غارة الناتو على القذافي

صور لسيف العرب نجل القذافي الذي تقول الحكومة إنه قتل في غارة للناتو (رويترز)

أثارت الغارة التي شنتها قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) على معقل العقيد معمر القذافي وأسفرت عن مقتل نجله الأصغر وثلاثة من أحفاده، تساؤلات حول المدى الذي يعتزم الغرب الذهاب إليه للتخلص من القذافي.

قيادة الناتو نفت استهدافها أيا من أفراد القذافي، واعتبرت تلك الغارة جزءا من إستراتيجيتها لشل قدرة القذافي على تنظيم وتنفيذ هجمات على المدنيين، وهو الذي جاء على أساسه القرار الأممي 1973.

ودافعت بريطانيا عن الغارة الجوية واعتبرت أنها تدخل ضمن القرار الدولي، حيث قال رئيس الحكومة ديفد كاميرون إن استهداف مقار القيادة والسيطرة جزء من إستراتيجية حماية المدنيين.

أما الخبراء فيقولون إن تصريحات كاميرون يمكن أن تشير إلى أن قادة الأطلسي مستعدون للمخاطرة بضرب القذافي.

وقال شاشناك جوشي من المعهد الملكي للدراسات الدفاعية والأمنية بلندن إن الأطلسي يخوض مخاطرة الاغتيال بالصدفة، واعتبر أنها مخاطرة مقبولة.

ولكن هل يحاول الأطلسي عبر إنكاره استهداف القذافي مباشرة أن يخفي تحولا في إستراتيجيته باتجاه تسريع نهاية الحرب بالقضاء على الزعيم الليبي، بعد أكثر من شهر من الضربات الجوية دون أن ترجح ميزان القوة لصالح المعارضة؟

توماس فالاسيك من مؤسسة يوربيان ريفورم يرى أن الائتلاف يستخدم ضغطا سياسيا وماديا حقيقيا على القذافي، ولا يستبعد أن يكون القضاء على هيكل القذافي خيارا.

أما السيناتور الجمهوري جون ماكين فقال "لا بأس" إذا قتلت الغارات الجوية التي يشنها حلف الأطلسي الزعيم الليبي أثناء استهدافها لمراكز قيادته.

ودعا الإدارة الأميركية إلى ضرورة المساهمة بمزيد من قوة النيران في عملية الأطلسي، محذرا من أن الجمود قد "يفتح الباب أمام القاعدة".

عبد الجليل يصدر عفوا
عمن يتخلى عن القذافي (رويترز)
غير أن مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار، أعرب عن أسفه لكل دم أريق "حتى لو كان من أسرة القذافي".

وأضاف "ولكن دماء أبناء القذافي ليست أغلى من دماء الليبيين والليبيات"، متهما القذافي بالتسبب بالحرب وقصف المدن والقرى بالطائرات والراجمات، "وهو الذي أسال الدماء وقتل الأطفال".

وعرض عبد الجليل في كلمة بثتها قناة الجزيرة عفوا عاما عن كل من يتخلى عن القذافي من أنصاره وينضم إلى صفوف المعارضة.

تداعيات
وفي ما يتعلق بمقتل سيف العرب نجل القذافي، فإن تبنى الأطلسي لمثل هذه الإستراتيجية قد يكون محفوفا بالمخاطر، حسب المحللين.

ويقول شاشناك جوشي "تساورني الشكوك في أنها كانت محاولة اغتيال"، محذرا من أن أي محاولة من هذا القبيل ربما تؤدي إلى تعميق الخلافات بشأن الحرب، ويمكن أن تدفع بمرور الوقت بعض الدول إلى الانسحاب من الائتلاف الغربي.

ويشير جوشي إلى أن الاغتيال لا يحظى بتأييد واسع والأطلسي يريد توحيد الائتلاف، كما أن اغتيال القذافي قد يثير تساؤلات بشأن دعم التدخل الأجنبي في العالم العربي، وفي نفس الوقت لا يضع حدا للقتال في ليبيا مع قدرة أبنائه على تولي دوره القيادي.

لاجئون على الحدود الليبية التونسية (الجزيرة)
انتقام
وتحدث لاجئون ليبيون عبروا الحدود التونسية عن قتال عنيف يجري في المناطق الغربية بين الثوار وقوات القذافي، وأعربوا عن خشيتهم من انتقام القذافي بعد الأنباء عن مقتل نجله وأحفاده.

وقال رجل إن الوضع في نالوت التي تخضع لسيطرة الثوار هادئ حاليا، و"لكننا جئنا إلى تونس لأننا على ثقة بأن القذافي سيقصفها مرة أخرى".

وقال متحدث باسم المعارضة في الزنتان إن القوات الموالية للقذافي تحاول التقدم صوب البلدة الواقعة إلى الجنوب الغربي من طرابلس وتقصفها بشكل عشوائي بالصواريخ.

صالح عوني وهو ليبي من بلدة يفرن التي تحاصرها القوات الحكومية منذ أسابيع، قال "لم يعد بوسعنا العيش هناك، فلا تمر ساعة بدون قصف".

المصدر: وكالات