«ويكيليكس» تظهر موقعاً برازيلياً «متوازناً» بين الضغط على إي

«ويكيليكس» تظهر موقعاً برازيلياً «متوازناً» بين الضغط على إيران والانخراط


سلطت
مجموعة من البرقيات الدبلوماسية الأميركية المسربة من «ويكيليكس»، على
الدور البرازيلي في الملف النووي الإيراني وتطوره. وأظهرت البرقيات موقعاً برازيلياً «متوازناً»
بين أميركا وإيران، بحيث تطالب البرازيل ايران بمزيد من الشفافية
والالتزام، بعد أخذها ضوءا أخضر أميركيا لتأدية دور وساطة في منطقة الشرق
الأوسط، فيما تبحث عن تقوية «المجتمع المدني» الإيراني، وتشيد باقتراح
مجموعة الـ«5 + 1» حول تبادل الوقود، مؤكدة دعمها في اواخر عام 2009
للعقوبات على ايران، في حال انهارت المحادثات النووية.
وفي برقية أميركية تعود إلى تشرين الثاني 2009، نقل الدبلوماسيون
الاميركيون عن مدير مكتب شؤون ايران وآسيا الوسطى في وزارة الخارجية
البرازيلية، روبرتو لويس بيريس ريبيرو دا سيلفا، إشادته باقتراح تبادل
الوقود النووي الذي قدمته مجموعة الـ«5 + 1»، مشددا على أنه إذا انهارت
المحادثات وتم اقتراح عقوبات ضد ايران على مستوى الأمم المتحدة، فستصوت
البرازيل مع العقوبات، لكنها لن تجاهر بذلك.
وذكر المسؤولون البرازيليون في البرقية، أن مجموعات كالبهائيين في
البرازيل و«المسيحيين اللبنانيين والسوريين»، قد سجلت ضغوطاً على الرئيس
البرازيلي لولا دا سيلفا في اتجاه عدم استضافة الرئيس الإيراني محمود
احمدي نجاد، فيما «وظفت الجالية اليهودية اعضاءها البارزين ضمن حزب
الرئيس، لنصحه بعدم استقباله.
من جهتها، أفادت مساعدة وزير الخارجية البرازيلية فيرا ماشادو بانه خلال
نقاش مقتضب بين الرئيس البرازيلي ونظيره الاميركي باراك اوباما خلال قمة
الدول الثماني، أجاب اوباما على تعليقات لولا حول نيته لقاء الايرانيين،
بالقول إنه يقدر أي مساعدة سيقدمها لولا، «وفسر لولا ذلك على ان الحكومة
الأميركية تدعم ضمنياً جهود البرازيل في الانخراط مع ايران (والشرق الأوسط
بشكل عام)».
وتشير برقية تعود إلى أيلول 2009، إلى ما نقله مساعد وزير العلاقات
الخارجية البرازيلي روبرتو جاغواريبي للدبلوماسيين الاميركيين من خلاصات
زيارته ايران، حيث التقى وزير الخارجية منوشهر متكي، والمفاوض الايراني في
الملف النووي سعيد جليلي، ونائب أمين المجلس الاعلى للأمن القومي علاء
الدين بروجردي. وقال جاغواريبي للدبلوماسيين الأميركيين، إن إيران «ديموقراطية مهددة، لكن مع مجتمع مدني قوي، سيجعلهم (الايرانيين) ينفتحون في النهاية على مفاوضات حقيقية».
وتضيف البرقية أن جاغواريبي كان «مهتماً بالتأكيد على انه، وبرغم
المؤتمرات الصحافية...قد أثار مع المسؤولين الايرانيين انتقادات عديدة حول
برنامجهم النووي»، وقال لهم بشكل خاص إن ايران تواصل عدم الالتزام بكافة
مسؤولياتها تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما أضاف جاغواريبي أنه
طلب من الايرانيين أن يكونوا أكثر دقة في حوارهم، وقال للأميركيين أنه من
الممكن جلب الايرانيين «إلى نقطة يقدمون عندها مقترحات محددة».
وبحسب الوثيقة، فإن جاغواريبي تسلم من الايرانيين لائحة «شكاويهم ومطالبهم
ازاء اميركا» بما في ذلك شكاوى من «3 جنود أميركيين اعتقلوا الشهر الماضي
(آب 2009) في كردستان»، وترحيل عدد من الايرانيين، واختفاء عدد آخر في
السعودية واسطنبول.
وفي محاولة لتحديد استراتيجية انخراط عامة ازاء ايران، شدد جاغواريبي على
أن ايران «لن تتخلى أبدا عن برنامج التخصيب النووي، على رغم إمكانية الضغط
عليها باتجاه تعليقه في فترات معينة»، مضيفا أن «برنامج ايران النووي شعبي
إلى حد كبير بين كافة شرائح المجتمع الايراني، بما في ذلك معظم المعارضين
والمنفيين»، واعتبر بذلك أنه لا يجب استخدام العقوبات على ايران، لأن
الأذى الذي ستلحقه سيدفع الايرانيين الذي يحملون «رؤى بديلة» نحو دعم
النظام الحالي في القضايا القليلة التي يتم التوافق عليها. كما أكد ان
«مواصلة الحوار ستقوي سطوة العناصر الليبرالية داخل المجتمع الايراني».
وأشار المسؤول البرازيلي إلى أن «طهران تميز بين الوكالة الدولية للطاقة
الذرية ومجلس الأمن الدولي التابع للامم المتحدة»، إذ تنظر للأخير على أنه
«كيان يصدر قرارات سياسية غير شرعية». وفيما قال جاغواريبي إن البرازيل قد
تتطرق للملف الايراني خلال مداخلتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة
«بشكل متوازن» أعرب الدبلوماسيون الأميركيون في البرقية عن تشكيكهم في
ذلك. وفي برقية أخرى تناولت تقريرين للوكالة الذرية حول سوريا وإيران،
أعرب مسؤول برازيلي رفيع عن قلق البرازيل ازاء الأنشطة النووية المحتملة
لسوريا، داعيا «الدول الأخرى» إلى تشارك المعلومات الاستخبارية حول هذه
الأنشطة، لكنه أكد اعتراض بلاده الشديد على أي ضربة عسكرية ممكنة لسوريا
او ايران.