بايدن يرى في النظام السوري تهديدا للاستقرار وإذكاء للعنف الط

نائب الرئيس الأميركي جو بايدن

أبلغ نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الرئيس التركي عبدالله غول
خلال اجتماع في أنقرة ، بأن الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه يشكلان مصدرا
لعدم الاستقرار في المنطقة، وخطرا بتأجيج نيران النزاع الطائفي ليس في
سوريا وحسب بل في المنطقة بأسرها، وفقا لما ذكره مكتبه الإعلامي السبت.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أميركي رسمي قوله إن بايدن لفت
الانتباه إلى أن الهدف الأول لبلاده هو دفع النظام السوري إلى وقف قتل
المدنيين وأن يترك الأسد السلطة.

وكان بايدن قد أعلن في مقابلة مع صحيفة حـُريات التركية الجمعة إن موقف
الولايات المتحدة واضح بشأن حث النظام السوري على وقف عمليات القتل ضد شعبه
وتخلي الأسد عن منصبه فورا والتوصل إلى نقل للسلطة بطريقة سلمية.

من جانبه، طالب رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون بأن تصبح
المساعدة الدولية للمحتجين على النظام السوري جماعية وملموسة بصورة أكثر.

وقال غليون من العاصمة البلغارية صوفيا إن العمل الجماعي من قبل
المجموعة الدولية سيكون قادراً على إقناع ما وصفه "بالمافيا السورية" التي
تتولى السلطة اليوم، بمغادرة البلاد أو التنازل أمام نضال الشعب السوري.

وأوضح غليون إنه التقى في الفترة الأخيرة رياض الأسعد قائد الجيش السوري
الحرّ الذي أكد له أن حوالي 20 ألف منشق التحقوا به.

وأكد غليون أن المجلس لا يريد حربا أهلية ولا شن هجمات على الجيش
السوري، مضيفا أن المجلس يريد أن تقتصر تحركات الجنود المنشقين على الدفاع
عن أنفسهم وحماية المتظاهرين السلميين.

وختم غليون بالقول، إن الهدف هو تنظيم جميع العناصر المسلحة في قوة
واحدة حتى يتم بعد التحرير السيطرة على الوضع بشكل سريع وسلس.

بدوره، أكد قائد الجيش السوري الحرّ العقيد رياض الأسعد أن اللقاء الذي
ضمه ورئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون خرج بنتائج ايجابية من شأنها
أن توحد جهود المعارضة السياسية والعسكرية على حد سواء، وقال لـ"راديو سوا"
إن الانشقاقات داخل الجيش السوري تزداد بشكل مضطرد.

وأضاف "حكينا بصراحة ونوقشت الأمور بشكل جيد، وشكلنا لجنة لمتابعة
القضايا التي اتفقنا عليها. موضوع الانشقاقات يتزايد بشكل يومي ووصل إلى 20
ألفا وكلهم منظمين ضمن كتائب موجودة في كل محافظات سوريا ويعملون على
الأرض كل في منطقته."

ونفى الأسعد تلّقي الجيش السوري الحرّ أي دعم عسكري من أي جهة عربية أو
دولية، وأكد عبر "راديو سوا" أن سقوط النظام في سوريا بات حتميا.

وأوضح "لا نتلقى أي دعم من أي أحد، بإمكانياتنا الخاصة ودعمنا من شعبنا
فقط، لا أي دولة حتى الآن تدعمنا لا عسكريا ولا أمنيا ولا اقتصاديا، لم
نتلق دعما من أي جهة في العالم."

وتابع الأسعد "النظام بدأ ينهار من الداخل، الجنود منهكين تماما،
ونفسياتهم متعبة والانشقاقات تكثر وبشكل يومي، ونعول على ذلك وإن شاء الله
النصر قريب."

وقال الأسعد إن النظام السوري يقوم باللعب على وتر الطائفية حتى يبقى في
سدة الحكم "ليس هناك طائفية في سوريا، النظام يلعب على وتر الطائفية، نحن
نحترم كل الطوائف، والنظام يخوف الناس بالطائفية حتى يستمر في الحكم، نحن
نرفض الطائفية وكل الشعب السوري يرفضها."

وأوضح الأسعد أن الشعب السوري بحاجة إلى الدعم العسكري اللازم للإطاحة
بالنظام "الشعب السوري قادر على إسقاط هذه النظام ولكن إذا توفرت له
الإمكانيات اللازمة أو السلاح اللازم، نحن قادرين على إسقاط النظام من
الداخل ونحتاج إلى مساعدة العالم والدول عسكريا فقط، حتى يقدمون لنا السلاح
والدعم اللوجستي حتى نكون قادرين على إسقاطه، لن نحتاج إلى تدخل عسكري على
الأرض في سوريا أبدا،" مؤكدا قدرة الجيش الحرّ على ضبط الأوضاع الأمنية
فور الإطاحة بنظام الأسد.

تعطيل وتعويل

وفي سياق متصل، أكدت بسمة قضماني المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري،
وقوف الجامعة العربية والمجتمع الدولي إلى جانب مطالب المحتجين المشروعة
باستثناء روسيا والصين.

وأعربت في لقاء مع "راديو سوا" عن ذلك بقولها "نحن نرى أن هناك اتفاقا
وإجماعا على الموقف من سوريا وعلى إدانة ما يجري من قمع وقتل داخل المجتمع
الدولي، إن كان من جانب الدول العربية أو الإقليمية منها، من تركيا وإلى
الدول الغربية. ولكن هذا الإجماع والتوافق الدولي غير قادر على أن يترجم
نفسه من خلال مجلس الأمن والأمم المتحدة وذلك بسبب التعطيل الذي يجري من
طرف روسيا بشكل أساسي والصين بشكل أقل، ولكن هذا الموقف الدولي أنا أراه
ونحن نراه متفقا تماما على أن النظام السوري لم يعد له أي شرعية وأن على
المجتمع الدولي أن ينزع هذه الشرعية تماما عنه وأن يعاقبه وأن يضيق الخناق
عليه."

وترى قضماني إن عدم انضمام روسيا والصين إلى قافلة الدول الداعمة لمطالب
الشارع السوري في مجلس الأمن يؤخر عملية التغيير المؤكدة، معوّلة على
الدور العربي والتركي في حل الأزمة السورية.

ولفتت المتحدثة باسم المجلس الانتباه إلى أهمية التناغم بين الموقفين
الإقليمي والدولي لفرض آلية ضغط عملية على النظام وإنقاذ الشعب السوري.

ميدانيا، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 18 شخصا برصاص قوات
الأمن خلال تظاهرات معارِضة للنظام وحملة مداهمات في عدد من المناطق.

وتأتي هذه التطورات غداة إدانة مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان النظام
السوري، بسبب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

وقال نشطاء إن اشتباكات بين قوات الأمن وجنود منشقين في شمال سوريا
أثناء الليل أسفرت عن سقوط 12 قتيلا من الجانبين إلى جانب ثلاثة مدنيين في
ساعة مبكرة من صباح السبت.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات اندلعت في منتصف الليل
تقريبا في مدينة إدلب في الشمال قرب الحدود التركية.

وأشار المرصد إلى سقوط سبعة قتلى من قوات الجيش والأمن التابعة للنظام،
بينهم ضابط بالإضافة مقتل ثلاثة مدنيين وخمسة من الجنود المنشقين.

وتصاعدت حدة الاشتباكات مع تصدي محتجين لقوات الأمن الموالية للرئيس
بشار الأسد الذي يسعى لقمع حركة الاحتجاج ضد حكمه التي تفجرت قبل ثمانية
أشهر.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من أربعة آلاف لقوا حتفهم منذ اندلاع
الاحتجاجات في مارس/آذار الماضي ضد حكم أسرة الأسد المستمر منذ41 عاما،
وتصف العنف في سوريا بأنه أشبه بحرب أهلية.

في المقابل، تقول السلطات السورية إنها تقاتل مجموعات إرهابية مدعومة من
الخارج تحاول إشعال فتيل حرب أهلية، وتضيف أن هذه المجموعات قتلت نحو1100
من الجنود ورجال الشرطة خلال ثمانية أشهر.

وتواجه سوريا عزلة دولية وإقليمية متزايدة مع مطالبة منظمات منها
الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي إلى جانب الولايات المتحدة، بوقف نزيف
الدم وإجراء محادثات مع معارضيها كما فرضت عليها عقوبات اقتصادية لرفضها
وقف إراقة الدماء وبدء حوار يهدف لحل الأزمة سلميا.