إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
أبو بكر بن عبد الرحمن
+2
ادريس بوزويتينة
عبدالحفيظ عوض ربيع
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أبو بكر بن عبد الرحمن
أبوبكر بن عبد الرحمن
أحد فقهاء المدينة، الذين كانت تدور عليهم الفتوى، وأحد الفقهاء الذين اتخذهم عمر بن عبد العزيز للشورى، فكان لا يقضي أمرا إلا بعد أن يعرضه عليهم، كان ثقة، فقيها، كثير الحديث، عالما عاقلا، سخيا، يقصده الناس للاستعانة به في قضاء حوائجهم سواء من ماله الخاص، أو في الشفاعة لهم عند أصحاب السلطان، إذ كان له مكانة خاصة، وصداقة لعبد الملك كان يستعملها في عون أصحاب الحاجات عند أهل الحل والعقد من ذوي الجاه والسلطان.
أبوه عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة، المعروف بالشريد، وأمه فاختة بنت عتبة بن سهيل بن عمرو، أتى بهما من الشام، فسماهما عمر بن الخطاب الشريدين، وقال: زوجوا الشريد الشريدة، لعل الله ينشر منهما خيرا فتزوجا، وأقطعهما عمر بالمدينة خطة أوسع لهما فيها، فقيل له: أكثرت لهما يا أمير المؤمنين، فقال: عسى الله أن ينشر منهما ولدا كثيرا رجالا ونساء، وكأنما كان عمر ينظر بظهر الغيب، فقد كان لأبي بكر أخوة أشقاء هم: عمر وعثمان، وعكرمة وخالد ومحمد، وأختهم حنتمة، والمغيرة وأبو سعيد من أمهات أخريات..
وقد سرت الأمور بأبي بكر حتى صار سيدا من سادات قريش علما وكرما وسخاء وأمانة وسداد رأي، ومكانة مرموقة، وكان ذا منزلة عالية عند عبد الملك بن مروان، حتى إنه لما حضرته الوفاة أوصى ابنه الوليد قائلا: يا بني إن لي بالمدينة صديقين، فاحفظني فيهما، عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأبا بكر بن عبد الرحمن، وكان يقول: إني لأهم بالشيء أفعله بأهل المدينة لسوء أثرهم عندنا، فأذكر أبا بكر بن عبد الرحمن فأستحي منه، فأدع ذلك الأمر. وكانت مكانة أبي بكر هذه تجعل الناس يقدمون إليه يسألونه أن يعاونهم في سداد ما حل بهم من مغارم، لما عرف عنه من المسارعة في مثل هذه الأمور.
فقد ذكر أن جماعة من بني أسد بن خزيمة، وفدوا عليه يسألونه أن يتحمل عنهم دماء "ديات" كانت بينهم ـ وكانت عادة العرب أن يتجهوا بمثل هذه القضايا إلي من تدفعهم هممهم العالية، وشرفهم أن يتحملوا المغارم عن الناس حتى يحل السلام بينهم ـ فتحمل أربع ديات، ورأى أن يستعين بأخيه المغيرة بن عبد الرحمن، وكان جوادا أيضا في تحمل هذه الديات، وكان لأبي بكر ولد شاب عاقل كان يصحب أباه إلي المسجد بعدما كف بصره، فقال له أبوه: يا بني اذهب إلي عمك المغيرة ابن عبد الرحمن، فأعلمه ما حملنا من هذه الديات، وأسأله المعونة. فلما ذهب إلي عمه، وأخبره بما قاله أبوه، لم تطب نفسه بالمعاونة، وقال لابن أخيه: أكثر علينا أبوك. وينصرف الفتى من لقاء عمه غير الناجح، وتمضي أيام لا يذكر لأبيه ما رد به عمه عليه، حرصا على حسن الصلات بينهما، وذات يوم وهما في الطريق إلي المسجد، سأله أبوه: أذهبت إلي عمك؟
فأجاب: نعم. وسكت.
وأدرك أبو بكر من سكوت ابنه أنه لم يجد عند عمه ما يحب، وكأنما أعجب أبا بكر مسلك ابنه الحكيم، فأراد أن يغريه بالمداومة على هذا التصرف النبيل. من الحرص على سلامة القلوب بين الأشقاء. فقال له: يا بني، لا تخبرني ما قال لك، فإن لا يفعل أبو هاشم "يعني أخاه المغيرة" فربما افعل، وأغد غدا إلي السوق، فخذ لي عينه "يعني مما يباع" فغدا عبد الله إلي السوق، ففعل ما أمره به أبوه. ثم باعها. وأقام أياما ما يبيع في السوق طعاما ولا زيتا غير عبد الله بن أبي بكر من تلك العينة، فلما فرغ أمره أبوه أن يدفعها إلي الأسديين ففعل
أما المغيرة بن عبد الرحمن أخو أبو بكر، فكان أيضا جوادا وكان يطعم الطعام حيثما ينزل. وينحر الجزور، ويطعم من جاء، وكان قد شارك في الغزو مع مسلمة بن عبد الملك في بلاد الروم، وأصيب عينه في إحدى هذه الغزوات، فصار أعور، ومن طريف ما وقع له بعد ذلك أنه بذل الطعام للناس في يوم من الأيام، التي تعود أن يفعل فيها ذلك، وكان بين الطاعمين أعرابي جعل يديم النظر إلي المغيرة، ولا تمتد يده إلي الطعام، ولفت تصرفه نظر المغيرة فسأله: ألا تأكل من هذا الطعام؟ مالي أراك تديم النظر إلي.
فقال البدوي في صراحة الصحراء التي لا تعرف المواربة: إنه ليعجبني طعامك، وتريبني عينك.
قال: وما يريبك من عيني؟
قال: أراك أعور، وأراك تطعم الطعام، وهذا صفة الدجال.
.فقال له المغيرة: إن الدجال لا يصاب بعينه في سبيل الله.
وقد أجرى سخاء المغيرة ألسن الشعراء بالثناء عليه، فقد قدم الكوفة يوما، فنحر الجزور، وأطعم الطعام، والثريد على الأنطاع، فقال الأقيشر الأسدي:
أتاك البحر طم على قريش ومن أوتار عقبة قد شفاني فلا يغررك حسن الرأي منهم مغيري وقد راع ابن بشر ورهط الحاطبي ورهط صخر ولا سرج ببزيون ونحر.
ومن سخاء المغيرة أنه وقف ضيعة على طعام يصنع بمنى أيام الحج. وكان أخوه عكرمة أيضا من ذوي الشأن في أيامه، وكان ثقة، قليل الحديث، وفيه يقول حكيم بن عكرمة الديلي لما تزوج بنت عمر بن عبد الله بن معمر:
تبشر يا ابن مخزوم بخود أتتك بمال شيراز وفسا فتلك مآثر الأموال لا ما أبوها من بني تيم الرباب وسايور الذي دون التقاب تجمع يوم سعدي والرباب.
هذا حديث عابر عن أخوي أبي بكر قد كان لهما شأن في قومهما أما أبو بكر فقد ولد في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان يوم الجمل لما يبلغ مبلغ الرجال بعد، فقد استصغر ورد هو وعروة بن الزبير، وهذا يعني أن فقده بصره كان بعد أن تقدمت به السن، وسمى راهب قريش لكثرة صلاته ولفضله، وقد روي عن أمي المؤمنين عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما، وعن أبي مسعود الأنصاري.
وكان شأنه شأن فتيان قريش. له من النعمة واليسار ما يجعل حياته سهلة رخية، فقد كان يلبس كساء الخز، ويميل إلي الأناقة في مظهره وملبسه. فكان يأخذ من شاربه أخذا حسنا، ولا يحفيه، وفي مظهره ذلك مشابهة كثيرة مما عرف عن سعيد بن المسيب وسواه من فقهاء المدينة.
كان أبو بكر حريصا على أن يكون حسن السمعة، طيب الأحدوثة، معروفا بالأمانة والثقة، فقد استودع عنده عروة بن الزبير مالا لبني مصعب، فأصيب ذلك المال، وذهب كله أو بعضه في ظروف لا مسئولية لأبي بكر عنها. فأرسل إليه عروة يقول: لا ضمان عليك، إنما أنت مؤتمن، ولكن أبا بكر لا ترضى له همته ولا مكانته ذلك، وعلى الرغم من أنه يعرف أنه لا ضمان عليه ـ إذ كان كلاهما فقيها ـ فقد أبى إلا أن يرد المال الضائع، وقال: قد علمت أن لا ضمان على، ولكن لم تكن لتحدث قريش أن أمانتي خربت، وباع جانبا من أملاكه، فقضى بثمنه ما فقد.
وكان أحد الفقهاء الذين كان يستشيرهم عمر بن عبد العزيز إذا ما عرضت له قضية، وكان ممن صحب عمر بن عبد العزيز لتلقي الوليد حين حضوره إلي المدينة. ولما فسد الأمر بين سعيد بن المسيب وإسماعيل بن هشام المخزومي والي المدينة أيام عبد الملك حاول أن يكسر حدة الخلاف، ويوقع الصلح بين سعيد والوالي، وواجهه سعيد بعنف وهو في محبسه، ولكنه لم يتأثر منه، لأنه كان يريد إزالة الجفوة بينهما، ومن متابعة الحوار الذي دار بينهما يتبين أن أبا بكر كان هادئ الطبع لين العريكة، يحب أن يعالج الأمور في أناة ورفق، بدون تحد ولا عناد، على النقيض من سعيد بن المسيب الذي كان حاد الطبع، والذي جرت عليه صلابته كثيرا من المتاعب والآلام.
وقد أثر عن أبي بكر أنه كان يقول: إنما هذا العلم لواحد من ثلاثة، لذي نسب يزين به نسبه أو لذي دين يزين به دينه، أو مختلط بسلطان ينتجعه به، ولا أعلم أحدا أجمع لهذه الخلال من عروة بن الزبير، وعمر بن عبد العزيز، كلاهما ذو دين وحسب، ومن السلطان بمنزل. وكان منهج أبي بكر هو منهج فقهاء المدينة الذين يتزعمهم سعيد بن المسيب، وكانت لهم وجهة نظر تكاد تكون واحدة في تناول المشكلات المختلفة، وقد روي عن أبي بكر أنه قال: ما عليه أهل المدينة هو السنة. وقد أخذ عنه كثير من مشاهير العلماء في عصره، ومن أبرزهم ابن شهاب الزهري، الذي عده من بين الأربعة الذين لاقى بهم بحورا. وروي عنه أولاده عبد الملك، وعمر، وعبد الله، وسلمة، وأشهر أولاده في الرواية عنه هو عبد الملك.
وفاته
وقد جرى على أبي بكر ما جرى ويجري على كل حي، فانتقل إلي رحمة ربه سنة أربع وتسعين هجرية على الأرجح، وكانت تسمى سنة الفقهاء لكثرة من توفى فيها. وقيل في وفاته: إنه صلى العصر، فدخل فاغتسل فسقط، فجعل يقول: والله ما أحدثت في صدر نهاري هذا شيئا، فما غرب الشمس حتى انتقل إلي رحمة الله.
أحد فقهاء المدينة، الذين كانت تدور عليهم الفتوى، وأحد الفقهاء الذين اتخذهم عمر بن عبد العزيز للشورى، فكان لا يقضي أمرا إلا بعد أن يعرضه عليهم، كان ثقة، فقيها، كثير الحديث، عالما عاقلا، سخيا، يقصده الناس للاستعانة به في قضاء حوائجهم سواء من ماله الخاص، أو في الشفاعة لهم عند أصحاب السلطان، إذ كان له مكانة خاصة، وصداقة لعبد الملك كان يستعملها في عون أصحاب الحاجات عند أهل الحل والعقد من ذوي الجاه والسلطان.
أبوه عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة، المعروف بالشريد، وأمه فاختة بنت عتبة بن سهيل بن عمرو، أتى بهما من الشام، فسماهما عمر بن الخطاب الشريدين، وقال: زوجوا الشريد الشريدة، لعل الله ينشر منهما خيرا فتزوجا، وأقطعهما عمر بالمدينة خطة أوسع لهما فيها، فقيل له: أكثرت لهما يا أمير المؤمنين، فقال: عسى الله أن ينشر منهما ولدا كثيرا رجالا ونساء، وكأنما كان عمر ينظر بظهر الغيب، فقد كان لأبي بكر أخوة أشقاء هم: عمر وعثمان، وعكرمة وخالد ومحمد، وأختهم حنتمة، والمغيرة وأبو سعيد من أمهات أخريات..
وقد سرت الأمور بأبي بكر حتى صار سيدا من سادات قريش علما وكرما وسخاء وأمانة وسداد رأي، ومكانة مرموقة، وكان ذا منزلة عالية عند عبد الملك بن مروان، حتى إنه لما حضرته الوفاة أوصى ابنه الوليد قائلا: يا بني إن لي بالمدينة صديقين، فاحفظني فيهما، عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأبا بكر بن عبد الرحمن، وكان يقول: إني لأهم بالشيء أفعله بأهل المدينة لسوء أثرهم عندنا، فأذكر أبا بكر بن عبد الرحمن فأستحي منه، فأدع ذلك الأمر. وكانت مكانة أبي بكر هذه تجعل الناس يقدمون إليه يسألونه أن يعاونهم في سداد ما حل بهم من مغارم، لما عرف عنه من المسارعة في مثل هذه الأمور.
فقد ذكر أن جماعة من بني أسد بن خزيمة، وفدوا عليه يسألونه أن يتحمل عنهم دماء "ديات" كانت بينهم ـ وكانت عادة العرب أن يتجهوا بمثل هذه القضايا إلي من تدفعهم هممهم العالية، وشرفهم أن يتحملوا المغارم عن الناس حتى يحل السلام بينهم ـ فتحمل أربع ديات، ورأى أن يستعين بأخيه المغيرة بن عبد الرحمن، وكان جوادا أيضا في تحمل هذه الديات، وكان لأبي بكر ولد شاب عاقل كان يصحب أباه إلي المسجد بعدما كف بصره، فقال له أبوه: يا بني اذهب إلي عمك المغيرة ابن عبد الرحمن، فأعلمه ما حملنا من هذه الديات، وأسأله المعونة. فلما ذهب إلي عمه، وأخبره بما قاله أبوه، لم تطب نفسه بالمعاونة، وقال لابن أخيه: أكثر علينا أبوك. وينصرف الفتى من لقاء عمه غير الناجح، وتمضي أيام لا يذكر لأبيه ما رد به عمه عليه، حرصا على حسن الصلات بينهما، وذات يوم وهما في الطريق إلي المسجد، سأله أبوه: أذهبت إلي عمك؟
فأجاب: نعم. وسكت.
وأدرك أبو بكر من سكوت ابنه أنه لم يجد عند عمه ما يحب، وكأنما أعجب أبا بكر مسلك ابنه الحكيم، فأراد أن يغريه بالمداومة على هذا التصرف النبيل. من الحرص على سلامة القلوب بين الأشقاء. فقال له: يا بني، لا تخبرني ما قال لك، فإن لا يفعل أبو هاشم "يعني أخاه المغيرة" فربما افعل، وأغد غدا إلي السوق، فخذ لي عينه "يعني مما يباع" فغدا عبد الله إلي السوق، ففعل ما أمره به أبوه. ثم باعها. وأقام أياما ما يبيع في السوق طعاما ولا زيتا غير عبد الله بن أبي بكر من تلك العينة، فلما فرغ أمره أبوه أن يدفعها إلي الأسديين ففعل
أما المغيرة بن عبد الرحمن أخو أبو بكر، فكان أيضا جوادا وكان يطعم الطعام حيثما ينزل. وينحر الجزور، ويطعم من جاء، وكان قد شارك في الغزو مع مسلمة بن عبد الملك في بلاد الروم، وأصيب عينه في إحدى هذه الغزوات، فصار أعور، ومن طريف ما وقع له بعد ذلك أنه بذل الطعام للناس في يوم من الأيام، التي تعود أن يفعل فيها ذلك، وكان بين الطاعمين أعرابي جعل يديم النظر إلي المغيرة، ولا تمتد يده إلي الطعام، ولفت تصرفه نظر المغيرة فسأله: ألا تأكل من هذا الطعام؟ مالي أراك تديم النظر إلي.
فقال البدوي في صراحة الصحراء التي لا تعرف المواربة: إنه ليعجبني طعامك، وتريبني عينك.
قال: وما يريبك من عيني؟
قال: أراك أعور، وأراك تطعم الطعام، وهذا صفة الدجال.
.فقال له المغيرة: إن الدجال لا يصاب بعينه في سبيل الله.
وقد أجرى سخاء المغيرة ألسن الشعراء بالثناء عليه، فقد قدم الكوفة يوما، فنحر الجزور، وأطعم الطعام، والثريد على الأنطاع، فقال الأقيشر الأسدي:
أتاك البحر طم على قريش ومن أوتار عقبة قد شفاني فلا يغررك حسن الرأي منهم مغيري وقد راع ابن بشر ورهط الحاطبي ورهط صخر ولا سرج ببزيون ونحر.
ومن سخاء المغيرة أنه وقف ضيعة على طعام يصنع بمنى أيام الحج. وكان أخوه عكرمة أيضا من ذوي الشأن في أيامه، وكان ثقة، قليل الحديث، وفيه يقول حكيم بن عكرمة الديلي لما تزوج بنت عمر بن عبد الله بن معمر:
تبشر يا ابن مخزوم بخود أتتك بمال شيراز وفسا فتلك مآثر الأموال لا ما أبوها من بني تيم الرباب وسايور الذي دون التقاب تجمع يوم سعدي والرباب.
هذا حديث عابر عن أخوي أبي بكر قد كان لهما شأن في قومهما أما أبو بكر فقد ولد في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان يوم الجمل لما يبلغ مبلغ الرجال بعد، فقد استصغر ورد هو وعروة بن الزبير، وهذا يعني أن فقده بصره كان بعد أن تقدمت به السن، وسمى راهب قريش لكثرة صلاته ولفضله، وقد روي عن أمي المؤمنين عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما، وعن أبي مسعود الأنصاري.
وكان شأنه شأن فتيان قريش. له من النعمة واليسار ما يجعل حياته سهلة رخية، فقد كان يلبس كساء الخز، ويميل إلي الأناقة في مظهره وملبسه. فكان يأخذ من شاربه أخذا حسنا، ولا يحفيه، وفي مظهره ذلك مشابهة كثيرة مما عرف عن سعيد بن المسيب وسواه من فقهاء المدينة.
كان أبو بكر حريصا على أن يكون حسن السمعة، طيب الأحدوثة، معروفا بالأمانة والثقة، فقد استودع عنده عروة بن الزبير مالا لبني مصعب، فأصيب ذلك المال، وذهب كله أو بعضه في ظروف لا مسئولية لأبي بكر عنها. فأرسل إليه عروة يقول: لا ضمان عليك، إنما أنت مؤتمن، ولكن أبا بكر لا ترضى له همته ولا مكانته ذلك، وعلى الرغم من أنه يعرف أنه لا ضمان عليه ـ إذ كان كلاهما فقيها ـ فقد أبى إلا أن يرد المال الضائع، وقال: قد علمت أن لا ضمان على، ولكن لم تكن لتحدث قريش أن أمانتي خربت، وباع جانبا من أملاكه، فقضى بثمنه ما فقد.
وكان أحد الفقهاء الذين كان يستشيرهم عمر بن عبد العزيز إذا ما عرضت له قضية، وكان ممن صحب عمر بن عبد العزيز لتلقي الوليد حين حضوره إلي المدينة. ولما فسد الأمر بين سعيد بن المسيب وإسماعيل بن هشام المخزومي والي المدينة أيام عبد الملك حاول أن يكسر حدة الخلاف، ويوقع الصلح بين سعيد والوالي، وواجهه سعيد بعنف وهو في محبسه، ولكنه لم يتأثر منه، لأنه كان يريد إزالة الجفوة بينهما، ومن متابعة الحوار الذي دار بينهما يتبين أن أبا بكر كان هادئ الطبع لين العريكة، يحب أن يعالج الأمور في أناة ورفق، بدون تحد ولا عناد، على النقيض من سعيد بن المسيب الذي كان حاد الطبع، والذي جرت عليه صلابته كثيرا من المتاعب والآلام.
وقد أثر عن أبي بكر أنه كان يقول: إنما هذا العلم لواحد من ثلاثة، لذي نسب يزين به نسبه أو لذي دين يزين به دينه، أو مختلط بسلطان ينتجعه به، ولا أعلم أحدا أجمع لهذه الخلال من عروة بن الزبير، وعمر بن عبد العزيز، كلاهما ذو دين وحسب، ومن السلطان بمنزل. وكان منهج أبي بكر هو منهج فقهاء المدينة الذين يتزعمهم سعيد بن المسيب، وكانت لهم وجهة نظر تكاد تكون واحدة في تناول المشكلات المختلفة، وقد روي عن أبي بكر أنه قال: ما عليه أهل المدينة هو السنة. وقد أخذ عنه كثير من مشاهير العلماء في عصره، ومن أبرزهم ابن شهاب الزهري، الذي عده من بين الأربعة الذين لاقى بهم بحورا. وروي عنه أولاده عبد الملك، وعمر، وعبد الله، وسلمة، وأشهر أولاده في الرواية عنه هو عبد الملك.
وفاته
وقد جرى على أبي بكر ما جرى ويجري على كل حي، فانتقل إلي رحمة ربه سنة أربع وتسعين هجرية على الأرجح، وكانت تسمى سنة الفقهاء لكثرة من توفى فيها. وقيل في وفاته: إنه صلى العصر، فدخل فاغتسل فسقط، فجعل يقول: والله ما أحدثت في صدر نهاري هذا شيئا، فما غرب الشمس حتى انتقل إلي رحمة الله.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: أبو بكر بن عبد الرحمن
مشكوراخى عبدالحفيظ
ادريس بوزويتينة- فريق اول
-
عدد المشاركات : 4426
العمر : 38
رقم العضوية : 102
قوة التقييم : 11
تاريخ التسجيل : 03/04/2009
رد: أبو بكر بن عبد الرحمن
مشكور على ما طرحت وفى ميزان حسناتك بأذن الله
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: أبو بكر بن عبد الرحمن
بارك الله فيكم وجعله فى ميزان حسناتكم بعون الله
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
بوفرقه- مراقب
-
عدد المشاركات : 34697
العمر : 58
رقم العضوية : 179
قوة التقييم : 76
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
رد: أبو بكر بن عبد الرحمن
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
رد: أبو بكر بن عبد الرحمن
كل الشكرعلى المتابعه المستمره
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
جلنار- مستشار
-
عدد المشاركات : 19334
العمر : 35
رقم العضوية : 349
قوة التقييم : 28
تاريخ التسجيل : 19/07/2009
مواضيع مماثلة
» فَاسْتَقْبِلُوا شَهْرَكُمْ د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن
» عبد الرحمن بن أبي بكر
» عبد الرحمن شلغم
» روية الرحمن
» مسجد الرحمن
» عبد الرحمن بن أبي بكر
» عبد الرحمن شلغم
» روية الرحمن
» مسجد الرحمن
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR