إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
أسبوع من الفرح فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العوده
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أسبوع من الفرح فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العوده
أسبوع من الفرح
بقلم: فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة
عودتُ نفسي أن أفرح كالأطفال ، وأن أعلن الفرحة وأعبر عنها بعفوية ومباشرة كما يفعل الأطفال .
عودتُ نفسي ألا أخنق الفرحة بكبرياء مزيفة أو توقر أو ثقل .
أن أفرح بالأشياء القريبة التي أراها دون أن أسمح لكوابيس التشاؤم والتردد والتساؤلات أن تخنقها أو تضعف وهجها الجميل .
أزعم أن من الإيجابية الواقعية ، والابتهاج بجماليات الحياة ، والتطلع لمنن الرب العظيم الكريم وعطاياه ؛ ألا أستجمع كل تبعات الماضي وآلامه لأرى إلى جوارها شمعة الحاضر وهي في لحظاتها الأخيرة تقاوم رياحاً لا طاقة لها بها .
وأزعم أن من الفأل الحسن ، واعتدال الرؤية ، وسلامة النفس ألا أسمح لتوقعات مستقبلية أو مخاوف أو أوهام أن تخطف مني فرحتي وتحرمني حق الحفاوة والاحتفال بها .
الواقع عندي أقوى من الماضي ، والحاضر آكد من المستقبل ، والمستقبل يمكن أن يكون تطويراً إيجابياً للحاضر واستثماراً لفرصه الرائعة إذا شئنا .
" من ليبيا يأتي الجديد " كلمة لفيلسوف يوناني ، بدت لنا وكأننا نقرؤها في وجوه الناس ، ونواحي الطرق ، وكل المفاجآت المدهشة التي صافحتنا ونحن نتحرك في ربوع الأرض الرائعة !
في ليبيا كل شيء مختلف !
الرجال الذين لقيناهم كانوا نمطاً متميزاً يعز نظيره .
الأطفال والبنيات الذين استقبلونا في المطار وفي الفندق بالزهور والأغاريد .
والفرح حوّلنا إلى أطفال يرغبون في سفح الدموع ولكنهم يستحون !
الوجوه الصافية الصادقة كانت تعبيراً جميلاً قلّ أن يتكرر .
السمات الحلوة العفوية المعبرة عن الصفاء والود والوفاء لم تستثن أحداً ممن لقينا .
" آنستونا "
سمعناها هناك بشكل مختلف ، وكأنها لأول مرة تطرق أسماعنا !
لم تكن تكلفاً ولا مجاملة ، كانت تعبيراً بسيطاً شعبياً عن عمق من العواطف بعيد الغور !
القلوب المصطفة تنبض بالحب ، وتبوح به بلا تردد ، تهتف له دون تزويق أو صناعة ، إنها وهلة المفاجأة تصنع تعبيراً صادقاً قريباً هو أجمل من القصائد الشعرية ، وأحلى من المقطوعات النثرية .
لم نستغرب على رجال الصحراء والجبل أن يكونوا كرماء أجواداً للضيف .
فضلاً عن ضيوف نسجت معهم الأيام والليالي حبال الود والوصل والتفاعل المعرفي ، وصاروا يقولون لهم : " أنتم هنا جزء من الأسرة ، نعرفكم وإن لم تعرفونا " ، " شكراً لقد غيرتم حياتنا وعلمتمونا الأمل والتفاؤل واستقبال الحياة بروح إيجابية مؤمنة ، نحبكم هلبا هلبا ! " .
أن تهديك طفلة وردة فواحة العبير ، أو يهديك الفتى سبحة هي كل ما يملك يقدمها كأجمل تعبير ، وأن تفسح لك البيوت بفرحة غير مكتومة ، وأن تقرأ في وجه كل من تلقاه ميثاق الحب والإخاء فيتفوق على تضاريس الجغرافيا وحواجز الزمان .
لم نستغرب ترتيباً منظماً حافلاً منذ الوهلة الأولى ، أكابر الرجال في تواضعهم وبساطتهم يعملون كل شيء ويبدون وكأنهم لم يقدموا شيئاً ، ويعتذرون عن التقصير .
استغربت من رجل الصحراء والجبل هذه المرة الجرعة الزائدة من الحب والعطف والود ، والبوح الصادق فوراً ودون انتظار ، والاستسلام للمشاعر الوجدانية العذبة الرائعة التي بها تحلو الحياة وتطيب .
استغربت من رجل الصحراء ألا يملك دموعه وهو يصافحك مستقبلاً أو مودعاً .
خاطرة لم تفارقني طيلة أسبوع قضيته في تلك الربوع : كيف لي أن أحتفظ بمشاعري الفورية حيال ما أرى وما أسمع لأتمكن بعد من إيصالها لأصدقائي وأحبائي وأولادي وبناتي الذين أشعر أنهم شركائي في كل شيء !
تظل فرحتي ناقصة ما لم يشاركوني فيها مشاهدة أو سماعاً أو تخيلاً ، إن عز أن يكونوا معي يعايشون الفرحة لحظة ميلادها ويشهدون تفاصيلها ومفاجآتها وروعتها حين تهل وتطل وتصرخ إيذاناً باستنشاق نفس الحياة .
هل أتحدث عن لحظة ؟ بل عن أسبوع مزدحم بالبرامج والوجوه والاكتشافات من المطار للمسجد للأكاديمية للجامعة للسجن ، نعم السجن حيث ألقيت محاضرة في جو مفتوح واقتربت من السجناء وتعانقنا بالأحضان وأحسسنا روحاً جديدة تحكم العلاقة بين السجين والسجّان مبناها الاستماع وبناء الجسور الواصلة ، والإعلام كله كان حاضراً ، وكمرة الفتى " يسلم " الذي صوّر كل شيء حتى وجوه السجناء ووجوه القادة دون أن يقول له أحد " لا " !
"شي مذهل" ، "نحن مندهشون" هذه الرسائل التي أسعفني الوقت أن أبعث بها عبر هاتفي المحمول إلى أصدقائي المقربين مني وإلى أسرتي وأبنائي وبناتي ...
ليسمح لهم هذا الإيجاز بتصور أبعاد الفرحة
يسألني كثيرون عن الانفتاح في ليبيا .. وأجد أن هذا المؤشر يوحي بوتيرة متسارعة من التصالح مع الذات وتأهيل المجتمع لاستيعاب الانفتاح الاقتصادي الذي بدأت بوادره .
وما نبأ البنية التحتية والطرقات والوحدات السكنية التي تجهز بمئات الآلاف عن هذا ببعيد .
من طرابلس إلى بنغازي إلى الجبل الأخضر فالبيضاء فدرنة تجمعات حاشدة في أجواء من العافية تبشر بتحولات إيجابية عميقة يتبناها رجال في مستوى عالٍ من المسؤولية .
التقيت بعضهم فوجدت شباباً طموحاً مثقفاً يؤمل من ورائه لأهله وبلده الخير الكثير ، ووجدت حوارات وأسئلة حول التاريخ والطوائف والحاضر والمستقبل والشريعة توحي بأن ثم توجهاً للإصلاح يتعاطى بإيجابية مع متغيرات العصر وضروراته ، ويؤمن بمرجعية إيمانية تتكئ على ثلاثية : الإسلام ثم السنة ، ثم المذهب المالكي الذي ينتظم أهل ليبيا في الأعم الأغلب .
إنها الهوية الفكرية التي تشكل عصمة في ظل التنافس الدولي .
إنها بلد ممتد من رويفع بن ثابت الأنصاري -رضى الله عنه- إلى عمر المختار شيخ الشهداء ، والذي تشرفنا بزيارة ابنه (ذي الثمانين عاماً) والاستماع لبطولاته النادرة .
نتلفت فيرى أصحابي الأشجار في الطريق ، ولا أرى إلا خيال عمر المختار ورجالاته الكبار تطل علينا من كل شبر وزاوية .
أحسست أن تحت كل صخرة ذكرى ، وفي جذور كل شجرة تاريخ مكتوب .
أشجار عريقة تذكر بالرجال الذين ماتوا وقوفاً في سبيل دينهم ووطنهم .
أحدهم قال لي : أنتم مجاهدون بالكلمة ، والكلمة أخطر من السيف .
وحقاً فإن الكلمة أخطر من السيف ، فهي التعبير عن الحياة والبناء والإصلاح والشهادة والمعرفة والحكمة ، والكلمة الطيبة صدقة .
وعلينا أن نتعاطى مع الكلمات الإيجابية المبشرة ، ونمنح أنفسنا فرصة الاستبشار بكل المبادرات الجميلة ، فربما كانت سبباً في قدرتنا على التفاعل الرشيد مع المتغيرات الدولية التي إن لم نستشعرها فنحن أموات ، وإن لم نتعاط معها بيقظة وذكاء وشجاعة فنحن أغبياء .
عدت من ليبيا ، وبقي قلبي هناك ، وذاكرتي وخيالي وأحلامي هناك مع الرجال الذين صحبوني وغمروني بدفئهم وأشبعوني بكلماتهم السحرية وعاطفتهم الفطرية واحترامهم الكبير .
عدت من ليبيا وعيني تلتفت تبحث عن معنى وقلبي ينازعني الطريق !
وَتَلَفَّتَت عَيني فَمُذ خَفِيَت عَنها الطُلولُ تَلَفَّتَ القَلبُ
أنا عاطفي ومثلي وأكثر مني رفيقي د. عبد الوهاب الطريري ، وقد لقينا شعباً يمتلئ عاطفة وحباً للإسلام والقرآن وللنبي محمد -عليه الصلاة والسلام- ويفخر بأنه بلد المليون حافظ !
عدت من ليبيا وقد اكتظ جوالي بالأسماء الأثيرة ، واحتشد في قلبي زحام غير معتاد من السحنات الرائعة والصداقات الجديدة والقديمة
الحب أنتِ بداية ونهاية يا حلوة غنى بها الشعراء
طابت سماؤك يا جميلة أنجماً قمراً .. وآفاقاً وطاب ثواء
من لي بليلك صاخب في صمته قد طاب فيه لعاشق إسراء
من لي بصبحك بان في إشراقه روح الحياة تفيضها الصحراء
في أهلك الغالين أحباب لنا بعيونهم لعيوننا إغراء
لهواهمُ بين الضلوع منازل وهمُ لنا الضراء والسراء
هذي طرابُلسُ الحبيبة تحتفي وهناك بنغازي .. وذي البيضاء
وبدرنة اكتملت عقودٌ في الهوى ترعى المعاهدَ مقلةٌ حرّاءُ
أزكى السلام من الفؤاد إليكمُ ما طار في آذانكم إطراءُ
دون مواربة فأنا مسرور بزيارتي ، متفائل بمستقبل زاهر وجميل لهذا البلد الطيب وأهله الطيبين ، وسلام الله على من لقينا أو جالسنا أو عرفنا ، وسلام على أهل ليبيا ، وعلى المسلمين وعلى عباد الله الصالحين ورحمة الله وبركاته
بقلم: فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة
عودتُ نفسي أن أفرح كالأطفال ، وأن أعلن الفرحة وأعبر عنها بعفوية ومباشرة كما يفعل الأطفال .
عودتُ نفسي ألا أخنق الفرحة بكبرياء مزيفة أو توقر أو ثقل .
أن أفرح بالأشياء القريبة التي أراها دون أن أسمح لكوابيس التشاؤم والتردد والتساؤلات أن تخنقها أو تضعف وهجها الجميل .
أزعم أن من الإيجابية الواقعية ، والابتهاج بجماليات الحياة ، والتطلع لمنن الرب العظيم الكريم وعطاياه ؛ ألا أستجمع كل تبعات الماضي وآلامه لأرى إلى جوارها شمعة الحاضر وهي في لحظاتها الأخيرة تقاوم رياحاً لا طاقة لها بها .
وأزعم أن من الفأل الحسن ، واعتدال الرؤية ، وسلامة النفس ألا أسمح لتوقعات مستقبلية أو مخاوف أو أوهام أن تخطف مني فرحتي وتحرمني حق الحفاوة والاحتفال بها .
الواقع عندي أقوى من الماضي ، والحاضر آكد من المستقبل ، والمستقبل يمكن أن يكون تطويراً إيجابياً للحاضر واستثماراً لفرصه الرائعة إذا شئنا .
" من ليبيا يأتي الجديد " كلمة لفيلسوف يوناني ، بدت لنا وكأننا نقرؤها في وجوه الناس ، ونواحي الطرق ، وكل المفاجآت المدهشة التي صافحتنا ونحن نتحرك في ربوع الأرض الرائعة !
في ليبيا كل شيء مختلف !
الرجال الذين لقيناهم كانوا نمطاً متميزاً يعز نظيره .
الأطفال والبنيات الذين استقبلونا في المطار وفي الفندق بالزهور والأغاريد .
والفرح حوّلنا إلى أطفال يرغبون في سفح الدموع ولكنهم يستحون !
الوجوه الصافية الصادقة كانت تعبيراً جميلاً قلّ أن يتكرر .
السمات الحلوة العفوية المعبرة عن الصفاء والود والوفاء لم تستثن أحداً ممن لقينا .
" آنستونا "
سمعناها هناك بشكل مختلف ، وكأنها لأول مرة تطرق أسماعنا !
لم تكن تكلفاً ولا مجاملة ، كانت تعبيراً بسيطاً شعبياً عن عمق من العواطف بعيد الغور !
القلوب المصطفة تنبض بالحب ، وتبوح به بلا تردد ، تهتف له دون تزويق أو صناعة ، إنها وهلة المفاجأة تصنع تعبيراً صادقاً قريباً هو أجمل من القصائد الشعرية ، وأحلى من المقطوعات النثرية .
لم نستغرب على رجال الصحراء والجبل أن يكونوا كرماء أجواداً للضيف .
فضلاً عن ضيوف نسجت معهم الأيام والليالي حبال الود والوصل والتفاعل المعرفي ، وصاروا يقولون لهم : " أنتم هنا جزء من الأسرة ، نعرفكم وإن لم تعرفونا " ، " شكراً لقد غيرتم حياتنا وعلمتمونا الأمل والتفاؤل واستقبال الحياة بروح إيجابية مؤمنة ، نحبكم هلبا هلبا ! " .
أن تهديك طفلة وردة فواحة العبير ، أو يهديك الفتى سبحة هي كل ما يملك يقدمها كأجمل تعبير ، وأن تفسح لك البيوت بفرحة غير مكتومة ، وأن تقرأ في وجه كل من تلقاه ميثاق الحب والإخاء فيتفوق على تضاريس الجغرافيا وحواجز الزمان .
لم نستغرب ترتيباً منظماً حافلاً منذ الوهلة الأولى ، أكابر الرجال في تواضعهم وبساطتهم يعملون كل شيء ويبدون وكأنهم لم يقدموا شيئاً ، ويعتذرون عن التقصير .
استغربت من رجل الصحراء والجبل هذه المرة الجرعة الزائدة من الحب والعطف والود ، والبوح الصادق فوراً ودون انتظار ، والاستسلام للمشاعر الوجدانية العذبة الرائعة التي بها تحلو الحياة وتطيب .
استغربت من رجل الصحراء ألا يملك دموعه وهو يصافحك مستقبلاً أو مودعاً .
خاطرة لم تفارقني طيلة أسبوع قضيته في تلك الربوع : كيف لي أن أحتفظ بمشاعري الفورية حيال ما أرى وما أسمع لأتمكن بعد من إيصالها لأصدقائي وأحبائي وأولادي وبناتي الذين أشعر أنهم شركائي في كل شيء !
تظل فرحتي ناقصة ما لم يشاركوني فيها مشاهدة أو سماعاً أو تخيلاً ، إن عز أن يكونوا معي يعايشون الفرحة لحظة ميلادها ويشهدون تفاصيلها ومفاجآتها وروعتها حين تهل وتطل وتصرخ إيذاناً باستنشاق نفس الحياة .
هل أتحدث عن لحظة ؟ بل عن أسبوع مزدحم بالبرامج والوجوه والاكتشافات من المطار للمسجد للأكاديمية للجامعة للسجن ، نعم السجن حيث ألقيت محاضرة في جو مفتوح واقتربت من السجناء وتعانقنا بالأحضان وأحسسنا روحاً جديدة تحكم العلاقة بين السجين والسجّان مبناها الاستماع وبناء الجسور الواصلة ، والإعلام كله كان حاضراً ، وكمرة الفتى " يسلم " الذي صوّر كل شيء حتى وجوه السجناء ووجوه القادة دون أن يقول له أحد " لا " !
"شي مذهل" ، "نحن مندهشون" هذه الرسائل التي أسعفني الوقت أن أبعث بها عبر هاتفي المحمول إلى أصدقائي المقربين مني وإلى أسرتي وأبنائي وبناتي ...
ليسمح لهم هذا الإيجاز بتصور أبعاد الفرحة
يسألني كثيرون عن الانفتاح في ليبيا .. وأجد أن هذا المؤشر يوحي بوتيرة متسارعة من التصالح مع الذات وتأهيل المجتمع لاستيعاب الانفتاح الاقتصادي الذي بدأت بوادره .
وما نبأ البنية التحتية والطرقات والوحدات السكنية التي تجهز بمئات الآلاف عن هذا ببعيد .
من طرابلس إلى بنغازي إلى الجبل الأخضر فالبيضاء فدرنة تجمعات حاشدة في أجواء من العافية تبشر بتحولات إيجابية عميقة يتبناها رجال في مستوى عالٍ من المسؤولية .
التقيت بعضهم فوجدت شباباً طموحاً مثقفاً يؤمل من ورائه لأهله وبلده الخير الكثير ، ووجدت حوارات وأسئلة حول التاريخ والطوائف والحاضر والمستقبل والشريعة توحي بأن ثم توجهاً للإصلاح يتعاطى بإيجابية مع متغيرات العصر وضروراته ، ويؤمن بمرجعية إيمانية تتكئ على ثلاثية : الإسلام ثم السنة ، ثم المذهب المالكي الذي ينتظم أهل ليبيا في الأعم الأغلب .
إنها الهوية الفكرية التي تشكل عصمة في ظل التنافس الدولي .
إنها بلد ممتد من رويفع بن ثابت الأنصاري -رضى الله عنه- إلى عمر المختار شيخ الشهداء ، والذي تشرفنا بزيارة ابنه (ذي الثمانين عاماً) والاستماع لبطولاته النادرة .
نتلفت فيرى أصحابي الأشجار في الطريق ، ولا أرى إلا خيال عمر المختار ورجالاته الكبار تطل علينا من كل شبر وزاوية .
أحسست أن تحت كل صخرة ذكرى ، وفي جذور كل شجرة تاريخ مكتوب .
أشجار عريقة تذكر بالرجال الذين ماتوا وقوفاً في سبيل دينهم ووطنهم .
أحدهم قال لي : أنتم مجاهدون بالكلمة ، والكلمة أخطر من السيف .
وحقاً فإن الكلمة أخطر من السيف ، فهي التعبير عن الحياة والبناء والإصلاح والشهادة والمعرفة والحكمة ، والكلمة الطيبة صدقة .
وعلينا أن نتعاطى مع الكلمات الإيجابية المبشرة ، ونمنح أنفسنا فرصة الاستبشار بكل المبادرات الجميلة ، فربما كانت سبباً في قدرتنا على التفاعل الرشيد مع المتغيرات الدولية التي إن لم نستشعرها فنحن أموات ، وإن لم نتعاط معها بيقظة وذكاء وشجاعة فنحن أغبياء .
عدت من ليبيا ، وبقي قلبي هناك ، وذاكرتي وخيالي وأحلامي هناك مع الرجال الذين صحبوني وغمروني بدفئهم وأشبعوني بكلماتهم السحرية وعاطفتهم الفطرية واحترامهم الكبير .
عدت من ليبيا وعيني تلتفت تبحث عن معنى وقلبي ينازعني الطريق !
وَتَلَفَّتَت عَيني فَمُذ خَفِيَت عَنها الطُلولُ تَلَفَّتَ القَلبُ
أنا عاطفي ومثلي وأكثر مني رفيقي د. عبد الوهاب الطريري ، وقد لقينا شعباً يمتلئ عاطفة وحباً للإسلام والقرآن وللنبي محمد -عليه الصلاة والسلام- ويفخر بأنه بلد المليون حافظ !
عدت من ليبيا وقد اكتظ جوالي بالأسماء الأثيرة ، واحتشد في قلبي زحام غير معتاد من السحنات الرائعة والصداقات الجديدة والقديمة
الحب أنتِ بداية ونهاية يا حلوة غنى بها الشعراء
طابت سماؤك يا جميلة أنجماً قمراً .. وآفاقاً وطاب ثواء
من لي بليلك صاخب في صمته قد طاب فيه لعاشق إسراء
من لي بصبحك بان في إشراقه روح الحياة تفيضها الصحراء
في أهلك الغالين أحباب لنا بعيونهم لعيوننا إغراء
لهواهمُ بين الضلوع منازل وهمُ لنا الضراء والسراء
هذي طرابُلسُ الحبيبة تحتفي وهناك بنغازي .. وذي البيضاء
وبدرنة اكتملت عقودٌ في الهوى ترعى المعاهدَ مقلةٌ حرّاءُ
أزكى السلام من الفؤاد إليكمُ ما طار في آذانكم إطراءُ
دون مواربة فأنا مسرور بزيارتي ، متفائل بمستقبل زاهر وجميل لهذا البلد الطيب وأهله الطيبين ، وسلام الله على من لقينا أو جالسنا أو عرفنا ، وسلام على أهل ليبيا ، وعلى المسلمين وعلى عباد الله الصالحين ورحمة الله وبركاته
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: أسبوع من الفرح فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العوده
مشكور بارك الله فيك
محمد اللافي- مستشار
-
عدد المشاركات : 27313
العمر : 45
رقم العضوية : 208
قوة التقييم : 54
تاريخ التسجيل : 28/06/2009
رد: أسبوع من الفرح فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العوده
اخصــائى فى نقــل الآحــــداث السيـــاسيه المتفــرقه. بـــــــــــــــــــــــــــارك الله فيك...
رد: أسبوع من الفرح فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العوده
بارك اله فيك وفي شيخنا الفاضل على هده الأحاسيس الصادقه
المارد الأصفر- عقيد
-
عدد المشاركات : 767
العمر : 43
رقم العضوية : 1673
قوة التقييم : 8
تاريخ التسجيل : 04/05/2010
مواضيع مماثلة
» د. سلمان العوده : اقشعر بدني حين سمعت الحاج عبد الجليل في بن
» عقب عودته من ليبيا .. العودة يكتب: أسبوع من الفرح
» فضيلة الشيخ محمد العريفي
» فتوى فضيلة الشيخ الصادق الغرياني المفتي العام. بشأن تهجير ا
» قال فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين
» عقب عودته من ليبيا .. العودة يكتب: أسبوع من الفرح
» فضيلة الشيخ محمد العريفي
» فتوى فضيلة الشيخ الصادق الغرياني المفتي العام. بشأن تهجير ا
» قال فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 9:06 am من طرف STAR
» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
اليوم في 9:06 am من طرف STAR
» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
اليوم في 9:05 am من طرف STAR
» ما ميزات شبكات "Wi-Fi 8" المنتظرة؟
اليوم في 9:05 am من طرف STAR
» رد فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
اليوم في 9:04 am من طرف STAR
» هل تعاني من الأرق؟ طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
اليوم في 9:03 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
اليوم في 9:03 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 9:00 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
الإثنين 18 نوفمبر 2024, 11:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
الإثنين 18 نوفمبر 2024, 8:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
الإثنين 18 نوفمبر 2024, 8:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
الإثنين 18 نوفمبر 2024, 8:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
الإثنين 18 نوفمبر 2024, 8:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
الإثنين 18 نوفمبر 2024, 8:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
الإثنين 18 نوفمبر 2024, 8:46 am من طرف STAR