ندوة علنية حول مراجعات الجماعة الليبية المقاتلة

ندوة علنية حول مراجعات الجماعة الليبية المقاتلة

03/06/2010

طرابلس- (خاص) ليبيا اليوم- فتحي بن عيسى

ما كان محظورا بالأمس مجرد التفكير فيه فضلا عن الهمس به أصبح اليوم مشاعا يتداوله العامة دون وجل، قادة ما كان يعرف بالجماعة الليبية المقاتلة يجلسون على مقاعد وثيرة يتحدثون مباشرة للآلاف المصلين.

عقب صلاة مغرب الأربعاء 2/6 عقدت ندوة حول كتاب (دراسات تصحيحة حول مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس) برعاية د. سيف الاسلام القذافي وبحضور فقهاء ومشائخ كانوا بالأمس القريب موضع استهجان ومحل شبهة ليكون اللقاء ايذانا ببدء مرحلة جديدة في علاقات ما يعرف بالإسلام السياسي مع القيادة الليبية .

مبعدو الأمس يتصدرون المجلس اليوم

ضيف الشرف كان الشيخ د. (سلمان العودة) مشرف عام مؤسسة الإسلام اليوم وأحد علماء السعودية يرافقه نائبه الشيخ (عبد الوهاب بن ناصر الطريري) يجالسهم على المنصة كل من د. (الصادق الغرياني)، ود. (حمزة أبو فارس) وكلاهما منع من الظهور الاعلامي على خلفية فتوى تتعلق بعيدي الفطر والأضحى، ود. علي الصلابي أحد أبرز الوجوه التي قادت الحوار مع المقاتلة، والشيخ (عبد اللطيف المهلهل) ود. (فتح الله الزيادي) ود. (أسامة الصلابي) الذي أدار الندوة، فيما أخذ أمين الهيئة العامة للأوقاف وشؤون الزكاة (إبراهيم عبد السلام) مكانه بين المصلين مستمعا.

أول المتحدثين كان د. (فتح الله الزيادي) عوضا عن الشيخ (محمد الفطيسي) مدير مركز جمال عبد الناصر الإسلامي الذي كان مقررا أن يلقي كلمة جمعية الدعوة الإسلامية العالمية إلا أنه رفض إلقاءها احتجاجا على طلب مراجعة كلمته من قبل أحد منظمي الندوة حسب تعبيره.

الزيادي نقل تحيات جميع العاملين في جمعية الدعوة الإسلامية واصفا العودة بالـ "داعية إسلامي كبير"، خاصا بشكره (سيف السلام القذافي).

أما د. أسامة الصلابي فخص (معمر القذافي) بالشكر لأنه : "بذل جهدا عظيما لاستعادة هذا المسجد بعد أن كان كنيسة"، واصفا المراجعة التي قامت بها الجماعة الليبية المقاتلة بـ"الشجاعة" معتبرا الكتاب: "يحمل قيمة تحتاج إليها الأجيال القادمة"، مضيفا أن "حضور د.العودة اليوم شهادة كبيرة على مصداقية الكتاب".

العودة: من ليبيا يأتي الجديد حقا

من جهته طلب د. العودة تجديد عقد الإخوة الإيمانية مضيفا: "لقد سمعت اليوم كلمة جميلة (من ليبيا يأتي الجديد)، ثم شاهدتها واقعا"، موجها خطابه إلى القيادة الليبية قائلا: "بصراحة إن المعالجة السريعة والصريحة التي تميزت بها قيادة هذا البلد تستحق الإشادة، فأن يتم التعامل بهذه الثقة فهذا شيء جميل"، واصفا الأفكار التي تدعو إلى الخروج على الحكام بـ:"الفيروسات"، مؤكدا على حسن إدارة الدولة الليبية للحوار مع مخالفيها بالقول: "أنا أمام شجاعة نادرة في الوسط السياسي والوسط الدعوي، هنا نجاح سياسي، وهناك نجاح دعوي"، ذاما اللجوء إلى العنف للتغير وفرض الأراء بالقول: "المنهج التجريبي يؤكد لنا أن هذا السبيل – العنف- لا يحقق شيئا من الأهداف الإسلامية"، مضيفا "إذا كان التغيير لا يحقق مصلحة فلا خير فيه" ليختم بالدعوة لــ: "وقف العدوان غير المبرر وإعادة الاعتبار للحقوق الشرعية والدماء والأموال والأنفس".

الطريري: شجاعة يحتفى بها

د. (عبد الوهاب بن ناصر الطريري) طالب المجتمع بأن يتفهم دوافع الشباب ولماذا لجؤوا إلى ما لجؤوا إليه، مؤكدا عل أهمية الاستفادة من حماسة الشباب في برامج نافعة موجهة كلمته لسيف الإسلام القذافي بالقول: أشكر د. سيف الإسلام الذي قاد هذا الحوار، هذا التصرف منه علامة شجاعة نحتفي بها".

الغرياني: الحل الأمني ليس حلا لمشاكل الشباب

الشيخ الصادق الغرياني كان أكثر صراحة حيث رأى في كتاب (دراسات تصحيحة) رسالة "موجهة للحكام في بلاد العرب والمسلمين أن الحل الأمني لمشاكل الشباب ليس دائما هو الحل الأمثل (...) الحل الأمني من طبيعته ألا يستمع للآخر ولا يقبل صرفا ولا عدلا (...) استعينوا بالعلماء والخبراء فقد يوجد عندهم الحل الأنسب والأصلح للطرفين والتجربة الليبية خير شاهد على هذا"، مفصلا أسباب "الخروج على الأمة" وحاصرا إياها في: "تقصير الدول والحكومات في الاصلاح مما يثير حفيظة الشباب المقبل على التدين فيندفع للتطرف والتشدد ... التشجيع على الفساد فكثيرا من الدول تبيح المحرمات (...) وتغض النظر عن المرتشين والمفسدين"، مضيفا بأن الاهمال في التعليم الشرعي نوعا وكيفا سبب آخر فضلا عن عدم توفير الدولة لمتطلبات الشباب من عمل شريف ومسكن لائق وتمكينه من الزواج فضلا عن تولي المناصب التي يستحقها والتي أضحت حكرا على الأقارب والمحسوبين والوجهاء!

الغرياني عاب أيضا على ما يعرف بالصحوة الإسلامية التي ظهرت في أواخر القرن الماضي كونها شددت في السنن وأهملت التربية ليختم بالدعوة إلى الالتفات إلى ما يجمع الأمة.

من جانبه ركز د. حمزة أبو فارس في كلمته على وجوب احترام العلماء وأهمية وجود مرجعية تنقذ الأمة من الفوضى.

بلحاج: دعوة للإفراج عمن تبقى في السجن

أما أمير الجماعة الليبية المقاتلة (عبد الحكيم بلحاج) فأرجع نجاح حوارهم مع الدولة الليبية إلى "توفيق الله وعونه (...) النية الصادقة من جميع الأطراف (...) الرعاية المباشرة للدكتور سيف الإسلام القذافي"، موجها شكرا خاصا لــ: " قائد الثورة الذي أعطى سيف الإسلام الإذن ببدء الحوار وفتح صفحة جديدة مع سجناء الجماعة وغيرهم"، كما أشاد بدور الأجهزة الأمنية التي كانت في البداية تتوجس خيفة من الحوار بسبب "عدم الثقة"، داعيا إلى الإفراج عمن تبقى في السجن.

المسؤول الشرعي للجماعة الليبية المقاتلة والذي كان محكوما بالإعدام (سامي الساعدي) تحدث في كلمة مقتضبة عن أهمية نشر الدعوة الإسلامية في العالم معرجا على قضية ثبوت إسلام المرء من عدمه.

لتنتهي الندوة كما بدأت بعبارات الترحيب والإشادة ومن دون أسئلة.

مشكورين على المرو اجعنكم ماتغيبو