إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
ألأنديبندنت البريطانية : أواصر علاقة المخابرات الليبية بالمخ
صفحة 1 من اصل 1
ألأنديبندنت البريطانية : أواصر علاقة المخابرات الليبية بالمخ
ألأنديبندنت البريطانية : أواصر علاقة المخابرات الليبية بالمخابرات البريطانية والسي آي أي
الوطن الليبية - خاص - ترجمة : محمود عوض الفيتوري
رسائل موسى كوسا السرية خيانة لأواصر العلاقة البريطانية الليبية....... تبين الرسائل التي عُثر عليها في مكتبه كل التفاصيل التي زودت بها المخابرات البريطانية (MI6) نظام العقيد القذافي عن المنشقين الليبيين في المنفى، وكيفية تسليم وكالة المخابرات الأمريكية (سي آي أي) المساجين إلى نظام القذافي. تقرير بورتيا ووكر وكيم سنغوبتا من طرابلس: لقد استطاعت "الاندبندنت" الكشف عن ملفات سرية في طرابلس تكشف عن الصلات الوثيقة العجيبة التي كانت قائمة بين الحكومتين البريطانية والأمريكية من جهة ومعمر القذافي من جهة أخرى. تكشف الوثائق عن كيفية تسليم السجناء إلى ليبيا للاستجواب الوحشي بواسطة نظام طرابلس تحت برنامج "تسليم السجناء" المثير للجدل وكيف تم تمرير تفاصيل عن المعارضين الليبيين المقيمين في المملكة المتحدة إلى الدكتاتور الليبي بواسطة جهاز المخابرات البريطاني (MI6). وتظهر الوثائق أن المسؤولين البريطانيين ساعدوا في كتابة نص خطاب للعقيد القذافي، بينما كان يحاول إعادة تأهيل نظامه وإصلاح صورته عن الصورة المنبوذة التي كان غارقا فيها بعد دعمه للحركات والمنظمات الإرهابية. وثائق أخرى تكشف عن كيف، في ذات الوقت، أن الولايات المتحدة وبريطانيا كانتا تجريان مفاوضات مع "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" نيابة عن ليبيا. بعد الجهود التي بذلوها في توطيد العلاقات وجني ثمار اتصالاتهم مع النظام (الليبي)، كان البريطانيون غير راغبين، أحياناً، في مشاركة ثمار اتصالاتهم بليبيا مع أقرب حلفائهم، الولايات المتحدة، ووصف ضابط في جهاز المخابرات البريطانية (MI6) في رسالة إلى نظيره الليبي، رفضه تمرير هوية عميل ليبي لواشنطن. الوثائق، التي كان تأثير الكثير منها مدمرا، عُثر عليها في مكاتب خاصة لموسى كوسا، الساعد الأيمن للعقيد القذافي، ورئيس جهاز الأمن، الذي لجأ إلى بريطانيا في الأيام التي أعقبت ثورة 17 فبراير. تكشف الأوراق عن تفاصيل زيارة توني بلير إلى الديكتاتور الليبي في طرابلس – مع رسالة قصيرة تقول إن مكتب رئيس الوزراء البريطاني هو الذي طلب أن يعقد الاجتماع في الخيمة. الرسالة التي جاءت من مسؤول المخابرات البريطانية (MI6) التي وجهها إلى السيد كوسا تقول " يحرص مكتب رئيس الوزراء البريطاني على أن يجتمع رئيس الوزراء مع القائد في خيمته. أنا لا أدري لماذا الإنجليز معجبون بالخيام، الحقيقة هي أن الصحفيين سوف يحبون ذلك ". تثير هذه الأوراق تساؤلات حول العلاقة بين موسى كوسا والحكومة البريطانية وتطور الأحداث بعد فراره. وصول السيد كوسا المفاجئ إلى بريطانيا أدى إلى نداءات تدعو إلى استجوابه بواسطة الشرطة حول تورطه في جرائم القتل التي قام بها النظام الليبي في الخارج، بما في ذلك مقتل الشرطية البريطانية إيفون فليتشر ومعارضين ليبيين للقذافي. كما قيل إنه كان متورطا في إرسال الأسلحة إلى الجيش الجمهوري الأيرلندي. في الوقت الذي أكدت فيه حكومة ديفيد كاميرون للجمهور أن السيد كوسا، سوف يواجه المحاكمة عن بعض التهم. ولكن بدلاً من ذلك، سمح له بمغادرة البلاد، ويعتقد أنه الآن يقيم في إحدى دول الخليج. ما كشفته صحيفة الإندبندنت عن هذه الوثائق سوف يؤدي إلى إثارة أسئلة حول ما إذا كان السيد كوسا، الذي كان متهما لفترة طويلة بانتهاكات لحقوق الإنسان، قد سُمح له بالفرار لأنه كانت لديه معلومات و "أدلة دامغة" زود بها الحكومة البريطانية. يُعرف أن المسؤول الليبي كان قد نسخ عشرات الملفات وأخذها معه عندما غادر ليبيا. تكشف الأوراق عن العلاقات الحميمة التي كان يتمتع بها كوسا وبعض زملائه فيما يبدو من المخابرات البريطانية. كانت الرسائل والفاكسات تتدفق إليه بعنوان يقول: 'تحيات 6MI' وتحيات SIS، (جهازالمخابرات السرية التابع للمخابرات البريطانية) وتهاني أعياد الميلاد المكتوبة بخط اليد، وفي إحدى المناسبات كانت الرسالة تقول: من 'صديقك' يلي ذلك اسم مسؤول كبير في أجهزة الاستخبارات البريطانية، وتعرب عن أسفها إزاء غياب فرصة تناول وجبات غذاء. وكان هناك أيضا تبادل منتظم من الهدايا: في إحدى هذه المناسبات وصل عميل ليبي إلى لندن محملا بالتين والبرتقال. وتناولت الوثائق مرارا وتكرارا ازدهار العلاقة بين وكالات الاستخبارات الغربية وليبيا. ولكن كانت هناك تكلفة بشرية. فقد كان نظام طرابلس شريكا مفيداً للغاية في عملية "تسليم السجناء" الذين يتم إرسالهم بواسطة الولايات المتحدة ليتم استجوابهم "استجوابا معززا" وهي كناية، تقول جماعات حقوق الإنسان، عن أساليب التعذيب التي تتم بها طريقة الإستجواب. تقول إحدى وثائق الإدارة الأمريكية، التي تحمل علامة سري، "تجد أجهزتنا نفسها في وضع يسمح بتسليم الشيخ موسى إلى عنايتكم الشخصية، مثلما حدث مع مساجين آخرين رفيعي المستوى، من كبار أعضاء (الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة) في الماضي. إننا ننتظر تعبيراً عن اهتمام جهازكم فيما يتعلق بعنايتكم بموسى." كان البريطانيون أيضا يتعاملون بنفس الأسلوب مع النشطاء السياسيين من المعارضة الليبية، بتمرير المعلومات عنهم إلى النظام. كان ذلك يحدث على الرغم من حقيقة أن عملاء العقيد القذافي كانوا قد قاموا باغتيال معارضين ليبيين أثناء حملة القضاء على ما سُمي "بالكلاب الضالة" في الخارج، ومنها ما حدث في شوارع لندن. أدت عمليات الإغتيالات، في ذلك الوقت، إلى احتجاجات وإدانة من حكومة المملكة المتحدة. كانت رسالة مؤرخة 16 أبريل 2004 من الاستخبارات البريطانية إلى مسؤول في إدارة الشؤون الدولية للأمن الليبي، تقول: "نود إحاطتكم علما بأن إسماعيل كاموكا @ صهيب (ربما الإشارة هنا إلى استخدام اسم مستعار) أفرج عنه من الاحتجاز يوم 18 مارس 2004. لقد قضت هيئة القضاة البريطانية أن (كاموكا) لم يعد يشكل تهديدا للأمن القومي في المملكة المتحدة، ولذلك أفرج عنه في وقت لاحق. ونحن يسعدنا أن تقوموا بإبلاغ [مسؤول بالاستخبارات الليبية] بخبر الإفراج عن كاموكا. " ومن المفارقات العجيبة، أن المتمردين الليبيين (الثوار) الذين سيطروا على السلطة بعد الإطاحة بالعقيد القذافي بمساعدة المملكة المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي قد عينوا للتو "عبد الحكيم بلحاج" (الرجاء التحقق من تهجي الإسم)، وهو عضو سابق في الجماعة الليبية المقاتلة، قائدا لهم في طرابلس. ثمة مواد أخرى تسلط الضوء على طبيعة ثنائية من تبادل للمعلومات. وثيقة واحدة تحمل عنوان "لعناية جهاز المخابرات الليبية.. بعد أطيب التحيات، جهاز MI6 يطلب معلومات عن مشتبه به يبدأ اسمه بالحروف ABS [تم حظر الاسم الكامل من النشر لأسباب أمنية] ويتنقل بجواز سفر ليبي رقم 164432. "تظل هذه العملية حساسة ونحن لا نريد القيام بأي شيء قد يسترعي انتباه "s" إلى اهتمامنا به. سوف نكون ممتنين للحصول على أي معلومات قد تكون لديكم بخصوص "s". من الإكتشافات البارزة في هذه الوثائق، بيان أدلى به العقيد القذافي أثناء محاولات تقربه من الغرب من خلال تخليه عن برامج أسلحة الدمار الشامل، إذ وعد بتدمير مخزون الأسلحة الكيميائية والبيولوجية. فقال الزعيم الليبي: "سوف نتخذ (خطوات التخلص من أسلحة الدمار الشامل) بطريقة تتسم بالشفافية ويمكن التحقق منها، إن ليبيا تؤكد التزامها… عندما يحتفل العالم بميلاد المسيح، كرمز للمساهمة في عالم ينعم بالسلام، والأمن والاستقرار والرحمة فإن الجماهيرية العظمى تجدد نداءها بكل صدق بأن تكون منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل." كان البيان، في الواقع، قد تمت صياغته بمساعدة مسؤولين بريطانيين. كانت هناك رسالة إرفاق إلى "خالد النجار" من إدارة العلاقات الدولية والسلامة في طرابلس، تقول "من أجل الوضوح، تجدون مرفقا صيغة منقحة للبيان الذي اتفقنا بشأنه يوم الثلاثاء. أردت التأكد من أن لديكم الصيغة نفسها." عندما أعربت القيادة العليا في ليبيا عن مخاوفها من أن تخليها عن ترسانتها من أسلحة الدمار الشامل سوف يتركها في وضع ضعيف، اقترحت المملكة المتحدة مساعدتها لتعزيز الدفاعات التقليدية باستخدام فيلد مارشال لورد إنجي، وهو رئيس سابق للقوات العسكرية البريطانية، كمستشار. في رسالة من لندن مؤرخة 24 ديسمبر 2003، كتب مسؤول بريطاني: "إنني اقترح أن يقوم فيلد مارشال لورد إنجي، ولعلكم تذكرونه جيدا من سبتمبر، بزيارة اثنين أو ثلاثة من كبار الضباط لبدء هذه المحادثات." إن مكتب الحكومة البريطانية حريص على أن يجتمع رئيس الوزراء مع الزعيم في خيمته" * قدر كبير من الرسائل التي عثر عليها كانت تهتم بالزيارة التي قام بها توني بلير للقاء معمر القذافي في مارس 2004 في الوقت الذي كانت تلعب فيه بريطانيا دوراً رئيسيا في العودة بليبيا إلى الحظيرة الدولية. تبين الوثائق مدى تورط المخابرات البريطانية (MI6) في تنظيم رحلة توني بلير ودور الوسيط الذي اضطلع به موسى كوسا، ولم يكن مفاجئاً لإدارة بلير، أن العرض التقديمي كان ينظر إليه بأهمية قصوى. كتب أحد مسؤولي (MI6) إلى كوسا يقول: "أنا لا أدري لماذا الإنجليز معجبون بالخيام، الحقيقة هي أن الصحفيين سوف يحبون ذلك. رأيي الشخصي هو أن ذلك يعطي انطباعا جيدا عن تفضيل القائد للبساطة التي أعرف أنها أمر مهم بالنسبة له. ربما شاهدت مؤتمرا صحفيا مختلفا تماما في الرياض. على أية حال، إذا كان هذا ممكناً، فإن مكتب رئيس الوزراء سيكون في قمة الإمتنان. " يبدو أن العقيد القذافي، كان يريد مقابلة رئيس الوزراء البريطاني في سرت، مسقط رأسه، في الوقت الحاضر تقع المدينة تحت حصار مقاتلي المعارضة. يستطرد مسؤول المخابرات البريطاني قائلا: " يتوقع مكتب رئيس الوزراء البريطاني أن تتم الزيارة في طرابلس وليس في سرت. يبدو أنه من المهم أن يستطيع الصحفيون الحصول على فنادق وما إلى ذلك، ليتمكنوا من الحصول على التسهيلات اللازمة لإرسال تقاريرهم إلى صحفهم. " ومع ذلك، فإن الجواسيس كانوا بالمرصاد للتأكد من حماية مصالحهم والمصالح الوطنية. استمر المسؤول قائلا: "لقد طلبت مني الحكومة البريطانية مرافقة رئيس الوزراء ولذلك فإنني أتطلع إلى مقابلتك يوم الخميس المقبل، كما طلب مني مكتب رئيس الوزراء إذا كان بالإمكان السماح لأحد موظفينا البقاء في طرابلس بضعة أيام قبل الزيارة. أعتقد أن هذا الأمر سيمنحهم الراحة بأن كل شيء سيسير على ما يرام. " لقد كسب العقيد القذافي استحسان الغرب نظراً لموقفه ضد الإرهاب الإسلامي، الذي ظل يطل بظلاله على هذه الزيارة. جاء في الرسالة المؤرخة 18 مارس 2004: "إن الحكومة البريطانية طلبت مني أن أضع أمامك مطلبها بعدم الإعلان أوالدعاية لهذه الزيارة الآن أو خلال الأيام القليلة القادمة - لأن ذلك يعد مبكرا جدا إذا أخذنا في الإعتبار تفجيرات مدريد، فالجميع مازالوا يشعرون بدواعي اتخاذ الإحتياطات الأمنية الإضافية.
4/9/2011
الوطن الليبية - خاص - ترجمة : محمود عوض الفيتوري
رسائل موسى كوسا السرية خيانة لأواصر العلاقة البريطانية الليبية....... تبين الرسائل التي عُثر عليها في مكتبه كل التفاصيل التي زودت بها المخابرات البريطانية (MI6) نظام العقيد القذافي عن المنشقين الليبيين في المنفى، وكيفية تسليم وكالة المخابرات الأمريكية (سي آي أي) المساجين إلى نظام القذافي. تقرير بورتيا ووكر وكيم سنغوبتا من طرابلس: لقد استطاعت "الاندبندنت" الكشف عن ملفات سرية في طرابلس تكشف عن الصلات الوثيقة العجيبة التي كانت قائمة بين الحكومتين البريطانية والأمريكية من جهة ومعمر القذافي من جهة أخرى. تكشف الوثائق عن كيفية تسليم السجناء إلى ليبيا للاستجواب الوحشي بواسطة نظام طرابلس تحت برنامج "تسليم السجناء" المثير للجدل وكيف تم تمرير تفاصيل عن المعارضين الليبيين المقيمين في المملكة المتحدة إلى الدكتاتور الليبي بواسطة جهاز المخابرات البريطاني (MI6). وتظهر الوثائق أن المسؤولين البريطانيين ساعدوا في كتابة نص خطاب للعقيد القذافي، بينما كان يحاول إعادة تأهيل نظامه وإصلاح صورته عن الصورة المنبوذة التي كان غارقا فيها بعد دعمه للحركات والمنظمات الإرهابية. وثائق أخرى تكشف عن كيف، في ذات الوقت، أن الولايات المتحدة وبريطانيا كانتا تجريان مفاوضات مع "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" نيابة عن ليبيا. بعد الجهود التي بذلوها في توطيد العلاقات وجني ثمار اتصالاتهم مع النظام (الليبي)، كان البريطانيون غير راغبين، أحياناً، في مشاركة ثمار اتصالاتهم بليبيا مع أقرب حلفائهم، الولايات المتحدة، ووصف ضابط في جهاز المخابرات البريطانية (MI6) في رسالة إلى نظيره الليبي، رفضه تمرير هوية عميل ليبي لواشنطن. الوثائق، التي كان تأثير الكثير منها مدمرا، عُثر عليها في مكاتب خاصة لموسى كوسا، الساعد الأيمن للعقيد القذافي، ورئيس جهاز الأمن، الذي لجأ إلى بريطانيا في الأيام التي أعقبت ثورة 17 فبراير. تكشف الأوراق عن تفاصيل زيارة توني بلير إلى الديكتاتور الليبي في طرابلس – مع رسالة قصيرة تقول إن مكتب رئيس الوزراء البريطاني هو الذي طلب أن يعقد الاجتماع في الخيمة. الرسالة التي جاءت من مسؤول المخابرات البريطانية (MI6) التي وجهها إلى السيد كوسا تقول " يحرص مكتب رئيس الوزراء البريطاني على أن يجتمع رئيس الوزراء مع القائد في خيمته. أنا لا أدري لماذا الإنجليز معجبون بالخيام، الحقيقة هي أن الصحفيين سوف يحبون ذلك ". تثير هذه الأوراق تساؤلات حول العلاقة بين موسى كوسا والحكومة البريطانية وتطور الأحداث بعد فراره. وصول السيد كوسا المفاجئ إلى بريطانيا أدى إلى نداءات تدعو إلى استجوابه بواسطة الشرطة حول تورطه في جرائم القتل التي قام بها النظام الليبي في الخارج، بما في ذلك مقتل الشرطية البريطانية إيفون فليتشر ومعارضين ليبيين للقذافي. كما قيل إنه كان متورطا في إرسال الأسلحة إلى الجيش الجمهوري الأيرلندي. في الوقت الذي أكدت فيه حكومة ديفيد كاميرون للجمهور أن السيد كوسا، سوف يواجه المحاكمة عن بعض التهم. ولكن بدلاً من ذلك، سمح له بمغادرة البلاد، ويعتقد أنه الآن يقيم في إحدى دول الخليج. ما كشفته صحيفة الإندبندنت عن هذه الوثائق سوف يؤدي إلى إثارة أسئلة حول ما إذا كان السيد كوسا، الذي كان متهما لفترة طويلة بانتهاكات لحقوق الإنسان، قد سُمح له بالفرار لأنه كانت لديه معلومات و "أدلة دامغة" زود بها الحكومة البريطانية. يُعرف أن المسؤول الليبي كان قد نسخ عشرات الملفات وأخذها معه عندما غادر ليبيا. تكشف الأوراق عن العلاقات الحميمة التي كان يتمتع بها كوسا وبعض زملائه فيما يبدو من المخابرات البريطانية. كانت الرسائل والفاكسات تتدفق إليه بعنوان يقول: 'تحيات 6MI' وتحيات SIS، (جهازالمخابرات السرية التابع للمخابرات البريطانية) وتهاني أعياد الميلاد المكتوبة بخط اليد، وفي إحدى المناسبات كانت الرسالة تقول: من 'صديقك' يلي ذلك اسم مسؤول كبير في أجهزة الاستخبارات البريطانية، وتعرب عن أسفها إزاء غياب فرصة تناول وجبات غذاء. وكان هناك أيضا تبادل منتظم من الهدايا: في إحدى هذه المناسبات وصل عميل ليبي إلى لندن محملا بالتين والبرتقال. وتناولت الوثائق مرارا وتكرارا ازدهار العلاقة بين وكالات الاستخبارات الغربية وليبيا. ولكن كانت هناك تكلفة بشرية. فقد كان نظام طرابلس شريكا مفيداً للغاية في عملية "تسليم السجناء" الذين يتم إرسالهم بواسطة الولايات المتحدة ليتم استجوابهم "استجوابا معززا" وهي كناية، تقول جماعات حقوق الإنسان، عن أساليب التعذيب التي تتم بها طريقة الإستجواب. تقول إحدى وثائق الإدارة الأمريكية، التي تحمل علامة سري، "تجد أجهزتنا نفسها في وضع يسمح بتسليم الشيخ موسى إلى عنايتكم الشخصية، مثلما حدث مع مساجين آخرين رفيعي المستوى، من كبار أعضاء (الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة) في الماضي. إننا ننتظر تعبيراً عن اهتمام جهازكم فيما يتعلق بعنايتكم بموسى." كان البريطانيون أيضا يتعاملون بنفس الأسلوب مع النشطاء السياسيين من المعارضة الليبية، بتمرير المعلومات عنهم إلى النظام. كان ذلك يحدث على الرغم من حقيقة أن عملاء العقيد القذافي كانوا قد قاموا باغتيال معارضين ليبيين أثناء حملة القضاء على ما سُمي "بالكلاب الضالة" في الخارج، ومنها ما حدث في شوارع لندن. أدت عمليات الإغتيالات، في ذلك الوقت، إلى احتجاجات وإدانة من حكومة المملكة المتحدة. كانت رسالة مؤرخة 16 أبريل 2004 من الاستخبارات البريطانية إلى مسؤول في إدارة الشؤون الدولية للأمن الليبي، تقول: "نود إحاطتكم علما بأن إسماعيل كاموكا @ صهيب (ربما الإشارة هنا إلى استخدام اسم مستعار) أفرج عنه من الاحتجاز يوم 18 مارس 2004. لقد قضت هيئة القضاة البريطانية أن (كاموكا) لم يعد يشكل تهديدا للأمن القومي في المملكة المتحدة، ولذلك أفرج عنه في وقت لاحق. ونحن يسعدنا أن تقوموا بإبلاغ [مسؤول بالاستخبارات الليبية] بخبر الإفراج عن كاموكا. " ومن المفارقات العجيبة، أن المتمردين الليبيين (الثوار) الذين سيطروا على السلطة بعد الإطاحة بالعقيد القذافي بمساعدة المملكة المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي قد عينوا للتو "عبد الحكيم بلحاج" (الرجاء التحقق من تهجي الإسم)، وهو عضو سابق في الجماعة الليبية المقاتلة، قائدا لهم في طرابلس. ثمة مواد أخرى تسلط الضوء على طبيعة ثنائية من تبادل للمعلومات. وثيقة واحدة تحمل عنوان "لعناية جهاز المخابرات الليبية.. بعد أطيب التحيات، جهاز MI6 يطلب معلومات عن مشتبه به يبدأ اسمه بالحروف ABS [تم حظر الاسم الكامل من النشر لأسباب أمنية] ويتنقل بجواز سفر ليبي رقم 164432. "تظل هذه العملية حساسة ونحن لا نريد القيام بأي شيء قد يسترعي انتباه "s" إلى اهتمامنا به. سوف نكون ممتنين للحصول على أي معلومات قد تكون لديكم بخصوص "s". من الإكتشافات البارزة في هذه الوثائق، بيان أدلى به العقيد القذافي أثناء محاولات تقربه من الغرب من خلال تخليه عن برامج أسلحة الدمار الشامل، إذ وعد بتدمير مخزون الأسلحة الكيميائية والبيولوجية. فقال الزعيم الليبي: "سوف نتخذ (خطوات التخلص من أسلحة الدمار الشامل) بطريقة تتسم بالشفافية ويمكن التحقق منها، إن ليبيا تؤكد التزامها… عندما يحتفل العالم بميلاد المسيح، كرمز للمساهمة في عالم ينعم بالسلام، والأمن والاستقرار والرحمة فإن الجماهيرية العظمى تجدد نداءها بكل صدق بأن تكون منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل." كان البيان، في الواقع، قد تمت صياغته بمساعدة مسؤولين بريطانيين. كانت هناك رسالة إرفاق إلى "خالد النجار" من إدارة العلاقات الدولية والسلامة في طرابلس، تقول "من أجل الوضوح، تجدون مرفقا صيغة منقحة للبيان الذي اتفقنا بشأنه يوم الثلاثاء. أردت التأكد من أن لديكم الصيغة نفسها." عندما أعربت القيادة العليا في ليبيا عن مخاوفها من أن تخليها عن ترسانتها من أسلحة الدمار الشامل سوف يتركها في وضع ضعيف، اقترحت المملكة المتحدة مساعدتها لتعزيز الدفاعات التقليدية باستخدام فيلد مارشال لورد إنجي، وهو رئيس سابق للقوات العسكرية البريطانية، كمستشار. في رسالة من لندن مؤرخة 24 ديسمبر 2003، كتب مسؤول بريطاني: "إنني اقترح أن يقوم فيلد مارشال لورد إنجي، ولعلكم تذكرونه جيدا من سبتمبر، بزيارة اثنين أو ثلاثة من كبار الضباط لبدء هذه المحادثات." إن مكتب الحكومة البريطانية حريص على أن يجتمع رئيس الوزراء مع الزعيم في خيمته" * قدر كبير من الرسائل التي عثر عليها كانت تهتم بالزيارة التي قام بها توني بلير للقاء معمر القذافي في مارس 2004 في الوقت الذي كانت تلعب فيه بريطانيا دوراً رئيسيا في العودة بليبيا إلى الحظيرة الدولية. تبين الوثائق مدى تورط المخابرات البريطانية (MI6) في تنظيم رحلة توني بلير ودور الوسيط الذي اضطلع به موسى كوسا، ولم يكن مفاجئاً لإدارة بلير، أن العرض التقديمي كان ينظر إليه بأهمية قصوى. كتب أحد مسؤولي (MI6) إلى كوسا يقول: "أنا لا أدري لماذا الإنجليز معجبون بالخيام، الحقيقة هي أن الصحفيين سوف يحبون ذلك. رأيي الشخصي هو أن ذلك يعطي انطباعا جيدا عن تفضيل القائد للبساطة التي أعرف أنها أمر مهم بالنسبة له. ربما شاهدت مؤتمرا صحفيا مختلفا تماما في الرياض. على أية حال، إذا كان هذا ممكناً، فإن مكتب رئيس الوزراء سيكون في قمة الإمتنان. " يبدو أن العقيد القذافي، كان يريد مقابلة رئيس الوزراء البريطاني في سرت، مسقط رأسه، في الوقت الحاضر تقع المدينة تحت حصار مقاتلي المعارضة. يستطرد مسؤول المخابرات البريطاني قائلا: " يتوقع مكتب رئيس الوزراء البريطاني أن تتم الزيارة في طرابلس وليس في سرت. يبدو أنه من المهم أن يستطيع الصحفيون الحصول على فنادق وما إلى ذلك، ليتمكنوا من الحصول على التسهيلات اللازمة لإرسال تقاريرهم إلى صحفهم. " ومع ذلك، فإن الجواسيس كانوا بالمرصاد للتأكد من حماية مصالحهم والمصالح الوطنية. استمر المسؤول قائلا: "لقد طلبت مني الحكومة البريطانية مرافقة رئيس الوزراء ولذلك فإنني أتطلع إلى مقابلتك يوم الخميس المقبل، كما طلب مني مكتب رئيس الوزراء إذا كان بالإمكان السماح لأحد موظفينا البقاء في طرابلس بضعة أيام قبل الزيارة. أعتقد أن هذا الأمر سيمنحهم الراحة بأن كل شيء سيسير على ما يرام. " لقد كسب العقيد القذافي استحسان الغرب نظراً لموقفه ضد الإرهاب الإسلامي، الذي ظل يطل بظلاله على هذه الزيارة. جاء في الرسالة المؤرخة 18 مارس 2004: "إن الحكومة البريطانية طلبت مني أن أضع أمامك مطلبها بعدم الإعلان أوالدعاية لهذه الزيارة الآن أو خلال الأيام القليلة القادمة - لأن ذلك يعد مبكرا جدا إذا أخذنا في الإعتبار تفجيرات مدريد، فالجميع مازالوا يشعرون بدواعي اتخاذ الإحتياطات الأمنية الإضافية.
4/9/2011
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
مواضيع مماثلة
» السفارة الليبية في لندن علاقة المخابرات الليبية بالصحف العرب
» رجال المخابرات البريطانية في ليبيا لحماية السراج
» المخابرات البريطانية تعرض مليون استرليني مقابل “صمت” بلحاج
» مرشح ليكون رئيس المخابرات الليبية
» المخابرات البريطانية عذبت معارضين ليبيين لحساب نظام القذافي
» رجال المخابرات البريطانية في ليبيا لحماية السراج
» المخابرات البريطانية تعرض مليون استرليني مقابل “صمت” بلحاج
» مرشح ليكون رئيس المخابرات الليبية
» المخابرات البريطانية عذبت معارضين ليبيين لحساب نظام القذافي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR