إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
تفاصيل مثيرة في نقل آخر شحنة نووية من ليبيا
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تفاصيل مثيرة في نقل آخر شحنة نووية من ليبيا
مجلة أمريكية تكشف تفاصيل مثيرة في نقل آخر شحنة نووية من ليبيا
مجلة اتلانتيك - أويا
في شهر نوفمبر 2009, وبعد ست سنوات من موافقة الحكومة الليبية على تفكيك برنامجها التسلحي النووي, بدأ العاملون في هذا البرنامج في إخراج حاويات اليورانيوم العالي التخصيب أمام مفاعل تاجوراء النووي شرق طرابلس، وتحت إشراف مسؤولين من روسيا والولايات المتحدة، بدأت الاستعدادات لشحن الدفعة النهائية للمواد النووية إلى روسيا كي يتم معالجتها والتخلص منها.
كانت الخطة تقتضي أن يشحن اليورانيوم على متن طائرة شحن روسية ضخمة, وهي من ضمن طائرات قليلة مجهزة لنقل مواد نووية على مستوى العالم, وفي العشرين من نوفمبر وقبل يوم واحد من مغادرتها إلى منشأة نووية في روسيا قام مسؤولون ليبيون و بشكل غير متوقع بإيقاف الشحنة, وبدون شروح أعلنوا أن اليورانيوم سوف لن يُسمح بمغادرته ليبيا, وقد تركوا السبع دانات الحاوية لليورانيوم ذات وزن خمسة أطنان للواحدة في العراء وتحت حراسة بسيطة, معرضة للسرقة من طرف تنظيم القاعدة الذي كان لازال ناشطا في المنطقة, أو بواسطة حكومة خارجة عن القانون قد تكون علمت بوجوده .
قام دبلوماسيون روس وأمريكان بالتفاوض مع ليبيا لمدة شهر و يوم للافراج عن اليورانيوم وشحنه إلى الخارج, و في نفس الوقت قام المهندسون من كلا البلدين بالعمل على تأمين المواد النووية من السرقة والتسريب, وهي مخاطر حقيقية كانت محتملة الوقوع طالما كانت الدانات موضوعة في العراء. وفي الواحد والعشرين من ديسمبر سمحت ليبيا أخيرا للطائرة الروسية بنقل الدانات, لينتهي برنامج ليبيا للأسلحة النووية و لعبة الابتزاز النووي التي كانت تلعبها.
كانت الأزمة التي دامت شهرا، والتي لم تكشف عنها إدارة أوباما ولا الصحافة موثقة في سجلات وزارة الخارجية الأمريكية والتي حصلت عليها مجلة اتلانتيك, كانت هذه الوثائق تحكي قصة مناورات دبلوماسية متواصلة حيث قام مسؤولون امريكان وروس بدفع قادة ليبيين لاحترام طلبهم بشأن نزع ذلك السلاح .
قام شخص مطلع على تلك البرقيات بتقديمها إلى مجلة إتلانتيك لكي تقوم الأخيرة بنشر الأخطار الناتجة عن وقوع مواد نووية تحت سيطرة أنظمة يصعب التنبؤ بها في بلدان غير مستقرة .
تم تأكيد التفاصيل الرئيسية للموضوع عن طريق مسؤول أمريكي ومراقب أسلحة نووية دولي وبسبب الطبيعة الحساسة للاختراق النووي المضاد تم حذف بعض التفاصيل الفنية بالإضافة لأسماء كل المسؤولين الأمريكان في ليبيا .
وقد رفض ناطق رسمي بإسم الخارجية الأمريكية التعليق على هذه القصة مكتفيا بالقول : ( الولايات المتحدة ترتبط بعلاقات طبيعية مع ليبيا, وشدد على أن الليبيين قد نفذوا جميع التزاماتهم بشأن تفكيك برنامج التسلح النووي) .
وكانت الولايات المتحدة قد عانت من تأزم العلاقات مع ليبيا خلال السنوا ت الأخيرة من القرن الماضي, وعقب العقدين الأولين من استلام معمر القذافي السلطة عام 1969.
وقامت ليبيا باستهداف أمريكا وحلفائها بأعمال إرهابية ممولة من الدولة مما أدى إلى مقتل المئات من المدنيين, وفي ثلاثة أحداث وقعت خلال الثمانينات, قامت القوات الليبية بمهاجمة سفن وطائرات البحرية الأمريكية في البحر المتوسط . ومن جانبها قامت أمريكا بالرد عن طريق شن غارات جوية وفرض عقوبات اقتصادية على ليبيا, وبعد ذلك شهدت العلاقات دفئاً بين البلدين في السنوات الأخيرة, بداية من طلب ليبيا عام 2003 بشأن تفكيك برنامجها النووي, لتصل ذروتها عام 2007 حين قرر الرئيس بوش إرسال سفير أمريكي إلى طرابلس وهو أول سفير أمريكي هناك منذ فترة35 عاما.
وافقت ليبيا على إزالة برنامج تسلحها النووي بعيد الحادث الذي وقع عام 2003، حينما اعترضت الحكومة الأمريكية سفينة محملة بأجهزة طرد مركزي باكستانية من السوق السوداء متجهة إلى ليبيا.
و لمدة ست سنوات توافق المسوولون الليبيون مع الجهود الدولية لإزالة البرنامج النووي بقيادة الولايات المتحدة, وعندما أوقف مسؤولون دون مقدمات عملية تفكيك البرنامج النووي, كان لدي الليبيين حوالي خمس كيلوجرامات أخيرة من اليورانيوم وهي كافية لصنع قنبلة نووية, وبعد بضع أيام تم إجراء اتصال من السفارة الأمريكية.
ينظر لسيف الإسلام على أنه أمل ليبيا الكبير في الإصلاح, وقد أخبر السيد سيف الإسلام السفير الأمريكي في ليبيا أنه ملّ من الولايات المتحدة, وحذر قائلا : (تدريجيا ..نحن نعود للخلف بدلا من التحرك نحو الإمام).
وطبقاً لبرقيات الخارجية الأمريكية التي اطلعت عليها مجلة اتلانتيك فإن السيد سيف الإسلام أخبر المندوبين الأمريكيين بأنه يستطيع حل تلك الأزمة النووية إذا ما نفذت الولايات المتحدة مطالب ليبيا, وضمت قائمة مطالبه معدات عسكرية, و المساعدة في إنشاء مركز للطب النووي, وتخفيف العقوبات التجارية ضد ليبيا, وقد جعل السيد سيف الأمر واضحا منذ البداية بقوله إن أكثر شيء يبحث عنه هو الاحترام, ولذا فقد اقترح أن يقوم كلا البلدين ليبيا وأمريكا بإنهاء عداوتهما التي دامت عقودا بإيماءة انفراج كبير وأوصى أيضا بأن تعقد قمة مشتركة بين الزعيمين القذافي واوباما, وكان التنافر الظاهر في طلب الصداقة من أمريكا وفي نفس الوقت ابتزازها المستمر بالمواد النووية وإخطارها لم يبدو أنه يضايق السيد سيف الإسلام الذي واصل موجها كلامه إليهم بالعامية الأمريكية بقوله (أن الكرة في ملعبكم).
و حذر السفير الأمريكي السيد سيف بأن الليبيين قد اختاروا موضوعا خطراً جداً والذي من خلاله يعبرون عن الغيض الواضح من تصور مشاكل ضمن العلاقة الثنائية " كما لخص ووثق ذلك مسؤول في السفارة الأمريكية في نهاية الاجتماع, وطبقا لذلك المسؤول والذي كانت برقيته إلي واشنطن من ضمن وثيقة المائة وخمس عشرة ورقة التي اطلعت عليها مجلة إتلانتيك, فقد أضاف السفير قائلا : (بما كانت تقوم به من إعمال¸ تعرض ليبيا علاقتها بكل المجتمع الدولي للخطر).
وعندما طرح السيد سيف مطالبه على الولايات المتحدة, كانت كمية اليورانيوم الموضوع خارج مفاعل تاجوراء تتعرض للخطر أكثر فأكثر, فقد كانت الدانات مصممة لكي تسهل نقل المادة المشعة, ولكن بشرط التخزين القصير الأجل, وكانت تلك عملية خطرة جعلت من الدانات عرضة للسرقة والتحطم . ورغم أن أختام الوكالة الدولية للطاقة النووية قد وضعت على الدانات, إلا أن تلك الأختام كانت ستشير فقط إذا ما كان هناك عبث بالدانات, وهي أختام يسهل أيضا نزعها .
وعند نقطة ما وطبقا للوثائق, تم تحذير المسؤولين الأمريكان بأنهم سيجدون هناك حارسا مسلحا واحدا بمفاعل تاجوراء {ولم يعرفوا اذا ما كانت بندقيته فارغة من الرصاص}، وكان أكثر مايثير القلق هو ترك الدانات قرب الرافعة الكبيرة بالمفاعل, وقلق المسؤولين الأمريكان بشأن تأمين الدانات فقد كان من السهل على شخص ببندقية وشاحنة أن يتجه نحوها ويتغلب على الحارس ثم يرفع الدانات باستعمال الرافعة وينطلق بعيدا في الصحراء الليبية الواسعة .
وحتى إن لم يسرق اليورانيوم , حذر المهندسون النوويون الروس من احتمالية تشقق و تحطم الدانات أخيرا وتسرب الإشعاع مما يؤدي إلى كارثة بيئية وبيولوجية. وعندما امتدت الاجتماعات بين المسؤولين الليبيين والأمريكان لم يكن من الواضح أبدا هل ستقوم ليبيا بالسماح بنقل الدانات للخارج أم لا .
لقد شغل المهندسون الروس أنفسهم بإيجاد وسيلة جديدة لتأمين اليورانيوم مما دفعهم" لتطوير تكنولوجيا جديدة كليا " كما كتب مسؤول أمريكي عندما واجهتهم مشكلة مواد مشعة موضوعة في دانات مؤقتة كانت غير قابلة للنقل ,.. وقد بحثوا عن حل لذلك , فقد كان يجب إخراج اليورانيوم منها ,ولكنه كان مشعا بدرجة عالية لايمكن معها نقله بواسطة الإنسان ,واختار المهندسون تصميم ذراع موجه بأداة تحكم عن بعد لاستخراج اليورانيوم من الدانات بطريقة أمنة وتحريكه لوضعه في برك مجهزة تحت سطح الماء داخل مفاعل تاجوراء لكي يتم المحافظة عليه بصورة أفضل , وكان ذلك الذراع المصمم الأول من نوعه , وتم التخطيط أيضا لتدريب المهندسين الليبيين بمفاعل تاجوراء على استعمال الذراع وقد وصفها مسؤولوا أمانة الطاقة في ليبيا بأنها " العملية الغير مسبوقة ".
لم تتح الفرصة للمهندسين الروس لبناء الذراع , فما بالك باستخدامه. ففي السابع من شهر ديسمبر أرسل السيد سيف الإسلام كلمة للسفارة الأمريكية مبينا فيها استعداده للسماح بوضع حمولة اليورانيوم على متن الطائرة الروسية , ووعدت رسالة سيف الإسلام التي وصلت عن طريق وسيط بأنه هناك إذن رسمي بذلك سيصدر قريبا.
وقد صرح السيد سيف الإسلام بأنه قد تم أخيرا استرضاءه ليس بوعد بيع أسلحة, فليس هناك دليل على إن تنازلات كهذه قد قدمت بواسطة الولايات المتحدة, وفي الثالث من ديسمبر جري اتصال هاتفي بين وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ونظيرها الليبي موسى كوسا ,.. لم يتم تسجيل طبيعة المكالمة التي جرت بينهما في هذه الوثائق, ولكن برقية واردة من السفارة الأمريكية طلبت إجراء المكالمة وطلب مسؤولون أمريكيون من كلينتون ان تمنح فيها تصريحا وتعهدا عاما بشأن العلاقة بين البلدين , وتعهد بالعمل مع الليبيين علي تنمية هذه العلاقة, وضمن ذلك كانت هناك نقطة تصر على ان يسمح للشحنة { اليورانيوم } بالمغادرة فورا "
كانت إشارة اللباقة الدبلوماسية تلك كافية لنزع فتيل الأزمة واستلم الخبراء النوويون في روسيا رسالة رسمية في الخامس عشر من ديسمبر تعلن فيها ليبيا السماح بنقل اليورانيوم , وعقب ذلك بستة ايام كانت الدانات السبعة في طريقها إلى روسيا.
مجلة اتلانتيك - أويا
في شهر نوفمبر 2009, وبعد ست سنوات من موافقة الحكومة الليبية على تفكيك برنامجها التسلحي النووي, بدأ العاملون في هذا البرنامج في إخراج حاويات اليورانيوم العالي التخصيب أمام مفاعل تاجوراء النووي شرق طرابلس، وتحت إشراف مسؤولين من روسيا والولايات المتحدة، بدأت الاستعدادات لشحن الدفعة النهائية للمواد النووية إلى روسيا كي يتم معالجتها والتخلص منها.
كانت الخطة تقتضي أن يشحن اليورانيوم على متن طائرة شحن روسية ضخمة, وهي من ضمن طائرات قليلة مجهزة لنقل مواد نووية على مستوى العالم, وفي العشرين من نوفمبر وقبل يوم واحد من مغادرتها إلى منشأة نووية في روسيا قام مسؤولون ليبيون و بشكل غير متوقع بإيقاف الشحنة, وبدون شروح أعلنوا أن اليورانيوم سوف لن يُسمح بمغادرته ليبيا, وقد تركوا السبع دانات الحاوية لليورانيوم ذات وزن خمسة أطنان للواحدة في العراء وتحت حراسة بسيطة, معرضة للسرقة من طرف تنظيم القاعدة الذي كان لازال ناشطا في المنطقة, أو بواسطة حكومة خارجة عن القانون قد تكون علمت بوجوده .
قام دبلوماسيون روس وأمريكان بالتفاوض مع ليبيا لمدة شهر و يوم للافراج عن اليورانيوم وشحنه إلى الخارج, و في نفس الوقت قام المهندسون من كلا البلدين بالعمل على تأمين المواد النووية من السرقة والتسريب, وهي مخاطر حقيقية كانت محتملة الوقوع طالما كانت الدانات موضوعة في العراء. وفي الواحد والعشرين من ديسمبر سمحت ليبيا أخيرا للطائرة الروسية بنقل الدانات, لينتهي برنامج ليبيا للأسلحة النووية و لعبة الابتزاز النووي التي كانت تلعبها.
كانت الأزمة التي دامت شهرا، والتي لم تكشف عنها إدارة أوباما ولا الصحافة موثقة في سجلات وزارة الخارجية الأمريكية والتي حصلت عليها مجلة اتلانتيك, كانت هذه الوثائق تحكي قصة مناورات دبلوماسية متواصلة حيث قام مسؤولون امريكان وروس بدفع قادة ليبيين لاحترام طلبهم بشأن نزع ذلك السلاح .
قام شخص مطلع على تلك البرقيات بتقديمها إلى مجلة إتلانتيك لكي تقوم الأخيرة بنشر الأخطار الناتجة عن وقوع مواد نووية تحت سيطرة أنظمة يصعب التنبؤ بها في بلدان غير مستقرة .
تم تأكيد التفاصيل الرئيسية للموضوع عن طريق مسؤول أمريكي ومراقب أسلحة نووية دولي وبسبب الطبيعة الحساسة للاختراق النووي المضاد تم حذف بعض التفاصيل الفنية بالإضافة لأسماء كل المسؤولين الأمريكان في ليبيا .
وقد رفض ناطق رسمي بإسم الخارجية الأمريكية التعليق على هذه القصة مكتفيا بالقول : ( الولايات المتحدة ترتبط بعلاقات طبيعية مع ليبيا, وشدد على أن الليبيين قد نفذوا جميع التزاماتهم بشأن تفكيك برنامج التسلح النووي) .
وكانت الولايات المتحدة قد عانت من تأزم العلاقات مع ليبيا خلال السنوا ت الأخيرة من القرن الماضي, وعقب العقدين الأولين من استلام معمر القذافي السلطة عام 1969.
وقامت ليبيا باستهداف أمريكا وحلفائها بأعمال إرهابية ممولة من الدولة مما أدى إلى مقتل المئات من المدنيين, وفي ثلاثة أحداث وقعت خلال الثمانينات, قامت القوات الليبية بمهاجمة سفن وطائرات البحرية الأمريكية في البحر المتوسط . ومن جانبها قامت أمريكا بالرد عن طريق شن غارات جوية وفرض عقوبات اقتصادية على ليبيا, وبعد ذلك شهدت العلاقات دفئاً بين البلدين في السنوات الأخيرة, بداية من طلب ليبيا عام 2003 بشأن تفكيك برنامجها النووي, لتصل ذروتها عام 2007 حين قرر الرئيس بوش إرسال سفير أمريكي إلى طرابلس وهو أول سفير أمريكي هناك منذ فترة35 عاما.
وافقت ليبيا على إزالة برنامج تسلحها النووي بعيد الحادث الذي وقع عام 2003، حينما اعترضت الحكومة الأمريكية سفينة محملة بأجهزة طرد مركزي باكستانية من السوق السوداء متجهة إلى ليبيا.
و لمدة ست سنوات توافق المسوولون الليبيون مع الجهود الدولية لإزالة البرنامج النووي بقيادة الولايات المتحدة, وعندما أوقف مسؤولون دون مقدمات عملية تفكيك البرنامج النووي, كان لدي الليبيين حوالي خمس كيلوجرامات أخيرة من اليورانيوم وهي كافية لصنع قنبلة نووية, وبعد بضع أيام تم إجراء اتصال من السفارة الأمريكية.
ينظر لسيف الإسلام على أنه أمل ليبيا الكبير في الإصلاح, وقد أخبر السيد سيف الإسلام السفير الأمريكي في ليبيا أنه ملّ من الولايات المتحدة, وحذر قائلا : (تدريجيا ..نحن نعود للخلف بدلا من التحرك نحو الإمام).
وطبقاً لبرقيات الخارجية الأمريكية التي اطلعت عليها مجلة اتلانتيك فإن السيد سيف الإسلام أخبر المندوبين الأمريكيين بأنه يستطيع حل تلك الأزمة النووية إذا ما نفذت الولايات المتحدة مطالب ليبيا, وضمت قائمة مطالبه معدات عسكرية, و المساعدة في إنشاء مركز للطب النووي, وتخفيف العقوبات التجارية ضد ليبيا, وقد جعل السيد سيف الأمر واضحا منذ البداية بقوله إن أكثر شيء يبحث عنه هو الاحترام, ولذا فقد اقترح أن يقوم كلا البلدين ليبيا وأمريكا بإنهاء عداوتهما التي دامت عقودا بإيماءة انفراج كبير وأوصى أيضا بأن تعقد قمة مشتركة بين الزعيمين القذافي واوباما, وكان التنافر الظاهر في طلب الصداقة من أمريكا وفي نفس الوقت ابتزازها المستمر بالمواد النووية وإخطارها لم يبدو أنه يضايق السيد سيف الإسلام الذي واصل موجها كلامه إليهم بالعامية الأمريكية بقوله (أن الكرة في ملعبكم).
و حذر السفير الأمريكي السيد سيف بأن الليبيين قد اختاروا موضوعا خطراً جداً والذي من خلاله يعبرون عن الغيض الواضح من تصور مشاكل ضمن العلاقة الثنائية " كما لخص ووثق ذلك مسؤول في السفارة الأمريكية في نهاية الاجتماع, وطبقا لذلك المسؤول والذي كانت برقيته إلي واشنطن من ضمن وثيقة المائة وخمس عشرة ورقة التي اطلعت عليها مجلة إتلانتيك, فقد أضاف السفير قائلا : (بما كانت تقوم به من إعمال¸ تعرض ليبيا علاقتها بكل المجتمع الدولي للخطر).
وعندما طرح السيد سيف مطالبه على الولايات المتحدة, كانت كمية اليورانيوم الموضوع خارج مفاعل تاجوراء تتعرض للخطر أكثر فأكثر, فقد كانت الدانات مصممة لكي تسهل نقل المادة المشعة, ولكن بشرط التخزين القصير الأجل, وكانت تلك عملية خطرة جعلت من الدانات عرضة للسرقة والتحطم . ورغم أن أختام الوكالة الدولية للطاقة النووية قد وضعت على الدانات, إلا أن تلك الأختام كانت ستشير فقط إذا ما كان هناك عبث بالدانات, وهي أختام يسهل أيضا نزعها .
وعند نقطة ما وطبقا للوثائق, تم تحذير المسؤولين الأمريكان بأنهم سيجدون هناك حارسا مسلحا واحدا بمفاعل تاجوراء {ولم يعرفوا اذا ما كانت بندقيته فارغة من الرصاص}، وكان أكثر مايثير القلق هو ترك الدانات قرب الرافعة الكبيرة بالمفاعل, وقلق المسؤولين الأمريكان بشأن تأمين الدانات فقد كان من السهل على شخص ببندقية وشاحنة أن يتجه نحوها ويتغلب على الحارس ثم يرفع الدانات باستعمال الرافعة وينطلق بعيدا في الصحراء الليبية الواسعة .
وحتى إن لم يسرق اليورانيوم , حذر المهندسون النوويون الروس من احتمالية تشقق و تحطم الدانات أخيرا وتسرب الإشعاع مما يؤدي إلى كارثة بيئية وبيولوجية. وعندما امتدت الاجتماعات بين المسؤولين الليبيين والأمريكان لم يكن من الواضح أبدا هل ستقوم ليبيا بالسماح بنقل الدانات للخارج أم لا .
لقد شغل المهندسون الروس أنفسهم بإيجاد وسيلة جديدة لتأمين اليورانيوم مما دفعهم" لتطوير تكنولوجيا جديدة كليا " كما كتب مسؤول أمريكي عندما واجهتهم مشكلة مواد مشعة موضوعة في دانات مؤقتة كانت غير قابلة للنقل ,.. وقد بحثوا عن حل لذلك , فقد كان يجب إخراج اليورانيوم منها ,ولكنه كان مشعا بدرجة عالية لايمكن معها نقله بواسطة الإنسان ,واختار المهندسون تصميم ذراع موجه بأداة تحكم عن بعد لاستخراج اليورانيوم من الدانات بطريقة أمنة وتحريكه لوضعه في برك مجهزة تحت سطح الماء داخل مفاعل تاجوراء لكي يتم المحافظة عليه بصورة أفضل , وكان ذلك الذراع المصمم الأول من نوعه , وتم التخطيط أيضا لتدريب المهندسين الليبيين بمفاعل تاجوراء على استعمال الذراع وقد وصفها مسؤولوا أمانة الطاقة في ليبيا بأنها " العملية الغير مسبوقة ".
لم تتح الفرصة للمهندسين الروس لبناء الذراع , فما بالك باستخدامه. ففي السابع من شهر ديسمبر أرسل السيد سيف الإسلام كلمة للسفارة الأمريكية مبينا فيها استعداده للسماح بوضع حمولة اليورانيوم على متن الطائرة الروسية , ووعدت رسالة سيف الإسلام التي وصلت عن طريق وسيط بأنه هناك إذن رسمي بذلك سيصدر قريبا.
وقد صرح السيد سيف الإسلام بأنه قد تم أخيرا استرضاءه ليس بوعد بيع أسلحة, فليس هناك دليل على إن تنازلات كهذه قد قدمت بواسطة الولايات المتحدة, وفي الثالث من ديسمبر جري اتصال هاتفي بين وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ونظيرها الليبي موسى كوسا ,.. لم يتم تسجيل طبيعة المكالمة التي جرت بينهما في هذه الوثائق, ولكن برقية واردة من السفارة الأمريكية طلبت إجراء المكالمة وطلب مسؤولون أمريكيون من كلينتون ان تمنح فيها تصريحا وتعهدا عاما بشأن العلاقة بين البلدين , وتعهد بالعمل مع الليبيين علي تنمية هذه العلاقة, وضمن ذلك كانت هناك نقطة تصر على ان يسمح للشحنة { اليورانيوم } بالمغادرة فورا "
كانت إشارة اللباقة الدبلوماسية تلك كافية لنزع فتيل الأزمة واستلم الخبراء النوويون في روسيا رسالة رسمية في الخامس عشر من ديسمبر تعلن فيها ليبيا السماح بنقل اليورانيوم , وعقب ذلك بستة ايام كانت الدانات السبعة في طريقها إلى روسيا.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
بوفرقه- مراقب
-
عدد المشاركات : 34697
العمر : 58
رقم العضوية : 179
قوة التقييم : 76
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
رد: تفاصيل مثيرة في نقل آخر شحنة نووية من ليبيا
لك كل الشكر على الطرح الرائع تحياتي لك........
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
رد: تفاصيل مثيرة في نقل آخر شحنة نووية من ليبيا
موضوع رائع ..يستحق المتابعة ..فى انتظار باقى فقعصتك
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» تقرير: تفاصيل مثيرة من حياة بن لادن
» ديلي آلي يكشف تفاصيل مثيرة في علاقته ببوكيتينو
» إدانة ثلاثة مهندسين بتهمة تهريب أسلحة نووية إلى ليبيا
» حول "ثروة مبارك"تفاصيل مثيرة لتحقيق يوم الاثنين القادم
» سوداني هارب من جحيم قصور القذافي يروي تفاصيل مثيرة عن تعذيبه
» ديلي آلي يكشف تفاصيل مثيرة في علاقته ببوكيتينو
» إدانة ثلاثة مهندسين بتهمة تهريب أسلحة نووية إلى ليبيا
» حول "ثروة مبارك"تفاصيل مثيرة لتحقيق يوم الاثنين القادم
» سوداني هارب من جحيم قصور القذافي يروي تفاصيل مثيرة عن تعذيبه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-11-21, 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR