها تحميه من السقوط ... كانت كل العيون حزينة. تنظر أن يستعيد الغالي وعيه.... يستعيد ذلك الوجه الأسمر نعمة الحياة بقسوتها وجبروتها بحلوها ومرها... تخللت أصابع ريم شعر زوجها المبلل الأسود الفحام كسواد تلك الليلة بإحداثها ... وكأنما إعادة لمسة زوجته إليه الحياة حركت الدم في عروقه ... ابتسم ابتسامة خافتة ضج بها كل من حوله ... عبد الله حي يا رجال الله أكبر... ارتسمت على شفتيه ابتسامة الأمل بعودة أخرى لرحلة أخرى....
ووسط حلقة من رفاقه الصيادين الذين خنقتهم عبرات فرح مكبوتة بانتصار صاحبهم على البحر.. بينما انطلقت الزغاريد في القرية بعد وصول خبر نجاة عبد الله ... استند قليلاً على صدر ريم ، ونظر إلى الشمس .. ريم رفيقة عمره ، وطفلتاه ، ورفاق البحر... وكلبه الوفي هازاً ذيله ، وكأنه يرحب بعودة صاحبه سالماً يأكل السمكة الوحيدة العالقة ببقايا حطام القارب .
ازدادت أمواج البحر عنفاً وغضباً ،موجه غاضبة ضربت القارب.... لم يتخل صاحبه عنه... تحطم القارب وبقى جزء منه ، أنه رفيق عمره ومصدر رزقه وعنوان حياته لأكثر من عشرين سنة.
لم يعرف الخوف ، يصارع البحر والموت معاً ، عاصفة هوجاء... أنه يصرخ وكأن صرخاته تمنحه القوة... لا يعرف إلى أين يذهب؟ كان عنيداً .... موجة كبيرة تضرب ما تبقى من القارب...، والقارب وصاحبه على موجه أخرى... أصبح مقطعاً مبعثره تطفو فوق الأمواج العالية الهادرة وسط عباب البحر وبعيداً عن الشاطئ إنها ظلمة الليل الحالك مع سواد البحر .
قرية الصيادين ساكنة هادئة... لا تسمع فيها إلا بعض أصوات الصيادين وهم يعبثون بمعدات صيدهم استعداداً لانطلاق رحلتهم في الصباح الباكر .
بيت عبد الله الصياد ساج صامت... وضوء المصباح يخترق ظلمة الزجاجة الرمادية ، والكلب يئن خارج الكوخ تارة و تارة أخر يحدث صوت عواء حزين وكأنه يحس بالآم صاحبه ، وينقلها إلى زوجته ، وخطوات ريم تأكل أرض الكوخ ذهاباً وإيابا ... إنها تشعر بالخوف وبالضيق الشديد أنها تحترق مع ذبالة المصباح... زوجها أعز ما لديها في هذه الدنيا ... لا يمكن أن يكون البحر ابتلعه... أمنتقم منه... قدمه وليمة للحيتان وبدل أن يكون أكلاً صار مأكولاً .. فقدنا عائلنا الوحيد... وصار أمرنا بن يديه سبحانه.
طفله تغط في نوم عميق ، والأخرى تسلل النوم من عينها ...ألم يعد أبي يا أمي؟ ألم يحضر لي ملابس العيد ، وريم حائرة بين ابتسامة خافتة تغمد بها جراحها وتسكت أسئلة أبنتها في هذا الليل الطويل الذي لا ينتهي.
أنها ليلة ثقيلة مخيفة... ترى ماذا تريد مني هذه الليلة؟
الساعات بطيئة ثقيلة تمر عليها كظلامه الدامس أنهزم الليل ، وجر أخر خيوطه تاركاً للفجر فرصة البزوغ.
القرية كسولة مسترخية يداعبها الضباب وقطرات الندى تغطيها برفق ، وتنعشها نسمات الفجر ممزوجة برائحة البحر لتصحو من غفوتها.
زقزقة العصافير تحركها وتبعث فيها دف الحياة ، وعواء كلب هنا وأخر هناك .. وصياح ديك يوقظ الناس للصلاة وطيور النورس اختفت في الأفق بعيداً بعيداً سكن البحر مع إطلالة الفجر واستراح بعد عناء شديد في صراع مع الرياح ، خرجت ريم وطفلتاها باتجاه الشاطئ ... كانت خطواتها سريعة ... وابنتاها تعدوان خلفها، الصيادون مشغولون بما لديهم .... يا رزاق يا كريم يا فتاح يا عليم... أصبحنا وأصبح الملك لله سألها أحدهم عن زميلهم عبد الله ولكنها لم تجب ...ألم تسمعه... عرف أن زميلهم عبد الله لم يعد وأكد صياد أخر ذلك ... وانتشر الخبر بينهم كانت وابنتيها والكلب وبعض الصيادين ينتظرون على الشاطئ اختفى الضباب ... الشمس ساطعة رائعة كقطعة ذهب ... أصبح كل شيء على حقيقته السماء والبحر ممتدان على طول الأفق.. وريم زوجة الصياد تثبت نظرها في الأفق البعيد... وبعض الصيادين صعدوا على الرمال... الكل ينظر إلى أي شيء يطفو فوق سطح البحر... وصرخ صياد عجوز ابحثوا عن عبد الله يا رجال وجهزوا قواربكم للبحث عنه.
تجمدت الدموع في عيني ريم... الصيادون والصمت والشاطئ الطويل.
صرخ أحد الواقفين فوق الرمال... أن البحر يجمل شيئا شيء يا رجال. أنه يقترب والصيادون يدخلون البحر ... وعند الضحى حمل البحر والصيادون عبد الله.. بقايا القارب والشباك التفت على جسد صاحبها وكأنها تحميه من السقوط ... كانت كل العيون حزينة. تنظر أن يستعيد الغالي وعيه.... يستعيد ذلك الوجه الأسمر نعمة الحياة بقسوتها وجبروتها بحلوها ومرها... تخللت أصابع ريم شعر زوجها المبلل الأسود الفحام كسواد تلك الليلة بإحداثها ... وكأنما إعادة لمسة زوجته إليه الحياة حركت الدم في عروقه ... ابتسم ابتسامة خافتة ضج بها كل من حوله ... عبد الله حي يا رجال الله أكبر... ارتسمت على شفتيه ابتسامة الأمل بعودة أخرى لرحلة أخرى....
ووسط حلقة من رفاقه الصيادين الذين خنقتهم عبرات فرح مكبوتة بانتصار صاحبهم على البحر.. بينما انطلقت الزغاريد في القرية بعد وصول خبر نجاة عبد الله ... استند قليلاً على صدر ريم ، ونظر إلى الشمس .. ريم رفيقة عمره ، وطفلتاه ، ورفاق البحر... وكلبه الوفي هازاً ذيله ، وكأنه يرحب بعودة صاحبه سالماً يأكل السمكة الوحيدة العالقة ببقايا حطام القارب .
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
بوفرقه- مراقب
-
عدد المشاركات : 34697
العمر : 58
رقم العضوية : 179
قوة التقييم : 76
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
رد: لن يعود القارب وحيداً ...مفتاح التهامي جلغاف
اشكرك بوفرقة لعرض هذه القصة التي تدل علي صمود وإصرار الصياد ضد البحر ووفاءه لاسرته ..
ولا يأس الحياة ولا حياة مع اليأس والكفاح يحقق الاهداف ويبلغ صاحبه الهدف المنشود ..
شكرا واصل للكاتب
ولا يأس الحياة ولا حياة مع اليأس والكفاح يحقق الاهداف ويبلغ صاحبه الهدف المنشود ..
شكرا واصل للكاتب
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
الكلمة الطيبة صدقة
A good word is charity
الكابتن- المشرف العام للمنتدي
-
عدد المشاركات : 14594
العمر : 56
رقم العضوية : 1
قوة التقييم : 423
تاريخ التسجيل : 15/08/2008
رد: لن يعود القارب وحيداً ...مفتاح التهامي جلغاف
مشكور كابتن مرور رائع
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
بوفرقه- مراقب
-
عدد المشاركات : 34697
العمر : 58
رقم العضوية : 179
قوة التقييم : 76
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
رد: لن يعود القارب وحيداً ...مفتاح التهامي جلغاف
مشكورين على المرور بارك الله فيكم
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
بوفرقه- مراقب
-
عدد المشاركات : 34697
العمر : 58
رقم العضوية : 179
قوة التقييم : 76
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
رد: لن يعود القارب وحيداً ...مفتاح التهامي جلغاف
مشــــاركه خبـــرهـا مــو هنـــا بلكــل.:.بــــــــــــــــــــــارك الله فيك...
مواضيع مماثلة
» ظل الأمس....مفتاح التهامي جلغاف
» لا تمشي وحيداً في الطــــريق.!!!.!!!..
» قصة القارب العجيب
» قصة القارب العجيب
» قصة القارب العجيب
» لا تمشي وحيداً في الطــــريق.!!!.!!!..
» قصة القارب العجيب
» قصة القارب العجيب
» قصة القارب العجيب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR