وداعا.......لا رجوع بعده

قرار الرحيل...قرار يراود الكثير منا في لحظات معينة من الحياة...
لحظات يكون فيها التعب قد بلغ منا ذروته ...
واليأس تمكن من أرواحنا حتى عجزنا عن البقاء حيث نحن...
لكن ما الذي يبقينا عاجزين عن تنفيذه؟؟...
ما الذي يقيدنا ويمنعنا من الهروب سريعا؟؟...
منذ وقت والرحيل فكرة تلوح لي...
ربما سيؤلمني هذا المصير ولكنه شر لا بد منه...
ربما رحيلي سيحزن قلوبا أحبتني..ويبكي عيونا لطالما غفوت فيها...
أعلم جيدا كم من الصعب عليهم تقبل جنون رغبتي...
و يعلم الله أنه أصعب علي منهم...
لكن بعد تفكير طويل وليالي سهر لا ترحم...
وصلت لقناعة واحدة ..قناعة ترضيني رغم رفضي لها ...
قناعة تقول أن نرحل أحبابا خيرا من أن نبقى غرباء...
ربما تبدو كلماتي فلسفة جوفاء لا تمت للمشاعر بصلة...
وربما يصرخ الكثير منكم أنانية أنتي ...
لكنني أكتب لكم وقلبي يتمزق حزنا وروحي تنزف ألما ...
ستغضبون قليلا لكنكم ذات صباح ستستيقظون مبتسمين عندما تمر على بالكم ذكراي...و حينها كلي ثقة أنكم ستدعون لي بالخير...
وستُحملون نسمات الصباح تحية شوق لي وستصلني حيث كنت لتثلج صدري برضاكم...
سأبتعد كثيرا...ورغم مسافة تفصلني عنكم ستكونون دوما أقرب لي من نبضات قلبي ...
لأنكم رغما عني تسكنوني..تستوطنون روحي ...تنبضون في أوردتي...
يا رفقة العمر الجميل...يا من ستبكي الدنيا لفراقكم...
لن أنساكم يوما..سأعيش ما بقي لي من رحلة العمر القادم على ذكرى أيامي الجميلة في أحضانكم...
سأذكركم كلما هل نور الصباح...وفاحت رائحة القهوة ليعبق بها المكان...
سأذكركم عند المساء حين أجالس عبد الوهاب...
وإذا إنتصف الليل وهاجمتني جيوش الوحدة سأهزمها بشوقي إليكم...ستفر منكسرة تجر أذيال الخيبة والهزيمة عندما تجدكم أقوى من أنياب الحزن..و أقسى من برودة الفراق...
يا من كنت لكم أختا وبنتا وصديقة وحبيبة...وكنتم لي الدنيا بمن فيها...
لا تعتقدون أن البعد عنكم مطلبي..أو أن فراقكم رغبة تملكني...
لكن هناك ما هو أقوى من حبي لكم ...ما هو أعنف من شوقي لكم...ما هو أشد و أصدق من انتمائي لكم...
هناك أنتم ..نعم أنتم..فلأجلكم رضيت بالغياب طريقا يحملني بعيدا عنكم...
لأجلكم قبلت بالرحيل مصيرا يقودني لمجاهل لا أعلمها...
يا أغلى الناس..أيام مضت و أنا أصارع نفسي حتى تعبت وغلبني يأسي وضعفي...
ساعات قضيتها أناقض عقلي و أخالف قلبي وفي الآخر وجدتني أرضخ للمكتوب...

إن أشد ما يؤلمني في هذا المصير هو أنني لن أجد أحضانكم ملجأ لي عندما تعصف رياح الغدر بروحي...
لمن بعدكم سأشكو ألمي؟؟...
لمن بعدكم سأبكي من وجعي؟؟...
ومن غيركم سيمنحني السكينة والهدوء؟؟؟....
جمعتنا أيام كثيرة...وحدتنا آلاما أكثر...
تشاركنا لحظات من العمر لن تتكرر...
ضحكنا..بكينا..غنينا..تناقشنا..إختلفنا..إتفقنا...
كم هائل من المشاعر اجتاحت أرواحنا..وكم عظيم من الذكريات خلدت تقاربنا...
ما أجمل الحظ الذي جعلكم صفحات مشرقة في كتاب ذكرياتي..حروفها من ذهب حبكم الصافي..كلماتها من عبير شذى أخلاقكم النقية...مفرداتها من لآليء صدقكم المبهر...
وما أجملني إذ كنت يوما بينكم ...نجما يدور في فلك أقماركم المنيرة...
ستمضي السنوات..ويرحل من يرحل..ويعود من ربما يعود...
وسنجلس يوما على صخرة ملقاة أمام بحر واسع...نشهد غروب الشمس وفي أعيننا دمعة حائرة وعلى شفاهنا إبتسامة ساخرة...
وسنردد بيننا وبين أنفسنا عبارة للأيام نحفظها((ترى هل ما زالوا يذكرونني؟؟))...
وفي ذات الوقت من ذات الزمن..ولكن على أرض أخرى وتحت سماء أخرى يجلس آخر منا يردد ذات العبارة...
وفي ذات اللحظة تمتد اليدين لتمسح الدمعة التي غافلتنا وسقطت تندب البعد والمسافة...
للذكرى أكتب لكم كلمات لن تمحوها أنامل الفراق ...
للذكرى أُحملكم بعضا مني ..بعضا من نزفي ووجعي...
في كل حرف دمعة من عيني...
أغلف كل كلمة بتنهيدة من روحي...
وستكون السطور خصلا من شعري...
لتكون لديكم رسول حبي وولائي...
فكلما نازعتكم أشواقكم إلي تجدوني هنا بين حرف وفاصلة ..خلف كلمة وتحت جملة..على النقاط سأغفو وبين الكسرة والتنوين سأغني لكم لحن وفاء لا ينتهي ...
سأبقيها فقط كي تبقى في بيتها الحبيب رغم الرحيل....
ولكن قبل الرحيل لا بد من كلمة مهمة لبعض الاشخاص بالمنتدى هما الان الدنيا بما فيها لي أنا ...كلمة سأذكرهم بها الآن تعبيرا عن حبي لهما و عظيم شكري و امتناني لله الواحد القهار أن جعلهم في طريقي يوما.....


رغم ما مررت به،لكن مجرد معرفتي بك ،ومجرد إحساسي بوجودك دائما بجانبي مهما كان ظرفي وألمي،
ومعرفتي أني أستطيع أن أكون ذاتي معك،دون تحفظ ودون حساب لكلماتي وخوف من انتقاد أو نظرة عتاب.
عزيزي
سأعيش دائما وكلي شرف بأن حياتي قد سكنها شخص أنت هو،سناً،لكني لا أنكر كم كنت عوناً وكم تعلمت منك .
مشوار قصير حياتنا ،فما أجمل أن تتزين بأشخاص مثلك مثال للصدق والوفاء والشرف،وخصوصا أن أمثالك أصبحوا عملة نادرة في حياة تطغى عليها المصالح الشخصية والنفاق،
أذكرونــــــــــي فلن أنسااااكم...

الرحلة متعبة فهى تذهب كل يوم بل كل ساعة لتجمع القش تريد أن تبني به بيتها الصغير ...
الحقل بعيد والقش قليل .. وهي تريد ان تبنى بيتا لها ..
طالت الايام و لكنها استطاعت أن تبني بيتها على أحد الأشجار العالية التي كلما هبت نسائم الليل بدأت بالتموج يمينا وشمالا وكأنها تداعب الهواء و ترقص معه على أنغام ايقاع جميل ...
ما اشد سعادتها بذلك البيت الذي صنعته بيديها و ما اشد فرحتها عندما وضعت اول بيضها فيه ...
و اعتنت به الى أن خرج منه اول عصفور معلنا ميلاد حياة جديده .. الثاني والثالث الى ان اكتمل العدد .. خمس من العصافير الصغيره بدأت تعلن الحياة في ارجاء هذا البيت العالي ..
ومرت الأيام ... وبدأ العصفور الصغير بمحاولة الطيران ... وقع في المرة الأولى لكنها ساعدته و شجعته الى أن رفرف وطار ... المسكينه لم تعرف بأنه سيتركها ويبتعد ورفرف الثاني والثالث الى ... أن بقيت وحيده ترفرف مرة بجناحي الحزن و مرة اخرى بجناحي الوجع والألم
....
كيف لا ... وقد افترقت عن من تحب وذهبت كل المشاعر الجميله التي كانت تجعل لحياتها طعم ...
لو يعلموا ما سببه لها رحيلها من حزن .... هى اعطتهم كل حب و حنان و فى المقابل ...رحلوا و تركوها وحدها .... تركوها تتألم و تعانى الوحدة و الحزن بعدهم
يا الله..... هل هانت عليهم ليتركوها وحدها هكذا..... الم تشغل بال احدهم و لو للحظة؟؟؟
لما لم يودعها احدا منهم قبل رحيله؟؟
ما الجرم الذى ارتكبته فى حقهم ليتركوها و يرحلوا ؟؟
اخذت تبكى و تبكى .... اشفق عليها الكون بآثره و اخذ يبكى لبكائها ...احتضنها القمر بضيائه و توسل لها ان تكف عن البكاء ... فبكائها يمزقه ..... لكنها لم تستطع ان تمنع دموعها و استمرت البكاء الى ان نامت بين احضانها ........
استيقظت عل امل ان تفتح عينيها فتراهم كما اعتادت .. لكن للاسف ....لم تجد غير نظرات الاسى و الحزن فى عيون الكون ... اخذت تبكى و تناجى طيفهم
استتركونى هكذا فى حزن الا الابد
ارجوكوا عودوا .... ارافؤ لحالى و عودوا
فما عدت استطيع احتمال كل هذا الالم
اتعملوا لقد بحثت عنكم فى كل مكان
سالت عنكم الاشجار ... سالت عنكم الشمس .... سالت عنكم البحر .... سالت عنكم الكون كلها لعل احد يعرف اين رحلتوا ..... فقالوا اسالى الرياح فهى من اخذتهم منكى
فسالتها الى اين ذهبت بكم ..... فصمتت... فتوسلت اليها ان تعيدكم الى كما اخذتكم منى .... فصممت ..... فتوسلت اليها ان تخبرنى بمكانكم لاذهب اليكم ..... فبكت و اخذت تردد.. انا اسفة لان استطيع هم من اختاروا الرحيل و لن يعودوا اليكى ابدا... فارحلى....
فهل اصدقها و ارحل .... اخذت ترددها و الدموع تنهر منها دون انقطاع

استولى عليها الحزن سنوات بعدما اسرع ليسكن قلبها عندما اتاها يوم الرحيل ... عندما اتاها بكل الالام الدنيا .... لكنها عرفت وبسرعه أنها يجب ان تبحث عن مكان آخر قد تجد فيه الدفء والحنان والحب الذي فقدته هنا .....نعم سترحل هى الاخرى
وقفت للحظة ... نظرت الى ذلك العش الذي بنته وتذكرت كل التعب الذي بذلته ... تذكرت رحلاتها المتكررة للحقل و التي كانت تفرحها رغم كل التعب والجهد ....
استتركه و ترحل... بعد ان امضت كل تلك السعادة فيه
نظرت اليه بحسرة وألم وتذكرت ان لكل شيء نهايه ... وأنه لا بد للجميع من يوم للرحيل
ابتسمت و عيناها لا تاكد تراى من كثرة الدموع ....... ابتعدت لعلها تجد يوما الحب و الدفء الذى تريده ...اطلقت جناحيها للرياح ..... و طارت
ملحـــــــــــــوظة: عندمــــــــــا يرحلون عنا.... يرحلون بلا وداع نحس أنها نهاية الكون .... نحس أننا بفقدهم فقدنا الحياة لكن مع مرور الوقت نعرف أن الزمن لن يتوقف برحيلهم ونعي الحقيقة المرة أننا خدعنا وانتهى الأمر.... لكن لا تحزنوا فرحيلهم ليست أول صفعة نتلقاها في حياتنا فلا تقسوا على قلوبكم كثيرا فغدرهم لنا ليس آخر الأحزان
******************************************
مما راق لي لكم ............لكم كل شكري

طرح رائع مع الصور اعجبني
مشكورة

مشكورة على المرور المميز والمتابعة الراااااائعة