إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
جلود.. القذافي اتفق مع مبارك على جعلي كبش محرقة في قضية "لوك
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
جلود.. القذافي اتفق مع مبارك على جعلي كبش محرقة في قضية "لوك
عبد السلام جلود.. القذافي اتفق مع مبارك على جعلي كبش محرقة في قضية "لوكربي
كشف الرائد عبد السلام جلود أن العقيد معمر القذافي اتفق مع الرئيس المصري السابق حسني مبارك كي يقوم الأخير بجولة أوروبية يقول فيها للزعماء الغربيين إن عملية "لوكربي" كانت من تدبير "المتطرف جلود". وقال جلود الذي كان أحد صناع حركة "الفاتح من سبتمبر" التي أطاح خلالها "الضباط الأحرار" في 1969 بالملك ادريس السنوسي، والذي أصبح رئيسا للوزراء بين 1972 و1977، قبل أن يختلف مع القذافي ويبتعد عن الحكم في ثمانينات القرن الماضي: "كان يريدني كبش محرقة".
وبعدما استعرض جلود في الحلقة الماضية محاولات المصالحة بينه وبين القذافي توقف عند خلفيات المحاولة الثالثة التي جرت في سنة 1989، ويكشف النقاب هنا عن أسباب إخفاق المحاولتين الأخيرتين في 1991 و1992 قبيل فرض عقوبات دولية على ليبيا:
* هل كانت المحاولة الأخيرة؟
- كلا، ففي 1991 سافر إلى السلوم مع مصطفى الخروبي والخويلدي الحميدي وأبو بكر يونس جابر لتهنئة حسني مبارك في الذكرى العاشرة لوصوله إلى الرئاسة، وطلب مني ان أرافقهم فرفضت لأن هذه الخطوة تدل طبعا على درجة متقدمة من الضعف. وقمت في تلك السنة بمحاولة إصلاحية رابعة لكني سعيتُ إلى توريطه فدعوت عددا من المثقفين منهم منصور شعيب (من البيضاء – توفي) ومصطفى التير وأمين مازن وعلي فهمي خشيم (توفي أخيرا) إلى حوار حول "شخصنة الثورة والسلطة"، وأدار الحوار عمر الحامدي. كما طلبت من علي الكيلاني تجهيز الإذاعة كي تنقل وقائع الحوار ويتكلم المشاركون بحرية. فسألوني: ما هو سقف الحديث؟ فأجبتهم: "لا قيود على أفكاركم عدا ضمائركم والمبادئ الأساسية للمجتمع الليبي". وفي اليوم الأول دار نقاش هام وصريح، لكن في اليوم الثاني دخل عليهم القذافي ليلا وصاح في وجوههم "هذه مؤامرة أمريكية"، وقطع الحوار، بل حققوا مع المشاركين... اتصلت به هاتفيا وسألته "هل نحن ضعاف إلى هذه الدرجة فلا نتحمل رأيا مخالفا يتم التعبير عنه خلال ثلاثة أيام؟"
مع ذلك أعددنا أوراقا شكلت برنامجا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، فطلبني مجددا ليعرض مناقشة الأوراق معي. ذهبت إلى الخيمة فوصلت قبله ثم لمحتُه مُقبلا وخلفه أبو بكر يونس جابر فأدركت أن وراء الأكمة ما وراءها، وفعلا بادرني أبو بكر بالقول " يا أبوي، هذا البرنامج مفروض من الخارج" فرددت عليه "يا أبو بكر نعرف هذا الدور..."، فما كان منه إلا أن قال حرفيا "أنتم أكباش تتناطح فما دخلي؟" وانصرف...
وفي سنة 1992 جرت محاولة أخرى.
* تقصد مع بداية الحصار الدولي؟
- لا حصار ولا هم يحزنون، فالنفط ظل متدفقا والأموال متوافرة لديه، كان هناك فقط حظر جوي مع تخفيض مستوى التمثيل الديبلوماسي لبعض الدول لا أكثر...
المحاولة الخامسة تمثلت أيضا في أوراق أعددناها ومن اطلع عليها حتى من جماعته مثل أحمد ابراهيم وصفها بأنها "خطة إنقاذ وطني". كنت مقيما على ساحل البحر، وزارني المفكر الراحل الصادق النيهوم ولما أطلعته عليها علق قائلا "يا أخ عبد السلام لو تحقق هذا البرنامج سأعود غدا من سويسرا للإقامة في ليبيا"، وخاطب صديقه يوسف الدبري طالبا منه الإحتفال بالبرنامج على طريقتهما... لكن معمر رفض الخطة وقال لي "إذا وافقتُ عليها ماذا سأشتغل بعد اليوم؟" في إشارة إلى أن الإصلاحات ستُقيد سلطاته.
* ماذا كان ردك؟
- لزمت بيتي من جديد، فصار الضباط يأتون إلي ويقولون لي "لماذا تريد أن تُهينه؟ إنك تفرض عليه برنامج الإصلاح فرضا..."، ففكرت وعرضت عليهم أن يُعلن البرنامج هو بنفسه على أنه برنامجه، وهذا مفيد كي لا يتراجع عنه، إلا أنه رفض وعادوا ليقولوا "كيف يجوز لك أن تُذله بهذه الطريقة؟" فأجبت بأن هذا هو الحد الأقصى وأني لا أقبل أيضا أن يجُرني من رجلي...
رغم ذلك فكرت في مخرج فكتبت مقدمة للبرنامج مفادها أن معمر هو الذي كلفني بالإجتماع مع اقتصاديين ومفكرين وطنيين لوضع هذا البرنامج من أجل إعداد ليبيا والوطن العربي للقرن الحادي والعشرين، وأرسلتها إليه فوافق على الفكرة. لكن عندما عقدنا الإجتماع فاجأنا بقوله إن ليبيا ليست في القرن الحادي والعشرين وإنما في الرابع عشر، وتساءل هل أنه (أي جلود) يفهم أكثر من الشعب؟ ورفض الشق الليبي من البرنامج. أما الشق العربي فتبناه ضمنيا إذ أرسل أبو بكر جابر إلى بلدان المشرق والخويلدي الحميدي إلى بلدان المغرب العربي حاملين المشروع إلى قياداتها. لكن الضباط والجنود أصروا على أن يستمر الحوار فقلت لهم "خلاص... هذا الرجل ليس جادا وأنا لن أشارك في التهديم، فسألوني "ما الحل إذا؟" فكان جوابي أن ليبيا وصلت إلى مرحلة المجازفة، حتى لو كانت غير محسوبة، وأن يجتمع الضباط الأحرار والأعضاء في بيتي ونفرض عليه التغيير فأجابوا بأنك أنت تستطيع الوقوف في وجهه، أما نحن فلسنا مُحصنين.
رغم الإلحاح رفضت أن أجتمع به فأرسل في طلب شقيقي سالم واقترح عليه أن نجتمع على العشاء، فرفضت أيضا، فما كان منه إلا أن دعا نجلي حسام لزيارته، ولما سألني ماذا يفعل قلت له "اذهب إليه". وكان أول سؤال طرحه القذافي عليه "سيارتك من أي طراز؟" فأجابه "باسات قديمة ولدي غولف جديدة"، فعلق القذافي "فعلا لم أسمع عن أبناء عبد السلام كلاما سيئا". وقال له "والدك يقول عني إني دكتاتور، فإذا كنت أنا فعلا كذلك ما الحل؟".
وعاد مجددا يدعوني للقائه في ذكرى الفاتح سنة 1995 وصادف أن كان يوم جمعة. وصورة الأمر أنه اتصل بي هاتفيا فلما رفعت السماعة لم يتكلم فبقيت صامتا، إلى أن قال "لماذا لا ترد؟" فقلت له "أنت الذي تطلبني"، وتابع "لماذا لا تُهنئ؟" يقصد تهنئته بالفاتح، فأجبته "لأنه لم يعد يعني شيئا لليبيين". فألقى كلمة في مساء اليوم نفسه في سرت قال فيها "من يستقيل في العالم الثالث يُقتل ويُعدم، أما نحن فنعامله كما عاملت روما أبناءها"، أي نُقدره.
* هل تعتقد أنه كان يريد التخلص منه؟
- لما حدثت "لوكربي" اتفق مع حسني مبارك كي يقوم بجولة أوروبية يقول فيها للزعماء الغربيين إن العملية من تدبير المتطرف جلود. كان يريدني كبش محرقة. لكن الأوروبيين ردوا عليه بالرفض لأنهم يعرفونني وقالوا له نحن لا نعتبره عسكريا أصلا.
* هل اتصل بك بعد اندلاع الإنتفاضة؟
- بلى، طلب مقابلتي فرفضت كي لا يستثمرها لتبييض نظامه، ثم عاد واقترح علي أن أخاطب الشعب عبر التليفزيون لأدعوه للوقوف إلى جانب النظام وأدين دول الحلف الأطلسي، "كي ترتفع معنويات الشباب" مثلما قال، فامتنعت وأبلغت هذا الموقف إلى أقاربي وأصدقائي مُحذرا من إمكانية تعرضي لضغوط.
* ما هو المطلوب اليوم لإخراج ليبيا مما هي فيه؟
- أولا القوى الوطنية الصادقة والجادة هي الأساس في هذه المرحلة، وهي التي ينبغي أن تشعر بمسؤوليتها، سلاحها الوحيد هو الإخلاص ونكران الذات. ثانيا المسألة ليست أن يتجه كل واحد إلى تأسيس حزب فينظرون إلى ليبيا وكأنها كعكة ناضجة للتقاسم بينهم، وكل واحد يريد أن يفوز بالنصيب الأكبر. إذا فكرنا بهذه الطريقة نكون خنا أرواح الشهداء ودماء الضحايا، وفشلنا. والشعب الليبي داس على الخوف اليوم ولن يستمع إلى هؤلاء.
* كيف تابعت أخبار الثورات العربية؟
- المشكلة أن هذه الثورات المباركة أسقطت أنظمة قمعية، إلا أنها لا تحمل مشروعا، والثورة مشروع فكري وسياسي قبل كل شيء... فعملية الهدم سهلة أما البناء فهو عملية عسيرة ومعقدة تحتاج إلى وقت طويل حتى في البناء العمراني. ومشكلة ليبيا أنها تفتقر إلى التجربة الحزبية على خلاف تونس ومصر، على رغم محاولات تقزيم الأحزاب فيهما أيام بن علي ومبارك. في ليبيا كان هناك حزبان تقريبا قبل الإستقلال هما "الكتلة" و"المؤتمر"، وتآمر عليهما الأنكليز ونفوا القيادات الوطنية إلى الخارج حتى انتهت التجربة. وفي عهد الإستقلال كانت الأحزاب محظورة، وبالتالي لم ننعم بتجربة ديمقراطية. بالمقابل أتت التجربة البارزة الوحيدة عندنا من الحركة النقابية.
ما تحتاجه ليبيا اليوم هو دولة مدنية تعددية تقوم على التناوب على السلطة والمواطنة والإنتخابات، وهنا أعيد السؤال: هل نفهم الديمقراطية على أنها تجارة أم نؤمن بها كسلوك ونقبل بنتائجها، وأعترف بأن قبول النتائج صعب حتى في العالم الغربي، حيث يطعن هذا أو ذاك في النتائج رغم التقاليد الديمقراطية العريقة. والعالم العربي يبحث اليوم، مع هذه الثورات، عن نموذج ينسج على منواله وقدوة يحذو حذوها. وعلينا ألا نأخذ من الديمقراطية الجانب الشعبوي، لأن جوهرها هو بناء فرد قوي ومجتمع متين، مُعزز الأركان فهو إذا ما كان قويا أثر على السلطة، وخاصة من خلال الإعلام والنقابات والأحزاب والقضاء المستقل. ولن نستطيع بناء فرد قوي بقدرة قادر، بل نحتاج إلى مسار خاصة في ليبيا حيث دمر القذافي القيم والأخلاق والشباب والدين وليس فقط الإقتصاد، وأعادنا عقودا إلى الوراء.
كشف الرائد عبد السلام جلود أن العقيد معمر القذافي اتفق مع الرئيس المصري السابق حسني مبارك كي يقوم الأخير بجولة أوروبية يقول فيها للزعماء الغربيين إن عملية "لوكربي" كانت من تدبير "المتطرف جلود". وقال جلود الذي كان أحد صناع حركة "الفاتح من سبتمبر" التي أطاح خلالها "الضباط الأحرار" في 1969 بالملك ادريس السنوسي، والذي أصبح رئيسا للوزراء بين 1972 و1977، قبل أن يختلف مع القذافي ويبتعد عن الحكم في ثمانينات القرن الماضي: "كان يريدني كبش محرقة".
وبعدما استعرض جلود في الحلقة الماضية محاولات المصالحة بينه وبين القذافي توقف عند خلفيات المحاولة الثالثة التي جرت في سنة 1989، ويكشف النقاب هنا عن أسباب إخفاق المحاولتين الأخيرتين في 1991 و1992 قبيل فرض عقوبات دولية على ليبيا:
* هل كانت المحاولة الأخيرة؟
- كلا، ففي 1991 سافر إلى السلوم مع مصطفى الخروبي والخويلدي الحميدي وأبو بكر يونس جابر لتهنئة حسني مبارك في الذكرى العاشرة لوصوله إلى الرئاسة، وطلب مني ان أرافقهم فرفضت لأن هذه الخطوة تدل طبعا على درجة متقدمة من الضعف. وقمت في تلك السنة بمحاولة إصلاحية رابعة لكني سعيتُ إلى توريطه فدعوت عددا من المثقفين منهم منصور شعيب (من البيضاء – توفي) ومصطفى التير وأمين مازن وعلي فهمي خشيم (توفي أخيرا) إلى حوار حول "شخصنة الثورة والسلطة"، وأدار الحوار عمر الحامدي. كما طلبت من علي الكيلاني تجهيز الإذاعة كي تنقل وقائع الحوار ويتكلم المشاركون بحرية. فسألوني: ما هو سقف الحديث؟ فأجبتهم: "لا قيود على أفكاركم عدا ضمائركم والمبادئ الأساسية للمجتمع الليبي". وفي اليوم الأول دار نقاش هام وصريح، لكن في اليوم الثاني دخل عليهم القذافي ليلا وصاح في وجوههم "هذه مؤامرة أمريكية"، وقطع الحوار، بل حققوا مع المشاركين... اتصلت به هاتفيا وسألته "هل نحن ضعاف إلى هذه الدرجة فلا نتحمل رأيا مخالفا يتم التعبير عنه خلال ثلاثة أيام؟"
مع ذلك أعددنا أوراقا شكلت برنامجا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، فطلبني مجددا ليعرض مناقشة الأوراق معي. ذهبت إلى الخيمة فوصلت قبله ثم لمحتُه مُقبلا وخلفه أبو بكر يونس جابر فأدركت أن وراء الأكمة ما وراءها، وفعلا بادرني أبو بكر بالقول " يا أبوي، هذا البرنامج مفروض من الخارج" فرددت عليه "يا أبو بكر نعرف هذا الدور..."، فما كان منه إلا أن قال حرفيا "أنتم أكباش تتناطح فما دخلي؟" وانصرف...
وفي سنة 1992 جرت محاولة أخرى.
* تقصد مع بداية الحصار الدولي؟
- لا حصار ولا هم يحزنون، فالنفط ظل متدفقا والأموال متوافرة لديه، كان هناك فقط حظر جوي مع تخفيض مستوى التمثيل الديبلوماسي لبعض الدول لا أكثر...
المحاولة الخامسة تمثلت أيضا في أوراق أعددناها ومن اطلع عليها حتى من جماعته مثل أحمد ابراهيم وصفها بأنها "خطة إنقاذ وطني". كنت مقيما على ساحل البحر، وزارني المفكر الراحل الصادق النيهوم ولما أطلعته عليها علق قائلا "يا أخ عبد السلام لو تحقق هذا البرنامج سأعود غدا من سويسرا للإقامة في ليبيا"، وخاطب صديقه يوسف الدبري طالبا منه الإحتفال بالبرنامج على طريقتهما... لكن معمر رفض الخطة وقال لي "إذا وافقتُ عليها ماذا سأشتغل بعد اليوم؟" في إشارة إلى أن الإصلاحات ستُقيد سلطاته.
* ماذا كان ردك؟
- لزمت بيتي من جديد، فصار الضباط يأتون إلي ويقولون لي "لماذا تريد أن تُهينه؟ إنك تفرض عليه برنامج الإصلاح فرضا..."، ففكرت وعرضت عليهم أن يُعلن البرنامج هو بنفسه على أنه برنامجه، وهذا مفيد كي لا يتراجع عنه، إلا أنه رفض وعادوا ليقولوا "كيف يجوز لك أن تُذله بهذه الطريقة؟" فأجبت بأن هذا هو الحد الأقصى وأني لا أقبل أيضا أن يجُرني من رجلي...
رغم ذلك فكرت في مخرج فكتبت مقدمة للبرنامج مفادها أن معمر هو الذي كلفني بالإجتماع مع اقتصاديين ومفكرين وطنيين لوضع هذا البرنامج من أجل إعداد ليبيا والوطن العربي للقرن الحادي والعشرين، وأرسلتها إليه فوافق على الفكرة. لكن عندما عقدنا الإجتماع فاجأنا بقوله إن ليبيا ليست في القرن الحادي والعشرين وإنما في الرابع عشر، وتساءل هل أنه (أي جلود) يفهم أكثر من الشعب؟ ورفض الشق الليبي من البرنامج. أما الشق العربي فتبناه ضمنيا إذ أرسل أبو بكر جابر إلى بلدان المشرق والخويلدي الحميدي إلى بلدان المغرب العربي حاملين المشروع إلى قياداتها. لكن الضباط والجنود أصروا على أن يستمر الحوار فقلت لهم "خلاص... هذا الرجل ليس جادا وأنا لن أشارك في التهديم، فسألوني "ما الحل إذا؟" فكان جوابي أن ليبيا وصلت إلى مرحلة المجازفة، حتى لو كانت غير محسوبة، وأن يجتمع الضباط الأحرار والأعضاء في بيتي ونفرض عليه التغيير فأجابوا بأنك أنت تستطيع الوقوف في وجهه، أما نحن فلسنا مُحصنين.
رغم الإلحاح رفضت أن أجتمع به فأرسل في طلب شقيقي سالم واقترح عليه أن نجتمع على العشاء، فرفضت أيضا، فما كان منه إلا أن دعا نجلي حسام لزيارته، ولما سألني ماذا يفعل قلت له "اذهب إليه". وكان أول سؤال طرحه القذافي عليه "سيارتك من أي طراز؟" فأجابه "باسات قديمة ولدي غولف جديدة"، فعلق القذافي "فعلا لم أسمع عن أبناء عبد السلام كلاما سيئا". وقال له "والدك يقول عني إني دكتاتور، فإذا كنت أنا فعلا كذلك ما الحل؟".
وعاد مجددا يدعوني للقائه في ذكرى الفاتح سنة 1995 وصادف أن كان يوم جمعة. وصورة الأمر أنه اتصل بي هاتفيا فلما رفعت السماعة لم يتكلم فبقيت صامتا، إلى أن قال "لماذا لا ترد؟" فقلت له "أنت الذي تطلبني"، وتابع "لماذا لا تُهنئ؟" يقصد تهنئته بالفاتح، فأجبته "لأنه لم يعد يعني شيئا لليبيين". فألقى كلمة في مساء اليوم نفسه في سرت قال فيها "من يستقيل في العالم الثالث يُقتل ويُعدم، أما نحن فنعامله كما عاملت روما أبناءها"، أي نُقدره.
* هل تعتقد أنه كان يريد التخلص منه؟
- لما حدثت "لوكربي" اتفق مع حسني مبارك كي يقوم بجولة أوروبية يقول فيها للزعماء الغربيين إن العملية من تدبير المتطرف جلود. كان يريدني كبش محرقة. لكن الأوروبيين ردوا عليه بالرفض لأنهم يعرفونني وقالوا له نحن لا نعتبره عسكريا أصلا.
* هل اتصل بك بعد اندلاع الإنتفاضة؟
- بلى، طلب مقابلتي فرفضت كي لا يستثمرها لتبييض نظامه، ثم عاد واقترح علي أن أخاطب الشعب عبر التليفزيون لأدعوه للوقوف إلى جانب النظام وأدين دول الحلف الأطلسي، "كي ترتفع معنويات الشباب" مثلما قال، فامتنعت وأبلغت هذا الموقف إلى أقاربي وأصدقائي مُحذرا من إمكانية تعرضي لضغوط.
* ما هو المطلوب اليوم لإخراج ليبيا مما هي فيه؟
- أولا القوى الوطنية الصادقة والجادة هي الأساس في هذه المرحلة، وهي التي ينبغي أن تشعر بمسؤوليتها، سلاحها الوحيد هو الإخلاص ونكران الذات. ثانيا المسألة ليست أن يتجه كل واحد إلى تأسيس حزب فينظرون إلى ليبيا وكأنها كعكة ناضجة للتقاسم بينهم، وكل واحد يريد أن يفوز بالنصيب الأكبر. إذا فكرنا بهذه الطريقة نكون خنا أرواح الشهداء ودماء الضحايا، وفشلنا. والشعب الليبي داس على الخوف اليوم ولن يستمع إلى هؤلاء.
* كيف تابعت أخبار الثورات العربية؟
- المشكلة أن هذه الثورات المباركة أسقطت أنظمة قمعية، إلا أنها لا تحمل مشروعا، والثورة مشروع فكري وسياسي قبل كل شيء... فعملية الهدم سهلة أما البناء فهو عملية عسيرة ومعقدة تحتاج إلى وقت طويل حتى في البناء العمراني. ومشكلة ليبيا أنها تفتقر إلى التجربة الحزبية على خلاف تونس ومصر، على رغم محاولات تقزيم الأحزاب فيهما أيام بن علي ومبارك. في ليبيا كان هناك حزبان تقريبا قبل الإستقلال هما "الكتلة" و"المؤتمر"، وتآمر عليهما الأنكليز ونفوا القيادات الوطنية إلى الخارج حتى انتهت التجربة. وفي عهد الإستقلال كانت الأحزاب محظورة، وبالتالي لم ننعم بتجربة ديمقراطية. بالمقابل أتت التجربة البارزة الوحيدة عندنا من الحركة النقابية.
ما تحتاجه ليبيا اليوم هو دولة مدنية تعددية تقوم على التناوب على السلطة والمواطنة والإنتخابات، وهنا أعيد السؤال: هل نفهم الديمقراطية على أنها تجارة أم نؤمن بها كسلوك ونقبل بنتائجها، وأعترف بأن قبول النتائج صعب حتى في العالم الغربي، حيث يطعن هذا أو ذاك في النتائج رغم التقاليد الديمقراطية العريقة. والعالم العربي يبحث اليوم، مع هذه الثورات، عن نموذج ينسج على منواله وقدوة يحذو حذوها. وعلينا ألا نأخذ من الديمقراطية الجانب الشعبوي، لأن جوهرها هو بناء فرد قوي ومجتمع متين، مُعزز الأركان فهو إذا ما كان قويا أثر على السلطة، وخاصة من خلال الإعلام والنقابات والأحزاب والقضاء المستقل. ولن نستطيع بناء فرد قوي بقدرة قادر، بل نحتاج إلى مسار خاصة في ليبيا حيث دمر القذافي القيم والأخلاق والشباب والدين وليس فقط الإقتصاد، وأعادنا عقودا إلى الوراء.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد على الموضوع
بارك الله فيك اخى الفاضل
مواضيع مميزه وقيمة سلمت يداك
ودى وتقديرى
مواضيع مميزه وقيمة سلمت يداك
ودى وتقديرى
نجم- نائب عريف
-
عدد المشاركات : 67
العمر : 46
رقم العضوية : 824
قوة التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 02/12/2009
مواضيع مماثلة
» عزم الرجل التاني في نظام معمر القذافي الرائد عبد السلام جلود
» جلود يصف نظام القذافي بالميت سريرياً
» القذافي ومحاكمة مبارك
» طنطاوي يؤكد أنه قدّم «شهادة حق» في قضية مبارك
» محاكمة الساعدي القذافي في قضية "قتل لاعب كرة القدم
» جلود يصف نظام القذافي بالميت سريرياً
» القذافي ومحاكمة مبارك
» طنطاوي يؤكد أنه قدّم «شهادة حق» في قضية مبارك
» محاكمة الساعدي القذافي في قضية "قتل لاعب كرة القدم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR