تطبيع العلاقات مع سويسرا مؤجل إلى أن تلتزم بخطة العمل

مسؤول ليبي :تطبيع العلاقات مع سويسرا مؤجل إلى أن تلتزم بخطة العمل الثنائية

01:37:55 15/6/2010

قال إن عودة تصدير النفط ورحلات الطيران رهن بما ستفعله بيرن

القاهرة: خالد محمود لندن: «الشرق الأوسط»

قال مسؤول ليبي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» إن ليبيا لن تبدأ تطبيع العلاقات مع سويسرا إلا بعد أن تتأكد من تنفيذها لخطة العمل الثنائية التي تم التوقيع عليها أول من أمس في طرابلس برعاية أوروبية.

وكشف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من طرابلس، عن أن تطبيع العلاقات مع سويسرا مرتبط بما تم التوقيع عليه، معربا عن أمله في أن تحترم سويسرا تعهداتها في هذا الصدد.

وسئل المسؤول ذاته حول موعد إعادة تصدير النفط الليبي مجددا إلى سويسرا، والسماح باستئناف رحلات شركة الخطوط الجوية السويسرية إلى ليبيا، فقال: «بالنسبة لنا يجب أن ننتظر حتى موعد الاجتماع المقبل، الذي سيتم في العاصمة الإسبانية مدريد بعد أقل من أسبوعين لمعرفة ما فعلته سويسرا لطي صفحة الخلافات العالقة».

وزاد قائلا: «إلى أن يتبين لنا الخط الأبيض من الأسود، لن نقوم بتطبيع العلاقات، ليبيا جاهزة تماما لاستئناف علاقاتها بشكل اعتيادي مع سويسرا إذا رأت المزيد من الخطوات الجادة التي تؤكد حسن النوايا».

واستطرد قائلا: «حجم السوق السويسرية بالنسبة للنفط الليبي صغير للغاية، وغير مؤثر، لكن لدينا هناك استثمارات نفطية مثل شركة (تايم أويل)، ولم تتعرض لمصاعب لكن الموقف أدى إلى قلق عام لدى المستثمرين في سويسرا».

واعتبر المصدر ذاته أن تطبيع العلاقات مع سويسرا هو قرار مؤجل لدى السلطات الليبية إلى حين الانتهاء من الخطوات التي اتفق عليها الجانبان برعاية أوروبية.

وفي سياق ذلك، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزيرة الخارجية السويسرية قولها في مؤتمر صحافي أمس في برن، إن بلادها تريد «تطبيع» العلاقات مع طرابلس، بعد عودة السويسري الثاني والأخير، الذي كان معتقلا في ليبيا، إلى بلده.

وزادت الوزيرة السويسرية قائلة: «سيفتح ملف تطبيع العلاقات مع ليبيا كاملا»، مضيفة أنه تقرر عقد اجتماع أول الجمعة في مدريد.

وأكدت أن بلادها تريد «التطلع إلى المستقبل، وتحديد كيفية تطبيع العلاقات في جميع المجالات». غير أنها أقرت أن المفاوضات للإفراج عن السويسريين الاثنين رشيد حمداني، وماكس غولدي استغرقت «وقتا أطول أكثر من المتوقع». كما أشارت إلى أن ليبيا «تريد كذلك الانتهاء من هذا الوضع».

وفيما يتعلق بإمكانية تقديم تعويضات بقيمة 1.8 مليون دولار إلى نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، هانيبال، بسبب نشر صوره في الصحافة السويسرية، أكدت الوزيرة أنه «من المقرر تقديم تعويض» لكنها لم تحدد مبلغه.

وقالت كالمي راي إن نظيرها الليبي موسى كوسا «تحدث عن تعويضات لكنه لم يحدد مبلغا».

ونفت سلطات كانتون جنيف في بيان نشر الاثنين «قطعيا» أن تكون سددت تعويضا لنجل القذافي.

ووقعت ليبيا مع سويسرا على خطة عمل برعاية إسبانيا وألمانيا، لكن الخطة تنص على مراجعة لاحقة لما تنوي سويسرا اتخاذه من خطوات فعلية لترضية ليبيا على حادثة توقيف نجل الزعيم الليبي وأسرته في مدينة جنيف السويسرية صيف عام 2008، وعلى تسريب متعمد لصور توقيفه العام الماضي.

وتنص خطة العمل على تشكيل «هيئة للتحكيم» مهمتها التحقيق في ملابسات اعتقال هانيبال. فيما قالت سويسرا إنها إذ «تعرب عن اعتذارها للنشر غير القانوني لصور هانيبال» إثر اعتقاله، فإنها «تستنكر نشر هذه الصور وتعترف بمسؤوليتها، وتعتزم إتمام سير التحقيق الجاري الآن فيما يتعلق بنشر صور هانيبال».

إلى ذلك، عاد رجل الأعمال السويسري ماكس غولدي إلى بلاده في وقت متأخر من مساء أول من أمس، حيث رافقه في رحلته وزيرة الخارجية السويسرية ووزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس، ووجد غولدي في استقباله بمطار زوريخ، الذي وصله بعد توقف قصير في تونس، في طريق عودته من طرابلس.

وكان غولدي الذي يعمل بشركة «إيه بي بي» الهندسية يقضي حتى يوم الخميس الماضي عقوبة السجن لمدة 4 أشهر بتهمة مخالفة قواعد الهجرة.

وكان العقيد القذافي قد التقى مساء أول من أمس، وزيرة الخارجية السويسرية، ضمن لقاء موسع حضره أيضا كل من رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني، ونظيراه المالطي لورانس جونزي، والسلوفيني، بورت باهور، بالإضافة إلى وزير خارجية إسبانيا، وسفير ألمانيا لدى ليبيا.

وناقش الاجتماع آفاق التعاون بين الاتحاد الأوروبي وليبيا ودعم الدول الأوروبية لإبرام الاتفاقية الإطارية المزمع توقيعها بين الجانبين لتطوير علاقات الحوار والتعاون بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وقالت مصادر ليبية إنه تم خلال اللقاء التشاور حول سبل تعزيز التعاون بين بلدان حوار (5+5) والتفكير في توسيع هذا الحوار إلى (6+6) بإضافة مصر واليونان.

وعبر أقارب غولدي عن «فرحتهم التي لا توصف»، بعد عودته إلى سويسرا، وحرصت عائلته وفقا للإذاعة السويسرية، على توجيه شكر خاص إلى وزيرة الخارجية، إضافة إلى طاقم السفارة السويسرية في طرابلس، ومنظمة العفو الدولية وشركة «إيه بي بي»، التي يعمل لديها غولدي.

ووجهت وزيرة الخارجية السويسرية أمس الشكر لرئيس الوزراء الإيطالي، وإلى حكومات ألمانيا وإسبانيا والاتحاد الأوروبي، على جهودهم في تسهيل الإفراج عن مواطنها غولدي، وأوضحت أن حكومة بلادها تشعر بالارتياح العميق، مشيرة إلى أن ذلك «يعني نهاية للأزمة وبداية جديدة للعلاقات مع ليبيا».

ومن جهتهم، رحب وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أمس بإفراج السلطات الليبية عن رجل الأعمال السويسري.

وقالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون: «هذا خبر جيد جدا».

وقال وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي: «إننا سعداء جدا بأن غولدي عاد الآن إلى وطنه». وذكر فسترفيلي أن بلاده ساهمت مع الشركاء الأوروبيين في إعادة العلاقات بين سويسرا وليبيا إلى طبيعتها.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الإسباني الذي قاد مفاوضات الاتحاد الأوروبي مع ليبيا لتولي بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي: «الأمر كان صعبا»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المفاوضات كانت «متحفظة ومكثفة وفعالة».