ذكرى استشهاد المجاهد عمر المختار

يحيي الشعب الليبي في يوم السادس عشر من شهر الفاتح من كل عامٍ ذكرى استشهاد شيخ الشهداء " عمر المختار" بطل الجهاد المقدس الذي وهب حياته فداء للوطن واستشهد وهو يقارع الاستعمار الإيطالي البغيض مسجلاً بكل فخر واعتزاز مع المجاهدين الليبيين الأبطال ملاحم خالدة من أجل تخليص التراب الليبي من دنس المستعمرين .. ففي السادس عشر من شهر الفاتح من العام 1931 مسيحي قام الغزاة الطليان بإعدام المجاهد عمر المختار شنقاً في منطقة " سلوق " مرتكبين بذلك أبشع جريمة في تاريخهم بعد أن لقنهم هو ورفاقه المجاهدون الليبيون دروساً يشهد التاريخ بعظمتها في مسيرة جهاد الشعب الليبي الطويلة ضد الغزاة الطليان التي خاضها آباؤنا وأجدادنا دفاعا عن الوطن.
إن إحياء ذكرى استشهاد شيخ الشهداء عمر المختار هو تذكير لليبيين والليبيات بتاريخهم المليء بالبطولات والتضحيات التي قدمها آباؤهم وأجدادهم دفاعاً عن الوطن والكرامة.. فقد قدم هذا الشعب قرابة ثلاثة أرباع المليون شهيد على دروب العزة مسجلا ًبذلك أروع ملاحم البطولة والجهاد ضد الاستعمار من خلال المقاومة الشعبية الباسلة التي سجلها وبكل فخر .. وهو أعزل من السلاح .
إذ صمد هذا الشعب العظيم في وجه الغزاة الطليان وقاومهم بكل شجاعة سنين طويلة وقد توج صموده ومقاومته العنيدة بقيام ثورة الفاتح العظيم التي انتصرت لكفاح الآباء والأجداد وثأرت لهم ولتضحياتهم.
ولقد ظل تاريخ الجهاد نسيا منسيا إلى أن قامت ثورة الفاتح العظيم وأحيت معاركه لتذكير الأجيال بملاحمه التي خاضها الآباء والأجداد ضد جحافل الاستعمار الإيطالي دفاعاً عن الأرض والعرض والكرامة.
وبفعل جهود الأخ قائد الثورة التي لم تتوقف منذ قيام ثورة الفاتح العظيم من أجل أن تعترف ايطاليا بمسؤوليتها عن فترة استعمارها لليبيا وتعلن اعتذارها للشعب الليبي عن تلك الحقبة الاستعمارية وتعترف بحقه في التعويض عن الأضرار الفادحة التي لحقت بابنائه وأرضه جراء تلك الحقبة البغيضة وحقه في معرفة مصير ألاف المواطنين الليبيين الذين قام الاستعمار الإيطالي بنفيهم في أسوأ الظروف إلى جزر الجنوب الإيطالي وقبور من استشهد منهم .. واستجابة لمطالب الشعب الليبي المتواصلة من خلال قرارات مؤتمراته الشعبية الأساسية بالتعويض ومعرفة مصير المنفيين من أبنائه كخطوة أساسية لإثبات حسن نوايا إيطاليا تجاه الشعب الليبي وإقامة علاقات جديدة ودية تقوم على الاحترام المتبادل ، وحتى لا تتكرر فصول تلك الحقبة الاستعمارية