إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
من هو المثقف ؟؟؟
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من هو المثقف ؟؟؟
من هو المثقف؟ وما هى الثقافة؟
نستعمل هذه الأيام بوفرة وافرة كلمات عريقة مثل "الثقافة "و "الحضارة", ثم ظهرت كلمات أكثر شبابا ولمعانا مثل "المعلوماتية"و"الشفافية", وما بين هذا وذاك تقفز كلمات أقل انتشارا وغموضا مثل "المدنية و "العمران" كل هذه الكلمات تحتاج إلى وقفة تتساءل: هل نحن متفقون على ما نعنيه بهذه الكلمات؟ وهل نفهم بعضنا البعض ونحن نستعملها؟ نبدأ بأشهر هذه الكلمات "الثقافة".
ماذا نقصد بهذه الكلمة "الثقافة"؟. وهل المجلس الأعلى للثقافة (مثلا) مجلس مثقفين (بتشديد القاف وفتحها) أم هو مجلس مثقفين (بتشديد القاف وكسرها) ؟ وهل استعمال كلمة ثقافة يشير إلى ما تشير إليه كلمة "مثقفون" أم أن الاختلاف قائم حسب السياق؟
أصل الكلمة العربية "ثقف", لا يفيد كل الاستعمالات الأحدث لتشكيلاتها. "ثقف": (تعني) "صار حاذقا فطنا," و"ثقف" الشيء ظفر به (واقتلوهم حيث ثقفتموهم) أما "الثقافة" بمعني: العلوم والمعارف والفنون التى يـطلب فيها الحذق فهى مـحدثة (الوسيط).
هذا التوجه المعجمى الأحدث هو الاستعمال الشائع لألفاظ الثقافة والمثقفين. لكن للأمر وجوه أخري. الكلمة المقابلة بالإنجليزية (وبالفرنسية) Culture تحمل نفس الإشكالة تقريبا, فهى من ناحية (1) تعنى هذا النشاط الذى يقوم به صفوة من الذهنيين المتميزين الحاذقين المبدعين, ومن ناحية أخرى (2) تشير إلى صفات مشتملة لمجموعة من الناس تجمعهم لغة واحدة ويحيط بهم وسط اجتماعى وبيئى معين. وقد بدأ استعمال لفظ"الثقافة" فى العربية بالمعنى الأول (الصفوة الحاذفة الماهرة المبدعة) ثم امتد استعماله إلى المعنى الثانى (الوعى المحيط المميز لمجموعة من البشر), فماذا يفعل القارئ العادى وهو يتلقى المعنيين متداخلين دون تمييز ؟ مثلا: حين نخاطب القارئ العادى بتعبيرات مثل:"مستقبل الثقافة" أو"تطور الثقافة ", أو" صفحة الثقافة", أو "أزمة المثقفين" أو "اغتراب المثقفين", هل هذا المعنى هو نفس المعنى الذى نعنيه ونحن نقول "ثقافة العولمة" أو "ثقافة المعلوماتية" أو حتى "ثقافة الأغنية الهابطة" و"ثقافة الإنترنت"؟
الثقافة بالمعنى الأحدث هى جماع وعى مجموعة من الناس فى بقعة جغراية معينة , فى فترة تاريخية بذاتها, وجماع الوعى هذا يشمل اللغة والعادات والأعراف والتقاليد والقيم والدين, وغلبة أنواع بذاتها من نشاطات ملء الوقت وتوجهات الإنجاز. نلاحظ أن كل هذا لا يشير من قريب أو بعيد إلى "فئة بذاتها", ولا إلى أى خصوصية فى الحذق والفطنة. وبالتالى فهو لا يفيد تحديد "صفوة ما, هذا معنى يسمح لأى منتم لثقافة بذاتها أن يكون مشروع مثقف, لأن المثقف من خلال هذا التحديد" "هو أى واحد يستطيع أن يستوعب وعى جماعته ويمثلهم فى نفس الوقت. هو نموذج لجماعته ولسانها, ما ظل يصدق فى الانتماء لها بقدر ما يساهم فى تحديد هويتها .
المثقف إذن هو أى شخص بأى درجة من التعليم والتحصيل (يمكن أن يكون أميا نابها) يستطيع أن يساهم فى الإحاطة بما ينتمى إليه , ومن ينتمى إليهم, كما يستطيع أن يشارك فى دفع عجلة حياته وحياتهم إلى ما يمكن أن يكونوه, وهو معهم, ومنهم.
من هذا المنطلق يتسع مفهوم المثقف بشكل إيجابى، وينزل عن كرسيه الأعلى إلى بؤرة وعى الناس. فلا تصبح صفة المثقف قاصرة على وصف صفوة متميزة, تكاد تنفصل, بوعى أو بغير وعى، عن عامة الناس حتى لو كتبوا عنهم فى قصة أو رسموهم فى لوحة, أو نظموهم فى قصيدة, إننا لو رضينا أن يقتصر لفظ "المثقف" على فرد من تلك الفئة التى تطلق على نفسها (فنطلق عليها) هذه الصفة "المثقفين" فإننا نستبعد بذلك عامة الناس, وفى النهاية نجد أنفسنا قد صنعنا فئة من الذهـنـيـن Intellectuals لا أكثر. وهى فئة لها العديد من المميزات والفضل, لكن ذلك لا يعطيها الحق فى أن تصدر أحكاما , وتقود توجها ما دامت منفصلة عن المشاركة المباشرة المواكب لنبض وعى الناس إلا من خلال تشكيلات رمزية على ورق, أو تنويعات لونية أو صوتية فى لوحة أو نغم.
حين يكون مشروع المثقف هو أى واحد من الناس, ينفتح الباب أمام كل الناس, كل فى مجاله وفى جماعته, لتعميق وعى الجماعة وتطويرها. هذا دور منوط بكل عالم, وسياسى، وإعلامى، وتربوى، وواعظ, وحرفى، وعامل, يمارس وجوده بوعى يقظ, وعى لا يكف عن التساؤل والإضافة, وهو يمارس دوره الفاعل فى جماعته.
يكاد دور هذا الفرد (المثقف: بمعنى الشخص الواعى المنتمى الفاعل) أن يكون اقتداء بدور الرسل عليهم السلام وهم يبلغون رسالات ربنا لإنقاذ البشرية من التخثر وإنقاذ النوع الإنسانى من الانقراض. الفرق الجوهرى هو أن دور هذا المثقف المقتدى بالرسل عليهم السلام هو أنه فرد عادى، يقوم بدوره الهام جدا فى دائرته الصغيرة تماما, وهو ليس مكلفا تحديدا من قبل رب العالمين بهداية كافة البشر, لكن إسهاماته الفاعلة, ووعيه النشط, تضعه فى مصاف عباد الله الذى فهموا معني: حمل الأمانة, وتحمل المسئولية. فحملها وهنا على وهن, ينقذ بها نفسه وناسه حتى لا يمضى ظلوما جهولا.
نستعمل هذه الأيام بوفرة وافرة كلمات عريقة مثل "الثقافة "و "الحضارة", ثم ظهرت كلمات أكثر شبابا ولمعانا مثل "المعلوماتية"و"الشفافية", وما بين هذا وذاك تقفز كلمات أقل انتشارا وغموضا مثل "المدنية و "العمران" كل هذه الكلمات تحتاج إلى وقفة تتساءل: هل نحن متفقون على ما نعنيه بهذه الكلمات؟ وهل نفهم بعضنا البعض ونحن نستعملها؟ نبدأ بأشهر هذه الكلمات "الثقافة".
ماذا نقصد بهذه الكلمة "الثقافة"؟. وهل المجلس الأعلى للثقافة (مثلا) مجلس مثقفين (بتشديد القاف وفتحها) أم هو مجلس مثقفين (بتشديد القاف وكسرها) ؟ وهل استعمال كلمة ثقافة يشير إلى ما تشير إليه كلمة "مثقفون" أم أن الاختلاف قائم حسب السياق؟
أصل الكلمة العربية "ثقف", لا يفيد كل الاستعمالات الأحدث لتشكيلاتها. "ثقف": (تعني) "صار حاذقا فطنا," و"ثقف" الشيء ظفر به (واقتلوهم حيث ثقفتموهم) أما "الثقافة" بمعني: العلوم والمعارف والفنون التى يـطلب فيها الحذق فهى مـحدثة (الوسيط).
هذا التوجه المعجمى الأحدث هو الاستعمال الشائع لألفاظ الثقافة والمثقفين. لكن للأمر وجوه أخري. الكلمة المقابلة بالإنجليزية (وبالفرنسية) Culture تحمل نفس الإشكالة تقريبا, فهى من ناحية (1) تعنى هذا النشاط الذى يقوم به صفوة من الذهنيين المتميزين الحاذقين المبدعين, ومن ناحية أخرى (2) تشير إلى صفات مشتملة لمجموعة من الناس تجمعهم لغة واحدة ويحيط بهم وسط اجتماعى وبيئى معين. وقد بدأ استعمال لفظ"الثقافة" فى العربية بالمعنى الأول (الصفوة الحاذفة الماهرة المبدعة) ثم امتد استعماله إلى المعنى الثانى (الوعى المحيط المميز لمجموعة من البشر), فماذا يفعل القارئ العادى وهو يتلقى المعنيين متداخلين دون تمييز ؟ مثلا: حين نخاطب القارئ العادى بتعبيرات مثل:"مستقبل الثقافة" أو"تطور الثقافة ", أو" صفحة الثقافة", أو "أزمة المثقفين" أو "اغتراب المثقفين", هل هذا المعنى هو نفس المعنى الذى نعنيه ونحن نقول "ثقافة العولمة" أو "ثقافة المعلوماتية" أو حتى "ثقافة الأغنية الهابطة" و"ثقافة الإنترنت"؟
الثقافة بالمعنى الأحدث هى جماع وعى مجموعة من الناس فى بقعة جغراية معينة , فى فترة تاريخية بذاتها, وجماع الوعى هذا يشمل اللغة والعادات والأعراف والتقاليد والقيم والدين, وغلبة أنواع بذاتها من نشاطات ملء الوقت وتوجهات الإنجاز. نلاحظ أن كل هذا لا يشير من قريب أو بعيد إلى "فئة بذاتها", ولا إلى أى خصوصية فى الحذق والفطنة. وبالتالى فهو لا يفيد تحديد "صفوة ما, هذا معنى يسمح لأى منتم لثقافة بذاتها أن يكون مشروع مثقف, لأن المثقف من خلال هذا التحديد" "هو أى واحد يستطيع أن يستوعب وعى جماعته ويمثلهم فى نفس الوقت. هو نموذج لجماعته ولسانها, ما ظل يصدق فى الانتماء لها بقدر ما يساهم فى تحديد هويتها .
المثقف إذن هو أى شخص بأى درجة من التعليم والتحصيل (يمكن أن يكون أميا نابها) يستطيع أن يساهم فى الإحاطة بما ينتمى إليه , ومن ينتمى إليهم, كما يستطيع أن يشارك فى دفع عجلة حياته وحياتهم إلى ما يمكن أن يكونوه, وهو معهم, ومنهم.
من هذا المنطلق يتسع مفهوم المثقف بشكل إيجابى، وينزل عن كرسيه الأعلى إلى بؤرة وعى الناس. فلا تصبح صفة المثقف قاصرة على وصف صفوة متميزة, تكاد تنفصل, بوعى أو بغير وعى، عن عامة الناس حتى لو كتبوا عنهم فى قصة أو رسموهم فى لوحة, أو نظموهم فى قصيدة, إننا لو رضينا أن يقتصر لفظ "المثقف" على فرد من تلك الفئة التى تطلق على نفسها (فنطلق عليها) هذه الصفة "المثقفين" فإننا نستبعد بذلك عامة الناس, وفى النهاية نجد أنفسنا قد صنعنا فئة من الذهـنـيـن Intellectuals لا أكثر. وهى فئة لها العديد من المميزات والفضل, لكن ذلك لا يعطيها الحق فى أن تصدر أحكاما , وتقود توجها ما دامت منفصلة عن المشاركة المباشرة المواكب لنبض وعى الناس إلا من خلال تشكيلات رمزية على ورق, أو تنويعات لونية أو صوتية فى لوحة أو نغم.
حين يكون مشروع المثقف هو أى واحد من الناس, ينفتح الباب أمام كل الناس, كل فى مجاله وفى جماعته, لتعميق وعى الجماعة وتطويرها. هذا دور منوط بكل عالم, وسياسى، وإعلامى، وتربوى، وواعظ, وحرفى، وعامل, يمارس وجوده بوعى يقظ, وعى لا يكف عن التساؤل والإضافة, وهو يمارس دوره الفاعل فى جماعته.
يكاد دور هذا الفرد (المثقف: بمعنى الشخص الواعى المنتمى الفاعل) أن يكون اقتداء بدور الرسل عليهم السلام وهم يبلغون رسالات ربنا لإنقاذ البشرية من التخثر وإنقاذ النوع الإنسانى من الانقراض. الفرق الجوهرى هو أن دور هذا المثقف المقتدى بالرسل عليهم السلام هو أنه فرد عادى، يقوم بدوره الهام جدا فى دائرته الصغيرة تماما, وهو ليس مكلفا تحديدا من قبل رب العالمين بهداية كافة البشر, لكن إسهاماته الفاعلة, ووعيه النشط, تضعه فى مصاف عباد الله الذى فهموا معني: حمل الأمانة, وتحمل المسئولية. فحملها وهنا على وهن, ينقذ بها نفسه وناسه حتى لا يمضى ظلوما جهولا.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: من هو المثقف ؟؟؟
منور على مرورك على موضوعى
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: من هو المثقف ؟؟؟
المثقف هو:
مجــــــــــدى المرتجع...مشكور ولد سيدى
مجــــــــــدى المرتجع...مشكور ولد سيدى
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
بوفرقه- مراقب
-
عدد المشاركات : 34697
العمر : 58
رقم العضوية : 179
قوة التقييم : 76
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
رد: من هو المثقف ؟؟؟
شكراً..موضوع رائع
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» الف مبروك يا المثقف
» مولود جديد __مبروك يا المثقف
» واخيرا عاد.. المثقف ..بعد غيبه طويله
» من المثقف العربي؟ وماذا نريد منه ؟
» المثقف الليبي والمرحلة الانتقالية
» مولود جديد __مبروك يا المثقف
» واخيرا عاد.. المثقف ..بعد غيبه طويله
» من المثقف العربي؟ وماذا نريد منه ؟
» المثقف الليبي والمرحلة الانتقالية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR