أهالي المفقودين يطالبون ببذل المزيد من الجهود لمعرفة مصير أب

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-12-09, 8:58 pm

أهالي المفقودين يطالبون ببذل المزيد من الجهود لمعرفة مصير أبنائهم المجهول

كشفت تقارير منظمات حقوقية ودولية عن وقوع انتهاكات واعتداءات مورست بوحشية في كافة المدن الليبية، حيث أشارت تلك التقارير إلى أنه ومنذ اندلاع ثورة السابع عشر من فبراير قام النظام الليبي السابق بعمليات قتل واغتصاب وخطف لآلاف من المدنيين العزل، بالإضافة إلى تزايد أعداد المفقودين الذين أضحوا بعد عملية التحرير مجهولي المصير.
وفي هذا السياق أوضح منسق وحدة البحث عن المفقودين والأسرى، عمر بودبوس، أنه ومنذ تحرير المدن تمكن أكثر من 670 شخصاً مفقوداً من العودة إلى ذويهم وهناك 80 مفقوداً تبين أنهم استشهدوا خلال الاشتباكات مع الكتائب، فيما يبقى مصير 400 مفقود مجهول ولا تملك عائلاتهم أية معلومات عنهم، وأنه كل يوم يكتشف مقابر جماعية تحوي عددا من المفقودين الذين تم التعرف على جثثهم من قبل ذويهم.
ومن جهتها ذكرت منسقة الشؤون الإدارية بمكتب المفقودين بنغازي، سالمة رمضان هويدي، لصحيفة قورينا الجديدة، بأن عدد المفقودين منذ اندلاع الثورة وصل إلى 1000 مفقود، لكنه بعد بتحرير طرابلس، وفتح سجن أبوسليم عادوا إلى أهلهم فأصبح العدد 420 مفقوداً، موضحة أن أغلبهم من المدن الغربية في كل من “مصراتة والزنتان وبني وليد”.
واستطردت قائلة:”لكن العدد الأكبر من المفقودين كان من المنطقة الشرقية، خصوصاً عند دخول رتل القذافي لمدينتي بنغازي وإجدابيا”.
وأشارت المنسقة، إلى أن هناك مجموعة من المفقودين تعرّفت عليهم عائلاتهم في المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في البريقة ورأس لأنوف، وكانت ملامحهم واضحة، وكذلك وجود بطاقة شخصية كانوا يحملونها معهم.
حصيلةالمفقودين
وتابعت هويدي تقول: “إن هذا العدد من المفقودين ليس الحصيلة النهائية، بل كل يوم يأتي إلينا شخص لديه قريب أو أخ مفقود”.
وعلى خلفية اعتصام عدد من أهالي المفقودين الذي طالبوا الجهات المعنية بتقرير يكشف مصير أبنائهم، أكدت منسقة اعتصام أسر المفقودين، عائشة إدريس المجبري، أنه ومنذ أشهر وأهالي المفقودين يقومون بمجهودات من أجل معرفة مصير أبنائهم، وقد طالبوا المجلس الانتقالي بالتدخل لحل هذه القضية.
وأشارت إلى أن الأهالي هم من يقوموا بعملية البحث عن أبنائهم بأنفسهم بعد أن تجاهلهم المجلس ومكتبه التنفيذي، وعلمنا أن جميع المقابر الجماعية قد تم تحديد أماكنها.
واسترسلت تقول: “لكن تكمن المشكلة في عملية تحليل “”DNAرغم توفر المتخصصين من ذوي خبرة في التعامل مع هذا النوع من التحاليل”… لدينا ابن يبلغ من العمر 30 عامًا يعمل مهندسًا فقد أثناء الاشتباكات مع فلول القذافي بمدينة البريقة وكانت آخر مكالمة تلقتها الأم من ابنها بتاريخ 13/3/2011″.

وتتابع أم المفقود حديثها قائلة: “فوجئت برقم ابني يتصل بي وحين قمت بالرد على المكالمة وأنا متلهفة لسماع صوته، سمعت متحدثاً يقول لي: “قتلنا ابنكم الجرذ، ورمينا جثته أمام جامعة النجم الساطع”، ومن ثم انقطع الاتصال.
وأضافت الأم المكلومة في وليدها:”وبعد فترة تكرر المشهد مع عدد من الأقارب المدونة أسماؤهم بهاتف ابني وقد تلقوا نفس المكالمة وأخبرهم المتصل أنهم تمكنوا منّا وتلفظ بكلمات بذيئة نترفع عن ذكرها”.
وتطالب المجبري، من المجلس الوطني الانتقالي بتكليف لجنة للتحري والبحث، والقيام بتحليل (DNA) للتعرف على هوية أصحاب الجثث التي يتم العثور عليها في المقابر الجماعية.

وفي نفس السياق، تحدث والد الفقيد علي الزوي أن ابنه أصيب خلال انفجار وقع بمعسكر الرجمة وبعد تلقيه العلاج التحق برفاقه الثوار المرابطين بجبهة البريقة ومنذ 13/3/ 2011 انقطعت أخباره ولم نتمكن من معرفة مصيره.

ويضيف والد المفقود: “وعلى الرغم من المحاولات التي قامت بها العائلة من أجل معرفة ما إذا كان “علي” على قيد الحياة أو أنه استشهد في سبيل وطنه.. هذا شرف ناله أبناء ليبيا، ولن يكون ابننا أقل منهم تضحية.. نريد أن نعرف مصيره ولا اعتراض على قضاء الله”.
وتقول منال حسين: “زوجي “علي محمد” اختفى برفقة صديقه الصحفي الأمريكي “ماثيو” ومعهم خمسة آخرون من رفاقه الثوار، الذين يعملون بشركة سرت.. لقد كان متوجهاً إلى مقر الشركة بالبريقة لحمايتها من عمليات النهب والسرقة، وآخر مكالمة تلقيتها كانت بتاريخ 12/3/2011 م”.
وتابعت الزوجة حديثها قائلة:” حاولت الاتصال أكثر من مرة، ولكن تم قفل هاتفه، وبعد فترة على اختفائه اتصل بي شخص على هاتفه واخبرني أن “علي” خائن وتم قتله”.
وأضافت:”جاءت لجنة خاصة من أمريكا للتحقيق في الموضوع، لأن زوجي معه صحفي أمريكي وحققت اللجنة معنا عن طريق إدارة الأزمات واهتم بنا الهلال الأحمر والصليب الأحمر وبعد تحرير السجون بطرابلس اتضح أن الصحفي الأمريكي على قيد الحياة ومنها سألته عن زوجي فأبلغني أنه لا يتذكر شيئاً من الماضي لأنه فقد الذاكرة وكان آخر ما يتذكره أن الكتائب قامت بتوقيف السيارة التي كانوا يستقلونها، وما حدث بعد ذلك لم يتمكن الصحفي من تذكره”.
وأضافت زوجة المفقود قائلة:”قدمت مذكرة للمجلس بأن الصحفي الأمريكي موجود هنا في ليبيا وأريد توثيق الموضوع الذي تحدث عنه بخصوص زوجي مرت عشرة أيام لم يتم الاتصال بالصحفي، حتى الآن.. أريد معرفة ماذا حل بزوجي هذا كل ما نطلبه معرفة مصيرهم وماذا حل بهم”.
وتقول أسماء نورالدين، إن شقيقها وزوج شقيقتها فقدا عند دخول الكتائب لمدينة البريقة، “إن المجلس لم يهتم بملف المفقودين.. نطالب المسؤول عن ملف المفقودين بإيجاد حل جذري لهذه المعاناة.. نريد معرفة مصير أبنائنا أحياء كانوا أم أموات.. مطلبنا الأساسي البحث والكشف عن المقابر الجماعية الموجودة والمنتشرة في كافة المدن، من أجل هؤلاء الذين خرجوا للدفاع عن ليبيا”.
ويقول شقيق المفقود طارق الشكري: “لا نعرف سبب الإهمال بملف المفقودين.. لم يتطرق أي مسؤول إلى ملف المفقودين.. ذهبنا إلى طرابلس وتحدثنا عدة مرات عن ضرورة الاهتمام بمصير المفقودين، وقد اتضح بأن هناك هيأة اسمها “هيأة المفقودين بطرابلس” مكلفة من المكتب التنفيذي وعملها محدد في طرابلس، ولكن عند التوجه إليها اخبرنا أنهم يعملون بمجهودات ذاتية ولا يملك أي دعم مادي لتكوين فريق بحث من خبراء ومختصين وتحليل الجثث، بالرغم من أن تكليفه جاء من المكتب التنفيذي.
غياب التعاون
ومن جانبه يقول شعيب موسى علي:” ابني صهري من ضمن المفقودين ولا يوجد أي تعاون مع الجهات المعنية.. آخر معلومة وصلتنا كما يقول والد المفقود أنهم موجودون بسجن أبوسليم، ولكن بعد تحرير طرابلس والسجن وخروج جميع السجناء فقدنا الأمل في أن يكونا على قيد الحياة ومهما كان مصيرهم من المفترض أن يتم إعلامنا به”.
وفي السياق نفسه يقول عبدالحميد عثمان:” ابن عمي، والذي يتبع كتيبة شهداء ليبيا الحرة اختفى منذ فترة ولم نتمكن من معرفة مصيره”.
ويضيف: “علمنا بوجود مقابر جماعية بمنطقة بشر، ولكن تبين أن الجثث محللة وغير واضحة الملامح.. ليس لدينا أي مطالب مادية كل ما نطلبه تحديد مصير أبنائنا المفقودين، وإذا كانوا على قيد الحياة، فلماذا لم يعودوا إلى ذويهم حتى الآن؟ وإذا كانوا قد نالوا شرف الشهادة في سبيل الله والوطن فهذا واجبهم لم يطلبوا من أجله المال أو المزايا.
إبراهيم علي الورفلي البالغ من العمر (28عاما) غادر منزله يوم 8/3/2011م بصحبة ابن عمته (على ) متوجهين للقتال مع قوات الثوار بعد أن تلقوا تدريباً عسكرياً في إحدى معسكرات الثوار، ويروى شقيق المفقود، أن إبراهيم ورفاقه توجهوا إلى راس لأنوف حيث كانت معارك ضارية مع كتائب القذافى.
وانقطعت جميع وسائل الاتصال به يوم الجمعة 11/3/2011م تردد شقيق المفقود على جميع المستشفيات والمشارح كما توجه إلى المنظمات غير الحكومية وحط به الرحال نحو العاصمة طرابلس بعد أن تم تحريرها عله كما يقول يعثر على ضالته.

عبدالحميد محمد الشيخي، طالب جامعي تطوع وانضم إلى إحدى كتائب الثوار ليتوجه مع عدد من رفاقه إلى ميدان المعركة التي كانت تدار في تلك الفترة في مدينة بن جواد وبتاريخ 23/8/2011 اختفى عبدالحميد وانقطعت وسائل الاتصال به.
ويتحدث شعيب موسى بوذن، عن تفاصيل اختفاء ابنه”سليمان” وخاله” إسلام” حيث كانا متوجهين إلى مدينة البريقة وقد تعرضت سيارتهما للهجوم من قبل كتائب النظام وتم آسرهما وإرسالهما إلى مدينة سرت.
ويؤكد والد المفقود على أنه تلقى اتصالاً من هاتف ابنه وكان المتحدث أحد جنود كتائب القذافي قام بتصرفات استفزازية كبث أغاني مؤيدة للنظام وأصوات ضحكاتهم وهتافاتهم وحين طلبنا إليهم معرفة مصير صاحب الهاتف قفلوا الخط دون أن يخبرونا.
وناشد حامد الساعدي السعيطي والد المفقود “خالد”، جهات الاختصاص لمساعدته في البحث عن ابنه الذي فقد يوم السبت بتاريخ27/8/2011ف بمنطقة هراوة، كما أنه ناشد كل من يعرف شيئاً يتواصل مع مكتب المفقودين للمساهمة في نشر الفرحة في قلب العائلة.
عملية البحث عن المفقودين لا تزال جارية من قبل ذويهم لتحديد مصيرهم إذا كانوا أحياء أم أنهم نالوا شرف الاستشهاد.

قورينا الجديدة تحقيق: ابتسام الدرسي- محمد المصراتي