إبراهيم الكوني يفوز بجائزة الإبداع الروائي العربي

إبراهيم الكوني يفوز بجائزة الإبداع الروائي العربي

المنارة – وكالات



فاز الروائي الليبي المعروف'إبراهيم الكوني'بجائزة ملتقى القاهرة الدولي الخامس'للإبداع الروائي العربي'التي أُعلِنت مساء الأربعاء الموافق للخامس عشر من شهر ديسمبر الحالي.



وقد تبرّع الكوني بقيمة هذه الجائزة التي تبلغ 100 ألف جنيه مصري أي ما يعادل سبعة عشر ألفا ومائتين وواحد وسبعين دولارا لأطفال قبائل الطوارق في مالي والنيجر.



وكان ملتقى القاهرة الدولي الخامس عشر قد افتتح الأحد الماضي الموافق للثاني عشر من شهر ديسمبر الجاري تحت عنوان (الرواية العربية.. إلى أين؟) حيث شارك في جلساته روائيون وباحثون من سبع عشرة دولة عربية.



وقد حضر حفل اختتام هذا الملتقى وزير الثقافة فاروق حسني،والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في مصر الدكتور'عماد أبو غازي'.



وأعلنت لجنة التحكيم برئاسة الناقد الأردني محمد شاهين وبإجماع أعضائها في حفل أقيم بدار الأوبرا المصرية حضره أكثر من مائتي روائي وناقد عربي فوز الكوني البالغ من العمر اثنتين وستين سنة بهذه الجائزة.



وفي السياق نفسه قام عضو لجنة التحكيم الناقد'صبحي حديدي'بقراءة بيان اللجنة الذي أطرى على الجهود التي أبرزها الكوني في كتابه'أسطورة الصحراء'عبر عدد من الروايات التي ترجمت إلى كثير من اللغات.



وأضاف حديدي أن لجنة التحكيم'خاضت خمس جولات اقتراع سرية لاختيار الفائز من بين 23 روائيا وروائية ناقشت أعمالهم خلال هذا الملتقى وأن الكوني نال الجائزة 'بالإجماع'.



وأعلن أن لجنة التحكيم'ثمنت انشغال الكوني في تطوير مشروع روائي أصيل يبدأ باستنطاق الصحراء بشتى عناصرها الطبيعية والبشرية والروحية والأسطورية، ويبلغ في هذا درجة رفيعة من المزج البارع بين المحسوس والرمزي، بين الواقعي والمُتخيّل'.



وأشار إلى أن الكوني اقترح من خلال'توظيف الخرافة الشعبية والحكايا الشفهية وطقوس العيش وشعائر الحياة والموت، ما يمكن اعتباره انتروبولوجيا فردية مؤكدة'.



وفي كلمته في الحفل أبدى الكوني سعادته بالجائزة التي سلمها له وزير الثقافة المصري'فاروق حسني'متحدثا عن ماهية الكتابة، ومعلنا في نهاية حديثه عن تبرعه بقيمة الجائزة لأطفال الطوارق في مالي والنيجر الذين وصفهم ب'المحرومين'موضحا أنهم يعيشون'ما يشبه المأساة'.



وكشف الكوني أن وضعية هؤلاء الأطفال'مأساوية'وهو وضع'عليه التواصل معهم لتحسين أوضاعهم.مشيرا إلى أن ذلك أيضا'يشكل جزءا من التواصل الثقافي والحضاري مع أبناء أفريقيا'.



و قال الكوني'في مثل هذا اليوم من عام 2002 م وقفت في باريس لأستلم جائزة الصداقة الثقافية الفرنسية العربية، كما أقف بينكم اليوم لأستلم جائزة الرواية العربية، فإذا كنت استسمحت أصحاب الجائزة الفرنسية في التبرع بقيمة الجائزة لإنفاقها على دعم القضايا العربية، فإنني أستسمحكم اليوم بالتبرع بالقيمة المادية للجائزة العربية للرواية لأطفال الطوارق في كل من جمهورية مالي والنيجر'.



وأكد الكوني في كلمته على'حرية الإبداع'مضيفا'إذا كان الإبداع خيارا وجوديا وليس دنيويا فإنه خيار مجبول بروح رسالية، والروح الرسالية في هذه الحال لن تكون غنيمة بل ستكون قدرا مكبلا بالكآبة'.



وقال الكوني في كلمته أمام حضور كبير من المثقفين المصريين والعرب'أيها الأعزاء اسمحوا لي في البداية أن أقرأ عليكم وصية حكيم عاش على هذه الأرض منذ خمسة آلاف عام: قدر الإنسان في هذه الدنيا ألا يتذوق طعم السعادة إلا إذا كانت ممزوجة بطعم الاكتئاب'.



وتساءل الكوني'أيها الأعزاء هل نبدع لكي نستمتع أم أننا نبدع لكي نتحرر، أفلا يبدو هذا السؤال في حقيقيته الوجودية ترجمة أخرى لوصية توماس كارل القائلة إننا لم نأت إلى هذه الدنيا من أجل السعادة ولكن نأتي إلى هذه الدنيا لكي ندفع الدين'.



ورأى في حديثه أن'للكآبة حضورا في كل عمل وجودي'كاشفا أنه 'لا شيء يفوق وزرا أو عذابا مثل حضور المبدع في مستوى عزلته الأبدية، فهو طريد في ملكوت الرب، لأن الإبداع ما هو إلا خطيئة لأنه امتحان آخر لسلطة الرب'.



وأضاف 'إن مكافأة المبدع الوحيدة هي حضوره الأبدي، أما إذا أخذنا بالوصية الأخرى أن النجاح رهين العين، أما المكافأة عن العمل فرهينة الحظ'.



ووصف الكوني الإنسان المبدع بأنه'شهيد'.متسائلا في السياق نفسه'هل تجدي العطية في إحياء شهيد؟'ومستدركا بالقول'بلى تستطيع أن تحيي العطية الشهيد، في حالة واحدة عندما تكون العطية اعترافا بالإحسان'.



وأوضح أن التجربة'برهنت أن إنكار الإحسان ميتة ثانية للشهيد بل ميتة أسوأ من ميتة الغياب عن الدنيا'.



ونبّه الكوني إلى أن منح جائزة مالية لكُتّابٍ على قيد الحياة لا يخلو من'روح التأبين'مردفا'إن الجوائز إذا منحت عن استحقاق لشهيد حقيقي وليس شهيدا مزورا فإنها ترد لتصير تاج إكبار على رأس من منح هذا الإكبار، أما إذا منحت المكافأة على غير استحقاق أي لشهيد مزيف فإنها تنقلب وسام عار على ظهر من منح'.



يشار إلى أن جائزة ملتقى القاهرة للرواية تمنح لكاتب بارز عن مجمل أعماله الأدبية ،حيث منحت في دوراتها السابقة لأبرز الكتاب والروائيين العرب مثل السعودي الراحل'عبد الرحمن منيف'.والسوداني الراحل'الطيب صالح'والمصري إدوار الخراط.



الروائي الليبي'إبراهيم الكوني'في سطور ...



ولد إبراهيم الكوني في مدينة غدامس العريقة جنوب ليبيا في العام 1948 و نشأ فيها،ثم سافر موفدا للدراسة إلى موسكو التي درس فيها الأدب والنقد.



ينتمي الكوني إلى قبائل الطوارق الليبيين الأمازيغ، وله ستون مؤلفاً تتمحور حول عالم الصحراء والعلاقة بين الإنسان والصحراء وموجوداتها.



بدأ الكوني نشر أعماله الأدبية في مطلع السبعينيات من القرن الماضي وله روايات مهمة منها (التبر) و(نزيف الحجر) و(رباعية الخسوف) و(المجوس) و(عشب الليل) و(نداء ما كان بعيدا).



تحصل الكوني على العديد من الجوائز الدولية منها :



جائزة الدولة السويسرية عن روايته 'نزيف الحجر' في العام 1995م.

جائزة الدولة في ليبيا، عن مجمل أعماله في 1996.

جائزة اللجنة اليابانية للترجمة عن رواية 'التبر' عام 1997.

جائزة التضامن الفرنسية مع الشعوب الأجنبية عن 'واو الصغرى' سنة 2002 بالإضافة إلى وسام الفروسية الفرنسي للفنون والآداب عام 2006، جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الثانية في فرعها في الآداب عن رواية'نداء ما كان بعيدا'عام 2007.



تعددت مجالات الكتابات السردية للكوني ما بين الرواية، والقصة القصيرة، والدراسات الأدبية، والنقدية، والسياسة، والتاريخ، كما أنه نال العديد من الجوائز الأدبية،أهمها جائزة الدولة الاستثنائية الكبرى التي تمنحها الحكومة السويسرية، وذلك عن مجمل أعماله الروائية المترجمة إلى الألمانية.



ومن أعماله 'رباعية الخسوف (رواية) 1989 - التبر (رواية) 1990 ـ نزيف الحجر (رواية) 1990 ـ القفص (قصص) 1990 - المجوس (رواية في جزأين) - الفم (رواية) 1994 ـ فتنة الزؤوان، الرواية الأولى من ثنائية خضراء الدمن 1995 ـ السحرة (رواية في جزأين) - الفزاعة (رواية) 1998.

مشكور ع التغطية الرائعة ....