المجاهد الشيخ السنوسى الغزالى

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-11-15, 8:59 am

المجاهد الشيخ السنوسى الغزالى
هذا المجاهد الذي أكتب عنه الآن شارك في معارك عديدة ضد قوات الاستعمار
الانجليزي على أرض مصر بقيادة المجاهد العالم أحمد الشريف، وشارك أيضا في
معارك عديدة ضد قوات الطليان خلال فترة الجهاد المقدس بقيادة المجاهد عمر
المختار، وبعد ذلك وضع ما حباه به الخالق تبارك وتعالى من العلم في خدمة
مجتمعه العربي المسلم بكل تواضع وعلى أسس من احترام نفسه وقدسية علمه وأيضا
أسهم هذا المجاهد بإبداعاته العديدة في مجال الأنساب وتاريخ الجهاد والشعر
في مجال المؤلفات:
1. كتاب (السبك الحديث في تاريخ برقة القديم
والحديث) الذي كانت طبعته الأولى عام 1938 في مكتبة مدبولي القاهرة (210)
صفحات وأعيد طبعه للمرة الثانية عام1973 بعنوان مختصر (برقة قديما وحديثا)
دار الكتاب الليبي – بنغازي جزء 1 به 215 صفحة.
2. كتاب (إرشاد القاريء والسامع لكتاب الدرر اللوامع) عن علم تجويد القرآن الكريم صدر عن
دار الكتاب الليبي بنغازي عام 1968ف (100) صفحة (1).
3. مخطوط بعنوان (حكايتي في قلب ما جرى – مذكرات) وفي مجال إبداع الشعر أجادت قريحته بقصائد عديدة من أشهرها قصيدة حول الفصول والمواسم لدى العرب.
4. وفي الكتابة أيضا له مقالات عديدة سواء خلال وجوده في القاهرة أو بعد رجوعه
إلى أرض الوطن، تحدث فيها عن الاستعمار الإيطالي لبلاده وجهاد الليبيين
لتحرير وطنه أذكر منها مقالا له نشر بصحيفة الأسبوع الثقافي بتاريخ
26/5/1978ف بعنوان (ذكريات الكفاح مع المناضل الفضيل بوعمر) (2).
إنه المجاهد والعالم والأديب الأستاذ الشيخ السنوسي امحمد ميلود طاهر الصادق
أحمد الشارف الغزالي المولود في شهر أبريل الطير 1898 ف من ميلاد المسيح
عليه السلام في قرية (ترت) بمنطقة درنة وهو الإبن الثالث من بين تسعة إخوة،
في السابعة من عمره، ألحقه والده مع بعض أشقائه ب (الكتاتيب) لحفظ القرآن
الكريم، وكذلك درس أولى مباديء علم اللغة العربية وأصول الفقه على يد إمام
المسجد، وهذا المجاهد من قبائل الأشراف وينتسب أجداده إلى (الخطاطبة)
وآثارهم معروفة في الجنوب الليبي ومنها:
قصر الخطاطبة في واحة
(زويلة)، أما والدته فهي المرحومة مبروكة حمد الخرم من العائلات المعروفة
في مدينة درنة، وعند بلوغ الطالب السنوسي امحمد الغزالي سن الرابعة عشر ظهر
لمن حوله شغفا بالقراءة ونبوغا في استيعاب ما وقع بين يديه من صنوف الأدب
والعلوم المختلفة وخاصة علوم الفلك والكون والماورائيات وكان دائم البحث عن
مصادر المعرفة، وعلى الرغم من ضعف الإمكانات إلا أنه كان يحصل على مبتغاه
من معارفه وأصدقائه في مدينتي بنغازي ودرنة، وكان والده يعمل في مجال
الزراعة وميسور الحال مما يسر له الدراسة في المدرسة التركية بدرنة (3).
من خلال البيئة المحيطة بالأسرة الليبية في ذلك الوقت (بداية القرن العشرين)
ترعرع أبناء امحمد الغزالي كغيرهم من عائلة الغزالي ونشأوا على القيم
النبيلة للعقيدة السمحاء يتحلون بالشجاعة وكذلك من شمائلهم الكرم والجهر
بالحق ونصرة المظلوم، وقد كان لها آثارها في التكوين الثقافي والعقلي في
أبناء الغزالي عموما، ومن ضمنهم السنوسي امحمد الغزالي الذي اتخذ لنفسه خطا
واضحا في حياته تجتمع فيه كل هذه القيم كما سيتضح للقاريء عند الإشارة إلى
بعض مراحل حياته، وحيث أن رب هذه الأسرة من عاشقي الجهاد في سبيل الله،
فقد جعل أبناءه يحذون حذوه على هذا الطريق، كما سيتم توضيحه فيما بعد، أيضا
وفي هذا الإطار التحق ابنه السنوسي وقبل بداية الحرب الكونية الأولى
بالجيش التركي وتدرب في معسكر الضباط بمدينة درنة وتخرج برتبة ملازم أول
وقد أهله سعيه الدائم للمعرفة وتوفيق الله له في استيعابه لبرامج عمله وما
يتمتع به من الوعي الثقافي مما مهد له الطريق للتدرج في الرتب العسكرية حتى
وصل فيما بعد إلى رتبة قائمقام (عقيد الآن) انخرط في دور (معسكر الجهاد
بقيادة المجاهد العالم أحمد الشريف) وهذه مرحلة مبكرة من حياة هذا الإنسان
المعطاء، وهي مرحلة أساسية أصبحت منطلقا لكافة المراحل وما تخللها من مواقف
تشرف صاحبها وأبناءه بل كل الليبيين الشرفاء.
وفي إطار الجهاد ضد الاستعمار سجل تاريخ الجهاد للمجاهد السنوسي امحمد ميلود الغزإلى صفحات كثيرة كلها إيمان وقتال وبطولة وشجاعة، أقدم لأحفاده بعضا منها لتكون
نبراسا يضيء الطريق أمامهم وأمام كل المخلصين لوطنهم وعقيدتهم السمحة رفضا
لمؤا مرات الركوع لغير الله الواحد الجبار.
قاتل بفاعلية في معارك عديدة ضد الاستعمار الإنجليزي على أرض مصر العربية، وكان آمرا لإحدى الكتائب العسكرية، ومن المعارك التي قاتل فيها المجاهد السنوسي الغزالي ضد
قوات الاستعمار الإنجليزي بقيادة المجاهد أحمد الشريف:
معركة البويرات (بين ترت والقيقب) واستشهد خلالها والده وجرح ابنه السنوسي .
معركة بئر بوتونس على الارض العربيه المصرية.
معركة وادي ماجد الثانيه- على
الارض العربية المصرية.
معركة العقاقير على الارض العربية المصرية.
معركةزاوية ترت – على الارض العربية الليبية.
معركة امساعد – على الارض
العربية الليبية.
وليسمح لي القاريء الكريم أن أقدم له معركة البويرات
كما سجلها المجاهد السنوسي الغزالي في مخطوطه (حكايتي في قلب ماجرى) –
بتصرف واختصار:
أناب المجاهد أحمد الشريف قائد الجها د الليبي في المرحلة الأولى المجاهد امحمد ميلود الغزالي نائبا عنه في موقع البويرات (شرقي القيقب) فقام هذا المجاهد بتعبئة سكان الموقع وما حوله لمواجهة القوات الإيطالية التي وصلت فعلا إلى القيقب، وبتاريخ 13 رجب 1331 ه
الموافق 13 يوليو (ناصر) 1913 ف بدأت معركة عنيفة، وكان الشاب السنوسي مع
والده المجاهد امحمد الغزالي الذي يقاتل العدو على جواده الأحمر وخلال
المعركة جاء إلى قائد المعركة المجاهد السنوسي المزلوعي قائلا (الجبخانة
عندي خلصت) فأمر قائد المعركة ابنه السنوسي بأن يعطيه جبخانة أخرى فناوله
وبصعوبة بالغة حيث أن المعركة ملتهبة (مشطين)، وقد أصيب هذا المجاهد
برصاصتين في بطنه من نيران العدو التي أصابت قائد المعركة امحمد ميلود
برصاصات قتلت الجواد الأحمر واستشهد القائد متأثرا بجراحه، وكذلك أصيب ابنه
السنوسي في يده اليمنى، واستشهد في هذه المعركة ستون مجاهدا تم ذكر أسماء
أربعين منهم في المخطوط المشار إليه، وقد شارك في هذه المعركة من أسرة
الغزالي كل من المجاهدين: احميده ميلود (عم السنوسي) وميلود امحمد والشريف
امحمد (شقيقا) السنوسي (4).
بعد توجه المجاهد أحمد الشريف إلى الواحات قرر المجاهد السنوسي الغزالي البقاء في الجبل الأخضر والتحق بالمقاومة الشعبية بقيادة شيخ الشهداء عمر المختار.
بناء على تكليف جهادي قام مع بعض رفاقه بتدريب أفواج من المجاهدين على بعض الأسلحة الخفيفةوالثقيلة.
التحق مع مجاهدين آخرين على رأسهم عمر المختار مما كان
يسمى في ذلك الوقت (حكومة إجدابيا) غير لأن مسئول تلك الحكومة (لإدريس
السنوسي) لم يرغب في وجود المجاهد السنوسي الغزالي الخطابي بحجة لأن رتبته
العسكرية رفيعه ويعلم الله السبب الحقيقي، للأن الرتبة العسكرية مصدرها
الجهاد وبسببه.في إجدابيا أصبح وضع هذا المجاهد سيئا وفي نفس الوقت
العدو الإيطالي يطارده بصفته الجهادية.
من أجل أمنه الشخصي غادر إجدابيا ليلا في سرية تامة تحوطا من متابعة عملاء الطليان وأعين وجواسيس حكومة إجدابيا متوجها إلى مدينة بنغازي، وكان دليله في هذه الرحلة صديقه
المرحوم الحاج احميدة على الغرياني الذي كلن مشهورا بممارسة رياضة المشي
حتى بلوغه المائة عام أو اكثر (توفى في مدينة بنغازي عام2001 ف رحمه الله).
غادر هذا المجاهد مدينة بنغازي التي يحبها وعبر عن حبه لها بأن سماها (المحروسة
العامرة) حيث توجه إلى مسقط رأسه قرية (ترت) غرب مدينة درنة وعمل في حراثة
الأرض وحصاد الزرع.
بعد انهيار الاتفاقات الهشه التي عقدها الاستعمار الإيطالي مع البعض من ضعاف النفوس، التحق المجاهد السنوسي امحمد الغزالي بدور المجاهدين بقيادة البطل عمر المختار.
خاض العديد من المعارك ضد الاستعمار الإيطالي في هذه المرحلة من الجهاد تحت قيادة شيخ
الشهداء وهي (زاوية العجال، وادى الدرقوشي، هيشة المقيبرة، خشم ارزيق)
وليسمح لي القاريء الكريم بتقديم المعركة الأخيرة:
إنها المعركة الوحيدة التي يقول المجاهد السنوسي امحمد الغزالي انه قاتل فيها العدو
الايطالي مع المجاهد الفضيل بوعمر الأوجلي وأقوم بدوري بتقديمها لأحفاد
المجاهدين (بتصرف واختصار).
يقول المجاهد السنوسي الغزالي عن هذه المعركة [لم يسعدني الحظ بالدخول مع المجاهد الفضيل في جميع المعارك التي خاضها سوى معركة واحدة وهي بمكان اسمه (خشم ارزيق) يقع شمال منطقة القبة فبتاريخ غرة ربيع الأول 1349ه كنا بعض المجاهدين في هذا المكان نحصد الزرع لنقتات منه وكذلك خيولنا وقد تركه المواطنون الذين بذروه منذ أشهر وكانوا
ينتظرون موسم حصاده (تركوه) رغما عنهم حيث ساقهم العدو الغاشم إلى معتقلات
الإبادة الجماعية لبعض القبائل الليبية في البريقة والعقيلة وفجأة هاجمنا
العدو فاستقبلناه بما يستحقه من فوهات بنادقنا، وهكذا وقعت المعركة
حامية كان خلالها المجاهد الفضيل بوعمر يحرض المجاهدين على القتال ويصرخ
فيهم مشجعا على الاستمرار في الصمود ومواجهة العدو وقد جرح في هذه الموقعة
المجاهد المقدم حسين الدعيسي في أعلى رجله اليمنى وصرع حصان المجاهد عبدربه
المبروك الطبيب العبيدي الذي كان يقاتل على ظهره، ثم بعد انتهاء المعركة
توغلنا شمالا واستقررنا بواد قريب من موقع المعركة(5).
ألقت قوات الاحتلال الغاشمة القبض على هذا المجاهد وتم سجنه في سجن بنغازي الرئيسي
بموقع (الشابي) لمدة عشرين شهرا عامي 1926 و 1927ف ومعه أيضا شقيقه المجاهد
علي الغزالي.
وعندما قام الجنود الايطاليون بالقاء القبض عليه وعلى
شقيقه المجاهد علي تم وضع الحديد (قيود وسلاسل حديدية) في ايديهما
وارجلهما وفي إطار إرهاب وتخويف المواطنين وقام الاعداء بالطواف بهما في
أسواق مدينة درنة حتى أن مواطنا من قبيلة (أولاد الشيخ) آلمه المشهد غير
الإنساني وقال متأسفا بصوت عال غير آبه بجند العدو(لا حول الله ضنا فاطمة،
يقصد فاطمة الزهراء، يجرون بالسلاسل)، فرد عليه المجاهد السنوسي الغزالي:
(لا تحزن دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة). وفي إطار الضغط
النفسي والإرهاب المعنوي تم حبسهما في حبس انفرادي وعزلهما عن المساجين
الآخرين وفي سجن درنة، وزيادة في القهر ومحاولة إدخال الرعب في روعهما قال
أحد عملاء الطليان بصوت مرتفع: (هذان لا ينقلان إلى بنغازي مع بقية
المساجين لأنهما ذاهبان فورا إلى ساحة الإعدام).
من رفاق هذا المجاهد المجاهدون: عبدالحميد العبار- الفضيل عمر بوحوا – يوسف بو رحيل –
يوسف مليطان – والقاضي محفوظ الورفلي وغيرهم كثيرون.
إضافة إلى المشاركة في القتال ضد العدو وفي معارك الجهاد وجها لوجه مع قوات الأعداء
كلف هذا المجاهد بمهام جهادية أخرى منها:
(1) مجلس التفتيش.
(2) المجلس الحربي.
(3) وكيل عن قائد الجهاد في دور الحاسة والعبيدات
والمرابطين عام 1928ف (بعد استشهاد المجاهد الفضيل بوعمر) كما توضحه رسالة
شيخ المجاهدين التي جاء فيها:
إلى صاحب الحمية الدينية ولدنا السنوسي بك الغزالي.. وفقه الله لما يحبه ويرضاه،،، آمين..
أما بعد
.. فإننا بمشيئة الله تعالى قد عيناكم وكيلا عنا بدور الحاسة والعبيدات
والمرابطين فعليك بالمباشرة في وظيفك المذكور بصدق وإخلاص مستعينا بالله
واجعل مخافة الله نصب عينيك ودستور عملك في جميع أمورك وإن لا سامح الله
تكاسلت وبالأمر تهاونت فالله رقيب عليك والمسؤولية الدنيوية والأخروية
محققة لديك ونرجو الله لنا ولكم.
النائب العام بالجبل الأخضر عمر المختار
الختم/ را جي عفو الستار عبده عمر المختار
كلف من قبل شيخ المجاهدين عمر المختار بالتوجه إلى مصر لإنجاز مهام منها الاتصال
بعدة جهات ذات علاقة بشئون الجهاد وذلك مع مجاهدين آخرين من ضمنهم شقيقه
المجاهد أحمد محمد الغزالي والمجاهد مصطفى الجزائري من أجل جمع التبرعات
للجهاد نظرا لأن المجاهدين تعسرت أحوالهم بسبب الإجراءات القمعية التي قام
ويقوم بها العدو الإيطالي ضد أبناء الجبل الأخضر وكانت هذه المهمة الجهادية
قبل أسر الشيخ المجاهد عمر المختار بفترة قصيرة (6).
توضيح لرسالة
عمر المختار إلى المرحوم الشيخ السنوسي الغزالي وشقيقه المرحوم الشيخ أحمد
الغزالي وهما ينتظران بالسلوم، ردا على طلبهما بإرسال خيلهما للعودة إلى
الوطن بعد إتمام مهمة كان قد كلف بها شيخ الشهداء الشيخ السنوسي الغزالي في
مصر. حيث يقول لهما أن أحد الحصانين به مرض(دبره شينه في حراكه) ولكن
يطمئنهما أنه ورفاقه مهتمين بالخيل من حيث الرعي والرعاية (مهنيين منهن)
والتالي توضيح للوثيقة:
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى المحترمين أولادنا السيد السنوسي الغزالي والسيد أحمد الغزالي حفظهما الله
آمين.بعد السلام وكامل الاحترام. نعلمكم أن الخيل التي طرفنا
والحال تذكروا يأتنكم في أول شهر صفر. الخيل مسلمهن الهرام لنا وتوجه في
غزى العرس عند العواكلة. والحصان بيد علي بو يونس ومهنيين منهن. وأما
إرسالهن لطرفكم لا يمكن لأجل الحصان به دبره شينة في حراكه وفي المجلس. إن
شاء الله تأتوا بالسلامة. ودمتم والسلام.
10 صفر 1350هـ
النائب العام عمرالمختار
الختم
را جي عفو الستار عبده عمر المختار
بعدهذه المهمة غادر المجاهد السنوسي الغزالي القاهرة متجها غربا في طريق
عودته إلى وطنه ليواصل الجهاد ضد عدو الله والوطن وعند وصوله مع شقيقه
المجاهد أحمد إلى موقع (السلوم) حالت ظروف طارئة دون دخوله إلى الأرض
العربية الليبية، منها عدم توفر وسيلة النقل (مرض حصانه في الداخل) كما
تثبته رسالة من قائد الجهاد عمر المختار.
بعد انتظار أسابيع استشهد شيخ المجاهدين وتعثر حال الجهاد التي أصبحت منعدمة – تقريبا – قرر المجاهد السنوسي امحمد الغزالي التوجه إلى طلب العلم والتحق بالأزهر الشريف.
لم يتوقف هذا المجاهد عن جهاده حتى وهو بعيد عن وطنه فأخذ يدبج المقالات ضد
العدو الإيطالي ويفضح ممارساته الإرهابية ضد الشعب الليبي المسلم وإثارة
القضية الليبية أمام الرأي العام العربي والدولي وذلك من خلال بعض الصحف
المصرية.
نال هذا المجاهد الشهادة العالمية من الأزهر الشريف.
حينما قامت الحرب الكونية الثانية لم يشارك في تشكيلات القوات الليبية من
المهاجرين وذلك لقناعة خاصة به مع احترامه وتقديره لرفاقه الذين انخرطوا في
تلك التشكيلات تحت قيادة الجيش الثامن البريطاني.
بوحي من ضميره
وإخلاصه لقضية وطنه تكفل هذا المجاهد برعاية أسر المهاجرين الليبيين الذين
انخرطوا في تشكيلات القوات الليبيه بحسن نية وبهدف طرد العدو الإيطالي من
بلادهم، فقام هذا المجاهد بالإشراف على شئون عائلاتهم في دار الهجرة – مصر –
وإنفاقهم وتعليم أبنائهم حتى انتهت الحرب العالمية الثانية واستشهد من
استشهد ورجع من رجع.
بعد هزيمة إيطاليا وخروج قواتها العسكرية من الأرض الليبية رجع هذا المجاهد إلى وطنه مسلحا بشهادة علمية عالية ليخدم بها مجتمعه في مجاله العلمي والاجتماعي ويسهم في تثقيف أبنائه.
عمل المجاهد العالم السنوسي امحمد الغزالي بعد رجوعه إلى ارض الوطن رئيسا جمعية
عمر المختار بمنطقة سوسة (7).
أخذ مجاله في سلك القضاء في مدينته المحروسة العامرة (بنغازي).
تبوأ هذا العالم العديد من المسئوليات القضائية منها:
- رئاسة مجلس القضاء الأعلى.
- رئيس محكمة
الاستئناف الشرعية.
- الإشراف على تدريس العديد من رجال القضاء وأيضا
الإشراف على امتحاناتهم ومن بينهم الأساتذة: المرحوم علي بوزغيبة / المرحوم
عمران الفرجاني / شقيقه المرحوم المهدي امحمد الغزالي.
نظرا لقوة إيمانه ونزاهته ومجاهرته بالحق وهي من القيم النبيلة التي أثرت في
تكوينه الثقافي ووجدانه خلال فترة طفولته وشبابه في بيت والده العامر
بالإيمان والشمائل الفاضلة، تعرض خلال العهد الملكي للاضطهاد وهضم حقوقه في
الترقية بل إبعاده عن مدينته بنغازي مرات عديدة ونقله تعسفا إلى أماكن
متفرقة منها:
القبة، درنة، إجدابيا، المرج، ثم بعد هذا العذاب في
التنقل من مكان إلى آخر وما عانته أسرته من جراء هذا العقاب غير المباشر
رجع إلى المحروسة العامرة.
آخر مسئولية له في سلك القضاء رئيس محكمةالاستئناف الشرعية لمحافظة بنغازي سابقا.
أحيل على التقاعد عام 1968 ف حسب قانون التقاعد.
بعد قيام ثورة الفاتح من سبتمبر وسماعه
النداء الموجه من خلال البيان الأول إلى الذين قاتلوا القتال الحق مع أحمد
الشريف وعمر المختار وجه برقية تأييد لمجلس قيادة الثورة باسمه واسم
أولاده.
أبدى هذا المجاهد العالم تأييده وإعجابه بقرارات مجلس قيادة
الثورة التاريخية الخاصة بقفل النوادي الليلية الماجنة والخمارات وقاعات
القمار في بنغازي وفي كافة انحاء ليبيا، حتى أن تأييده لهذه القرارات وصل
إلى استعداده للعمل وهو الشيخ الذي تجاوز السبعين من عمره.
انتقل هذا المجاهد الكبير والعالم الجليل من من الحياة الدنيا الفانية إلى حياة
الخلود الرباني بتاريخ 26/4/1981 ف بمستشفى الهواري بمدينته المفضلة بنغازي
وحسب وصيته تم دفنه بمسقط رأسه (ترت) بجوار قبر والده الشهيد وأوصى -أيضا–
رحمه الله بألا يوضع على قبره أبنية أو زخارف لافتة للنظر.
رحم الله هذا المجاهد المعطاء وجزاه عنا أوفي جزاء.
وفي هذه اللحظات التي أدعو الخالق تبارك وتعالى أن يمطر شآبيب الرحمة على روح هذا المجاهد وعلى أرواح كافة مجاهدي أمتنا العظيمة، أوضح أن هذا المجاهد ترك للوطن
إضافة إلى تاريخ جهاده وتراثه العلمي والثقافي أبناء صالحين بفضل تربيتهم
التربية الوطنية الصالحة في بيت مجاهد صادق في إيمانه مخلص لوطنه عاشق
للحرية، خاصة أنه من سلالة شريفة معطاء للوطن وهم من الأبناء: محمد، ميلود،
إدريس، نبيل. ومن البنات: فائزة، نورية، سعاد، الزهراء. وهم أيضا بحمد
الله على مستوى رفيع من العطاء للوطن.
أشكر الإبن الأكبر لهذا المجاهد: الأستاذ محمد السنوسي الغزالي على ما وافاني به من معلومات قيمة.
إننابهذه الأسطر القليلة المتواضعة ونحن نتفيأ ظلال حرية الوطن، نقدم لهذا
المجاهد وكافة المجاهدين في إطار الوفاء لجهودهم والتكريم لعطائهم العرفان
بما قدموه من تضحيات وعطاء لا يقاسان بأي ميزان دنيوي زائل لأنهم أعظم من
كل مقياس وأكبر من كل ميزان. فالرحمة لهم والحفاظ على حرية الوطن خير ما
نؤكد به وفاءنا لعطائهم الجهادي الكبير.
وفي ختام هذا الحديث المختصر عن السجل الجهادي لهذا المجاهد يسعدني أن أرجع بك أخي القاريء إلى أول هذه السطور حينما ذكرت ما قدمته عائلة الغزالي لشعبها ووطنها في إشارة
خاطفة، فأقدم وأوثق التضحيات الغالية لهذه الأسرة المجاهدة:
الاسم علاقته بالمجاهد الحالة المعركة ملاحظات
المجاهد امحمد ميلود الغزالي والده شهيد البويرات شرقي القيقب
المجاهد احميدة ميلود الغزالي * عمه
شهيد الجوز وضريح بونجلة بجوار القبة
المجاهد محمد الصادق الغزالي ابن
عمه شهيد وادي السانية الأثرون
المجاهد ميلود امحمد الغزالي شقيقه توفى
دور قمرة(العواقير) من مجاهدي الدور ودفن في معسكر الغريدية
المجاهد
الشريف امحمد الغزالي شقيقه نفي تم نفيه الى جزيرة اوستيكا
المجاهد
على امحمد الغزالي شقيقه جهاد تعرض للسجن عامين تقريبا
المجاهد احمد
امحمد الغزالي شقيقه جهاد جرح في يده في احدى المعارك
المجاهد
السنوسي امحمد الغزالي نفسه جهاد جرح في يده اليسرى في معركة البويرات
وتعرض للسجن عامين
المجاهد المبروك امحمد الغزالي شقيقه جهاد جرح في احدى المعارك
ملاحظتان:
- استشهد هذا المجاهد (احميده) وهويقاتل بيد واحدة لأن يده الأخرى مشلولة نتيجة لإصابتها بقذيفة مدفع في معركة سابقة (معركة القرقف الشهيرة بتاريخ 28 رمضان 1330هـ).
- قام الأعداء الطليان بهدم بيت أسرة المجاهد امحمد ميلود الغزالي في قرية (ترت)
وكان منزلا كبيرا يضم العديد من العائلات وأخذوا حجارته وتم بناء حصن عسكري
بها ومازالت آثاره باقية إلى الآن.
-----------------------------------------------------------------------هوامش ومراجع
(1) دليل المؤلفين العرب الليبيين / أمانة الإعلام
والثقافة / طرابلس/ دار الكتب 1977ف.
(2) العدد رقم (317) صفحة (24) ،
الاسبوع الثقافي / المؤسسة العامة للصحافة/ طرابلس.
(3) الأستاذ محمد
السنوسي الغزالي (ابن المجاهد).
(4) مخطوط (حكايتي في قلب ما جرى) الباب
الثالث / الفصل السادس (في ذكر موقعة البويرات) بقلم المجاهد نفسه.
(5)
صحيفة الأسبوع الثقافي – مصدر سابق ص 24.
(6) مجلة الشهيد – دورية
سنوية – اصدار مركز دراسات جهاد الليبيين ضد الغزو الإيطالي – العدد
المزدوج – السابع والثامن – أكتوبر1986-1987 ص220 وأيضا كتاب (عمر المختار)
للأستاذ الطاهر الزاوي – مكتبة الفرجاني – الطبعة الثانية 1970 ص 107.
(7)
دليل المؤلفين الليبيين - مصدر سابق ص 152.
( إعداد أحمد بن وغلول نشرت بصحيفة أخبار بنغازي على جزأين في أوئل عام 2004م )

من طرف amol 2011-11-15, 9:22 am

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-11-15, 10:11 am

مشكورين اسعدني تواجدكم الرائع في صفحاتي..وفقكم الله

من طرف نسمة حب 2011-11-15, 10:13 am

يعطيك العافية

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-11-15, 10:25 am

الله يعااافيك.

مشكورين اسعدني تواجدكم الرائع في صفحاتي..وفقكم الله

من طرف اسماعيل ادريس 2011-11-15, 9:17 pm

مشكــــــــــــــــــــــــــــــوره زهره

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-11-16, 6:27 am

لكم كل الشكر للمتابعة الدائمة..وفقكم الله

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2011-11-16, 6:33 am

كل لشكرعلى المشاركه المجاهد الشيخ السنوسى الغزالى 999507

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-11-16, 12:10 pm

مشكور للمرور والمتابعة...وفقك الله

من طرف محمد السنوسي الغزالي 2011-12-11, 8:42 pm

شكرا لمشاركتك الأخت زهرة
أود أن اضيف للعلم وهو غير مذكور في هذه الوثيقة المهمة..أن أكبر اولاده هي المرحومة الحاجة مبروكة التي انتقلت الى رحمة الله عاام 1979م. بعد مرض لم يمهلها طويلاً..وهي زوجة السيد ميلاد عوض التاجوري واسرتها وزوجها مقيمين بمصر الآن.وفي مشاركة اخرى سأدون هنا تفاصيل تهريبها من ليبيا الى مصر بسبب ان والدها كان مُطاردا هو واسرته من الطليان لتنفيذ حكم الإعدام فيه الذي اصدرته محاكمها بسبب قيادته لبعض ادوار الجهاد في الجبل الأخضر.
شكرا زهرة

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-12-12, 7:54 am

شكراا للاضافة والمعلومة.بارك الله فيك.
شكرا لكم للمرور الرائع..وفقكم الله

من طرف roromine 2012-04-05, 12:21 am

الاخوة زهرة اللوتس ومحمد الغزالي تحية وبعد.... اتمنى ان تجدو رسالتي هذة قريبا ارجو منك افادتي باسم والدة المجاهد السنوسي الغزالي (مبروك حمد... الخرم ) كاملا لو امكن .

تحياتي

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-04-05, 4:43 pm

صراحة اخي الكريم حاليا لا يوجد لدي اي معلومة..بس ان شاءالله حنسأل وانجيبلك الاجابة المطلوبة والاسم بالكامل..

شكرا للمتابعة..وفقكم الله

من طرف محمد السنوسي الغزالي 2012-08-06, 11:48 pm

roromine كتب:الاخوة زهرة اللوتس ومحمد الغزالي تحية وبعد.... اتمنى ان تجدو رسالتي هذة قريبا ارجو منك افادتي باسم والدة المجاهد السنوسي الغزالي (مبروك حمد... الخرم ) كاملا لو امكن .

تحياتي

مساء الخير..
هي مبروكة حمد المهشهش الخرم وهي من نواحي درنة
شكرا لك ولزهرة

المجاهد الشيخ السنوسى الغزالى

المجاهد الشيخ السنوسى الغزالى

رد: المجاهد الشيخ السنوسى الغزالى

رد: المجاهد الشيخ السنوسى الغزالى

رد: المجاهد الشيخ السنوسى الغزالى

رد: المجاهد الشيخ السنوسى الغزالى

رد: المجاهد الشيخ السنوسى الغزالى

رد: المجاهد الشيخ السنوسى الغزالى

رد: المجاهد الشيخ السنوسى الغزالى

رد: المجاهد الشيخ السنوسى الغزالى

رد: المجاهد الشيخ السنوسى الغزالى

رد: المجاهد الشيخ السنوسى الغزالى

رد: المجاهد الشيخ السنوسى الغزالى

رد: المجاهد الشيخ السنوسى الغزالى

رد: المجاهد الشيخ السنوسى الغزالى