إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
فكرة عن تعاون عرفات مع مغنيّة
صفحة 1 من اصل 1
فكرة عن تعاون عرفات مع مغنيّة
اسلحة صاروخية عرضها الاسرائيليون بعد توقيف السفينة «كارين A» (أرشيف)
اتّهمت إسرائيل حزب الله، والشهيد عماد مغنية تحديداً بالوقوف خلف إرسال سفينة الأسلحة الشهيرة «كارين A». وتعاملت إسرائيل مع الحدث بوصفه أحد أسوأ مجالات التعاون بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وحزب الله في لبنان، وخصوصاً بعدما اتهمت إسرائيل الرئيسي لعرفات بالضلوع في العملية. يقول كثيرون إنه بعد هذا الحدث، حكمت إسرائيل على عرفات بالموت، ورفعت مستوى العمل الأمني للوصول إلى مغنيّة. هذه جوانب من قصة السفينة، لأن ما نعرضه هو رواية إسرائيل فقط
في الثالث من كانون الثاني من عام 2002 هاجمت قوة من شييطت 13 في عملية مشتركة مع وحدات إضافية من سلاح البحر ومروحيات وطائرات تابعة لسلاح البحر سفينة «كارين إيه»، التي تبعد زهاء 500 كيلومتر عن جنوب شرق إيلات. عملية دهم السفينة لم تستغرق وقتاً طويلاً، وجرت من دون استخدام السلاح. سفينة الركّاب هذه تبلغ زنتها نحو 4000 طن وطولها ما بين 50 و60 متراً.
والصفقة نُفذت سرّاً بتمويل جزئي من السلطة، والشخص الّذي نسّق عملية شراء السفينة والأسلحة هو عادل مغربي الذي أطلع نائب قائد الشرطة البحرية للسلطة فتحي رازم على آخر التطورات. عناصر الشرطة البحرية كانوا متورطين في فترة انتفاضة الأقصى بعمليات إرهابية عديدة في مناطق نطاق الخط الأخضر وداخله، فقد حاولوا تهريب أسلحة للسلطة عبر البحر خاصة.
شراء السفينة حصل في لبنان في أواخر آب من عام 2001 وكان اسمها «K ريم». أبحرت من لبنان إلى السودان ومكثت خارج مرفأ السودان نحو 12 يوماً. خلال هذه الفترة استُبدل اسمها ليصبح «كارين A» وحُمّلت شحنة مواد غذائية عليها. من مرفأ السودان أبحرت «كارين A» أربعة أيام حتى مرفأ الحديدة في اليمن، حيث مكثت نحو أسبوع، أصلح خلاله مولّد السفينة وأفرغ جزء من الحمولة. كذلك، حُمّلت شحنة تبلغ نحو 180 طناً من الأرز والأمتعة المختلفة، أعدّت لتغطية الوسائل القتالية وتوجهت نحو دبي.
تسجيل الملكية حصل في بيراوس، وقد ذُكر في استمارة الشراء اسم عراقي، رقم جواز السفر وصندوق بريد في صنعاء، عاصمة اليمن. وقد طلب المالكون توفير الدهان الأساسي على أنفسهم، حيث اكتفوا بمحو أجزاء من الحروف وإضافة بادئة ولاحقة. وتحولت «ريم كي» إلى «كارين A»، التي بات مقرّها، على ما يبدو، مرفأ نوكوالوبا في المحيط الهادئ.
وفي الحادي عشر من كانون الأول من عام 2001 وصلت السفينة «كارين A» إلى مرفأ كيش في إيران. ووصلت معلومة استخبارية إلى إسرائيل، مفادها أن السلطة الفلسطينية، بمساعدة عدد من الشركات الوهمية، اشترت السفينة. وبعد تلقّي المعلومة، أصبحت السفينة تحت مراقبة الجهات الاستخبارية الإسرائيلية. واتضح للجهات الاستخبارية في إسرائيل أن المسؤولين الفلسطينيين الذين حاولوا تهريب كميات كبيرة من السلاح من سواحل لبنان على متن السفينة «سنتوريني» التي استولي عليها في السابع من أيار من عام 2001 بالقرب من سواحل حيفا وهي في طريقها إلى سواحل قطاع غزة، متورطون بامتلاك السفينة وتشغيلها. وقد واصلت إسرائيل جمع المعلومات حول السفينة بتعاون استخباري وثيق مع الولايات المتحدة والـ«سي آي إيه».
في جزيرة كيش، حُمّلت بالأسلحة، ثم أبحرت وهي تحمل علماً لمملكة تونغا، (مجموعة جزر جنوبي المحيط الهادئ ـــــ لجهة الشرق الأوسط). توقفت لمدّة قصيرة في ميناء حوديدا في اليمن، ومن هناك، تابعت مسارها المخطّط له ودخلت إلى خليج البحر الأحمر. وكان من المفترض أن تدخل السفينة قناة السويس وتفرغ حمولتها قبالة سواحل غزّة.
وتبين شراء الأسلحة من إيران مقابل 15 مليون دولار. وكان الدفع عن طريق لبنان، من خلال وسطاء في حزب الله. أما الحمولة المدنية التي استُخدِمت غطاءً لتهريب الحمولة غير الشرعية فقد بلغت نحو 3 ملايين دولار، فيما السفينة نفسها كانت بقيمة 400 ألف دولار.
كان عادل مغربي، وكيل المشتريات الأساسي في جهاز شراء الأسلحة الفلسطيني (بمساعدة قائد الشرطة البحرية الفلسطينية، جمعة غالي، ومديره التنفيذي فتحي كاظم) منذ تشرين الأول 2000 على تواصل مع الإيرانيين وحزب الله لإجراء عملية تهريب كبيرة للسلاح لمصلحة السلطة الفلسطينية. وتتضمّن العمليات تجريب السفن وشراءها، تأليف طاقم الإبحار وتعيين قائد الفريق، بالإضافة إلى إجراء الترتيبات اللازمة لتخزين السلاح وتحميله داخل السفن، ورحلتها البحرية إلى أن تسلّم إلى السلطة الفلسطينية.
وقد تولى تجهيز الأسلحة لتهريبها إلى السلطة الفلسطينية أفراد من حزب الله. فقد كان بين المجموعة على المركب الذي نقل صناديق السلاح مدرّب لبناني الجنسية، وهو ناشط في حزب الله درَّب الغطاس العامل ضمن طاقم السفينة على تركيب معدّات الطفو في لبنان، وكان مستعدّاً لإخضاعه إلى دورة تدريب جديدة قبل البدء بالإبحار.
خطّة السيطرة على السفينة سمّاها الإسرائيليون «سفينة نوح». كلف سلاح الجو والبحر إجراء مناورات تمهيداً للمهاجمة. اشتملت المناورات على السيطرة على سفن، مع مواجهة مقاومة مسلّحة، ورسم تخطيطي لتحليقات نحو مسافات بعيدة، تحتاج إلى تزود بوقود خلال التحليق. التقدير في مرحلة التدريبات كان أنّ المشكلة الأساسية في الخطّة هي المسافة البعيدة نحو الهدف ومنه. ولتجنّب السيطرة قبالة شواطئ مصر، خُطِّط لتنفيذ العمليّة في وسط البحر الأحمر، بين السودان والسعوديّة.
مع اقتراب السفينة إلى الخليج الفارسي، انطلقت من قاعدة سلاح البحر في إيلات سفن «دفورة» عدّة وعليها أطقم خاصّة بالشييطت 13. وقبل ساعات قليلة من السيطرة، أقلعت من قاعدة سلاح الجوّ في عوفدة قوّات تنفيذيّة إضافيّة، وتولّى قيادة القوّة التي اختيرت للسيطرة على السفينة قائد الشييطت برتبة عميد. كلّ الجنود حلّقوا بمروحيّات «بلاك هوك»، بتغطية من مروحيّتي «يسعور» و«أباتشي»، وقد رافقت العمليّة ثماني طائرات حربيّة، وطائرات تصوير، استخبارات وتزويد بالوقود، الطائرة الأخيرة التي أقلعت، بوينغ 707، استُخدمت غرفة قيادة طائرة وجلس فيها الضبّاط الذين قادوا العمليّة في الواقع، وهم: رئيس الأركان العامّة شاؤول موفاز، قائد سلاح الجو دان حالوتس، وقائد سلاح البحر يديديا يعري.
عندما دنت القوّات من السفينة، أرسلت طائرة تصوير في طلعة أخيرة للتأكد من أنّ الأمر يتعلّق بالهدف المطلوب، وقد بُثّت الصور من الطائرة إلى الأركان العامّة في تل أبيب. هناك، شاهدها نائب رئيس الأركان العامّة اللواء موشيه يعلون، ورئيس رصيف الاستخبارات في سلاح البحر العقيد يحزكال، وبعدما لوحظ اسم السفينة «كارين A» في الصور أعطي الإذن النهائي بالعمليّة.
قبل الفجر حلّقت مروحيّات الـ«بلاك هوك» فوق السفينة، نزل بعض جنود الشييطت بواسطة حبال إلى السفينة. في المقابل التصقت بالسفينة قوارب مطاطية عدّة من الشييطت، كانت قد أنزلت من سفن الدبورة مسبقاً، لتتولى حماية العمليّة ولتكون قوّة مساندة في حال الضرورة. قبل ذلك، حصل نقاش كبير حول العملية لدى المستويات الأمنية الإسرائيلية.
استقرّ ثقل القرار على كتفي رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال شاؤول موفاز. من تحته ضغطوا، ومن فوقه سألوا. توصيته، فهم الجميع، ستُحدَّد؛ وهو تردد في التوصية بالعملية أمام رئيس الحكومة ووزير الدفاع، قبل التأكد القطعي أن الهدف الذي يبحر شمالاً في البحر الأحمر هو السفينة الصحيحة. «إلى أي حد أنتم واثقون؟»، سأل موفاز رئيس استخبارات سلاح البحر، العميد يحزكال مشيتا. «بنسبة 99%»، رد مشيتا. كان هذا كثيراً جداً، في الأحجية التي حُلت بجهد كبير، لكنّ واحداً في المئة فقط قليل جداً لموفاز. الواحد في المئة الذي ينقص استكمل بشهادتين، الأهم من بينهما شهادات معاينة موفاز نفسه الذي حلّق فوق السفينة وركّز على اسمها بوسائل بعيدة الرؤية. الوسائل «بعيدة النظر» تلك، هي كالاسم المهني لمجال الاستخبارات الرصدية العلوية، هذا ما أشار إليه في نهاية العملية قائد سلاح البحر، اللواء يديديا يعري، بتوجيهه شكراً علنياً لمصنعي «ألتا» و«تمام» التابعين للصناعة الجوية. لحظة ظهور الاسم، مدهوناً لكن مترجماً، على شاشات الأجهزة في طائرة موفاز، حسم الكفّة. بذلك أعطيت الموافقة السريعة على صوابية قرار لجنة خبراء، مُنحت في نهاية كانون الأول جائزة رئيس «مفات» (البحث، التطوير، الوسائل القتالية والبنى التحتية التكنولوجية) في المؤسسة الأمنية لفريق مشترك من «ألتا» و«مفات»، طوّر رادار الـ«سار» الذي أكد هوية السفينة. الرادار مشّط مناطق واسعة، تصل إلى مئات الكيلومترات، وأُنتجت محاكاة للصورة ـــــ ترجم المنطقة من خلال عكس الإشارات التي تُبثّ من الهوائي إلى صورة شاملة، بجودة تصوير جوي يمكن حلّ رموزه فوراً. بتحليقه على مدى كيلومترات كثيرة فوق السفينة، تحقق رئيس هيئة الأركان العامة بأمّ عينه من صوابية الاستخبارات البحرية. حتى الآن تواجهه خفايا كثيرة، إنها السفينة الصحيحة، لكن هل شحنة السلاح في داخلها حقاً؟ هل الفريق مسلّح وسيقاوم السيطرة؟ هل الوسائل القتالية المهرّبة ملغّمة، أم يمكن تشغيلها عن بُعد بأن تُفجّر وتلحق الضرر بالقوة الإسرائيلية؟ وكان في عداد القوة التي استولت على السفينة طبيب الشييطت وممرضون، وهُيّئت إحدى المروحيات لعمليات جراحية وليدة الساعة.
وقت السيطرة، كان ثلاثة من طاقم السفينة فقط مستيقظين. هاجم جنود الشييطت السفينة ووضعوا المسدّسات على رؤوس أفراد الطاقم، المستيقظين والنائمين، قبض على البحّارة دفعة واحدة وقُيّدوا، وعندها فقط انضمّ إلى القوّة الأولى باقي الجنود، صعد إلى السفينة بحّارة قدامى قادوها إلى إيلات.
فور عمليّة السيطرة، وبالتوازي مع الاستجواب الأوّلي لطاقم السفينة، بدأ جنود الشييطت بفتح الحاويات التي خبّئت فيها الوسائل القتاليّة، بالإضافة إلى الأسلحة المتنوّعة: صواريخ كاتيوشا، مدافع هاون، صواريخ لاو، وبندقيات من نوع «دراغونوف» و AK-47 كلاشنيكوف، وصواريخ ساغر، وقاذفات R.P.G وألغام.
مسؤولية عرفات
في خريف عام 2001، عندما بدأت قضية «كارين A» بالتكوّن، لم يكن موفاز لوحة بيضاء في ما يتعلق برغبة عرفات الكفّ عن العنف ـــــ والانتقال إلى عملية عنيفة ضد العاملين بعنف ضد إسرائيل ـــــ واستئناف العملية السياسية. انقسم الإسرائيليون إلى مجموعتين: مجموعة تثق بعرفات، وأخرى تصدّقه. موفاز كان تابعاً للمجموعة الثانية، التي تعتقد أن عرفات لا يكذب قي قوله إنه لن يتنازل عن إنجاز حق عودة اللاجئين إلى داخل دولة إسرائيل.
قبل نحو شهر ونصف شهر، حصل موفاز على نتائج نقاشات أجريت في لواء التخطيط الاستراتيجي في «أغات»، شعبة التخطيط في هيئة الأركان العامة. النقاشات عُنيت بتحليل شخصية عرفات، في مسعى للإعداد للمرحلة المقبلة من العملية وخاصة لبعثة زيني، وفي نهاية هذه النقاشات عرضت أربع «شخصيات» محتملة لعرفات. رئيس اللواء الاستراتيجي، العميد عيبل غلعادي، وافق على استنتاج المحليين: عرفات يفضّل الصراع الأبدي على الاتفاق الحقيقي. موفاز أيّد هذه الخلاصة، التي هي في الأساس الشخصية الأولى والأكثر تجهماً من الكل، لكنه فضّل عرض التحليل على المستوى السياسي، لئلا يُتهم، كالعادة، باجتياح عسكري لملكية السياسيين.
المحلل الرئيسي لعرفات، رئيس فرع الفلسطينيين والأردن في شعبة التخطيط، كان برتبة مقدم. اسمه عمر، واسم شهرته يشير إلى أن أصله من مدينة شرق أوسطية. في الوقت الذي عمل فيه على «الشخصيات»، اهتم المقدم بأمر آخر، لقد عمل على إعداد «كارين A» لتهريب السلاح. كان هذا عمر عكاوي، لنقل «العكاوي»، ضابط الشرطة البحرية (القيادة البحرية الفلسطينية؛ فعلياً، سلاح البحر) التابعة للسلطة الفلسطينية وربان السفينة التي جرى شراؤها بالضبط في يوم عمليات أسامة بن لادن الإرهابية في أميركا، 11 أيلول.
النشاط البحري هو أحد اهتمامات عرفات، «الختيار» بحسب المخلصين له. في كانون الأول من عام 1999، أعدّ خبراء الإدارة المدنية في المناطق دراسة داخلية ـــــ سرية ومهيئة للقرار بشأن النّشر الخارجي ـــــ موضوعها «حكم المحتكرين» في السلطة: التجمّع الفاسد لـ«مبدأ القوة الاقتصادية في يد مجموعة محدودة من الزعماء المحيطين بعرفات لإيجاد خزنات صغيرة وصناديق خاصة لاستخدامه المخادع أمام جهات القوة المختلفة في السلطة».
في القيادة الرفيعة تبنٍّ لفكرة قالها أخيراً قائد سلاح البر، اللواء يفتاح رون تال: الصراع الآن هو على طول النفَس، والتحدي هو في استنزاف القوة من دون إنهاكها. فرضية عمل موفاز، أمان، لشعبة الاستخبارات، منسّق العمليات في المناطق، عاموس غلعاد، متشابهة في جوهرها ـــــ عرفات استعد لقتال متواصل وحاد أكثر مما كان عليه في الماضي. هو نقل نفسه إلى وظيفة أساسية في مسرحية «الصعود إلى السماء في عاصفة من النار»، مصطلح استقاه اللواء غلعاد من التاريخ الذي يحكي عن محمد وحصانه الأسطوري البراق. السلاح الذي نقلته «كارين A» كان معدّاً، بحسب هذا التصور، لخلق «جهنم» لإسرائيل، من جانبي الخط الأخضر.
اتّهمت إسرائيل حزب الله، والشهيد عماد مغنية تحديداً بالوقوف خلف إرسال سفينة الأسلحة الشهيرة «كارين A». وتعاملت إسرائيل مع الحدث بوصفه أحد أسوأ مجالات التعاون بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وحزب الله في لبنان، وخصوصاً بعدما اتهمت إسرائيل الرئيسي لعرفات بالضلوع في العملية. يقول كثيرون إنه بعد هذا الحدث، حكمت إسرائيل على عرفات بالموت، ورفعت مستوى العمل الأمني للوصول إلى مغنيّة. هذه جوانب من قصة السفينة، لأن ما نعرضه هو رواية إسرائيل فقط
في الثالث من كانون الثاني من عام 2002 هاجمت قوة من شييطت 13 في عملية مشتركة مع وحدات إضافية من سلاح البحر ومروحيات وطائرات تابعة لسلاح البحر سفينة «كارين إيه»، التي تبعد زهاء 500 كيلومتر عن جنوب شرق إيلات. عملية دهم السفينة لم تستغرق وقتاً طويلاً، وجرت من دون استخدام السلاح. سفينة الركّاب هذه تبلغ زنتها نحو 4000 طن وطولها ما بين 50 و60 متراً.
والصفقة نُفذت سرّاً بتمويل جزئي من السلطة، والشخص الّذي نسّق عملية شراء السفينة والأسلحة هو عادل مغربي الذي أطلع نائب قائد الشرطة البحرية للسلطة فتحي رازم على آخر التطورات. عناصر الشرطة البحرية كانوا متورطين في فترة انتفاضة الأقصى بعمليات إرهابية عديدة في مناطق نطاق الخط الأخضر وداخله، فقد حاولوا تهريب أسلحة للسلطة عبر البحر خاصة.
شراء السفينة حصل في لبنان في أواخر آب من عام 2001 وكان اسمها «K ريم». أبحرت من لبنان إلى السودان ومكثت خارج مرفأ السودان نحو 12 يوماً. خلال هذه الفترة استُبدل اسمها ليصبح «كارين A» وحُمّلت شحنة مواد غذائية عليها. من مرفأ السودان أبحرت «كارين A» أربعة أيام حتى مرفأ الحديدة في اليمن، حيث مكثت نحو أسبوع، أصلح خلاله مولّد السفينة وأفرغ جزء من الحمولة. كذلك، حُمّلت شحنة تبلغ نحو 180 طناً من الأرز والأمتعة المختلفة، أعدّت لتغطية الوسائل القتالية وتوجهت نحو دبي.
تسجيل الملكية حصل في بيراوس، وقد ذُكر في استمارة الشراء اسم عراقي، رقم جواز السفر وصندوق بريد في صنعاء، عاصمة اليمن. وقد طلب المالكون توفير الدهان الأساسي على أنفسهم، حيث اكتفوا بمحو أجزاء من الحروف وإضافة بادئة ولاحقة. وتحولت «ريم كي» إلى «كارين A»، التي بات مقرّها، على ما يبدو، مرفأ نوكوالوبا في المحيط الهادئ.
وفي الحادي عشر من كانون الأول من عام 2001 وصلت السفينة «كارين A» إلى مرفأ كيش في إيران. ووصلت معلومة استخبارية إلى إسرائيل، مفادها أن السلطة الفلسطينية، بمساعدة عدد من الشركات الوهمية، اشترت السفينة. وبعد تلقّي المعلومة، أصبحت السفينة تحت مراقبة الجهات الاستخبارية الإسرائيلية. واتضح للجهات الاستخبارية في إسرائيل أن المسؤولين الفلسطينيين الذين حاولوا تهريب كميات كبيرة من السلاح من سواحل لبنان على متن السفينة «سنتوريني» التي استولي عليها في السابع من أيار من عام 2001 بالقرب من سواحل حيفا وهي في طريقها إلى سواحل قطاع غزة، متورطون بامتلاك السفينة وتشغيلها. وقد واصلت إسرائيل جمع المعلومات حول السفينة بتعاون استخباري وثيق مع الولايات المتحدة والـ«سي آي إيه».
في جزيرة كيش، حُمّلت بالأسلحة، ثم أبحرت وهي تحمل علماً لمملكة تونغا، (مجموعة جزر جنوبي المحيط الهادئ ـــــ لجهة الشرق الأوسط). توقفت لمدّة قصيرة في ميناء حوديدا في اليمن، ومن هناك، تابعت مسارها المخطّط له ودخلت إلى خليج البحر الأحمر. وكان من المفترض أن تدخل السفينة قناة السويس وتفرغ حمولتها قبالة سواحل غزّة.
وتبين شراء الأسلحة من إيران مقابل 15 مليون دولار. وكان الدفع عن طريق لبنان، من خلال وسطاء في حزب الله. أما الحمولة المدنية التي استُخدِمت غطاءً لتهريب الحمولة غير الشرعية فقد بلغت نحو 3 ملايين دولار، فيما السفينة نفسها كانت بقيمة 400 ألف دولار.
كان عادل مغربي، وكيل المشتريات الأساسي في جهاز شراء الأسلحة الفلسطيني (بمساعدة قائد الشرطة البحرية الفلسطينية، جمعة غالي، ومديره التنفيذي فتحي كاظم) منذ تشرين الأول 2000 على تواصل مع الإيرانيين وحزب الله لإجراء عملية تهريب كبيرة للسلاح لمصلحة السلطة الفلسطينية. وتتضمّن العمليات تجريب السفن وشراءها، تأليف طاقم الإبحار وتعيين قائد الفريق، بالإضافة إلى إجراء الترتيبات اللازمة لتخزين السلاح وتحميله داخل السفن، ورحلتها البحرية إلى أن تسلّم إلى السلطة الفلسطينية.
وقد تولى تجهيز الأسلحة لتهريبها إلى السلطة الفلسطينية أفراد من حزب الله. فقد كان بين المجموعة على المركب الذي نقل صناديق السلاح مدرّب لبناني الجنسية، وهو ناشط في حزب الله درَّب الغطاس العامل ضمن طاقم السفينة على تركيب معدّات الطفو في لبنان، وكان مستعدّاً لإخضاعه إلى دورة تدريب جديدة قبل البدء بالإبحار.
خطّة السيطرة على السفينة سمّاها الإسرائيليون «سفينة نوح». كلف سلاح الجو والبحر إجراء مناورات تمهيداً للمهاجمة. اشتملت المناورات على السيطرة على سفن، مع مواجهة مقاومة مسلّحة، ورسم تخطيطي لتحليقات نحو مسافات بعيدة، تحتاج إلى تزود بوقود خلال التحليق. التقدير في مرحلة التدريبات كان أنّ المشكلة الأساسية في الخطّة هي المسافة البعيدة نحو الهدف ومنه. ولتجنّب السيطرة قبالة شواطئ مصر، خُطِّط لتنفيذ العمليّة في وسط البحر الأحمر، بين السودان والسعوديّة.
مع اقتراب السفينة إلى الخليج الفارسي، انطلقت من قاعدة سلاح البحر في إيلات سفن «دفورة» عدّة وعليها أطقم خاصّة بالشييطت 13. وقبل ساعات قليلة من السيطرة، أقلعت من قاعدة سلاح الجوّ في عوفدة قوّات تنفيذيّة إضافيّة، وتولّى قيادة القوّة التي اختيرت للسيطرة على السفينة قائد الشييطت برتبة عميد. كلّ الجنود حلّقوا بمروحيّات «بلاك هوك»، بتغطية من مروحيّتي «يسعور» و«أباتشي»، وقد رافقت العمليّة ثماني طائرات حربيّة، وطائرات تصوير، استخبارات وتزويد بالوقود، الطائرة الأخيرة التي أقلعت، بوينغ 707، استُخدمت غرفة قيادة طائرة وجلس فيها الضبّاط الذين قادوا العمليّة في الواقع، وهم: رئيس الأركان العامّة شاؤول موفاز، قائد سلاح الجو دان حالوتس، وقائد سلاح البحر يديديا يعري.
عندما دنت القوّات من السفينة، أرسلت طائرة تصوير في طلعة أخيرة للتأكد من أنّ الأمر يتعلّق بالهدف المطلوب، وقد بُثّت الصور من الطائرة إلى الأركان العامّة في تل أبيب. هناك، شاهدها نائب رئيس الأركان العامّة اللواء موشيه يعلون، ورئيس رصيف الاستخبارات في سلاح البحر العقيد يحزكال، وبعدما لوحظ اسم السفينة «كارين A» في الصور أعطي الإذن النهائي بالعمليّة.
قبل الفجر حلّقت مروحيّات الـ«بلاك هوك» فوق السفينة، نزل بعض جنود الشييطت بواسطة حبال إلى السفينة. في المقابل التصقت بالسفينة قوارب مطاطية عدّة من الشييطت، كانت قد أنزلت من سفن الدبورة مسبقاً، لتتولى حماية العمليّة ولتكون قوّة مساندة في حال الضرورة. قبل ذلك، حصل نقاش كبير حول العملية لدى المستويات الأمنية الإسرائيلية.
استقرّ ثقل القرار على كتفي رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال شاؤول موفاز. من تحته ضغطوا، ومن فوقه سألوا. توصيته، فهم الجميع، ستُحدَّد؛ وهو تردد في التوصية بالعملية أمام رئيس الحكومة ووزير الدفاع، قبل التأكد القطعي أن الهدف الذي يبحر شمالاً في البحر الأحمر هو السفينة الصحيحة. «إلى أي حد أنتم واثقون؟»، سأل موفاز رئيس استخبارات سلاح البحر، العميد يحزكال مشيتا. «بنسبة 99%»، رد مشيتا. كان هذا كثيراً جداً، في الأحجية التي حُلت بجهد كبير، لكنّ واحداً في المئة فقط قليل جداً لموفاز. الواحد في المئة الذي ينقص استكمل بشهادتين، الأهم من بينهما شهادات معاينة موفاز نفسه الذي حلّق فوق السفينة وركّز على اسمها بوسائل بعيدة الرؤية. الوسائل «بعيدة النظر» تلك، هي كالاسم المهني لمجال الاستخبارات الرصدية العلوية، هذا ما أشار إليه في نهاية العملية قائد سلاح البحر، اللواء يديديا يعري، بتوجيهه شكراً علنياً لمصنعي «ألتا» و«تمام» التابعين للصناعة الجوية. لحظة ظهور الاسم، مدهوناً لكن مترجماً، على شاشات الأجهزة في طائرة موفاز، حسم الكفّة. بذلك أعطيت الموافقة السريعة على صوابية قرار لجنة خبراء، مُنحت في نهاية كانون الأول جائزة رئيس «مفات» (البحث، التطوير، الوسائل القتالية والبنى التحتية التكنولوجية) في المؤسسة الأمنية لفريق مشترك من «ألتا» و«مفات»، طوّر رادار الـ«سار» الذي أكد هوية السفينة. الرادار مشّط مناطق واسعة، تصل إلى مئات الكيلومترات، وأُنتجت محاكاة للصورة ـــــ ترجم المنطقة من خلال عكس الإشارات التي تُبثّ من الهوائي إلى صورة شاملة، بجودة تصوير جوي يمكن حلّ رموزه فوراً. بتحليقه على مدى كيلومترات كثيرة فوق السفينة، تحقق رئيس هيئة الأركان العامة بأمّ عينه من صوابية الاستخبارات البحرية. حتى الآن تواجهه خفايا كثيرة، إنها السفينة الصحيحة، لكن هل شحنة السلاح في داخلها حقاً؟ هل الفريق مسلّح وسيقاوم السيطرة؟ هل الوسائل القتالية المهرّبة ملغّمة، أم يمكن تشغيلها عن بُعد بأن تُفجّر وتلحق الضرر بالقوة الإسرائيلية؟ وكان في عداد القوة التي استولت على السفينة طبيب الشييطت وممرضون، وهُيّئت إحدى المروحيات لعمليات جراحية وليدة الساعة.
وقت السيطرة، كان ثلاثة من طاقم السفينة فقط مستيقظين. هاجم جنود الشييطت السفينة ووضعوا المسدّسات على رؤوس أفراد الطاقم، المستيقظين والنائمين، قبض على البحّارة دفعة واحدة وقُيّدوا، وعندها فقط انضمّ إلى القوّة الأولى باقي الجنود، صعد إلى السفينة بحّارة قدامى قادوها إلى إيلات.
فور عمليّة السيطرة، وبالتوازي مع الاستجواب الأوّلي لطاقم السفينة، بدأ جنود الشييطت بفتح الحاويات التي خبّئت فيها الوسائل القتاليّة، بالإضافة إلى الأسلحة المتنوّعة: صواريخ كاتيوشا، مدافع هاون، صواريخ لاو، وبندقيات من نوع «دراغونوف» و AK-47 كلاشنيكوف، وصواريخ ساغر، وقاذفات R.P.G وألغام.
مسؤولية عرفات
في خريف عام 2001، عندما بدأت قضية «كارين A» بالتكوّن، لم يكن موفاز لوحة بيضاء في ما يتعلق برغبة عرفات الكفّ عن العنف ـــــ والانتقال إلى عملية عنيفة ضد العاملين بعنف ضد إسرائيل ـــــ واستئناف العملية السياسية. انقسم الإسرائيليون إلى مجموعتين: مجموعة تثق بعرفات، وأخرى تصدّقه. موفاز كان تابعاً للمجموعة الثانية، التي تعتقد أن عرفات لا يكذب قي قوله إنه لن يتنازل عن إنجاز حق عودة اللاجئين إلى داخل دولة إسرائيل.
قبل نحو شهر ونصف شهر، حصل موفاز على نتائج نقاشات أجريت في لواء التخطيط الاستراتيجي في «أغات»، شعبة التخطيط في هيئة الأركان العامة. النقاشات عُنيت بتحليل شخصية عرفات، في مسعى للإعداد للمرحلة المقبلة من العملية وخاصة لبعثة زيني، وفي نهاية هذه النقاشات عرضت أربع «شخصيات» محتملة لعرفات. رئيس اللواء الاستراتيجي، العميد عيبل غلعادي، وافق على استنتاج المحليين: عرفات يفضّل الصراع الأبدي على الاتفاق الحقيقي. موفاز أيّد هذه الخلاصة، التي هي في الأساس الشخصية الأولى والأكثر تجهماً من الكل، لكنه فضّل عرض التحليل على المستوى السياسي، لئلا يُتهم، كالعادة، باجتياح عسكري لملكية السياسيين.
المحلل الرئيسي لعرفات، رئيس فرع الفلسطينيين والأردن في شعبة التخطيط، كان برتبة مقدم. اسمه عمر، واسم شهرته يشير إلى أن أصله من مدينة شرق أوسطية. في الوقت الذي عمل فيه على «الشخصيات»، اهتم المقدم بأمر آخر، لقد عمل على إعداد «كارين A» لتهريب السلاح. كان هذا عمر عكاوي، لنقل «العكاوي»، ضابط الشرطة البحرية (القيادة البحرية الفلسطينية؛ فعلياً، سلاح البحر) التابعة للسلطة الفلسطينية وربان السفينة التي جرى شراؤها بالضبط في يوم عمليات أسامة بن لادن الإرهابية في أميركا، 11 أيلول.
النشاط البحري هو أحد اهتمامات عرفات، «الختيار» بحسب المخلصين له. في كانون الأول من عام 1999، أعدّ خبراء الإدارة المدنية في المناطق دراسة داخلية ـــــ سرية ومهيئة للقرار بشأن النّشر الخارجي ـــــ موضوعها «حكم المحتكرين» في السلطة: التجمّع الفاسد لـ«مبدأ القوة الاقتصادية في يد مجموعة محدودة من الزعماء المحيطين بعرفات لإيجاد خزنات صغيرة وصناديق خاصة لاستخدامه المخادع أمام جهات القوة المختلفة في السلطة».
في القيادة الرفيعة تبنٍّ لفكرة قالها أخيراً قائد سلاح البر، اللواء يفتاح رون تال: الصراع الآن هو على طول النفَس، والتحدي هو في استنزاف القوة من دون إنهاكها. فرضية عمل موفاز، أمان، لشعبة الاستخبارات، منسّق العمليات في المناطق، عاموس غلعاد، متشابهة في جوهرها ـــــ عرفات استعد لقتال متواصل وحاد أكثر مما كان عليه في الماضي. هو نقل نفسه إلى وظيفة أساسية في مسرحية «الصعود إلى السماء في عاصفة من النار»، مصطلح استقاه اللواء غلعاد من التاريخ الذي يحكي عن محمد وحصانه الأسطوري البراق. السلاح الذي نقلته «كارين A» كان معدّاً، بحسب هذا التصور، لخلق «جهنم» لإسرائيل، من جانبي الخط الأخضر.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» سها عرفات: تزوجت عرفات سرا.. وتحملت وصف قيادات فلسطينية لى ب
» كوبرا تقتل مغنيّة اندونيسية على المسرح
» سهى عرفات
» النائب فوق جبل عرفات
» ياسر عرفات بالشمع ..
» كوبرا تقتل مغنيّة اندونيسية على المسرح
» سهى عرفات
» النائب فوق جبل عرفات
» ياسر عرفات بالشمع ..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-11-21, 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR