إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مرضى حكموا العالم (محمد رضى شاه إيران MOHAMMAD REZA, SHAH D'
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مرضى حكموا العالم (محمد رضى شاه إيران MOHAMMAD REZA, SHAH D'
ملك الملوك شاه إيران محمد رضى بهلوي:
"شاه. شاه" ملك الملوك، محمد رضى بهلوي، شخصية لماعة وبراقة لكنه خطر، مصاب بالعظمة والكبرياء، معقد نفسياً من معاملة والده الظالم خلال طفولته وبالدور الذي أسند إليه من قبل الحلفاء، إذ جعلوا منه ألعوبة أو "خشخيشة" بين أيديهم، كما أنه كان شديد الخجل من أصله الوضيع.
وهذه الصفات مستخرجة من تقرير سري، لوكالة الاستخبارات الأمريكية C.I.A نشرته الصحافة الأمريكية، فأحدث ضجة كبرى في الولايات المتحدة في تموز 1975، وقد وصل محققوا هذه الوكالة الشهيرة إلى أبعد من ذلك، فقد أشاروا فيتقريرهم من ضمن ما أشاروا إلى أن الملك الإيراني، كان مصاباً بالخوف من عدم كفاءة الجنسية كما أنه مصاب منذ صغره بعقدة النقص.
لم يجد فريق العلماء والمحللين النفسانيين صعوبة كبيرة، في تحليل وتمشيط نفسية الشاه، إذ كانوا يراقبون تصرفات ملك الملوك بدقة، خلال ثلاثين سنة، ومن هنا فقد أتيح لهم وضع تقارير ثمينة عن طفولته وعن حياته خلال مختلف حقبات حياته، ولدى نشر هذا التقرير في تموز 1975، لم يكن سوى حفنة صغيرة من الأشخاص، على علم بأن الشاه مصاب بمرض عضال اكتشف لديه منذ سنة تقريباً وهو رهن المعالجة.
تحيّر الأطباء الإيرانيون الملحقون بالحاشية الامبراطورية في تفسير فقر الدم الجدي لدى الشاه، والشعور بالتعب المزمنسنة 1974، بعد موت الرئيس جورج بومبيدو، الرئيس الفرنسي بوقت قصير، وإذ وقفوا حائرين عاجزين، استدعوا طبيبين باريسيين، سرعان ما اكتشفا المرض الخطير والنادر، فبادروا إلى معالجته فوراً، وكان عليهما أن يعودا سراً إلى طهران في أوقات منتظمة للتأكد من نتيجة المعالجة، وبالتالي من صحة الشاه.
لم يكن الشاه يجهل أي شيء عن خطورة وضعه، فقد شرح له الأطباء الأمر بصراحة ودقة، إذ كان على معرفة بأن المرض يتفاقم، وينال منه تدريجياً، ولكن ببطء شديد، من جراؤ المعالجة العلمية الفعالة، وكما فعلت عجوز إسرائيل "غولدا ومائير" طالب الشاه بالسرية التامة ، حتى بالنسبة إلى أقرب الناس إليه، بمن فيهم أطباؤه الإيرانيون.
وبقي متشامخاً متكبراً وقوياً بالظاهر، ولكنه كان حزيناً ضعيفاً، فارغاً من الداخل، في الوقت الذي كان كل شيء في الدنيا يبتسم له خصوصاً وأن جهوده لانتشال بلاده من القرون الوسطى، أخذت تعطي ثمارها، وتوحي بمستقبل باهر.
الشاه المتعجرف.. هل هو متعجرف؟
نعم بكل معنى الكلمة، وكيف لا يكون ذلك، كيف لا يكون كذلك وقد دانت رقاب ملايين البشر لحكمه المطلق، يأخذ ما طاب ولذ له من مالها ودمها، كما أنه ومنذ 1965 يتملقه الشرق والغرب، ويتمرغون عند أقدامه، فالاتحاد السوفياتي كان يستقبله بالمراسم الامبراطورية التقليدية، المراسم التي يستقبل بها أي امبراطور من ملوك أو رؤساء الدول.
كما أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تفرش له البساط الأحمر في كل من زياراته المتعددة، كما أن جميع البلاد الصناعية المتقدمة كانت تفتح له ترساناتها وتضع رهن إشارته، أسلحتها الأكثر سرية وتطوراً فيختار ما يشاء منها لجيشه، الذي رعاه واهتم به؛ ثم أن كبار رجال الأعمال من صناعيين ومصرفيين ووسطاء، يتدافعون في طهران على أبوابه متمنين أن يلتفت إليهم، ولو من طرف عينه اليسرى.
لقد أحسن استغلال المنّ البترولي الهابط عليه من السماء وفد أفلت من عقاله، ما بين 1970 و1974 فارتفعت أسعاره عشرات الأضعاف، وكان هدفه الوحيد، وهمه المقيم أن يجعل من بلاده وقبل 1980 القوة العسكرية الخامسة في العالم، كان يؤكد أنه قبل مرور عشر سنوات، سيصل بشعبه إلى مصف الشعوب الأكثر مدنية وتطوراً، وللوصول إلى هدفه كان "والحق يقال" يغدق الأموال دون حساب، أعتقد بأنه يوازي قرقوش الكبير مؤسس الإمبراطورية الفارسية ويتشبه بداريوس الأول، المصلح الفارسي الشهير، فهو محمد رضى شاه فارس والعجم، نور الآريين، وقد جلب الماء لفلاحيه، واستصلح لهم الأراضي وأشرك العمال في ملكية المصانع والمؤسسات أما الحسناوات الإيرانيات، فقد منحهن الحربية التي يتشوقن إلى تذوقها ووعدهن بالمساواة مع الرجال.
ما أعجب القدر! إن تقرير جهاز المخابرات الأمريكية C.I.A لم يتعد الحقيقة في هذا المجال، فقد كان محمد رضى، الذي أصبح فيما بعد "شاه. شاه" يرتجف أمام والده، ولا غرابة في ذلك، إذ كان ذلك الوالد، عملاقاً ضخماً يتمتع بقوة ثور، عدا عن كونه أمياً، عمل حمّاراً "مكاري" لسنين عديدة قبل أن يتطوع جندياً، وفي هذا المجال، نجح ومع السنين أصبح ضابطاً على رأس فريق من القوزاك، وفي غفلة من الزمن، اغتصب السلطة من أصحابها المنغمسين باللهو والفجور، فبطش بهم، وأباد عائلة "كادجار" ونصب نفسه شاهاً، ومن هذه الحقبة لم يعرف محمد رضى الطري العود سوى الخوف.
ومن والدته وشقيقته، لم يعرف سوى التسلط والسيطرة.
سنة 1941 اقتلع البريطانيون والده من الحكم بحجة تعاونه مع ألمانيا النازية وقذفوا به خارجاً، ثم رفعوا محمد رضى إلى العرش وهو في الثانية والعشرين من عمره، يملون عليه تصرفاته وسلوكه، ولقاء ذلك لم يتقاض منهم سوى تمريغ الأنف.
أما طفولته فكان طبيعياً أن تنعم بالضمان، ولكنه كان لعبة بين يدي أمه وشقيقته المتسلطة، إذ كان لعبة بين يديهما توجهانه كيفما تشاءات، ولهذه الأسباب، نشأ خجولاً ضعيف الشخصية، يفضل العزلة، والتصوف، إذا صح التعبير، وبهذه العزلة والتصوف، يعوض إلى حد ما عن عدم الثقة بالنفس.
ومما جاء في كتاب "محمد رضى بهلوي، شاه إيران" للكاتب الإيراني، "فريدون شاهجام" بأن الشاه، يوم كان طريح الفراش، كان يعاني من حمى التيفوئيد، وهو في الثامنة من العمر، أتى إليه الإمام علي، كرم اللـه وجهه، متنطقاً بسيفه الشهير "ذو الفقار" وسقاه جرعة من شراب، فأفاق من نوعه سليماً معافى.
وفي مرحلة ثانية، إثر سقوطه عن ظهر جواده وأغمي عليه، رأى في أثناء ذلك العباس، عم الرسول (ص) وخلال الصيف نفسه تراءى له، الإمام المهدي، وقد نجا من محاولتين لقتله بشكل معجزة، من هذه الإشارات والواقع تأكد أنه مدعو للقيام بمهمة مقدسة، وأنه في حماية اللـه ولن تنال منه يد الشر والعدوان.
بعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية وسكتت أفواه المدافعين، خرج الشاه الشاب، وقد بلغ السادسة والعشرين من عمره، من حرج البريطانيين فارتمى كلياً في حرج الأمريكيين، الذين كانوا لا يبغون سوى بترول بلاده فقط.
في غير ذلك تركوا له الحبل على هواه، وبتشجيع حاشيته وبشكل خاص شقيقته، جعل من نفسه ملكاً، ولكنه وجد نفسه محاطاً بالأعداء، فالأكراد من جهة والأذربيجانيون من جهة أخرى، أقاموا لأنفسهم جمهوريات خاصة بهم، كما أن رجال الدين والزعماء المحللين كانوا يناصبونه العداء ويقيمون المصاعب في وجهه، ويعود كل ذلك إلى كراهيتهم لوالده.
لقد اعتبروا آل بهلوي مغتصبين للحكم، كما أن الحزب الشيوعي الإيراني، كان يتحرك علناً، وفي وضح النهار، ويمنح دعمه لرئيس الوزراء (مصدق) الشرس، الذي كان يحلم بإرسال الشاه في نزهة طويلة منفياً خارج البلاد، فأصبح ملك الملوك وكأنه في قفص لا حول له ولا قوة.
خلال أيلول 1953 وتحت ضغط الجماهير، غادر طهران هارباً تحت جنح الظلام، لكنه عاد إليها منتصراً، بمساعي جهاز المخابرات الأمريكية، الذي بسرعة مذهلة، خطط وجهز، ومول انقلاباً ناجحاً وبإعادته إلى سدة العرش، أمنت الولايات المتحدة لنفسها البترول لمدة طويلة، كما نصحه هذا الجهاز بالتصرف بشكل قوي لكي يثبت للناس بأنه صاحب الأمر، وبأنه بمأمن في ظل راية النجوم، ومن هنا انتقم لنفسه، وبشكل خاص من "مصدق" وأعوانة.
وفي مجال الانتقام أجرى عملية تطهير للجيش، الذي تسلل إلى صفوفه عدد لا يستهان به من الشيوعيين، كما لاحق جميع المصابين بالعدوى الماركسية أو بالعدوى الوطنية، وقد عهد بهذه الأعمال "المشرفة" بوليسه السري، السافاك المطلق الصلاحية؛ الذي اختطف، وزج في السراديب، وعذب، وأعدم، مما جعل الشعب يركع على ركبتيه، في أقطار الامبراطورية، وبجيمع فئاته: الاقطاعيين في ملكياتهم، والنبلاء في حصونهم، والعلماء في مكاتبهم، حيث يعلمون الأبجدية العربية، ومن ثم القرآن الكريم، وبمادئ الدين الحنيف، ولم يغفل عن العمال في مصانعهم، والفلاحين في حقولهم، وهكذا أعاد "إلى الرشد" ما لا يقل عن خمسمائة ألف معارض، مما يدعو إلى التوقف وإعادة النظر.
بعد أن أمن شر كل من يخالفه الرأي، شد من قامته فرفع رأسه وشمخ بأنفه ولسان حاله يقول، بأن التاريخ لا يصنع دون زحن عظام بعض الرجال، وفي هذا المجال، بزّ الشاه الجديد، والده وتفوق عليه بقساوة وقمعة.
سنة 1963 قام بما سماه حينئذ بثورته البيضاء، التي لم يسفك خلالها، وقد أصبحت شغله الشاغل فتبنى خطة طموحة، متقدمة مبنية على تحرير المرأة، وتعهد بعثات طلابية للدراسة في الغرب، واستصلاح الأراضي الزراعية وتطوير قنوات وطرق الري، وتحديث البلاد والشعب.
وقد وضع نصب عينيه الارتفاع بشعبه إلى مصف البلاد الراقية، ولكنه سار في تنفيذ هذه الخطة بأسرع ما يلزم، فكان أكثر السكان يتحسرون على الأزقة التي هدمت والحارات القديمة التي اندثرت لتقوم مكانها الطرقات الواسعة والأبنية الشاهقة، كانوا ينظرون إليها بغضب واشمئزاز، كذلك بالنسبة إلى الفنادق الفخمة والمتاجر الضخمة، ودور الأوبرا والسينما والجامعات والمصانع الحديثة.
وبكلمة مختصرة، كانوا ينظرون شزراً ويلعنون سراً كل حديث وفخم وينعتونها بالشيطانية، وزاد ذلك من عمق الهوة التي تفصل بين الفقراء والأثرياء الجدد، فالفقراء ينظرون بعيونهم فقط، إلى الخيرات المكدسة في المخازن الكبرى دون أن يملكوا إلرى شرائها واقتنائها سبيلاً، كما أن الطبقة البورجوازية الإيرانية والمحظوظين من المتزلفين حول الشاه لا يفوتهم ترويج الإشاعات اليت توغر صدر الشعب، لاسيما رجال الدين ضد الشاه وتبذلبه، على الأقل هذا ما كتبه "أمير تاهيري" رئيس تحرير جريدة "كاهان" الإيرانية، في كتابه وكان الشاه على عدم بهذه العداوة، ولم يكن في يديه، سوى سلاح "السافاك" فاستغله إلى أبعد الحدود.
الشاه والهموم التي تعصف به:
تأزمت الحالة السياسية في البلاد وأخذت تنذر بشر مستطير، هذا من جهة أما من الجهة الأخرى، فقد أصبح حزيناً مهموماً بعد أن اكتشف لديه الأطباء الفرنسيون مرضاً خطيراً غير قابل للشفاء، ومن هنا لم يكن ينتبه لصوت الجرس الذي يعلن عن موعد الاستحقاق، فالتوسع الاقتصادي المجنون خلال النصف الأول من السبعينيات، توقف فجأة، وبقدر ما كانت تتفاقم أزمة البترول، وبالتالي هبوط أسعاره عالمياً، بقدر ما كانت تزداد صعوبة أمناء الصناديق في تسديد الفواتير والمستحقات، من هنا توقفت المشاريع الطموحة الطويلة الأمد وغيرها من الإصلاحات فغرق البلاد أزمة اقتصادية خانقة طوتضخماً مالياً لم تعرفه إيران من قبل.
غرق الشاه في صمت مطبق، فلم يعد يراه أو يسمعه الشعب الإيراني إذ لم يعد كعادته يفصح عن نفسه ومشاريعه المستقبلية، سوى للدبلوماسيين والصحفيين الأجانب.
رغم ذلك لم يتخل الشاه عن عجرفته المعهودة، فكان يحسب نفسه أحد عمالقة القرن العشرين، أو ديغول العجم.
لكن حتى المقربون إليه، والبورجوازيون، والطبقة المتوسطة وجماهير العمال والفلاحين، ستكفلون بإعادته إلى رشده، ووضعه في مواجهة الحقيقة المرة، إذ كان الجميع يصغون بانتباه دشدي إلى دعوات الثورة التي يطلقها ويلحنها الزعماء المحليون والدينيون.
انفجرت الفتنة في العديد من المقاطعات والبلاد الإيرانية خلال كانون الثاني 1978، وقد تكاثرت وتضخمت يوماً بعد يوم، حتى عمت أرجاء البلاد وضمت مختلف طبقات الشعب، لكن لا الجيش تدخل، ولا السافاك تحرك لإخمادها، أو تخفيف حدتها، علماً بأنه كان من الممكن خنقها في مهدها، وهذا ما حير الدبلوماسيين الأجانب، لماذا ترك الشاه الأمور على علاتها؟ ووصفه بعضهم بالطفولة والعجز.
واقعياً لقد انهار واستسلم، ففقد معنوياته وعنجهيته وأحنى ظهره على أمل أن تمر العاصفة من فوقه بسلام، وكأنه أصبح عجوزاً هرماً بين ليلة وضحاها، وقد تصور المحللون والمراقبون، بأن الشلل والتقاعس اللذين أصيب بهما الشاه، لا يعودان فقط إلى ضغط الأحداث، إنما بسبب تفاقم حالته الصحية، مما أفقده الكثير من ردة الفعل والثقة بالنفس.
في تشرين الأول 1978 كان الشاه يجلس يومياً، في مكتبه الفخم المسدل الستائر، حيث لم يعد يتمكن من العمل، لأكثر من ساعتين أو ثلاث يومياً، على أبعد تقدير، لكنه لا ينسى ولا يتقاعس عن تناول الأدوية في مواعيدها بدقة، فيدفعها إلى جوفه مع قليل من المياه المعدنية، المستوردة من فرنسا.
ولم يكن يدير سوى أذن واحدة، إلى مستشاريه السياسيين المتحجرين الذين أكل الدهر عليهم وشرب، وقد بلغ كل منهم من الكبر عتياً لا يشعرون ولا يعرفون ما يحاك في الشوارع والأزقة، أما من كانوا على معرفة تامة بما يدور ويجري في البلاد، من كبار الضواري والكواسر الذين كانت تتألف منهم شلة المدح وجوقة التملق، لعشرات السنين، تخلوا عنه، وابتعدوا كلياً عن زيارة القصر، وقد اتخذوا ما يلزم من الترتيبات لتهريب أموالهم، واللحاق بها إلى الخارج عند اللزوم، وعملياً فإن عملية تهريب رؤوس الأموال إلى الخارج قد أخذت طريقها بسرعة فخلال أقل من شهر، تم تهريب أكثر من مليارين ليرة سترلينية إلى البنوك الأجنبية حيث أودعت تحت أرقام سرية وبأسماء "فنية".
تصاعد الضغط أكثر فأكثر في الشوارع، فأصبح الشاه، معزولاً وحيداص، محجماً كلا يعرف كيف يتصرف، فلم يجد أمامه، سوى السفير الأمريكي’، فكان يتصل به في كل ساعة يسأله النصح والإرشاد للتخفيف من حدة العصيان، فلم يكن من سفير الولايات المتحدة الأمريكية، البلاد الصديقة، التي كانت تزين شوارع عاصمتها وترفع الأعلام الإيرانية وتفرش له أرض المطار بالبسط الحمراء، كلما عنّ له زيارتها للاستجمام والترويح عن لنفس إلا أن شمع الخيط للهرب حالما تسمح له الفرصة بذلك، وقبل فوات الأوان.
نزولاً عن رغبة، ممثل الباب العالي الأمريكي، التيصيغت بشكل نصحية ودية، ترك الشاه البلاد متخلياً عن الحكم، الذي لم يعرف كيف يديره،ولم يحسن الدفاع عنه كما ترك وراءه لقب: شاه شاه، شمس الآريين، فغادر أرض بلاده في السادس عشر من كانون الثاني سنة 1979 ومنذ هذا التاريخ لم يبق له من الحياة، سوى ثمانية عشر شهراً تماما.
الشاه ومراحل النفي والتشرد:
في المرحلة الأولى من التشرد، أمضى الشاه أسبوعاً من الراحة في مصر، ثم تقبل دعوة ملك المغرب، فأمضى في مراكش ثلاثة أسابيع استعاد على أثرها، ظاهرياً بعض صحته، لكنه سرعان ما اكتشف لدى تحسنه لعنقه، تدرناً ملتهباً، ولدى استدعاء الأطباء، اكتشفوا ليده تضخماً في الطحال؛ كما أن خبراً سيئاً جداً، كان بانتظاره، فبعد أن أكد له الرئيس الأمريكي "جيمي كارتر" أنه سيكون على الرحب والسعة في الولايات المتحدة الأمريكية عاد وطلب منه المغادرة والبحث عن مأوى آخر، خوفاً على سفارته ورجالها في طهران، من رجال الثورة الذين أخذوا يهددون منذرين متوعدين.
كما أن تدخل ديفيد روكفلر وهنري كيسنجر صديقي الشاه، لم يجد نفعاً في ثني البيت الأبيض عن قراره وبقاء الشاه في الأراضي الأمريكية، ومن المعتقد أن الرئيس ومؤسسة C.I.A لم يكونوا على علم بخطورة المرض الذي عاني منه ومن هنا لم يسمحوا له سوى بالإقامة مؤقتاً للاستشفاء في إحدىمشافي حزر الباهاما، فنزل في الثلاثين من آذار لكن لم يطل به المقام حتى تململ، إذ أن سلامته لم تكن مضمونة، كما أن ثمن استشفائه كان خيالياً ومستغرباً لقد طلب منه 24000 أربع وعشرون ألف دولار يوميا.
ياللجشع، والاستغلال، ربما كان هذا الثمن يشمل السرية، والتستر علىحقيقة مرضه، إذ شيع بأنه مصاب بنوعبسيط من الأورام السرطانية، وكانوا يحقنونه بأنواع مختلفة من المضادات الحيوية التقليدية، من بعدها أعلنوا عن اكتشافهم ورماً سرطانياً في كبد الشاه مما ساعد على السماح له بالعودة إلى الأراضي الأمريكية، بصورة استثنائية إنسانية، بعد أن كان قد أعلن الرئيس الأمريكي في صيف 1979 بأن استقبال الشاه غير وارد إطلاقاً، وأنه لا يقبل البحث بالأمر؛ لكن هذا الإصرار من قبله لم يكن مراعاة لرجال الثورة في إيران، فقد بل خوفاً من الليبراليين الأمريكيين ومن الحزب الذي ينتمي إليه شخصيا، الحزب الديمقراطي الذي أوصله إلى البيت الأبيض، إذ كان هذا الحزب قد نعت "محمد رضى بهلوي" في أحد اجتماعاته بالمجرم والطاغية.
ولكن جيمي كارتر تغاضى عن رأي اليمين الأمريكي، بمن فيهم الحزب الجمهوري، الذي كان يعتبر الشاه الإيراني حليفاً مخلصاً للولايات المتحدة لكن كارتر لم ينظر إلى الأمر، سوى من جهة واحدة واضعاً نصب عينيه، كسب ود حكام إيران الجدد، وتأمين تدفق نفطهم إلى بلاده.
لكنه وجد نفسه وسط ضغوط وضغوط معاكسة، فقرر لهرب بحجته فرصته السنوية، لكن قبل مغادرته البيت الأبيض، والتي كانت مقررة في العاشر من آب، فوجئ برسالة من شقيقه الشاه، تطلب مراعاة حالة أخيها الصحية، والسماح له بالدخول إلى البلاد للاستشفاء والمعالجة، فما كان من كارتبر إلا إخلاء الساحة واللجوء إلى منتجعه البعيد تاركاً الشقا لمن بقى، فلم يكن من أحد مساعدي وزير الصحة، سوى الرد على الرسالة، بأن الشاه بالحقيقة ليس في خطر، وسينظر في الأمر لدى عودة الرئيس.
وبناء على طلب الشاه، لحق به الطبيبان الفرنسيان اللذان عالجاه في طهران سابقاً، إلى حيث هو حالياً في كرنافيكا، فأخذا أمر معالجته على عاتقهما، وقبل وصولهما أرسل من قبل الإدارة الأمريكية، الدكتور بنجامين هـ. كاين" للتحقق من حالة الشاه، ولدى عودته ورفع تقريره الذي يؤكد فيه إصابة المريض بسرطان الكبد، وذلك في أيلول 1979 مقترحاً معالجته في مركز كورنيل الطبي في نيويورك.
ولدى سماع الرئيس كارتر كلمة سرطان غير رأيه رأساً على عقب وصرح قائلاً" إذا كان ذلك ضرورياً علينا استضافة الشاه ومعالجته فوراً، حتى شفائه التام مهما طال الزمن.
ولدى عودته إلى أمريكا ودخوله المركز الطبي في نيويورك، أجريت له الفحوصات والتحاليل المخبرية المتقدمة، وعقد كبير فريق الأطباء المعالج الدكتور مورتون كولمان مؤتمراً صحفياً، أعلن فيه أن الشاه بحاجة للاستشفاء والمعالجة خلال ستة أشهر على الأقل، وزمن المرجح خلال سنة كاملة، وهنالك على بعد آلاف الكيلومترات في طهران، هاج الإيرانيون وماجوا فاجتاحوا السفارة الأمريكية حيث احتجزوا ثلاثة وخمسين رهينة، معلنين أنهم سيحتفظون بهم حتى تلسم الشاه وإعادته إلى بلاده، للإجابة عن كل ما قام به من أعمال، أمام القضاء والعدالة الثورية.
خلال ذلك كان يجري للشاه، كل ما يلزم من المعالجة وأن الشاه دخل في مرحلة النقاهة، يكتشفون علة جديدة عليهم معالجتها، وكانت الأسابيع والأشهر تمضي بسرعة علماً أنه منذ الرابع من تشرين الثاني، كانت أمريكا بأكملها في حالة اشمئزاز وغضب بخصوص الرهائن في طهران، وتتمنى التخلص من وجود الشاه على أمل التسريع في إطلاق سبيل الرهائن.
من هنا أعلن الأطباء "ديستان وكيف" وطبيب السفارة الأمريكية في المكسيك، أن الأطباء الفرنسيين كانوا يعالجون الشاه بشكل صحيح ومرضي، ولأسباب بقيت مجهولة طلب الشاه من كارتر في نهاية 1979 إرسالة من جديد إلى المكسيك، ولكن في أثناء الطيران كان على الطائرة، أن تهبط في التكساس، في سان أنطونيو.
في هذه المرة، جاء دور المكسيكيين الذين أغلقوا أبوابهم في وجهه، خشية أن يصيب موظفي سفارتهم في طهران، ما أصاب موظفي السفارة الأمريكية من حجز وارتهان.
باناما تقبل استضافة الشاه المحتضر:
بعد هبوط الطائرة التي تقل الشاه المريض، في تكساس اضطرارياً نشطت الاتصالات الديبلوماسية على أعلى المستويات، وجميع الاجاهات فلم يجدوا سوى بناما تقبل باستضافة المليك المشرد، ولم يعد فقط الهارب الذي وضع ثمناً لرأسه، بل أصبح رجلاً بائساً يشعر أن الحياة تغادر جسده المسجى تدريجيا.
في آذار 1980 أعلم الشاه المنفي بأن الحكومة البانامية تتهيأ للتسليم تحت الضغوط الإيرانية، وتقوم بالإجراءات اللازمة لإخراجه من بلادها، ربما كان ذلك مجرد إشاعات، تنشرها طهران للتأثير سلباً على صحته، وقد أعلن له الأطباء أن استئصال الطحال أصبح ضرورياً ومن الممكن إجراء العملية محلياً، وبردة فعل ملكية، طلب الشاه أن تجري له الجراحة على يد الدكتور ميكائيل اليس دبغي، من هيوستن تكساس، وهو نجم جراحة القلب، الذي عالج الكثير من الكبار والحكام.
رغم أن هذا الطبيب، لم يكن أخصائياً، في الجراحة الداخلية، فقد سارع ملبياً رغبة الشاه، ولدى وصوله وجرياً على عادته في الهجوم والمشاكسة لم يترك الفرصة تفوته، فأحدث ضجة كبيرة بإعلانه أن مريضه الكبير، لا يلقى العناية والمعالجة المناسبتين، كما قلل من فعالية الحماية المتخذة لسلامة مريضه فقرر نقله إلى بلاد أخرى.
من جديد انطلقت النداءات وطلبات الرحمة والشفقة، وللمرة الثانية لبى الرئيس المصري أنور السادات طلب الضيافة، وكان على الدكتور "دبغي" إجراء الجراحة في القاهرة، في 28 آذار 1980 اسئصل الطحال، وبالفعل كان متضخماً كثيراً إذ بلغ وزنه كيلوين اثنين، ومنذ تلك اللحظة لم يعرف الراحة، فمن جراحة إلى جراحة، ومن نزيف إلى أعنف وكان حوله عشرة من أكبر الأطباء والأخصائيين، سبعة مصريين، وثلاثة فرنسيين، لكن رصاصة الرحمة كانت بالنسبة إليه ذبحة قلبية قاتلة، فأسلم الروح في الساعة التاسعة وخمسين دقيقة، من يوم الأحد الواقع في 27 تموز سنة 1980 هكذا تذهب الأمجاد الدنيوية.
للمشاهدة الاجزاء الاخرى تابع منتديات عيت ارفاد التميمى قسم الثقافة
"شاه. شاه" ملك الملوك، محمد رضى بهلوي، شخصية لماعة وبراقة لكنه خطر، مصاب بالعظمة والكبرياء، معقد نفسياً من معاملة والده الظالم خلال طفولته وبالدور الذي أسند إليه من قبل الحلفاء، إذ جعلوا منه ألعوبة أو "خشخيشة" بين أيديهم، كما أنه كان شديد الخجل من أصله الوضيع.
وهذه الصفات مستخرجة من تقرير سري، لوكالة الاستخبارات الأمريكية C.I.A نشرته الصحافة الأمريكية، فأحدث ضجة كبرى في الولايات المتحدة في تموز 1975، وقد وصل محققوا هذه الوكالة الشهيرة إلى أبعد من ذلك، فقد أشاروا فيتقريرهم من ضمن ما أشاروا إلى أن الملك الإيراني، كان مصاباً بالخوف من عدم كفاءة الجنسية كما أنه مصاب منذ صغره بعقدة النقص.
لم يجد فريق العلماء والمحللين النفسانيين صعوبة كبيرة، في تحليل وتمشيط نفسية الشاه، إذ كانوا يراقبون تصرفات ملك الملوك بدقة، خلال ثلاثين سنة، ومن هنا فقد أتيح لهم وضع تقارير ثمينة عن طفولته وعن حياته خلال مختلف حقبات حياته، ولدى نشر هذا التقرير في تموز 1975، لم يكن سوى حفنة صغيرة من الأشخاص، على علم بأن الشاه مصاب بمرض عضال اكتشف لديه منذ سنة تقريباً وهو رهن المعالجة.
تحيّر الأطباء الإيرانيون الملحقون بالحاشية الامبراطورية في تفسير فقر الدم الجدي لدى الشاه، والشعور بالتعب المزمنسنة 1974، بعد موت الرئيس جورج بومبيدو، الرئيس الفرنسي بوقت قصير، وإذ وقفوا حائرين عاجزين، استدعوا طبيبين باريسيين، سرعان ما اكتشفا المرض الخطير والنادر، فبادروا إلى معالجته فوراً، وكان عليهما أن يعودا سراً إلى طهران في أوقات منتظمة للتأكد من نتيجة المعالجة، وبالتالي من صحة الشاه.
لم يكن الشاه يجهل أي شيء عن خطورة وضعه، فقد شرح له الأطباء الأمر بصراحة ودقة، إذ كان على معرفة بأن المرض يتفاقم، وينال منه تدريجياً، ولكن ببطء شديد، من جراؤ المعالجة العلمية الفعالة، وكما فعلت عجوز إسرائيل "غولدا ومائير" طالب الشاه بالسرية التامة ، حتى بالنسبة إلى أقرب الناس إليه، بمن فيهم أطباؤه الإيرانيون.
وبقي متشامخاً متكبراً وقوياً بالظاهر، ولكنه كان حزيناً ضعيفاً، فارغاً من الداخل، في الوقت الذي كان كل شيء في الدنيا يبتسم له خصوصاً وأن جهوده لانتشال بلاده من القرون الوسطى، أخذت تعطي ثمارها، وتوحي بمستقبل باهر.
الشاه المتعجرف.. هل هو متعجرف؟
نعم بكل معنى الكلمة، وكيف لا يكون ذلك، كيف لا يكون كذلك وقد دانت رقاب ملايين البشر لحكمه المطلق، يأخذ ما طاب ولذ له من مالها ودمها، كما أنه ومنذ 1965 يتملقه الشرق والغرب، ويتمرغون عند أقدامه، فالاتحاد السوفياتي كان يستقبله بالمراسم الامبراطورية التقليدية، المراسم التي يستقبل بها أي امبراطور من ملوك أو رؤساء الدول.
كما أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تفرش له البساط الأحمر في كل من زياراته المتعددة، كما أن جميع البلاد الصناعية المتقدمة كانت تفتح له ترساناتها وتضع رهن إشارته، أسلحتها الأكثر سرية وتطوراً فيختار ما يشاء منها لجيشه، الذي رعاه واهتم به؛ ثم أن كبار رجال الأعمال من صناعيين ومصرفيين ووسطاء، يتدافعون في طهران على أبوابه متمنين أن يلتفت إليهم، ولو من طرف عينه اليسرى.
لقد أحسن استغلال المنّ البترولي الهابط عليه من السماء وفد أفلت من عقاله، ما بين 1970 و1974 فارتفعت أسعاره عشرات الأضعاف، وكان هدفه الوحيد، وهمه المقيم أن يجعل من بلاده وقبل 1980 القوة العسكرية الخامسة في العالم، كان يؤكد أنه قبل مرور عشر سنوات، سيصل بشعبه إلى مصف الشعوب الأكثر مدنية وتطوراً، وللوصول إلى هدفه كان "والحق يقال" يغدق الأموال دون حساب، أعتقد بأنه يوازي قرقوش الكبير مؤسس الإمبراطورية الفارسية ويتشبه بداريوس الأول، المصلح الفارسي الشهير، فهو محمد رضى شاه فارس والعجم، نور الآريين، وقد جلب الماء لفلاحيه، واستصلح لهم الأراضي وأشرك العمال في ملكية المصانع والمؤسسات أما الحسناوات الإيرانيات، فقد منحهن الحربية التي يتشوقن إلى تذوقها ووعدهن بالمساواة مع الرجال.
ما أعجب القدر! إن تقرير جهاز المخابرات الأمريكية C.I.A لم يتعد الحقيقة في هذا المجال، فقد كان محمد رضى، الذي أصبح فيما بعد "شاه. شاه" يرتجف أمام والده، ولا غرابة في ذلك، إذ كان ذلك الوالد، عملاقاً ضخماً يتمتع بقوة ثور، عدا عن كونه أمياً، عمل حمّاراً "مكاري" لسنين عديدة قبل أن يتطوع جندياً، وفي هذا المجال، نجح ومع السنين أصبح ضابطاً على رأس فريق من القوزاك، وفي غفلة من الزمن، اغتصب السلطة من أصحابها المنغمسين باللهو والفجور، فبطش بهم، وأباد عائلة "كادجار" ونصب نفسه شاهاً، ومن هذه الحقبة لم يعرف محمد رضى الطري العود سوى الخوف.
ومن والدته وشقيقته، لم يعرف سوى التسلط والسيطرة.
سنة 1941 اقتلع البريطانيون والده من الحكم بحجة تعاونه مع ألمانيا النازية وقذفوا به خارجاً، ثم رفعوا محمد رضى إلى العرش وهو في الثانية والعشرين من عمره، يملون عليه تصرفاته وسلوكه، ولقاء ذلك لم يتقاض منهم سوى تمريغ الأنف.
أما طفولته فكان طبيعياً أن تنعم بالضمان، ولكنه كان لعبة بين يدي أمه وشقيقته المتسلطة، إذ كان لعبة بين يديهما توجهانه كيفما تشاءات، ولهذه الأسباب، نشأ خجولاً ضعيف الشخصية، يفضل العزلة، والتصوف، إذا صح التعبير، وبهذه العزلة والتصوف، يعوض إلى حد ما عن عدم الثقة بالنفس.
ومما جاء في كتاب "محمد رضى بهلوي، شاه إيران" للكاتب الإيراني، "فريدون شاهجام" بأن الشاه، يوم كان طريح الفراش، كان يعاني من حمى التيفوئيد، وهو في الثامنة من العمر، أتى إليه الإمام علي، كرم اللـه وجهه، متنطقاً بسيفه الشهير "ذو الفقار" وسقاه جرعة من شراب، فأفاق من نوعه سليماً معافى.
وفي مرحلة ثانية، إثر سقوطه عن ظهر جواده وأغمي عليه، رأى في أثناء ذلك العباس، عم الرسول (ص) وخلال الصيف نفسه تراءى له، الإمام المهدي، وقد نجا من محاولتين لقتله بشكل معجزة، من هذه الإشارات والواقع تأكد أنه مدعو للقيام بمهمة مقدسة، وأنه في حماية اللـه ولن تنال منه يد الشر والعدوان.
بعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية وسكتت أفواه المدافعين، خرج الشاه الشاب، وقد بلغ السادسة والعشرين من عمره، من حرج البريطانيين فارتمى كلياً في حرج الأمريكيين، الذين كانوا لا يبغون سوى بترول بلاده فقط.
في غير ذلك تركوا له الحبل على هواه، وبتشجيع حاشيته وبشكل خاص شقيقته، جعل من نفسه ملكاً، ولكنه وجد نفسه محاطاً بالأعداء، فالأكراد من جهة والأذربيجانيون من جهة أخرى، أقاموا لأنفسهم جمهوريات خاصة بهم، كما أن رجال الدين والزعماء المحللين كانوا يناصبونه العداء ويقيمون المصاعب في وجهه، ويعود كل ذلك إلى كراهيتهم لوالده.
لقد اعتبروا آل بهلوي مغتصبين للحكم، كما أن الحزب الشيوعي الإيراني، كان يتحرك علناً، وفي وضح النهار، ويمنح دعمه لرئيس الوزراء (مصدق) الشرس، الذي كان يحلم بإرسال الشاه في نزهة طويلة منفياً خارج البلاد، فأصبح ملك الملوك وكأنه في قفص لا حول له ولا قوة.
خلال أيلول 1953 وتحت ضغط الجماهير، غادر طهران هارباً تحت جنح الظلام، لكنه عاد إليها منتصراً، بمساعي جهاز المخابرات الأمريكية، الذي بسرعة مذهلة، خطط وجهز، ومول انقلاباً ناجحاً وبإعادته إلى سدة العرش، أمنت الولايات المتحدة لنفسها البترول لمدة طويلة، كما نصحه هذا الجهاز بالتصرف بشكل قوي لكي يثبت للناس بأنه صاحب الأمر، وبأنه بمأمن في ظل راية النجوم، ومن هنا انتقم لنفسه، وبشكل خاص من "مصدق" وأعوانة.
وفي مجال الانتقام أجرى عملية تطهير للجيش، الذي تسلل إلى صفوفه عدد لا يستهان به من الشيوعيين، كما لاحق جميع المصابين بالعدوى الماركسية أو بالعدوى الوطنية، وقد عهد بهذه الأعمال "المشرفة" بوليسه السري، السافاك المطلق الصلاحية؛ الذي اختطف، وزج في السراديب، وعذب، وأعدم، مما جعل الشعب يركع على ركبتيه، في أقطار الامبراطورية، وبجيمع فئاته: الاقطاعيين في ملكياتهم، والنبلاء في حصونهم، والعلماء في مكاتبهم، حيث يعلمون الأبجدية العربية، ومن ثم القرآن الكريم، وبمادئ الدين الحنيف، ولم يغفل عن العمال في مصانعهم، والفلاحين في حقولهم، وهكذا أعاد "إلى الرشد" ما لا يقل عن خمسمائة ألف معارض، مما يدعو إلى التوقف وإعادة النظر.
بعد أن أمن شر كل من يخالفه الرأي، شد من قامته فرفع رأسه وشمخ بأنفه ولسان حاله يقول، بأن التاريخ لا يصنع دون زحن عظام بعض الرجال، وفي هذا المجال، بزّ الشاه الجديد، والده وتفوق عليه بقساوة وقمعة.
سنة 1963 قام بما سماه حينئذ بثورته البيضاء، التي لم يسفك خلالها، وقد أصبحت شغله الشاغل فتبنى خطة طموحة، متقدمة مبنية على تحرير المرأة، وتعهد بعثات طلابية للدراسة في الغرب، واستصلاح الأراضي الزراعية وتطوير قنوات وطرق الري، وتحديث البلاد والشعب.
وقد وضع نصب عينيه الارتفاع بشعبه إلى مصف البلاد الراقية، ولكنه سار في تنفيذ هذه الخطة بأسرع ما يلزم، فكان أكثر السكان يتحسرون على الأزقة التي هدمت والحارات القديمة التي اندثرت لتقوم مكانها الطرقات الواسعة والأبنية الشاهقة، كانوا ينظرون إليها بغضب واشمئزاز، كذلك بالنسبة إلى الفنادق الفخمة والمتاجر الضخمة، ودور الأوبرا والسينما والجامعات والمصانع الحديثة.
وبكلمة مختصرة، كانوا ينظرون شزراً ويلعنون سراً كل حديث وفخم وينعتونها بالشيطانية، وزاد ذلك من عمق الهوة التي تفصل بين الفقراء والأثرياء الجدد، فالفقراء ينظرون بعيونهم فقط، إلى الخيرات المكدسة في المخازن الكبرى دون أن يملكوا إلرى شرائها واقتنائها سبيلاً، كما أن الطبقة البورجوازية الإيرانية والمحظوظين من المتزلفين حول الشاه لا يفوتهم ترويج الإشاعات اليت توغر صدر الشعب، لاسيما رجال الدين ضد الشاه وتبذلبه، على الأقل هذا ما كتبه "أمير تاهيري" رئيس تحرير جريدة "كاهان" الإيرانية، في كتابه وكان الشاه على عدم بهذه العداوة، ولم يكن في يديه، سوى سلاح "السافاك" فاستغله إلى أبعد الحدود.
الشاه والهموم التي تعصف به:
تأزمت الحالة السياسية في البلاد وأخذت تنذر بشر مستطير، هذا من جهة أما من الجهة الأخرى، فقد أصبح حزيناً مهموماً بعد أن اكتشف لديه الأطباء الفرنسيون مرضاً خطيراً غير قابل للشفاء، ومن هنا لم يكن ينتبه لصوت الجرس الذي يعلن عن موعد الاستحقاق، فالتوسع الاقتصادي المجنون خلال النصف الأول من السبعينيات، توقف فجأة، وبقدر ما كانت تتفاقم أزمة البترول، وبالتالي هبوط أسعاره عالمياً، بقدر ما كانت تزداد صعوبة أمناء الصناديق في تسديد الفواتير والمستحقات، من هنا توقفت المشاريع الطموحة الطويلة الأمد وغيرها من الإصلاحات فغرق البلاد أزمة اقتصادية خانقة طوتضخماً مالياً لم تعرفه إيران من قبل.
غرق الشاه في صمت مطبق، فلم يعد يراه أو يسمعه الشعب الإيراني إذ لم يعد كعادته يفصح عن نفسه ومشاريعه المستقبلية، سوى للدبلوماسيين والصحفيين الأجانب.
رغم ذلك لم يتخل الشاه عن عجرفته المعهودة، فكان يحسب نفسه أحد عمالقة القرن العشرين، أو ديغول العجم.
لكن حتى المقربون إليه، والبورجوازيون، والطبقة المتوسطة وجماهير العمال والفلاحين، ستكفلون بإعادته إلى رشده، ووضعه في مواجهة الحقيقة المرة، إذ كان الجميع يصغون بانتباه دشدي إلى دعوات الثورة التي يطلقها ويلحنها الزعماء المحليون والدينيون.
انفجرت الفتنة في العديد من المقاطعات والبلاد الإيرانية خلال كانون الثاني 1978، وقد تكاثرت وتضخمت يوماً بعد يوم، حتى عمت أرجاء البلاد وضمت مختلف طبقات الشعب، لكن لا الجيش تدخل، ولا السافاك تحرك لإخمادها، أو تخفيف حدتها، علماً بأنه كان من الممكن خنقها في مهدها، وهذا ما حير الدبلوماسيين الأجانب، لماذا ترك الشاه الأمور على علاتها؟ ووصفه بعضهم بالطفولة والعجز.
واقعياً لقد انهار واستسلم، ففقد معنوياته وعنجهيته وأحنى ظهره على أمل أن تمر العاصفة من فوقه بسلام، وكأنه أصبح عجوزاً هرماً بين ليلة وضحاها، وقد تصور المحللون والمراقبون، بأن الشلل والتقاعس اللذين أصيب بهما الشاه، لا يعودان فقط إلى ضغط الأحداث، إنما بسبب تفاقم حالته الصحية، مما أفقده الكثير من ردة الفعل والثقة بالنفس.
في تشرين الأول 1978 كان الشاه يجلس يومياً، في مكتبه الفخم المسدل الستائر، حيث لم يعد يتمكن من العمل، لأكثر من ساعتين أو ثلاث يومياً، على أبعد تقدير، لكنه لا ينسى ولا يتقاعس عن تناول الأدوية في مواعيدها بدقة، فيدفعها إلى جوفه مع قليل من المياه المعدنية، المستوردة من فرنسا.
ولم يكن يدير سوى أذن واحدة، إلى مستشاريه السياسيين المتحجرين الذين أكل الدهر عليهم وشرب، وقد بلغ كل منهم من الكبر عتياً لا يشعرون ولا يعرفون ما يحاك في الشوارع والأزقة، أما من كانوا على معرفة تامة بما يدور ويجري في البلاد، من كبار الضواري والكواسر الذين كانت تتألف منهم شلة المدح وجوقة التملق، لعشرات السنين، تخلوا عنه، وابتعدوا كلياً عن زيارة القصر، وقد اتخذوا ما يلزم من الترتيبات لتهريب أموالهم، واللحاق بها إلى الخارج عند اللزوم، وعملياً فإن عملية تهريب رؤوس الأموال إلى الخارج قد أخذت طريقها بسرعة فخلال أقل من شهر، تم تهريب أكثر من مليارين ليرة سترلينية إلى البنوك الأجنبية حيث أودعت تحت أرقام سرية وبأسماء "فنية".
تصاعد الضغط أكثر فأكثر في الشوارع، فأصبح الشاه، معزولاً وحيداص، محجماً كلا يعرف كيف يتصرف، فلم يجد أمامه، سوى السفير الأمريكي’، فكان يتصل به في كل ساعة يسأله النصح والإرشاد للتخفيف من حدة العصيان، فلم يكن من سفير الولايات المتحدة الأمريكية، البلاد الصديقة، التي كانت تزين شوارع عاصمتها وترفع الأعلام الإيرانية وتفرش له أرض المطار بالبسط الحمراء، كلما عنّ له زيارتها للاستجمام والترويح عن لنفس إلا أن شمع الخيط للهرب حالما تسمح له الفرصة بذلك، وقبل فوات الأوان.
نزولاً عن رغبة، ممثل الباب العالي الأمريكي، التيصيغت بشكل نصحية ودية، ترك الشاه البلاد متخلياً عن الحكم، الذي لم يعرف كيف يديره،ولم يحسن الدفاع عنه كما ترك وراءه لقب: شاه شاه، شمس الآريين، فغادر أرض بلاده في السادس عشر من كانون الثاني سنة 1979 ومنذ هذا التاريخ لم يبق له من الحياة، سوى ثمانية عشر شهراً تماما.
الشاه ومراحل النفي والتشرد:
في المرحلة الأولى من التشرد، أمضى الشاه أسبوعاً من الراحة في مصر، ثم تقبل دعوة ملك المغرب، فأمضى في مراكش ثلاثة أسابيع استعاد على أثرها، ظاهرياً بعض صحته، لكنه سرعان ما اكتشف لدى تحسنه لعنقه، تدرناً ملتهباً، ولدى استدعاء الأطباء، اكتشفوا ليده تضخماً في الطحال؛ كما أن خبراً سيئاً جداً، كان بانتظاره، فبعد أن أكد له الرئيس الأمريكي "جيمي كارتر" أنه سيكون على الرحب والسعة في الولايات المتحدة الأمريكية عاد وطلب منه المغادرة والبحث عن مأوى آخر، خوفاً على سفارته ورجالها في طهران، من رجال الثورة الذين أخذوا يهددون منذرين متوعدين.
كما أن تدخل ديفيد روكفلر وهنري كيسنجر صديقي الشاه، لم يجد نفعاً في ثني البيت الأبيض عن قراره وبقاء الشاه في الأراضي الأمريكية، ومن المعتقد أن الرئيس ومؤسسة C.I.A لم يكونوا على علم بخطورة المرض الذي عاني منه ومن هنا لم يسمحوا له سوى بالإقامة مؤقتاً للاستشفاء في إحدىمشافي حزر الباهاما، فنزل في الثلاثين من آذار لكن لم يطل به المقام حتى تململ، إذ أن سلامته لم تكن مضمونة، كما أن ثمن استشفائه كان خيالياً ومستغرباً لقد طلب منه 24000 أربع وعشرون ألف دولار يوميا.
ياللجشع، والاستغلال، ربما كان هذا الثمن يشمل السرية، والتستر علىحقيقة مرضه، إذ شيع بأنه مصاب بنوعبسيط من الأورام السرطانية، وكانوا يحقنونه بأنواع مختلفة من المضادات الحيوية التقليدية، من بعدها أعلنوا عن اكتشافهم ورماً سرطانياً في كبد الشاه مما ساعد على السماح له بالعودة إلى الأراضي الأمريكية، بصورة استثنائية إنسانية، بعد أن كان قد أعلن الرئيس الأمريكي في صيف 1979 بأن استقبال الشاه غير وارد إطلاقاً، وأنه لا يقبل البحث بالأمر؛ لكن هذا الإصرار من قبله لم يكن مراعاة لرجال الثورة في إيران، فقد بل خوفاً من الليبراليين الأمريكيين ومن الحزب الذي ينتمي إليه شخصيا، الحزب الديمقراطي الذي أوصله إلى البيت الأبيض، إذ كان هذا الحزب قد نعت "محمد رضى بهلوي" في أحد اجتماعاته بالمجرم والطاغية.
ولكن جيمي كارتر تغاضى عن رأي اليمين الأمريكي، بمن فيهم الحزب الجمهوري، الذي كان يعتبر الشاه الإيراني حليفاً مخلصاً للولايات المتحدة لكن كارتر لم ينظر إلى الأمر، سوى من جهة واحدة واضعاً نصب عينيه، كسب ود حكام إيران الجدد، وتأمين تدفق نفطهم إلى بلاده.
لكنه وجد نفسه وسط ضغوط وضغوط معاكسة، فقرر لهرب بحجته فرصته السنوية، لكن قبل مغادرته البيت الأبيض، والتي كانت مقررة في العاشر من آب، فوجئ برسالة من شقيقه الشاه، تطلب مراعاة حالة أخيها الصحية، والسماح له بالدخول إلى البلاد للاستشفاء والمعالجة، فما كان من كارتبر إلا إخلاء الساحة واللجوء إلى منتجعه البعيد تاركاً الشقا لمن بقى، فلم يكن من أحد مساعدي وزير الصحة، سوى الرد على الرسالة، بأن الشاه بالحقيقة ليس في خطر، وسينظر في الأمر لدى عودة الرئيس.
وبناء على طلب الشاه، لحق به الطبيبان الفرنسيان اللذان عالجاه في طهران سابقاً، إلى حيث هو حالياً في كرنافيكا، فأخذا أمر معالجته على عاتقهما، وقبل وصولهما أرسل من قبل الإدارة الأمريكية، الدكتور بنجامين هـ. كاين" للتحقق من حالة الشاه، ولدى عودته ورفع تقريره الذي يؤكد فيه إصابة المريض بسرطان الكبد، وذلك في أيلول 1979 مقترحاً معالجته في مركز كورنيل الطبي في نيويورك.
ولدى سماع الرئيس كارتر كلمة سرطان غير رأيه رأساً على عقب وصرح قائلاً" إذا كان ذلك ضرورياً علينا استضافة الشاه ومعالجته فوراً، حتى شفائه التام مهما طال الزمن.
ولدى عودته إلى أمريكا ودخوله المركز الطبي في نيويورك، أجريت له الفحوصات والتحاليل المخبرية المتقدمة، وعقد كبير فريق الأطباء المعالج الدكتور مورتون كولمان مؤتمراً صحفياً، أعلن فيه أن الشاه بحاجة للاستشفاء والمعالجة خلال ستة أشهر على الأقل، وزمن المرجح خلال سنة كاملة، وهنالك على بعد آلاف الكيلومترات في طهران، هاج الإيرانيون وماجوا فاجتاحوا السفارة الأمريكية حيث احتجزوا ثلاثة وخمسين رهينة، معلنين أنهم سيحتفظون بهم حتى تلسم الشاه وإعادته إلى بلاده، للإجابة عن كل ما قام به من أعمال، أمام القضاء والعدالة الثورية.
خلال ذلك كان يجري للشاه، كل ما يلزم من المعالجة وأن الشاه دخل في مرحلة النقاهة، يكتشفون علة جديدة عليهم معالجتها، وكانت الأسابيع والأشهر تمضي بسرعة علماً أنه منذ الرابع من تشرين الثاني، كانت أمريكا بأكملها في حالة اشمئزاز وغضب بخصوص الرهائن في طهران، وتتمنى التخلص من وجود الشاه على أمل التسريع في إطلاق سبيل الرهائن.
من هنا أعلن الأطباء "ديستان وكيف" وطبيب السفارة الأمريكية في المكسيك، أن الأطباء الفرنسيين كانوا يعالجون الشاه بشكل صحيح ومرضي، ولأسباب بقيت مجهولة طلب الشاه من كارتر في نهاية 1979 إرسالة من جديد إلى المكسيك، ولكن في أثناء الطيران كان على الطائرة، أن تهبط في التكساس، في سان أنطونيو.
في هذه المرة، جاء دور المكسيكيين الذين أغلقوا أبوابهم في وجهه، خشية أن يصيب موظفي سفارتهم في طهران، ما أصاب موظفي السفارة الأمريكية من حجز وارتهان.
باناما تقبل استضافة الشاه المحتضر:
بعد هبوط الطائرة التي تقل الشاه المريض، في تكساس اضطرارياً نشطت الاتصالات الديبلوماسية على أعلى المستويات، وجميع الاجاهات فلم يجدوا سوى بناما تقبل باستضافة المليك المشرد، ولم يعد فقط الهارب الذي وضع ثمناً لرأسه، بل أصبح رجلاً بائساً يشعر أن الحياة تغادر جسده المسجى تدريجيا.
في آذار 1980 أعلم الشاه المنفي بأن الحكومة البانامية تتهيأ للتسليم تحت الضغوط الإيرانية، وتقوم بالإجراءات اللازمة لإخراجه من بلادها، ربما كان ذلك مجرد إشاعات، تنشرها طهران للتأثير سلباً على صحته، وقد أعلن له الأطباء أن استئصال الطحال أصبح ضرورياً ومن الممكن إجراء العملية محلياً، وبردة فعل ملكية، طلب الشاه أن تجري له الجراحة على يد الدكتور ميكائيل اليس دبغي، من هيوستن تكساس، وهو نجم جراحة القلب، الذي عالج الكثير من الكبار والحكام.
رغم أن هذا الطبيب، لم يكن أخصائياً، في الجراحة الداخلية، فقد سارع ملبياً رغبة الشاه، ولدى وصوله وجرياً على عادته في الهجوم والمشاكسة لم يترك الفرصة تفوته، فأحدث ضجة كبيرة بإعلانه أن مريضه الكبير، لا يلقى العناية والمعالجة المناسبتين، كما قلل من فعالية الحماية المتخذة لسلامة مريضه فقرر نقله إلى بلاد أخرى.
من جديد انطلقت النداءات وطلبات الرحمة والشفقة، وللمرة الثانية لبى الرئيس المصري أنور السادات طلب الضيافة، وكان على الدكتور "دبغي" إجراء الجراحة في القاهرة، في 28 آذار 1980 اسئصل الطحال، وبالفعل كان متضخماً كثيراً إذ بلغ وزنه كيلوين اثنين، ومنذ تلك اللحظة لم يعرف الراحة، فمن جراحة إلى جراحة، ومن نزيف إلى أعنف وكان حوله عشرة من أكبر الأطباء والأخصائيين، سبعة مصريين، وثلاثة فرنسيين، لكن رصاصة الرحمة كانت بالنسبة إليه ذبحة قلبية قاتلة، فأسلم الروح في الساعة التاسعة وخمسين دقيقة، من يوم الأحد الواقع في 27 تموز سنة 1980 هكذا تذهب الأمجاد الدنيوية.
للمشاهدة الاجزاء الاخرى تابع منتديات عيت ارفاد التميمى قسم الثقافة
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
المرتجع حنتوش- مشرف قسم المنتدي العام
-
عدد المشاركات : 21264
العمر : 32
رقم العضوية : 121
قوة التقييم : 41
تاريخ التسجيل : 10/04/2009
رد: مرضى حكموا العالم (محمد رضى شاه إيران MOHAMMAD REZA, SHAH D'
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: مرضى حكموا العالم (محمد رضى شاه إيران MOHAMMAD REZA, SHAH D'
يوم مع شاه ايران ولا 10سنين مع الخميني
شكرا ستار
شكرا ستار
كوجا جينوسكي- فريق
-
عدد المشاركات : 2547
العمر : 43
رقم العضوية : 8813
قوة التقييم : 3
تاريخ التسجيل : 11/12/2011
رد: مرضى حكموا العالم (محمد رضى شاه إيران MOHAMMAD REZA, SHAH D'
شكرا للموضوع الرائع والمتميز..وفقكم الله
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
مواضيع مماثلة
» مرضى حكموا العالم
» مرضى حكموا العالم (فرنسوا ده فاليه FRANCOIS DUVALIER)
» مرضى حكموا العالم 7(قسطنطين تشرنانكو KONSTANTIN CHERNENKO)
» مرضى حكموا العالم (فرديناند مركوس FERDINAND MARCOS)
» مرضى حكموا العالم (جورج بومبيدو GEORGES POMPIDOU) جزء 5
» مرضى حكموا العالم (فرنسوا ده فاليه FRANCOIS DUVALIER)
» مرضى حكموا العالم 7(قسطنطين تشرنانكو KONSTANTIN CHERNENKO)
» مرضى حكموا العالم (فرديناند مركوس FERDINAND MARCOS)
» مرضى حكموا العالم (جورج بومبيدو GEORGES POMPIDOU) جزء 5
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» ما ميزات شبكات "Wi-Fi 8" المنتظرة؟
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» رد فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
اليوم في 8:04 am من طرف STAR
» هل تعاني من الأرق؟ طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:00 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR