إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
الزواج والبطالة.. أبرز مشكلات الشباب العرب
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الزواج والبطالة.. أبرز مشكلات الشباب العرب
حائراً يقف الشباب العربي عند مفترق طرق، إذ إن لديه المقدرة على التواصل مع العالم الخارجي، ولكنه غير قادر على التواصل مع مجتمعه لطرح مشكلاته. شباب تفوق على ذاته وسبق تفكير الآباء الذين يسجنونه في معطيات زمن انتهت مقوماته.
ما أهم المشكلات والتحديات التي يواجهها الشباب؟ سؤال لا يكف عن طرح نفسه في مناسبات شتى، وفي كل مرّة يتم تناول جانب من المشكلات، وتقديم جانب من المقترحات والحلول. في هذا التحقيق نسعى إلى رصد الصورة كاملة، لدى أهل الخبرة، ولدى الشباب أنفسهم.
التواصل بين الأسرة:
قضايا مسكوت عنها، وأخرى معلنة تشكلت في وجدان الشباب وبلورت حياتهم، يتحدث عنها عدد من الباحثين والمتخصصين ليضعوا أيديهم على مناطق الجراح لتضميدها. تقول الأمين العام لـ"جائزة الشيخة شمسة بنت سهيل للنساء المبدعات" الدكتورة موزة غباش: "إنّ الشباب هم من يلعبون الآن دور التغيير في المجتمعات العربية، ويطرحون قضايا إجتماعية وإصلاحية مرتبطة بالهوية الوطنية واللغة العربية، والتعليم والأسرة وليست فقط السياسية"، مؤكدة "أن قضية تعريب التعليم مطلب أساسي للشباب، لأنّ الإهتمام باللغة الإنجليزية على حساب العربية من أجل إستخدام التكنولوجيا يهدد الهوية".
وتعقب د. غباش على معاناة الشباب الإجتماعية بقولها: "إنّ قضية التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة بسبب كثافة المتطلبات اليومية للشباب أوقعته في فخ ضعف العلاقات الإنسانية، ما أدى في بعض الحالات إلى الطلاق والتشتت". وتضيف: "إنّ فكرة تحقيق الذات بدأت تتغير، فليس من الضروري أن تحقق الفتاة ذاتها من خلال العمل، ولكن من العلاقة بالأبناء وقوة وتماسك الأسرة، فلا يصبح العمل على حساب الأسرة، وأنّ العمل من المنزل أصبح فكرة بديلة لتحقيق الذات فمن خلال وجود المرأة في الأسرة تستطيع أن تربي أبناءها وتنتج وتنجح في عملها". وعلى مستوى التعليم الجامعي تقول د. غباش: "إنّ المحصل العلمي للشباب يعتمد على أستاذه، فعندما يذهب الشاب إلى سوق العمل، نجد أنّ المحصل العلمي لديه ليس قوياً، نظراً إلى أنّ هذه الجامعات تستخدم أساتذة ضعافاً علمياً، وهي في ذلك تُغَلب العامل الإقتصادي على عامل الجودة، ما يؤثر في مخرجات التعليم، فيجد الشاب نفسه في سوق العمل بحاجة إلى تدريب مهني حتى تقبل به المؤسسات".
- عند مفترق الطرق:
وإذا كانت تحديات العولمة وما تحمله من متغيّرات تجعل الشباب في مفترق الطرق. فإن أستاذة الإتصال الجماهيري في "جامعة الإمارات" الدكتورة حصة لوتاه تقول في هذا السياق: "إنّ الشباب يحاول لملمة ذاته حتى يتعامل مع متغيّرات عدة، ومن أبرزها التعليم الذي لا يحقق طموحاته في ظل إمكاناته العالية". وتضيف: "معظم الثقافات تميل إلى تهميش فكر الشاب ولا تؤكد رؤاه، لأنّها ترتبط بقيم أجنبية إستهلاكية". وتشير إلى أنّ "الشباب يكتسب هذه القيم ويصبح كالوقود للعجلات الطاحنة ما يبعده عن ذاته، بدءاً من المدرسة وحتى الجامعة من خلال مناهج التعلم". وتؤكد أنّ "هذه القيم تقلل من قيمة الفرد وتفقده الثقة في ذاته، ويصبح شخصاً مهزوزاً في وقت لابدّ أن يواجه العالم بنوع من التماس والقوة والقناعة التامة بأنّه كيان أساسي في المجتمع وليس هامشياً".
- الهوة بين الأجيال:
"لابدّ أن يختلف الخطاب مع الشباب في ظل المتغيّرات"، هذا ما تؤكده أستاذة الإتصال الجماهيري في "جامعة الإمارات" الدكتورة عائشة النعيمي، بقولها: "هناك دائماً رؤية تقليدية نحو الشباب تتهمهم بأنهم يفتقرون إلى رؤية وطنية ومحلية"، لافتة إلى أنّه "بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها الوطن العربي لابدّ من إعادة نظر في علاقتنا بالشباب". وعن أهم التحديات التي يتعين العمل عليها، تشير د. النعيمي إلى "وجوب إزالة تلك الهوة القائمة بين جيل الشباب بكل عنفوانه وأدواته الإعلامية التي يمتلكها، وبين جيل الآباء، والإقتراب من وعيه وإدراكه". وتؤكد أن "تأكيد الهوية والإنتماء والولاء لمجتمعنا أصبح من أهم متطلبات الشباب، خاصة في المجتمعات الخليجية التي تتصف بوضع ديموغرافي خاص". وتتابع: "يجب صياغة المنظومة الدينية والإعلامية والتعليمية وتغيير المناهج التي تكرس اللغة الإنجليزية والتي تحدث نوعاً من الإغتراب في الهوية لدى الشباب".
- البطالة والطاقات المهدرة:
"فرص العمل المناسبة من أهم التحديات التي تواجه الشباب"، هذا ما تشير إليه مستشارة الإرشاد المهني في دائرة الموارد البشرية في الشارقة، الدكتورة آمال حجازي، بقولها: "إنّ البطالة ترتبط بمخرجات التعليم وسوق العمل، أو بضغوط خارجية تتعلق بمنظومة الإقتصاد الدولي". وعن تداعيات وتأثيرات مشكلة البطالة بين الشباب، تعقب بقولها: "هناك علاقة بين البطالة ومعدلات الجريمة، فمن المعروف أنّ الوظيفة تؤدي دوراً أساسياً في الحفاظ على التوازن والإستقرار النفسي للإنسان، وأنّ العمل يدعم ويعزز إدارة الوقت عند الشباب، فضلاً عن الدور الإيجابي الذي يلعبه العمل على صعيد تنمية مهارات الإتصال الإجتماعي، والمشاركة في تحقيق أهدافه العامة، وتحقق الذات والمكانة والهوية".
- شخصيات إنهزامية:
من ناحيتها، تشير الدكتورة في "جامعة الشارقة" رشا عبدالله إلى أنّه "على الرغم من أنّ الشباب هم الثروة الحقيقية، والعناصر الأساسية في عملية التنمية المجتمعية، إلا أن تحديات عديدة تواجههم"، موضحة أنّ "التحديات التي تواجه الشباب عديدة، منها فقدان الهوية الإجتماعية، زيادة نسبة البطالة، تأخر سن الزواج والعنوسة، وتدني مستوى الخدمة التعليمية ومستوى الجودة بما لا يتماشى مع إمكانات الشباب ولا تواكب عصر العولمة". وتحذر من أن "هذه المشكلات تمثل عائقاً أمام الشباب يمنعهم من تحقيق أهدافهم في الحياة، وتنجم عن ذلك حالة الإحباط الشديدة عند الشباب وفقدانهم القدرة على الحلم، وتكوين شخصيات إنهزامية مقهورة، يمكن التأثير فيها وجذبها بسهولة شديدة نحو ممارسة الأشياء التي لا تتفق مع طبيعة مجتمعاتنا العربية والإسلامية". وترى د. عبدالله "أننا في حاجة إلى مد جسور التعاون بين الشباب والقطاعات والمؤسسات المختلفة في الدولة، لنحلق بقطار التقدم على المستويات كافة. وعلينا أن نخطط ونسلح الشاب ونؤهله للقيام بأدواره المختلفة بأعلى قدر من الكفاءة حتى يتمكن من المشاركة الفعالة في حركة التطور الحضاري على المستويين الشخصي والمجتمعي".
- عالم إفتراضي:
بدوره، يرى الرائد أحمد العبدولي في شرطة أبوظبي أنّ "الثورة التكنولوجية هي التي أحدثت فجوة كبيرة بين الأجيال، ووضعت الآباء أمام تحدٍّ وإختبار لمدى قدرتهم على الحفاظ على العلاقة الإجتماعية مع الأبناء". ويضيف: "إن وسائل الإتصال الحديثة من إنترنت، ومواقع التواصل الإجتماعي، كـ"فيس بوك" وغيره، جعلت الشباب يشكلون عالماً إفتراضياً لهم يحلمون به". ويقول: "من هنا لابدّ من سد الفجوة والتواصل بين الأهل والجيل الجديد من أجل فهم الشباب ومتابعة قضاياهم حتى لا يؤدي إلى الإنحراف".
- ظواهر إجتماعية:
وتؤكد نائب رئيس "جامعة الأحفاد للبنات" في السودان الدكتورة عواطف مصطفى "أنّ المشكلات النفسية والظواهر الإجتماعية مثل ظاهرة "البويات" والتفكك الأسري تؤثر في مستقبل الفتاة، خاصة في الفترة العمرية من 16 سنة وحتى 22 سنة، إذ تعد هذه الشريحة العمرية الأسرع تأثراً بالظواهر المحيطة بها". وتضيف محذرة من أن "غياب أو ضعف رقابة الأهل، وإعطاء الفتاة مساحة واسعة من الحرِّية غير المنضبطة، تعرضها لإكتساب أفكار وآراء ربّما لا تتماشى مع مجتمعاتنا العربية، وبالتالي تشكل لديها مصوغات فكرية غير سوية قد تكون مدمرة في بعض الأحيان".
- إنهيار القيم:
"الأسرة المفككة تمثل أكبر تحدٍّ يمكن أن يواجه أي شاب" بهذه العبارة، تعبر الإستشارية النفسية في الأردن الدكتورة نجوى عارف عن وجهة نظرها، التي توضحها بقولها: "إنّ الأسرة المفككة هي المسؤولة عن إفراز جيل يعاني الفراغ العاطفي، وعدم إشباع إحتياجاته النفسية، فيصبح عرضة للإنحراف، معرضاً نفسه ومجتمعه للخطر". وتضيف: "الأسرة المفككة تفشل غالباً في أداء دورها التربوي بكفاءة وحزم، ومع غياب قنوات التواصل والتحاور بين أفرادها تضعف الروابط الإنسانية حتى تغدو هزيلة لا يمكن التعويل عليها لإنتاج جيل واعد". وتشير د. عارف إلى "مشكلة أخرى تتعلق بالشباب وتتمثل في العلاقات غير المشروعة التي قد تنشأ بين شبان وشابات". وتعزوها إلى "عدم إشباع حاجة الشاب للشعور بالحب والإحتواء والتقدير داخل الأسرة، وهذا من شأنه أن يدفع الشاب إلى محاولة البحث عن تلك المشاعر في مكان آخر، سواء في الشارع أم النادي، أم المدرسة أم الجامعة، وقد يكون من خلال الموبايل أو الإنترنت". وتضيف موضحة أنّ "المجتمع هو المتضرر الأوّل من جراء العلاقات غير المشروعة، لأنها تؤدي إلى مشكلات إجتماعية عديدة وعويصة، مثل قضايا الشرف ومشكلة الأبناء غير الشرعيين ومشكلة الأمراض المنقولة جنسياً، وإنصراف الشباب عن الزواج، فضلاً عن الإستهانة بمنظومة الزواج والأسرة وتراجع مكانتها بين الشباب".
- تحديد المستقبل:
ويرى الإستشاري التربوي في شرطة دبي الدكتور يوسف شراب "أن مشكلة الشباب العربي عموماً، يمكن تلخيصها في عدم مقدرتهم على تحديد مستقبلهم في ما بعد المرحلة الثانوية". ويؤكد "أنّ الشاب في هذه المرحلة يعاني حالة من عدم وضوح الرؤية بسبب إفتقاره إلى مخطط لمستقبله، وتصبح المشكلة أكثر تعقيداً في غياب أرضية معلوماتية صلبة يرتكز عليها، فنجده يتخبط بين تجارب أقرانه ونصائح الأهل". ويتابع: "كثيراً ما نسمع عن شاب قلد زميله وانخرط معه في تخصص جامعي لا يتوافق مع قدراته وإمكاناته، وبالتالي تعثرت مسيرته الدراسية وربّما باءت بالفشل". وينادي د. شراب "بالعمل على إعداد كوادر مؤهلة وموثوق بها للقيام بمهمة إرشاد وتوجيه الطلاب ومساعدة كل واحد منهم على تحديد مستقبله العلمي وإختيار التخصص الدراسي المناسب، مع الإستعانة بالمؤسسات الأكاديمية المتخصصة في هذا النوع من المشورة".
- العنف الأسري:
"الفجوة بين الشباب والجيل السابق سببتها العولمة والتكنولوجيا التي برع فيها الشباب"، هذا ما تقوله الرئيس التنفيذي لـ"برنامج الأمان" في السعودية الدكتورة مها المنيف. وترى د. المنيف أن "أحد الحلول المقترحة، ورد في تقارير "منظمة الصحة العالمية"، التي تؤكد أهمية إشراك الشباب في العمل الميداني والمدني والمجتمعي حتى يصبحوا جزءاً منه، وحى يسهموا في ضخ أفكار جديدة تحل محل القديمة بما يتناسب مع المتغيرات المتسارعة". وإذ تتابع إستعراضها للتحديات التي تواجه الشباب تلفت إلى أنّ "العنف الأسري يمثل تحدياً آخر له تأثير سلبي في الشباب، سواء أكان العنف القائم على الأطفال، أم القائم على الأسرة ككل". وتؤكد د. المنيف "أنّ تأثير العنف يكمن في تبني الأبناء لسلوكيات خطيرة، مثل التدخين والإدمان وشرب الكحول". وترى د. المنيف: أنّ "العلاقة بين العنف الأسري والأمراض المزمنة تمثل تحدياً للمجتمع ككل، لأننا نريد جيلاً صالحاً وصحياً وخالياً من الأمراض، يمارس الرياضة ولا يتعاطى المخدرات ولا الكحول ولا الدخان، حتى يصبح منتجاً". وتتابع: "إنّ التصدي للعنف الأسري مسؤولية مشتركة بين الدولة والأسرة، حيث يتعين على الدولة سن قوانين كفيلة بحماية الضعفاء والمتضررين، مع قيام الأسرة بدورها التربوي الذي يقوم على نبذ العنف كأسلوب للتعاطي بين أفرادها، وتغيير ثقافة الهيمنة الذكورية داخل الأسرة لما يترتب على ذلك من بخس حقوق الأنثى".
- ظاهرة "البويات":
بدورها، تشير رئيسة قسم علم النفس في "جامعة الإمارات" الدكتورة فدوى المغربي إلى أن "ظاهرة البويات التي بدأت تبرز إلى المجتمع في الآونة الأخيرة في المدارس والجامعات، هي ضد ثوابت المجتمع والعرف والدين، وهي في حاجة إلى جهود مكثفة لدراستها والوقوف على أسبابها تمهيداً للتصدي بها بشكل علمي مدروس". وفي قراءتها للأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة، توضح د. المغربي أنّ "هذه الظاهرة يمكن أن تعود إلى عوامل ثقافية أو إجتماعية، كأن تكون الفتاة قد وقعت ضحية لإعتداء ما، أو أرادت تقليد سلوكيات غير سوية بدعوى التطور والتحضر". وتضيف: "إنّ قلة الوعي وسوء إدارة وقت الفراغ من الأمور التي شجعت على بروز مثل هذه الظواهر".
- بين الوظيفة والدراسة:
وفي ما يشار إلى أن "عدم وجود القدوة بين شبابنا يمثل تحدياً كبيراً"، تقول المنسقة الإعلامية في "تقنية الشارقة" فدوى القرشي: "إن شبابنا فقد القدوة وأصبح "مهند" (الممثل التركي) هو القدوة، وصورة الزوج الذي تتمناه كل زوجة، بينما أصبحت أنجلينا جولي بصورتها القوية وما تحمله من سلاح مثلاً يحتذى به بين الشابات". أمّا المشكلة الثانية التي تشير إليها القرشي فهي "تتجلّى في الهوة الواسعة التي تفصل بين الدراسة والتطبيق تعد أحد التحديات التي تواجه الشاب في مستهل مشواره العملي، حيث ينتابه إحساس بالإرتباك ونقص الكفاءة".
- قضايا مسكوت عنها:
في هذا الإطار، تقول الطالبة لطيفة الريس: "إنّ لدى الشباب آمالاً وطموحات كبيرة لن تتحقق إلا بوجود فرص عمل". وتؤكد "أنّ البطالة هي البعبع الحقيقي الذي يحبط همم الشباب ويقضي على طموحاتهم". بينما تؤكد الطالبة الجامعية موزة الكعبي أنّ "المخدرات من أهم التحديات لأنّها تقضي على مستقبل الشباب وتحوله إلى مجرم". وترى الكعبي أن "تهور الشباب والسرعة الزائدة وما تسببه من حوادث مرورية ترتفع بسببها نسبة الوفيات بين الشباب، هي مشكلة أخرى في حاجة إلى حل عاجل وجذري". وتضيف: "من أهم المشكلات أيضاً الزواج بأجنبيات، فهي تسبب إرتفاع معدلات العنوسة بين المواطنات، ناهيك عن إنجاب أطفال مشتتين فكرياً ينتمون إلى عادات وتقاليد مختلفة عن مجتمعنا، الأمر الذي يجعلهم فاقدين للهوية الوطنية".
- تحديات الزواج:
وترى أمل الشامسي (طالبة سنة الأولى إدارة أعمال) "أنّ الخبرات العالية التي تتطلبها الوظائف تضعنا أمام مناهج دراسية نقضي في دراستها سنوات ولا ترتبط بالواقع العملي". وتؤكد أنّ "الواسطة تشكل أكبر تحدٍّ أمام الشباب، لأنّ الخروج يعتمد عليها، وليس على كفاءته". وإذ تضع أمل مشكلة العنوسة وعزوف الشباب عن الزواج في دائرة الضوء، تلفت إلى أنّ "الناحية الإقتصادية وإيجاد وظيفة مناسبة تسد إحتياجات الزواج هي السبب الحقيقي وراء المشكلة".
- مساقات غير مفيدة:
وترى شيماء أحمد (طالبة في السنة الأولى إدارة أعمال) "أنّ بعض المواد الني ندرسها لا نستفيد منها". معتبرة أنّ التدريب العملي يكسبنا خبرة كبيرة بدلاً من تضييع الوقت في دراسة مساقات غير مفيدة".
وتضيف حنين المغربي (طالبة في الجامعة الأميركية) أنّ الشاب يجد صعوبة في إختيار التخصص الذي يتلاءم مع إمكاناته وقدراته، حيث يجد نفسه مضطراً إلى دراسة تخصصات بعينها لأنّها مطلوبة في سوق العمل، حتى وإن كانت لا تتلاءم مع ميوله".
- زيادة الحرِّيات:
وفي ما تؤكد لمياء محمود (طالبة في الجامعة الأميركية) "أهمية وضع رؤية متكاملة للواقع الذي يعيشه الشباب العربي"، تقول: "يجب أن تدرك الحكومات واقع الشباب وحاضرهم، وما يتربص بهم في المستقبل، وأن تقوم بمساعدتهم على الخروج من دائرة الإحباط والمواقف السلبية من المتغيرات المحيطة بهم، ودفعهم نحو المشاركة الإيجابية والحفاظ على الكفاءسات العلمية لديهم وتطويرها". كما تؤكد لمياء "ضرورة زيادة الحرِّيات والتركيز على إبداعات الشباب وأنواع الهوايات كافة، وإعتبار الإنسان العربي أسمى ما في الوجود".
- هجرة:
بدوره، يقول حسام محمود (طالب في كلية الهندسة في "الجامعة الأميركية)" إنّ "لدى الشباب قلقاً بشأن الوظائف والدخل الكافي من أجل المستقبل". ويشير إلى أنّ "الزواج ليس هو الهم الأوّل للشاب، ولابدّ من تكوين المستقبل أوّلاً، إما من خلال وظيفة مناسبة أو إستكمال لدراسة الماجستير".
ويتابع: "العديد من الشباب لديهم الرغبة في الهجرة من بلدانهم لإيجاد فرص متكافئة في حياتهم المهنية والشخصية، فقد لا يكونون قادرين على إستغلال كل إمكاناتهم وطاقاتهم". ويؤكد أنّ "المشكلة الحقيقية أمام الشباب هي تنظيم الوقت وعدم الإستفادة من الحياة الأكاديمية لإكتساب خبرة عملية".
- ثقافة العلاقات:
عدم التركيز والتشويش على أفكار الشباب من أهم المشكلات التي يراها حامد الصراري (طالب يمني في "الجامعة الأميركية")، وهو يقول في هذا السياق إنّ "الشباب المغترب قد يقع في أشياء غير أخلاقية بسبب عدم رقابة الأهل والبعد عنهم". ويؤكد أن "ثقافة الصداقة بين الشاب والفتاة، نفتقدها في مجتمعاتنا العربية، فلا نعرف حدودها وربّما تأخذنا إلى أشياء محرمة، إذ إن عاداتنا وتقاليدنا أوقفت هذه العلاقة عند حدود الزواج وغرف النوم، فلا توعية ولا ثقافة تجعلنا نحترم تلك العلاقة ونضعها في إطارها الصحيح.
- الصراع بين القيم والأخلاق:
من ناحيته، يشير محمود صلاح (طالب هندسة ميكانيك في "الجامعة الأميركية) إلى التدخين، "بإعتباره من أهم المشكلات، لأنّها تؤدي إلى الإنفاق السلبي والإضرار بالصحة بالنسبة إلى الشباب، فيصبح الشاب غير قادر على الإنتاج والعمل". ويضيف: "أعتقد أن كثيراً من الشباب يساورهم القلق بشأن الصراع بين القيم والأخلاق والحرِّية والإلتزام بالمعتقد والتربية، فثمة صراع دائر بين ما تربى عليه الشباب في البيت وما يسمعه من الإعلام والإنترنت". ويتابع: "هناك الكثير من الأفكار والرؤى التي يواجهها الشباب، فإما أن يخفيها ويتستر عليها، لأنها تتعارض مع تربيته وبيئته، لأنّ المجتمع لا يتقبلها، فتبقى طي الكتمان أو تتفاقم لتصبح آفة مسلماً بها".
- فرص العمل:
وتظل فرص العمل الهاجس الأوّل والأخير للشباب، حيث يرى محمد سراج (طالب في الجامعة الأميركية) "أن محدودية فرص العمل المتاحة، هي مصدر قلق كبير للشباب"، لافتاً إلى "إرتفاع معدلات البطالة في العالم العربي، والتي تقارب 40 في المئة، تعني أن هناك إهداراً غير مبرر لطاقات الشباب، مع الأخذ في الإعتبار أن تلك الطاقات ما لم يتم توجيهها إلى ما يفيد، فإنها تصبح سبباً في دفع الشباب نحو التورط في ما لا تحمد عقباه".
ما أهم المشكلات والتحديات التي يواجهها الشباب؟ سؤال لا يكف عن طرح نفسه في مناسبات شتى، وفي كل مرّة يتم تناول جانب من المشكلات، وتقديم جانب من المقترحات والحلول. في هذا التحقيق نسعى إلى رصد الصورة كاملة، لدى أهل الخبرة، ولدى الشباب أنفسهم.
التواصل بين الأسرة:
قضايا مسكوت عنها، وأخرى معلنة تشكلت في وجدان الشباب وبلورت حياتهم، يتحدث عنها عدد من الباحثين والمتخصصين ليضعوا أيديهم على مناطق الجراح لتضميدها. تقول الأمين العام لـ"جائزة الشيخة شمسة بنت سهيل للنساء المبدعات" الدكتورة موزة غباش: "إنّ الشباب هم من يلعبون الآن دور التغيير في المجتمعات العربية، ويطرحون قضايا إجتماعية وإصلاحية مرتبطة بالهوية الوطنية واللغة العربية، والتعليم والأسرة وليست فقط السياسية"، مؤكدة "أن قضية تعريب التعليم مطلب أساسي للشباب، لأنّ الإهتمام باللغة الإنجليزية على حساب العربية من أجل إستخدام التكنولوجيا يهدد الهوية".
وتعقب د. غباش على معاناة الشباب الإجتماعية بقولها: "إنّ قضية التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة بسبب كثافة المتطلبات اليومية للشباب أوقعته في فخ ضعف العلاقات الإنسانية، ما أدى في بعض الحالات إلى الطلاق والتشتت". وتضيف: "إنّ فكرة تحقيق الذات بدأت تتغير، فليس من الضروري أن تحقق الفتاة ذاتها من خلال العمل، ولكن من العلاقة بالأبناء وقوة وتماسك الأسرة، فلا يصبح العمل على حساب الأسرة، وأنّ العمل من المنزل أصبح فكرة بديلة لتحقيق الذات فمن خلال وجود المرأة في الأسرة تستطيع أن تربي أبناءها وتنتج وتنجح في عملها". وعلى مستوى التعليم الجامعي تقول د. غباش: "إنّ المحصل العلمي للشباب يعتمد على أستاذه، فعندما يذهب الشاب إلى سوق العمل، نجد أنّ المحصل العلمي لديه ليس قوياً، نظراً إلى أنّ هذه الجامعات تستخدم أساتذة ضعافاً علمياً، وهي في ذلك تُغَلب العامل الإقتصادي على عامل الجودة، ما يؤثر في مخرجات التعليم، فيجد الشاب نفسه في سوق العمل بحاجة إلى تدريب مهني حتى تقبل به المؤسسات".
- عند مفترق الطرق:
وإذا كانت تحديات العولمة وما تحمله من متغيّرات تجعل الشباب في مفترق الطرق. فإن أستاذة الإتصال الجماهيري في "جامعة الإمارات" الدكتورة حصة لوتاه تقول في هذا السياق: "إنّ الشباب يحاول لملمة ذاته حتى يتعامل مع متغيّرات عدة، ومن أبرزها التعليم الذي لا يحقق طموحاته في ظل إمكاناته العالية". وتضيف: "معظم الثقافات تميل إلى تهميش فكر الشاب ولا تؤكد رؤاه، لأنّها ترتبط بقيم أجنبية إستهلاكية". وتشير إلى أنّ "الشباب يكتسب هذه القيم ويصبح كالوقود للعجلات الطاحنة ما يبعده عن ذاته، بدءاً من المدرسة وحتى الجامعة من خلال مناهج التعلم". وتؤكد أنّ "هذه القيم تقلل من قيمة الفرد وتفقده الثقة في ذاته، ويصبح شخصاً مهزوزاً في وقت لابدّ أن يواجه العالم بنوع من التماس والقوة والقناعة التامة بأنّه كيان أساسي في المجتمع وليس هامشياً".
- الهوة بين الأجيال:
"لابدّ أن يختلف الخطاب مع الشباب في ظل المتغيّرات"، هذا ما تؤكده أستاذة الإتصال الجماهيري في "جامعة الإمارات" الدكتورة عائشة النعيمي، بقولها: "هناك دائماً رؤية تقليدية نحو الشباب تتهمهم بأنهم يفتقرون إلى رؤية وطنية ومحلية"، لافتة إلى أنّه "بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها الوطن العربي لابدّ من إعادة نظر في علاقتنا بالشباب". وعن أهم التحديات التي يتعين العمل عليها، تشير د. النعيمي إلى "وجوب إزالة تلك الهوة القائمة بين جيل الشباب بكل عنفوانه وأدواته الإعلامية التي يمتلكها، وبين جيل الآباء، والإقتراب من وعيه وإدراكه". وتؤكد أن "تأكيد الهوية والإنتماء والولاء لمجتمعنا أصبح من أهم متطلبات الشباب، خاصة في المجتمعات الخليجية التي تتصف بوضع ديموغرافي خاص". وتتابع: "يجب صياغة المنظومة الدينية والإعلامية والتعليمية وتغيير المناهج التي تكرس اللغة الإنجليزية والتي تحدث نوعاً من الإغتراب في الهوية لدى الشباب".
- البطالة والطاقات المهدرة:
"فرص العمل المناسبة من أهم التحديات التي تواجه الشباب"، هذا ما تشير إليه مستشارة الإرشاد المهني في دائرة الموارد البشرية في الشارقة، الدكتورة آمال حجازي، بقولها: "إنّ البطالة ترتبط بمخرجات التعليم وسوق العمل، أو بضغوط خارجية تتعلق بمنظومة الإقتصاد الدولي". وعن تداعيات وتأثيرات مشكلة البطالة بين الشباب، تعقب بقولها: "هناك علاقة بين البطالة ومعدلات الجريمة، فمن المعروف أنّ الوظيفة تؤدي دوراً أساسياً في الحفاظ على التوازن والإستقرار النفسي للإنسان، وأنّ العمل يدعم ويعزز إدارة الوقت عند الشباب، فضلاً عن الدور الإيجابي الذي يلعبه العمل على صعيد تنمية مهارات الإتصال الإجتماعي، والمشاركة في تحقيق أهدافه العامة، وتحقق الذات والمكانة والهوية".
- شخصيات إنهزامية:
من ناحيتها، تشير الدكتورة في "جامعة الشارقة" رشا عبدالله إلى أنّه "على الرغم من أنّ الشباب هم الثروة الحقيقية، والعناصر الأساسية في عملية التنمية المجتمعية، إلا أن تحديات عديدة تواجههم"، موضحة أنّ "التحديات التي تواجه الشباب عديدة، منها فقدان الهوية الإجتماعية، زيادة نسبة البطالة، تأخر سن الزواج والعنوسة، وتدني مستوى الخدمة التعليمية ومستوى الجودة بما لا يتماشى مع إمكانات الشباب ولا تواكب عصر العولمة". وتحذر من أن "هذه المشكلات تمثل عائقاً أمام الشباب يمنعهم من تحقيق أهدافهم في الحياة، وتنجم عن ذلك حالة الإحباط الشديدة عند الشباب وفقدانهم القدرة على الحلم، وتكوين شخصيات إنهزامية مقهورة، يمكن التأثير فيها وجذبها بسهولة شديدة نحو ممارسة الأشياء التي لا تتفق مع طبيعة مجتمعاتنا العربية والإسلامية". وترى د. عبدالله "أننا في حاجة إلى مد جسور التعاون بين الشباب والقطاعات والمؤسسات المختلفة في الدولة، لنحلق بقطار التقدم على المستويات كافة. وعلينا أن نخطط ونسلح الشاب ونؤهله للقيام بأدواره المختلفة بأعلى قدر من الكفاءة حتى يتمكن من المشاركة الفعالة في حركة التطور الحضاري على المستويين الشخصي والمجتمعي".
- عالم إفتراضي:
بدوره، يرى الرائد أحمد العبدولي في شرطة أبوظبي أنّ "الثورة التكنولوجية هي التي أحدثت فجوة كبيرة بين الأجيال، ووضعت الآباء أمام تحدٍّ وإختبار لمدى قدرتهم على الحفاظ على العلاقة الإجتماعية مع الأبناء". ويضيف: "إن وسائل الإتصال الحديثة من إنترنت، ومواقع التواصل الإجتماعي، كـ"فيس بوك" وغيره، جعلت الشباب يشكلون عالماً إفتراضياً لهم يحلمون به". ويقول: "من هنا لابدّ من سد الفجوة والتواصل بين الأهل والجيل الجديد من أجل فهم الشباب ومتابعة قضاياهم حتى لا يؤدي إلى الإنحراف".
- ظواهر إجتماعية:
وتؤكد نائب رئيس "جامعة الأحفاد للبنات" في السودان الدكتورة عواطف مصطفى "أنّ المشكلات النفسية والظواهر الإجتماعية مثل ظاهرة "البويات" والتفكك الأسري تؤثر في مستقبل الفتاة، خاصة في الفترة العمرية من 16 سنة وحتى 22 سنة، إذ تعد هذه الشريحة العمرية الأسرع تأثراً بالظواهر المحيطة بها". وتضيف محذرة من أن "غياب أو ضعف رقابة الأهل، وإعطاء الفتاة مساحة واسعة من الحرِّية غير المنضبطة، تعرضها لإكتساب أفكار وآراء ربّما لا تتماشى مع مجتمعاتنا العربية، وبالتالي تشكل لديها مصوغات فكرية غير سوية قد تكون مدمرة في بعض الأحيان".
- إنهيار القيم:
"الأسرة المفككة تمثل أكبر تحدٍّ يمكن أن يواجه أي شاب" بهذه العبارة، تعبر الإستشارية النفسية في الأردن الدكتورة نجوى عارف عن وجهة نظرها، التي توضحها بقولها: "إنّ الأسرة المفككة هي المسؤولة عن إفراز جيل يعاني الفراغ العاطفي، وعدم إشباع إحتياجاته النفسية، فيصبح عرضة للإنحراف، معرضاً نفسه ومجتمعه للخطر". وتضيف: "الأسرة المفككة تفشل غالباً في أداء دورها التربوي بكفاءة وحزم، ومع غياب قنوات التواصل والتحاور بين أفرادها تضعف الروابط الإنسانية حتى تغدو هزيلة لا يمكن التعويل عليها لإنتاج جيل واعد". وتشير د. عارف إلى "مشكلة أخرى تتعلق بالشباب وتتمثل في العلاقات غير المشروعة التي قد تنشأ بين شبان وشابات". وتعزوها إلى "عدم إشباع حاجة الشاب للشعور بالحب والإحتواء والتقدير داخل الأسرة، وهذا من شأنه أن يدفع الشاب إلى محاولة البحث عن تلك المشاعر في مكان آخر، سواء في الشارع أم النادي، أم المدرسة أم الجامعة، وقد يكون من خلال الموبايل أو الإنترنت". وتضيف موضحة أنّ "المجتمع هو المتضرر الأوّل من جراء العلاقات غير المشروعة، لأنها تؤدي إلى مشكلات إجتماعية عديدة وعويصة، مثل قضايا الشرف ومشكلة الأبناء غير الشرعيين ومشكلة الأمراض المنقولة جنسياً، وإنصراف الشباب عن الزواج، فضلاً عن الإستهانة بمنظومة الزواج والأسرة وتراجع مكانتها بين الشباب".
- تحديد المستقبل:
ويرى الإستشاري التربوي في شرطة دبي الدكتور يوسف شراب "أن مشكلة الشباب العربي عموماً، يمكن تلخيصها في عدم مقدرتهم على تحديد مستقبلهم في ما بعد المرحلة الثانوية". ويؤكد "أنّ الشاب في هذه المرحلة يعاني حالة من عدم وضوح الرؤية بسبب إفتقاره إلى مخطط لمستقبله، وتصبح المشكلة أكثر تعقيداً في غياب أرضية معلوماتية صلبة يرتكز عليها، فنجده يتخبط بين تجارب أقرانه ونصائح الأهل". ويتابع: "كثيراً ما نسمع عن شاب قلد زميله وانخرط معه في تخصص جامعي لا يتوافق مع قدراته وإمكاناته، وبالتالي تعثرت مسيرته الدراسية وربّما باءت بالفشل". وينادي د. شراب "بالعمل على إعداد كوادر مؤهلة وموثوق بها للقيام بمهمة إرشاد وتوجيه الطلاب ومساعدة كل واحد منهم على تحديد مستقبله العلمي وإختيار التخصص الدراسي المناسب، مع الإستعانة بالمؤسسات الأكاديمية المتخصصة في هذا النوع من المشورة".
- العنف الأسري:
"الفجوة بين الشباب والجيل السابق سببتها العولمة والتكنولوجيا التي برع فيها الشباب"، هذا ما تقوله الرئيس التنفيذي لـ"برنامج الأمان" في السعودية الدكتورة مها المنيف. وترى د. المنيف أن "أحد الحلول المقترحة، ورد في تقارير "منظمة الصحة العالمية"، التي تؤكد أهمية إشراك الشباب في العمل الميداني والمدني والمجتمعي حتى يصبحوا جزءاً منه، وحى يسهموا في ضخ أفكار جديدة تحل محل القديمة بما يتناسب مع المتغيرات المتسارعة". وإذ تتابع إستعراضها للتحديات التي تواجه الشباب تلفت إلى أنّ "العنف الأسري يمثل تحدياً آخر له تأثير سلبي في الشباب، سواء أكان العنف القائم على الأطفال، أم القائم على الأسرة ككل". وتؤكد د. المنيف "أنّ تأثير العنف يكمن في تبني الأبناء لسلوكيات خطيرة، مثل التدخين والإدمان وشرب الكحول". وترى د. المنيف: أنّ "العلاقة بين العنف الأسري والأمراض المزمنة تمثل تحدياً للمجتمع ككل، لأننا نريد جيلاً صالحاً وصحياً وخالياً من الأمراض، يمارس الرياضة ولا يتعاطى المخدرات ولا الكحول ولا الدخان، حتى يصبح منتجاً". وتتابع: "إنّ التصدي للعنف الأسري مسؤولية مشتركة بين الدولة والأسرة، حيث يتعين على الدولة سن قوانين كفيلة بحماية الضعفاء والمتضررين، مع قيام الأسرة بدورها التربوي الذي يقوم على نبذ العنف كأسلوب للتعاطي بين أفرادها، وتغيير ثقافة الهيمنة الذكورية داخل الأسرة لما يترتب على ذلك من بخس حقوق الأنثى".
- ظاهرة "البويات":
بدورها، تشير رئيسة قسم علم النفس في "جامعة الإمارات" الدكتورة فدوى المغربي إلى أن "ظاهرة البويات التي بدأت تبرز إلى المجتمع في الآونة الأخيرة في المدارس والجامعات، هي ضد ثوابت المجتمع والعرف والدين، وهي في حاجة إلى جهود مكثفة لدراستها والوقوف على أسبابها تمهيداً للتصدي بها بشكل علمي مدروس". وفي قراءتها للأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة، توضح د. المغربي أنّ "هذه الظاهرة يمكن أن تعود إلى عوامل ثقافية أو إجتماعية، كأن تكون الفتاة قد وقعت ضحية لإعتداء ما، أو أرادت تقليد سلوكيات غير سوية بدعوى التطور والتحضر". وتضيف: "إنّ قلة الوعي وسوء إدارة وقت الفراغ من الأمور التي شجعت على بروز مثل هذه الظواهر".
- بين الوظيفة والدراسة:
وفي ما يشار إلى أن "عدم وجود القدوة بين شبابنا يمثل تحدياً كبيراً"، تقول المنسقة الإعلامية في "تقنية الشارقة" فدوى القرشي: "إن شبابنا فقد القدوة وأصبح "مهند" (الممثل التركي) هو القدوة، وصورة الزوج الذي تتمناه كل زوجة، بينما أصبحت أنجلينا جولي بصورتها القوية وما تحمله من سلاح مثلاً يحتذى به بين الشابات". أمّا المشكلة الثانية التي تشير إليها القرشي فهي "تتجلّى في الهوة الواسعة التي تفصل بين الدراسة والتطبيق تعد أحد التحديات التي تواجه الشاب في مستهل مشواره العملي، حيث ينتابه إحساس بالإرتباك ونقص الكفاءة".
- قضايا مسكوت عنها:
في هذا الإطار، تقول الطالبة لطيفة الريس: "إنّ لدى الشباب آمالاً وطموحات كبيرة لن تتحقق إلا بوجود فرص عمل". وتؤكد "أنّ البطالة هي البعبع الحقيقي الذي يحبط همم الشباب ويقضي على طموحاتهم". بينما تؤكد الطالبة الجامعية موزة الكعبي أنّ "المخدرات من أهم التحديات لأنّها تقضي على مستقبل الشباب وتحوله إلى مجرم". وترى الكعبي أن "تهور الشباب والسرعة الزائدة وما تسببه من حوادث مرورية ترتفع بسببها نسبة الوفيات بين الشباب، هي مشكلة أخرى في حاجة إلى حل عاجل وجذري". وتضيف: "من أهم المشكلات أيضاً الزواج بأجنبيات، فهي تسبب إرتفاع معدلات العنوسة بين المواطنات، ناهيك عن إنجاب أطفال مشتتين فكرياً ينتمون إلى عادات وتقاليد مختلفة عن مجتمعنا، الأمر الذي يجعلهم فاقدين للهوية الوطنية".
- تحديات الزواج:
وترى أمل الشامسي (طالبة سنة الأولى إدارة أعمال) "أنّ الخبرات العالية التي تتطلبها الوظائف تضعنا أمام مناهج دراسية نقضي في دراستها سنوات ولا ترتبط بالواقع العملي". وتؤكد أنّ "الواسطة تشكل أكبر تحدٍّ أمام الشباب، لأنّ الخروج يعتمد عليها، وليس على كفاءته". وإذ تضع أمل مشكلة العنوسة وعزوف الشباب عن الزواج في دائرة الضوء، تلفت إلى أنّ "الناحية الإقتصادية وإيجاد وظيفة مناسبة تسد إحتياجات الزواج هي السبب الحقيقي وراء المشكلة".
- مساقات غير مفيدة:
وترى شيماء أحمد (طالبة في السنة الأولى إدارة أعمال) "أنّ بعض المواد الني ندرسها لا نستفيد منها". معتبرة أنّ التدريب العملي يكسبنا خبرة كبيرة بدلاً من تضييع الوقت في دراسة مساقات غير مفيدة".
وتضيف حنين المغربي (طالبة في الجامعة الأميركية) أنّ الشاب يجد صعوبة في إختيار التخصص الذي يتلاءم مع إمكاناته وقدراته، حيث يجد نفسه مضطراً إلى دراسة تخصصات بعينها لأنّها مطلوبة في سوق العمل، حتى وإن كانت لا تتلاءم مع ميوله".
- زيادة الحرِّيات:
وفي ما تؤكد لمياء محمود (طالبة في الجامعة الأميركية) "أهمية وضع رؤية متكاملة للواقع الذي يعيشه الشباب العربي"، تقول: "يجب أن تدرك الحكومات واقع الشباب وحاضرهم، وما يتربص بهم في المستقبل، وأن تقوم بمساعدتهم على الخروج من دائرة الإحباط والمواقف السلبية من المتغيرات المحيطة بهم، ودفعهم نحو المشاركة الإيجابية والحفاظ على الكفاءسات العلمية لديهم وتطويرها". كما تؤكد لمياء "ضرورة زيادة الحرِّيات والتركيز على إبداعات الشباب وأنواع الهوايات كافة، وإعتبار الإنسان العربي أسمى ما في الوجود".
- هجرة:
بدوره، يقول حسام محمود (طالب في كلية الهندسة في "الجامعة الأميركية)" إنّ "لدى الشباب قلقاً بشأن الوظائف والدخل الكافي من أجل المستقبل". ويشير إلى أنّ "الزواج ليس هو الهم الأوّل للشاب، ولابدّ من تكوين المستقبل أوّلاً، إما من خلال وظيفة مناسبة أو إستكمال لدراسة الماجستير".
ويتابع: "العديد من الشباب لديهم الرغبة في الهجرة من بلدانهم لإيجاد فرص متكافئة في حياتهم المهنية والشخصية، فقد لا يكونون قادرين على إستغلال كل إمكاناتهم وطاقاتهم". ويؤكد أنّ "المشكلة الحقيقية أمام الشباب هي تنظيم الوقت وعدم الإستفادة من الحياة الأكاديمية لإكتساب خبرة عملية".
- ثقافة العلاقات:
عدم التركيز والتشويش على أفكار الشباب من أهم المشكلات التي يراها حامد الصراري (طالب يمني في "الجامعة الأميركية")، وهو يقول في هذا السياق إنّ "الشباب المغترب قد يقع في أشياء غير أخلاقية بسبب عدم رقابة الأهل والبعد عنهم". ويؤكد أن "ثقافة الصداقة بين الشاب والفتاة، نفتقدها في مجتمعاتنا العربية، فلا نعرف حدودها وربّما تأخذنا إلى أشياء محرمة، إذ إن عاداتنا وتقاليدنا أوقفت هذه العلاقة عند حدود الزواج وغرف النوم، فلا توعية ولا ثقافة تجعلنا نحترم تلك العلاقة ونضعها في إطارها الصحيح.
- الصراع بين القيم والأخلاق:
من ناحيته، يشير محمود صلاح (طالب هندسة ميكانيك في "الجامعة الأميركية) إلى التدخين، "بإعتباره من أهم المشكلات، لأنّها تؤدي إلى الإنفاق السلبي والإضرار بالصحة بالنسبة إلى الشباب، فيصبح الشاب غير قادر على الإنتاج والعمل". ويضيف: "أعتقد أن كثيراً من الشباب يساورهم القلق بشأن الصراع بين القيم والأخلاق والحرِّية والإلتزام بالمعتقد والتربية، فثمة صراع دائر بين ما تربى عليه الشباب في البيت وما يسمعه من الإعلام والإنترنت". ويتابع: "هناك الكثير من الأفكار والرؤى التي يواجهها الشباب، فإما أن يخفيها ويتستر عليها، لأنها تتعارض مع تربيته وبيئته، لأنّ المجتمع لا يتقبلها، فتبقى طي الكتمان أو تتفاقم لتصبح آفة مسلماً بها".
- فرص العمل:
وتظل فرص العمل الهاجس الأوّل والأخير للشباب، حيث يرى محمد سراج (طالب في الجامعة الأميركية) "أن محدودية فرص العمل المتاحة، هي مصدر قلق كبير للشباب"، لافتاً إلى "إرتفاع معدلات البطالة في العالم العربي، والتي تقارب 40 في المئة، تعني أن هناك إهداراً غير مبرر لطاقات الشباب، مع الأخذ في الإعتبار أن تلك الطاقات ما لم يتم توجيهها إلى ما يفيد، فإنها تصبح سبباً في دفع الشباب نحو التورط في ما لا تحمد عقباه".
opengod2000- لواء
-
عدد المشاركات : 2466
العمر : 45
رقم العضوية : 333
قوة التقييم : 8
تاريخ التسجيل : 09/07/2009
رد: الزواج والبطالة.. أبرز مشكلات الشباب العرب
مشكور وبارك الله فيك
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
العاشق الصغير- مشرف منتدي الشعر الشعبي
-
عدد المشاركات : 13630
العمر : 35
رقم العضوية : 6241
قوة التقييم : 75
تاريخ التسجيل : 03/09/2011
المرتجع حنتوش- مشرف قسم المنتدي العام
-
عدد المشاركات : 21264
العمر : 32
رقم العضوية : 121
قوة التقييم : 41
تاريخ التسجيل : 10/04/2009
رد: الزواج والبطالة.. أبرز مشكلات الشباب العرب
مشكــــــــــــــــــورين ع المــــــــــــــــرور الرائــــــــــــــــــــع
opengod2000- لواء
-
عدد المشاركات : 2466
العمر : 45
رقم العضوية : 333
قوة التقييم : 8
تاريخ التسجيل : 09/07/2009
رد: الزواج والبطالة.. أبرز مشكلات الشباب العرب
موضوع مميز تشكر علية
محمد منصف بوحردة- مشير
-
عدد المشاركات : 7459
العمر : 34
رقم العضوية : 6500
قوة التقييم : 21
تاريخ التسجيل : 13/09/2011
رد: الزواج والبطالة.. أبرز مشكلات الشباب العرب
مشكور...........موفق دائماا ياارب
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
مواضيع مماثلة
» منظمة الشباب الليبي تستضيف قمة الشباب العرب والأفارقة
» سمات الزوجة المثالية بنظر الشباب في الزواج
» استطلاع: 52% من الشباب العرب يفضلون الوظائف الحكومية
» وزير الشباب والرياضة يستقبل وفدا من نادي المقاولون العرب الم
» الرجل والمرأة قبل الزواج ... وبعد الزواج
» سمات الزوجة المثالية بنظر الشباب في الزواج
» استطلاع: 52% من الشباب العرب يفضلون الوظائف الحكومية
» وزير الشباب والرياضة يستقبل وفدا من نادي المقاولون العرب الم
» الرجل والمرأة قبل الزواج ... وبعد الزواج
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR