إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
التنمية تتسول
+3
عبدالحفيظ عوض ربيع
c.ronaldo
samisaba
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
التنمية تتسول
لا يتردد الواحد منا في انتزاع بعض ما في جيبه لامرأة لحوحة ترجوه أن يعطيها ما تطعم به رضيعها الذي بين يديها, ولكن يتردد ألف ألف مرة إن كان الأمر يتعلق في مشاركة مالية لصالح مشروع تنموي هادف إلى الارتقاء بالشباب وقدراتهم آملا في تحقيق النهضة المنشودة!
لا أنطلق في حديثي من زاوية الإفتاء إذا ما كان التصدق على المتسولين جائز أم لا, وإذا ما كان الإنفاق من أجل البناء المجتمعي أعظم من إطعام الجوعى أم لا, إنما أنطلق منطلقاً فكرياً تنموياً محتاراً في الإجابة على السؤال: أيهما أدوم وأوجه التصدق من أجل طعام مهضوم, أم من أجل غايات وأهداف أممية عظمى باقية؟!
الباب القريب من الناس ليفضوا بأموالهم هو باب المحتاجين للطعام أو مُدعي الحاجة, بل إن الواحد منهم لا يشعر باللذة والنشوة الروحانية إلا إذا كانت صدقته ذاهبة إلى أفواه الجائعين مباشرة دون وسائط أو قرائن.
صدقات مهضومة
بإمكان أي رجل أن يقف على باب أي مسجد ويحمل بين يديه سجادة صلاة وأن يردد بعض العبارات المعتادة سائلاً الناس أن يصبوا أموالهم لأي شيء مما تعرفه الذاكرة النمطية, ولكن لو وقف هذا الرجل على باب المسجد ذاته وحمل السجادة ذاتها وردد العبارات ذاتها وطلب من الناس مالهم لصالح جمعية وطنية تعمل في حقل التنمية والتطوير الشبابي, برأيكم كم من المال سيجمع؟!
أن تطلق حملة تسأل الناس فيها مالاً لتوفير السلال الغذائية للأيتام والأرامل والعاطلين عن العمل أمر مستساغ ومفهوم وناجح لا سيما لو كان لديك مهارة الاستعطاف واستدرار الدموع, ولكن حملة تسأل الناس فيها مالاً لمشروع تشغيلي قد يساهم في إيجاد مصادر دخل بسيطة تكفي الناس ذل السؤال فهي حملة مُجَازِفة, وفرص نجاحها في استعطاف المتبرعين لها تكاد تكون معدومة.
روى البخاري عن أنس -رضي الله عنه- أن رجلاً من الأنصار أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فسأله، فقال: أما في بيتك شيء؟ قال: بلى، حِلْسٌ (كساء غليظ) نلبس بعضه، ونبسط بعضه، وقَعْبٌ (إناء) نشرب فيه الماء، قال: ائتني بهما، فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيده، وقال: من يشتري هذين؟ قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصاري، وقال: اشترِ بأحدهما طعاماً فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدوماً فأتني به..
فأتاه به فشد فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عوداً بيده، ثم قال: اذهب واحتطب وبع، ولا أرينّك خمسة عشر يوماً، ففعل، فجاءه وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوباً، وببعضها طعاماً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا خير لك من أن تجيء، والمسألة نكتة في وجهك يوم القيامة).
أين الخلل؟!, وما العمل؟!
الخلل في:
الثقافة التي تربينا عليها, والخطاب الإعلامي الديني الذي نشأ عليه ناشئ الفتيان فينا, ترعرعنا على أن الصدقة الحقيقية هي الخبز في أفواه الجائعين فقط, فيما غابت عن تربيتنا الدينية مقاصد التشغيل والتطوير والتنمية المستدامة.
والعمل في:
أولاً/ مراجعة الخطاب الديني المتعلق بالصدقة والإنفاق والزكاة بما يعيد التنمية إلى ذهنية المسلمين المتصدقين والمزّكين, والتوسع بانفتاح في شرح مجالات المصرف قبل الأخير من مصارف الزكاة، ألا وهو "وفي سبيل الله" بما يراعي متطلبات وحاجات العصر المتجددة.
ثانياً/ تغذية المناهج التربوية بالمفهوم المصلحي الأرقى والأدوم للصدقة، وإعادة الهيبة للإنفاق التنموي كما هي للإنفاق الاغاثي.
ثالثاً/ تعديل خطاب الإعلام التوعوي في مجال الصدقة والإنفاق لصالح التنمية والتطوير.
الحاجة للصدقات المباشرة لسد حاجة الأفواه الجائعة لا ننكرها في أي مجتمع من المجتمعات, ولكن ما ننكره (فكرياً) هو أن تصبح التنمية يتيمة متسولة، فلا يعطف عليها أحد، ولا يجعل لها نصيباً مما أعطاه الله, صحيح لا نريد أن تنهار أسرة بسبب الجوع, ولكن أيضاً لا نريد أن تنهار جمعية وطنية تنموية بسبب الفقر.
لا أنطلق في حديثي من زاوية الإفتاء إذا ما كان التصدق على المتسولين جائز أم لا, وإذا ما كان الإنفاق من أجل البناء المجتمعي أعظم من إطعام الجوعى أم لا, إنما أنطلق منطلقاً فكرياً تنموياً محتاراً في الإجابة على السؤال: أيهما أدوم وأوجه التصدق من أجل طعام مهضوم, أم من أجل غايات وأهداف أممية عظمى باقية؟!
الباب القريب من الناس ليفضوا بأموالهم هو باب المحتاجين للطعام أو مُدعي الحاجة, بل إن الواحد منهم لا يشعر باللذة والنشوة الروحانية إلا إذا كانت صدقته ذاهبة إلى أفواه الجائعين مباشرة دون وسائط أو قرائن.
صدقات مهضومة
بإمكان أي رجل أن يقف على باب أي مسجد ويحمل بين يديه سجادة صلاة وأن يردد بعض العبارات المعتادة سائلاً الناس أن يصبوا أموالهم لأي شيء مما تعرفه الذاكرة النمطية, ولكن لو وقف هذا الرجل على باب المسجد ذاته وحمل السجادة ذاتها وردد العبارات ذاتها وطلب من الناس مالهم لصالح جمعية وطنية تعمل في حقل التنمية والتطوير الشبابي, برأيكم كم من المال سيجمع؟!
أن تطلق حملة تسأل الناس فيها مالاً لتوفير السلال الغذائية للأيتام والأرامل والعاطلين عن العمل أمر مستساغ ومفهوم وناجح لا سيما لو كان لديك مهارة الاستعطاف واستدرار الدموع, ولكن حملة تسأل الناس فيها مالاً لمشروع تشغيلي قد يساهم في إيجاد مصادر دخل بسيطة تكفي الناس ذل السؤال فهي حملة مُجَازِفة, وفرص نجاحها في استعطاف المتبرعين لها تكاد تكون معدومة.
روى البخاري عن أنس -رضي الله عنه- أن رجلاً من الأنصار أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فسأله، فقال: أما في بيتك شيء؟ قال: بلى، حِلْسٌ (كساء غليظ) نلبس بعضه، ونبسط بعضه، وقَعْبٌ (إناء) نشرب فيه الماء، قال: ائتني بهما، فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيده، وقال: من يشتري هذين؟ قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصاري، وقال: اشترِ بأحدهما طعاماً فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدوماً فأتني به..
فأتاه به فشد فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عوداً بيده، ثم قال: اذهب واحتطب وبع، ولا أرينّك خمسة عشر يوماً، ففعل، فجاءه وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوباً، وببعضها طعاماً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا خير لك من أن تجيء، والمسألة نكتة في وجهك يوم القيامة).
أين الخلل؟!, وما العمل؟!
الخلل في:
الثقافة التي تربينا عليها, والخطاب الإعلامي الديني الذي نشأ عليه ناشئ الفتيان فينا, ترعرعنا على أن الصدقة الحقيقية هي الخبز في أفواه الجائعين فقط, فيما غابت عن تربيتنا الدينية مقاصد التشغيل والتطوير والتنمية المستدامة.
والعمل في:
أولاً/ مراجعة الخطاب الديني المتعلق بالصدقة والإنفاق والزكاة بما يعيد التنمية إلى ذهنية المسلمين المتصدقين والمزّكين, والتوسع بانفتاح في شرح مجالات المصرف قبل الأخير من مصارف الزكاة، ألا وهو "وفي سبيل الله" بما يراعي متطلبات وحاجات العصر المتجددة.
ثانياً/ تغذية المناهج التربوية بالمفهوم المصلحي الأرقى والأدوم للصدقة، وإعادة الهيبة للإنفاق التنموي كما هي للإنفاق الاغاثي.
ثالثاً/ تعديل خطاب الإعلام التوعوي في مجال الصدقة والإنفاق لصالح التنمية والتطوير.
الحاجة للصدقات المباشرة لسد حاجة الأفواه الجائعة لا ننكرها في أي مجتمع من المجتمعات, ولكن ما ننكره (فكرياً) هو أن تصبح التنمية يتيمة متسولة، فلا يعطف عليها أحد، ولا يجعل لها نصيباً مما أعطاه الله, صحيح لا نريد أن تنهار أسرة بسبب الجوع, ولكن أيضاً لا نريد أن تنهار جمعية وطنية تنموية بسبب الفقر.
samisaba- لواء
-
عدد المشاركات : 1754
العمر : 51
رقم العضوية : 358
قوة التقييم : 30
تاريخ التسجيل : 21/07/2009
رد: التنمية تتسول
مَشُكُوْرَاخِى الْكَرِيم عَلَى هَذِه المُشَارَكَه
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: التنمية تتسول
مشكور اخى الكريم على الموضوع
يوسف منعم امهدى- لواء
-
عدد المشاركات : 1661
العمر : 33
قوة التقييم : 11
تاريخ التسجيل : 05/02/2010
رد: التنمية تتسول
مشكور اخي على ماقدمت
ولكن توجد قناعه لدى اغلب الناس بان يعطي مايخرج من ذمته لاي متسول
على الرغم من ان اغلب المتسولين ليسوا ليبيين وذلك بسبب عدم الثقه في القائمين
على الجمعيات *
ان الدوله لم تبخل على الجمعيات المقامه ولكن للاسف توجد تماسيح تبتلع في المنتصف كل ماياتي لهذه الجمعيات من مخصصات
--تقبل مروري --- والله المستعان-------------
ولكن توجد قناعه لدى اغلب الناس بان يعطي مايخرج من ذمته لاي متسول
على الرغم من ان اغلب المتسولين ليسوا ليبيين وذلك بسبب عدم الثقه في القائمين
على الجمعيات *
ان الدوله لم تبخل على الجمعيات المقامه ولكن للاسف توجد تماسيح تبتلع في المنتصف كل ماياتي لهذه الجمعيات من مخصصات
--تقبل مروري --- والله المستعان-------------
اسماعيل ادريس- مستشار
-
عدد المشاركات : 15213
العمر : 50
رقم العضوية : 1268
قوة التقييم : 66
تاريخ التسجيل : 28/02/2010
رد: التنمية تتسول
مشكور اخى العزيزي على المشاركه القيمه بارك الله فيك تقبل مرورى وتحياتى
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
بوفرقه- مراقب
-
عدد المشاركات : 34697
العمر : 58
رقم العضوية : 179
قوة التقييم : 76
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
رد: التنمية تتسول
اعزائي :
أشكركم جميعا لمروركم الجميل و تفاعلكم المميز .
تقبلوا فائق احترامي
أشكركم جميعا لمروركم الجميل و تفاعلكم المميز .
تقبلوا فائق احترامي
samisaba- لواء
-
عدد المشاركات : 1754
العمر : 51
رقم العضوية : 358
قوة التقييم : 30
تاريخ التسجيل : 21/07/2009
مواضيع مماثلة
» التعاون بين مصرف التنمية ومصرف التنمية الصيني
» بنغازي تتسول لإصلاح مطارها
» اعتقال عائلة ثرية تتسول بـ"سيارات فارهة" .. في السعودية!
» التنمية المستدامة
» ليبيا... بلد عالي المستوى في التنمية البشرية
» بنغازي تتسول لإصلاح مطارها
» اعتقال عائلة ثرية تتسول بـ"سيارات فارهة" .. في السعودية!
» التنمية المستدامة
» ليبيا... بلد عالي المستوى في التنمية البشرية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR