روائي إسباني يدعو مثقفي العالم لحفظ اسم إبراهيم الكوني جيداً

من طرف **STAR** 2010-09-27, 10:36 am

روائي إسباني يدعو مثقفي العالم لحفظ اسم إبراهيم الكوني جيداً
أشاد الكاتب الإسباني الكبير خوان غويتيصولو بالرواية العربية الحديثة، ودعا القارئ الغربي والمثقف منه على نحو خاص إلى إعادة اكتشاف النصوص الإبداعية العربية الراهنة، ونبه إلى ضرورة حفظ اسم الروائي الليبي المتميز إبراهيم الكوني جيداً. وأشادت صحيفة القدس العربي في مقال نشرته على موقعها الإلكتروني الأربعاء الماضي بما وصفته ذكاء غويتيصولو المثير للإعجاب عندما وضع اختياره من بين ما اختاره من النصوص العربية الجيدة على رواية “التبر” للروائي الليبي إبراهيم الكوني. وكتب غويتيصولو وفقاً للقدس العربي منذ فترة قريبة على صفحات الأسبوعية الفرنسية المعروفة “لو نوفال أوبسيرفاتوار” واصفاً الكوني أنه بعبارة واحدة تمكن من “إبداع نص أصيل ومبهر يتمثل في قصة حب لا أحلى ولا أروع، وأكبر من ذلك أن أحداثها وشخوصها بمصائرهم المتصارعة وظروفهم الطبيعية المستحيلة والقاسية تجري جميعاً في الصحراء الكبرى، ذات العوالم الشاسعة الممتدة كالأبدية ما بين ليبيا والجزائر، أي بعيداً عن الأجواء الحضارية وكل مفرداتها المعروفة”. وعرفت القدس العربي بالكوني الذي فاز في الأعوام الأخيرة بعدة جوائز أدبية عالمية، على أنه من مواليد عام 1948، درس في الاتحاد السوفييتي السابق، وأنه يجيد تسع لغات وينتمي إلى المدرسة الرومانسية الحديثة، ويعيش حالياً متنقلاً ما بين سويسرا ومسقط رأسه ليبيا. ونشرت للكوني روايات ومجموعات قصصية منها “نزيف الحجر”، “المجوس”، “صحرائي الكبرى”، “موسوعة البيان”، “وصايا الزمان”، “ديوان البر والبحر”، كما ترجمت أعماله إلى عدة لغات أجنبية وله ستون كتابا حتى الآن. واختارته مجلة “لير” الفرنسية من بين خمسين روائياً من العالم يمثلون اليوم القرن الواحد والعشرين، وتعتبر روايته “التبر” أول عمل روائي له ينشر في فرنسا، وقد تولى ترجمتها عن العربية محمد سعد الدين اليماني، وصدرت عن دار نشر “غاليمار” في 156 صفحة. ويشار أيضا إلى أن مجلة “فكر وفن” الألمانية قد أفردت في واحد من أعدادها السابقة صفحة للحديث عن الكوني، واصفة إياه بأنه “التروبادور المنتمي إلى سلالة نادرة من البشر الذين في مقدورهم الغوص عبر نظرة واحدة متأملة ضمن هذا الفضاء الحميم الملقب بالصحراء والمترامي الأطراف حتى حافة الكون، ليسردوا ما رأوه سراً مفعماً بالأصالة والصدق والتمكن والارتباط الوفي بالمكان والروح الخفية التي تسكنه من الجذور”. وأكدت القدس العربي أن القارئ الغربي ما زال يستقبل بفتور عموماً ما تبدعه الأقلام العربية على الرغم من الخضة القوية والمفاجئة التي أحدثتها جائزة نوبل للآداب الممنوحة في أواخر الثمانينيات لنجيب محفوظ، وأرجعت ذلك إلى جملة من الأسباب ركزت من بينها على الغياب شبه الكلي لحركة الترجمة من وإلى اللغة العربية، فضلاً عن محدودية الإعلام العربي الثقافي في تعامله واحتكاكه بالآخر. يذكر أن الكاتب والروائي الإسباني خوان غويتيصولو والذي يحظى بحضور قوي ضمن المشهد الثقافي العالمي سبق له أن زار دولاً عربية مراراً في مناسبات مختلفة، وكتب عنها بعشق نبيل وعاطفة جياشة تتميز بطعمها ونكهتها الغربية الخاصة.