إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
التعليم (في ليبيا) بين تطوير معلن وتدهور ملموس
صفحة 1 من اصل 1
التعليم (في ليبيا) بين تطوير معلن وتدهور ملموس
ليس هناك أسوأ من شغل مركز متأخر جداً في أي تصنيف سوى المكوث به حين لا يكون هناك مجال للتدهور،لتبوأ المركز الأخير،وكان تقرير التنافسية العالمي لسنة 2009-2010 الصادر من المنتدى الاقتصادي العالمي بخصوص كل من نوعية النظام التعليمي والقدرة على الابتكار خير دليل،حيث لم تفلح،بل على العكس ربما ساهمت المناهج المقولبة الدخيلة والمستوردة من سنغافوره في حصولنا على الترتيب الأخير ( 133 من أصل 133 دولة دخلت في التصنيف) وأعتقد جازماً أنّ حظّنا كبير في المحافظة على الترتيب الأخير في كليهما مهما زاد عدد الدول التي يستهدفها التصنيف. أقول هذا بمرارة،حيث أنّ حلولنا تعتمد دائماً الارتجالية والخطابة؛ وقد قيل أنّ مناهجنا تعتمد التلقين (وهذا صحيح ) فكان الحل في ( استيراد ) منهج من سنغافوره بأبطاله "فهمان وفهمانه" وغيرهما،لم يستطع الكثير من معلمينا ومعلماتنا فهمه ناهيك عن إفهامه، مع إغفال أهم جانب يتطلبه تطبيق هذا النظام وهو نظام المجموعات ، وباتت مسائله وأسئلته عملياً اختباراً لأولياء الأمور بدل التلاميذ ، وهنا يجب القول بأنّ تطوير المناهج لا يأتي إلا بأيدٍ محلّية تراعي ما كان موجوداً وتطوّره بتدرّج ، ولا يسعني إلا أن أطرح سؤالاً يفرض نفسه : إذا كان لا بُدّ من أخذ منهج جاهز من دولة متقدمة في التصنيف ( نوعية النظام التعليمي ) فلماذا لم يتم اختيار دولة قطر مثلا المتحصّلة على الترتيب الثامن حالياً وهي دولة عربية بما في كل ذلك من ميزات ، وتبنّت مناهجها دول مجلس التعاون الخليجي؟.
أقول للقائمين على أمانة التعليم : كفاكم تفاخراً بأعداد التلاميذ والطلبة التي يفرضها التكاثر السكاني دون أن يقابلها أي بناءٍ يُذكر لمنشآتٍ تعليمية جديدة ممّا أدّى إلى الاكتظاظ بما يسهم في تدنّي المستوى العام ؛ كما يحقّ لنا أن نسائلكم عن المبالغ الهائلة المهدورة التي سُيّلت تحت مُسمّى تطوير التعليم ولم نحصد سوى الخيبة في أيّ تصنيف ، فأين أجهزة الحاسوب وتجهيزات المعامل ووسائل الإيضاح والعرض وآلات الموسيقى والتصوير وغيرها والتي تم استيرادها بمئات الملايين دون أن نلحظها أو نلمس وجودها على أرض الواقع،وما هو مصيرها؟!.
تقدّم التعليم لا يأتي بالتصريحات الرنّانة ( لإنجازات ) لا وجود لها تدحضها التصنيفات والإحصاءات ، ولا يأتي بالاتفاقيات العديدة للتعاون والتوأمة! بين جامعاتنا وجامعات عالمية لا تُثمر شيئاً بعد الضجيج والبرامج الاحتفالية الكبيرة التي ترافقها ، والدليل بالطبع التصنيف العالمي لأفضل عشرة آلاف جامعة في العالم والذي يحوي جامعة واحدة فقط من جامعاتنا في ذيل القائمة. لقد استغربت كثيراً مذكرة اللجنة الوطنية للجامعات بشأن التصنيفات العالمية للجامعات ( لإيجاد آلية مناسبة لوضع برامج عمل للاهتمام بتحقيق متطلبات هذه التصنيفات والمعايير )!!!، وهي واضحة جليّة لكل ذي بصيرة وتستلزم اتخاذ خطوات عملية وجريئة قد لا تعجب البعض لكنها حتما ستخطو بنا للأمام.
التعليم في صورته الحالية يهدف عملياً للانتقال للصف الذي يليه بانقضاء مدة السنة ( مثلما تتم ترقية أعضاء هيئة التدريس بانقضاء المدة كيفما أتفق ) وينطبق ذلك إلى حد كبير على الجامعات حيث تؤدّي النظم المفروضة في بعض الكليات إلى (نجاح ) غير مستحق لكثيرٍ من الطلبة، مثل : إلزام الأقسام العلمية باعتماد أسلوب الأسئلة متعددة الإجابات كوسيلة وحيدة للتقييم وإلزامهم أيضاً بنموذج أسئلة وحيد ( لا يسمح بتغيير ترتيب الأسئلة أو الإجابات بالنماذج المختلفة ! ) حتى يسهل الغش ، خصوصاً إذا وضعنا في الاعتبار قرب المسافات لحد الالتصاق بين الطلبة أثناء الامتحانات وعدم اكتراث جل المراقبين لما يحدث لأسباب مختلفة ، وإذا أخفق أي طالب في أي سنة فما عليه إلا الجلوس في الدور الأوّل الذي يليه بجانب طالب متفوّق ( يقيل بالتعاون معه ) ليتحصّل على تقدير ممتاز حيث تنص اللائحة الجديدة على الاحتفاظ بالتقدير في أي دور ومهما كانت سنوات الإعادة!.
ألا زلتم تستغربون عدم وجود جامعاتنا في التصنيف العالمي إذا علمتم أنّ إحدى جامعاتنا ( الكبرى ) أصدرت بيومٍ واحد ثلاث قرارات لعضو هيئة تدريس يحمل درجة الإجازة العالية ( الماجستير ) يقضي الأول بترقيته إلى درجة أستاذ مساعد (دون الإشارة لدرجته السابقة) ويقضي الثاني بترقيته من أستاذ مساعد إلى أستاذ مشارك ويقضي الثالث بترقيته من أستاذ مشارك إلى درجة أستاذ (بروفيسور)، بناءاً على طلبه !!!.
كفانا عبثاً وتلاعباً بمستقبل دولة ، وركوناً إلى أحلام اليقظة وإيهام النفس بأنّ توقيع اتفاقيات التعاون أو التوأمة مع جامعات مرموقة سيُدنينا من مستواها أو أنّ نقل مناهج دولة أخرى سيجعلنا مثلها ، وما ترتيبنا المُحبط في التصنيفات المختلفة إلا ناقوساً يُنبّهنا إلى ضرورة اعتماد العمل الدؤوب بدل الضجيج الإعلامي والتدهور التعليمي
د. خالد المبروك الناجح أستاذ بكلية الطب البشري / جامعة الفاتح .
27 سبتمبر2010
محمد عبدالخالق- ملازم ثان
-
عدد المشاركات : 178
العمر : 62
قوة التقييم : 2
تاريخ التسجيل : 27/10/2010
مواضيع مماثلة
» ندوة علمية حول تطوير التعليم الصيدلي ببنغازي
» تطوير سياحة اليخوت في ليبيا والجزائر
» ليبيا: خلافات بشأن تطوير العمل في قمة سرت
» ليبيا تحرص على تطوير علاقاتها مع العربية السعودية
» قرقاش: الإمارات حريصة على تطوير علاقاتها مع ليبيا
» تطوير سياحة اليخوت في ليبيا والجزائر
» ليبيا: خلافات بشأن تطوير العمل في قمة سرت
» ليبيا تحرص على تطوير علاقاتها مع العربية السعودية
» قرقاش: الإمارات حريصة على تطوير علاقاتها مع ليبيا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR