رغم التحفظ على بعض الشخصيات..متتبعون: حكومة الكيب وقعت في فخ

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-12-09, 9:00 pm

رغم التحفظ على بعض الشخصيات..متتبعون: حكومة الكيب وقعت في فخ المحاصصة، لكنّها تظل جديرة بالمرحلة

الحكومة الانتقالية المؤقتة تبصر النور لعدة شهور قبل أن يتم الشروع في إجراء انتخابات برلمانية يتسنى لكافة أطياف الشعب الليبي من خلالها المشاركة بآرائه بكل حرية وشفافية، بعيدًا عن سياسة الولاءات لا الكفاءات التي ظلت لأعوام طوال ثقافة شرعية مستوحاة من نظام يدعي السلطة الشعبية.
اليوم وبعد انتهاء مرحلة التحرير تدخل ليبيا رهانها الجديد بشخصيات يرجى من ورائها انبثاق عهد التغيير..ما بين مستهجن ومحبذ، وما بين معارض ومؤيد، الحكومة المؤقتة تستكمل حقائبها الوزارية.. داعين الشعب الليبي إلى مساندتهم ودعمهم لتحقيق الأهداف المنشودة التي انطلقت لأجلها ثورة السابع عشر من فبراير.
قورينا الجديدة
استطلاع: إيمان السراوي- محمد كركارة- ماجد أقريرة
وفي استطلاع للرأي أجرته قورينا الجديدة يقول الإعلامي والصحفي إسماعيل القريتلي: ” أعتقد أن السيد عبد الرحيم الكيب حاول جاهدا التحرر من الوقوع في فخ المحاصصة، ولكنه لم ينج من ذلك بشكل كامل فمن الواضح أن الحكومة جمعت مجموعة من الخبراء، لكنه راعى في ذلك المناطق خصوصا تلك التي علا صوتها منذ تحرير العاصمة، وكذلك بعض الثوار المسيسين والمنتمين لتيارات إسلامية كنواب للوزراء كما تضمنت الحكومة عددا من الخبراء الليبيين الذين عاشوا فترات طويلة في الخارج بسبب الظروف القهرية التي كان يفرضها النظام السابق.
تأثير
ويضيف القريتلي: “أنه هناك تأثير واضح لبعض التيارات السياسية على اختيارات الكيب وأقصد بذلك الجبهة الوطنية للإنقاذ فمجموعة منهم مثلت المستشارين المقربين للكيب ربما لعلاقته السابقة مع الجبهة.. في المحصلة الحكومة جيدة لعدة أسباب لأنها محاولة جادة من شخصية مستقلة تفتقد السند الحزبي مما اضطره لبعض الترضيات لكن يبدو واضحا أنها لم تكن في أغلبها على حساب الكفاءة وهو ما حافظ عليها الكيب”
ويتابع “من المهم الآن أن ندرك أن الكيب كان سيشكل حكومة أقوى دون اعتبار لأي نوع من المحاصصات سوى ما تفرضه نتائج عملية سياسية قائمة على التعددية السياسية حيث يشكل الحكومة فيها الحزب الذي نال الأغلبية البسيطة أو أن يقود الحزب الأكثر أصواتا عملية تشكيل الحكومة مع أحزاب شريكة فازت هي أيضا في الانتخابات كما حصل في الجارة تونس”.
ويقول الناشط السياسي محمد عبدالله الماني: “إن من المستحيل إرضاء جميع الناس، مهما كان الجهد المبذول حتى ولو أوكلت مهمة تشكيل الحكومة لبعض المعترضين لوجدوا من يعترض عليهم، فكلهم ليبيون ولا غبار عليهم وعلى وطنيتهم أو كفاءتهم وليس المطلوب في هذه الفترة سوى هذين الشرطين”.
ويضيف الماني:”من المفترض الآن تهيئة كافة الظروف الملائمة للحكومة الجديدة لكي تستطيع القيام بعملها على أكمل وجه ويكون الحساب في نهاية الفترة المحددة له”.
ويتابع الماني قائلاً: “لا ننسي شعاراتنا التي رفعناها في بداية الثورة المباركة، بأن ليبيا قبيلة واحدة، وأن ليبيا وحدة وطنية، وإن ليبيا لا شرقية ولا غربية، تلك الشعارات الخالدة التي أريقت من أجلها دماء الشهداء الزكية، وقدمت من أجلها التضحيات الجسام”.

ويمضي قائلاً:”يجب اعتبار تشكيل الحكومة الجديدة هو اختيار حقيقي لمدي صدقنا وجديتنا في رفع هذه الشعارات وتكون هذه الحكومة هي نقطة اللاعودة للمحاصصة الجهوية المقيتة”.
ومن جانبه يرى دكتور المخ والأعصاب بمستشفى الجلاء خالد صالح الشيش، بأن الدكتورة التي شغلت منصب وزيرة الصحة لم تكن موجودة في ليبيا، وفي هذا الوقت لسنا بحاجة إلى من عاش في الخارج، بل نحتاج إلى إنسان ميداني يعرف أين يكمن القصور الذي لدينا”.
ويمضي الشيش قائلاً:”إن من المفترض أن يكون شخصاً عاش مرحلة الألم وعاش المعاناة التي عشناها فقد سبق وواجهنا ذات المشكلة مع مسؤول ملف الصحة السابق الذي جاء من بريطانيا فما الذي فعله خلال المرحلة ؟ لم يقدم شيئا ، وكان مبرره الوحيد عدم وجود إمكانيات مادية”.
وفي السياق ذاته يرى رئيس تنسيقية اتحاد ثوار الجنوب صلاح جماعة مسعود، بأن تشكيل الحكومة المؤقتة التي يترأسها عبدالرحيم الكيب قد تعمدت تهميش الجنوب، ومن المفترض أن يعطي للجنوب حقه الطبيعي في دور ليبيا، ولن يرضى الجنوب بفتات الخبز”.
ويقول:”بعيد إعلان الحقائب الوزارية شعر ثوار الجنوب أن الجنوب تم تهميشه، وأن هناك بعض الوزارات تم توزيعها بنوع من المحاباة ولم تراع التوزيع الجغرافي والكثافة السكانية”.
ويرى الأطرش، أنه وعلى الرغم من اختيار الدكتورة فاطمة الشريف لتشغل منصب وزيرة الشؤون الاجتماعية إلا أن الجنوب مقامه أكبر من هذا،كما أن الدكتورة فاطمة الشريف ليست الكفاءة الوحيدة في الجنوب.
ويضيف الأطرش، أن ثوار الجنوب أعلنوا سعيهم لإغلاق الحدود للتعبير عن احتقانهم وعدم رضاهم على الحكومة ونتمنى ألا يحدث ذلك.
احترام
وأوضح جمال الحاجي، أنه من الحكمة في هذا الوقت بالذات أن نرحب بالحكومة الجديدة، وبحسب رأي الشخصي اعتقد أنها احترمت رأي الشارع الذي ينادي بالرفض التام لأركان نظام القذافي ولم ينحاز إلى خيارات العلاقات الشخصية، وأرى أننا أمام حكومة جديرة بالمرحلة المهمة من تاريخ ليبيا.
ويتابع الحاجي قائلا:ً” لو اتضح أن هناك شخصية أو اثنين مثلاً غير مرغوب بهم لأسباب جوهرية نتمنى أن يتم التعامل مع الموقف من خلال النقاش والحوار والمطالب والمقابلات الشخصية مع السيدين رئيس المجلس ورئيس الوزراء وعبر وسائل الإعلام”.
وأشار إلى أنه لاتهمه كثيراً الجهوية في تشكيل الحكومة فهم في النهاية جميعاً ليبيون وما يرجوه الشعب الليبي أمرين، الأول أن لا يكون أعضاء الحكومة من أركان النظام السابق، والأمر الثاني أن لا يكون الاختيار من خلال العلاقات الشخصية.
ويواصل الحاجي حديثه:”أنا شخصيًا لا أعرف معظم المرشحين لكني سمعت كل الخير عن الكثير منهم أعتقد أن اختيار الحكومة بشكل عام كان اختيار إلى حد ما موفق ولن يكون مثالي في مثل هذه الظروف وأحترم رأي كل من اعترض على تشكيل الحكومة ولهم مبرراتهم أقله تعيين “أمين” سابق “وزير” ولا أعتقد أن الدكتور الكيب لم يجد سواه في ليبيا لهذه الوزارة وأعتبر هذا خطاء مباشر من السيد رئيس الوزراء في هذا الوقت بالذات”.
من جهته، يقول الصحفي فرج المغربي:” إنها حكومة مؤقتة ويفترض فيها إنصاف كامل للمناطق الليبية، ونحن لا ندعو للجهوية والقبيلة، وأن بنغازي ليست منطقة عقيمة من الإمكانيات، بل لديها كفاءات والخبرات وخصوصا من الشباب”.
توازن
ويري محمد زواوة، أن تشكيلة الحكومة الانتقالية المؤقتة بها قدر كبير من التوازن، حيث شملت شخصيات ذات كفاءات وهي تعبير عن حكومة تكنوقراطية. مؤكدًا،بأن الفيصل في تقيمها هو ما ستقدمه من مشاريع وأولويات خلال الثمانية أشهر القادمة،ولكن وبشكل عام نستبشر خير بحكومتنا الجديدة ويبقى التحدي الأكبر الذي سيواجه هذه الحكومة هو ملفات الدفاع والداخلية والعدل فهي البوابة الأولى لعنوان نجاح أو فشل هذه الحكومة.
ويضيف قائلاً:”يوجد تحفظات على وزير أو اثنين، ولكن بشكل عام هناك ارتياح من التشكيلة الوزارية ونحتاج إلى الوقوف جميعا ورائها لأنها ليست حكومة الكيب بل هي حكومة الشعب الليبي الذي دفع ثمنها دماء أبنائها الأشاوس الأحرار”..”يظل الرهان قائمًا والجدل مستمر إلى أن تثبت الحكومة الجديدة مقدرتها على عبور واجتياز مرحلة الخطر” .