إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
تأملات إيمانية من سورة تبارك......
+2
عبدالحفيظ عوض ربيع
زهرة اللوتس
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تأملات إيمانية من سورة تبارك......
نقف أمام الآية 19 و التي يأتي فيهـا قول الحق: (أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات و يقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن، إنه بكل شيء بصير).
لقدبدأت الآية الكريمة بهذا السؤال الاستهجاني الذي لا يستطيع أي إنسان لديهالقدرة عل الرؤية والتبصر أن يحجب الحقيقة الناصعة بكفره أو أن ينكر الحقوهو ماثل أمامه... كيف لهذا الجسم الذي له وزن أن يقاوم قوانين الجاذبيةدون أن يهوى إلى الأرض... ثم يخبرنا الحق أن ما يحقق للطير هذا الاتزانوالاستقرار فى الطيران ويمسكهـا عن السقوط، هي رحمة الله و بصيرتهوقدرته... ليست الطبيعة، و لكنهـا حكمة الخالق التي سخرت الطبيعة... إنهـاقوانين رحمة الله الخالق البصير التي فرضهـا وأخضع لهـا الطبيعة أو تمسكتبهـا الطبيعة طائعة مستجيبة، فالتزم بهـا الهواء فى دفعه ورفعه للطيروأمسكت الطير فى تحليقه فى أجواء السمـاء، فحفظ له استقراره واتزانه، إنهذه الكلمة التي وضعهـا الخالق بقوله تعالى: "ما يمسكهن" تدل على أن كل مايجرى فى هذا الكون من حركات وسكنات وصعود وهبوط و دوران وانطلاق هو منمنطلق خضوع كل شيء لقدرة الله ورحمته وحكمته... وإن اختص بهـا الحق فى هذاالقول الطير... ولكنهـا سارية فى كل ما نراه حولنا من إمساك السمك فىالماء والنحل فى الجبال وكل مخلوق من حولنا فى حياته وأحواله.
تصفالآية أيضاً وضعين متمايزين للطيور أثناء تحليقها، الوضع الأول عندمـاتطير صافات أي باسطات أجنحتهن وسابحات فى أسراب متناسقة وصفوف منتظمة،تستغل فى اندفاعهـا ما يسره الله لهـا من قدرة على تقوس أجنحتهـا والميلبهـا للمناورة فى الحركة وتوجيه ذيلهـا وخفض رأسهـا وخفة وزنهـا وانسيابيةجسمهـا فتظل سابحة فى الهواء الذي فرض الله عليه قوانين رحمته، وإذا نظرناعلى سبيل المثال إلى اختلاف درجة تقوس السطح العلوي لجناح الطير عن سطحهالسفلى عنددما تبسط أجنحتهـا، حيث يؤدى هذا الاختلاف إلى زيادة ضغط الهواءأسفل الجناح عن الضغط أعلى الجناح، فيتمكن الهواء من رفع الطير إلى أعلىبقوة تفوق وزنه، و كذلك عندمـا ننظر كيف يخفض الطائر رأسه تحت مستوىجناحيه كي يقلل مقاومة الهواء لحركته أثناء اندفاعه، فسنرى حقـاً أن مايمسك الطيور وهي صافات هو من صنع إله رحيم وهداية رب بصير كما تنص هذهالآية الكريمة بأدق وأصدق الكلمات.
ثم تصف الآية بالرغم من كلماتهـاالمحدودة وضعـاً ثانياً أثناء حركة الطير، عندما يقبضن أجنحتهن، و ذلك بماهيأه الله لهذه الطيور من قدرات على الإحساس باتجاهات وقوة التياراتالهوائية من حولهـا، فما أن تشعر بريح مواتية قادرة على رفعهـا، تقبضأجنحتهـا للاستراحة والاستعانة بهذه الرياح لرفعهـا، و لأن الغالب هو بسطالجناحين فعبرت الآية الكريمة عنه بصيغة اسم الفاعل "صافات" ... ولأنالقبض يأتي متجدداً بحسب ظروف طيرانها جاء ذكره بصيغة الفعل لقلته بقولهسبحانه وتعالى... " و يقبضن"
و إذا عدنا مرة أخرى إلى بداية الآيةالكريمة للرد على هذا الاستفسار الرباني بقول الحق "أو لم يروا "... نجدأن الإنسان عندما تدبر أيضا جسم الطائر من أسرار، اكتشف الأسرار والأشكالالهندسية التي مكنته من الطيران، فصنع طائرة لهـا جسم يحاكى جسم الطائر فىانسيابيته لتقلل مقاومة الهواء، ومن مواد خفيفة مفرغة كجسم الطائر وريشهكي يتمكن الهواء من حملها، وجناحين تحاكى جناحي الطائر لتستقر حركتها فىالهواء وذو زعانف تحاكى قدرة الطير على تقوس أجنحته عند الطيران للارتفاعوالهبوط... و زعانف تحاكى ذيل الطائر لتوجه حركتها فى الطيران، و اكتشفعلوم الديناميكا الهوائية وأسرار وخواص الهواء الذي ألزم الخالق الهواءبهـا حتى تمكنه من حمل الطير وإمساكه، ولكن من علم الطير أسرار هذهالسباحة الواعية المستقرة التي يعجز عن تنفيذهـا كل البشر بهذه الدقةالمتناهية وبهذه القدرة المبدعة وبهذا الاتزان الكامل والاستقرار التام...إن العرب المسلمين هم أول من حاول من خلال طاعته لأمر الله بالنظر إلىالطير أن يحاكى الطير فى طيرانه... و جاء العلماء بعد هذا واخترعواالطيران الشراعي الذي حاكى أيضا الطير فى طيرانه عندما يطير باسطاً جناحيهبدون محركات تدفعه... حيث تستغل الطائرة الشراعية اندفاعهـا فى تياراتهواء صاعدة فتصعد بهـا إلى أعلى عندما تريد الارتفاع.. والعكس عندما تريدالهبوط... إذا نظرنا إلى حركة الطائرة الشراعية التي اجتهدت عقول البشر كيتصممهـا حتى يمسكهـا الهواء الذي سخره الله وألزمه بالطاعة ونظرنا إلىحركة الطير.. نجد أن الطائرة الشراعية تحتاج إلى معدات تجرهـا على الأرضحتى تكتسب السرعة التي تمكن الهواء من حملهـا ولا تتركهـا هذه المعدات إلابعد أن تصل إلى الارتفاع المناسب لحركتهـا... و بالرغم منها فكثيرا مانسمع عن أحداث تحطم الطائرات الشراعية و وفاة قائدهـا... أما الطير فهوينتقل من الثبات إلى الحركة ومن الحركة إلى الثبات فى سهولة ويسر دون أنيعجز أي طير مهما قل عمره وحجمه عن أداء هذه المهمة.. وتعتمد الطائرةالشراعية على الكثير من المعدات كي تحدد اتجاه حركة الهواء كي تستغله فىدفعهـا وتحركهـا، و بالرغم من كثرة هذه المعدات فإن الطيران الشراعييسترشد بحركة الطيور فى السماء.. فالطيور هي التي تدلهم بما لديهـا منحواس أودعهـا الخالق بهـا كي يمسكهـا فى طيرانهـا فتقودهم إلى أماكنتيارات الرفع
الحراريةالتي تنشأ من ارتفاع الهواء الساخن إلى أعلى أو من تدفقات الهواء الدواميةعلى سفوح الجبال والوديان، فإذا تابع قائد الطائرة الشراعية أماكن حركاتأسراب الطيور إلى أعلى عندما تكون أقرب إلى القبض، أدرك أن هذا المكان هومركز للتيارات الصاعدة فيحاول التوجه إليه للصعود إلى أعلى... ما هي هذهالأجهزة المعقدة داخل الطير التي يعي بهـا و يحدد بهـا حركته و اتزانه...إن علومنا و مداركنا ودراستنا تقف عاجزة عن أن تحاكى ما وهبة الخالق لهذاالطير البسيط من قدرات... إنهـا قدرة الخالق الذي يتحدى كل من له رؤية وبصيرة جاء فى هذه الآية عن أن يسجد و يقر برحمته و قدرته وبصيرته...وعندما ندقق الرؤية التي وجهنا الخالق إليهـا ونظرنا إلى الطير كيف يمدساقيه إذا اقترب من الأرض ثم يرفعهـا ويخفيهـا داخل جسمه عندما يحلق فىالسماء كي يقلل مقاومة الهواء لحركته... ثم نظرنا إليه كيف يحدد الارتفاعالذي يستقر عنده فى طيرانه باستخدام قوانين الطفو فى الهواء التي لم يكتشفالإنسان بعد معظم أسرارهـا... ولكن ما تمكن من فهمه ومعرفته ومحاكاته حققله أن يرتاد الهواء بالطائرات و المناطيد و سفن الهواء التي تحمل معداتووسائل غاية فى التعقيد لتحقق بعض ما وهبه الخالق لهذه الطيور من قدراتوحركات... سنصل حتما إلى أن وراء هذا الخلق إله عظيم حكيم أعدت كل شيءبالحكمة والرحمة والبصيرة، حقا " ما يمسكهن إلا الرحمن، إنه بكل شيء بصير".
إنما يميز الطائرة الهليوكبتر عن باقي الطائرات قدرتهـا على الصعود عمودياً،فهي تستخدم مروحة رأسية تدور بمحركات هائلة القدرة تمكنهـا من هذا الصعودالعمودي أو الرأسي حتى لا تحتاج إلى مطارات أو مسارات صعود، و تصدرمحركاتهـا أزيزاً هائلاً و تطلق غازات ملوثات وعوادم تضر بالبيئة والبشر،ولكن الطير أيضاً يصعد إلى أعلى رأسيا وعمودياً دون الحاجة إلى مطارات،ودون أن يحتاج أيضاً إلى محركات هائلة ودون أن يصدر أزيزاً أو يلوث الهواءبغازات وعوادم.. كيف هذا ؟ إن الرد واضح من هذه الآية المتكاملة: إنهارحمة الإله الرحمن البصير بكل شيء.
أننا نرى الطيور عندمـا تنتقل بينالقارات وتصعد إلى طبقات الجو العليا حيث يقل الضغط ودرجة الحرارة، بسبببرودة الجو وانخفاض الضغط فى هذه الطبقات، فإننا نزود الطائرات بمعداتمعقدة لتحافظ على الضغط الجوى ودرجات الحرارة المناسبة داخل الطائرة كي لاتتجمد أو تنفجر أجساد ركاب الطائرة، فكيف يتأتى للطيور ذلك الثبات عندماتطير "فوقنا" ؟ ما الذي يمسكهـا مستقرة ثابتة عند هذه الارتفاعات ؟ ، أوما الذي يحتويه جسم الطائر بحيث يتوازن الضغط داخله ودرجة حرارة جسمه معهذه المتغيرات ؟ ... تقف علومنا عاجزة حقاً عن سبر هذه الأسرار، و كل مالدينا من رد أنهـا حقا رحمة الخالق البصير بكل شيء الذي اقتضت إرادته أنيمسكها برحمته كما ينص على هذا قوله الحق فى محكم كتابه.
إننا أيضا إذااشتملت رؤيتنا تلك الطائرات العادية التي تستخدم عدداً لا يحصى من الوسائلالملاحية كي تهتدي فى مسارهـا، بوصلات وخرائط وأجهزة استقبال وتوجيهومحطات إرسال وأبراج مراقبة وأقمار صناعية وحاسبات الكترونية و تأمينات،وإذا تحركت فى أسراب فهناك قائد سرب له خبرة شاسعة كي ينظم حركة سربه الذيلا يتعدى بضع طائرات كي لا تصطدم ببعضهـا و فى وقت محدود لا يتعدى الساعاتومسافة محدودة، وهو مزود فى طائرة القيادة بأعقد الوسائل والمعدات، وكثيراً ما نسمع عن حوادث اصطدام وسقوط وارتطام... و لكن من يقود و يوجهأسراب الطير وهي سابحة بأعداد كبيرة يصل بعضهـا إلى الآلاف وفى صفوفمتراصة بكل الانتظام والكمال و الجمال، البعض منهـا عند هجرتهـا تعبرالقارات والمحيطات فى فترات تتعدى الأسابيع أو الشهور... إذن ملاحينأرضيين أو محطات تبث الإشارات أو تحدد المسافات.. وبالرغم من هذا فلم نسمععن طيور ضلت الطريق، كما نسمع عن طائرات انحرفت عن مسارهـا و كان الحطامنهـايتهـا... كيف هذا و لديهـا ما لديهـا وهذه الطيور ليس لديها كل هذهالتعقيدات... إنهـا رحمة الخالق البصير بكل شيء..
و إذا نظرنا إلىالطاقة التي يحتاجهـا الطير كي يحلق فوق رؤوسنا و يقطع بهـا هذه المسافات،و قارناهـا بما تحتاجه الطائرة لقطع نفس المسافات من وقود وزيوت وشحوم،ووضعنا قوانين النسبة والتناسب، لوجدنـا قدرة وحكمة الخالق الرحمن البصيربكل شيء... فما يحتاجه الطائر ليس أكثر من بعض الحبوب الصغيرة التي سخرالخالق الأرض أن تنبتهـا له، فلا تنوء بحملهـا و هي طائرة... أما الطائرةفتمتلأ خزانات الوقود بما يرهقهـا صعودا وطيرانا حتى تجد ما يمكنهـا منالحركة لقطع أقل المسافات...
هل أمامنا بعد هذا الاستفسار إلاالشهادة بالله الواحد الأحد، الذي يخبرنا فى كتابه بأدق الكلمات أن نرىكيف سخر الهواء ليكون قادراً على حمل الطير، وخلق الطير بحيث يتوافق فىخلقه مع القوانين التي ألزم بهـا الهواء، وخلق الأرض التي تعد للطائر هذاالغذاء والوقود لحركته... وهدى الطير لأن يؤدى حركات لا يقدر أن يؤديهـاأعظم الطيارين بعد تدريبهم فى أعرق الكليات ومعرفتهم لعلوم ديناميكاالطيران والديناميكا الهوائية... هكذا يمسكهن الرحمن برحمته والبصيربقدرته والمرسل الكتاب بعلمه وحكمته، وهكذا نرى الله الواحد الرحمن البصيرفى كل شيء عندما نحاول أن نرد على استفساره البليغ فى صدر الآية: أو لميروا إلى الطير ؟؟؟؟؟.
ثم تعالوا نقف وقفة أخرى أمام آية كريمة قربنهـاية هذه السورة العظيمة تذكرنا بفضل الله الذي أكرمنا بهذا الخلق...قامة مشدودة و قدرات فريدة ميزتنا عن كل ما حولنا من حيوانات وحشراتوغيرهـا من سلالات الأرض، و بالرغم من هذا لا نوافى حق الكريم الذي أكرمنابما يليق بكرمه ونعمه من الشكر... حيث يقول الحق فى كتابه " قل هو الذيأنشأكم و جعل لكم السمع و الأبصار و الأفئدة، قليلا ما تشكرون"... تبدأالآية بكلمة معجزة لم نعرف شمولهـا إلا بعد أن دخل جامعاتنا علمالإنشاءات... فعندما يقف الإنسان منتصباً على قدميه في أي بقعة من بقاعالأرض ولا يمشى منبطحـاً على أربع كمثل باقي الحيوانات والحشرات من حوله،ألا يثير هذا فضوله، ألا يحاول أن يبحث عمن أتاح له هذا الفضل كي يتوجهإليه بالشكر، ألا يثير فضوله عندما يرى المباني المنشأة بطراز فريد فى أنيتعرف على من وضع تصميمهـا وقام بحساب هيكلهـا الخرساني أو الحديدي حتىيمكن أن تتحمل الأحمال الواقعة عليهـا والإجهـادات التي تتعرض لهـا فتحفظلهـا ثباتها و استقرارها... ألا يعلم أن قامته المشدودة هكذا تعتمد أيضاًعلى هيكل خرساني أو عظمى شبيه بالهيكل الخرساني لأي منشأة ويتكون من 206عظمة بينهـا 365 مفصل، بحيث تجد أن كل عظمة أو مفصل قد صمم بالصلابة والأبعاد التي تحقق لأي منهـا مقومات الحركة وتحمل الأحمال الواقعة عليهـافى كل مستوى و التي تتناسب مع ضخامة الجسم و وزنه .... ألا ينظر إلى عظامالقدم و كيف تتصل بباقي المنشأ العظمى بأضخم مفصل يتيح له الوقوف منتصباًوهو مفصل الحرقفة الذي يخرج منه خمس عظمات على شكل مجموعة من الجسور تنتهيبخمس نقاط للارتكاز على الأرض.. حيث تشكل نقاط الارتكاز مع المفصل مثلثاتزان بديع الصنع والتصميم والقدرة على التحمل بحيث تعطى هذا الإنشاء أوالهيكل العظمى القدرة على الوقوف ثم الحركة المتزنة فوق الأرض... أنه أشبهبالأساس الخرساني الذي يصب داخل الأرض ليتحمل وزن المنشأة من فوقه، و لكنهقادر أيضـا على أن يتحرك بما عليه من أحمال دون أن ينهـار... ويعقب القدمعظام الساق ثم الفخدين ثم عظام الحوض التي تحمل العمود الفقري، الذي يحملبدوره عظام الأكتاف (الترقوة) و القفص الصدري والرقبة ثم الرأس فى تسلسلإنشائي بديع الصنع والكمال والجمال والإتقان، عظام ترتبت ونشزت أنسجتهـافى اتجاهات تتحمل الإجهـادات العمودية والالتوائية والمماسيه بدقة كاملةوحسابات دقيقة بالأبعاد والصلابة والقوة المطلوبة لكافة الإجهاداتوالمقاومات..
تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.
إنهأعظم إنشاء هندسي يمكن أن يتخيله البشر شيده أعظم وأحسن الخالقين... كلفقرة وعظمة ومفصل جاء بحكمة بالغة و دقة كاملة ونظام بديع... ثم يشتمل هذاالإنشاء أو المنشأ أيضا على مجموعة هائلة من العضلات و لأربطة التي تعطيناالقدرة على التحكم فى كل عظمة ومفصل ونحركها كيفما نشاء فى سلاسة ويسر وفىكافة الأعمال.. وكل عضلة أيضا بالقوة والأبعاد المناسبة لما تؤديه منأعمال... ثم نأتي إلى ما يمكن هذا الإنشاء فى الحركة من طاقة ثم القدرةعلى التكيف مع الظروف الخارجية من ضغط ودرجة حرارة ورطوبة ثم الصيانةليستمر فى القيام بعمله ثم تمد الجسم بصفة منتظمة بقطع الغيار المطلوبةعندما يحين أوانهـا فى التغيير ثم الزيوت والشحوم المطلوبة لحركة المفاصلوالخامات المطلوبة لترميم أي كسر أو اعوجاج... هكذا أمد الله هذا الإنشاءبالجهـاز الهضمي الذي يعد له الوقود والزيوت والشحوم ومواد البناءوالاستعراض والترميم، ثم جهـاز تنفسي يحقق له حرق الغذاء داخل العضلاتليمد الجسم بالطاقة المطلوبة والقوة التي تمكنه من هذه الحركة بنظام يعجزالعقل البشرى عن تخيله، ثم الجلد البشرى الذي يعد أعظم جهـاز تكييف فىالعالم لكي يتكيف المنشأ مع الظروف الخارجية، إنهـا أجهزة ومعدات ونظمأعجز عن سردهـا بالدقة المطلوبة والكمال الذي يعطيها حقها من الشرح، فكلله تخصصه وحدوده من العلم، و لكن لو استرسلنا فى الحديث بما يدركه كل منالعجزنا عن أن نحيط بفضل الله و لأيقنا أن مهمـا توجهنـا بالشكر للخالقالذي أكرمنا بهذا الإنشاء بديع الصنع، فلن نوافيه حقه من الشكر كما تنصالآية الكريمة.
يكفى أن نعلم أن هذا المنشأ الذي أنشأه الخالق بعلمهوقدرته كما يذكرنا فى هذه الآية يحتوى على آلاف البلايين من الخلايا وكلخلية تختلف فى وظيفتهـا عن الخلية المجاورة لهـا وإن اتحدت فى أشكالهـاوعدد كروموزوماتهـا، تؤدى جميعا وظائفهـا فى تكامل وتنسيق تسبيحاً للهالذي خلقهـا دون أن يكون لنا أي دخل فى إدارتهـا ... لقد علمت أو تعلمتحقا كل خلية كيفية لتسبيحها و صلاتها كما تذكر الآية الكريمة من سورة ( !) هذا القول ( كل قد علم صلاته وتسبيحه )... لقد وهبنا الله جهاز فىرؤؤسنا كي يؤدى هذا المنشأ أو هذه البلايين من الخلايا وظائفهـا فى تناسقو إبداع بإدارة محكمة كما أمرهـا الله من خلال الجهـاز العصبي، جهـاز يعملبالإشارات الكهربية والكهرومغناطيسية بطاقة كهربية محدودة لا تتعدت بعضالواتات فى الرأس، جهـاز يراقب و يتابع و يسجل و يرصد و يصحح و يبلغ...ولو حاول البشر محاكاة نظام كهذا يقوم ويؤدى ما يؤديه جهـازنا العصبي لماأكفته طاقة السد العالي بأكملهـا...
هكذا بدأت هذه الآية بقول الحق "قل هو الذي أنشأكم "، قل لهم يا خاتم المرسلين فى خاتم الكتب السماوية أنه"هو" الله الخالق البارئ المصور الذي أعطى هذا الإنشاء خلقه ثم هدى.
ثمتتعاقب كلمات الآية بفضل الله فى خلقنـا... فيقول الحق: وجعل لكم السمع، ونقف أولا عند كلمة " جعل "... ونحاول أن نتدبر... لماذا لم يقول الحق " وخلق لكم السمع " أو يقول "و أنشأ لكم السمع "، و يكفى أن كلمة أنشأكم فىبداية الآية الكريمة أن هذا الإنشـاء يتضمن أيضـاً إنشاء أجهزة السمع ...الرد لم نعلمه إلا بعد أن صعد الإنسان فوق القمر، ووجد أن لا أحد يمكن أنيسمع أحدا هناك ... فالأذن تتوقف قدرتهـا عن السمع إذا لم يكون الوسط الذيينتقل فيه الصوت هو الهواء الجوى... فأنت فى غير جو الأرض لك آذان ولكن لنتسمع بهـا... فبهذا الهواء الذي سخره الله بمجموعة من الخواص "جعل" لكبجهازك السمعي قدرة على السمع، وبدون ما أنشأه الله فى جسمك وبدون الهواءالذي سخره لك فى جو الأرض لن تستمع و لن تشعر بنعمة السمع... هكذا جاءتكلمة "جعل " بإعجاز فريد لا يذكره بهذه الدقة غيره "هو"... تعالوا نفهمبهدوء كيف يعمل جهاز السمع فى الإنسان ... أن الصوت ينتقل من حنجرةالإنسان من خلال اهتزازات الحبال الصوتية، فتهتز حبيبات الهواء الملاصقةلهـا فى الحنجرة وتنتقل هذه الاهتزازات التي نسميهـا بالموجات الصوتية منخلال الهواء لتصل إلى طبلة إذن إنسان آخر، و قد هيأ الخالق الهواء منحولنا بقدر من التماسك بين جزيئاته بما يتيح له المرونة المطلوبة لنقل هذهالموجات من حنجرة المتكلم إلى أذن السامع... وتعتمد مرونة الهواء التيينشأ عنهـا انتقال الموجات على خواص الهواء من حيث الضغط ودرجة الحرارةوالكثافة... ولو اختلفت هذه المقادير عن نسب معينة، لن تتمكن الموجاتالصوتية من الانتقال من خلالهـا ولن يستمع أي منا للآخر... ولكن هذهالخواص انضبطت بفضل الله وحكمته لتنقل هذه الموجات بالقوة والسرعةالمطلوبة التي يمكن أن تتأثر بهـا طبلة الأذن، فتسجيب لاهتزازاتهـا وتهتزمعهـا بقدر محدود... فطبلة الأذن أيضا لهـا سمك ومرونة و أبعاد لا تستجيبسوى لهذه الترددات والشدة التي تصدرهـا الحنجرة والقوة والسرعة التيينقلهـا الهواء... ويقصد بالتردد عدد الاهتزازات التي تنشأ من الجسمالمهتز فى الثانية الواحدة، و هناك أصوات تنشأ من اهتزازات لا تستطيعالأذن أن تسمعهـا، لأن ترددها أو قوتهـا خارج نطاق إحساس الأذن مثلالموجات فوق الصوتية... و عندما تستجيب طبلة الأذن للموجات الواقعة فىنطاق حساسهـا، تهتز الطبلة وتنتقل هذه الاهتزازات منهـا من خلال نظمهندسية داخل تجويف الأذن تعد غاية فى الإبداع و الكمال والإبهـار بحيثتتضاعف حجم هذا الاهتزازات ثم تتحول داخلها من نبضات و طرقات إلى ومضاتكهربية و كهرومغناطيسية ينقلهـا العصب السمعي إلى مراكز السمع داخلالمخ... إن ما يحدث داخل المركز السمعي أو ما فهمه من نطلق عليه بلغةالعصر الحالية micro-processor تعجز علومنا حتى يومنا عن إدراكه وفهمه ...فقد " جعله " الخالق هكذا... أن هذا المركز منطقة محدودة جداً فى القشرةالصدغية العليا... ولكن ما يحدث فيهـا من ترجمة هذه النبضات إلى حروف وتمييز كل حرف عن الآخر بحسب تردده وتجميع هذه الحروف فى كلمات... وكلالمراكز فى جميع البشر لهم قانون واحد يترجم الترددات والاهتزازات إلى نفسالحروف فى توحد تام بحيث يفهم كل منا حديث الآخر... حديث تستوعبهعقولنا... هل يمكن ألا نعترف أن هذا من "جعل" خالق واحد أحد... و لا قدرةلنـا مهما شكرنا واهب هذه النعمة أن نوفيه حقه من الشكر...
ومما "جعله" الخالق لنـا أيضا من نعم تستحق الشكر كما تذكر الآية الكريمةنعمة البصر... ولم يذكر الحق أيضا هذه النعمة بنص مثل هذا " وخلق لكمالبصر" أو " أنشأ لكم البصر" ، فهذا القول لا ليتفق مع الحقائق التياكتشفتها علومنا الحديثة ... فالعين لا ترى بدون "الضوء" الذي "جعله الله"فى نطاق قدرة خلايا الشبكية فى قاع العين... وقد ظن العلماء قديما أنالعين ترسل أشعة ترى بهـا، إلى أن جاء العلم الحديث وأتضح أن العين ترىبالأشعة التي تشعهـا مصادر الضوء فتنعكس على الأجسام التي حولنا فتكون لناالقدرة على رؤيتها بهذه الأشعة... وتسمى هذه الأشعة بالموجاتالكهرومغناطيسية، وهي موجات كموجات الصوت ولكن تسير بسرعات عالية جدا ولهذا نرى الضوء الناشئ عن تصادم السحاب المشحون الذي نسميه بالبرق قبل أننسمع صوت هذا التصادم الذي نسميه بالرعد، حيث تفوق سرعة الضوء آلاف المراتسرعة الصوت... و الموجات الكهرومغناطيسية لهـا ترددات أو أطوال مختلفة..فموجات الراديو والأشعة السينية والإشعاع الحراري موجات كهرومغناطيسيةتختلف عن بعضهـا البعض بطول موجاتهـا... وينحصر إدراك خلايا شبكية العينفى الموجات الكهرومغناطيسية التي ينحصر طول موجاتهـا فى المدى من 0.39ميكرون حتى 0.70 مبكرون... ولهذا يطلق على الموجات فى هذا المدى "الضوء"..
ولاتدرك عيون البشر أي موجات خارج هذا النطاق... ومن آيات الله و فضله ورحمته أن "جعل" معظم أشعة الشمس التي تصل إلى الأرض تشتمل على موجاتكهرومغناطيسية فى مدى رؤية عيوننا... أي على هيئة ما نسميه بالضوء...بالإضافة إلى ما تحدثه هذه الأشعة من دفء لأجسامنا... فقد سخر الخالقمعدلات احتراق الشمس وأبعادهـا عن الأرض بحيث تصل إلى الأرض أشعة الشمس فىالمدى الذي تبصر به عيوننا و يفيد أجسامنا.. ثم جعل فى السماء طبقات تمنعالضار منها من الوصول إلى أعيننـا وأرضنا مثل طبقة الأوزون.... هكذا"جعلنا" الخالق نستمتع بنعمة البصر عندما تشرق الشمس فيأتي الضوء الذيينير حياتنا.. و لو اختلفت درجة حرارة الشمس أو معدلات احتراقهـا أوأبعادهـا لأصبحنا وأمسينا فى ظلام تام لا ندرك فيه شيئا... فهناكالمخلوقات التي لا ترى فى النهـار كالخفاش والعقرب... ولكنهـا نعمة الخالقالذي "جعلهـا " لنا هكذا... وحقا لن نوف الخالق حقه مهما شكرناه على هذهالنعمة التي جعلهـا... و كما جاء فى الآية الكريمة... "قليلا ما تشكرون".لكن تعالوا أيضا نتدبر كيف ترى العين...
إن الضوء عندما ينعكس علىالأشياء... تمر أشعته من خلال حدقة العين... و تصل الصورة إلى شبكية العينمقلوبة كما تنبأنا بهذا علوم الضوء... و خلايا الشبكية التي تقع عليهـاالصورة خلقها الله على هيئة أعمدة و مخروطات... و تنقسم هذه المخروطاتثلاثة أقسام، بعضها يمتص موجات الضوء الطويلة و "يجعلنا" الخالق نميزالأجسام القادرة على إن تعكس الموجات التي لها هذه الأطوال إلى أعينناأنهـا أجسام حمراء... و البعض الآخر من خلايا الشبكية يمتص موجات الضوءالمتوسطة الطول و "يجعلنا" الخالق نميز بهـا الأجسام التي عكستهـا و لمتمتصهـا أنهـا خضراء، و البعض الأخير من هذه الأشِكال المخروطية يمتص فقطموجات الضوء القصيرة و"يجعلنا الخالق نميز بهـا الأجسام التي عكستهـاأنهـا زرقاء... هذه الأسماء وهذه الألوان من "جعل" الخالق، فلا وجود لأحمرولا لأخضر أو أزرق... ولكنه الخالق "المصور" هو الذي أراد أن "يصور"الأشياء والألوان داخل عيوننا بهذه الكيفية و بهذه الموجات.. أي أن"يجعلهـا" هكذا.... وباقي الألوان تنشأ من اختلاط هذه الألوان كما سنرىبواسطة مركز الإبصار فى المخ... ويأتي الآن دور العصب البصري الذي ينقلهذه الطاقات و الموجات التي امتصتهـا خلايا الشبكية، كل عصب ينقل الومضاتمن مكان سقوط محدد داخل الشبكية و بتردد محدد و شدة محددة... إنهـا ملايينمن الخلايا والمخروطات داخل الشبكية لنقل دقائق الصورة التي تراهـا العينإلى مركز الإبصار... فتنعدل الصورة و تتجمع النقاط و تترجم الموجاتالكهرومغناطيسية إلى ألوان وتتكامل هذه الألوان لتعطى العقل صورة متكاملةبالحجم الطبيعي كي يدركهـا الإنسان و يتعامل ببصره مع من حوله... مالذىيحدث داخل مركز الإبصـار أو ما يمكن أن نطلق عليهmicroprocessor آخر فىالعقل البشرى... سر لم يصل البشر إلى معرفته... ولا وسيلة إلى هذه المعرفةإلا أن نؤمن أنه "هو" الذي "جعلهـا" هكذا... فحقـا قليلا ما تشكرون...
ولنـاوقفة أو تدبر آخر أمام قول الله سبحانه و تعالى فى هذه الآية عن السمعالذي جاء مفردا.. وعن البصر الذي جاء على صورة جمع... هناك أقوال تعلل هذاوإن اختلفت... ولكن ألا يبصرنا الخالق فى هذا الجمع أن للإنسان ملكات أخرىيبصر بهـا بالإضافة إلى العينين... تلك الأبصار التي تختزن و ترتب و تشغلو تحول ما رأيناه و ما سمعناه إلى معلومات ومعارف ومدارك... إن وراءالآذان والعيون أجهزة لا نعى من أمرهـا شيئا، تجعل لكل منا بصيرته وأبصارهالتي تعجز علومنا عن فهمهـا و "تجعلنا" قادرين على أن نسجل الصور والأشخاصوالأماكن والكلمات والأصوات ... إن أجهزة التسجيل فى العالم بأجمعه تعجزعن أن تسجل ما يمكن أن يتذكره أي منا من أحداث و بلاد ومعارف... أين هذهالأبصار التي جعلهـا الخالق لنا... الحمد لله الذي "جعل" لنا هذه الأبصارالتي لا يصيبها فيروس ولا ندرى من أمرهـا شيئا..
ثم تتوالى نعم الخالقفى خلقنـا... فقد "جعل" لنـا أيضا "الأفئدة" ... وتنبئنا قواميس اللغة بأنمفرد الأفئدة هو "الفؤاد" بمعنى القلب... و توقف القلب معناه الموت... فهوالذي يبعث الغذاء والهواء و الدفء والطاقة إلى كل خلايا الجسم من خلالالشرايين ويعود بهـا من خلال الأوردة كي يخلصهـا من المخلفات كغاز ثانيأكسيد الكربون و السموم الأخرى... وقد حفظ الله لنا هذا القلب داخل قفصصدري من العظام الصلبة لحمايته ثم أحاطه بوسادة هوائية تتيح له التمددوالتقلص وهي الرئة وأودعه فى غرفة محاطة بالحجاب الحاجز لتمنع عنه تقلصاتالجهاز الهضمى ... هذا القلب "جعله " الخالق قادراً على النبض 80 مره فىالدقيقة قبل أن نولد بعدة شهور وبعد أن نولد لمدة قد تتجاوز 60 عاما...يدفع القلب أثناءهـا كمية تصل إلى 65 مليون جالون من الدماء بضغط يزيدبمقدار الخمس عن الضغط الجوى و يسير مسافة تزيد عشرات المرات عن محيطالكرة الأرضية... إنه يعمل كمضخة مستمرة العمل بلا توقف... فتوقفها معناهالوفاة، و فى عملهـا تحتاج إلى قدر من الطاقة تعادل الطاقة المطلوبة لدفععربة متوسطة ( 4 ركاب ) لتدور دورة كاملة حول الأرض... إنهـا مهمة لاتصدق.. يساعد القلب فى هذه المهمة الكبد و الكليتين و البنكرياس و كثير منالأجهزة التي يصعب حصرهـا بما أدركه من علوم... لكن الآن من الذي أنشأ هذاالقلب ثم "جعله" لنـا يؤدى هذا الأداء الرائع بهذه الدقة و الكمال والنظام كي تستمر حياتنا... ... الرد جاء فى خاتم كتبه بأبسط الكلمات و أدقالعبارات و أكمل المعاني، أنه "هو"... و لا إله إلا "هو"... و حقا" قليلاما تشكرون".
و نقف أيضا أمام كلمة "الأفئدة" التي جاءت بصيغة الجمع...بالرغم من لكل كنا قلبا واحدا.. إن الله يبلغنا أن هناك أيضا أفئدة أخرىتفضل بهـا علينـا... أفئدة قد نعرف بعضهـا و لا نعرف الآخر... فأين تكمنالمشاعر الإنسانية الفياضة التي تميزنا و تزكى قيمتنا... أين تكمن القيمالإنسانية التي تسمو بالإنسان.. الحب و العطف و الحنان و الحياء و الجود والكرم و البر و الشجاعة و الإقدام... الفرح و الرضا و الصدق و القناعة والصبر... هل كل منهـا له فؤاد... يقف العلم البشرى عاجزا عن تحديد أينتكون هذه الأفئدة... و الآن نرى فى آية واحدة صياغة لكل من ينظر إلىإنشائه و مداركه إلى قول الحق.. قل يا محمد صلى الله عليه و سلم لكل هؤلاءأنه "هو" صاحب كل هذه النعم... فليوفوه حقه من الشكر إن كانوا يعلمون...
لقدبدأت الآية الكريمة بهذا السؤال الاستهجاني الذي لا يستطيع أي إنسان لديهالقدرة عل الرؤية والتبصر أن يحجب الحقيقة الناصعة بكفره أو أن ينكر الحقوهو ماثل أمامه... كيف لهذا الجسم الذي له وزن أن يقاوم قوانين الجاذبيةدون أن يهوى إلى الأرض... ثم يخبرنا الحق أن ما يحقق للطير هذا الاتزانوالاستقرار فى الطيران ويمسكهـا عن السقوط، هي رحمة الله و بصيرتهوقدرته... ليست الطبيعة، و لكنهـا حكمة الخالق التي سخرت الطبيعة... إنهـاقوانين رحمة الله الخالق البصير التي فرضهـا وأخضع لهـا الطبيعة أو تمسكتبهـا الطبيعة طائعة مستجيبة، فالتزم بهـا الهواء فى دفعه ورفعه للطيروأمسكت الطير فى تحليقه فى أجواء السمـاء، فحفظ له استقراره واتزانه، إنهذه الكلمة التي وضعهـا الخالق بقوله تعالى: "ما يمسكهن" تدل على أن كل مايجرى فى هذا الكون من حركات وسكنات وصعود وهبوط و دوران وانطلاق هو منمنطلق خضوع كل شيء لقدرة الله ورحمته وحكمته... وإن اختص بهـا الحق فى هذاالقول الطير... ولكنهـا سارية فى كل ما نراه حولنا من إمساك السمك فىالماء والنحل فى الجبال وكل مخلوق من حولنا فى حياته وأحواله.
تصفالآية أيضاً وضعين متمايزين للطيور أثناء تحليقها، الوضع الأول عندمـاتطير صافات أي باسطات أجنحتهن وسابحات فى أسراب متناسقة وصفوف منتظمة،تستغل فى اندفاعهـا ما يسره الله لهـا من قدرة على تقوس أجنحتهـا والميلبهـا للمناورة فى الحركة وتوجيه ذيلهـا وخفض رأسهـا وخفة وزنهـا وانسيابيةجسمهـا فتظل سابحة فى الهواء الذي فرض الله عليه قوانين رحمته، وإذا نظرناعلى سبيل المثال إلى اختلاف درجة تقوس السطح العلوي لجناح الطير عن سطحهالسفلى عنددما تبسط أجنحتهـا، حيث يؤدى هذا الاختلاف إلى زيادة ضغط الهواءأسفل الجناح عن الضغط أعلى الجناح، فيتمكن الهواء من رفع الطير إلى أعلىبقوة تفوق وزنه، و كذلك عندمـا ننظر كيف يخفض الطائر رأسه تحت مستوىجناحيه كي يقلل مقاومة الهواء لحركته أثناء اندفاعه، فسنرى حقـاً أن مايمسك الطيور وهي صافات هو من صنع إله رحيم وهداية رب بصير كما تنص هذهالآية الكريمة بأدق وأصدق الكلمات.
ثم تصف الآية بالرغم من كلماتهـاالمحدودة وضعـاً ثانياً أثناء حركة الطير، عندما يقبضن أجنحتهن، و ذلك بماهيأه الله لهذه الطيور من قدرات على الإحساس باتجاهات وقوة التياراتالهوائية من حولهـا، فما أن تشعر بريح مواتية قادرة على رفعهـا، تقبضأجنحتهـا للاستراحة والاستعانة بهذه الرياح لرفعهـا، و لأن الغالب هو بسطالجناحين فعبرت الآية الكريمة عنه بصيغة اسم الفاعل "صافات" ... ولأنالقبض يأتي متجدداً بحسب ظروف طيرانها جاء ذكره بصيغة الفعل لقلته بقولهسبحانه وتعالى... " و يقبضن"
و إذا عدنا مرة أخرى إلى بداية الآيةالكريمة للرد على هذا الاستفسار الرباني بقول الحق "أو لم يروا "... نجدأن الإنسان عندما تدبر أيضا جسم الطائر من أسرار، اكتشف الأسرار والأشكالالهندسية التي مكنته من الطيران، فصنع طائرة لهـا جسم يحاكى جسم الطائر فىانسيابيته لتقلل مقاومة الهواء، ومن مواد خفيفة مفرغة كجسم الطائر وريشهكي يتمكن الهواء من حملها، وجناحين تحاكى جناحي الطائر لتستقر حركتها فىالهواء وذو زعانف تحاكى قدرة الطير على تقوس أجنحته عند الطيران للارتفاعوالهبوط... و زعانف تحاكى ذيل الطائر لتوجه حركتها فى الطيران، و اكتشفعلوم الديناميكا الهوائية وأسرار وخواص الهواء الذي ألزم الخالق الهواءبهـا حتى تمكنه من حمل الطير وإمساكه، ولكن من علم الطير أسرار هذهالسباحة الواعية المستقرة التي يعجز عن تنفيذهـا كل البشر بهذه الدقةالمتناهية وبهذه القدرة المبدعة وبهذا الاتزان الكامل والاستقرار التام...إن العرب المسلمين هم أول من حاول من خلال طاعته لأمر الله بالنظر إلىالطير أن يحاكى الطير فى طيرانه... و جاء العلماء بعد هذا واخترعواالطيران الشراعي الذي حاكى أيضا الطير فى طيرانه عندما يطير باسطاً جناحيهبدون محركات تدفعه... حيث تستغل الطائرة الشراعية اندفاعهـا فى تياراتهواء صاعدة فتصعد بهـا إلى أعلى عندما تريد الارتفاع.. والعكس عندما تريدالهبوط... إذا نظرنا إلى حركة الطائرة الشراعية التي اجتهدت عقول البشر كيتصممهـا حتى يمسكهـا الهواء الذي سخره الله وألزمه بالطاعة ونظرنا إلىحركة الطير.. نجد أن الطائرة الشراعية تحتاج إلى معدات تجرهـا على الأرضحتى تكتسب السرعة التي تمكن الهواء من حملهـا ولا تتركهـا هذه المعدات إلابعد أن تصل إلى الارتفاع المناسب لحركتهـا... و بالرغم منها فكثيرا مانسمع عن أحداث تحطم الطائرات الشراعية و وفاة قائدهـا... أما الطير فهوينتقل من الثبات إلى الحركة ومن الحركة إلى الثبات فى سهولة ويسر دون أنيعجز أي طير مهما قل عمره وحجمه عن أداء هذه المهمة.. وتعتمد الطائرةالشراعية على الكثير من المعدات كي تحدد اتجاه حركة الهواء كي تستغله فىدفعهـا وتحركهـا، و بالرغم من كثرة هذه المعدات فإن الطيران الشراعييسترشد بحركة الطيور فى السماء.. فالطيور هي التي تدلهم بما لديهـا منحواس أودعهـا الخالق بهـا كي يمسكهـا فى طيرانهـا فتقودهم إلى أماكنتيارات الرفع
الطيور تدل الطيارين من خلال حواس أودعها الخالق بها إلى أماكن تيارات الرفع الحرارية التي تنشأ في الهواء الساخن |
الحراريةالتي تنشأ من ارتفاع الهواء الساخن إلى أعلى أو من تدفقات الهواء الدواميةعلى سفوح الجبال والوديان، فإذا تابع قائد الطائرة الشراعية أماكن حركاتأسراب الطيور إلى أعلى عندما تكون أقرب إلى القبض، أدرك أن هذا المكان هومركز للتيارات الصاعدة فيحاول التوجه إليه للصعود إلى أعلى... ما هي هذهالأجهزة المعقدة داخل الطير التي يعي بهـا و يحدد بهـا حركته و اتزانه...إن علومنا و مداركنا ودراستنا تقف عاجزة عن أن تحاكى ما وهبة الخالق لهذاالطير البسيط من قدرات... إنهـا قدرة الخالق الذي يتحدى كل من له رؤية وبصيرة جاء فى هذه الآية عن أن يسجد و يقر برحمته و قدرته وبصيرته...وعندما ندقق الرؤية التي وجهنا الخالق إليهـا ونظرنا إلى الطير كيف يمدساقيه إذا اقترب من الأرض ثم يرفعهـا ويخفيهـا داخل جسمه عندما يحلق فىالسماء كي يقلل مقاومة الهواء لحركته... ثم نظرنا إليه كيف يحدد الارتفاعالذي يستقر عنده فى طيرانه باستخدام قوانين الطفو فى الهواء التي لم يكتشفالإنسان بعد معظم أسرارهـا... ولكن ما تمكن من فهمه ومعرفته ومحاكاته حققله أن يرتاد الهواء بالطائرات و المناطيد و سفن الهواء التي تحمل معداتووسائل غاية فى التعقيد لتحقق بعض ما وهبه الخالق لهذه الطيور من قدراتوحركات... سنصل حتما إلى أن وراء هذا الخلق إله عظيم حكيم أعدت كل شيءبالحكمة والرحمة والبصيرة، حقا " ما يمسكهن إلا الرحمن، إنه بكل شيء بصير".
إنما يميز الطائرة الهليوكبتر عن باقي الطائرات قدرتهـا على الصعود عمودياً،فهي تستخدم مروحة رأسية تدور بمحركات هائلة القدرة تمكنهـا من هذا الصعودالعمودي أو الرأسي حتى لا تحتاج إلى مطارات أو مسارات صعود، و تصدرمحركاتهـا أزيزاً هائلاً و تطلق غازات ملوثات وعوادم تضر بالبيئة والبشر،ولكن الطير أيضاً يصعد إلى أعلى رأسيا وعمودياً دون الحاجة إلى مطارات،ودون أن يحتاج أيضاً إلى محركات هائلة ودون أن يصدر أزيزاً أو يلوث الهواءبغازات وعوادم.. كيف هذا ؟ إن الرد واضح من هذه الآية المتكاملة: إنهارحمة الإله الرحمن البصير بكل شيء.
أننا نرى الطيور عندمـا تنتقل بينالقارات وتصعد إلى طبقات الجو العليا حيث يقل الضغط ودرجة الحرارة، بسبببرودة الجو وانخفاض الضغط فى هذه الطبقات، فإننا نزود الطائرات بمعداتمعقدة لتحافظ على الضغط الجوى ودرجات الحرارة المناسبة داخل الطائرة كي لاتتجمد أو تنفجر أجساد ركاب الطائرة، فكيف يتأتى للطيور ذلك الثبات عندماتطير "فوقنا" ؟ ما الذي يمسكهـا مستقرة ثابتة عند هذه الارتفاعات ؟ ، أوما الذي يحتويه جسم الطائر بحيث يتوازن الضغط داخله ودرجة حرارة جسمه معهذه المتغيرات ؟ ... تقف علومنا عاجزة حقاً عن سبر هذه الأسرار، و كل مالدينا من رد أنهـا حقا رحمة الخالق البصير بكل شيء الذي اقتضت إرادته أنيمسكها برحمته كما ينص على هذا قوله الحق فى محكم كتابه.
إننا أيضا إذااشتملت رؤيتنا تلك الطائرات العادية التي تستخدم عدداً لا يحصى من الوسائلالملاحية كي تهتدي فى مسارهـا، بوصلات وخرائط وأجهزة استقبال وتوجيهومحطات إرسال وأبراج مراقبة وأقمار صناعية وحاسبات الكترونية و تأمينات،وإذا تحركت فى أسراب فهناك قائد سرب له خبرة شاسعة كي ينظم حركة سربه الذيلا يتعدى بضع طائرات كي لا تصطدم ببعضهـا و فى وقت محدود لا يتعدى الساعاتومسافة محدودة، وهو مزود فى طائرة القيادة بأعقد الوسائل والمعدات، وكثيراً ما نسمع عن حوادث اصطدام وسقوط وارتطام... و لكن من يقود و يوجهأسراب الطير وهي سابحة بأعداد كبيرة يصل بعضهـا إلى الآلاف وفى صفوفمتراصة بكل الانتظام والكمال و الجمال، البعض منهـا عند هجرتهـا تعبرالقارات والمحيطات فى فترات تتعدى الأسابيع أو الشهور... إذن ملاحينأرضيين أو محطات تبث الإشارات أو تحدد المسافات.. وبالرغم من هذا فلم نسمععن طيور ضلت الطريق، كما نسمع عن طائرات انحرفت عن مسارهـا و كان الحطامنهـايتهـا... كيف هذا و لديهـا ما لديهـا وهذه الطيور ليس لديها كل هذهالتعقيدات... إنهـا رحمة الخالق البصير بكل شيء..
و إذا نظرنا إلىالطاقة التي يحتاجهـا الطير كي يحلق فوق رؤوسنا و يقطع بهـا هذه المسافات،و قارناهـا بما تحتاجه الطائرة لقطع نفس المسافات من وقود وزيوت وشحوم،ووضعنا قوانين النسبة والتناسب، لوجدنـا قدرة وحكمة الخالق الرحمن البصيربكل شيء... فما يحتاجه الطائر ليس أكثر من بعض الحبوب الصغيرة التي سخرالخالق الأرض أن تنبتهـا له، فلا تنوء بحملهـا و هي طائرة... أما الطائرةفتمتلأ خزانات الوقود بما يرهقهـا صعودا وطيرانا حتى تجد ما يمكنهـا منالحركة لقطع أقل المسافات...
هل أمامنا بعد هذا الاستفسار إلاالشهادة بالله الواحد الأحد، الذي يخبرنا فى كتابه بأدق الكلمات أن نرىكيف سخر الهواء ليكون قادراً على حمل الطير، وخلق الطير بحيث يتوافق فىخلقه مع القوانين التي ألزم بهـا الهواء، وخلق الأرض التي تعد للطائر هذاالغذاء والوقود لحركته... وهدى الطير لأن يؤدى حركات لا يقدر أن يؤديهـاأعظم الطيارين بعد تدريبهم فى أعرق الكليات ومعرفتهم لعلوم ديناميكاالطيران والديناميكا الهوائية... هكذا يمسكهن الرحمن برحمته والبصيربقدرته والمرسل الكتاب بعلمه وحكمته، وهكذا نرى الله الواحد الرحمن البصيرفى كل شيء عندما نحاول أن نرد على استفساره البليغ فى صدر الآية: أو لميروا إلى الطير ؟؟؟؟؟.
ثم تعالوا نقف وقفة أخرى أمام آية كريمة قربنهـاية هذه السورة العظيمة تذكرنا بفضل الله الذي أكرمنا بهذا الخلق...قامة مشدودة و قدرات فريدة ميزتنا عن كل ما حولنا من حيوانات وحشراتوغيرهـا من سلالات الأرض، و بالرغم من هذا لا نوافى حق الكريم الذي أكرمنابما يليق بكرمه ونعمه من الشكر... حيث يقول الحق فى كتابه " قل هو الذيأنشأكم و جعل لكم السمع و الأبصار و الأفئدة، قليلا ما تشكرون"... تبدأالآية بكلمة معجزة لم نعرف شمولهـا إلا بعد أن دخل جامعاتنا علمالإنشاءات... فعندما يقف الإنسان منتصباً على قدميه في أي بقعة من بقاعالأرض ولا يمشى منبطحـاً على أربع كمثل باقي الحيوانات والحشرات من حوله،ألا يثير هذا فضوله، ألا يحاول أن يبحث عمن أتاح له هذا الفضل كي يتوجهإليه بالشكر، ألا يثير فضوله عندما يرى المباني المنشأة بطراز فريد فى أنيتعرف على من وضع تصميمهـا وقام بحساب هيكلهـا الخرساني أو الحديدي حتىيمكن أن تتحمل الأحمال الواقعة عليهـا والإجهـادات التي تتعرض لهـا فتحفظلهـا ثباتها و استقرارها... ألا يعلم أن قامته المشدودة هكذا تعتمد أيضاًعلى هيكل خرساني أو عظمى شبيه بالهيكل الخرساني لأي منشأة ويتكون من 206عظمة بينهـا 365 مفصل، بحيث تجد أن كل عظمة أو مفصل قد صمم بالصلابة والأبعاد التي تحقق لأي منهـا مقومات الحركة وتحمل الأحمال الواقعة عليهـافى كل مستوى و التي تتناسب مع ضخامة الجسم و وزنه .... ألا ينظر إلى عظامالقدم و كيف تتصل بباقي المنشأ العظمى بأضخم مفصل يتيح له الوقوف منتصباًوهو مفصل الحرقفة الذي يخرج منه خمس عظمات على شكل مجموعة من الجسور تنتهيبخمس نقاط للارتكاز على الأرض.. حيث تشكل نقاط الارتكاز مع المفصل مثلثاتزان بديع الصنع والتصميم والقدرة على التحمل بحيث تعطى هذا الإنشاء أوالهيكل العظمى القدرة على الوقوف ثم الحركة المتزنة فوق الأرض... أنه أشبهبالأساس الخرساني الذي يصب داخل الأرض ليتحمل وزن المنشأة من فوقه، و لكنهقادر أيضـا على أن يتحرك بما عليه من أحمال دون أن ينهـار... ويعقب القدمعظام الساق ثم الفخدين ثم عظام الحوض التي تحمل العمود الفقري، الذي يحملبدوره عظام الأكتاف (الترقوة) و القفص الصدري والرقبة ثم الرأس فى تسلسلإنشائي بديع الصنع والكمال والجمال والإتقان، عظام ترتبت ونشزت أنسجتهـافى اتجاهات تتحمل الإجهـادات العمودية والالتوائية والمماسيه بدقة كاملةوحسابات دقيقة بالأبعاد والصلابة والقوة المطلوبة لكافة الإجهاداتوالمقاومات..
تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.
إنهأعظم إنشاء هندسي يمكن أن يتخيله البشر شيده أعظم وأحسن الخالقين... كلفقرة وعظمة ومفصل جاء بحكمة بالغة و دقة كاملة ونظام بديع... ثم يشتمل هذاالإنشاء أو المنشأ أيضا على مجموعة هائلة من العضلات و لأربطة التي تعطيناالقدرة على التحكم فى كل عظمة ومفصل ونحركها كيفما نشاء فى سلاسة ويسر وفىكافة الأعمال.. وكل عضلة أيضا بالقوة والأبعاد المناسبة لما تؤديه منأعمال... ثم نأتي إلى ما يمكن هذا الإنشاء فى الحركة من طاقة ثم القدرةعلى التكيف مع الظروف الخارجية من ضغط ودرجة حرارة ورطوبة ثم الصيانةليستمر فى القيام بعمله ثم تمد الجسم بصفة منتظمة بقطع الغيار المطلوبةعندما يحين أوانهـا فى التغيير ثم الزيوت والشحوم المطلوبة لحركة المفاصلوالخامات المطلوبة لترميم أي كسر أو اعوجاج... هكذا أمد الله هذا الإنشاءبالجهـاز الهضمي الذي يعد له الوقود والزيوت والشحوم ومواد البناءوالاستعراض والترميم، ثم جهـاز تنفسي يحقق له حرق الغذاء داخل العضلاتليمد الجسم بالطاقة المطلوبة والقوة التي تمكنه من هذه الحركة بنظام يعجزالعقل البشرى عن تخيله، ثم الجلد البشرى الذي يعد أعظم جهـاز تكييف فىالعالم لكي يتكيف المنشأ مع الظروف الخارجية، إنهـا أجهزة ومعدات ونظمأعجز عن سردهـا بالدقة المطلوبة والكمال الذي يعطيها حقها من الشرح، فكلله تخصصه وحدوده من العلم، و لكن لو استرسلنا فى الحديث بما يدركه كل منالعجزنا عن أن نحيط بفضل الله و لأيقنا أن مهمـا توجهنـا بالشكر للخالقالذي أكرمنا بهذا الإنشاء بديع الصنع، فلن نوافيه حقه من الشكر كما تنصالآية الكريمة.
يكفى أن نعلم أن هذا المنشأ الذي أنشأه الخالق بعلمهوقدرته كما يذكرنا فى هذه الآية يحتوى على آلاف البلايين من الخلايا وكلخلية تختلف فى وظيفتهـا عن الخلية المجاورة لهـا وإن اتحدت فى أشكالهـاوعدد كروموزوماتهـا، تؤدى جميعا وظائفهـا فى تكامل وتنسيق تسبيحاً للهالذي خلقهـا دون أن يكون لنا أي دخل فى إدارتهـا ... لقد علمت أو تعلمتحقا كل خلية كيفية لتسبيحها و صلاتها كما تذكر الآية الكريمة من سورة ( !) هذا القول ( كل قد علم صلاته وتسبيحه )... لقد وهبنا الله جهاز فىرؤؤسنا كي يؤدى هذا المنشأ أو هذه البلايين من الخلايا وظائفهـا فى تناسقو إبداع بإدارة محكمة كما أمرهـا الله من خلال الجهـاز العصبي، جهـاز يعملبالإشارات الكهربية والكهرومغناطيسية بطاقة كهربية محدودة لا تتعدت بعضالواتات فى الرأس، جهـاز يراقب و يتابع و يسجل و يرصد و يصحح و يبلغ...ولو حاول البشر محاكاة نظام كهذا يقوم ويؤدى ما يؤديه جهـازنا العصبي لماأكفته طاقة السد العالي بأكملهـا...
هكذا بدأت هذه الآية بقول الحق "قل هو الذي أنشأكم "، قل لهم يا خاتم المرسلين فى خاتم الكتب السماوية أنه"هو" الله الخالق البارئ المصور الذي أعطى هذا الإنشاء خلقه ثم هدى.
ثمتتعاقب كلمات الآية بفضل الله فى خلقنـا... فيقول الحق: وجعل لكم السمع، ونقف أولا عند كلمة " جعل "... ونحاول أن نتدبر... لماذا لم يقول الحق " وخلق لكم السمع " أو يقول "و أنشأ لكم السمع "، و يكفى أن كلمة أنشأكم فىبداية الآية الكريمة أن هذا الإنشـاء يتضمن أيضـاً إنشاء أجهزة السمع ...الرد لم نعلمه إلا بعد أن صعد الإنسان فوق القمر، ووجد أن لا أحد يمكن أنيسمع أحدا هناك ... فالأذن تتوقف قدرتهـا عن السمع إذا لم يكون الوسط الذيينتقل فيه الصوت هو الهواء الجوى... فأنت فى غير جو الأرض لك آذان ولكن لنتسمع بهـا... فبهذا الهواء الذي سخره الله بمجموعة من الخواص "جعل" لكبجهازك السمعي قدرة على السمع، وبدون ما أنشأه الله فى جسمك وبدون الهواءالذي سخره لك فى جو الأرض لن تستمع و لن تشعر بنعمة السمع... هكذا جاءتكلمة "جعل " بإعجاز فريد لا يذكره بهذه الدقة غيره "هو"... تعالوا نفهمبهدوء كيف يعمل جهاز السمع فى الإنسان ... أن الصوت ينتقل من حنجرةالإنسان من خلال اهتزازات الحبال الصوتية، فتهتز حبيبات الهواء الملاصقةلهـا فى الحنجرة وتنتقل هذه الاهتزازات التي نسميهـا بالموجات الصوتية منخلال الهواء لتصل إلى طبلة إذن إنسان آخر، و قد هيأ الخالق الهواء منحولنا بقدر من التماسك بين جزيئاته بما يتيح له المرونة المطلوبة لنقل هذهالموجات من حنجرة المتكلم إلى أذن السامع... وتعتمد مرونة الهواء التيينشأ عنهـا انتقال الموجات على خواص الهواء من حيث الضغط ودرجة الحرارةوالكثافة... ولو اختلفت هذه المقادير عن نسب معينة، لن تتمكن الموجاتالصوتية من الانتقال من خلالهـا ولن يستمع أي منا للآخر... ولكن هذهالخواص انضبطت بفضل الله وحكمته لتنقل هذه الموجات بالقوة والسرعةالمطلوبة التي يمكن أن تتأثر بهـا طبلة الأذن، فتسجيب لاهتزازاتهـا وتهتزمعهـا بقدر محدود... فطبلة الأذن أيضا لهـا سمك ومرونة و أبعاد لا تستجيبسوى لهذه الترددات والشدة التي تصدرهـا الحنجرة والقوة والسرعة التيينقلهـا الهواء... ويقصد بالتردد عدد الاهتزازات التي تنشأ من الجسمالمهتز فى الثانية الواحدة، و هناك أصوات تنشأ من اهتزازات لا تستطيعالأذن أن تسمعهـا، لأن ترددها أو قوتهـا خارج نطاق إحساس الأذن مثلالموجات فوق الصوتية... و عندما تستجيب طبلة الأذن للموجات الواقعة فىنطاق حساسهـا، تهتز الطبلة وتنتقل هذه الاهتزازات منهـا من خلال نظمهندسية داخل تجويف الأذن تعد غاية فى الإبداع و الكمال والإبهـار بحيثتتضاعف حجم هذا الاهتزازات ثم تتحول داخلها من نبضات و طرقات إلى ومضاتكهربية و كهرومغناطيسية ينقلهـا العصب السمعي إلى مراكز السمع داخلالمخ... إن ما يحدث داخل المركز السمعي أو ما فهمه من نطلق عليه بلغةالعصر الحالية micro-processor تعجز علومنا حتى يومنا عن إدراكه وفهمه ...فقد " جعله " الخالق هكذا... أن هذا المركز منطقة محدودة جداً فى القشرةالصدغية العليا... ولكن ما يحدث فيهـا من ترجمة هذه النبضات إلى حروف وتمييز كل حرف عن الآخر بحسب تردده وتجميع هذه الحروف فى كلمات... وكلالمراكز فى جميع البشر لهم قانون واحد يترجم الترددات والاهتزازات إلى نفسالحروف فى توحد تام بحيث يفهم كل منا حديث الآخر... حديث تستوعبهعقولنا... هل يمكن ألا نعترف أن هذا من "جعل" خالق واحد أحد... و لا قدرةلنـا مهما شكرنا واهب هذه النعمة أن نوفيه حقه من الشكر...
العين من أهم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان |
مقطع في العين البشرية |
ولاتدرك عيون البشر أي موجات خارج هذا النطاق... ومن آيات الله و فضله ورحمته أن "جعل" معظم أشعة الشمس التي تصل إلى الأرض تشتمل على موجاتكهرومغناطيسية فى مدى رؤية عيوننا... أي على هيئة ما نسميه بالضوء...بالإضافة إلى ما تحدثه هذه الأشعة من دفء لأجسامنا... فقد سخر الخالقمعدلات احتراق الشمس وأبعادهـا عن الأرض بحيث تصل إلى الأرض أشعة الشمس فىالمدى الذي تبصر به عيوننا و يفيد أجسامنا.. ثم جعل فى السماء طبقات تمنعالضار منها من الوصول إلى أعيننـا وأرضنا مثل طبقة الأوزون.... هكذا"جعلنا" الخالق نستمتع بنعمة البصر عندما تشرق الشمس فيأتي الضوء الذيينير حياتنا.. و لو اختلفت درجة حرارة الشمس أو معدلات احتراقهـا أوأبعادهـا لأصبحنا وأمسينا فى ظلام تام لا ندرك فيه شيئا... فهناكالمخلوقات التي لا ترى فى النهـار كالخفاش والعقرب... ولكنهـا نعمة الخالقالذي "جعلهـا " لنا هكذا... وحقا لن نوف الخالق حقه مهما شكرناه على هذهالنعمة التي جعلهـا... و كما جاء فى الآية الكريمة... "قليلا ما تشكرون".لكن تعالوا أيضا نتدبر كيف ترى العين...
إن الضوء عندما ينعكس علىالأشياء... تمر أشعته من خلال حدقة العين... و تصل الصورة إلى شبكية العينمقلوبة كما تنبأنا بهذا علوم الضوء... و خلايا الشبكية التي تقع عليهـاالصورة خلقها الله على هيئة أعمدة و مخروطات... و تنقسم هذه المخروطاتثلاثة أقسام، بعضها يمتص موجات الضوء الطويلة و "يجعلنا" الخالق نميزالأجسام القادرة على إن تعكس الموجات التي لها هذه الأطوال إلى أعينناأنهـا أجسام حمراء... و البعض الآخر من خلايا الشبكية يمتص موجات الضوءالمتوسطة الطول و "يجعلنا" الخالق نميز بهـا الأجسام التي عكستهـا و لمتمتصهـا أنهـا خضراء، و البعض الأخير من هذه الأشِكال المخروطية يمتص فقطموجات الضوء القصيرة و"يجعلنا الخالق نميز بهـا الأجسام التي عكستهـاأنهـا زرقاء... هذه الأسماء وهذه الألوان من "جعل" الخالق، فلا وجود لأحمرولا لأخضر أو أزرق... ولكنه الخالق "المصور" هو الذي أراد أن "يصور"الأشياء والألوان داخل عيوننا بهذه الكيفية و بهذه الموجات.. أي أن"يجعلهـا" هكذا.... وباقي الألوان تنشأ من اختلاط هذه الألوان كما سنرىبواسطة مركز الإبصار فى المخ... ويأتي الآن دور العصب البصري الذي ينقلهذه الطاقات و الموجات التي امتصتهـا خلايا الشبكية، كل عصب ينقل الومضاتمن مكان سقوط محدد داخل الشبكية و بتردد محدد و شدة محددة... إنهـا ملايينمن الخلايا والمخروطات داخل الشبكية لنقل دقائق الصورة التي تراهـا العينإلى مركز الإبصار... فتنعدل الصورة و تتجمع النقاط و تترجم الموجاتالكهرومغناطيسية إلى ألوان وتتكامل هذه الألوان لتعطى العقل صورة متكاملةبالحجم الطبيعي كي يدركهـا الإنسان و يتعامل ببصره مع من حوله... مالذىيحدث داخل مركز الإبصـار أو ما يمكن أن نطلق عليهmicroprocessor آخر فىالعقل البشرى... سر لم يصل البشر إلى معرفته... ولا وسيلة إلى هذه المعرفةإلا أن نؤمن أنه "هو" الذي "جعلهـا" هكذا... فحقـا قليلا ما تشكرون...
ولنـاوقفة أو تدبر آخر أمام قول الله سبحانه و تعالى فى هذه الآية عن السمعالذي جاء مفردا.. وعن البصر الذي جاء على صورة جمع... هناك أقوال تعلل هذاوإن اختلفت... ولكن ألا يبصرنا الخالق فى هذا الجمع أن للإنسان ملكات أخرىيبصر بهـا بالإضافة إلى العينين... تلك الأبصار التي تختزن و ترتب و تشغلو تحول ما رأيناه و ما سمعناه إلى معلومات ومعارف ومدارك... إن وراءالآذان والعيون أجهزة لا نعى من أمرهـا شيئا، تجعل لكل منا بصيرته وأبصارهالتي تعجز علومنا عن فهمهـا و "تجعلنا" قادرين على أن نسجل الصور والأشخاصوالأماكن والكلمات والأصوات ... إن أجهزة التسجيل فى العالم بأجمعه تعجزعن أن تسجل ما يمكن أن يتذكره أي منا من أحداث و بلاد ومعارف... أين هذهالأبصار التي جعلهـا الخالق لنا... الحمد لله الذي "جعل" لنا هذه الأبصارالتي لا يصيبها فيروس ولا ندرى من أمرهـا شيئا..
ثم تتوالى نعم الخالقفى خلقنـا... فقد "جعل" لنـا أيضا "الأفئدة" ... وتنبئنا قواميس اللغة بأنمفرد الأفئدة هو "الفؤاد" بمعنى القلب... و توقف القلب معناه الموت... فهوالذي يبعث الغذاء والهواء و الدفء والطاقة إلى كل خلايا الجسم من خلالالشرايين ويعود بهـا من خلال الأوردة كي يخلصهـا من المخلفات كغاز ثانيأكسيد الكربون و السموم الأخرى... وقد حفظ الله لنا هذا القلب داخل قفصصدري من العظام الصلبة لحمايته ثم أحاطه بوسادة هوائية تتيح له التمددوالتقلص وهي الرئة وأودعه فى غرفة محاطة بالحجاب الحاجز لتمنع عنه تقلصاتالجهاز الهضمى ... هذا القلب "جعله " الخالق قادراً على النبض 80 مره فىالدقيقة قبل أن نولد بعدة شهور وبعد أن نولد لمدة قد تتجاوز 60 عاما...يدفع القلب أثناءهـا كمية تصل إلى 65 مليون جالون من الدماء بضغط يزيدبمقدار الخمس عن الضغط الجوى و يسير مسافة تزيد عشرات المرات عن محيطالكرة الأرضية... إنه يعمل كمضخة مستمرة العمل بلا توقف... فتوقفها معناهالوفاة، و فى عملهـا تحتاج إلى قدر من الطاقة تعادل الطاقة المطلوبة لدفععربة متوسطة ( 4 ركاب ) لتدور دورة كاملة حول الأرض... إنهـا مهمة لاتصدق.. يساعد القلب فى هذه المهمة الكبد و الكليتين و البنكرياس و كثير منالأجهزة التي يصعب حصرهـا بما أدركه من علوم... لكن الآن من الذي أنشأ هذاالقلب ثم "جعله" لنـا يؤدى هذا الأداء الرائع بهذه الدقة و الكمال والنظام كي تستمر حياتنا... ... الرد جاء فى خاتم كتبه بأبسط الكلمات و أدقالعبارات و أكمل المعاني، أنه "هو"... و لا إله إلا "هو"... و حقا" قليلاما تشكرون".
و نقف أيضا أمام كلمة "الأفئدة" التي جاءت بصيغة الجمع...بالرغم من لكل كنا قلبا واحدا.. إن الله يبلغنا أن هناك أيضا أفئدة أخرىتفضل بهـا علينـا... أفئدة قد نعرف بعضهـا و لا نعرف الآخر... فأين تكمنالمشاعر الإنسانية الفياضة التي تميزنا و تزكى قيمتنا... أين تكمن القيمالإنسانية التي تسمو بالإنسان.. الحب و العطف و الحنان و الحياء و الجود والكرم و البر و الشجاعة و الإقدام... الفرح و الرضا و الصدق و القناعة والصبر... هل كل منهـا له فؤاد... يقف العلم البشرى عاجزا عن تحديد أينتكون هذه الأفئدة... و الآن نرى فى آية واحدة صياغة لكل من ينظر إلىإنشائه و مداركه إلى قول الحق.. قل يا محمد صلى الله عليه و سلم لكل هؤلاءأنه "هو" صاحب كل هذه النعم... فليوفوه حقه من الشكر إن كانوا يعلمون...
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
رد: تأملات إيمانية من سورة تبارك......
جزاكى الله خيرآ
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: تأملات إيمانية من سورة تبارك......
لك كل الشكر لمرورك الراائع والمتابعة الدائمة..
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
رد: تأملات إيمانية من سورة تبارك......
شكرا لك على ماقدمت لنا مجهود رائع بارك الله فيك
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
بوفرقه- مراقب
-
عدد المشاركات : 34697
العمر : 58
رقم العضوية : 179
قوة التقييم : 76
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
رد: تأملات إيمانية من سورة تبارك......
مروركم احلى واروع وفقكم الله ..لكي كل الشكر..
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
رد: تأملات إيمانية من سورة تبارك......
بارك الله فيك زهرة
فرج احميد- مستشار
-
عدد المشاركات : 17243
العمر : 62
رقم العضوية : 118
قوة التقييم : 348
تاريخ التسجيل : 10/04/2009
رد: تأملات إيمانية من سورة تبارك......
لكم كل الشكر على المرور المميز..دمتم بالف خير..
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
رد: تأملات إيمانية من سورة تبارك......
بارك الله فيك وجزاك الله خيرآ
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: تأملات إيمانية من سورة تبارك......
شكرا لمروركم الكريم,,وردودكم الزكية,,
وبصمتكم الفاضلة,,فالشكر لكم موصول,,
والدعاء لكم موصول,,ودمتم في حفظ الله الجليل,,
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
amol- مستشار
-
عدد المشاركات : 36762
العمر : 43
رقم العضوية : 2742
قوة التقييم : 9
تاريخ التسجيل : 14/08/2010
رد: تأملات إيمانية من سورة تبارك......
كل الشكر للمرور الرائع والمتابعة الاروع..دمتم بالف خير..
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
رد: تأملات إيمانية من سورة تبارك......
مروركم احلى واروع وفقكم الله ..لكي كل الشكر..
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
مواضيع مماثلة
» تأملات في سر جمال الربيع
» قفزة فيليكس خواطر إيمانية
» خواطر إيمانية
» مفاتيح إيمانية
» سورة الكهف - سورة 18 - عدد آياتها 110
» قفزة فيليكس خواطر إيمانية
» خواطر إيمانية
» مفاتيح إيمانية
» سورة الكهف - سورة 18 - عدد آياتها 110
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR