منتديات عيت ارفاد التميمي
أهلاً وسهلاً بك عزيزي الزائر في منتديات عيت أرفاد التميمي .. تفضل بالدخول ان كنت عضواً وبالتسجيل ان لم يكن لديك حساب وذلك للحصول علي كامل المزايا ولمشاهدة المنتديات المخفية عن الزوار..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات عيت ارفاد التميمي
أهلاً وسهلاً بك عزيزي الزائر في منتديات عيت أرفاد التميمي .. تفضل بالدخول ان كنت عضواً وبالتسجيل ان لم يكن لديك حساب وذلك للحصول علي كامل المزايا ولمشاهدة المنتديات المخفية عن الزوار..
منتديات عيت ارفاد التميمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
إعلانات المنتدي

الأخوة الزوار

سجل فوراً في منتديات عيت أرفاد التميمي لتنال احقية مشاهدة اخبار المنطقة ومتابعة كل صغيرة وكبيرة في التميمي - اخبار المنطقة محجوبة عن الزوار

الأعضاء الكرام

الكلمة الطيبة صدقة والاحترام المتبادل تاج علي رؤوسكم وتذكروا قول الله عز وجل !! ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد
المواضيع الأخيرة
» مباريات اليوم الثلاثاء 5/11/2024 والقنوات الناقلة
مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6 Icon_minitime1أمس في 8:56 am من طرف STAR

» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6 Icon_minitime1أمس في 8:42 am من طرف STAR

» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6 Icon_minitime1أمس في 8:37 am من طرف STAR

» طريقة اعداد معكرونة باللبن
مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6 Icon_minitime1أمس في 8:36 am من طرف STAR

» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6 Icon_minitime1أمس في 8:34 am من طرف STAR

» مشاركة شعرية
مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6 Icon_minitime12024-11-04, 12:28 pm من طرف محمد0

» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6 Icon_minitime12024-11-03, 9:24 am من طرف STAR

» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6 Icon_minitime12024-11-03, 9:23 am من طرف STAR

» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6 Icon_minitime12024-11-03, 9:23 am من طرف STAR

» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6 Icon_minitime12024-11-03, 9:22 am من طرف STAR

» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6 Icon_minitime12024-11-03, 9:21 am من طرف STAR

» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6 Icon_minitime12024-11-03, 9:21 am من طرف STAR

» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6 Icon_minitime12024-11-03, 9:20 am من طرف STAR

» صلى عليك الله
مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6 Icon_minitime12024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333

» 5 جزر خالية من السيارات
مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6 Icon_minitime12024-10-26, 9:02 am من طرف STAR

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم


مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6 Empty مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6

مُساهمة من طرف STAR 2011-11-19, 10:48 am

يوري أندربوف مريض، بالقلب والسكري:

عندما تدق الساعة لاختيار رئيس للدولة في الاتحاد السوفياتي، تجتمع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، في إحدى قاعات الكرملين، لانتخاب الرئيس العتيد، بالاقتراع المباشر، الذي يمنحه السلطة مدى الحياة دون تحديد للومن أو للصلاحيات.

وعملياً سيكون قيصراً حديثاً، إلا أنه يختلف عن أسلافه القدامى، بأنه لا يحق له اختيار ولي للعهد، وقد جرت العادة على اختيار أحد أعضاء المكتب السياسي، حيث يكون المرشح قد أمضى سنين طويلة يتدرب ويمارس الحياة الحزبية والسياسية متنقلاً بين مختلف الأقسام متمرساً بجميع المهمات، والمقصود من وراء ذلك أن يصبح مهيئاً لتولي المهمات التي ستلقى على عاقته، وقد مرّ بالكثير من التجارب وحظي بالكثير من الخبرات.

منذ ثورة أكتوبر تشرين الأول سنة 1917 لم يتخذ اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية لنفسه، سوى سبعة رؤساء، كان أولهم لينين، وقد توفي أثناء حكمه سنة 1924 ثم تبوأ السدة من بعده ستالين: العلم والمرشد، الملهم، الذي اختفى سنة 1953 ثم بريجنيف سنة 1982، وأندربوف سنة 1984 وفي السنة التالية تشرنانكو ثم خروتشوف الذي كان يحتل المركز الثالث في اللوحة التذكارية لرؤساء الاتحاد السوفياتي، من حيث التراتبية الشرفية، ولكنه عزل وأسقط اسمه فيما بعد سنة 1964، وقد اتهم بالكثير من التعنت والانفراد بالقرارات وبالتالي بمصير الشعوب السوفياتية وقد قضى نحبه منعزلاً سنة 1971 في موسكو.

أخيراً، مخائيل غورباتشوف فجعل من نفسه لسان حال التعساء والمعذبين، صافعاً واجهة الإمبراطورية الشاسعة، التي تدعي بالاشتراكية والعدالة الاجتماعية، لكنه كان يحرص على الحوار ومناقشة العقيدة الأم، مما كان يطمئن سكان الداتشات "الفيلات" من رجالات الحكم والحزب ويوحي بأنه سيبقى في مركزه طويلاً إذا ثابر على المضي قدماً في مشاركتهم السلطة، دون أن يقلبها رأساً على عقب، ولكن من الأرجح أنه كأسلافه وما جرت عليه العادة، ستكون نهايته تعيسة مزرية.

جميعهم مرضى لينين؟ إن النشاف في شرايين الدماغ الذي يشكو منه لم يفسح له المجال لإدارة شؤون ثورته إلا لمدة سنتين تقريباً، لكن عندنا وجد نفسه عاجزاً عن ذلك لم يتشبث بالسلطة، بل كلف غيره بإدارة شؤون الثورة والبلاد، ولم يطل به الأجل، إذ سرعان ما قتله المرض، بعد عذاب مرير.

ستالين؟ مصاب أيضاً بأوعيته الدموية، انتهى به المطاف بجلطة دموية في الدماغ مصحوبة بذبحة قلبية حادة أودت بحياته.

خروتشوف؟ وكأنها علة الرؤساء في تلك البلاد فهو أيضاً مصاب بالشرايين إلى جانب صعوبة في التنفس وكثيراً ما كان يلهث بحثاً عن قليل من الهواء وهو على رأس السلطة.

بريجنيف؟ مدخن كبير، معرض للإصابة بنشاف الشرايين، وقد أصيب بالعديد من الذبحات القلبية، بعد أربع سنوات من جلوسه على العرش، ثم استدعت حالته، زراعة منشط لقلبه في الصدر، ثم انحدر في نشاف الشرايين، حتى عم كل أوعيته الدموية فأصبح معاقاً عقلياً وجسدياً، ثم قضى نحبه بعد تمزق شريانه الأورطي.

كما قضى الجنرال ديغول قبل إحدى عشرة سنة.

يظهر أن الكرملين، لا يتأثرون كثيرا بدفن كل أمرائهم الجدد، إذ يقضون وهم في الحكم، كما كان يحدث لقياصرتهم الذين كانوا حكاماً مدى الحياة دون تحديد مدة زمنية، أو عمر معين ولدى موتهم ينتقل العرش إلى ولي عهدهم أوتوماتيكياً.

كذلك الآن فإنهم يسلمون المركز الأول في الدولة إلى المرضى وخريجي المستشفيات، فهذا ما حدث بالفعل مع أندربوف ثم تجدد مع تشرنانكو مما يحمل على الظن، بأن اختيار أمثال هؤلاء المرضى يتم عن سابق قصد وتصميم، ليكونوا رؤساء عابرين، ولبعض الوقت، ريثما ينضج في قدس أقداس اللجنة المركزية، فتاها المدلل والمهيأ ميخائيل غورباتشوف.

مراسم دفن الرؤساء في الاتحاد السوفياتي، لا تغش أحداً، ولا تترك مجالاً للشك، فأول حاملي النعش ورئيس المراسم سيكون دون شك خلفاً للراحل، فتحمله خلال ساعات اللجنة المركزية إلى عرش السلطة والحكم.

وخلال مراسم دفن الرئيس بريجنيف سنة 1982 كان يوري أندربوف يقود الحافلة، وقد بدا كأنه الأمير الذي سيتولى الحكم بعد الانتهاء من تلك المراسم، لكن معارفه الغربيين القدامى لم يتعرفوا إليه إلا بصعوبة، إذ كان يلتف بمعطف أسود سميك، وقد دس رأسه في قلنسوة من الفراء، حتى حواجبه، يمشي بصعوبة ظاهرة، كما أن عنقه بدا نحيلا، يسبح في ياقة، تتسع لعنق آخر معه، مما يعني أن أندربوف أصيب بالهزال، مجددا وليس منذ أمد بعيد، ولربما أصيب بذلك من مرض يعانيه، أو بفعل الزمن والكبر، أما وجهه، فيبدو شاحباً هزيلاً خالياً من أي تعبير، وكأنه قالب جص أو خزف، كل ذلك يعني أن الرئيس الجديد، لن يمارس سلطاته لمدة طويلة وسيلحق بسلفه قريباً وقريباً جداً.

أهو من قبيل الصدفة فقط، أم من حسن الرؤية والتقدير؟ فقد صح ما خمناه وما توقعناه بشكل لا يصدق إذ لجنة انتخابه للجلوس على العرش، أو لجهة قصر أيامه، وقرب أجله، ففي صبيحة اليوم التالي لمراسم الدفن، أصبح رئيساً للاتحاد السوفياتي، وقبل أن ينتهي من تقبل التهاني، خر صريعاً، طريح الفراش حيث بقي 176 يوماً بالرغم من المعالجة الممتازة والعناية الفائقة على أيدي الفريق الطبي الخاص بالكرملين.

ولا جدوى من التذكير بأنه يضم خيرة أساتذة الطب في الاتحاد السوفياتي والبلاد تدور في فلكه، بما يمتلكه الأساتذة: أوجني شاروف، نيقولاي لاباكين، ونيقولاي مالينوفسكي.

والجدير بالذكر أنه بعد أن لازم الفراش في منزله 176 يوماً لم يرَ خلالها سوى الأطباء، وزوجته تيتانيا، ونجله إيقور وسمح له بمغادرة المنزل ومزاولة مهامه، لكن القدر لم يهمله، أكثر من 278 يوماً فقط وبذلك يكون قد تولى الحكم 454 يوماً من يوم انتخابه لساعة مماته، وانتقل إلى حيث يرحل الرؤساء.

ليس من المستغرب أن يمرض الإنسان، أشاباً كان أم كهلاً كما أنه ليس غريباً ان يموت فكل نفس ذائقة الموت، ولكن من الغريب والمستهجن أن ينتخب رئيساً لدولة، لا تغرب عن أراضيها الشمس، وممن؟ من قبل رفاق له، عايشوه، ورافقوه لأكثر من ثلاثين سنة، ويعرفون الصغيرة والكبيرة عنه، بأدق التفاصيل، زد على ذلك الطاقم الصحي المتفوق الصغيرة الذي لا شغل له ولا عمل، سوى مراقبة صحة أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي لدرجة أنه لو عطس أحد هؤلاء الأمراء لوجد عند قدميه لا أقل من نصف دزينة من الأطباء للفحص والمعالجة، بعد كل هذه المعطيات وما جرى للرئيس أندربوف، لا مجال للظن والتخمين بل للتأكيد بأنه تم انتخابه رئيساً مرحلياً ولمدة قصيرة كمخرج لخلاف دب بين أعضاء اللجنة المركزية، خصوصاً أن جميعهم يعلم أنه من قدامى المصابين بداء السكري بدرجة متقدمة، وأنه يتعاطى الأنسولين الوريدي، وبعيارات كبيرة كما أنه من أعضاء نادي مرضى القلب المرموقين، ولديه صعاب ومشاكل في الجهاز البولي.

لم يكن يوري أندربوف نسخة طبق الأصل عن بريجنيف، على العكس، فقسطنطين تشرنانكو، هو من تنطبق عليه المواصفات المطلوبة ليكون تلك النسخة، والذي سيكون المرشح السعيد للقمة في الاتحاد السوفياني، لكن "عرابي" أندربوف، كانا الأقوى بين أعضاء اللجنة المقررة، وعلى رأسهم "غورميكو" الذي احتل وزارة الخارجية، عشرات السنين، حتى 1988، وهو من أكبر أسياد الحزب الشيوعي، كذلك ميخائيل سوسلوف، كاهن العقيدة الشيوعية، وقائد الشيوعية العالمية، الذي رحل عن الدنيا في كانون الثاني 1982.

كان ميخائيل سوسلوف طيلة حياته النشيطة، الخطيب المرشح لروسيا أرملة بريجنيف إذ قد برهن عن إخلاصه للينينية واستقلاليته الفكرية، مما جعل جميع أعضاء الشلة يطمئنون إليه، ولكن دون المراهنة على الزمن، ودون نسيان المحاباة في مثل هذه الظروف.

أما اندربوف فهو قوقازي هجين، إذ تجري في عروقه بعض الدماء اليونانية، أو الأرمنية، وهو أحد أولاد النظام، إذ لم يكن قد تجاوز الثالثة من العمر، عندما انتصرت الثورة الاشتراكية.

أما والده، فقد كان أحد عمال السكك الحديدية وعلى الأرجح مستخدم محطة، فلو كان والده قد قاد أحد القاطرات، أو تصبب عرقاً في مستودعات الفحم، لورد ذلك في ملفه الخاص كشاهد مشرف أن يكون متحدراً من أصل عمالي، أما ما ورد بهذا الخصوص، فهو أنه ولد في "ناكوتسكايا" في منطقة ستافروبول، فهو ليس ابن أحد الثوريين، وهو نفسه لم يكن أحد الأبطال؛ كما أنه يتتلمذ على يد أحد العقائديين المعروفين في ذلك الحين، فهكذا كان يوري اندربوف، أن يضع نفسه بنفسه، وقد تطلب ذلك منه وقتاً طويلاً.

ترك المدرسة وهو في السادسة عشر، ومارس العديد من الأعمال الرخيصة، فقد عمل كأجير إضاءة يقود الرواد إلى أماكنهم في إحدى دور السينما، وبعد عدة سنوات أصبح مكلفاً بتشغيل جهاز عرض الأفلام في هذه الصالة.

وبعد غياب طويل عن الأنظار، شوهد بحرياً على ظهر أحد القوارب العاملة على نهر الفولقا، ثم انتسب إلى الشبيبة الشيوعية، حيث توصل إلى سكرتيرية "الكوموسول" نقابة عمال "إياروسلاف" مما ساعد على قبوله في صفوف الحزب الشيوعي وهو في السابعة والعشرين من العمر.

وفي أحد الايام شعر بأن قدره بدأ يتخذ اتجاهاً معيناً عندما تقاطعت طريقه، خلال حرب كارليا مع طريق، "جاكوب ربوبور" مفروض "نيكفيدا" N.K.V.D جهاز أمن النظام، فانخرط في هذا الجهاز وقد راقت له هذه المهنة، لكنه تركها مفضلاً الالتحاق بصفة ساعي صغير، في أحد أجهزة اللجنة المركزية الشيوعية، وانحصرت مهمته بنقل الأوراق والملفات بين الموظفين والمكاتب.

وشيئاً فشيئاً أخذ يصعد الرد بتؤدة وثبات حتى وصل إلى قيادة فرع الحزب في "باتروزاقودسك" عاصمة "كاريليا" على ضفاف بحيرة أونيكا، حيث التقى "تاتيانا" التي أصبحت زوجته، لم يكن هذا المركز هدفه، بل كان درجة أولى نحو الأعلى، وسرعان ما استرعى أنظار المعلم في موسكو حيث استدعي وبقي على حذره الشديد، إذ ثمة حرب ضروس تدور رحاها، غير معلنة، لا رحمة فيها ولا شفقة فكل من الأعضاء يحاول إذا سنحت له الفرصة، دفع منافسه إلى الهاوية لتبتلعه؛ وفي هذه الأثناء كان ينتظر ساعته.

بعد موت ستالين وما تبعه من التطهير أوشك كالكثيرين من أمثاله على الغرق إذ فقد الخطوة في اعين الكبار، فألحق بوزارة الخارجية، وغين في سفارة بلاده في "بودابست" كمستشار، وخلافا لكل التوقعات، جعل من هذا المركز منطلقاً للقفز نحو الأعلى، فسمي سفيراً مفوضاً للاتحاد السوفياتي، في هنغاريا سنة 1956، حيث لعب دوراً هاماً في الأحداث التي عصفا في تلك البلاد خلال الخريف.

كان هو الذي استدعي مشكوراً الدبابات السوفياتية لسحق أجسام الوطنيين والطلاب تحت جنازيرها، وبالتالي لإخماد الثورة ومن جهة ثانية عرف بكثير من المكر والدهاء، كيف يستعيد ثقة القادة الهنكار، وكان في هذا المضمار يساعد "ميكويان" و"سوسلوف" المرسلان من موسكو في الساعات الساخنة، فعمل إلى جانبهما، وكأنه الحليف والمحامي "لجانوس كادار" وساعده للوصول إلى رئاسة الحكومة التي تشكلت على عجل لتهدئة الأمور وإعادة النظام إلى البلد الأكثر أهمية وحيوية بالنسبة لموسكو، وقد قام بكل هذه الأدوار المتضاربة، دون أن تفارق ابتسامة الثعالب شفتيه.

استدعي يوري أندربوف إلى موسكو، حيث نال تهنئة رؤسائه، وكلف بالإشراف على الصراع السوفياتي- الصيني، وعلى تزعم تحركات الشيوعية العالمية، المتنازعة بين الطرفين، فنجح في هذا الميدان نجاحاً باهراً، وعلى سبيل المكافأة سمي عضواً في اللجنة المركزية تحت إشراف رئيسه ومدربه "سوسلوف" خلال الأزمة بين السوفيات والولايات المتحدة الأمريكية المتعلقة بالصواريخ المتواجدة في كوبا، ثم عمل على توثيق علاقات ودية مع جميع الأحزاب الشيوعية الحاكمة في العالم؛ إلا أنه بعد هذه الانتصارات والإنجازات، أصبح قاسياً متجبراً يتفرد بقراراته، ويتحرك على هواه في عرين الشلة الحاكمة.

خلافاً لما كان يعتقده الكثيرون، فقد نجا أندربوف، من منجل التطهير الذي سلطه بريجنيف لدى تسلمه الحكم، على كبار رجال الدولة، كما جرت العادة كلما تغير رأس الهرم، وقد صح فيهم المثل عند تغير الحكم احم رأسك، ليس هذا فقط فالمعلم الجديد للاتحاد السوفياتي، اعترافاً منه بمقدرات أندروبوف، أوكل إليه إعادة تنظيم جهاز K.G.B جهاز المخابرات السياسي، لحماية وتحطيم الانحرافات في ارجاء الإمبراطورية الشاسعة.

فأمسك زمام الأمور بيد من حديد، وأعطى برهاناً جديداً عن الثقة بأن من يمسك هذه الآلة الرهيبة، يمكنه الامساك بعنق الاتحاد السوفياتي، فبواسطة هذه الآلة تمكن ستالين من انتزاع السلطة من أيدي لينين المرتجفتين، وبفضلها تسلط على الجيش الأحمر وحرمه من قيادته العليا في الثلاثينيات وجعل منه دمية هائلة بين يديه.

من حيث أجهزة الأمن المرعبة، لم تتغير سوى الأسماء بالنسبة للشعب فالإرهاب والتنكيل مازلا يقضان مضاجعهم، ويحصي تحركاتهم، فالأوكهارا التي كانت على عهد القياصرة أنجبت التشيكا منذ 1917 وهذه أصبحت G.P.U في العشرينيات ثم N.K.V.D ثم K.G.B العديد من الأسماء والمطلوب واحد: قطع الألسنه، وكم الأفواه، وتصفية المعارضين، وباختصار، جهاز هائل، له الخبرة الكافية في المراقبة السياسية، والتجسس، ومكافحة التجسس، كما أنه يضم فريقاً من أمهر القتلة، وهذا الجهاز يتألف من خمسة وأربعين ألف رجل، منهم خمسة عشر ألف خارج البلاد سنة 1967عندما عهد به بريجنيف إلى أندروبوف وكانت قيادته تحتل صفاً طويلاً من الأبنية، إضافة إلى سجن رهيب يقبع في ظلال الكرملين، فالداخل إليه مفقود والخارج منه مولود، لكن قليلاً ما كان يولد أحد، فإذا ولد تكون، الولادة في أقاصي سيبيريا.

كان على رأس هذه المؤسسة (الإنسانية) فلاديمير سمشستني الذي أدار شؤونه لمدة ست سنوات، تراكمت خلالها الجثث، لكنه ترك ابنة ستالين تتسلل إلى الغرب، وكان تساهله هذا، سبباً كافيا لإلحاقه بضحاياه.

وعندما تسلم زمام الأمور، أندروبوف القوقازي الأصل وسم الـ K.G.B بطابعه الخاص خلال الخمسة عشر سنة التي قضاها في تقويمها وتحديثها، حتى نال الترقية التي حملته، في أيار 1982، إلى سكرتارية اللجنة المركزية ليتربع على القلطق، الذي كان يحتله سوسلوف.

وفي الغرب، أثار موجة من التعليقات، فرؤساء الـ C.I.A في الولايات المتحدة الأمريكية، لم يخفوا إعجابهم المهني بأساليبه وتصرفاته التي استوحوا منها الكثير، معترفين بمقدرة هذا الخصم القاسي، الحزين، البارد الذي يحسب كل شيء بدقة لقد عرف كيف يعيد النشاط والحماس بشكل عملي إلى أجهزته التي تعمل في الخفاء، فكان يختار عملاءه من خريجي أعلى المدارس والجامعات السوفياتية، فيجنّد المهندسين والفنيين القيّمين، وألف من خيرتهم، فريقاً خاصاً للتجسس الصناعي والتقني، وأصبح هذا الفريق أكثر فعالية وأوفر محصولاً للاتحاد السوفياتي من الباحثين عن الأسرار العسكرية في الخارج.

أما في الداخل أي في روسيا فقد زاد أندروبوف من الضغط الذي يمارس على المنتقدين والمتذمرين، فإذا لم يكن هو مخترع المستشفيات النفسية، والتي ليست بالحقيقة سوى سجون لمعالجة المعارضين، فهو من عممها، فهذه المؤسسات التي تدعى تمويها، مستشفيات أصبحت ثلاثين منتشرة في أرجاء البلاد بعد أن كانت ثلاثاً.

وعندما تسلم زمام الأمور سنة 1973 أطلق عنان معركة لا رحمة فيها، ولا شفقة ضد الفساد الذي يدمي الأمبراطورية، وفي هذا المجال أطاح بالمسؤولين في جمهورية أذربيجان، كما أجرى تغييرات جذرية في معالجة الحكم في جورجيا، كذلك قام بهجوم ساحق في الكراسنودار، فأقال السكرتير الأول للحزب المعروف بأنه لا يمس وبالطريقة ذاتها عامل رئيس بلدية سوتشي، من هنا عرف بالنزاهة والشجاعة فذاع صيته وانتشرت شهرته في أرجاء البلاد، مما شكل بالنسبة إليه درعاً يحميه ويلجم أخصامة.

سنة 1980 لم يتردد إطلاقاً في التصدي لشلة بريجنيف للمقربين من الأمبراطور شخصيا.

وفي 1982 ضرب ضربته في المحيط العائلي لرئيس البلاد بشخص صهره، الجنرال تسفينون مساعده الأول في جهاز K.G.B الذي وجد مذنباً بجرم الإخلال بأمانة الوظيفة فانتحر!

كما أوقف اثنين من أقرب أصدقاء كالينا تشوربانوفا ابنة الرئيس، بجرم السرقة وطرد من وظيفته، زوجها الجنرال يوري تشوربانوف نائب وزير الداخلية، واعتقله بتهمة الفساد وإساءة استعمال السلطة، وكان على قاب قوسين أو أدنى من حبل المشنقة.

في حينه قيل أن أندروبوف مسكون من الجن كما لقب من الكتّاب والمفكرين بغوشية زعيم الثورة الفرنسية الحديث، الذي جعل المقصلة في حينه تعمل بدوام كامل، في رقاب الفاسدين والمفسدين، ومصاصي دماء الشعب.

كما كان أندروبوف يتمتع بمقدرة كبيرة على لجم رغباته، فلم يتورط في إثراء أو صفقات غير مشروعة، وكان محباً للبطش والقوة بالغريزة، فدفع صحته ثمناً لذلك، ومما ساعد على تدهور صحته عدم إيمانه بالحمية، وعدم مراعاته لأبسط القواعد الغذائية، فكان يضع الطعام فوق الطعام، وكأنه لا يشبع، وكأنه لم يسمع إطلاقاً بالقول المأثور: المعدة بيت الداء، والحمية رأس كل دواء.

في عهد بريجنيف كما في العهود السابقة منذ ستالين، درحت العادة بين الشلة الحاكمة على الشراهة، "إذا صح التعبير" فكانوا يأكلون خيرة المأكولات والمنتوجات المحلية والمستوردة من خيرة المصادر، من اللحوم والأسماك والأجبان والمشروبات، وجميعها غنية بالمواد البروتينية والدهنية، كذلك الحلويات والمعجنات التي تحتوي الكثير من السكر، وكأنهم بهذا الإسراف يتأثرون لأنفسهم من أيام الفقر والجوع، التي ذاقوا منها الأمرين.

وزيادة على ذلك، كان أندروبوف مولعاً بالكونياك الفرنسي، فكان يعبه ليلاً نهاراً، ولم يتأخر به الزمن، حتى أصيب بتعقيدات صحية خطيرة، وبسوء أداء في جهازه الهضمي.

وأخيراً اكتشف لديه إصابة متقدمة بداء السكري مما استلزم حقنه بمادة الأنسولين بصورة منتظمة وبكميات مرتفعة وأخضع لنظام غذائي صارم، إلا أن شراهته وحبه للطعام والشراب، كانت تدفعه، من حين لآخر لتناسي تعليمات أطبائه ولضربة بالنظام الغذائي المفروض عرض الحائط، فيغوص ويسبح بالطعام والشراب حتى أذنيه، مما جعل حالته الصحية تتفاقم وترتفع كمية السكر في دمه، حتى توصل نظره، إلى حافة الظلمة والعمى، ورغم نظاراته السميكة، كانت الأوراق التي عليه قراءتها تضرب على آلة كاتبة خاصة، ذات أحرف كبيرة جداً، صنعت خصيصاً لذلك، كذلك بعد تسلمه مقاليد أمور الـ K.G.B أصيب بذبحتين قلبيتين، مما يعني بأن أوعيته الدموية لم تعد مرنة كما يلزم، وبأنه أصبح عرضة للإصابة بجلط دموية، كما أنه كان يشكو من آلام المفاصل.

وفي السنة التالية لاعتلائه العرش ظهر الزلال والشحم في دمائه، مما يعني أن كليتيه تعاني صعوبة بالقيام بواجباتها من حيث تصفية وإزالة السموم من الجسم أضف على ذلك التهاب المفاصل؛ من النتائج الحتمية لكل هذه الأمراض التي تتزاحم في جسده، فقد تآكلت جميع أعضائه وأصبح في حالة من الانحطاط العام يرثى لها.

قبل أن يتم انتخابه للمنصب الأعلى، في الاتحاد السوفياتي، أخضع لجلسات علاجية عديدة، تهدف إلى تنقية البول خوفاً من أن يصاب بالتسمم من الزلال وغيره من الفضلات في عيادة الكرملين الشهيرة، مما يفسر بعض أسباب الضعف والهزال، الذي أدهش المدعوين الغربيين إلى مأتم بريجنيف.

وفي هذا المجال، ذكر أحد أهم الأخصائيين، وكان قد استدعي لأخذ رأيه بحالة أحد الوزراء المصاب بالسكري، والذي يعالج بواسطة الكلى الاصطناعية، في الكريملينوفكا أي عيادة الكرملين، حيث يعالج أمراء النظام بأن هذه العيادة تحتوي على أحدث ما توصل إليه العلم من أجهزة الفحص والمعاجلة والتي لا تتواجد إلا في بضع من مستشفيات العالم. إلا أنه بالرغم من هذه الأعتدة والأجهزة المتطورة، في حالات خاصة معينة، كانت النماذج المطلوب فحصها، من دماء أو بول، أو خلافه ترسل فوراً بالطائرة إلى فنلندا حيث تفحص في مختبر فريد من نوعه في العالم، وفور انتهاء المطلوب، تبلغ النتائج إلى موسكو بواسطة التلكس، وقد لجأ أطباء الكريملينوفكا إلى هذه الوسيلة في معالجة أندروبوف سنة 1981.

عندما سمي أندروبوف على رأس جميع الجمهوريات السوفياتية، في تشرين الثاني 1982، ظهرت على معالم هذا القوقازي، بالرغم من جميع أمراضه وأوجاعه، بوادر الصحة والنشاط، بصورة تلفت الأنظار، لا يمكن وصفها إلا بالعجائبية، إلا أنه من المؤكد أن هذه المرحلة من النشاط والحيوية هي من مصادر نفسية وليست جسدية، وشهر عسل ينعم به مع السلطة المطلقة على إحدى أوسع امبراطوريات العالم، وقد دام هذا النعيم مائة يوم بالتمام والكمال؛ في إحدى محاضراته التي ألقاها، وهو يرفل بهذه الحيوية المرحلية، أكد على مسامع الحضور، بأنه سيتابع المعركة التي بدأها يوم كان على رأس K.G.B ضد الفساد والرشوة والتخاذل، ثم ما لبث بعد أيام من خطبته العنترية أن تقوقع طريح الفراش.

في السادس عشر من شباط سنة 1983 كان من المفروض أن يستقبل أندروبوف، السيد كلود شيسون، وزير الخارجية الفرنسية الموجود في موسكو على رأس بعثة دبلوماسية، فطلب منه إرجاء المقابلة، في آخر لحظة حتى العشرين منه، بعد ذلك، لاحظت هذه البعثة، أن السوفياتي الأول نحيل الجسم جداً ويبدو تعباً منهوك القوى؛ لقد عاد على الأرجح إلى الاستعانة بالكلية الاصطناعية.

في الأيام التالية، وتحديداً خلال آذار، تكاثر تغيب أندروبوف عن مركز عمله، مما لفت الأنظار وفي إحدى هذه الفرص القسرية، تغيب لمدة عشرة أيام، مما عقد الأمور بالنسبة للمقابلات المتفق عليها مسبقاً مع السلطات الأجنبية وأصاب المكلفين بتنظيم هذه المواعيد بالارتباك والحرج.

خلال نيسان، من جديد تحسنت صحته بعض الشيء وتوقفت عن التدهور لمدة شهر كامل، بالمقابل خلال مأدبة أقامها على شرف رئيس ألمانيا الشرقية "أريك هونكر" لاحظ المدعوون كم كان يبذل من جهد لإخفاء ارتجاف أصابعه، كذلك خلال حزيران، على مرأى من الجميع في حفل استقبال رئيس فنلندا في الكرملين، كان اثنان من الحرس الخاص، يساعدان أندروبوف في صعود إحدى السلالم؛ أيضاً وأيضاً، في تموز 1983 كان من المفروض إجراء محادثات بينه وبين مستشار ألمانيا الفدرالية "هلموث كول" الموجود في موسكو، إلا أنها ألغيت في اللحظة الأخيرة كما أنه تغيب عن الحفلة التي أقيمت بهذه المناسبة، وخلافاً للعادة والعرف، لم يستطع أندروبوف مرافقة ضيفه الكبير إلى المطار، لدى مغادرته الأراضي السوفياتية.

من هنا انطلقت الشائعات، وأصبحت صحة الرئيس على كل شفة ولسان، وعنواناً بارزاً في الصفحات الأولى من الصحف، ولكن خارج الأراضي السوفياتية.

هل ما زال أندروبوف مؤهلاً للحكم، تحت كل الضغوطات والصعوبات الصحية؟ لم يطرح هذا السؤال على بساط البحث في الاتحاد السوفياتي، وإذا طُرح فبكثير من الحيطة والحذر، إذ أن سيبيريا تكون أقل ما ينتظر من يتجرأ على الخوض في هذا المجال، ولذلك بقي أندروبوف في مركزه يمارس الحكم حتى خريف 1983، ولكن بأي طريقة؟! فالغرب يتخوف من تقلبات مزاجه وتصلبه في مواقفه، وخصوصاً فيما يتعلق بتخفيض الأسلحة العابرة للقارات وكذلك عدد الصواريخ المنتشرة في أوروبا.

وأكثر ما كان يخشاه الغرب، تعليق أو إلغاء المحادثات المتعلقة بهذا الشأن، التي تجري في جنيف.

كذلك كهدد اليابان بزرع أسلحة نووية جديدة على أبوابها، كما تعمد وسائل الإذلال مع الأوروبيين، ولم ينس نصيب الولايات المتحدة الأمريكية المتحدة من بهورته، فقد اتهمها بالنوايا العدوانية والاستعمارية ولدى إسقاط مطارداته طائرة البوينغ الكورية الجنوبية والتي تحمل على متنها 269 مسافراً، بالقرب من جزيرة سنحالين، لم يطرف له جفن، ولم ينبس ببنت شفة مستهتراً بكل الاتفاقات والمعاهدات الدولية التي ترعى شؤون الطيران المدني، ومستخفاً بالرأي العام العالمي، هذا في الخارج أما في الداخل فقد صعد من حملات الاعتقال والتعسف، قولاًَ وعملاً ضد الأقليات الوطنية والدينية وصب جام غضبه على اليهود وأوقف هجرتهم ومغادرتهم البلاد.

في آب 1983 رأى المراقبون، أن كحالة أندروبوف الصحية وبالتالي سوء تصرفاته وفساد قراراته، قد تجاوزت كل حد، وعلى سبيل المثال فإن عملية تنظيف الدم بواسطة الكلى الاصطناعية قد ازداد معدلها، فمن ثلاث ساعات ومرة في الأسبوع أصبحت ثلاث مرات في الأسبوع ولمدة تتراوح ما بين أربع وثماني ساعات في كل مرة.

ومن المعروف أن اللجوء إلى الكلية الاصطناعية يخلق صعوبات في الأوعية الدموية والعظام، وكذلك متاعب قلبية مما يستدعي التوقف عنها، والاستعاضة بزراعة كلية أو أكثر إذا أمكن، وعلى الأرجح هذا ما لجأ إليه أطباء الرئيس أندروبوف، إذ استدعي إلى موسكو، في تشرين الثاني فريق من الأخصائيين الألمان الشرقيين؛ المشهور لهم وفي الشهر نفسه أصيب بخلل وبطء في عمل القلب مما استدعى زراعة منشط لقلبه العجوز.

بعد ذلك من جراء خلل بسيط في الدماغ فقد لمرحلة قصيرة المقدرة على النطق، وبعد معالجته، احتفظ بصعوبة ظاهرة في اللفظ، كما كان يصاب من حين لآخر بشلل جزئي أو تام في أحد أطرافه، مما جعل أطباءه يعلمون المكتب السياسي في اللجنة المركزية بأن عليهم الاستعداد التام لاختيار خلف له، ومن هنا دق جرس الإنذار، وأخذ كل من أعضاء اللجنة المركزية يبلع ريقه ويمشط لحيته.



أندروبوف يرفض الموت:

بعض المتحضرين يرفضون الموت ويقاومونه بشكل مدهش، ومنهم أندروبوف، فقد بقي يقاوم في معركة البقاء، لأكثر من شهرين، يبدو أنه قد هاله أن يترك كل هذا العز فيمضي دون أن يعول على شيء أو أن يأخذ معه شيئا، فتشبث بالحياة تشبث الغريق بحبل النجاة، في ما يتعلق بنجاة فريق "الكرملينوفكا" الطبي في معالجته، لم يتسرب أي خبر!.

إلا أنه وفي نشرات دورية تصدرها اللجنة المركزية، أكدوا أن الزعيم في تحسن مستمر، وأنه سيعود إلى عملية وشيكة وسيظهر على الشعب قريباً، أما الحقيقة فهي أنهم لم يروه مجدداً، إلا محمولاً على الأكتاف أو على عربة مدفع.

في العشرين من كانون الثاني 1984 أعلن رئيس تحرير "البرافدا" إلى مراسلي شبكة التلفزيون الأمريكية C.B.S أن الرئيس أندروبوف مصاب بالبرد، وقد تحول إلى كريب، وأنه سيستريح لمدة خمسة عشر يوماً وعلى الأكثرية لمدة ثلاثة أسابيع، بالنسبة لأهل السياسة، وقد اعتادوا على هذا النوع، من الشيفرة في ممرات دور الحكم، فهم يفهمون بأن الرئيس، موضوع التصريح قد أصيب بذبحة قلبية أو جلطة دماغية..

وهكذا كانت الحقيقة بالنسبة لأندروبوف فنوبة قلبية جديدة أصابته أودت به في التاسع من شباط 1984 ولا شيء مؤكداً عما حدث في اللحظات الأخيرة، إلا أنه قد توفي في الساعة 16 وخمسين دقيقة بعد ظهر 9 شباط 1984.

-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
STAR
STAR
النائب الثاني للمشرف العام
النائب الثاني للمشرف العام

ذكر
عدد المشاركات : 127012
العمر : 39
رقم العضوية : 31
قوة التقييم : 211
تاريخ التسجيل : 08/03/2009

https://tamimi.own0.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6 Empty رد: مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6

مُساهمة من طرف المرتجع حنتوش 2011-12-05, 12:02 pm

مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6 260850094
المرتجع حنتوش
المرتجع حنتوش
مشرف قسم المنتدي العام
مشرف قسم المنتدي العام

ذكر
عدد المشاركات : 21264
العمر : 32
رقم العضوية : 121
قوة التقييم : 41
تاريخ التسجيل : 10/04/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6 Empty رد: مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6

مُساهمة من طرف عبدالحفيظ عوض ربيع 2011-12-15, 7:34 am

مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6 109980

-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6 19260258_1337856439596881_1247002490376081940_n
مرضى حكموا العالم (يوري أندربوف YURI ANDROPOV) جزء 6 Photo.php?fbid=1337856439596881&set=a.269169566465579.60389
عبدالحفيظ عوض ربيع
عبدالحفيظ عوض ربيع
النائب الأول للمشرف العام
النائب الأول للمشرف العام

ذكر
عدد المشاركات : 72471
العمر : 58
رقم العضوية : 13
قوة التقييم : 222
تاريخ التسجيل : 03/02/2009

https://tamimi.own0.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى