إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مقال عن التربية الأسرية
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مقال عن التربية الأسرية
تعريف التربية الأسرية:
ـــــــــــــ
تقوم على زيادة درجة وعى الفرد من مختلف الأعمار بكل الظروف المختلفة المرتبطة بحياة الأسرة من الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والنفسية, بهدف تحقيق السعادة والاستقرار للأسرة والمجتمع 0
مفهوم الأسرة:
ـــــــــ
إن الأسرة مأخوذة من الأسر, وهو القوة والشدة, ولذلك فإنها الدرع الحصين لأعضاء الأسرة 0
الأسرة هي تجمع أجتماعى قانوني لأفراد أتحدوا بروابط الزواج والقرابة, أو بروابط التبني, وهم في الغالب يشاركون بعضهم بعضا في منزل واحد, ويتفاعلون تفاعل متبادل طبقا لأدوار اجتماعية محددة 0
ومن خلال هذا التعريف فأنة يمكن أن نحدد الخصائص التي تتميز بها الأسرة وهى:
- قيامها على أساس علاقات زوجية شرعها المجتمع 0
- تكوينها من أفراد ارتبطوا بروابط الزواج والدم أو التبني طبقا للعادات والأعراف والتقاليد السائدة في المجتمع 0
- معيشة أفرادها جميعا تحت سقف واحد, واشتراكهم في استخدام نفس المأوى لممارسة حياتهم الأسرية وتحقيق مصالحهم وحاجاتهم الحياتية 0
- انتساب أفرادها إلى أسم عائلي يحظى باحترامهم جميعا, ويرتبطون بة برباط القرابة الدموية, بمعنى أن يكون هو الجد الأكبر لأفراد الأسرة 0
أشكال الأسرة:
ـــــــــ
من ملاحظة النظم الأسرية في المجتمعات الإنسانية نجد أن نمط الأسرة كان يتميز بالأتساع قديما, ومع مرور الزمن أخذ يتقلص شيئا فشيئا حتى وصل إلى نمط الأسرة النووية 0
- الأسرة النووية: وهى عبارة عن جماعة تتكون من الزوجين وأبنائهم غير المتزوجين ويضمهم منزل واحد 0
- الأسرة الممتدة أو المشتركة: وهى عبارة عن عدة أجيال يعيشون في منزل واحد, وتتكون من الرجل ونسائية مع أسر أبنائبة في منزل واحد 0
وظائف الأسرة:
ـــــــــ
لقد تطورت وظائف الأسرة من السعة إلى الأضيق, فلأسرة في بداية نشأتها كانت تقوم بجميع الوظائف الاجتماعية تقريبا, وفى الحدود التي يسمح بها نطاقها, وبالقدر الذي تقتضية حاجاتها الاقتصادية والدينية والخلقية والتربوية, ومع زيادة عدد السكان ونمو المدن وتطورها وتقدم التكنولوجيا وأشكال التنظيم الأجتماعى بدأت النظم الأخرى تقوم بالعديد من الوظائف الأسرية كالوظيفة التشريعية والسياسية والقضائية كذلك التربوية في بعض جوانبها 0
- الوظيفة البيولوجية أو الجنسية:
تحفظ الأسرة للمجتمع كيانة العضوي عن طريق الإنجاب بالإضافة إلى أنها تتولى رعاية أطفالها بعد الإنجاب جسميا وصحيا ويتم ذلك من خلال الأنفاق المادي عليهم من حيث توفير الغذاء اللازم والحياة الصحية المناسبة والتي تؤدى إلى النمو السليم للأطفال 0 أيضا من خلال الأسرة يتم أشياع الدوافع الجنسية وتحقيق العواطف والانفعالات الاجتماعية مثل عواطف الأبوة والأمومة والأخوة 0
- الوظيفة النفسية:
أن الصحة النفسية للأفراد تكون عن طريق العلاقات البشرية في العائلة وتوفير الراحة والثقة في نفوس الأفراد حتى تشبع احتياجات الأفراد النفسية وهى: الحب والعطف والأمن والتقدير والنجاح والحرية والسلطة الضابطة ولعل أهمها استشعار الفرد بالأمن الذي بدفعة إلى المخاطرة, ولا تعنى المخاطرة ركوب الأهوال, بل التصرف والسلوك النابع من شعورة بالأمن والطمأنينة 0
- الوظيفة التوجيهية:
تعمل الأسرة على توجية وإرشاد أبنائها, فهم في حاجة إلى معرفة أن هناك حدودا معينة وضعت لتبين لهم ما يمكن وما لا يمكن عملة, فالطفل يتعلم من الأسرة ما علية من واجبات ومالة من حقوق, وكيف يستجيب لغيرة, كما يتعلم الطفل من الأسرة مستويات الثواب والعقاب, لذلك يجب على الأسرة تفهم حاجات الطفل وتشجيعة بالثناء على ما يتقن أداءة من أعمال, وتشجيعة بالمعونة الإيجابية المثمرة لتصحيح ما يقع فية من أخطاء 0وقد أوضحت الدراسات التي تمت حول الأساليب التي تتبعها الأسر في تعليم أطفالها ضبط السلوك والنظام, أن الآباء الذين كانوا واضحين ومنسقين, كان أطفالهم أقل عرضة للعصيان والتمرد, وأيضا الأطفال المنحدرين من أسر متسقة في المعاملة والتي لها قواعد مستمرة وراسخة أكثر كفاءة وثقة في أنفسهم, بالإضافة إلى ذلك فأنة عندما تكون توقعات الآباء نحو سلوك الأبناء في مستوى قدراتهم أو أعلى بقدر قليل غير معجز فإن ذلك قد يساعد على تنمية الإحساس بالكفاءة عند الأطفال 0
- الوظيفة الاقتصادية:
تعتبر الأسرة وحدة اقتصادية, حيث يقوم أفرادها بقضاء كل مستلزماتهم الحياتية واحتياجاتهم, فيتعين لكل فرد عمل اقتصادي أو وظيفة اقتصادية يؤديها, فنجد الأب يعمل بكل طاقة لتوفير احتياجات الأسرة والصرف على واجبات الحياة الأسرية, والأم قد تشاركة العمل الخارجي لتدعيم الحياة المعيشية فضلا عن قيامها بتدبير شئون المنزل وتربية الأولاد وينال الأولاد أكبر حظ من الثقافة والعلم لشغل الوظائف الأساسية في الدولة وهذا يساعد على رفع شأن أسرهم والارتقاء بمستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية 0 أيضا من أهم الوظائف الاقتصادية التي تمارسها الأسرة في كل المجتمعات هي توريث الممتلكات الخاصة للأبناء 0 فالإنسان لا يرث إلا أبوية وأجدادة وأشقائة في حالة عدم وجود ورثة شرعيين لهم ومن ثم فالإنسان عن طريق الأسرة يرث أبوية ويورث أبناءة طبقا لشروط الميراث في الشريعة الإسلامية 0
- وظيفة التنشئة الاجتماعية:
يلعب الوالدان دورا هاما وأساسيا في عملية التنشئة الاجتماعية للأبناء, ويعتبر دور كل من الأب والأم مكملا للآخر في هذة العملية ويتضح ذلك فيما يلي:
علاقة الأم بالطفل: إن الأم لها دور هام وبالغ الخطورة في التأثير على الطفل وتكوين شخصيتة وتكيفة مع المجتمع الخارجي, وذلك لأن أولى علاقات الطفل التي يمارسها مع الآخرين تبدأ مع الأم, والتي تمثل لة كل شيء في الوجود من حولة, لأنة يعتمد عليها بيولوجيا ونفسيا, وذلك في الحصول على إشباعة بالرضاعة والحصول على الحنان والعطف والمحبة والاستقرار الذي لا يجدة الصغير إلا في صدر امة, ولا يستطيع أي بديل أن يملأ هذا الفراغ العاطفي لدى الطفل إذا لم يلتمسة ويجدة عند أمة 0
وتخلق الأم بينها وبين طفلها علاقة عاطفية حميمة, ويعتبر الحب هو أول العلاقات الإنسانية التي يمارسها الابن وأهمها جميعا لأنها تتعلق بعلاقات الود والعطف التي هي من أهم مميزات الأسرة السعيدة ويعمل الحب كدافع هام في تعلم كثير من الاتجاهات الاجتماعية التي توثق علاقة الابن بالمجتمع كما تعضد درجة تكيفة 0
فالأم هي أول شخص يوجة لة الطفل طاقاتة الانفعالية وهى في نفس الوقت أول شخص يجرب فية البغض, ويتنازعة إزاء الأم دوافع متناقضة من الحب والكرة والحنان والعدوان لأنها مصدرا للعطف والحرمان في آن واحد فإذا كانت الأم نفسها تعانى من بعض الاضطرابات النفسية وعدم الوعي بدوافع الطفل السيكولوجية فأنها قد تسيء تنشئتة, كما أن معاناة الأم من الاضطرابات بشكل دائم أو مؤقت يحدد قدرة الأم على العطاء وبالتالي يجعلها أقل تحملا لمسئولياتها أو أقل قدرة على منح الحب أو منح التشجيع أو الضبط أو توفير المثيرات الايجابية في بيئة الطفل 0
فالتفاعل بين الأم والابن والذي يتسم بالعلاقة الحميمة والتشجيع والمساندة يساعد على نمو السمات السوية لدى الأبناء مثل الشعور بالاستقلالية والاجتماعية والتوافق في حين أن الطفل الذي تتصف العلاقة بينة وبين أمة بالتباعد والسلبية يصبح عرضة لعدم الكفاءة ويضعف احتمال تكيفة 0
علاقة الأب بالطفل: أما عن دور الأب في عملية التنشئة الاجتماعية فهو دور لا يقل خطورة وأهمية عن دور الأم فحاجة الطفل إلى أبية تنشأ مبكرة على غير ما يتصور البعض في أن الأب غير ضروري في مرحلة الطفولة المبكرة بل في مرحلة الإشراف على سلوك الطفل في مرحلة المراهقة فقط وهذا زعم خاطىء لأن حاجة الطفل إلى الأب ليست بسبب الأشراف فحسب ولكن الطفل يتوسم في أبية الذي برعاة ويبادلة الحب المثل الأعلى الذي ينتسب إلية والذي يجد في كنفة الحماية والأمان 0
ولقد أجمعت نتائج دراسات عديدة على أهمية دور الأب في الضبط الاجتماعي والالتزام بالقيم الاجتماعية والتنميط الجنسي سواء كانت الميكانيزمات المعنية يفترض أن تكون توحداً أو تقليد أو استخدام المكافأة والعقاب, ففي نظر فرو يد يميل الطفل إلى التوحد مع الوالد من الجنس المخالف في مرحلة ثم يبدأ في التوحد مع والدة من نفس الجنس في مرحلة أخرى, ولكن إذا اختلفت عملية التوحد تحدث إعاقة لعملية التنميط الجنسي ويبقى الطفل معلقا بالوالد من الجنس المخالف وحاملا للمشاعر السلبية للوالد من نفس الجنس 0
ويعتبر الأب هو مصدر السلطة في المنزل وهو الذي يصدر الأوامر والنواهي ويفرض العقاب ويحرم الطفل, فالطفل يرغب في تقليد أبية ويتقمص شخصيتة لأنة فية القدوة الحسنة والمثل الطبيعي, فالأب هو السلطة التي لا ينازعها أحد في المنزل فيجب أن يكون سلطة عادلة وهادئة لكي تسير على الصواب دائما وأن يكون مسيطرا على نفسة لذلك ينبغي أن يعيش مع أبنائة بفكرة ووجدانة وعواطفة, وإذا كان الأب يمثل السلطة في المنزل, فأن الأبوة الرشيدة المستنيرة تدرك أن هذة السلطة لا تعنى الحرمان أو القسوة أو القمع لكل رغبات ونزعات الطفل, بل تعنى وبدرجة كبيرة التنظيم والتوجية الذي يحتاجة كل طفل, ويساعد بشكل كبير على الإدراك الحقيقي لذاتة, والتفهم الكبير لإمكانياتها وقدراتها0
كما يضاف إلى الأبوة الناجحة أنها تلك التي تمهد لأبنائها سبل التعاون مع الغير وحب الغير, وتحويل أنانية الفرد إلى محبة جماعية ومن ثم يمكن القول بأن فقد الطفل لمهارات التعامل مع الغير وإغراقة في الفردية والأنانية وحب ذاتة يمثل فشلا في قيام الأب بدورة نحو هذا الطفل من حيث تعودة هذة المهارات الضرورية واللازمة في الحياة 0ويعد محك نجاح الأب في تكوين شخصية أبنائة هو مقدار نجاحة في كسب ثقتهم ومودتهم بالدرجة التي تجعلهم يتخذون منة صديقا يلجئون إلية كلما صادفتهم المشاكل, وأعيتهم الحيل, ويعد عكس هذا الشعور من جانب الابن تجاة والدة وهروبة منة من مظاهر فشل هذا الأب في القيام بدورة القيادي في الأسرة وعجزة عن تحقيق الاتصال النفسي الطيب بينة وبين ابنة
ولأن الأب يلعب دورا هاما في حياة الأبناء فإن لغيابة أثاراً سيئة مباشرة وغير مباشرة عليهم, ومن العوامل الهامة والفارقة المتعلقة بغياب الأب سن الطفل وطول فترة الغياب ومسبباتها 0 حيث أشارت نتائج الدراسات إلى أن هناك مرحلتين حرجتين خلال نمو الطفل يكون فيها غياب الأب سواء كان بالانفصال أو الطلاق أو الموت ذو تأثير قوى على نمو الطفل, وهما المرحلة الأوديبية ومرحلة المراهقة 0
كما يعتبر عدم التكيف الاجتماعي والنمو المتأخر في الحكم والقيم الأخلاقية والشعور بالذنب والانصياع من أكثر النتائج المباشرة لغياب الأب, ولا يقتصر تأثير الأب على الأبناء الذكور بل وأيضا على الفتيات, فالأب يستطيع أن يكون قوة فعالة في تشكيل السلوك الأنثوي لدى ابنتة وذلك بتزويدها بالخبرات والأمان في التفاعل مع الذكور وتعزيز سلوك الدور المناسب لديها ومن المحتمل أن تواجه الفتيات صعوبات في نمو شخصياتهن وفى التوحد عندما تفتقد الأسرة إلى الأب وخاصة الفتيات اللواتي لم يبلغن الخامسة من عمرهن بغض النظر عن سبب الغياب, وكما يكون لسبب الغياب أثرة الكبير على الفتيات في المراحل الأخرى من خلال تأثيرة على الأم, فالطلاق يؤثر في الحالة النفسية للأم بشكل مختلف عن موت الزوج, حيث يتكون لدى الأم بعد الطلاق نظرة سلبية نحو الذكور وبذلك قد تنقل هذا الشعور إلى بناتها 0
( نجلاء مسـعد, 2000 )
العلاقات الإنسانية بين أعضاء الأسرة:
ــــــــــــــــــــ
لتكوين نظرة شاملة لشبكة العلاقات الأسرية سوف نوضح العمليات التفاعلية داخل الأسرة والتي تكون في مجموعها المناخ العام للأسرة كما يلي:
- العلاقة بين الزوجين:
يعتبر التفاعل الثنائي الإيجابي بين الزوجين والمبنى على المحبة والمودة وأشياع الحاجات الأساسية والثانوية أمراً ضروريا لتوفير الاتزان النفسي والاستقرار الاجتماعي والمحافظة عليهما أطول فترة ممكنة في نطاق أية أسرة تجمع بين الزوج والزوجة, ومن ثم يمكن للعلاقات الزوجية أن تستمر بين الطرفين بدرجة عالية من التوافق السوي إلى ما لا نهاية طالما أنها توفر لها الأشباعات التي يحتاج إليها كل منهما بلا خلافات ولا اضطرابات حادة تؤرق حياتهما, فالاشباعات والمكاسب والفوائد التي يحققها الزوجان من زواجاهما يعتبر بمثابة تدعيم وتعزيز لاستمرارية حياتهما الزوجية 0
ويرى علاء الدين كفافى ( 1999 ), أن التوافق الزواجى نمط من التوافقات الاجتماعية التي يهدف من خلالها الفرد أن يقيم علاقات منسجمة مع قرينة في الزواج, والتوافق الزواجى يعنى أن كل من الزوج والزوجة يجدان في العلاقة الزواجية ما يشبع حاجاتهما الجسمية والعاطفية والاجتماعية, مما ينتج عنة حالة من الرضا عن الزواج أو الرضا الزواجى 0
فلكي يتحقق التوافق الزواجى على كل زوج القيام بواجباتة أو أدوارة في الحياة الزوجية, وعلية القيام بهذة الأدوار على نحو كفء ومرن في نفس الوقت 0 وتسعد الزوجة إذا ما قام الزوج بهذة الأدوار ويزداد انتمائها إلى مؤسسة الزواج واعتزازها بها وحرصها عليها, كذلك فان للزوجة عليها أدواراً سلوكية متوقعة من قبل الزوج عليها أن تؤديها حتى يشعر الزوج نحو مؤسسة الزواج بنفس المشاعر ويسلك نفس السلوك 0
وليس معنى ذلك أن يمتنع كل زوج عن أداء دورة حتى يؤدى الطرف الآخر دورة, أو أن يتم التبادل بينهما قطعة بقطعة, ولكننا نعنى أن إدراك الزوج أو الزوجة أن الآخر حريص على إن يقوم بدورة حتى ولم يستطع لعوامل خارجة عن ارادتة يكفي لتحمل مسئولياتة بالكامل, فالزواج ليس مؤسسة تجارية أو مؤسسة أعمال, ولكنها مؤسسة تقوم على الحب والمودة والتراحم والعون, بل وعلى الإيثار, كما تعتمد على النوايا والدوافع وراء السلوك, حيث يدخل فهم النوايا والدوافع في تقييم السلوك وتحديد الاستجابة لهذا السلوك, فالزوجة تستجيب لسلوك زوجها حسب فهمها لنواياة ودوافعة من وراء السلوك وليس السلوك كما يظهر أمام المراقب المحايد وكذلك يفعل الزوج, وهذا ما يفرق بين الزواج وأية مؤسسة أخرى من التي تعتمد على السلوك الظاهر 0
وهذا الجزء الخفي من الحياة الزوجية من السمات التي تميز مؤسسة الزواج أيضا عن غيرها من المؤسسات الأخرى, ويفسر لنا استمرار حياة زوجية شقية أو تعيسة أو فشل حياة زوجية توافر لها كل عناصر النجاح والاستمرار ( الخارجية ), وكانت تبدو زيجة سعيدة أمام الناس, ويرجع ذلك إلى الأشواق والحاجات والرغبات اللاشعورية عند كل من الزوجين والتي تتعانق وتتفاعل على نحو قد يعطى نتائج غير متوقعة للمراقب الخارجي الذي ( يحكم بالظاهر ) ومن هنا لا ينبغي أن نندهش عندما تنتهي حياة زوجية كانت تبدو لنا سعيدة ( بتوافر الظروف الخارجية للنجاح والاستمرار ) أو تستمر حياة زوجية شقية لا يتوقف طرفاها عن الشكوى والتذمر 0 ولكن مما لا شك فية أن وجود الحب والعاطفة في حياة كل من الزوجين نحو الآخر, سواء نشأ قبل الزواج أو نشأ في سياق الحياة الزوجية, يعمل إضافة إلى متعتة الشخصية, على ( تشحيم ) التعاملات بين الزوجين وجعلها تحدث بشكل أكثر ليونة ونعومة, وقد يجعل أحد الطرفين يتغاضى عن هفوات الطرف الآخر, ويحسن تفسير تصرفاتة وغيرها من الأمور المطلوبة في الحياة الزوجية 0
وعلية فإن وجود علاقة إنسانية طبيعية بين الزوجين لة أهمية كبيرة حيث يمكن أن يقدم الزوجين لأطفالهم نموذج طيب سليم للعلاقات الأسرية والتفاعل الأسرى, كما يؤثر الزوجان بهذة العلاقات في حياة الطفل وتوافقة النفسي والاجتماعي فالوالدان بالنسبة لطفليهما هما مفتاح الحياة, وبذلك يستطيع الطفل مواجهه مستقبلة بطريقة أكثر ايجابية0 ( علاء الدين كفافى, 1999 ) 0
- علاقة الوالدين بالأبناء:
مما لا شك فية أن للعلاقة التي تنشأ بين الوالدين والابن أثر بالغ الأهمية على ما تصير إلية شخصية الطفل في المستقبل, ويستخدم الوالدان الطرق والأساليب المختلفة في تنشئة الأبناء وهذة الأساليب تتفاوت من أسرة لأخرى أو بين الوالدين أنفسهم داخل الأسرة الواحدة, ومن المسلم بة أن هذة الاتجاهات تترك آثارها سلبا أو إيجابا في شخصية الأبناء, ويعزى إليها مستوى الصحة النفسية الذي يمكن أن تكون علية شخصيتهم كراشدين فيما بعد 0
1- إتجاة التسلط: ويتمثل في فرض الأم أو الأب لرأية على الطفل, ويتضمن ذلك الوقوف أمام رغبات الطفل التلقائية أو منعة من القيام بسلوك معين لتحقيق رغباتة التي يريدها حتى ولو كانت مشروعة, وقد يستخدم أحد الوالدين أو كلاهما في سبيل ذلك أساليب تتراوح ما بين الخشونة والنعومة, كأن يستخدما ألوان التهديد أو الإلحاح أو الضرب أو الحرمان أو غير ذلك, وتكون النتيجة هي فرض الرأي سواء تم ذلك باستخدام العنف أو اللين, وهذا الأسلوب يلغى رغبات وميول الطفل منذ الصغر كما يقف عقبة في ممارستة لهواياتة ويحول دون تحقيق لذاتة فلا يشبع حاجاتة كما يحسها الطفل نفسة, وقد يرجع هذا الأسلوب في المعاملة إلى خبرات الآباء في طفولتهم حيث يكون الضمير اللاشعورى ( الذات العليا ) لدى بعض الآباء قويا متزمتا نتيجة لامتصاص معايير صارمة, ومثل هؤلاء الآباء غالبا ما يحاولون تطبيق هذة المعايير على أطفالهم, وربما لأن الأب مدمن أو سكير, ومن هنا يكون غير راض عن نفسة, لذلك ينشد الكمال في أبنائة بفرض تسلطة, وأحيانا قد نجد الصرامة من الأم نتيجة فقدها لأمها في طفولتها, وتحمل مسئولية إخوتها الصغار, لذلك تتخذ لنفسها اتجاهات صارمة في معاملة أبنائها, وهذا الأتجاة غالبا ما يساعد على تكوين شخصية خائفة دائما من السلطة خجولة, حساسة وتشعر بعدم الكفاءة والحيرة غير واثقة من نفسها في أوقات كثيرة, خصوصا عند مواجهه المواقف التي فيها أختيار0
2- إتجاة الحماية الزائدة: ويتمثل في قيام أحد الوالدين أو كلاهما نيابة عن الطفل بالواجبات أو المسئوليات التي بمكنة أن يقوم بها, والتي يجب تدريبة عليها إذا أردنا لة أن يكون شخصية استقلالية حيث يحرص الوالدان أو أحدهما على حماية الطفل والتدخل في كل شئونة لدرجة أنجاز الواجبات والمسئوليات التي يستطيع القيام بها, فلا يتاح للطفل فرصة اتخاذ قرار بنفسة 0 والأسرة قد تتبع هذا الأسلوب لأنها ليس لديها إلا طفلا واحدا تخاف علية وتبالغ في حمايتة, أو يكون ولدا واحدا وسط عدد من البنات أو لأنة الطفل الأول للأسرة وينقص الوالدان الخبرة بتربية الطفل فيبالغان في رعايتة, أو بسبب وصول الطفل بعد لهفة وطول انتظار للإنجاب, أو لأن الأم عانت كثيرا في وضع الطفل, أو لأن الطفل ضعيف وكثير المرض 0 ومثل هذا الطفل تنمو لدية شخصية ضعيفة, خائفة, غير مستقلة, تعتمد على الغير في قيادتها وتوجيهها, غالبا ما يسهل استثارتها واستمالتها للفساد حتى ضد الوطن 0 هذا وقد يتداخل هذا الاتجاة أحيانا مع اتجاة التسلط لأن الطفل قد لا يكون راضيا في كل مرة عن مثل هذا التدخل في شئونة, فعندما يقف الطفل معارضا في بعض الأحيان أو يتمنى أن يقوم بنفسة بهذة الأمور الشخصية عندئذ يضطر الأبوان أصحاب اتجاة الحماية الزائدة إلى فرض رأيهما علية, وهنا لا نجد حدا فاصلا بين الحماية الزائدة والتسلط, ففي الوقت الذي يتحتم أن يكون فية موقف الأبوين عند ممارسة حمايتهما الزائدة معارضا لرغبة الطفل في التحرر والاستقلال يمكن أن نتحدث عن الحماية الزائدة والتسلط معا 0
3- إتجاة الإهمال: ويتمثل في ترك الطفل دون ما تشجيع على السلوك المرغوب فية أو الاستجابة لة , وكذلك دون ما محاسبة على السلوك المرغوب عنة , بالإضافة إلى ترك الطفل دون ما توجية إلى ما يجب أن بفعلة أو يقوم بة , أو إلى ما ينبغي علية أن يتجنبة 0 وغالبا ما ينتج هذا الاتجاة عن عدم التوافق الأسرى الناتج عن العلاقات الزوجية المحطمة , وربما لعدم رغبة الأم في الأبناء , وربما لوجود أم مهملة لا تعرف واجباتها فتقضى يومها تتحدث في التليفون مع صديقاتها أو في مجالسة جارتها أو أمام التليفزيون 0
وغالبا ما يترتب على هذا الأتجاة شخصية قلقة مترددة, تتخبط في سلوكها بلا قواعد أو حدود فاصلة واضحة, وغالبا ما يحاول أن ينضم مثل هذا الطفل إلى جماعة أو ( شلة ) يجد فيها مكانتة ويحس بنجاحة فيها ويجد فيها العطاء والحب الذي حرم منة نتيجة أهمالة في صغرة, خصوصا وأن الجماعة التي ينتمي إليها غالبا ما تشجعة على كل ما يقوم بة من عمل حتى ولو كان مخربا, خارجا على القانون, وذلك لأنة منذ صغرة لم يعرف الحدود الفاصلة بين حقوقة وواجباتة وبين الصواب والخطأ في سلوكة بالإضافة إلى أنة لم يشعر بالحب والانتماء والتشجيع على انجازاتة المناسبة لقدراتة, وبالتالي يصبح من الشخصيات المتسيبة غير المنضبطة في أي عمل يقوم بة, فلا يحترم حقوق الغير, بل يصبح فاقدا للحساسية الاجتماعية التي أفتقدها في أسرتة فيسهل علية الاعتداء, ومخالفة القوانين والنظم التي يجب أن تحكم الفرد الذي ينتمي لمجتمع لة أنظمة وقوانين يجب أن يحترمها 0
4- إتجاة التدليل: ويتمثل في تشجيع الطفل على تحقيق معظم رغباتة بالشكل الذي يحلو لة وعدم توجيهه لتحمل أية مسئولية تتناسب مع مرحلة النمو التي يمر بها, وقد يتضمن هذا الأتجاة تشجيع الطفل على القيام بألوان من السلوك الذي يعتبر عادة من غير المرغوب فيها اجتماعيا 0 وكذلك قد يتضمن هذا الأتجاة دفاع الوالدين عن هذة الأنماط السلوكية غير المرغوب فيها ضد أي توجية أو نقد يصدر إلى الطفل من الخارج, وغالبا ما يكون هذا الأتجاة نتيجة لوجود الطفل الذكر مع أخوة لة من البنات, أو ميلادة بعد طول انتظار, وتظهر ألوان التدليل في صور متعددة منها, عندما يبدأ الطفل في تعلم الكلام ويسب أباة وأمة غالبا ما نجدهما يضحكان, وعندما يشتد عودة ويذهب إلى المدرسة يعطيانة مصروفا زائدا يصرفة كما يهوى دون توجيه يجعلة يميز بين جهات الصرف الصحيحة والخاطئة 000 الخ 0
ومثل هذا الطفل عندما يكبر غالبا ما نجدة لا يحافظ على مواعيد ولا يستطيع تحمل أي مسئولية يعهد بها إلية, وغالبا ما يكون غير منضبط في سلوكة أو عملة, بل يعتمد دائما على الآخرين من ذوى المراكز, من الأقارب, أو المعارف ( المحسوبية ) للوصول إلى هدف أو مركز يريدة 0
5- إتجاة إثارة الألم النفسي: ويتمثل في جميع الأساليب التي تعتمد على إثارة الألم النفسي, وقد يكون طريق إشعار الطفل بالذنب كلما أتى سلوكا غير مرغوب فية أو كلما عبر عن رغبة محرمة, كما قد يكون ذلك أيضا عن طريق تحقير الطفل والتقليل من شأنة أياً كان المستوى الذي يصل إلية في سلوكة أو ادائة, فبعض الآباء والأمهات يبحثون عن أخطاء للطفل ويبدون ملاحظات نقدية هدامة لسلوكة, مما يفقد الطفل ثقتة بذاتة, ويجعلة مترددا في أي عمل يقدم علية خوفا من حرمانة من رضا الكبار وحبهم 0 وغالبا ما يترتب على هذا الأتجاة شخصية انسحابية منطوية غير واثقة من نفسها, توجة عدوانها نحو ذاتها, ففي المدرسة إذا سألت المعلمة سؤالا فالطفل يخاف من الإجابة رغم معرفتة بالإجابة الصحيحة وذلك خوفا من الخطأ وبالتالي السخرية والتأنيب, فقد تعود على عدم الأمان مع الكبار وعدم الثقة في قدرتة وهو غالبا ما يتوقع أن الأنظار تطاردة لأن بة شيئا غير عادى في ملبسة أو مظهرة أو سلوكة 00 الخ
6- إتجاة القسوة: ويتمثل في استخدام أساليب العقاب البدنى ( الضرب ), والتهديد بة, أي كل ما يؤدى إلى إثارة الألم الجسمي كأسلوب أساسي في تربية الطفل, ويتضح هذا الأسلوب في الأسر إلى تفهم الرجولة على أنها الخشونة, وعدم الابتسام أو التبسيط مع الطفل خاصة الأطفال الذكور, وغالبا ما تفهم هذة الفئة الرجولة أيضا على أنها أوامر ونواهي وضرب, وعقاب 00 الخ, ويترتب على هذا الاتجاة شخصية متمردة تنزع إلى العدوان الذي يتجة نحو الغير, مثل التنفيس في ممتلكات الغير, وممتلكات الدولة, دون أي أحساس بالذنب أو التأنيب, أيضا قد يلجأ إلى تعذيب الحيوانات والطيور 0 هذا ويشترك اتجاة القسوة واتجاة إثارة الألم النفسي في أنهما يعتمدان على العقاب كمحور اساسى في تربية الطفل, بيد إن العقاب في الحالة الثانية ( القسوة ) هو من نوع العقاب البدنى المادي الذي تنعكس إثارة على الغير وممتلكاتهم, بينتما يعد العقاب في الحالة الأولى إثارة الألم النفسي عقابا نفسيا تنعكس إثارة على ذات الفرد 0
7 – إتجاة التذبذب: ويتمثل في عدم استقرار الأب أو الأم من حيث استخدام أساليب الثواب والعقاب, وهذا يعنى أن سلوكا معينا يثاب علية الطفل مرة ويعاقب علية مرة أخرى, كذلك قد يتضمن هذا الايجاة حيرة الم نفسها إزاء بعض ما يمكن أن يصدر عن الطفل من سلوك بحيث لا تدرى متى تثيب الطفل ومتى تعاقبة, كما يتضمن هذا الاتجاة التباعد بين اتجاة كل من الأب والأم في تربية الطفل 0 مثلا, أن الطفل عندما يبدأ في تعلم الكلام ويسب أباة أو أمة فأنهما لا ينبهانة إلى أن ذلك خطأ وعيب, بل قد يضحكان لذلك السلوك, ولكن إذا كرر الطفل ذلك السلوك في وجود زوار فإن الأبوين أو أحدهما غالبا ما يعاقب الطفل أو ينهرة على ذلك السلوك, وهنا نجد الطفل في حيرة من أمرة لأنة لا يعرف السبب في ضحكيهما مرة ومعاقبتة مرة أخرى على نفس السلوك 00 الخ 0 ويترتب على هذا الأسلوب شخصية متقلبة ازدواجية منقسمة على نفسها مثلا, الطفل الذي عانى من أسلوب التذبذب عندما يكبر غالبا ما يصبح مذبذبا في معاملتة مع الناس فعندما يتزوج تكون معاملتة لزوجتة متقلبة, فنجدة يعاملها برفق وحنان مرة, وأخرى ينقلب في معاملتها على النقيض دون وجود أي أسباب لهذا التذبذب, وقد يكون مع اسرتة في غاية البخل والتدقيق في حساباتة, ودائم التكشير, ولكنة مع اصدقائة شخص آخر كريم متسامح ضاحك باسم, وقد يكون مع أبنائة يفضل جنسا على جنس, وغالبا ما يكون هذا التفضيل في جانب الجنس الذي منحة الحب والحنان في طفولتة ( الأب أو الأم ) 00 الخ ويظل التذبذب سمة مميزة لهذة الشخصية0
8- إتجاة التفرقة: يتمثل في تعمد عدم المساواة بين البناء جميعا والتفضيل بينهم بسبب الجنس أو ترتيب المولد أو السن أو اى سبب آخر 0 فبالنسبة للجنس نجد الأسرة التي تحب الذكور ( وبها ابن وابنة ) أو بها أبن بين أخوات بنات وإن لكل من الولد والبنت لعبة خاصة, فإذا قامت البنت باللعب بعروستها ياتى أخوها ويأخذها منها, تقول لها الم " سيبى أخوك يلعب بها شوية " وعندما تأخذ البنت حصان أخيها, تقول لها الأم " هو أنت مش لك لعبتك00 مالم ومال لعب أخيك " وعندما يكبر الأبناء, فإن الولد يسمح لة بمقابلة أصدقائة بالمنزل, في حين لا يسمح للبنت بذلك, ويعطى الولد مصروفا اكبر من البنت, وعندما تجلس البنت للمذاكرة تطلب الم منها أن تعد الطعام لأخيها أو تعمل لة الشاي, أو تنظم لة غر فتة 00 الخ حتى لو تركت مذاكرتها 0 ويترتب على هذا الأسلوب شخصية أنانية حاقدة تعودت أن تأخذ دون أن تعطى, تحب إن تستحوذ على كل شيء لنفسها أو على أفضل الأشياء لنفسها حتى ولو على حساب الآخرين 0
وعلية فإن الأسلوب المثالي في التربية للطفل هو الذي يتمثل في التوسط والاعتدال في معاملة الطفل وتحاشى الأساليب السيئة ( السابق ذكرها ) في معاملة الأبناء, كما يمتاز الأسلوب المثالي بوجود تفاهم بين الأب والأم على أسلوب تربية الطفل وعدم المشاجرة إمامة, ويقتضى معرفة قدرات الطفل الطبيعية وعدم تكليفة بما لا طاقة لة بة في نفس الوقت عدم إهمال مطالب النمو حتى لا تفوت فرصة التعليم على الطفل, وأيضا الإيمان بما يوجد لدى الأطفال من فروق فردية والتي توجد في جميع السمات الجسمية والقدرات العقلية والسمات الانفعالية 0 ( عبد المجيد منصور, 1998 ) 0
الزواج كمؤسسة اجتماعية ثقافية نفسية:
ــــــــــــــــــــــــــــ
الزواج هو المؤسسة الاجتماعية التي تسمح لأثنين من البشر البالغين اللذين ينتميان إلى جنسين مختلفين ( الذكر والأنثى ) أن يعيشا معا ويكونا أسرة 0 وأن يتناسلا وينجبا ذرية يعترف بهم المجتمع ويعتبرهم أفرادة وعناصرة, والزواج هو الرابطة الشرعية أو القانونية أو الاجتماعية التي تعترف بها ثقافة المجتمع, ولذا فإن صور العلاقات الأخرى التي تحدث بين الرجل والمراة, لا يعترف بها المجتمع, ويقف منها موقفا يتباين من مجرد الاعتراض إلى مختلف صور المعارضة وحتى توقيع أقصى العقوبة أو صور النبذ الاجتماعي على طرفي هذة العلاقة " غير الزواجية " 0
والشرعية أو القبول الاجتماعي هو الركن الأول في نظام الزواج, وكذلك الاستدامة أو النية في الاستمرار في العلاقة الزواجية تعتبر ركنا أساسيا أيضا, فمع أن الزواج يمكن أن ينتهي بالطلاق مثلا, فإن طرفي الزواج عند بدايتة يعتزمان الاستمرار فية, وكل الأعراف والشرائع والأديان تحبذ أن يدوم الزواج إلى آخر العمر, ومن المستهجن أن تكون هناك نية لإنهاء الزواج بعد فترة معينة عند أي من طرفي الزواج, ومن عناصر الزواج عملية الإشهار وإعلام الآخرين, بأن رابطة الزواج قد ربطت بين رجل معين وامرأة معينة 0
والزواج نظام عالمي عرفتة البشرية منذ أقدم العصور, وفى كل الأنحاء من خلال صور كثيرة متنوعة, وليس يعنينا التعرض لمختلف أنواع الزواج وصورة, ولكن يمكننا الإشارة إلى وظائف الأسرة المتعددة كما ذكرنا سابقا 0
والزواج لا يخص الفردين اللذين سيرتبطان بعقد الزواج فقط, ولكنة تزاوج بين أسرتي الرجل والمرأة, حيث تنشأ روابط المصاهرة بين الأسرتين في الوقت الذي تم فية عقد القران بين الرجل والمرأة, ومع ذلك فهناك حدود للزواج وهو ما يعرف بنظام المحارم, وهم الأقارب الذي لا يستطيع الفرد أن يتزوج منهم, وقد وجدت هذة الظاهرة في معظم المجتمعات البدائي منها والمتقدم 0 وتضيق هذة المحارم في بعض المجتمعات 0 وتتسع في بعضها الآخر, ولكن جميع المجتمعات تحرم الزواج من القارب المقربين كالوالدين والأشقاء والأبناء والأعمام والأخوال 0 وربما كان هذا التحريم دافعا إلى الزواج الاغترابي 0 ويعمل الزواج الاغترابي على اتساع نطاق القرابة عن طريق تحقيق علاقات مصاهرة بين الأسر التي ليس بينها صلة أو نسب أو قرابة, وبذلك يزداد المجتمع تماسكا, كما أن تحريم الزواج من الأقارب المقربين يحفظ للأسرة كيانها, ويجعل الضوابط الاجتماعية تعمل عملها في تهذيب الدوافع الفطرية, حيث تفرض على الإنسان أن يعيش على المستوى " الثقافي " بدلاً من أن يعيش على المستوى " الطبيعي " مثل بقية الحيوانات 0
وتحريم الزواج من الأقارب المقربين لم يمنع اتجاة الكثير من الأسر إلى الرغبة من التزاوج من الأقارب غير المحرمين, حيث يميل الكثير إلى الزواج الداخلي كما يحدث في كثير من مناطق المجتمعات العربية خاصة في المناطق الرعوية والزراعية, فالكثير من هذة المناطق يفضل أن يتزوج الشاب ابنة عمة أو ابنة خالة, حتى أن والد الفتاة إذا خطبها احد الغرباء فأنة يسأل ابن اخية أولا إن كان يرغب في الزواج منها وكأنة " أحق بها " من اى شخص آخر, ويعمل نظام تحريم الزواج من الأقارب المقربين والميل إلى الزواج من الأقارب غير المحرمين على دعم الحياة الاجتماعية كل نظام منهما بطريقتة وفى تعادل وتوازن 0
والزواج في النهاية أقرب إلى أن يكون حاجة أو ضرورة بيولوجية اجتماعية, مادامت الحاجات المرتبطة باستمرار الحياة لا يقبل المجتمع إشباعها إلا في اطارة, وهو في نفس الوقت التنظيم الذي ارتضاة المجتمع أيضا ليمارس وظائفة من خلالة, فعندما يريد الفرد أن يشبع الحاجة إلى الحب والإشباع الجنسي فعلية أن يتزوج, وعندما يريد أن ينجب ويشعر بالأبوة أو الأمومة فعلية أن يتزوج, كما أن الكثيرين سيشعرون بالأمن الانفعالي والعاطفي والحياة الوجدانية المستقرة من خلال الزواج, والبعض يتزوج لينشد الصحبة, والبعض ينشد الارتفاع في السلم الاجتماعي بالزواج, والبعض ينشد الثروة, والغنى من خلال الزواج, وآخرون يتزوجون لتحقيق مصالح شخصية خاصة لنفسة أو لأسرتة, والبعض قد يتزوج لإرضاء نزعات نفسية تعويضية أو تكميلية معينة 0
ودوافع الزواج هنا تكون هامة جدا في تشكيل نوعية التفاعل في الأسرة , فعلى الرغم من أن الدوافع أحيانا ما لا تكون واضحة جيدا في وعى صاحبها , فإنها فعالة في تحديد مواقف وتصرفات مع زوجة, فالذي يتزوج لإرضاء الدوافع الطبيعية وتحقيق أهداف الزواج والأسرة من أهداف اجتماعية وتربوية وعاطفية يكون اقرب إلى أن يتفاعل على نحو سوى وطبيعي مع شريكة في الحياة الزوجية ,وهو غير الذي يتزوج لحاجة " منحرفة " أو مختلفة عن دوافع الزواج السوية , وهذا لا يعنى أن كل زواج كان من دوافعة الارتقاء في السلم الاجتماعي أو تحقيق درجة من الثراء محكوم علية بالفشل , أو أن التفاعلات الزواجية فية ستكون بالضرورة منحرفة , بل قد تنجح بعض هذة الزيجات لأنها تشبع دوافع أخرى عند الزوجين مما يجعلهما حريصين على استمرار الزواج 0
كما أن الزواج يتضمن في بعض الأحيان التكميل, بمعنى أن ينشد كل زوج أن يحقق هدفا ما مقابل أن يحقق الزوج الأخر هدفا من خلال الزواج, وقد يكون هذا التكميل واضحا جدا في وعيهما أو في وعى احدهما, أو لا يكون, كان ينشد زوج أن يرتقى اجتماعيا بزواجة من فتاة معينة استفادة من مكانة أسرتها الأدبية في المجتمع مقابل أن تنشد هي الزواج من رجل ثرى يضمن لها حياة مرهفة, وهذة الزيجات التكميلية قد تنجح إذا كانت الجوانب الأخرى من الزواج سليمة, والأهداف الأخرى محققة, وقد تفشل إذا لم تتوافر العوالم الأخرى لنجاح الزواج, أو إذا اكتشف احد طرفي الزواج أنة قد خدع أو استغل 0
وفى الزواج هناك الزواج الأحادي الذي يتزوج فية رجل واحد, امرأة واحدة, وهناك الزواج التعددى الذي يتضمن تعدد الأزواج لزوجة واحدة أو تعدد الزوجات لزوج واحد أو تعدد الأزواج والزوجات معا 0 وإذا كان الزواج الاحادى أصبح هو النمط الشائع الآن في معظم المجتمعات فان الزواج التعددى قائم في بعض الأماكن من العالم إلى اليوم 0 والأكثر انتشارا منة بالطبع هو تعدد الزوجات لرجل واحد, وهو نمط يسمح بة الدين الاسلامى, ويبيحة في حدود أربع زوجات بشرط تحقيق العدالة بين الزوجات مع صعوبتها كما يقر القرآن الكريم 0
ويلاحظ أن هناك زواجا أحاديا على الإطلاق, بمعنى أن يتزوج الرجل أو المراة فان مات الزوج أو الزوجة لم يستطع الزوج الأرمل أو الزوجة الأرملة أن يتزوج مرة أخرى 0
كما اناا عندما نتحدث عن الزواج التعددى كما في النمط الذي يبيحة الإسلام نقصد أن يجمع الرجل أكثر من زوجة في وقت واحد, وهذا بالطبع يختلف عما يعنية البعض بالزواج التعددى بمعنى أن يستطيع الرجل أن يتزوج زوجة أخرى بعد وفاة زوجتة أو طلاقها 0
ويلاحظ أن تعدد الأزواج للمراة الواحدة انقرض منذ زمن سحيق, ولم يوجد إلا في بعض سكان سيبيريا, وبعض قبائل شبة القارة الهندية, كما أن زواج مجموعة رجال بمجموعات نساء, والذي يذكر البعض أنة قد ظهر بين القبائل البدائية في استراليا وميلانيزيا وقبائل التبت والهيمالايا فقد انقرض أيضا, ولم يبق قائما من النظم إلا نظام الزواج الاحادى ونظام تعدد الزوجات للرجل الواحد 0
ويلاحظ أنة في ظل زيادة انتشار وسيطرة نمط الأسرة النووية على حساب نمط الأسرة الممتدة, وتقلص وظائف الأسرة وسيطرة الطابع الذاتي على العلاقات داخل الأسرة, وضعف أو تقليل حجم تدخل الوالدين في حياة ابنائهما زادت العلاقة بين الزوجين قوة, وزادت كثافة تفاعلها معا, وأصبح كل منهما يعيش مع الأخر وللأخر بدرجة اكبر مما كان في ظل الفترات التاريخية السابقة, وخاصة أن متوسط عمر الفرد قد زاد في ظل الرعاية الصحية, وأصبح الزوجان عماد الأسرة فهي تبدأ بزواجهم وتستمر مع الأولاد, وحتى عندما يكبروا ويكونون أسرا خاصة بهم فان الأسرة مستمرة بالزوجين الأصليين وباقية كما بدأت أول مرة, والى أن تنتهي حياة احدهما ويلحق بة الأخر 0 ( علاء الدين كفافى, 1999 ) 0
الاختيار الزواجى:
ــــــــــــــ
هناك اختيارين أساسيين في الزواج:
1- الاختيار الأسرى ( الاجتماعي ): أن نمط الاختيار الزواجى الأسرى أو الاجتماعي كان هو النمط السائد في العصور القديمة والوسيطة وحتى في العصر الحديث فأنة النمط السائد في البيئات غير الصناعية في المجتمعات النامية, وليس ذلك فقط ففي بعض هذة البيئات لا يتزوج الفرد لنفسة فقط ولكن لأسرتة وبحساباتها ومكانتها, وهذا يعنى أن زواج احد أعضاء الأسرة مشروع " أسرى " عائلي وليس مشروعا " فرديا " " خاصا " 0
وكان يساعد على هذا الوضع إن مكانة الفرد كانت من مكانة الأسرة, فهي مكانة موروثة وليست مكتسبة كما هي الآن في كثير من الحالات, فإذا كانت الأسرة هي التي تكسب الفرد مكانتة فمن حقها أن تختار لة زوجتة أو زوجها, ولان هذة الأسرة الصغيرة هي جزء من الأسرة الكبيرة أو الممتدة فلابد أن تختار الزوجة بمعايير ومقاييس الأسرة الكبيرة, وكذلك يختار الزوج بمعايير مماثلة عند أسرة الزوجة, وعلى ذلك فان الأسرة الكبيرة في هذا الخال لها حساباتها الخاصة عندما تتقدم وتخطب لأحد شبابها فتاة من أسرة أخرى, وكذلك فان قبول أسرة الفتاة يتم طبقا لحساباتها الخاصة أيضا, إذن فهو زواج " مرتب " ولة حساباتة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية, وقد يحدث في بعض الحالات أن يفصح الشاب عن رغبتة في الزواج بفتاة معينة أو قد يبدى راية فيمن اختارتة اسرتة كزوجة لة, ولكن يظل قرار الاختيار في يد الأسرة 0
وقد كان هذا هو الوضع السائد في الماضي, وما زال قائما في كثير منت المجتمعات المعاصرة, ففي المجتمع العربي مازال هذا الوضع سائدا في معظم بيئاتنا إلا في المدن الكبرى في المناطق التي توطنت فيها الصناعة الحديثة وتغيرت نظم الاتصال والإسكان وبقية أنظمة المعيشة, أما المناطق الزراعية والرعوية, فمازال للأسرة الممتدة والتقاليد القبلية سطوتها في اختيار الزوج أو الزوجة, علما بان الأديان السماوية, وفى مقدمتها الإسلام, ترفض أن يفرض على الفرد زوجة أو زوج لا يريدة 0
وكما أن هناك قوانين للتحريم في الزواج من أقارب معينين فان هناك قواعد اجتماعية تحبذ الزواج من الأقارب أيضا من غير المحرم الزواج بهم, ففي كثير من بيئاتنا العربية هناك تفضيل للزواج من ابنة العم أو ابنة الخال, وعلى العكس يلاحظ أن هناك مجتمعات تضع من قواعدها العرفية الاجتماعية أو القانونية التشريعية ما يحرم زواج الأقارب كما يحدث في الولايات المتحدة, حيث تحرم بعض ولاياتها الزواج من ابنة العم 0
وأشهر صور الزواج المفضل في المجتمعات العربية هي الزواج من ابنة العم شأنها في ذلك شأن المجتمعات الأبوية, ويبدو أن العامل وراء ذلك هو العصبية وألا يرتبط الشاب بأسرة أخرى إضافة إلى العامل الاقتصادي وهو ألا يخرج جزء من ثروة العائلة إلى عائلة أخرى, وإذا كان الزواج المفضل قد انحسر في بعض البيئات في المجتمعات العربية فأنة مازال سائدا أو شبة سائد في بيئات أخرى خاصة في المجتمعات الخليجية التي مازالت القبيلة كصيغة اجتماعية قوية وقادرة على أن تنتظم الحياة الاجتماعية رغم رياح التغير التي هبت على المنطقة 0
ومع ذلك نستطيع أن نقول أن سلطة الأسرة والوالدين في بعض البيئات على الأقل قد ضعفت في مجال الاختيار للزواج, وأصبح هذا الاختيار رهنا بالاعتبارات الفردية والشخصية عند المتقدم للزواج, وقد حدث هذا التحول بصفة خاصة بعد انتشار التعليم, والتعليم الجامعي خصوصا بين أوساط الشباب من الجنسين, وأصبحت الفتاة التي تحصل على درجة جامعية وترتبط بعمل خارج المنزل, ترى أن من حقها أن يكون لها رأى فيمن يتقدم لها, وظهرت أنماط من التزاوج مثل زواج الزملاء والزميلات الذين تزاملوا أثناء الدراسة أو في أطار رجالهة العمل, وبصفة عامة فقد زاد نصيب الإرادة الفردية في الاختيار للزواج عما كان سائدا من قبل على الأقل في بيئاتنا الصناعية والحضرية, اى أن العلاقة واضحة بين التحضر والتصنيع من جهة, وفردية الاختيار للزواج من ناحية أخرى 0
ويلاحظ أن كثيرا من الآباء في مجتمعاتنا يعلنون أنهم يتركون حرية اتخاذ القرار فيما يتعلق بالاختيار الزواجى لأبنائهم, باعتبارهم الأطراف الأصلية في الموقف, ولكن هذا الإعلان لا يمنعهم من أنهم, ولو بطريق غير مباشر يمارسون نوعا من الإيحاء أو الضغط ليتم الاختيار في اتجاة معين يفضلونة أو يرونة صوابا, أو طبقا " لحسابتهم " ويبدو هذا الوضع وكأنة مرحلة وسطي بين مرحلة الاختيار الاجتماعي, حيث يتولى الوالدان والأسرة الاختيار, وبين مرحلة الاختيار الفردي حيث يتخذ الفرد بارادتة وحريتة قرار الاختيار, أو بعبارة أخرى هي مرحلة وسطي بين مرحلة الاختيار الاجتماعي ومرحلة الاختيار الفردي, فما عساها أن تكون العوامل التي تحدد اختيار الفرد لشريك حياتة إذا كان يختار بارادتة 0
2- الاختيار الفردي ( النفسي ): أن الاختيار في الماضي كان اختيارا اجتماعيا من جانب أسرة الفرد المقبل على الزواج, وقد حدث تحول ثقافي واجتماعي في معظم أنحاء العالم سمح بظهور الاختيار الفردي أو النفسي, الذي يختار فية الشخص المقبل على الزواج شريكة بمقاييسة ورغباتة وارادتة, وينبغي أن يكون واضحا لدينا أن ظهور هذا النمط من الاختيار لا يلغى النمط الأول, وهو النمط الاجتماعي, بل أنة يظل سائدا في كثير من البيئات خاصة في مجتمعاتنا كما قلنا 0 وحتى إذا كان الاختيار فرديا سيكولوجيا, فهو لا يمكن أن يغفل الاعتبارات الاجتماعية والثقافية في البيئة, ولا حتى رغبات الأهل وتوجيهاتهم ومقتضيات المنصب والمكانة الاجتماعية, فهذة العوامل الاجتماعية والثقافية والبيئية تكون عوامل هامة حتى والفرد يختار لنفسة شريك حياتة, وذلك لان الزواج إذا كان يشبع حاجات فردية عند الزوج والزوجة فان الزواج نفسة نظاما اجتماعيا ثقافيا اختص بة الإنسان بين سائر المخلوقات, فالزواج نظام اجتماعي يخضع لما تخضع لة النظم الاجتماعية الأخرى, وينال صاحبة من قبول وتأييد أو معارضة ورفض بقدر ما يتعامل مع النظام على أساس الأسلوب والطريقة التي حددها المجتمع, والزواج نظام يحقق أهداف اجتماعية وثقافية واقتصادية وتربوية بجانب الأهداف الخاصة أو الشخصية 0 ( علاء الدين كفافى, 1999 ) 0
نظريات الاختيار للزواج:
ـــــــــــــــ
النظريات الأساسية في المجال, والتي تفسر عملية الاختيار للزواج تنحصر في نظريات يمكن تصنيفها كنظريات يغلب عليها الطابع الاجتماعي الثقافي وأخرى يغلب عليها الطابع النفسي ثم نظريات التحليل النفسي والعوامل اللاشعورية 0
1- نظرية التجانس: تقوم على فكرة أن الشبية يتزوج الشبيه, وان التجانس هو الذي يفسر اختيار الناس بعضهم لبعض كشركاء في الزواج لا الاختلاف والتضاد, فالناس بصفة عامة يتزوجون من يقاربونهم سنا, ويماثلونهم سلالة, ويشتركون معهم في العقيدة, كما يميلون أيضا إلى الزواج ممن هم في مستواهم التعليمي, ومستواهم الاقتصادي والاجتماعي, وحبذا لو اشتركوا معهم في الميول والاتجاهات وطرق شغل وقت الفراغ والعادات الشخصية والسلوكية, وقد لوحظ في بعض الدراسات أن الشباب من الذكور في سن العشرين والى الخمسة والعشرين يميلون إلى الزواج ممن يتقارب معهم في السن, أما في الشرائح العمرية التالية وحتى سن الخمسين فيميل الذكور إلى الزواج من إناث تصغرهم في العمر, ولكن بعد الخمسين يعود تفضيل السن المقارب مرة أخرى عندهم, وبصفة عامة يفضل الذكور الزواج من إناث تصغرهم بسنوات قليلة, كذلك يكون تفضيل الإناث الزواج من ذكور يكبرهن بسنوات قليلة أيضا, وقد أظهرت الدراسات أيضا أن النساء يملن إلى الزواج من رجال أعلى منهن في المستوى التعليمي, ويقابل هذا أيضا تفضيل الرجال الزواج من نساء اقل منهم في التعليم, وتفضل الأنثى الرجل الناجح في حياتة العملية والقادر على حمايتها وضمان مستوى معيشي طيب لها, وبالتالي تحبذ صفات الذكاء والكفاح والتعليم العالي في الرجل لأنها من سبل النجاح, أما الرجل فيقدر في المراة صفات مثل الشخصية اللطيفة والنظفاة والترتيب والمهارات المنزلية على سمات أخرى مثل الذكاء والتعليم, وقد يفضل البعض التجانس أيضا, ليس في الصفات النفسية والاجتماعية, ولكن في الصفات الجسمية أيضا 0
2- نظرية التقارب المكاني: تقوم على فكرة التقارب المكاني, بمعنى أن الفرد عندما يختار للزواج فأنة يختار من مجال جغرافي محدد, وهو البيئة التي يعيش فيها سواء في السكن أو في المدرسة أو في العمل, حيث تكون الفرصة اكبر للاحتكاك بأفراد الجنس الآخر, والذي يمكن أن يختار من بينهم شريك حياتة, ومن الطبيعي أن يختار الفرد زوجة ممن اتيح لة أن يراهن أو يتعامل معهن, ونظرية التجاور المكاني لا تقدم معطيات تتعارض مع معطيات نظرية التجانس, لان الفرد يمكن أن يختار من يتجانس معة في صفاتة وخصائصة ممن يحتك بهم, وممن يوجدون في بيئتة السكنية أو المهنية, ومن الواضح أن هذا التجاور المكاني يظهر دورة في المجتمعات المحلية والمجتمعات البسيطة كما يحدث عندما يتزوج الرجل الريفي من زوجة من قريتة, أما في المجتمعات الواسعة والتي تكون فيها وسائل الاتصال والانتقال سريعة, فان الفرد لن يكون محصورا داخل بيئتة حيث
ـــــــــــــ
تقوم على زيادة درجة وعى الفرد من مختلف الأعمار بكل الظروف المختلفة المرتبطة بحياة الأسرة من الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والنفسية, بهدف تحقيق السعادة والاستقرار للأسرة والمجتمع 0
مفهوم الأسرة:
ـــــــــ
إن الأسرة مأخوذة من الأسر, وهو القوة والشدة, ولذلك فإنها الدرع الحصين لأعضاء الأسرة 0
الأسرة هي تجمع أجتماعى قانوني لأفراد أتحدوا بروابط الزواج والقرابة, أو بروابط التبني, وهم في الغالب يشاركون بعضهم بعضا في منزل واحد, ويتفاعلون تفاعل متبادل طبقا لأدوار اجتماعية محددة 0
ومن خلال هذا التعريف فأنة يمكن أن نحدد الخصائص التي تتميز بها الأسرة وهى:
- قيامها على أساس علاقات زوجية شرعها المجتمع 0
- تكوينها من أفراد ارتبطوا بروابط الزواج والدم أو التبني طبقا للعادات والأعراف والتقاليد السائدة في المجتمع 0
- معيشة أفرادها جميعا تحت سقف واحد, واشتراكهم في استخدام نفس المأوى لممارسة حياتهم الأسرية وتحقيق مصالحهم وحاجاتهم الحياتية 0
- انتساب أفرادها إلى أسم عائلي يحظى باحترامهم جميعا, ويرتبطون بة برباط القرابة الدموية, بمعنى أن يكون هو الجد الأكبر لأفراد الأسرة 0
أشكال الأسرة:
ـــــــــ
من ملاحظة النظم الأسرية في المجتمعات الإنسانية نجد أن نمط الأسرة كان يتميز بالأتساع قديما, ومع مرور الزمن أخذ يتقلص شيئا فشيئا حتى وصل إلى نمط الأسرة النووية 0
- الأسرة النووية: وهى عبارة عن جماعة تتكون من الزوجين وأبنائهم غير المتزوجين ويضمهم منزل واحد 0
- الأسرة الممتدة أو المشتركة: وهى عبارة عن عدة أجيال يعيشون في منزل واحد, وتتكون من الرجل ونسائية مع أسر أبنائبة في منزل واحد 0
وظائف الأسرة:
ـــــــــ
لقد تطورت وظائف الأسرة من السعة إلى الأضيق, فلأسرة في بداية نشأتها كانت تقوم بجميع الوظائف الاجتماعية تقريبا, وفى الحدود التي يسمح بها نطاقها, وبالقدر الذي تقتضية حاجاتها الاقتصادية والدينية والخلقية والتربوية, ومع زيادة عدد السكان ونمو المدن وتطورها وتقدم التكنولوجيا وأشكال التنظيم الأجتماعى بدأت النظم الأخرى تقوم بالعديد من الوظائف الأسرية كالوظيفة التشريعية والسياسية والقضائية كذلك التربوية في بعض جوانبها 0
- الوظيفة البيولوجية أو الجنسية:
تحفظ الأسرة للمجتمع كيانة العضوي عن طريق الإنجاب بالإضافة إلى أنها تتولى رعاية أطفالها بعد الإنجاب جسميا وصحيا ويتم ذلك من خلال الأنفاق المادي عليهم من حيث توفير الغذاء اللازم والحياة الصحية المناسبة والتي تؤدى إلى النمو السليم للأطفال 0 أيضا من خلال الأسرة يتم أشياع الدوافع الجنسية وتحقيق العواطف والانفعالات الاجتماعية مثل عواطف الأبوة والأمومة والأخوة 0
- الوظيفة النفسية:
أن الصحة النفسية للأفراد تكون عن طريق العلاقات البشرية في العائلة وتوفير الراحة والثقة في نفوس الأفراد حتى تشبع احتياجات الأفراد النفسية وهى: الحب والعطف والأمن والتقدير والنجاح والحرية والسلطة الضابطة ولعل أهمها استشعار الفرد بالأمن الذي بدفعة إلى المخاطرة, ولا تعنى المخاطرة ركوب الأهوال, بل التصرف والسلوك النابع من شعورة بالأمن والطمأنينة 0
- الوظيفة التوجيهية:
تعمل الأسرة على توجية وإرشاد أبنائها, فهم في حاجة إلى معرفة أن هناك حدودا معينة وضعت لتبين لهم ما يمكن وما لا يمكن عملة, فالطفل يتعلم من الأسرة ما علية من واجبات ومالة من حقوق, وكيف يستجيب لغيرة, كما يتعلم الطفل من الأسرة مستويات الثواب والعقاب, لذلك يجب على الأسرة تفهم حاجات الطفل وتشجيعة بالثناء على ما يتقن أداءة من أعمال, وتشجيعة بالمعونة الإيجابية المثمرة لتصحيح ما يقع فية من أخطاء 0وقد أوضحت الدراسات التي تمت حول الأساليب التي تتبعها الأسر في تعليم أطفالها ضبط السلوك والنظام, أن الآباء الذين كانوا واضحين ومنسقين, كان أطفالهم أقل عرضة للعصيان والتمرد, وأيضا الأطفال المنحدرين من أسر متسقة في المعاملة والتي لها قواعد مستمرة وراسخة أكثر كفاءة وثقة في أنفسهم, بالإضافة إلى ذلك فأنة عندما تكون توقعات الآباء نحو سلوك الأبناء في مستوى قدراتهم أو أعلى بقدر قليل غير معجز فإن ذلك قد يساعد على تنمية الإحساس بالكفاءة عند الأطفال 0
- الوظيفة الاقتصادية:
تعتبر الأسرة وحدة اقتصادية, حيث يقوم أفرادها بقضاء كل مستلزماتهم الحياتية واحتياجاتهم, فيتعين لكل فرد عمل اقتصادي أو وظيفة اقتصادية يؤديها, فنجد الأب يعمل بكل طاقة لتوفير احتياجات الأسرة والصرف على واجبات الحياة الأسرية, والأم قد تشاركة العمل الخارجي لتدعيم الحياة المعيشية فضلا عن قيامها بتدبير شئون المنزل وتربية الأولاد وينال الأولاد أكبر حظ من الثقافة والعلم لشغل الوظائف الأساسية في الدولة وهذا يساعد على رفع شأن أسرهم والارتقاء بمستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية 0 أيضا من أهم الوظائف الاقتصادية التي تمارسها الأسرة في كل المجتمعات هي توريث الممتلكات الخاصة للأبناء 0 فالإنسان لا يرث إلا أبوية وأجدادة وأشقائة في حالة عدم وجود ورثة شرعيين لهم ومن ثم فالإنسان عن طريق الأسرة يرث أبوية ويورث أبناءة طبقا لشروط الميراث في الشريعة الإسلامية 0
- وظيفة التنشئة الاجتماعية:
يلعب الوالدان دورا هاما وأساسيا في عملية التنشئة الاجتماعية للأبناء, ويعتبر دور كل من الأب والأم مكملا للآخر في هذة العملية ويتضح ذلك فيما يلي:
علاقة الأم بالطفل: إن الأم لها دور هام وبالغ الخطورة في التأثير على الطفل وتكوين شخصيتة وتكيفة مع المجتمع الخارجي, وذلك لأن أولى علاقات الطفل التي يمارسها مع الآخرين تبدأ مع الأم, والتي تمثل لة كل شيء في الوجود من حولة, لأنة يعتمد عليها بيولوجيا ونفسيا, وذلك في الحصول على إشباعة بالرضاعة والحصول على الحنان والعطف والمحبة والاستقرار الذي لا يجدة الصغير إلا في صدر امة, ولا يستطيع أي بديل أن يملأ هذا الفراغ العاطفي لدى الطفل إذا لم يلتمسة ويجدة عند أمة 0
وتخلق الأم بينها وبين طفلها علاقة عاطفية حميمة, ويعتبر الحب هو أول العلاقات الإنسانية التي يمارسها الابن وأهمها جميعا لأنها تتعلق بعلاقات الود والعطف التي هي من أهم مميزات الأسرة السعيدة ويعمل الحب كدافع هام في تعلم كثير من الاتجاهات الاجتماعية التي توثق علاقة الابن بالمجتمع كما تعضد درجة تكيفة 0
فالأم هي أول شخص يوجة لة الطفل طاقاتة الانفعالية وهى في نفس الوقت أول شخص يجرب فية البغض, ويتنازعة إزاء الأم دوافع متناقضة من الحب والكرة والحنان والعدوان لأنها مصدرا للعطف والحرمان في آن واحد فإذا كانت الأم نفسها تعانى من بعض الاضطرابات النفسية وعدم الوعي بدوافع الطفل السيكولوجية فأنها قد تسيء تنشئتة, كما أن معاناة الأم من الاضطرابات بشكل دائم أو مؤقت يحدد قدرة الأم على العطاء وبالتالي يجعلها أقل تحملا لمسئولياتها أو أقل قدرة على منح الحب أو منح التشجيع أو الضبط أو توفير المثيرات الايجابية في بيئة الطفل 0
فالتفاعل بين الأم والابن والذي يتسم بالعلاقة الحميمة والتشجيع والمساندة يساعد على نمو السمات السوية لدى الأبناء مثل الشعور بالاستقلالية والاجتماعية والتوافق في حين أن الطفل الذي تتصف العلاقة بينة وبين أمة بالتباعد والسلبية يصبح عرضة لعدم الكفاءة ويضعف احتمال تكيفة 0
علاقة الأب بالطفل: أما عن دور الأب في عملية التنشئة الاجتماعية فهو دور لا يقل خطورة وأهمية عن دور الأم فحاجة الطفل إلى أبية تنشأ مبكرة على غير ما يتصور البعض في أن الأب غير ضروري في مرحلة الطفولة المبكرة بل في مرحلة الإشراف على سلوك الطفل في مرحلة المراهقة فقط وهذا زعم خاطىء لأن حاجة الطفل إلى الأب ليست بسبب الأشراف فحسب ولكن الطفل يتوسم في أبية الذي برعاة ويبادلة الحب المثل الأعلى الذي ينتسب إلية والذي يجد في كنفة الحماية والأمان 0
ولقد أجمعت نتائج دراسات عديدة على أهمية دور الأب في الضبط الاجتماعي والالتزام بالقيم الاجتماعية والتنميط الجنسي سواء كانت الميكانيزمات المعنية يفترض أن تكون توحداً أو تقليد أو استخدام المكافأة والعقاب, ففي نظر فرو يد يميل الطفل إلى التوحد مع الوالد من الجنس المخالف في مرحلة ثم يبدأ في التوحد مع والدة من نفس الجنس في مرحلة أخرى, ولكن إذا اختلفت عملية التوحد تحدث إعاقة لعملية التنميط الجنسي ويبقى الطفل معلقا بالوالد من الجنس المخالف وحاملا للمشاعر السلبية للوالد من نفس الجنس 0
ويعتبر الأب هو مصدر السلطة في المنزل وهو الذي يصدر الأوامر والنواهي ويفرض العقاب ويحرم الطفل, فالطفل يرغب في تقليد أبية ويتقمص شخصيتة لأنة فية القدوة الحسنة والمثل الطبيعي, فالأب هو السلطة التي لا ينازعها أحد في المنزل فيجب أن يكون سلطة عادلة وهادئة لكي تسير على الصواب دائما وأن يكون مسيطرا على نفسة لذلك ينبغي أن يعيش مع أبنائة بفكرة ووجدانة وعواطفة, وإذا كان الأب يمثل السلطة في المنزل, فأن الأبوة الرشيدة المستنيرة تدرك أن هذة السلطة لا تعنى الحرمان أو القسوة أو القمع لكل رغبات ونزعات الطفل, بل تعنى وبدرجة كبيرة التنظيم والتوجية الذي يحتاجة كل طفل, ويساعد بشكل كبير على الإدراك الحقيقي لذاتة, والتفهم الكبير لإمكانياتها وقدراتها0
كما يضاف إلى الأبوة الناجحة أنها تلك التي تمهد لأبنائها سبل التعاون مع الغير وحب الغير, وتحويل أنانية الفرد إلى محبة جماعية ومن ثم يمكن القول بأن فقد الطفل لمهارات التعامل مع الغير وإغراقة في الفردية والأنانية وحب ذاتة يمثل فشلا في قيام الأب بدورة نحو هذا الطفل من حيث تعودة هذة المهارات الضرورية واللازمة في الحياة 0ويعد محك نجاح الأب في تكوين شخصية أبنائة هو مقدار نجاحة في كسب ثقتهم ومودتهم بالدرجة التي تجعلهم يتخذون منة صديقا يلجئون إلية كلما صادفتهم المشاكل, وأعيتهم الحيل, ويعد عكس هذا الشعور من جانب الابن تجاة والدة وهروبة منة من مظاهر فشل هذا الأب في القيام بدورة القيادي في الأسرة وعجزة عن تحقيق الاتصال النفسي الطيب بينة وبين ابنة
ولأن الأب يلعب دورا هاما في حياة الأبناء فإن لغيابة أثاراً سيئة مباشرة وغير مباشرة عليهم, ومن العوامل الهامة والفارقة المتعلقة بغياب الأب سن الطفل وطول فترة الغياب ومسبباتها 0 حيث أشارت نتائج الدراسات إلى أن هناك مرحلتين حرجتين خلال نمو الطفل يكون فيها غياب الأب سواء كان بالانفصال أو الطلاق أو الموت ذو تأثير قوى على نمو الطفل, وهما المرحلة الأوديبية ومرحلة المراهقة 0
كما يعتبر عدم التكيف الاجتماعي والنمو المتأخر في الحكم والقيم الأخلاقية والشعور بالذنب والانصياع من أكثر النتائج المباشرة لغياب الأب, ولا يقتصر تأثير الأب على الأبناء الذكور بل وأيضا على الفتيات, فالأب يستطيع أن يكون قوة فعالة في تشكيل السلوك الأنثوي لدى ابنتة وذلك بتزويدها بالخبرات والأمان في التفاعل مع الذكور وتعزيز سلوك الدور المناسب لديها ومن المحتمل أن تواجه الفتيات صعوبات في نمو شخصياتهن وفى التوحد عندما تفتقد الأسرة إلى الأب وخاصة الفتيات اللواتي لم يبلغن الخامسة من عمرهن بغض النظر عن سبب الغياب, وكما يكون لسبب الغياب أثرة الكبير على الفتيات في المراحل الأخرى من خلال تأثيرة على الأم, فالطلاق يؤثر في الحالة النفسية للأم بشكل مختلف عن موت الزوج, حيث يتكون لدى الأم بعد الطلاق نظرة سلبية نحو الذكور وبذلك قد تنقل هذا الشعور إلى بناتها 0
( نجلاء مسـعد, 2000 )
العلاقات الإنسانية بين أعضاء الأسرة:
ــــــــــــــــــــ
لتكوين نظرة شاملة لشبكة العلاقات الأسرية سوف نوضح العمليات التفاعلية داخل الأسرة والتي تكون في مجموعها المناخ العام للأسرة كما يلي:
- العلاقة بين الزوجين:
يعتبر التفاعل الثنائي الإيجابي بين الزوجين والمبنى على المحبة والمودة وأشياع الحاجات الأساسية والثانوية أمراً ضروريا لتوفير الاتزان النفسي والاستقرار الاجتماعي والمحافظة عليهما أطول فترة ممكنة في نطاق أية أسرة تجمع بين الزوج والزوجة, ومن ثم يمكن للعلاقات الزوجية أن تستمر بين الطرفين بدرجة عالية من التوافق السوي إلى ما لا نهاية طالما أنها توفر لها الأشباعات التي يحتاج إليها كل منهما بلا خلافات ولا اضطرابات حادة تؤرق حياتهما, فالاشباعات والمكاسب والفوائد التي يحققها الزوجان من زواجاهما يعتبر بمثابة تدعيم وتعزيز لاستمرارية حياتهما الزوجية 0
ويرى علاء الدين كفافى ( 1999 ), أن التوافق الزواجى نمط من التوافقات الاجتماعية التي يهدف من خلالها الفرد أن يقيم علاقات منسجمة مع قرينة في الزواج, والتوافق الزواجى يعنى أن كل من الزوج والزوجة يجدان في العلاقة الزواجية ما يشبع حاجاتهما الجسمية والعاطفية والاجتماعية, مما ينتج عنة حالة من الرضا عن الزواج أو الرضا الزواجى 0
فلكي يتحقق التوافق الزواجى على كل زوج القيام بواجباتة أو أدوارة في الحياة الزوجية, وعلية القيام بهذة الأدوار على نحو كفء ومرن في نفس الوقت 0 وتسعد الزوجة إذا ما قام الزوج بهذة الأدوار ويزداد انتمائها إلى مؤسسة الزواج واعتزازها بها وحرصها عليها, كذلك فان للزوجة عليها أدواراً سلوكية متوقعة من قبل الزوج عليها أن تؤديها حتى يشعر الزوج نحو مؤسسة الزواج بنفس المشاعر ويسلك نفس السلوك 0
وليس معنى ذلك أن يمتنع كل زوج عن أداء دورة حتى يؤدى الطرف الآخر دورة, أو أن يتم التبادل بينهما قطعة بقطعة, ولكننا نعنى أن إدراك الزوج أو الزوجة أن الآخر حريص على إن يقوم بدورة حتى ولم يستطع لعوامل خارجة عن ارادتة يكفي لتحمل مسئولياتة بالكامل, فالزواج ليس مؤسسة تجارية أو مؤسسة أعمال, ولكنها مؤسسة تقوم على الحب والمودة والتراحم والعون, بل وعلى الإيثار, كما تعتمد على النوايا والدوافع وراء السلوك, حيث يدخل فهم النوايا والدوافع في تقييم السلوك وتحديد الاستجابة لهذا السلوك, فالزوجة تستجيب لسلوك زوجها حسب فهمها لنواياة ودوافعة من وراء السلوك وليس السلوك كما يظهر أمام المراقب المحايد وكذلك يفعل الزوج, وهذا ما يفرق بين الزواج وأية مؤسسة أخرى من التي تعتمد على السلوك الظاهر 0
وهذا الجزء الخفي من الحياة الزوجية من السمات التي تميز مؤسسة الزواج أيضا عن غيرها من المؤسسات الأخرى, ويفسر لنا استمرار حياة زوجية شقية أو تعيسة أو فشل حياة زوجية توافر لها كل عناصر النجاح والاستمرار ( الخارجية ), وكانت تبدو زيجة سعيدة أمام الناس, ويرجع ذلك إلى الأشواق والحاجات والرغبات اللاشعورية عند كل من الزوجين والتي تتعانق وتتفاعل على نحو قد يعطى نتائج غير متوقعة للمراقب الخارجي الذي ( يحكم بالظاهر ) ومن هنا لا ينبغي أن نندهش عندما تنتهي حياة زوجية كانت تبدو لنا سعيدة ( بتوافر الظروف الخارجية للنجاح والاستمرار ) أو تستمر حياة زوجية شقية لا يتوقف طرفاها عن الشكوى والتذمر 0 ولكن مما لا شك فية أن وجود الحب والعاطفة في حياة كل من الزوجين نحو الآخر, سواء نشأ قبل الزواج أو نشأ في سياق الحياة الزوجية, يعمل إضافة إلى متعتة الشخصية, على ( تشحيم ) التعاملات بين الزوجين وجعلها تحدث بشكل أكثر ليونة ونعومة, وقد يجعل أحد الطرفين يتغاضى عن هفوات الطرف الآخر, ويحسن تفسير تصرفاتة وغيرها من الأمور المطلوبة في الحياة الزوجية 0
وعلية فإن وجود علاقة إنسانية طبيعية بين الزوجين لة أهمية كبيرة حيث يمكن أن يقدم الزوجين لأطفالهم نموذج طيب سليم للعلاقات الأسرية والتفاعل الأسرى, كما يؤثر الزوجان بهذة العلاقات في حياة الطفل وتوافقة النفسي والاجتماعي فالوالدان بالنسبة لطفليهما هما مفتاح الحياة, وبذلك يستطيع الطفل مواجهه مستقبلة بطريقة أكثر ايجابية0 ( علاء الدين كفافى, 1999 ) 0
- علاقة الوالدين بالأبناء:
مما لا شك فية أن للعلاقة التي تنشأ بين الوالدين والابن أثر بالغ الأهمية على ما تصير إلية شخصية الطفل في المستقبل, ويستخدم الوالدان الطرق والأساليب المختلفة في تنشئة الأبناء وهذة الأساليب تتفاوت من أسرة لأخرى أو بين الوالدين أنفسهم داخل الأسرة الواحدة, ومن المسلم بة أن هذة الاتجاهات تترك آثارها سلبا أو إيجابا في شخصية الأبناء, ويعزى إليها مستوى الصحة النفسية الذي يمكن أن تكون علية شخصيتهم كراشدين فيما بعد 0
1- إتجاة التسلط: ويتمثل في فرض الأم أو الأب لرأية على الطفل, ويتضمن ذلك الوقوف أمام رغبات الطفل التلقائية أو منعة من القيام بسلوك معين لتحقيق رغباتة التي يريدها حتى ولو كانت مشروعة, وقد يستخدم أحد الوالدين أو كلاهما في سبيل ذلك أساليب تتراوح ما بين الخشونة والنعومة, كأن يستخدما ألوان التهديد أو الإلحاح أو الضرب أو الحرمان أو غير ذلك, وتكون النتيجة هي فرض الرأي سواء تم ذلك باستخدام العنف أو اللين, وهذا الأسلوب يلغى رغبات وميول الطفل منذ الصغر كما يقف عقبة في ممارستة لهواياتة ويحول دون تحقيق لذاتة فلا يشبع حاجاتة كما يحسها الطفل نفسة, وقد يرجع هذا الأسلوب في المعاملة إلى خبرات الآباء في طفولتهم حيث يكون الضمير اللاشعورى ( الذات العليا ) لدى بعض الآباء قويا متزمتا نتيجة لامتصاص معايير صارمة, ومثل هؤلاء الآباء غالبا ما يحاولون تطبيق هذة المعايير على أطفالهم, وربما لأن الأب مدمن أو سكير, ومن هنا يكون غير راض عن نفسة, لذلك ينشد الكمال في أبنائة بفرض تسلطة, وأحيانا قد نجد الصرامة من الأم نتيجة فقدها لأمها في طفولتها, وتحمل مسئولية إخوتها الصغار, لذلك تتخذ لنفسها اتجاهات صارمة في معاملة أبنائها, وهذا الأتجاة غالبا ما يساعد على تكوين شخصية خائفة دائما من السلطة خجولة, حساسة وتشعر بعدم الكفاءة والحيرة غير واثقة من نفسها في أوقات كثيرة, خصوصا عند مواجهه المواقف التي فيها أختيار0
2- إتجاة الحماية الزائدة: ويتمثل في قيام أحد الوالدين أو كلاهما نيابة عن الطفل بالواجبات أو المسئوليات التي بمكنة أن يقوم بها, والتي يجب تدريبة عليها إذا أردنا لة أن يكون شخصية استقلالية حيث يحرص الوالدان أو أحدهما على حماية الطفل والتدخل في كل شئونة لدرجة أنجاز الواجبات والمسئوليات التي يستطيع القيام بها, فلا يتاح للطفل فرصة اتخاذ قرار بنفسة 0 والأسرة قد تتبع هذا الأسلوب لأنها ليس لديها إلا طفلا واحدا تخاف علية وتبالغ في حمايتة, أو يكون ولدا واحدا وسط عدد من البنات أو لأنة الطفل الأول للأسرة وينقص الوالدان الخبرة بتربية الطفل فيبالغان في رعايتة, أو بسبب وصول الطفل بعد لهفة وطول انتظار للإنجاب, أو لأن الأم عانت كثيرا في وضع الطفل, أو لأن الطفل ضعيف وكثير المرض 0 ومثل هذا الطفل تنمو لدية شخصية ضعيفة, خائفة, غير مستقلة, تعتمد على الغير في قيادتها وتوجيهها, غالبا ما يسهل استثارتها واستمالتها للفساد حتى ضد الوطن 0 هذا وقد يتداخل هذا الاتجاة أحيانا مع اتجاة التسلط لأن الطفل قد لا يكون راضيا في كل مرة عن مثل هذا التدخل في شئونة, فعندما يقف الطفل معارضا في بعض الأحيان أو يتمنى أن يقوم بنفسة بهذة الأمور الشخصية عندئذ يضطر الأبوان أصحاب اتجاة الحماية الزائدة إلى فرض رأيهما علية, وهنا لا نجد حدا فاصلا بين الحماية الزائدة والتسلط, ففي الوقت الذي يتحتم أن يكون فية موقف الأبوين عند ممارسة حمايتهما الزائدة معارضا لرغبة الطفل في التحرر والاستقلال يمكن أن نتحدث عن الحماية الزائدة والتسلط معا 0
3- إتجاة الإهمال: ويتمثل في ترك الطفل دون ما تشجيع على السلوك المرغوب فية أو الاستجابة لة , وكذلك دون ما محاسبة على السلوك المرغوب عنة , بالإضافة إلى ترك الطفل دون ما توجية إلى ما يجب أن بفعلة أو يقوم بة , أو إلى ما ينبغي علية أن يتجنبة 0 وغالبا ما ينتج هذا الاتجاة عن عدم التوافق الأسرى الناتج عن العلاقات الزوجية المحطمة , وربما لعدم رغبة الأم في الأبناء , وربما لوجود أم مهملة لا تعرف واجباتها فتقضى يومها تتحدث في التليفون مع صديقاتها أو في مجالسة جارتها أو أمام التليفزيون 0
وغالبا ما يترتب على هذا الأتجاة شخصية قلقة مترددة, تتخبط في سلوكها بلا قواعد أو حدود فاصلة واضحة, وغالبا ما يحاول أن ينضم مثل هذا الطفل إلى جماعة أو ( شلة ) يجد فيها مكانتة ويحس بنجاحة فيها ويجد فيها العطاء والحب الذي حرم منة نتيجة أهمالة في صغرة, خصوصا وأن الجماعة التي ينتمي إليها غالبا ما تشجعة على كل ما يقوم بة من عمل حتى ولو كان مخربا, خارجا على القانون, وذلك لأنة منذ صغرة لم يعرف الحدود الفاصلة بين حقوقة وواجباتة وبين الصواب والخطأ في سلوكة بالإضافة إلى أنة لم يشعر بالحب والانتماء والتشجيع على انجازاتة المناسبة لقدراتة, وبالتالي يصبح من الشخصيات المتسيبة غير المنضبطة في أي عمل يقوم بة, فلا يحترم حقوق الغير, بل يصبح فاقدا للحساسية الاجتماعية التي أفتقدها في أسرتة فيسهل علية الاعتداء, ومخالفة القوانين والنظم التي يجب أن تحكم الفرد الذي ينتمي لمجتمع لة أنظمة وقوانين يجب أن يحترمها 0
4- إتجاة التدليل: ويتمثل في تشجيع الطفل على تحقيق معظم رغباتة بالشكل الذي يحلو لة وعدم توجيهه لتحمل أية مسئولية تتناسب مع مرحلة النمو التي يمر بها, وقد يتضمن هذا الأتجاة تشجيع الطفل على القيام بألوان من السلوك الذي يعتبر عادة من غير المرغوب فيها اجتماعيا 0 وكذلك قد يتضمن هذا الأتجاة دفاع الوالدين عن هذة الأنماط السلوكية غير المرغوب فيها ضد أي توجية أو نقد يصدر إلى الطفل من الخارج, وغالبا ما يكون هذا الأتجاة نتيجة لوجود الطفل الذكر مع أخوة لة من البنات, أو ميلادة بعد طول انتظار, وتظهر ألوان التدليل في صور متعددة منها, عندما يبدأ الطفل في تعلم الكلام ويسب أباة وأمة غالبا ما نجدهما يضحكان, وعندما يشتد عودة ويذهب إلى المدرسة يعطيانة مصروفا زائدا يصرفة كما يهوى دون توجيه يجعلة يميز بين جهات الصرف الصحيحة والخاطئة 000 الخ 0
ومثل هذا الطفل عندما يكبر غالبا ما نجدة لا يحافظ على مواعيد ولا يستطيع تحمل أي مسئولية يعهد بها إلية, وغالبا ما يكون غير منضبط في سلوكة أو عملة, بل يعتمد دائما على الآخرين من ذوى المراكز, من الأقارب, أو المعارف ( المحسوبية ) للوصول إلى هدف أو مركز يريدة 0
5- إتجاة إثارة الألم النفسي: ويتمثل في جميع الأساليب التي تعتمد على إثارة الألم النفسي, وقد يكون طريق إشعار الطفل بالذنب كلما أتى سلوكا غير مرغوب فية أو كلما عبر عن رغبة محرمة, كما قد يكون ذلك أيضا عن طريق تحقير الطفل والتقليل من شأنة أياً كان المستوى الذي يصل إلية في سلوكة أو ادائة, فبعض الآباء والأمهات يبحثون عن أخطاء للطفل ويبدون ملاحظات نقدية هدامة لسلوكة, مما يفقد الطفل ثقتة بذاتة, ويجعلة مترددا في أي عمل يقدم علية خوفا من حرمانة من رضا الكبار وحبهم 0 وغالبا ما يترتب على هذا الأتجاة شخصية انسحابية منطوية غير واثقة من نفسها, توجة عدوانها نحو ذاتها, ففي المدرسة إذا سألت المعلمة سؤالا فالطفل يخاف من الإجابة رغم معرفتة بالإجابة الصحيحة وذلك خوفا من الخطأ وبالتالي السخرية والتأنيب, فقد تعود على عدم الأمان مع الكبار وعدم الثقة في قدرتة وهو غالبا ما يتوقع أن الأنظار تطاردة لأن بة شيئا غير عادى في ملبسة أو مظهرة أو سلوكة 00 الخ
6- إتجاة القسوة: ويتمثل في استخدام أساليب العقاب البدنى ( الضرب ), والتهديد بة, أي كل ما يؤدى إلى إثارة الألم الجسمي كأسلوب أساسي في تربية الطفل, ويتضح هذا الأسلوب في الأسر إلى تفهم الرجولة على أنها الخشونة, وعدم الابتسام أو التبسيط مع الطفل خاصة الأطفال الذكور, وغالبا ما تفهم هذة الفئة الرجولة أيضا على أنها أوامر ونواهي وضرب, وعقاب 00 الخ, ويترتب على هذا الاتجاة شخصية متمردة تنزع إلى العدوان الذي يتجة نحو الغير, مثل التنفيس في ممتلكات الغير, وممتلكات الدولة, دون أي أحساس بالذنب أو التأنيب, أيضا قد يلجأ إلى تعذيب الحيوانات والطيور 0 هذا ويشترك اتجاة القسوة واتجاة إثارة الألم النفسي في أنهما يعتمدان على العقاب كمحور اساسى في تربية الطفل, بيد إن العقاب في الحالة الثانية ( القسوة ) هو من نوع العقاب البدنى المادي الذي تنعكس إثارة على الغير وممتلكاتهم, بينتما يعد العقاب في الحالة الأولى إثارة الألم النفسي عقابا نفسيا تنعكس إثارة على ذات الفرد 0
7 – إتجاة التذبذب: ويتمثل في عدم استقرار الأب أو الأم من حيث استخدام أساليب الثواب والعقاب, وهذا يعنى أن سلوكا معينا يثاب علية الطفل مرة ويعاقب علية مرة أخرى, كذلك قد يتضمن هذا الايجاة حيرة الم نفسها إزاء بعض ما يمكن أن يصدر عن الطفل من سلوك بحيث لا تدرى متى تثيب الطفل ومتى تعاقبة, كما يتضمن هذا الاتجاة التباعد بين اتجاة كل من الأب والأم في تربية الطفل 0 مثلا, أن الطفل عندما يبدأ في تعلم الكلام ويسب أباة أو أمة فأنهما لا ينبهانة إلى أن ذلك خطأ وعيب, بل قد يضحكان لذلك السلوك, ولكن إذا كرر الطفل ذلك السلوك في وجود زوار فإن الأبوين أو أحدهما غالبا ما يعاقب الطفل أو ينهرة على ذلك السلوك, وهنا نجد الطفل في حيرة من أمرة لأنة لا يعرف السبب في ضحكيهما مرة ومعاقبتة مرة أخرى على نفس السلوك 00 الخ 0 ويترتب على هذا الأسلوب شخصية متقلبة ازدواجية منقسمة على نفسها مثلا, الطفل الذي عانى من أسلوب التذبذب عندما يكبر غالبا ما يصبح مذبذبا في معاملتة مع الناس فعندما يتزوج تكون معاملتة لزوجتة متقلبة, فنجدة يعاملها برفق وحنان مرة, وأخرى ينقلب في معاملتها على النقيض دون وجود أي أسباب لهذا التذبذب, وقد يكون مع اسرتة في غاية البخل والتدقيق في حساباتة, ودائم التكشير, ولكنة مع اصدقائة شخص آخر كريم متسامح ضاحك باسم, وقد يكون مع أبنائة يفضل جنسا على جنس, وغالبا ما يكون هذا التفضيل في جانب الجنس الذي منحة الحب والحنان في طفولتة ( الأب أو الأم ) 00 الخ ويظل التذبذب سمة مميزة لهذة الشخصية0
8- إتجاة التفرقة: يتمثل في تعمد عدم المساواة بين البناء جميعا والتفضيل بينهم بسبب الجنس أو ترتيب المولد أو السن أو اى سبب آخر 0 فبالنسبة للجنس نجد الأسرة التي تحب الذكور ( وبها ابن وابنة ) أو بها أبن بين أخوات بنات وإن لكل من الولد والبنت لعبة خاصة, فإذا قامت البنت باللعب بعروستها ياتى أخوها ويأخذها منها, تقول لها الم " سيبى أخوك يلعب بها شوية " وعندما تأخذ البنت حصان أخيها, تقول لها الأم " هو أنت مش لك لعبتك00 مالم ومال لعب أخيك " وعندما يكبر الأبناء, فإن الولد يسمح لة بمقابلة أصدقائة بالمنزل, في حين لا يسمح للبنت بذلك, ويعطى الولد مصروفا اكبر من البنت, وعندما تجلس البنت للمذاكرة تطلب الم منها أن تعد الطعام لأخيها أو تعمل لة الشاي, أو تنظم لة غر فتة 00 الخ حتى لو تركت مذاكرتها 0 ويترتب على هذا الأسلوب شخصية أنانية حاقدة تعودت أن تأخذ دون أن تعطى, تحب إن تستحوذ على كل شيء لنفسها أو على أفضل الأشياء لنفسها حتى ولو على حساب الآخرين 0
وعلية فإن الأسلوب المثالي في التربية للطفل هو الذي يتمثل في التوسط والاعتدال في معاملة الطفل وتحاشى الأساليب السيئة ( السابق ذكرها ) في معاملة الأبناء, كما يمتاز الأسلوب المثالي بوجود تفاهم بين الأب والأم على أسلوب تربية الطفل وعدم المشاجرة إمامة, ويقتضى معرفة قدرات الطفل الطبيعية وعدم تكليفة بما لا طاقة لة بة في نفس الوقت عدم إهمال مطالب النمو حتى لا تفوت فرصة التعليم على الطفل, وأيضا الإيمان بما يوجد لدى الأطفال من فروق فردية والتي توجد في جميع السمات الجسمية والقدرات العقلية والسمات الانفعالية 0 ( عبد المجيد منصور, 1998 ) 0
الزواج كمؤسسة اجتماعية ثقافية نفسية:
ــــــــــــــــــــــــــــ
الزواج هو المؤسسة الاجتماعية التي تسمح لأثنين من البشر البالغين اللذين ينتميان إلى جنسين مختلفين ( الذكر والأنثى ) أن يعيشا معا ويكونا أسرة 0 وأن يتناسلا وينجبا ذرية يعترف بهم المجتمع ويعتبرهم أفرادة وعناصرة, والزواج هو الرابطة الشرعية أو القانونية أو الاجتماعية التي تعترف بها ثقافة المجتمع, ولذا فإن صور العلاقات الأخرى التي تحدث بين الرجل والمراة, لا يعترف بها المجتمع, ويقف منها موقفا يتباين من مجرد الاعتراض إلى مختلف صور المعارضة وحتى توقيع أقصى العقوبة أو صور النبذ الاجتماعي على طرفي هذة العلاقة " غير الزواجية " 0
والشرعية أو القبول الاجتماعي هو الركن الأول في نظام الزواج, وكذلك الاستدامة أو النية في الاستمرار في العلاقة الزواجية تعتبر ركنا أساسيا أيضا, فمع أن الزواج يمكن أن ينتهي بالطلاق مثلا, فإن طرفي الزواج عند بدايتة يعتزمان الاستمرار فية, وكل الأعراف والشرائع والأديان تحبذ أن يدوم الزواج إلى آخر العمر, ومن المستهجن أن تكون هناك نية لإنهاء الزواج بعد فترة معينة عند أي من طرفي الزواج, ومن عناصر الزواج عملية الإشهار وإعلام الآخرين, بأن رابطة الزواج قد ربطت بين رجل معين وامرأة معينة 0
والزواج نظام عالمي عرفتة البشرية منذ أقدم العصور, وفى كل الأنحاء من خلال صور كثيرة متنوعة, وليس يعنينا التعرض لمختلف أنواع الزواج وصورة, ولكن يمكننا الإشارة إلى وظائف الأسرة المتعددة كما ذكرنا سابقا 0
والزواج لا يخص الفردين اللذين سيرتبطان بعقد الزواج فقط, ولكنة تزاوج بين أسرتي الرجل والمرأة, حيث تنشأ روابط المصاهرة بين الأسرتين في الوقت الذي تم فية عقد القران بين الرجل والمرأة, ومع ذلك فهناك حدود للزواج وهو ما يعرف بنظام المحارم, وهم الأقارب الذي لا يستطيع الفرد أن يتزوج منهم, وقد وجدت هذة الظاهرة في معظم المجتمعات البدائي منها والمتقدم 0 وتضيق هذة المحارم في بعض المجتمعات 0 وتتسع في بعضها الآخر, ولكن جميع المجتمعات تحرم الزواج من القارب المقربين كالوالدين والأشقاء والأبناء والأعمام والأخوال 0 وربما كان هذا التحريم دافعا إلى الزواج الاغترابي 0 ويعمل الزواج الاغترابي على اتساع نطاق القرابة عن طريق تحقيق علاقات مصاهرة بين الأسر التي ليس بينها صلة أو نسب أو قرابة, وبذلك يزداد المجتمع تماسكا, كما أن تحريم الزواج من الأقارب المقربين يحفظ للأسرة كيانها, ويجعل الضوابط الاجتماعية تعمل عملها في تهذيب الدوافع الفطرية, حيث تفرض على الإنسان أن يعيش على المستوى " الثقافي " بدلاً من أن يعيش على المستوى " الطبيعي " مثل بقية الحيوانات 0
وتحريم الزواج من الأقارب المقربين لم يمنع اتجاة الكثير من الأسر إلى الرغبة من التزاوج من الأقارب غير المحرمين, حيث يميل الكثير إلى الزواج الداخلي كما يحدث في كثير من مناطق المجتمعات العربية خاصة في المناطق الرعوية والزراعية, فالكثير من هذة المناطق يفضل أن يتزوج الشاب ابنة عمة أو ابنة خالة, حتى أن والد الفتاة إذا خطبها احد الغرباء فأنة يسأل ابن اخية أولا إن كان يرغب في الزواج منها وكأنة " أحق بها " من اى شخص آخر, ويعمل نظام تحريم الزواج من الأقارب المقربين والميل إلى الزواج من الأقارب غير المحرمين على دعم الحياة الاجتماعية كل نظام منهما بطريقتة وفى تعادل وتوازن 0
والزواج في النهاية أقرب إلى أن يكون حاجة أو ضرورة بيولوجية اجتماعية, مادامت الحاجات المرتبطة باستمرار الحياة لا يقبل المجتمع إشباعها إلا في اطارة, وهو في نفس الوقت التنظيم الذي ارتضاة المجتمع أيضا ليمارس وظائفة من خلالة, فعندما يريد الفرد أن يشبع الحاجة إلى الحب والإشباع الجنسي فعلية أن يتزوج, وعندما يريد أن ينجب ويشعر بالأبوة أو الأمومة فعلية أن يتزوج, كما أن الكثيرين سيشعرون بالأمن الانفعالي والعاطفي والحياة الوجدانية المستقرة من خلال الزواج, والبعض يتزوج لينشد الصحبة, والبعض ينشد الارتفاع في السلم الاجتماعي بالزواج, والبعض ينشد الثروة, والغنى من خلال الزواج, وآخرون يتزوجون لتحقيق مصالح شخصية خاصة لنفسة أو لأسرتة, والبعض قد يتزوج لإرضاء نزعات نفسية تعويضية أو تكميلية معينة 0
ودوافع الزواج هنا تكون هامة جدا في تشكيل نوعية التفاعل في الأسرة , فعلى الرغم من أن الدوافع أحيانا ما لا تكون واضحة جيدا في وعى صاحبها , فإنها فعالة في تحديد مواقف وتصرفات مع زوجة, فالذي يتزوج لإرضاء الدوافع الطبيعية وتحقيق أهداف الزواج والأسرة من أهداف اجتماعية وتربوية وعاطفية يكون اقرب إلى أن يتفاعل على نحو سوى وطبيعي مع شريكة في الحياة الزوجية ,وهو غير الذي يتزوج لحاجة " منحرفة " أو مختلفة عن دوافع الزواج السوية , وهذا لا يعنى أن كل زواج كان من دوافعة الارتقاء في السلم الاجتماعي أو تحقيق درجة من الثراء محكوم علية بالفشل , أو أن التفاعلات الزواجية فية ستكون بالضرورة منحرفة , بل قد تنجح بعض هذة الزيجات لأنها تشبع دوافع أخرى عند الزوجين مما يجعلهما حريصين على استمرار الزواج 0
كما أن الزواج يتضمن في بعض الأحيان التكميل, بمعنى أن ينشد كل زوج أن يحقق هدفا ما مقابل أن يحقق الزوج الأخر هدفا من خلال الزواج, وقد يكون هذا التكميل واضحا جدا في وعيهما أو في وعى احدهما, أو لا يكون, كان ينشد زوج أن يرتقى اجتماعيا بزواجة من فتاة معينة استفادة من مكانة أسرتها الأدبية في المجتمع مقابل أن تنشد هي الزواج من رجل ثرى يضمن لها حياة مرهفة, وهذة الزيجات التكميلية قد تنجح إذا كانت الجوانب الأخرى من الزواج سليمة, والأهداف الأخرى محققة, وقد تفشل إذا لم تتوافر العوالم الأخرى لنجاح الزواج, أو إذا اكتشف احد طرفي الزواج أنة قد خدع أو استغل 0
وفى الزواج هناك الزواج الأحادي الذي يتزوج فية رجل واحد, امرأة واحدة, وهناك الزواج التعددى الذي يتضمن تعدد الأزواج لزوجة واحدة أو تعدد الزوجات لزوج واحد أو تعدد الأزواج والزوجات معا 0 وإذا كان الزواج الاحادى أصبح هو النمط الشائع الآن في معظم المجتمعات فان الزواج التعددى قائم في بعض الأماكن من العالم إلى اليوم 0 والأكثر انتشارا منة بالطبع هو تعدد الزوجات لرجل واحد, وهو نمط يسمح بة الدين الاسلامى, ويبيحة في حدود أربع زوجات بشرط تحقيق العدالة بين الزوجات مع صعوبتها كما يقر القرآن الكريم 0
ويلاحظ أن هناك زواجا أحاديا على الإطلاق, بمعنى أن يتزوج الرجل أو المراة فان مات الزوج أو الزوجة لم يستطع الزوج الأرمل أو الزوجة الأرملة أن يتزوج مرة أخرى 0
كما اناا عندما نتحدث عن الزواج التعددى كما في النمط الذي يبيحة الإسلام نقصد أن يجمع الرجل أكثر من زوجة في وقت واحد, وهذا بالطبع يختلف عما يعنية البعض بالزواج التعددى بمعنى أن يستطيع الرجل أن يتزوج زوجة أخرى بعد وفاة زوجتة أو طلاقها 0
ويلاحظ أن تعدد الأزواج للمراة الواحدة انقرض منذ زمن سحيق, ولم يوجد إلا في بعض سكان سيبيريا, وبعض قبائل شبة القارة الهندية, كما أن زواج مجموعة رجال بمجموعات نساء, والذي يذكر البعض أنة قد ظهر بين القبائل البدائية في استراليا وميلانيزيا وقبائل التبت والهيمالايا فقد انقرض أيضا, ولم يبق قائما من النظم إلا نظام الزواج الاحادى ونظام تعدد الزوجات للرجل الواحد 0
ويلاحظ أنة في ظل زيادة انتشار وسيطرة نمط الأسرة النووية على حساب نمط الأسرة الممتدة, وتقلص وظائف الأسرة وسيطرة الطابع الذاتي على العلاقات داخل الأسرة, وضعف أو تقليل حجم تدخل الوالدين في حياة ابنائهما زادت العلاقة بين الزوجين قوة, وزادت كثافة تفاعلها معا, وأصبح كل منهما يعيش مع الأخر وللأخر بدرجة اكبر مما كان في ظل الفترات التاريخية السابقة, وخاصة أن متوسط عمر الفرد قد زاد في ظل الرعاية الصحية, وأصبح الزوجان عماد الأسرة فهي تبدأ بزواجهم وتستمر مع الأولاد, وحتى عندما يكبروا ويكونون أسرا خاصة بهم فان الأسرة مستمرة بالزوجين الأصليين وباقية كما بدأت أول مرة, والى أن تنتهي حياة احدهما ويلحق بة الأخر 0 ( علاء الدين كفافى, 1999 ) 0
الاختيار الزواجى:
ــــــــــــــ
هناك اختيارين أساسيين في الزواج:
1- الاختيار الأسرى ( الاجتماعي ): أن نمط الاختيار الزواجى الأسرى أو الاجتماعي كان هو النمط السائد في العصور القديمة والوسيطة وحتى في العصر الحديث فأنة النمط السائد في البيئات غير الصناعية في المجتمعات النامية, وليس ذلك فقط ففي بعض هذة البيئات لا يتزوج الفرد لنفسة فقط ولكن لأسرتة وبحساباتها ومكانتها, وهذا يعنى أن زواج احد أعضاء الأسرة مشروع " أسرى " عائلي وليس مشروعا " فرديا " " خاصا " 0
وكان يساعد على هذا الوضع إن مكانة الفرد كانت من مكانة الأسرة, فهي مكانة موروثة وليست مكتسبة كما هي الآن في كثير من الحالات, فإذا كانت الأسرة هي التي تكسب الفرد مكانتة فمن حقها أن تختار لة زوجتة أو زوجها, ولان هذة الأسرة الصغيرة هي جزء من الأسرة الكبيرة أو الممتدة فلابد أن تختار الزوجة بمعايير ومقاييس الأسرة الكبيرة, وكذلك يختار الزوج بمعايير مماثلة عند أسرة الزوجة, وعلى ذلك فان الأسرة الكبيرة في هذا الخال لها حساباتها الخاصة عندما تتقدم وتخطب لأحد شبابها فتاة من أسرة أخرى, وكذلك فان قبول أسرة الفتاة يتم طبقا لحساباتها الخاصة أيضا, إذن فهو زواج " مرتب " ولة حساباتة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية, وقد يحدث في بعض الحالات أن يفصح الشاب عن رغبتة في الزواج بفتاة معينة أو قد يبدى راية فيمن اختارتة اسرتة كزوجة لة, ولكن يظل قرار الاختيار في يد الأسرة 0
وقد كان هذا هو الوضع السائد في الماضي, وما زال قائما في كثير منت المجتمعات المعاصرة, ففي المجتمع العربي مازال هذا الوضع سائدا في معظم بيئاتنا إلا في المدن الكبرى في المناطق التي توطنت فيها الصناعة الحديثة وتغيرت نظم الاتصال والإسكان وبقية أنظمة المعيشة, أما المناطق الزراعية والرعوية, فمازال للأسرة الممتدة والتقاليد القبلية سطوتها في اختيار الزوج أو الزوجة, علما بان الأديان السماوية, وفى مقدمتها الإسلام, ترفض أن يفرض على الفرد زوجة أو زوج لا يريدة 0
وكما أن هناك قوانين للتحريم في الزواج من أقارب معينين فان هناك قواعد اجتماعية تحبذ الزواج من الأقارب أيضا من غير المحرم الزواج بهم, ففي كثير من بيئاتنا العربية هناك تفضيل للزواج من ابنة العم أو ابنة الخال, وعلى العكس يلاحظ أن هناك مجتمعات تضع من قواعدها العرفية الاجتماعية أو القانونية التشريعية ما يحرم زواج الأقارب كما يحدث في الولايات المتحدة, حيث تحرم بعض ولاياتها الزواج من ابنة العم 0
وأشهر صور الزواج المفضل في المجتمعات العربية هي الزواج من ابنة العم شأنها في ذلك شأن المجتمعات الأبوية, ويبدو أن العامل وراء ذلك هو العصبية وألا يرتبط الشاب بأسرة أخرى إضافة إلى العامل الاقتصادي وهو ألا يخرج جزء من ثروة العائلة إلى عائلة أخرى, وإذا كان الزواج المفضل قد انحسر في بعض البيئات في المجتمعات العربية فأنة مازال سائدا أو شبة سائد في بيئات أخرى خاصة في المجتمعات الخليجية التي مازالت القبيلة كصيغة اجتماعية قوية وقادرة على أن تنتظم الحياة الاجتماعية رغم رياح التغير التي هبت على المنطقة 0
ومع ذلك نستطيع أن نقول أن سلطة الأسرة والوالدين في بعض البيئات على الأقل قد ضعفت في مجال الاختيار للزواج, وأصبح هذا الاختيار رهنا بالاعتبارات الفردية والشخصية عند المتقدم للزواج, وقد حدث هذا التحول بصفة خاصة بعد انتشار التعليم, والتعليم الجامعي خصوصا بين أوساط الشباب من الجنسين, وأصبحت الفتاة التي تحصل على درجة جامعية وترتبط بعمل خارج المنزل, ترى أن من حقها أن يكون لها رأى فيمن يتقدم لها, وظهرت أنماط من التزاوج مثل زواج الزملاء والزميلات الذين تزاملوا أثناء الدراسة أو في أطار رجالهة العمل, وبصفة عامة فقد زاد نصيب الإرادة الفردية في الاختيار للزواج عما كان سائدا من قبل على الأقل في بيئاتنا الصناعية والحضرية, اى أن العلاقة واضحة بين التحضر والتصنيع من جهة, وفردية الاختيار للزواج من ناحية أخرى 0
ويلاحظ أن كثيرا من الآباء في مجتمعاتنا يعلنون أنهم يتركون حرية اتخاذ القرار فيما يتعلق بالاختيار الزواجى لأبنائهم, باعتبارهم الأطراف الأصلية في الموقف, ولكن هذا الإعلان لا يمنعهم من أنهم, ولو بطريق غير مباشر يمارسون نوعا من الإيحاء أو الضغط ليتم الاختيار في اتجاة معين يفضلونة أو يرونة صوابا, أو طبقا " لحسابتهم " ويبدو هذا الوضع وكأنة مرحلة وسطي بين مرحلة الاختيار الاجتماعي, حيث يتولى الوالدان والأسرة الاختيار, وبين مرحلة الاختيار الفردي حيث يتخذ الفرد بارادتة وحريتة قرار الاختيار, أو بعبارة أخرى هي مرحلة وسطي بين مرحلة الاختيار الاجتماعي ومرحلة الاختيار الفردي, فما عساها أن تكون العوامل التي تحدد اختيار الفرد لشريك حياتة إذا كان يختار بارادتة 0
2- الاختيار الفردي ( النفسي ): أن الاختيار في الماضي كان اختيارا اجتماعيا من جانب أسرة الفرد المقبل على الزواج, وقد حدث تحول ثقافي واجتماعي في معظم أنحاء العالم سمح بظهور الاختيار الفردي أو النفسي, الذي يختار فية الشخص المقبل على الزواج شريكة بمقاييسة ورغباتة وارادتة, وينبغي أن يكون واضحا لدينا أن ظهور هذا النمط من الاختيار لا يلغى النمط الأول, وهو النمط الاجتماعي, بل أنة يظل سائدا في كثير من البيئات خاصة في مجتمعاتنا كما قلنا 0 وحتى إذا كان الاختيار فرديا سيكولوجيا, فهو لا يمكن أن يغفل الاعتبارات الاجتماعية والثقافية في البيئة, ولا حتى رغبات الأهل وتوجيهاتهم ومقتضيات المنصب والمكانة الاجتماعية, فهذة العوامل الاجتماعية والثقافية والبيئية تكون عوامل هامة حتى والفرد يختار لنفسة شريك حياتة, وذلك لان الزواج إذا كان يشبع حاجات فردية عند الزوج والزوجة فان الزواج نفسة نظاما اجتماعيا ثقافيا اختص بة الإنسان بين سائر المخلوقات, فالزواج نظام اجتماعي يخضع لما تخضع لة النظم الاجتماعية الأخرى, وينال صاحبة من قبول وتأييد أو معارضة ورفض بقدر ما يتعامل مع النظام على أساس الأسلوب والطريقة التي حددها المجتمع, والزواج نظام يحقق أهداف اجتماعية وثقافية واقتصادية وتربوية بجانب الأهداف الخاصة أو الشخصية 0 ( علاء الدين كفافى, 1999 ) 0
نظريات الاختيار للزواج:
ـــــــــــــــ
النظريات الأساسية في المجال, والتي تفسر عملية الاختيار للزواج تنحصر في نظريات يمكن تصنيفها كنظريات يغلب عليها الطابع الاجتماعي الثقافي وأخرى يغلب عليها الطابع النفسي ثم نظريات التحليل النفسي والعوامل اللاشعورية 0
1- نظرية التجانس: تقوم على فكرة أن الشبية يتزوج الشبيه, وان التجانس هو الذي يفسر اختيار الناس بعضهم لبعض كشركاء في الزواج لا الاختلاف والتضاد, فالناس بصفة عامة يتزوجون من يقاربونهم سنا, ويماثلونهم سلالة, ويشتركون معهم في العقيدة, كما يميلون أيضا إلى الزواج ممن هم في مستواهم التعليمي, ومستواهم الاقتصادي والاجتماعي, وحبذا لو اشتركوا معهم في الميول والاتجاهات وطرق شغل وقت الفراغ والعادات الشخصية والسلوكية, وقد لوحظ في بعض الدراسات أن الشباب من الذكور في سن العشرين والى الخمسة والعشرين يميلون إلى الزواج ممن يتقارب معهم في السن, أما في الشرائح العمرية التالية وحتى سن الخمسين فيميل الذكور إلى الزواج من إناث تصغرهم في العمر, ولكن بعد الخمسين يعود تفضيل السن المقارب مرة أخرى عندهم, وبصفة عامة يفضل الذكور الزواج من إناث تصغرهم بسنوات قليلة, كذلك يكون تفضيل الإناث الزواج من ذكور يكبرهن بسنوات قليلة أيضا, وقد أظهرت الدراسات أيضا أن النساء يملن إلى الزواج من رجال أعلى منهن في المستوى التعليمي, ويقابل هذا أيضا تفضيل الرجال الزواج من نساء اقل منهم في التعليم, وتفضل الأنثى الرجل الناجح في حياتة العملية والقادر على حمايتها وضمان مستوى معيشي طيب لها, وبالتالي تحبذ صفات الذكاء والكفاح والتعليم العالي في الرجل لأنها من سبل النجاح, أما الرجل فيقدر في المراة صفات مثل الشخصية اللطيفة والنظفاة والترتيب والمهارات المنزلية على سمات أخرى مثل الذكاء والتعليم, وقد يفضل البعض التجانس أيضا, ليس في الصفات النفسية والاجتماعية, ولكن في الصفات الجسمية أيضا 0
2- نظرية التقارب المكاني: تقوم على فكرة التقارب المكاني, بمعنى أن الفرد عندما يختار للزواج فأنة يختار من مجال جغرافي محدد, وهو البيئة التي يعيش فيها سواء في السكن أو في المدرسة أو في العمل, حيث تكون الفرصة اكبر للاحتكاك بأفراد الجنس الآخر, والذي يمكن أن يختار من بينهم شريك حياتة, ومن الطبيعي أن يختار الفرد زوجة ممن اتيح لة أن يراهن أو يتعامل معهن, ونظرية التجاور المكاني لا تقدم معطيات تتعارض مع معطيات نظرية التجانس, لان الفرد يمكن أن يختار من يتجانس معة في صفاتة وخصائصة ممن يحتك بهم, وممن يوجدون في بيئتة السكنية أو المهنية, ومن الواضح أن هذا التجاور المكاني يظهر دورة في المجتمعات المحلية والمجتمعات البسيطة كما يحدث عندما يتزوج الرجل الريفي من زوجة من قريتة, أما في المجتمعات الواسعة والتي تكون فيها وسائل الاتصال والانتقال سريعة, فان الفرد لن يكون محصورا داخل بيئتة حيث
جلنار- مستشار
-
عدد المشاركات : 19334
العمر : 36
رقم العضوية : 349
قوة التقييم : 28
تاريخ التسجيل : 19/07/2009
رد: مقال عن التربية الأسرية
لكى الشكرعلى هذه المشاركه
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: مقال عن التربية الأسرية
مشكور عالمرور
جلنار- مستشار
-
عدد المشاركات : 19334
العمر : 36
رقم العضوية : 349
قوة التقييم : 28
تاريخ التسجيل : 19/07/2009
رد: مقال عن التربية الأسرية
مشكو ر عالمرور
جلنار- مستشار
-
عدد المشاركات : 19334
العمر : 36
رقم العضوية : 349
قوة التقييم : 28
تاريخ التسجيل : 19/07/2009
رد: مقال عن التربية الأسرية
موضوع رائع بروعة صاحبة شكراً للمجهودات
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» درس حول** نمو الطفل ** ماذة التربية الأسرية :
» عقـاب الطفـل .. هل يجدي نفعاً في التربية الأسرية أم له
» وزارة التربية تقر مادة للتربية الأسرية ضمن التطوير الشا
» التربية المدرسية أم التربية الأُسرية .
» 'الخيانة الالكترونية' زلزال يضرب عمق العلاقات الأسرية
» عقـاب الطفـل .. هل يجدي نفعاً في التربية الأسرية أم له
» وزارة التربية تقر مادة للتربية الأسرية ضمن التطوير الشا
» التربية المدرسية أم التربية الأُسرية .
» 'الخيانة الالكترونية' زلزال يضرب عمق العلاقات الأسرية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» ما ميزات شبكات "Wi-Fi 8" المنتظرة؟
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» رد فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
اليوم في 8:04 am من طرف STAR
» هل تعاني من الأرق؟ طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:00 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR