إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
حادث اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس بين انتهاز الفرصة ومحاولة
صفحة 1 من اصل 1
حادث اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس بين انتهاز الفرصة ومحاولة
حادث اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس بين انتهاز الفرصة ومحاولة التوظيف
د. فتحي عقوب
كالعادة،
يكثر المتطفلون على الأحداث الكبيرة، رغم أن حدثا كاغتيال اللواء الركن
عبد الفتاح يونس عليه رحمة الله أكثر احتياجاً لتحكيم الفهم العقلاني من
الخوض فيه لمحاولة ركوب موجة الحدث أو – إن أمكن – قيادة زمامه لتحقيق
مآرب أخرى قريبة كانت أم بعيدة، فالأصل الجدير بالعناية هنا أن يقف الجميع
عند الفهم العاقل المدجَّج بالحكمة وبالحنكة الواقعية والسياسية في موقفٍ
عصيٍّ على عاصفة الحدث، وهذه هي أبرز سمات التعاطي العقلاني مع الفتن، فهي
إن أقبلت استأثر بإدراك أبعادها العقلاء وأهل الوعي فأحسنوا التعامل معها
وحجّموا آثارها، بينما هي إن أدبرت شاركهم في إدركها الجهلاء ورعاء الناس،
ولكن لات ساعة مَندمٍ.
إن
"الفهم العاقل" - إن صح التعبير - يقتضي في مثل هذه الظروف أن لا تتم أي
عملية توسيع لدائرة الحدث، لإن ذلك دون شك لن يكون فيه أيُّ مصلحة تُرجى
لأيِّ طرفٍ، فالعقل والحكمة يقتضيان التريث واتباع الطرق الإدارية التي تم
الإعلان عنها من خلال التحقيقات التي فُتحت عبر القنوات الرسمية، وعدم
الاستعجال في إصدار الأحكام فضلا عن البناء عليها بالظن والأوهام.
لا
شكَّ أن هناك بعض التوجهات والأطراف المسلحة لها أغراض معينة تسعى
لتحقيقها من خلال استغلالها لحالة الانفلات الأمني التي واكبت انطلاقة
الثورة المباركة، وقد تكون بعض تلك الجماعات مسؤولة عن حادث الاغتيال، إلا
أن الوقت لا يزال مبكراً جداً لتوجيه أصابع الاتهام أو المغامرة بإصدار
أحكام من هذا القبيل على جهةٍ أو فئةٍ ما جُزافا قبل ثبوتِ الأمر فإن هذا
إن وقع من شأنه أن يستدعي حالة من الفوضى ستؤثر سلبا على كل مكاسب الثورة
بداية من معارك التحرير التي تتواصل بقوة في جميع الجبهات، مرورا
بالاعترافات الدولية التي تقوي ساعد الثورة ومجلسها الانتقالي يوما بعد
آخر، وليس انتهاء بتاخير وإرباك الدعم المالي والإغاثي الذي ينتظره الثوار
هذه الأيام من المجتمع الدولي.
في
هذه الظروف شديدة الحساسية لا أعتقد أن الموقف العقلاني من الحدث الذي ألم
بالثوار يقف عند مجرد الحياد وعدم التوظيف، بل هناك حاجة ماسة اليوم إلى
خطوة أكثر تقدماً من قبل ذوي العقلانية والرشد، وبخاصة داخل المجلس الوطني
الانتقالي والمكتب التنفيذي، فلا يمسكوا العصا من الوسط، بل عليهم التصدي
وبقوة لا قبول معها إلا بالتفريق بين ظلمة الفتنة وضيقها وبين إنارة الحق
وبحبوحته، لذا فإنَّ عليهم اتخاذ مواقف حَديّة مع كل مَن تسوِّل له نفسه
المساسَ بأمن الثورة ومكتسباتها جريا وراء مكاسب سياسية أو لتصفية حسابات
حزبية، وأن يعتبروا هذا العمل مهمة وطنية كبرى وخطاً أحمر وواجب اللحظة
الحرجة التي نمر بها في ليبيا.
بالمقابل
أحذرُ وبشدة مِن أنَّ محاولات امتطاء صهوة الحدث لجعله مجرَّد صدَى من
أصداء حزازات حزبية أو مؤثرات أيديولوجية ضيقة سيكون له آثار يفوق سقفها
بكثير قدرة أصحاب تلك المحاولات التفجيرية التي تحاول استغلال الحدث
وتوظيفه ضاربةً بعرض الحائط مصلحة الوطن وأولوية حماية الثورة ودعم
مكتسباتها، آن لأولئك أن يدركوا جيدا بأن عهد الاستبداد قد ولّى وأن
القذافي الذي كان يصنع الأحداث ويوظفها لخدمة بقائه وتثبيت دعائم عرشه ثم
يطالب الآخرين بالرضوخ لذلك الواقع الذي يفرضه! لقد مضى كل ذلك، وأحرار
ليبيا بعد 17 فبراير قد شَبُّوا عن الطوق، يُدرِكون تَمَاماً هذه الأحابيل
فينبغي على مَن يتصدرون المشهد الليبي اليوم أن يكونوا في موقع المسؤولية
التاريخية وبحجمها وأن يَدرسوا أقوالهم وقبل مواقفهم ويُعايروها بمصالح
الثورة ومُكتسباتها وبأحلام الليبيين وآمالهم التي لن يسمحوا لأحدٍ أن
ينال منها، فإنَّ الجماهير قد عِيل صبرُها وما عادت تُتقن ممارسة فن
الاستخذاء! فالرجاء والأمل في كافة القوى الوطنية ورجالات ليبيا الحرة أن
يُمارسوا أعلى درجات ضبط النفس وكبت الهوى السياسي ويتخلصوا من الضيق
الحزبي للعبور من هذه المرحلة – إسقاط العقيد - التي أشرفت على الانتهاء
بسلام.
آن
لنا أن لا نوظف الحدث لمصالح حزبية، وبعبارة أدق : آن لنا أن لا نسمح
لغيرنا بتوظيفنا لصناعة حدث ثم توظيفه خارج نطاق المصلحة الوطنية العليا ..
التاريخ : 29/7/2011
د. فتحي عقوب
كالعادة،
يكثر المتطفلون على الأحداث الكبيرة، رغم أن حدثا كاغتيال اللواء الركن
عبد الفتاح يونس عليه رحمة الله أكثر احتياجاً لتحكيم الفهم العقلاني من
الخوض فيه لمحاولة ركوب موجة الحدث أو – إن أمكن – قيادة زمامه لتحقيق
مآرب أخرى قريبة كانت أم بعيدة، فالأصل الجدير بالعناية هنا أن يقف الجميع
عند الفهم العاقل المدجَّج بالحكمة وبالحنكة الواقعية والسياسية في موقفٍ
عصيٍّ على عاصفة الحدث، وهذه هي أبرز سمات التعاطي العقلاني مع الفتن، فهي
إن أقبلت استأثر بإدراك أبعادها العقلاء وأهل الوعي فأحسنوا التعامل معها
وحجّموا آثارها، بينما هي إن أدبرت شاركهم في إدركها الجهلاء ورعاء الناس،
ولكن لات ساعة مَندمٍ.
إن
"الفهم العاقل" - إن صح التعبير - يقتضي في مثل هذه الظروف أن لا تتم أي
عملية توسيع لدائرة الحدث، لإن ذلك دون شك لن يكون فيه أيُّ مصلحة تُرجى
لأيِّ طرفٍ، فالعقل والحكمة يقتضيان التريث واتباع الطرق الإدارية التي تم
الإعلان عنها من خلال التحقيقات التي فُتحت عبر القنوات الرسمية، وعدم
الاستعجال في إصدار الأحكام فضلا عن البناء عليها بالظن والأوهام.
لا
شكَّ أن هناك بعض التوجهات والأطراف المسلحة لها أغراض معينة تسعى
لتحقيقها من خلال استغلالها لحالة الانفلات الأمني التي واكبت انطلاقة
الثورة المباركة، وقد تكون بعض تلك الجماعات مسؤولة عن حادث الاغتيال، إلا
أن الوقت لا يزال مبكراً جداً لتوجيه أصابع الاتهام أو المغامرة بإصدار
أحكام من هذا القبيل على جهةٍ أو فئةٍ ما جُزافا قبل ثبوتِ الأمر فإن هذا
إن وقع من شأنه أن يستدعي حالة من الفوضى ستؤثر سلبا على كل مكاسب الثورة
بداية من معارك التحرير التي تتواصل بقوة في جميع الجبهات، مرورا
بالاعترافات الدولية التي تقوي ساعد الثورة ومجلسها الانتقالي يوما بعد
آخر، وليس انتهاء بتاخير وإرباك الدعم المالي والإغاثي الذي ينتظره الثوار
هذه الأيام من المجتمع الدولي.
في
هذه الظروف شديدة الحساسية لا أعتقد أن الموقف العقلاني من الحدث الذي ألم
بالثوار يقف عند مجرد الحياد وعدم التوظيف، بل هناك حاجة ماسة اليوم إلى
خطوة أكثر تقدماً من قبل ذوي العقلانية والرشد، وبخاصة داخل المجلس الوطني
الانتقالي والمكتب التنفيذي، فلا يمسكوا العصا من الوسط، بل عليهم التصدي
وبقوة لا قبول معها إلا بالتفريق بين ظلمة الفتنة وضيقها وبين إنارة الحق
وبحبوحته، لذا فإنَّ عليهم اتخاذ مواقف حَديّة مع كل مَن تسوِّل له نفسه
المساسَ بأمن الثورة ومكتسباتها جريا وراء مكاسب سياسية أو لتصفية حسابات
حزبية، وأن يعتبروا هذا العمل مهمة وطنية كبرى وخطاً أحمر وواجب اللحظة
الحرجة التي نمر بها في ليبيا.
بالمقابل
أحذرُ وبشدة مِن أنَّ محاولات امتطاء صهوة الحدث لجعله مجرَّد صدَى من
أصداء حزازات حزبية أو مؤثرات أيديولوجية ضيقة سيكون له آثار يفوق سقفها
بكثير قدرة أصحاب تلك المحاولات التفجيرية التي تحاول استغلال الحدث
وتوظيفه ضاربةً بعرض الحائط مصلحة الوطن وأولوية حماية الثورة ودعم
مكتسباتها، آن لأولئك أن يدركوا جيدا بأن عهد الاستبداد قد ولّى وأن
القذافي الذي كان يصنع الأحداث ويوظفها لخدمة بقائه وتثبيت دعائم عرشه ثم
يطالب الآخرين بالرضوخ لذلك الواقع الذي يفرضه! لقد مضى كل ذلك، وأحرار
ليبيا بعد 17 فبراير قد شَبُّوا عن الطوق، يُدرِكون تَمَاماً هذه الأحابيل
فينبغي على مَن يتصدرون المشهد الليبي اليوم أن يكونوا في موقع المسؤولية
التاريخية وبحجمها وأن يَدرسوا أقوالهم وقبل مواقفهم ويُعايروها بمصالح
الثورة ومُكتسباتها وبأحلام الليبيين وآمالهم التي لن يسمحوا لأحدٍ أن
ينال منها، فإنَّ الجماهير قد عِيل صبرُها وما عادت تُتقن ممارسة فن
الاستخذاء! فالرجاء والأمل في كافة القوى الوطنية ورجالات ليبيا الحرة أن
يُمارسوا أعلى درجات ضبط النفس وكبت الهوى السياسي ويتخلصوا من الضيق
الحزبي للعبور من هذه المرحلة – إسقاط العقيد - التي أشرفت على الانتهاء
بسلام.
آن
لنا أن لا نوظف الحدث لمصالح حزبية، وبعبارة أدق : آن لنا أن لا نسمح
لغيرنا بتوظيفنا لصناعة حدث ثم توظيفه خارج نطاق المصلحة الوطنية العليا ..
التاريخ : 29/7/2011
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
بوفرقه- مراقب
-
عدد المشاركات : 34697
العمر : 58
رقم العضوية : 179
قوة التقييم : 76
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
مواضيع مماثلة
» حقائق تكشف لأول مرة في قضية اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس ور
» محمد حامد يونس ابن أخ اللواء عبد الفتاح يونس ورأيه في اعتصام
» الشهيد اللواء عبد الفتاح يونس
» الناظوري: قطر وراء اغتيال عبد الفتاح يونس
» اللواء:عبد الفتاح يونس تواصل مع نظام القذافي
» محمد حامد يونس ابن أخ اللواء عبد الفتاح يونس ورأيه في اعتصام
» الشهيد اللواء عبد الفتاح يونس
» الناظوري: قطر وراء اغتيال عبد الفتاح يونس
» اللواء:عبد الفتاح يونس تواصل مع نظام القذافي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR