أباطرة تهريب المخدرات يعلنون الحرب على العالم

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2010-04-02, 8:43 am

لم تكن العراق في مرحلة ماقبل الغزو تشكل مصباً أو منبعاً فيما يتعلق بسوق المخدرات التي قدرت الأمم المتحدة حجمه بما يقرب الخمسمئة مليار دولار، وهو رقم يمكن مقارنته فقط بحجم تجارة السلاح أو النفط الخام .

أفغانستان التي تعيش تحت الغزو أصبحت الأولى في إنتاج مخدر الحشيش في العالم .

الموضوع لم يتعد مجرد حكايات تُروى عن طرق مبتكرة في تهريب المخدرات عبر حدود كل دولة من قبل أفراد وصل بهم خيالهم الشيطاني إلى درجة تفريغ أحشاء الأطفال الرُضع ليضعوا المخدرات مكانها .

لكن إذا تجاوز تلك الحيل فإننا لابد أن نقف أمام الحقائق الصعبة إزاء ماتمتلكه مافيات تهريب المخدرات من مصادر قوة تجعل رئيس دولة بحجم المكسيك يقول ذات مرة إن الجريمة المنظمة خارج نطاق السيطرة.

واليوم هناك قوة موازية في هذا البلد تملك إمكانيات الحكومة .

منظمات تهريب المخدرات لاتنشط في المكسيك وحدها ولكن الكثير من الدول وهي تملك الجيوش المدججة بالسلاح بما في ذلك سلاح الدبابات والطيران .

لقد أصبحت منظمات الاتجار بالمخدرات تشكل قوة أكثر من ضاغطة في سياسة الكثير من الدول خاصة بعد أن أصبحت هذه المنظمات تدير عملية تهريب واسعة عبر العالم، والنتيجة كارثية حيث يموت مئات الآلاف في العالم بسبب هذه الآفة، هذا غير مئات الملايين من الذين وقعوا في شرك الادمان على هذه المادة التي تشل الإنسان وتشل المجتمع .

هذا ويتكبد دافعو الضرائب في كل بلدان العالم فاتورة كبيرة بسبب انتشار المؤثرات العقلية والتي تطيح بقطاع واسع من الشباب .

والسؤال : هل يمكن أن يقوم بارونات المخدرات بتأسيس دول؟ إن عالمنا اليوم أمام تحد خطير لابد أن يواجهه.

فحجم الأضرار البشرية والاقتصادية والاجتماعية بسبب انتشار المخدرات يتجاوز حجم الأضرار التي تتسبب فيها الحروب .

إذن العالم أمام حرب حقيقية ومعلنة ضد الجميع ومن قبل قوة منفلتة ليس لها أي كابح ضميري أو أخلاقي أو إنساني أو حتى عقلي .