إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
سورة الكهف آية رقم 1
+3
فرج احميد
STAR
عبدالحفيظ عوض ربيع
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سورة الكهف آية رقم 1
سورة الكهف آية رقم 1
{الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا}
إعراب الآية :
"الذي" اسم موصول نعت للجلالة، وجملة "ولم يجعل" معطوفة على الصلة، الجار "له" متعلق بالفعل.
المواضيع المشتركة في الآية الكريمة :
# العبودية لله: وصف الأنبياء بها: محمد
# العوج: نفيه عن القرآن
# القرآن: أسماؤه: الكتاب
# القرآن: غاياته
# القرآن: وجوب تبليغه
# محمد: صفاته: العبد
# محمد: عبوديته لله
# نزول القرآن
الألفاظ المشتركة في الآية الكريمة :
شبه
- الشبه والشبهه والشبيه: حقيقتها في المماثلة من جهة الكيفية، كاللون والطعم، وكالعدالة والظلم، والشبهة: هو أن لا يتميز أحد الشيئين من الآخر لما بينهما من التشابه؛ عينا كان أو معنى، قال: (وأتوا به متشابها( [البقرة/ 25]، أي: يشبه بعضه بعضا لونا لا طعما وحقيقة، وقيل: متماثلا في الكمال والجودة، وقرئ قوله: (مشتبها وغير متشابه( [الأنعام/99]، وقرئ: (متشابها( [الأنعام/141]، جميعا، ومعناها متقاربان. وقال: (إن البقر تشابه علينا( [البقرة/70]، على لفظ الماضي، فجعل لفظه مذكرا، و (تشابه) (وهي قراءة شاذة، قرأ بها الأعرج) أي: تتشابه علينا على الإدغام، وقوله: (تشابهت قلوبهم( [البقرة/118]، أي: في الغي والجهالة قال: (آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات( [آل عمران/7]. والمتشابه من القرآن: ما أشكل تفسيره لمشابهته بغيره؛ إما من حيث اللفظ، أو من حيث المعنى، فقال الفقهاء: المتشابه: ما لا ينبئ ظاهره عن مراده (انظر: بصائر ذوي التمييز 3/293؛ والتعريفات للجرجاني ص 200)، [وحقيقة ذلك أن الآيات عند اعتبار بعضها ببعض ثلاثة أضرب: محكم على الإطلاق، ومتشابه على الإطلاق، ومحكم من وجه متشابه من وجه. فالمتشابه في الجملة ثلاث أضرب: متشابه من جهة اللفظ فقط، ومتشابه من جهة المعنى فقط، ومتشابه من جهتها. والمتشابه من جهة اللفظ ضربان:أحدهما يرجع إلى الألفاظ المفردة، وذلك إما من جهة غرابته نحو: الأب (الأب : الكلأ، وقيل: الأب من المرعى للدواب، كالفاكهة للإنسان. انظر: اللسان (أب) )، ويزفون (يزفون أي: يسرعون، وأصله من: زفيف النعامة، وهو ابتداء عدوها. انظر: اللسان (زف) ) ؛ وإما من جهة مشاركة في اللفظ كاليد والعين.والثاني يرجع إلى جملة الكلام المركب، وذلك ثلاثة أضرب:ضرب لاختصار الكلام نحو: (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء( [النساء/3].وضرب لبسط الكلام نحو: (ليس كمثله شيء( [الشورى/11]، لأنه لو قيل: ليس مثله شيء كان أظهر للسامع.وضرب لنظم الكلام نحو: (أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا *** قيما( [الكهف/1 - 2]، تقديره: الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا، وقوله: (ولولا رجال مؤمنون( إلى قوله: (لو تزيلوا( (الآية: (ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم، ليدخل الله في رحمته من يشاء، لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما( سورة الفتح: آية 25). والمتشابه من جهة المعنى: أوصاف الله تعالى، وأوصاف يوم القيامة، فإن تلك الصفات لا تتصور لنا إذ كان لا يحصل في نفوسنا صورة ما لم نحسه، أو لم يكن من جنس ما نحسه. والمتشابه من جهة المعنى واللفظ جميعا خمسة أضرب:الأول: من جهة الكمية كالعموم والخصوص نحو: (اقتلوا المشركين( [التوبة/ 5].والثاني: من جهة الكيفية كالوجوب والندب، نحو: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء( [النساء/3].والثالث: من جهة الزمان كالناسخ والمنسوخ، نحو: (اتقوا الله حق تقاته( [آل عمران/102].والرابع: من جهة المكان والأمور التي نزلت فيها، نحو: (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها( [البقرة/189]، وقوله: (إنما النسيء زيادة في الكفر( [التوبة/37]، فإن من لا يعرف عادتهم في الجاهلية يتعذر عليه معرفة تفسير هذه الآية.والخامس: من جهة الشروط التي بها يصح الفعل، أو يفسد كشروط الصلاة والنكاح. وهذه الجملة إذا تصورت علم أن كل ما ذكره المفسرون في تفسير المتشابه لا يخرج عن هذه التقاسيم، نحو قول من قال: المتشابه (آلم( [البقرة /1]، وقول قتادة: المحكم: الناسخ، والمتشابه: المنسوخ (أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره 2/48)، وقول الأصم (عبد الرحمن بن كيسان، أبو بكر الأصم المعتزلي، له تفسير عجيب، ينقل عنه الرازي. انظر لسان الميزان 3/427) : المحكم: ما أجمع على تأويله، والمتشابه: ما اختلف فيه. ثم جميع المتشابه على ثلاثة أضرب: ضرب لا سبيل للوقوف عليه، كوقت الساعة، وخروج دابة الأرض، وكيفية الدابة ونحو ذلك. وضرب للإنسان سبيل إلى معرفته، كالألفاظ الغريبة والأحكام الغلقة. وضرب متردد بين الأمرين يجوز أن يختص بمعرفة حقيقته بعض الراسخين في العلم، ويخفى على من دونهم، وهو الضرب المشار إليه بقوله عليه السلام في علي رضي الله عنه: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل) (لم أجده، لكن جاء عن علي رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن لأقضي بينهم، فقلت: يا رسول الله لا علم لي بالقضاء، فضرب بيده على صدري، وقال: (اللهم اهد قلبه، وسدد لسانه). أخرجه النسائي في تهذيب خصائص علي بن أبي طالب ص 43، وهو ضعيف)، وقوله لابن عباس مثل ذلك (الحديث عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء، فوضعت له وضوءا، قال: (من وضع هذا) ؟ فأخبر فقال: (اللهم فقهه في الدين). أخرجه البخاري في باب وضع الماء عند الخلاء 1/224.وقال ابن حجر: وهذه اللفظة اشتهرت على الألسنة: (اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل) حتى نسبها بعضهم للصحيحين ولم يصب، والحديث عند أحمد بهذا اللفظ، وعند الطبراني من وجهين آخرين. انظر فتح الباري 7/100 فضائل ابن عباس، ومسند أحمد 1/266، ومجمع الزوائد 9/279). وإذ عرفت هذه الجملة علم أن الوقف على قوله: (وما يعلم تأويله إلا الله( [آل عمران/7]، ووصله بقوله: (والراسخون في العلم( [آل عمران /7] جائز، وأن لكل واحد منهما وجها حسبما دل عليه التفصيل المتقدم] (ما بين [ ] نقله السيوطي بطوله في الإتقان 2/6). وقوله: (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها( [الزمر/23]، فإنه يعني ما يشبه بعضه بعضا في الأحكام، والحكمة واستقامة النظم. وقوله: (ولكن شبه لهم( (سورة النساء: آية 157. وقد نقل أكثر هذا الباب الفيروزآبادي حرفيا في البصائر 3/294 - 297) أي: مثل لهم من حسبوه إياه، والشبه من الجواهر: ما يشبه لونه لون الذهب.
عبد
- العبودية: إظهار التذلل، والعبادة أبلغ منها؛ لأنها غاية التذلل، ولا يستحقها إلا من له غاية الإفضال، وهو الله تعالى، ولهذا قال: (ألا تعبدوا إلا إياه( [الإسراء/23].والعبادة ضربان:عبادة بالتسخير، وهو كما ذكرناه في السجود.وعبادة بالاختيار، وهي لذوي النطق، وهي المأمور بها في نحو قوله: (اعبدوا ربكم( [البقرة/21]، (واعبدوا الله( [النساء/36]. والعبد يقال على أربعة أضرب:الأول: عبد بحكم الشرع، وهو الإنسان الذي يصح بيعه وابتياعه، نحو: (العبد بالعبد( [البقرة/178]، و (عبدا مملوكا لا يقدر على شيء( [النحل/75].الثاني: عبد بالإيجاد، وذلك ليس إلا لله، وإياه قصد بقوله: (إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا( [مريم/93].والثالث: عبد بالعبادة والخدمة، والناس في هذا ضربان:عبد لله مخلص، وهو المقصود بقوله: (واذكر عبدنا أيوب( [ص/41]، (إنه كان عبدا شكورا( [الإسراء/3]، (نزل الفرقان على عبده( [الفرقان/1]، (على عبده الكتاب( [الكهف/1]، (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان( [الحجر /42]، (كونوا عبادا لي( [آل عمران/79]، (إلا عبادك منهم المخلصين( [الحجر/40]، (وعد الرحمن عباده بالغيب( [مريم/61]، (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا( [الفرقان/63]، (فأسر بعبادي ليلا( [الدخان /23]، (فوجدا عبدا من عبادنا( [الكهف/65].وعبد للدنيا وأعراضها، وهو المعتكف على خدمتها ومراعاتها، وإياه قصد النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: (تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار) (أخرجه البخاري في كتاب الرقائق 7/175) وعلى هذا النحو يصح أن يقال: ليس كل إنسان عبد الله، فإن العبد على هذا بمعنى العابد، لكن العبد أبلغ من العابد، والناس كلهم عباد الله بل الأشياء كلها كذلك، لكن بعضها بالتسخير وبعضها بالاختيار، وجمع العبد الذي هو مسترق: عبيد، وقيل عبدى (في اللسان: ومن الجمع: عبدان، وعبدان، وعبدان)، وجمع العبد الذي هو العابد عباد، فالعبيد إذا أضيف إلى الله أعم من العباد. ولهذا قال: (وما أنا بظلام للعبيد( [ق/29]، فنبه أنه لا يظلم من يختص بعبادته ومن انتسب إلى غيره من الذين تسموا بعبد الشمس وعبد اللات ونحو ذلك. ويقال: طريق معبد، أي: مذلل بالوطء، وبعير معبد: مذلل بالقطران، وعبدت فلانا: إذا ذللته، وإذا اتخذته عبدا. قال تعالى: (أن عبدت بني إسرائيل( [الشعراء/ 22].
عوج
- العوج: العطف عن حال الانتصاب، يقال: عجت البعير بزمامه، وفلان ما يعوج عن شيء يهم به، أي: ما يرجع، والعوج، والعوج يقال فيما يدرك بالبصر سهلا كالخشب المنتصب ونحوه. والعوج يقال فيما يدرك بالفكر والبصيرة كما يكون في أرض بسيط يعرف تفاوته بالبصيرة والدين والمعاش، قال تعالى: (قرآنا عربيا غير ذي عوج( [الزمر/28]، (ولم يجعل له عوجا( [الكهف/1]، (والذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا( [الأعراف/45]. والأعوج يكنى به عن سيء الخلق، والأعوجية (أعوج اسم فرس كان لهلال بن عامر، وقيل: هو فرس غني بن أعصر، وقيل: هما فرسان: أعوج الأكبر، وأعوج الأصغر. قال الغندجاني: وليس لهم فحل أشهر في العرب ولا أكثر نسلا، ولا الشعراء والفرسان أكثر ذكرا له وافتخارا به من أعوج. انظر: أسماء خيل العرب ص 36؛ وأنساب الخيل ص 16؛ والعقد الفريد 1/109) : منسوبة إلى أعوج، وهو فحل معروف.
قوم
- يقال: قام يقوم قياما، فهو قائم، وجمعه: قيام، وأقامه غيره. وأقام بالمكان إقامة، والقيام على أضرب: قيام بالشخص؛ إما بتسخير أو اختيار، وقيام للشيء هو المراعاة للشيء والحفظ له، وقيام هو على العزم على الشيء، فمن القيام بالتسخير قوله تعالى: (منها قائم وحصيد( [هود/100]، وقوله: (ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها( [الحشر/5]، ومن القيام الذي هو بالاختيار قوله تعالى: (أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما( [الزمر/9].وقوله: (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم( [آل عمران/191]، وقوله: (الرجال قوامون على النساء( [النساء/34]، وقوله: (والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما( [الفرقان/64].والقيام في الآيتين جمع قائم. ومن المراعاة للشيء قوله: (كونوا قوامين لله شهداء بالقسط( [المائدة/ 8]، (قائما بالقسط( [آل عمران/18]، وقوله: (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت( [الرعد/33] أي: حافظ لها.وقوله تعالى: (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة( [آل عمران/113]، وقوله: (إلا ما دمت عليه قائما( [آل عمران/75] أي: ثابتا على طلبه.ومن القيام الذي هو العزم قوله: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة( [المائدة/6]، وقوله: (يقيمون الصلاة( [المائدة /55] أي: يديمون فعلها ويحافظون عليها.والقيام والقوام:اسم لما يقوم به الشيء أي: يثبت، كالعماد والسناد: لما يعمد ويسند به، كقوله: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما( [النساء/5]، أي: جعلها مما يمسككم.وقوله: (جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس( [المائدة/97] أي: قواما لهم يقوم به معاشهم ومعادهم.قال الأصم: قائما لا ينسخ، وقرئ: (قيما( (وهي قراءة ابن عامر.الإتحاف ص 203) بمعنى قياما، وليس قول من قال: جمع قيمة بشيء. ويقال: قام كذا، وثبت، وركز بمعنى. وقوله: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى( [البقرة/125]، وقام فلان مقام فلان: إذا ناب عنه. قال: (فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان( [المائدة/107]. وقوله: (دينا قيما( [الأنعام/161]، أي: ثابتا مقوما لأمور معاشهم ومعادهم. وقرئ: (قيما( (وهي قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف.الإتحاف ص 220) مخففا من قيام. وقيل هو وصف، نحو: قوم عدى، ومكان سوى، ولحم زيم (لحم زيم: متعضل ليس بمجتمع في مكان فيبدن. اللسان (زيم) )، وماء روى، وعلى هذا قوله تعالى: (ذلك الدين القيم( [يوسف/40]، وقوله: (ولم يجعل له عوجا قيما( [الكهف/1 - 2]، وقوله: (وذلك دين القيمة( [البينة/5] فالقيمة ههنا اسم للأمة القائمة بالقسط المشار إليهم بقوله: (كنتم خير أمة( [آل عمران/110]، وقوله: (كونوا قوامين بالقسط شهداء لله( [النساء/135]، (يتلو صحفا مطهرة * فيها كتب قيمة( [البينة/2 - 3] فقد أشار بقوله: (صحفا مطهرة( إلى القرآن، وبقوله: (كتب قيمة( [البينة/3] إلى ما فيه من معاني كتب الله تعالى؛ فإن القرآن مجمع ثمرة كتب الله تعالى المتقدمة. وقوله: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم( [البقرة/ 255] أي: القائم الحافظ لكل شيء، والمعطى له ما به قوامه، وذلك هو المعنى المذكور في قوله: (الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى( [طه/50]، وفي قوله: (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت( [الرعد/33].وبناء قيوم: فيعول، وقيام: فيعال. نحو: ديون وديان، والقيامة: عبارة عن قيام الساعة المذكورة في قوله: (ويوم تقوم الساعة( [الروم/12]، (يوم يقوم الناس لرب العالمين( [المطففين/6]، (وما أظن الساعة قائمة( [الكهف/36]، والقيامة أصلها ما يكون من الإنسان من القيام دفعة واحدة، أدخل فيها الهاء تنبيها على وقوعها دفعة، والمقام يكون مصدرا، واسم مكان القيام، وزمانه. نحو: (إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري( [يونس/71]، (ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد( [إبراهيم/14]، (ولمن خاف مقام ربه( [الرحمن/46]، (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى( [البقرة/125]، (فيه آيات بينات مقام إبراهيم( [آل عمران/97]، وقوله: (وزروع ومقام كريم( [الدخان/26]، (إن المتقين في مقام أمين( [الدخان/51]، (خير مقاما وأحسن نديا( [مريم/73]، وقال: (وما منا إلا له مقام معلوم( [الصافات/164]، وقال: (أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك( [النمل/39] قال الأخفش: في قوله: (قبل أن تقوم من مقامك( [النمل/39] : إن المقام المقعد، فهذا إن أراد أن المقام والمقعد بالذات شيء واحد، وإنما يختلفان بنسبته إلى الفاعل كالصعود والحدور فصحيح، وإن أراد أن معنى المقام معنى المقعد فذلك بعيد؛ فإنه يسمى المكان الواحد مرة مقاما إذا اعتبر بقيامه، ومقعدا إذا اعتبر بقعوده، وقيل: المقامة: الجماعة، قال الشاعر:- 379 - وفيهم مقامات حسان وجوههم(الشطر لزهير بن أبي سلمى، وعجزه:وأندية ينتابها القول والفعلوهو في ديوانه ص 60 من قصيدة مطلعها:صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلووأقضر من سلمى التعانيق فالثقل)وإنما ذلك في الحقيقة اسم للمكان وإن جعل اسما لأصحابه. نحو قول الشاعر:- 380 - واستب بعدك يا كليب المجلس * (هذا عجز بيت لمهلهل بن ربيعة من أبيات يرثي بها أخاه.وصدره:نبئت أن النار بعدك أوقدتوهو في ديوانه ص 280)فسمى المستبين المجلس. والاستقامة يقال في الطريق الذي يكون على خط مستو، وبه شبه طريق المحق. نحو: (اهدنا الصراط المستقيم( [الفاتحة/6]، (وأن هذا صراطي مستقيما( [الأنعام/153]، (إن ربي على صراط مستقيم( [هود/56]. واستقامة الإنسان: لزومه المنهج المستقيم. نحو قوله: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا( [فصلت/30] وقال: (فاستقم كما أمرت( [هود/ 112]، (فاستقيموا إليه( [فصلت/6] والإقامة في المكان: الثبات. وإقامة الشيء: توفية حقه، وقال: (قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل( [المائدة/68] أي: توفون حقوقهما بالعلم والعمل، وكذلك قوله: (ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل( [المائدة/66] ولم يأمر تعالى بالصلاة حيثما أمر، ولا مدح بها حيثما مدح إلا بلفظ الإقامة، تنبيها أن المقصود منها توفية شرائطها لا الإتيان بهيئاتها، نحو: (أقيموا الصلاة( [البقرة/43]، في غير موضع (والمقيمين الصلاة( [النساء/162]. وقوله: (وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى( [النساء/142] فإن هذا من القيام لا من الإقامة، وأما قوله: (رب اجعلني مقيم الصلاة( [إبراهيم/40] أي: وفقني لتوفية شرائطها، وقوله: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة( [التوبة/11] فقد قيل: عني به إقامتها بالإقرار بوجوبها لا بأدائها، والمقام يقال للمصدر، والمكان، والزمان، والمفعول، لكن الوارد في القرآن هو المصدر نحو قوله: (إنها ساءت مستقرا ومقاما( [الفرقان/66]، والمقامة: الإقامة، قال: (الذي أحلنا دار المقامة من فضله( [فاطر/35] نحو: (دار الخلد( [فصلت/28]، (وجنات عدن( [التوبة/72]، وقوله: (لا مقام لكم فارجعوا( [الأحزاب/13]، من قام، أي: لا مستقر لكم، وقد قرئ: (لا مقام لكم( (وهي قراءة حفص وحده، والباقون بفتح الميم. الإتحاف ص 353) من: أقام. ويعبر بالإقامة عن الدوام. نحو: (عذاب مقيم( [هود/39]، وقرئ: (إن المتقين في مقام أمين( (وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب) [الدخان/51]، أي: في مكان تدوم إقامتهم فيه، وتقويم الشيء: تثقيفه، قال: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم( [التين/4] وذلك إشارة إلى ما خص به الإنسان من بين الحيوان من العقل والفهم، وانتصاب القامة الدالة على استيلائه على كل ما في هذا العالم، وتقويم السلعة: بيان قيمتها. والقوم: جماعة الرجال في الأصل دون النساء، ولذلك قال: (لا يسخر قوم من قوم( الآية [الحجرات/11]، قال الشاعر:- 381 - أقوم آل حصن أم نساء(عجز بيت لزهير، وصدره:وما أدري وسوف إخال أدريوهو من قصيدة مطلعها:عفا من آل فاطمة الجواء * فيمن فالقوادم فالحساءوهو في ديوانه ص 12؛ واللسان (قوم) )وفي عامة القرآن أريدوا به والنساء جميعا، وحقيقته للرجال لما نبه عليه قوله: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله به بعضهم على بعض( الآية [النساء/34].
نزل
- النزول في الأصل هو انحطاط من علو. يقال: نزل عن دابته، ونزل في مكان كذا: حط رحله فيه، وأنزله غيره. قال تعالى: (أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين( [المؤمنون/29] ونزل بكذا، وأنزله بمعنى، وإنزال الله تعالى نعمه ونقمه على الخلق، وإعطاؤهم إياها، وذلك إما بإنزال الشيء نفسه كإنزال القرآن، إما بإنزال أسبابه والهداية إليه، كإنزال الحديد واللباس، ونحو ذلك، قال تعالى: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب( [الكهف/1]، (الله الذي أنزل الكتاب( [الشورى/17]، (وأنزلنا الحديد( [الحديد/25]، (وأنزلنا معهم الكتاب والميزان( [الحديد/25]، (وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج( [الزمر/6]، (وأنزلنا من السماء ماء طهورا( [الفرقان/ 48]، (وأنزلنا من المعصرات ماءا ثجاجا( [النبأ/14]، و (أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم( [الأعراف/26]، (أنزل علينا مائدة من السماء( [المائدة/ 114]، (أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده( [البقرة/90] ومن إنزال العذاب قوله: (إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون( [العنكبوت/34]. والفرق بين الإنزال والتنزيل في وصف القرآن والملائكة أن التنزيل يختص بالموضع الذي يشير إليه إنزاله مفرقا، ومرة بعد أخرى، والإنزال عام، فمما ذكر فيه التنزيل قوله: (نزل به الروح الأمين( [الشعراء/193] وقرئ: (نزل( (وهي قراءة ابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف.الإتحاف ص 334) (ونزلناه تنزيلا( [الإسراء/ 106]، (إنا نحن نزلنا الذكر( [الحجر/9]، (لولا نزل هذا القرآن( [الزخرف /31]، (ولو نزلناه على بعض الأعجمين( [الشعراء/198]، (ثم أنزل الله سكينته( [التوبة/26]، (وأنزل جنودا لم تروها( [التوبة/26]، (لولا نزلت سورة( [محمد/20]، (فإذا أنزلت سورة محكمة( [محمد/20] فإنما ذكر في الأول (نزل)، وفي الثاني (أنزل) تنبيها أن المنافقين يقترحون أن ينزل شيء فشيء من الحث على القتال ليتولوه، وإذا أمروا بذلك مرة واحدة تحاشوا منه فلم يفعلوه، فهم يقترحون الكثير ولا يفون منه بالقليل. وقوله: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة( [الدخان/3]، (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن( [البقرة/ 185]، (إنا أنزلناه في ليلة القدر( [القدر/1] وإنما خص لفظ الإنزال دون التنزيل، لما روي: (أن القرآن نزل دفعة واحدة إلى سماء الدنيا، ثم نزل نجم فنجما) (أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة( قال: أنزل القرآن في ليلة القدر، ثم نزل به جبريل على رسول الله نجوما بجواب كلام الناس.وأخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم النخعي في الآية قال: نزل القرآن جملة على جبريل، وكان جبريل يجيء بعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم. الدر المنثور 7/398). وقوله تعالى: (الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله( [التوبة/97] فخص لفظ الإنزال ليكون أعم، فقد تقدم أن الإنزال أعم من التنزيل، قال تعالى: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل( [الحشر/21] ولم يقل: لو نزلنا، تنبيها أنا لو خولناه مرة ما خولناك مرارا (لرأيته خاشعا( [الحشر/21]. وقوله: (قد أنزل الله إليكم ذكرا * رسولا يتلو عليكم آيات الله( [الطلاق/10 - 11] فقد قيل: أراد بإنزال الذكر ههنا بعثة النبي عليه الصلاة والسلام، وسماه ذكرا كما سمي عيسى عليه السلام كلمة، فعلى هذا يكون قوله: (رسولا) بدلا من قوله (ذكرا) وقيل: بل أراد إنزال ذكره، فيكون (رسولا) مفعولا لقوله: ذكرا. أي: ذكرا رسولا. وأما التنزيل فهو كالنزول به، يقال: نزل الملك بكذا، وتنزل، ولا يقال: نزل الله بكذا ولا تنزل، قال: (نزل به الروح الأمين( [الشعراء/193] وقال: (تنزل الملائكة( [القدر/4]، (وما نتنزل إلا بأمر ربك( [مريم/64]، (يتنزل الأمر بينهن [الطلاق/12] ولا يقال في المفترى والكذب وما كان من الشيطان إلا التنزل: {وما تنزلت به الشياطين( [الشعراء/210]، (على من تنزل الشياطين * تنزل( الآية [الشعراء/221 - 222]. والنزل: ما يعد للنازل من الزاد، قال: (فلهم جنات المأوى نزلا( [السجدة/19] وقال: (نزلا من عند الله( [آل عمران/198] وقال في صفة أهل النار: (لآكلون من شجر من زقوم( إلى قوله: (هذا نزلهم يوم الدين( (الآيات: (لآكلون من شجر من زقوم * فمالئون منها البطون * فشاربون عليه من الحميم * فشاربون شرب الهيم * هذا نزلهم يوم الدين( [الواقعة/52 - 56] )، (فنزل من حميم( [الواقعة/93]. وأنزلت فلانا: أضفته. ويعبر بالنازلة عن الشدة، وجمعها نوازل، والنزال في الحرب: المنازلة، ونزل فلان: إذا أتى منى، قال الشاعر:- 436 - أنازلة أسماء أم غير نازلة(الشطر لعامر بن الطفيل، وعجزه:أبيني لنا يا أسم ما أنت فاعلهوهو في ديوانه ص 104؛ وشرح المقصورة لابن هشام اللخمي ص 262؛ والمجمل 3/864)والنزالة والنزل يكنى بهما عن ماء الرجل إذا خرج عنه، وطعام نزل، وذو نزل: له ريع، وخط نزل: مجتمع، تشبيها بالطعام النزل.
تفسير الجلالين :
1 - (الحمد) وهو الوصف بالجميل ثابت (لله) تعالى وهل المراد الإعلام بذلك للإيمان به أو الثناء به أو هما احتمالات أفيدها الثالث (الذي أنزل على عبده) محمد (الكتاب) القرآن (ولم يجعل له) أي فيه (عوجا) اختلافا أو تناقضا والجملة حال من الكتاب
تفسير ابن كثير :
سورة الكهف ذكر ما ورد في فضلها والعشر الآيات من أولها وآخرها وأنها عصمة من الدجال " قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يقول : قرأ رجل الكهف وفي الدار دابة فجعلت تنفر فنظر فإذا ضبابة أو سحابة قد غشيته فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال " اقرأ فلان فإنها السكينة تنزل عند القرآن أو تنزلت للقرآن " أخرجاه في الصحيحين من حديث شعبة به وهذا الرجل الذي كان يتلوها هو أسيد بن الحضير كما تقدم في تفسير سورة البقرة . وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد أخبرنا همام بن يحيى عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف . عصم من الدجال " رواه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي من حديث قتادة به ولفظ الترمذي " من حفظ ثلاث آيات من أول الكهف " وقال حسن صحيح " طريق أخرى " قال الإمام أحمد : حدثنا حجاج حدثنا شعبة عن قتادة سمعت سالم بن أبي الجعد يحدث عن معدان عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال " ورواه مسلم أيضا والنسائي من حديث قتادة به وفي لفظ النسائي " من قرأ عشر آيات من الكهف " فذكره " حديث آخر " وقد رواه النسائي في اليوم والليلة عن محمد بن عبد الأعلى عن خالد عن شعبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف فإنه عصمة له من الدجال " فيحتمل أن سالما سمعه من ثوبان ومن أبي الدرداء وقال أحمد : حدثنا حسين حدثنا ابن لهيعة حدثنا زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " من قرأ أول سورة الكهف وآخرها كانت له نورا من قدمه إلى رأسه ومن قرأها كلها كانت له نورا ما بين السماء والأرض " انفرد به أحمد ولم يخرجوه وروى الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره بإسناد له غريب عن خالد بن سعيد بن أبي مريم عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء له يوم القيامة وغفر له ما بين الجمعتين " وهذا الحديث في رفعه نظر وأحسن أحواله الوقف . وهكذا روى الإمام سعيد بن منصور في سننه عن هشيم بن بشير عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال : من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق هكذا وقع موقوفا وكذا رواه الثوري عن أبي هاشم به من حديث أبي سعيد الخدري وقد أخرجه الحاكم في مستدركه عن أبي بكر محمد بن المؤمل حدثنا الفضيل بن محمد الشعراني حدثنا نعيم بن حماد حدثنا هشيم حدثنا أبو هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين الجمعتين " ثم قال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وهكذا رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في سننه عن الحاكم ثم قال البيهقي ورواه يحيى بن كثير عن شعبة عن أبي هاشم بإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من قرأ سورة الكهف كما نزلت كانت له نورا يوم القيامة " وفي المختارة للحافظ الضياء المقدسي عن عبد الله بن مصعب عن منظور بن زيد بن خالد الجهني عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي مرفوعا : " من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة فهو معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة وإن خرج الدجال عصم منه " . قد تقدم في أول التفسير أنه تعالى يحمد نفسه المقدسة عند فواتح الأمور وخواتمها فإنه المحمود على كل حال وله الحمد في الأولى والآخرة ولهذا حمد نفسه على إنزاله كتابه العزيز على رسوله الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه فإنه أعظم نعمة أنعمها الله على أهل الأرض إذ أخرجهم به من الظلمات إلى النور حيث جعله كتابا مستقيما لا اعوجاج فيه ولا زيغ بل يهدي إلى صراط مستقيم واضحا بينا جليا نذيرا للكافرين بشيرا للمؤمنين ولهذا قال " ولم يجعل له عوجا " أي لم يجعل فيه اعوجاجا ولا زيغا ولا ميلا بل جعله معتدلا مستقيما .
تفسير القرطبي :
سورة الكهف وهي مكية في قول جميع المفسرين . روي عن فرقة أن أول السورة نزل بالمدينة إلى قوله " جرزا " [ الكهف : 8 ] , والأول أصح . وروي في فضلها من حديث أنس أنه قال : من قرأ بها أعطي نورا بين السماء والأرض ووقي بها فتنة القبر . وقال إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا أدلكم على سورة شيعها سبعون ألف ملك ملأ عظمها ما بين السماء والأرض لتاليها مثل ذلك ) . قالوا : بلى يا رسول الله ؟ قال : ( سورة أصحاب الكهف من قرأها يوم الجمعة غفر له الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام وأعطي نورا يبلغ السماء ووقي فتنة الدجال ) ذكره الثعلبي , والمهدوي أيضا بمعناه . وفي مسند الدارمي عن أبي سعيد الخدري قال : من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق . وفي صحيح مسلم عن أبي الدرداء أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال ) . وفي رواية ( من آخر الكهف ) . وفي مسلم أيضا من حديث النواس بن سمعان ( فمن أدركه - يعني الدجال - فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف ) . وذكره الثعلبي . قال : سمرة بن جندب قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ عشر آيات من سورة الكهف حفظا لم تضره فتنة الدجال ) . ومن قرأ السورة كلها دخل الجنة . ذكر ابن إسحاق أن قريشا بعثوا النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود وقالوا لهما : سلاهم عن محمد وصفا لهم صفته وأخبراهم بقوله ; فإنهم أهل الكتاب الأول , وعندهم علم ليس عندنا من علم الأنبياء ; فخرجا حتى قدما المدينة , فسألا أحبار يهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , ووصفا لهم أمره , وأخبراهم ببعض قوله , وقالا لهم : إنكم أهل التوراة وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا . فقالت لهما أحبار يهود : سلوه عن ثلاث نأمركم بهن , فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل , وإن لم يفعل فالرجل متقول , فروا فيه رأيكم ; سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول , ما كان أمرهم ; فإنه قد كان لهم حديث عجب . سلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها , ما كان نبؤه . وسلوه عن الروح , ما هي ; فإذا أخبركم بذلك فاتبعوه فإنه نبي , وإن لم يفعل فهو رجل متقول فاصنعوا في أمره ما بدا لكم . فأقبل النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط حتى قدما مكة على قريش فقالا : يا معشر قريش , قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد - صلى الله عليه وسلم - قد أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أشياء أمرونا بها , فإن أخبركم عنها فهو نبي , وإن لم يفعل فالرجل متقول , فروا فيه رأيكم . فجاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد , أخبرنا عن فتية ذهبوا في الدهر الأول , قد كانت لهم قصة عجب , وعن رجل كان طوافا قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها , وأخبرنا عن الروح ما هي ؟ قال فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أخبركم بما سألتم عنه غدا ) ولم يستثن . فانصرفوا عنه , فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يزعمون خمس عشرة ليلة , لا يحدث الله إليه في ذلك وحيا ولا يأتيه جبريل , حتى أرجف أهل مكة وقالوا : وعدنا محمد غدا , واليوم خمس عشرة ليلة , وقد أصبحنا منها لا يخبرنا بشيء مما سألناه عنه ; وحتى أحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث الوحي عنه , وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة , ثم جاءه جبريل عليه السلام من عند الله عز وجل بسورة أصحاب الكهف فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم , وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية , والرجل الطواف والروح . قال ابن إسحاق : فذكر لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل : ( لقد احتبست عني يا جبريل حتى سؤت ظنا " فقال له جبريل : " وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا " [ مريم : 64 ] . فافتتح السورة تبارك وتعالى بحمده , وذكر نبوة رسوله صلى الله عليه وسلم لما أنكروا عليه من ذلك فقال : " الحمد الله الذي أنزل على عبده الكتاب " يعني محمدا , إنك رسول مني , أي تحقيق لما سألوا عنه من نبوتك . " ولم يجعل له عوجا قيما " أي معتدلا لا اختلاف فيه . " لينذر بأسا شديدا من لدنه " أي عاجل عقوبته في الدنيا , وعذابا أليما في الآخرة , أي من عند ربك الذي بعثك رسولا . " ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات , أن لهم أجرا حسنا ماكثين فيه أبدا " أي دار الخلد لا يموتون فيها , الذين صدقوك بما جئت به مما كذبك به غيرهم , وعملوا بما أمرتهم به من الأعمال . " وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا " [ الكهف : 4 ] يعني قريشا في قولهم : إنا نعبد الملائكة وهي بنات الله . " ما لهم به من علم ولا لآبائهم " [ الكهف : 5 ] الذين أعظموا فراقهم وعيب دينهم . " كبرت كلمة تخرج من أفواههم " [ الكهف : 5 ] أي لقولهم إن الملائكة بنات الله . " إن يقولون إلا كذبا . فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا " [ الكهف : 6 ] لحزنه عليهم حين فاته ما كان يرجوه منهم , أي لا تفعل . قال ابن هشام : " باخع نفسك " مهلك نفسك ; فيما حدثني أبو عبيدة . قال ذو الرمة : ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه بشيء نحته عن يديه المقادر وجمعها باخعون وبخعة . وهذا البيت في قصيدة له . وقول العرب : قد بخعت له نصحي ونفسي , أي جهدت له . " إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا " [ الكهف : 7 ] قال ابن إسحاق : أي أيهم أتبع لأمري وأعمل بطاعتي : " وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا " [ الكهف : 8 ] أي الأرض , وإن ما عليها لفان وزائل , وإن المرجع إلي فأجزي كلا بعمله ; فلا تأس ولا يحزنك ما ترى وتسمع فيها . قال ابن هشام : الصعيد وجه الأرض , وجمعه صعد . قال ذو الرمة يصف ظبيا صغيرا : كأنه بالضحى ترمي الصعيد به دبابة في عظام الرأس خرطوم وهذا البيت في قصيدة له . والصعيد أيضا : الطريق , وقد جاء في الحديث : ( إياكم والقعود على الصعدات ) يريد الطرق . والجرز : الأرض التي لا تنبت شيئا , وجمعها أجراز . ويقال : سنة جرز وسنون أجراز ; وهي التي لا يكون فيها مطر . وتكون فيها جدوبة ويبس وشدة . قال ذو الرمة يصف إبلا : طوى النحز والأجراز ما في بطونها فما بقيت إلا الضلوع الجراشع قال ابن إسحاق : ثم استقبل قصة الخبر فيما سألوه عنه من شأن الفتية فقال : " أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا " [ الكهف : 9 ] أي قد كان من آياتي فيما وضعت على العباد من حجتي ما هو أعجب من ذلك . قال ابن هشام : والرقيم الكتاب الذي رقم بخبرهم , وجمعه رقم . قال العجاج : ومستقر المصحف المرقم وهذا البيت في أرجوزة له . قال ابن إسحاق : ثم قال " إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا . فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا . ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا " [ الكهف : 12 ] . ثم قال : " نحن نقص عليك نبأهم بالحق " [ الكهف : 13 ] أي بصدق الخبر " إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى . وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا " [ الكهف : 14 ] أي لم يشركوا بي كما أشركتم بي ما ليس لكم به علم . قال ابن هشام : والشطط الغلو ومجاوزة الحق . قال أعشى بن قيس بن ثعلبة : أتنتهون ولا ينهى ذوي شطط كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل وهذا البيت في قصيدة له . قال ابن إسحاق : " هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين " [ الكهف : 15 ] . قال ابن إسحاق : أي بحجة بالغة . " فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا . وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا . وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه " [ الكهف : 17 ] . قال ابن هشام : تزاور تميل ; وهو من الزور . وقال أبو الزحف الكليبي يصف بلدا : جدب المندى عن هوانا أزور ينضي المطايا خمسه العشنزر وهذان البيتان في أرجوزة له . و " تقرضهم ذات الشمال " تجاوزهم وتتركهم عن شمالها . قال ذو الرمة : إلى ظعن يقرضن أقواز مشرف شمالا وعن أيمانهن الفوارس وهذا البيت في قصيدة له . والفجوة : السعة , وجمعها الفجاء . قال الشاعر : ألبست قومك مخزاة ومنقصة حتى أبيحوا وحلوا فجوة الدار " ذلك من آيات الله " أي في الحجة على من عرف ذلك من أمورهم من أهل الكتاب ممن أمر هؤلاء بمسألتك عنهم في صدق نبوتك بتحقيق الخبر عنهم . " من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا . وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد " [ الكهف : 18 ] قال ابن هشام : الوصيد الباب . قال العبسي واسمه عبد بن وهب : بأرض فلاة لا يسد وصيدها علي ومعروفي بها غير منكر وهذا البيت في أبيات له . والوصيد أيضا الفناء , وجمعه وصائد ووصد ووصدان . " لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا - إلى قوله - الذين غلبوا على أمرهم " [ الكهف : 21 ] أهل السلطان والملك منهم . " لنتخذن عليهم مسجدا . سيقولون " [ الكهف : 22 ] يعني أحبار اليهود الذين أمروهم بالمسألة عنهم . " ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم " أي لا تكابرهم . " إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا " [ الكهف : 22 ] فإنهم لا علم لهم بهم . " ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا . إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا " [ الكهف : 24 ] أي لا تقولن لشيء سألوك عنه كما قلت في هذا إني مخبركم غدا , واستثن مشيئة الله , واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهديني ربي لخبر ما سألتموني عنه رشدا , فإنك لا تدري ما أنا صانع في ذلك . " ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا " [ الكهف : 25 ] أي سيقولون ذلك . " قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السموات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا " [ الكهف : 26 ] أي لم يخف عليه شيء مما سألوك عنه . قلت : هذا ما وقع في السيرة من خبر أصحاب الكهف ذكرناه على نسقه . ويأتي خبر ذي القرنين , ثم نعود إلى أول السورة فنقول : قد تقدم معنى الحمد لله . وزعم الأخفش والكسائي والفراء وأبو عبيد وجمهور المتأولين أن في أول هذه السورة تقديما وتأخيرا , وأن المعنى : الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا . " عوجا " مفعول به ; والعوج ( بكسر العين ) في الدين والرأي والأمر والطريق . وبفتحها في الأجسام كالخشب والجدار ; وقد تقدم . وليس في القرآن عوج , أي عيب , أي ليس متناقضا مختلقا ; كما قال تعالى : " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " [ النساء : 82 ] وقيل : أي لم يجعله مخلوقا ; كما روي عن ابن عباس في قوله تعالى " قرآنا عربيا غير ذي عوج " [ الزمر : 28 ] قال : غير مخلوق . وقال مقاتل : " عوجا " اختلافا . قال الشاعر : أدوم بودي للصديق تكرما ولا خير فيمن كان في الود أعوجا
الترجمة الإنجليزية
1 - Praise be to God, who hath sent to his servants the book, and hath allowed therein no Crookedness:
الترجمة الفرنسية :
1 - Louange à Allah qui a fait descendre sur Son serviteur (Muhammad), le Livre, et n\'y a point introduit de tortuosité (ambiguïté)!
الترجمة الإيطالية :
1 - La lode [appartiene] ad Allah, Che ha fatto scendere il Libro sul Suo schiavo senza porvi alcuna tortuosità.
الترجمة الألمانية :
1 - Aller Preis gehِrt Allah, Der zu Seinem Diener das Buch herabsandte und nichts Krummes darein legte -
الترجمة الهولندية :
1 - Alle lof behoort aan Allah, Die het Boek aan Zijn dienaar heeft geopenbaard, gaaf en volmaakt.
الترجمة التركية :
1 - Hamd olsun Allah\'a ki kulu (Muhammed\'e), Kitab \' indirdi ve ona hiçbir eًrilik koymad.
الترجمة البوسنية :
1 - Hvala Allahu, Onom koji robu Svom objavljuje Knjigu - a nije uèinio njenu iskrivljenost -
الترجمة الإندونيسية :
1 - Segala puji bagi Allah yang telah menurunkan kepada hamba-Nya Al Kitab (Al Qur\'an) dan Dia tidak mengadakan kebengkokan di dalamnya
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: سورة الكهف آية رقم 1
بارك الله فيك
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: سورة الكهف آية رقم 1
بارك الله فيك
فرج احميد- مستشار
-
عدد المشاركات : 17243
العمر : 62
رقم العضوية : 118
قوة التقييم : 348
تاريخ التسجيل : 10/04/2009
رد: سورة الكهف آية رقم 1
بارك الله فيك
البرنس 2011- لواء
-
عدد المشاركات : 1642
العمر : 39
رقم العضوية : 84
قوة التقييم : 5
تاريخ التسجيل : 27/03/2009
العاشق الصغير- مشرف منتدي الشعر الشعبي
-
عدد المشاركات : 13630
العمر : 35
رقم العضوية : 6241
قوة التقييم : 75
تاريخ التسجيل : 03/09/2011
رد: سورة الكهف آية رقم 1
لك الشكر
ابن المنتدى- عميد
- عدد المشاركات : 1039
رقم العضوية : 2
قوة التقييم : 3
تاريخ التسجيل : 21/11/2008
رد: سورة الكهف آية رقم 1
بارك الله فيك وجزآك الله خيرآ
المرتجع حنتوش- مشرف قسم المنتدي العام
-
عدد المشاركات : 21264
العمر : 32
رقم العضوية : 121
قوة التقييم : 41
تاريخ التسجيل : 10/04/2009
مواضيع مماثلة
» سورة الكهف - سورة 18 - عدد آياتها 110
» اربع قصص في سورة الكهف
» سورة الكهف والعالم المعاصر
» لماذا سورة الكهف يوم الجمعه...... ؟
» ما هي العلاقة بين سورة الكهف والدجال ؟؟
» اربع قصص في سورة الكهف
» سورة الكهف والعالم المعاصر
» لماذا سورة الكهف يوم الجمعه...... ؟
» ما هي العلاقة بين سورة الكهف والدجال ؟؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR