رضيت بالرحيل والرحيل لم يرضى.

امشي وكلي امل ..وحنين يحتويني ..واثقة، من انني سازورها تلك المدينة التي اخبرتني عنها جدتي وقراتها عنوانا في بلدتي وقوس قزح في سماء غدي...تلك المدينة المتربعة في قلب كل الناس وتشتهي رؤيتها عيون وتستنشقها الانفاس...ها انا في المحطة وعيوني تنظر للافق البعيد والناس من حولي بين التعيس والسعيد ..ارمقهم ووحيدة ملئى امل ...ارى الالوان بينهم ..اشم رائحة القهوى والطحين...ابتسم بين الحين والحين...
مر الصبح وتبعه المساء والليل واعقبه النهار..وانا انتظر على ذاك الكرسي الخشبي..ساد صمت طويل وغادر جميع الناس...
مرت الايام والاسابيع والصيف والخريف ..الربيع والشتاء وغطتني اوراق صفراء متناثرة ...مطر بلل كل المساحات اليابسة في محيط يدي ..وجمد الثلج احاسيسي الندية..وحرارة انفاسي قد احرقت جوفي ..لا تبتسموا فلم تنموا البراعم رغم الربيع..
انتظرت وانتظرت دونما جدوى فقطار الساعة الواحدة لم يحضرولا باقي الساعات...
انتفضت لازيح خيوط العنكبوت التي نسجت بيتها حولي...
وقررت ان اذهب مشيا على الاقدام...
انتبهوا فالطريق طويل جدااا هكذا لمحت عيناي ما كان قد كتب على الافتة الباهتة خطوطها من اثر الزمن...
مشيت ومشيت ومشيت ..لاح حلمي من بعيد، اني اراه
،المحه..هرولت لكن لم استطع اللحاق به...وضعت حقيبتي وتركتها ورائي وهي تئن وتنادي: لا تتركينا ..كان هذا املي ...خذينا... كان هذا قلبي ..عودي الينا... كانت تلك ذكرياتي...
لم التفت الى الوراء فقد كانت الحقيبة ثقيلة...وصرت اجري ودموعي ورائي ..تتبعني ؟؟؟
جريت وجريت وانهكني التعب..وانقطعت انفاسي ولم استطع لحاق الحلم..
استسلمت وسقطت على الارض ..دفنت راسي في الرمل الساخن ..نشفت دموعي قبل شق الطريق عبر وجنتاي
وسمحت لنفسي بالاستسلام لنوم عميق..فانا لم انم منذ قرون من الزمن..
استيقظت ولا ادري كم من الوقت قد مضى..اهي شهور ام سنين فقد زال احساسي بالزمن...
انتبهت *يجب ان اعود ادراجي لحقيبتي* وفعلا رجعت
اوا تدرون ماذا وجدت؟؟؟ سرقت حقيبتي ..سرق قلبي ..سرقت امالي ..سرقت ذكرياتي ..تركوها خاوية
ذرفت آخر ما تبقى لي من دموع ومشيت ولكني عدت فانتبهت...هناك بجانب قلبي المسروق وجدت..قلمي
يا فرحتي لم يسرقوا قلمي...
وها انا ذا كتبت به لكم ...ولا زلت عائدة ادراجي للمحطة
فهل يا ترى سأجد ذاك القطار او تلك المحطة؟؟؟؟

لك كل شكري

مرور مميز منكم