"أكسفورد بيزنس غروب": أبوظبي قوة اقتصادية اقليمية

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2011-12-17, 11:48 am

قالت مجموعة “أكسفورد بيزنس غروب” في تقرير مفصل عن أبوظبي، تحدثت فيه باستفاضة عن كافة القطاعات في الإمارة، أكبر اقتصاد في دولة الإمارات، وثاني أكبر اقتصاد في العالم العربي، ان أبوظبي حققت العديد من الإنجازات في مختلف ضروب التنمية خلال أقل من أربعة عقود، مشيرةً إلى أنها تحولت من مجتمع بدوي بسيط، إلى واحدة من أغنى بقاع العالم . واستطردت في تقريرها الذي جاء بعنوان “التقرير: أبوظبي 2011”، ان حكومة أبوظبي تستكشف مجموعة من مجالات النمو الاقتصادي، من بينها مبادرات الحكومة الإلكترونية، ودعم القطاع الخاص، وتشييد البني التحتية . وتابعت ان حيوية إمارة أبوظبي بعد الأزمة المالية العالمية ليست موضع تساؤل، واستدلت في ذلك ببورصتها التي شهدت العديد من الإدراجات الجديدة في مطلع 2011 . وتابعت ان جهود التنويع الاقتصادي في الإمارة، تركز على تطوير الصناعة، والبنية التحتية، ودعم الشركات الصغيرة، والمتوسطة .

أشارت “أكسفورد بيزنس غروب”، إلى ان الصادرات غير النفطية لأبوظبي، باتت مساهماً متنامي الشأن في تنويع اقتصادها . وأضافت ان حكومة الإمارة تعمل على حماية المستثمرين من خلال تعزيز القانون الجديد للاستثمارات الأجنبية المباشرة . كما أنها تبذل جهوداً في تدريب الشركات الصغيرة، والمتوسطة، وتقديم الدعم المالي لها .

وتابعت ان اقتصاد أبوظبي، والبالغ حجمه 3 .620 مليار درهم (6 .168 مليار دولار) في 2010 بحسب مركز الإحصاء في أبوظبي، مستمر في توسعه بدعم من الثروة النفطية، وأردفت ان هناك العديد من العلامات التي تدل على حيوية الاقتصاد، من بينها ارتفاع حجم الاقراض في يناير/كانون الثاني ،2011 إلى 04 .1 مليار درهم، وهو أعلى مستوى شهري خلال عام، وذلك اثر تركيز البنوك على العملاء من الأفراد، بعد عمليات اقراض انتقائية في 2009 . ومعظم 2010 .

وقالت ان اقتصاد أبوظبي خرج من الأزمة المالية العالمية، ليرسخ مكانته كقوة إقليمية، الأمر الذي أتاح لمخططي الإمارة التركيز على التحدي الأساسي البعيد المدى، وهو تنويع الاقتصاد بعيداً عن صناعة النفط، والغاز، وتأسيس اقتصاد المعرفة، الذي يسهم في جلب الرخاء، ويوفر فرص توظيف عالية القيمة .

وأوضحت ان مساهمة النفط، والغاز في اجمالي الناتج المحلي للإمارة، انخفضت من 9 .60 في المئة في ،2008 إلى 4 .49 في المئة في ،2009 ليس فقط بسبب تراجع الأسعار، وإنما أيضاً نتيجة لخطة التنمية الاقتصادية للإمارة، “رؤية أبوظبي 2030”، والتي تستهدف خفض دور النفط، والغاز لسنوات قادمة .

وأردفت ان حكومة أبوظبي، وفي إطار سعيها إلى التنويع، حددت قطاع التصنيع، والذي بلغت مساهمته 4 .7 في المئة من اجمالي الناتج المحلي في ،2009 كمجال رئيس للتوسع، وتلعب فيها المعادن الأولية الدور الأكبر . كما تعتبر صناعة البتروكيماويات، بصادراتها من سماد اليوريا، والإيثايلين، والبولي إيثيلين، رافداً أساسيا في التنمية المستقبلية .

أيضاً يلعب قطاع الإنشاءات دوراً مهماً في الاقتصاد، بدعم من الطلب على العقارات السكنية، والبني التحتية، حيث بلغت مساهمته 1 .10 في المئة من اجمالي ناتج الإمارة في 2009 .

وقالت المجموعة ان خطة التنمية لحكومة أبوظبي، والبالغة مدتها 22 عاماً، حددت مجموعة من الأولويات، من بينها تأسيس سوق نقدي، ومالي يتمتع بالمرونة، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية الداعمة للنمو، وتحسين كفاءة سوق العمل . وقالت ان عائدات النفط، تسهم في تمويل البنية التحتية اللازمة لتنويع الاقتصاد، كشأن التوسعة في المطار، وتطوير مناطق تجارية، ومنتجعات جديدة، وإقامة مشاريع للبتروكيماويات، والمعادن الثقيلة . وكذلك أشارت إلى أن بطاقة الهوية الجديدة سوف تمد صناع القرار بالمعلومات اللازمة لإعداد الخطط الاقتصادية، والتنموية .

وعلى الرغم من ان شحنات النفط لا تزال تشكل 90 في المئة من اجمالي الشحنات، إلا ان اتفاقيات التجارة الحرة سوف تساعد على الأرجح في تعزيز الصادرات غير النفطية، والتي ارتفعت بالفعل 22 في المئة في النصف الأول من العام الماضي .

من جهة أخرى، تشكل الاستثمارات الأجنبية المباشرة نسبة 14 في المئة من اجمالي الناتج المحلي في الوقت الراهن، لكن النسبة مرشحة للارتفاع إلى 23 في المئة بحلول العام 2030 . وسوف يساعد قانون الاستثمارات الأجنبية المباشرة الذي يجري العمل عليه، في توفير الحوافز، وحماية المستثمرين . وكذلك يعمل المجلس الوطني الإتحادي على تحديث قانون الشركات التجارية، والذي يتوقع ان يخفف القيود التي تحدد تملك الأجانب للشركات بنسبة 49 في المئة . وتوقعت “أكسفورد بيزنس غروب”، ان ينمو اجمالي الناتج المحلي للإمارة بنسبة 8 في المئة في العام الجاري، بدعم من ارتفاع أسعار النفط، وارتفاع روح التفاؤل في الاقتصاد . كما قالت ان زيادة حجم الإقراض يعني ان تقديرات ارتفاع الاستثمارات بنسبة 15 في المئة، واقعية . وأشارت إلى ان الاستثمارات الضخمة التي ضختها الحكومة في البنية التحتية خلال السنوات الأخيرة، عادت بالفائدة على عدة مشاريع، مثل الميناء الجديد، والمنطقة الصناعية، والسكك الحديد، وصناعة الرقائق الدقيقة .

وقالت ان صندوق الثروة السيادية في أبوظبي “جهاز أبوظبي للاستثمار (أديا)”، بات معروفاً على نطاق واسع بأنه أكبر صندوق ثروة سيادية في العالم، بإجمالي أصول تقدر بنحو 627 مليار دولار بحسب معهد صناديق الثروة السيادية . وأوضحت ان الأزمة المالية العالمية لم تكبد خسائر لأي صندوق ثروة سيادية في أبوظبي، وضربت مثالاً لذلك بشركة الاستثمارات البترولية الدولية “إيبيك”، والتي كانت اشترت في أوج الأزمة حصة 16 في المئة في بنك “باركليز”، قبل ان تبيعها بنحو 5 .1 مليار جنيه استرليني، لتحقق ربحاً نسبته 75 في المئة خلال خمسة شهور فقط .

وكذلك قال التقرير ان شركة “مبادلة للتنمية” تلعب دوراً محورياً في تطوير الصناعات الجديدة، مثل “مبادلة لصناعات الطيران”، كما أن العديد من كبريات الشركات المحلية استفادت من استثمارات “مبادلة”، مثل شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة “دو”، و”الدار العقارية” .
القطاع العقاري في أبوظبي:
477 ملياراً لتطوير المشاريع
أشاد تقرير “أوكسفورد بيزنس غروب” بخطط التطوير العقاري التي أقرتها حكومة أبوظبي في إطار رؤية 2030 التي رصدت لها 130 مليار دولار (477 مليار درهم) .

وأشار التقرير إلى الصعوبات التي تعرض لها القطاع العقاري عام 2009 جراء أزمة الركود الاقتصادي العالمي ما نجم عنه تقليص أنشطة بعض الشركات وبالتالي فقدان الوظائف في القطاع الخاص ما أسفر عن تراجع حجم الطلب على الوحدات السكنية .

لكن عند الحديث عن الأساسيات نجد أن القطاع العقاري في أبوظبي في وضع جيد جدا فقد حقق نموا بنسبة 4 .2% عام 2010 مع توقعات بتحقيق نمو بنسبة 2 .3% عام 2011 . ومع استمرار خطط الاستثمار الحكومي التي رصدت 43% من ميزانية الإمارة لمشاريع التطوير الاقتصادي و23% لمشاريع البنى الأساسية فإن فرص توسيع أنشطة الشركات تبقى قائمة .

ورغم أن معظم مشاريع الماضي تركزت على الأبنية الفارهة إلا أنه في ظل توجيهات الحكومة يتم التحول تدريجيا الى إنشاء المساكن متوسطة المستوى ومساكن ذوي الدخل المحدود .

وعلى صعيد المكاتب شهد القطاع في الماضي عجزا في مكاتب الدرجة الأولى ما حافظ على معدلات إشغال مرتفعة لكن ذلك سوف يتغير مع دخول مبان جديدة الى القطاع .

ويستمر القطاع في المعاناة من شح مصادر التمويل في ظل الأزمة المالية العالمية لكن كبار المطورين العقاريين من ذوي السجلات الحافلة ما يزالون قادرين على العمل بوتيرة عالية . وتوقع التقرير أن تسهل الإجراءات الحكومية المتعلقة بتنظيم الملكية العقارية وتسجيل العقارات على المستثمرين الحصول على التمويل . كما أن الحكومة أقرت مؤخرا الكود الخاص بالأبنية الفردية والمجمعات السكنية الصديقة للبيئة .
وتنشط حركة بناء المنشآت متعددة الأغراض في المناطق الحرة والمناطق الصناعية ومشاريع الاستثمار في الإمارة بهدف تلبية الطلب على المساكن .
ويلعب القطاع السياحي في الإمارة دورا حيويا في تنشيط المشاريع الإنشائية ومن المنتظر أن تدخل السوق 9700 غرفة فندقية عام 2011 ما يضاعف الطاقة الاستيعابية للقطاع .
سلطان بن زايد: للثقافة مكانة بارزة في "رؤية قيادة أبوظبي"

قال سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، ان المحركات الثقافية تعتبر مكوناً أساسياً في خطة التنويع التي ترمي إلى صبغ إمارة إبوظبي بصفة التميز في ظل العولمة . وأشار خلال مقابلة أجرتها معه مجموعة “أكسفورد بيزنس غروب”، وأوردتها ضمن أحدث تقاريرها بعنوان “التقرير: أبوظبي 2011”، إلى أن أبوظبي تسعى إلى توسيع مدها الثقافي، لتقديم أبعاد ثقافية حقيقية للعالم .
وفي ما يلي نص المقابلة مع سموه:

إلى أيِّ حد ستسهم المشاريع الثقافية في إزكاء النشاط السياحي بالإمارة؟

- بالنظر إلى الاستراتيجية الطموحة لإمارة أبوظبي، والتي ترمي إلى تأسيس نفسها مركزاً للتميز الثقافي، وإلى المشاريع التي قيد التطوير حالياً، يمكن للمرء أن يأخذ فكرة واضحة عن الأهمية التي تحتلها المحركات الثقافية في رؤية قيادة إمارة أبوظبي . فالمحرك الثقافي جزء من خطة التنويع، التي تستهدف صبغ أبوظبي بصفة التميز في ظل العولمة . وأود هنا أن أشدد على أن أهمية وقيمة المعالم الثقافية، لا تنحصر فقط في تعزيز صورة الجاذبية الثقافية للإمارة . فبينما يقدَّر على سبيل المثال، أن يجذب الحي الثقافي في جزيرة السعديات بعد استكماله، أكثر من 5 .1 مليون زائر سنوياً، إلا أن أهميته تمتد أيضاً إلى أبعاد مدنية أخرى . فهذا المشروع موجود في لب خطة أبوظبي للتنمية الثقافية، والتعليمية، للشباب، وتعزيز الحوار الثقافي بين الأجيال، إلى جانب توسيع المد الإمارة الثقافي من خلال تقديم أبعاد ثقافية عالمية حقيقية .

ما الخطوات التي اتخذت للمحافظة على وتطوير المواقع التاريخية، والثقافية الأخرى في الإمارات؟

- تتبع سلطات الإمارات، الموجهات العالمية في ما يتعلق بالعناية، والمحافظة، وإدارة الأبنية، والمواقع التاريخية، والثقافية، وذلك من أجل ضمان تحديد وحماية والمحافظة على المواقع الثقافية في أنحاء الإمارات كافة . وثمة جهود أخرى تبذل لأجل ترميم، وصيانة الأبنية ذات الأهمية التاريخية، مثل القلاع القديمة، وقرى الغوص، والمتاحف، والأسواق التقليدية، وبيوت الحكام القديمة . إن استحداث أساليب جديدة لاستخدام هذه الأبنية، ودمجها ضمن بنية المدن سوف يساعد أكثر على المحافظة عليها . وبالإضافة إلى ذلك، تعج تربة الإمارات بالكنوز الأثرية، وبعضها أجريت عليها حفريات بالتعاون مع فرق آثار عالمية، ومنظمات مثل اليونيسكو . وأصدق مثال على العمل الذي يستهدف المحافظة والترويج للمواقع التاريخية والأثرية، هو الاكتشاف الأخير للدير المسيحية في حقبة ما قبل الإسلام في جزيرة صير بني ياس .

ما الطريقة المثلى لحماية تراث الإمارات؟

- يواجه التراث الثقافي غير الملموس في الإمارات تحديات هائلة . ومع اعتقادي بأننا قطعنا خطوات واسعة في حماية ثقافتنا الفولكلورية، إلا أن هناك الكثير الذي يتوجب عمله . وبفضل الجهود المكثفة التي بذلتها هيئة أبوظبي للثقافة، والتراث، ووزارة الثقافة، وطائفة أخرى من الهيئات الأخرى، بما فيها نادي الإمارات للتراث، والجهات التي تتبعه، فقد تم عمل الكثير في سبيل المحافظة على تراثنا .

وأهمية التراث الثقافي غير الملموس لا تقتصر على الفِعل الثقافي في حد ذاته، وإنما في ثروة المعرفة، والمهارات التي يتم نقلها عبره من جيل إلى آخر . وتراث الإمارات يتميز بثرائه في الأدب الشفهي، والفولكلور، والحرف اليدوية التقليدية، والعادات، والألعاب، والرياضة، إضافة إلى الفنون . وكل هذه الأشياء بحاجة إلى عمل متواصل لأجل تحديدها، وجردها، وتقييمها، وفهرستها، وتوثيقها، وإحيائها، باعتبارها مكونات حيوية لتميزنا الثقافي . وفي هذا السياق، يمكن استغلال أدوات التكنولوجيا الحديثة في عملية الأرشفة . أيضاً من الأهمية بمكان، إشراك الشباب بقدر الإمكان، في جهود إحياء التراث . كما تتضمن الطرائق الفعالة الأخرى عقد اجتماعات للخبراء، وتنظيم المعارض، والمحاضرات لأجل تنوير العامة، وزيادة وعيهم، إضافة إلى التدريب الرسمي، وغير الرسمي، لنقل التقاليد إلى الأجيال الحديثة .
استيراد المراكز الثقافية، هل هي عملية مكملة لتراث الإمارات الخاص، أم أنها بديل له؟
- نقل الخبرات والمعارف جزء من عملية التبادل الثقافي . ولذلك يتعين فهم استجلاب المؤسسات الثقافية، والتعليمية الكبرى من هذا المنطلق، طالما أنها تحترم أصالتنا، وتفردنا . لذا، لا يمكن اعتبارها بديلاً لتراثنا، لأن الإمارات غنية بثقافتها . فهي مجرد خطوة مكملة، من منطلق توسيعها لمظهرنا الثقافي .
حامد بن زايد: الثروة الحقيقية في الرجال

أكد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، أن إمارة أبوظبي، تولي اهماماً فائقاً بتعزيز دور التعليم في تنمية مواردها البشرية . وقال سموه في كلمة أوردتها مجموعة “أكسفورد بيزنس غروب” ضمن تقرير مفصل بعنوان “التقرير: أبوظبي 2011” نشرته مؤخراً، أن أبوظبي تستلهم في ذلك السياق، حكمة الأب المؤسس لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، والتي قال فيها إن “الثروة الحقيقية لا تكمن في المال، وإنما تكمن في الرجال” . وفي ما يلي نص الكلمة:
يقاس التقدم في العديد من الدول، بمنظور المد الاقتصادي . وإذا كان ذلك هو المقياس، فمن المؤكد ان أبوظبي، ودولة الإمارات على نطاق أشمل، قطعتا أشواطاً بعيدة في تقدمهما خطوات واسعة إلى الأمام . ومع ذلك، فإن المنظور الحقيقي للتقدم بالنسبة للعاصمة أبوظبي، تقيسه بالمدى الذي بلغته في تنمية المورد الذي تعتبره أكثر مواردها قيمةً، وهم مواطنوها . ومما لا جدال فيه، أن التعليم يلعب هنا دوراً محورياً . ولهذا السبب، دأبت أبوظبي على مر العديد من السنوات، على زيادة مخصصات قطاع التعليم في ميزانياتها .
وانطلاقاً من طموحاتها، أصبحت الإمارة اليوم مقراً لعديد من الصروح التعليمية الشامحة، مثل جامعة باريس السوربورن، وجامعة نيويورك أبوظبي، وإنسياد . وبالإضافة إلى ذلك، يعمل معهد مصدر للعلوم، والتكنولوجيا بالشراكة مع معهد ماتسشوسيتس للتكنولوجيا .
وبذات القدر، لم تدخر أبوظبي، وقتاً، أو جهداً، في تطوير جامعاتها المحلية، من أجل استيفاء أفضل معايير التعليم الجامعي العالمية . وإلى حد بات ينظر معه الآن إلى الدور الذي تلعبه مؤسساتها التعليمية المحلية، مثل جامعة الإمارات، وجامعة أبوظبي، وجامعة زايد، وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والأبحاث، كدور محوري في تنمية عقول الشباب من مواطني الإمارات .
ومن منطلق أهمية هذه المؤسسات، أفرد صانعو السياسات في أبوظبي، أهمية خاصة لتحسين المناخ التعليمي في الجامعات المحلية، بحيث باتت الأولوية القصوى هي زيادة عدد المتخرجين في المدارس، مع تعزيز جودة، وهيكلية مناهج التعليم، وتعيين أكفأ المعلمين، والاحتفاظ بأفضلهم .
ويحدوني هنا التوضيح ان المفهوم الأمثل في ما يتعلق بتنمية رأس المال البشري في العاصمة أبوظبي، يتجسد على أرض الواقع في التزام الحكومة، بالأبحاث والتطوير، مع ضرورة الإشارة هنا إلى أن زهاء 3 .1 مليار دولار، سيتم استثمارها في مجال الأبحاث، والتطوير، أي ما يعادل 75 .0 في المئة من اجمالي الناتج المحلي للإمارة .
وفي السياق نفسه، يشار إلى أن استراتيجية التعليم، وفي ظل ثبات أبوظبي على التزامها الذي لا يحيد عن التنويع القائم على المعرفة، تم إعدادها بصورة مدروسة لكي تتواكب مع أربعة محركات للنمو الاقتصادي لأبوظبي في المستقبل، وهي الصحة، والطيران، وأشباه الموصلات، والطاقة المتجددة، وجميعها مدرجة في “رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030” .
ما سلفت الإشارة إليه، يشي بالكثير عن الأسلوب الحصيف للتخطيط الاقتصادي في إمارة أبوظبي، ولكنه يفصح أكثر من ذلك، عن دور المواطنين من شباب الإمارات في رسم صورة النمو المستقبلي للإمارة . ونهايةً، وضعت العاصمة لنفسها، هدفاً مجدداً، وهو أن تصبح مركزاً للصناعات ذات القيمة العالية، من أجل خلق الفرص لعمل المواطنين في المرحلة الراهنة، وللأجيال في المستقبل .

وفي الوقت نفسه، الشق الآخر الذي يكتسب أهمية بالغة في ما يتصل بتنمية الموارد البشرية في الإمارات، يتمثل في تطوير الخدمات، والبنية التحتية اللازمة لتفريخ رواد الأعمال . فتوفير الدعم المالي اللازم، والخبرات الضرورية، لتهيئة الظروف للمواطنين للإبداع، وتطوير مواهبهم، مسألة بغاية الأهمية . وحري بالإشارة هنا، ان ازدهار قطاع الشركات الصغيرة، والمتوسطة، يعد أمراً مكملاً لأيِّ اقتصاد صحي، وسيسهم بالتأكيد في تحقيق الطموحات الاجتماعية- الاقتصادية لدولة الإمارات .
ومن أجل دعم رواد الأعمال، وروح الريادة، تم تأسيس صندوق خليفة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في عام ،2005 حيث يخصص الصندوق التمويل، وعينه على تحقيق التنمية الاقتصادية لأبوظبي وفقاً لما جاء في رؤية “أبوظبي 2030” . ومن خلال توفير التدريب عالي الجودة، والخبرات العالمية، إلى جانب التمويل، ومعلومات السوق، وخدمات الدعم، وحاضني الأعمال، سوف يساعد الصندوق على تمكين كل قطاعات المجتمع . وينظر صناع السياسات إلى هذه المهمة بكل جدية، وهو ما ينعكس في قرار المجلس التنفيذي في مارس/ آذار ،2011 بشأن مضاعفة رأس مال صندوق خليفة لتطوير المؤسسات، وتوسيع دوره لتمويل المبادرات في الإمارات الشمالية أيضاً .
ومع هذه المشاريع، من الواضح، أن أبوظبي، والإمارات على نطاق أشمل، يمكنهما أن ينظرا إلى المستقبل بروح متفائلة . كما ستضمن زيادة الاستثمارات الحكومية في التعليم، والتركيز الشديد على تفريخ رواد أعمال جدد، اكتساب المواطنين للقدرات الضرورية للمساهمة في جلب الرخاء طويل الأمد، والمستدام لشعب الإمارة .
وكما قال الأب المؤسس، ومهندس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، فإن “الثروة لا تكمن في المال، وإنما تكمن في الرجال” . فهنا تكمن القوة الحقيقية . القوة التي نقيمها . فذلك هو ما شكل قناعاتنا لتوجيه كل مواردنا لبناء الفرد .
المصارف تقود مسيرة التعافي بزيادة الإقراض
تقود بنوك أبوظبي، بدعم من قلة انكشافها على أزمة السيولة، مسيرة التعافي، من خلال زيادة الإقراض، وتوسيع قاعدة عملائها، وتحسُّن أوضاع السيولة

ويعتبر عام ،2011 العام الذي سيكتسب فيه النظام المصرفي في الإمارات بشكل عام، الزخم الذي فقدته إبان أزمة الائتمان العالمية، وفي هذا الصدد لم تخيب بنوك أبوظبي الآمال . فقد حققت نتائج جيدة على الرغم من الظروف الاقتصادية العالمية الصعبة، بينما تم تحديث البيئة التنظيمية للبنوك بعناية، من أجل ضمان تلافي أي خطوات غير موفقة .
وقد حسنت البنوك أوضاعها مع ارتفاع السيولة، والودائع . ونتيجةً لاستمرار الحكومة في الإنفاق، وقلة انكشافها على المشاريع العقارية، تمكنت بنوك أبوظبي من مواجهة التباطؤ الاقتصادي العالمي بصورة أفضل من نظرائها في مناطق أخرى .
ومن جهته عمل مصرف الإمارات المركزي على بث المزيد من الاستقرار في قطاع البنوك، حيث قام على نحوٍ تدريجي، بزيادة ممتطلبات نسبة كفاية رأس المال .
وارتفع حجم الإقراض بنوك الإمارات عموماً إلى أعلى معدل شهري في أول شهر من ،2011 مع انحسار مستوى الديون المعدومة، وتسارع الزيادة في ودائع العملاء، الأمر الذي وضع بنوك أبوظبي في موقف جيد لقيادة تعافي الإقراض .
وفي المدى البعيد، تركز البنوك على أقراض الشركات الصغيرة، والمتوسطة . وكجزء من ذلك، سوف تقدم البنوك جملة من خدمات الأعمال، مثل المساعدة في عمليات التسجيل، وتقديم التسهيلات الائتمانية . وفي ما يتعلق بأداء البنوك من ناحية الأرباح، قال التقرير إن البنوك الخمسة الرئيسة في أبوظبي، أبلت بلاء حسناً، باستمرارها في در الأرباح .
من جهة ثانية، أشار التقرير إلى أن بنك أبوظبي الوطني يشارك بقوة في عملية التنمية الاقتصادية بالإمارة، من خلال مساهماته في المشاريع العامة العملاقة، وأن 40 في المئة من أصوله مرتبطة بالحكومة، أو بمؤسسات ذات صلة بالحكومة .
سوق أبوظبي للأوراق المالية جزء مكمل للحياة الاقتصادية
أفاد تقرير المجموعة أن سوق أبوظبي للأوراق المالية بات جزءاً مكملاً للحياة الاقتصادية في دولة الإمارات على الرغم من حداثة عهده، حيث يرجع تأسيسه إلى العام 2000 . وشهدت الإمارات أول اكتتاب عام أولي خلال عامين، عندما قامت دار التأمين في أبوظبي، بطرح 55 في المئة من إجمالي أسهمها للاكتتاب العام خلال الربع الأول من العام الجاري، ليليها طرحان للاكتتاب العام في مايو/أيار من العام نفسه .
وبذلت سوق أبوظبي للأوراق المالية جهوداً كبيرة من أجل تحسين وضعية الإمارات في سوق مؤشرات الأسهم العالمية، وحققت نجاحاً في ذلك عندما قررت “إف تي إس ئي”، في سبتمبر/أيلول ،2010 ترقية مرتبة الإمارات إلى “سوق ناشئة ثانوية” .
وأضاف أن أحد أهداف سوق أبوظبي للأوراق المالية، هو تنويع قاعدة المستثمرين، وزيادة مشاركة المستثمرين الأجانب من الأفراد، والمؤسسات . وفي ذلك الإطار، أسهمت حملات الترويح، والمؤتمرات في أوروبا وزيادة مشاركة مؤسسات الاستثمار .

من طرف amol 2011-12-19, 2:53 pm

"أكسفورد بيزنس غروب": أبوظبي قوة اقتصادية اقليمية

"أكسفورد بيزنس غروب": أبوظبي قوة اقتصادية اقليمية

رد: "أكسفورد بيزنس غروب": أبوظبي قوة اقتصادية اقليمية