كيري: ينبغي على مبارك تأجيل طموحات ابنه

توالت ردود الأفعال في الولايات المتحدة على خلفية الانتفاضة الشعبية في مصر المطالبة بتنحي الرئيس، حسني مبارك، منها إعادة النظر في المساعدات الأمريكية لمصر وتحميل الحكومة مسؤولة الأحداث الراهنة وبصرف النظر عن الدور الذي لعبته إقليمياً ودولياً لسنوات.

وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، السيناتور جون كيري، إنه ينبغي على مبارك ونجله الأصغر، جمال، الذي كان يجري إعداده لخلافة والده، "تأجيل طموحات ابنه" من أجل "بدء عملية المتابعة"، مشيراً لإمكانية التوصل لحل سلمي لأزمة مصر وأن على الرئيس المصري، أن "يكون بحق رجل دولة".

وصرح مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية، آثر عدم كشف هويته، إن كلمة مبارك، التي ألقاها منتصف الليل وأعلن فيها إقالة الحكومة، السبت، لم ترق لطموحات الشعب، وقال "الانطباع الأول هو انه شدد على الأمن أكثر بكثير من الإصلاحات."

وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد تحادث هاتفياً مع مبارك عقب خطابه، ودعا نظيره المصري لتبني إصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية مختلفة "فغياب هذه الإصلاحات المظالم ستتراكم على مر الوقت" ما سيؤدي لاحتجاجات مماثلة كتلك التي نشهدها هذا الأسبوع."

وبدورها، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن على الحكومة "المصرية الانخراط فورا مع الشعب المصري وعكس الخطوة غير المسبوقة التي قام بها بقطع خدمات الإنترنت، فالمجتمع المصري مظالم."

وحذرت كلينتون بأن "تلك المظالم لن تطوى في ظل العنف" ودعت الحكومة المصرية "لكبح قوات الأمن" كما دعت، في ذات الوقت، المحتجين للاحتجاج سلمياً.

ومن جانبه، دعا الناطق باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، سلطة القاهرة إلى تغييرات جوهرية وضبط النفس، منوهاً: "المظالم المشروعة قد تقرحت لبعض الوقت في مصر.. يجب أن تلتفت لها الحكومة المصرية على الفور، والعنف ليس ردا."

وشدد غيبس أن على القاهرة معالجة الوضع "من خلال إصلاحات ملموسة، (لأن) هذا ما يطالب به الشعب المصري، وهذا ما يستحقونه."

وقال المسؤول الأمريكي إن إدارة واشنطن تنظر في المساعدات المقدمة لمصر استناداً إلى ما يحدث هناك حالياً، محملاً السلطات المصرية مسؤولية الأحداث هناك: "بصرف النظر عن الدور الذي لعبوه دوليا أو إقليميا على مدى... سنوات."

وأضاف المتحدث الحكومي أن واشنطن "تشعر بقلق عميق تجاه الأحداث والصور الواردة من مصر" واصفاً الوضع هناك بأنه غير مستقر وترصده واشنطن عن كثب.

وإلى ذلك، قال الجنرال جيمس كارترايت، نائب رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، أن وفداً عسكرياً مصرياً قطع مباحثات مع البنتاغون كان من المفترض أن تستمر حتى الأربعاء.

وإلى ذلك، حثت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان السلطات المصرية
إلى احترام حقوق الإنسان، واتهمت حكومة القاهرة باعتقال أكثر من ألف شخص، بما في ذلك معارضين سياسيين.

وقد عادت الاحتجاجات الشعبية إلى شوارع أكبر مدن مصر، القاهرة والإسكندرية، السبت، وسط توقعات بتكليف الرئيس المصري لشخصية، لم يكشف عنها، تشكيل حكومة جديدة.