«وول ستريت.. المال لا ينام أبداً»

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2010-10-28, 6:55 am

«وول ستريت.. المال لا ينام أبداً» عندما تسحق المضاربات المشاعر الإنسانية

CNN ـ دبي
يقدم فيلم «وول ستريت.. المال لا ينام أبدا» نقدا لاذعا لعالم المال في ردهات البورصة التي تمسك بمصير الاقتصاد الأمريكي والعالمي، من خلال تسليط الضوء على قوانينها التي لا ترحم ورصد تقلباتها التي تخلف ضحايا كثرا في بيئة لا تنقاد الا للأقوى.
وإن كانت هوليود قد لامست هذا العالم الموحش في أعمال سابقة عدة، فإن المثير في الفيلم الذي أخرجه السينمائي المخضرم أوليفر ستون (انتاج 2010) يكمن في رهانه على تعميق الاحساس بالمأساوية من خلال رسم قصص بأبعاد انسانية وحميمية وأخلاقية في محيط الشخوص الرئيسية التي تنشط داخل البورصة العالمية.
بطل الفيلم الذي يعد تتمة لعمل بالعنوان نفسه قدمه أوليفر ستون عام 1987، هو مايكل دوغلاس، الممثل الأمريكي الذي يخوض معركة حاسمة، بعيدا عن أضواء الكاميرا، مع داء السرطان، ولا شك أن الصدى الايجابي الذي لقيه الفيلم في عروضه الأولى سيكون مشجعا للنجم على مزيد من الصمود.
هي قصة غوردن كيكو (مايكل دوغلاس)، وكيل المعاملات في بورصة وول ستريت، الذي خرج للتو من السجن بعد ادانته بالغش وتبييض الأموال، محاولا اعادة ترتيب حياته المضطربة واستعادة حب ابنته التي تتهمه بالتخلي عنها وأمها الراحلة في أحلك الظروف.
شريك دوغلاس في البطولة هو زوج ابنته، الشاب الواعد في مجال تدبير المضاربات المالية، جاكوب مور، الذي يحمل غصة راعيه الذي أقدم على الانتحار بعد انهيار كل مشاريعه في البورصة، ويجد في الثنائي مع حماه فرصة للثأر لمصير معلمه الأول من خلال عمليات نوعية.
اختيار أوليفر ستون انجاز جزء ثان من الفيلم برره بوضوح شبح الأزمة الاقتصادية الذي بدد اطمئنانا خادعا كانت ترفل فيه الرأسمالية ودعاتها المتفائلون، فجاء العمل ناقدا ومفككا لآليات عمل أنظمة المضاربة التي ترهن مصير شعوب بأكملها تؤدي ثمن أية اختلالات محتملة، لأن منطق السوق يقوم على «خصخصة الربح.. وتعميم الخسارة».
مع ذلك لا يستسلم النص لنبرة تشاؤمية في تشخيص عالم المال البارد والقاسي، بل يبقى حتى النهاية مؤمنا بقدرة الكائن البشري على استنهاض أعماقه الانسانية ومقوماته الأخلاقية في وجه سلطة الحسابات والمؤشرات.
وبينما لا تقوم الحاجة الى استعراض موهبة مايكل دوغلاس المطبوعة بالأداء الدقيق والأصيل، فإن النجم المخضرم كان محظوظا أيضا بالعمل الى جانب طاقم تمثيلي مساعد من المستوى الرفيع، ولو بأسماء مغمورة لم تأخذ بعد فرصتها الكاملة في استوديوهات هوليود.