إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
من روائع قصص المجاهدين ضد ايطاليا
+2
كوجا جينوسكي
المقداد
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من روائع قصص المجاهدين ضد ايطاليا
من طرف المقداد 2011-12-26, 3:45 pm
اسطورة الجهاد الليبي/عيسى عبدالسلام الوكواك
هو المجاهد عيسى عبدالسلام الوكواك /من قبيلة العرفه بمدينة المرج ولد في مدينة المرج عام 1883م
ولاكن كانت بداية جهاده من مدينة بنغازي
ان تاريـخ المجاهد / عيسى الوكواك ــ كما يرى الأستاذ / فرج مصطفى لا غا ــ يمكن أن يكون فيلماً سينمائياً رائعاً ورائجاً ، لبطولاته التي تفـوق في واقعيتها وصدقها مغامرات ( روبن هوود ) الانجليزي .. ومن جرأته وشجاعته أنه حاول مرارا ، اغتيال السفاح ( غراتسياني ) انتقاماً لإعدام عمر المختار، فكانت تعترضه أحياناً الأسلاك الشائكة وأحياناً الكاشفات الكهربائية ، وفي أحيان أخرى الجنود وكلاب الحراسة وغير ذلك من العوائق ، ولكنه مع هذا كله أثخن في العدو لدرجة أنهم طلبوه حياً أو ميتاً.
عندما تقرأ عن شخصية عيسي الوكواك البطولية يخيل إليك أنها ضرب من الأساطير والخيال ولكنك ستشعر بالفخر والاعتزاز عندما تعلم أنها شخصية وطنية جسدت أحداثها علي أرض الوطن .
ولعل من الجدير بنا عندما نتحدث عن هذه الشخصية أن نذكر ما قيل عنه من قبل أعدائه فقد كتبت سيدة ايطالية (( كرستينا أيلو )) وهي أرملة الميجور انطونيو عنه تقول :
)) أنني أعجب لجيش ايطاليا المدعم بجميع وسائل القوة كيف يعجز عن القبض علي رجل بدوي حافي يحمل بندقية جل ذخيرتها هي غنائم من جنود ايطاليا لهذا أنذركم بأنني سأقتل طفلي الاثنين _ وسأقتل نفسي أذا لم يعدم عيسي الوكواك )) التوقيع كرستينا أيلو
وعندما تقرأ هذه السطور القليلة التي كتبتها هذه السيدة يخيل إليك أنها تتحدث عن قوة جرارة أو عن شخصية أسطورية من العصور الغابرة لم تستطع أي قوة التصدي لها حتى تتجرأ هذه السيدة وتتحدث بنبرة مليئة بالحقد والغضب علي عيسي الوكواك الذي قتل العديد من الجنود والضباط الايطاليين وعلي رأسهم زوجها الماجور أنطونيو .
وبالفعل نحن نتحدث عن شخصية ليست بالعادية لعبت دوراُ ليس باليسير في حركة الجهاد ضد جحافل الغزو الايطالي وكان جهاده متميزا بطابع خاص أعطي الشخصية أبعاد خاصة وملامح خاصة فهو قائدا بارزا لعديد من المعارك ومقاتل عنيد تحت لواء عمر المختار .
ضرب به أروع الأمثلة في الشجاعة والفداء في سبيل إرهاب الغزاة الطليان وهو الذي قال فيه عمر المختار أثناء المحاكمة وصدور حكم الإعدام عليه :-
((وراءكم عيسي الوكواك والجاهدون سوف لن تستريحوا أبدا ))
عقب الغزو الايطالي كان الوكواك في جولة مع ابني عمه بمدينة بنغازي في سوق الظلام فقبض عليهما الطليان وترك لهما الخيار السجن أو الانخراط بالجيش الايطالي فرفض ابني عمه لذلك نفيا خارج البلاد في جزيرة ((ساركوزا))
ووافق الوكواك وبقي جنديا بالجيش الايطالي ونقل للعمل بمنطقة سوسة وأجاد اللغة الايطالية ومكث هناك طيلة سنة 1918 م . حتى منتصف سنة 1919 م .
غير أنه لم يستمر في العمل مع الطليان فقد كان مجبرا منذ البداية لذلك دبر أمر الفرار والانضمام إلي فصائل المجاهدين وفي أحدي الليالي تمكن من الحصول علي بندقيتين من الجنود الطليان أثناء نومهم ودخل علي الملازم الايطالي المدعو ( ماساتيلو ) في فراشه وقتله وهرب علي ظهر جواده إلي مقر الدور والتحق بالمجاهدين وبدأت حياة عيسي الوكواك النضالية بداية ذلك اليوم .
وفي هذه الأثناء بدأ تاريخ الجهاد الليبي يسجل لهذا المجاهد الصفحات البطولية ضد أعداء وطنه فأخذ يشن الغارة تلو الغارة علي القوات الايطالية بالمرج ، كما شارك في عدة معارك أخري منها معركة ابلال ( الكراهب ) والبريقة في يوم 10 و 11 /6/ 1923 م . وكذلك معركة المحيريقة في سنة 1924 م ومعركة الرحيبه ومعركة سوسه/ ومعركة بوعرق/ ومعركةوادي زاره بتوكرة/ ومعركة المنجل/ ومعركة الدبادب/ ومعركة وادي الجعب/ ومعركة جليانة/ وغيرها الكثير من المعارك
كما قام المجاهد عيسى الوكواك بالعديد من العمليات بمفرده ودون مساعدة أحد ' كان هناك نجع يتكون من ( 60 ) بيتاً من قبيلة العرفة ، أحرقه الطليان بكامله في مكان يسمى بــ ( سيدي ارحومة ) ، بالقرب من مدينة المرج .
وعلم ( الوكواك ) بذلك .. فرصد حركات ذلك الضابط الإيطالي المسئول عن تلك الجريمة البشعة ، ونجح في اختطافه ، ومن ثم قيده وجره بحصانه إلى مكان الجريمة .. بجوار قبر ( سيدي سعيد ) وهناك أضرم النار فيه .. غير أنه أفلت من النار بعدما التهمت الحبال التي قيده بها .. وطلبا منه للنجاة ، لجأ ألإيطالي إلى مرقد المرابط ، ورمي بنفسه على صندوق القبر .. لعلمه بالمكانة التي للأولياء والمرابطين في نفوس العرب .. ولكن ذلك لم يشفع له لدى ( الوكواك ) الذي لحق به وأمسكه وهو يقول : ' علي الطــلاق ، لــو يطلع هالمرابــط من قبــره ، مانــي طالقــك ' ثم أجهز عليه .
وتخفى مرة أخرى في زي ضابط إيطالي برتبة ( ميجر ) وهي تعادل رتبة رائد .. واتجه إلى معسكر سلوق .. وكان آمر ذلك المعسكر قد نفذ حكم الإعدام شنقا ، بصديق ( الوكواك ) عوض العبار وراعيه إبراهيم في المرج .. وكان ( الوكواك ) يحمل معه ، حقيبة صغيرة تشبه ( السمسونايت ) بداخلها حبل .
وفي مطبخ المعسكر ــ ولكي يعرف عدد أفراد المعسكر ــ سأل الطباخ : كم قطعة لحم تطبخون في الوجبة الواحدة ..؟ فأجابه الطباخ : نطبخ ( 700 ) قطعة لحم تقريباً .
ثم طلب ( الوكواك ) الدخول على الآمر ، مدعيا بأنه من مقر القيادة في بنغازي ، ويريد مناقشة بعض الأمور معه ، فأذن له الآمر بالدخول ورحب به ، وطلب شيئاً من الخمر فاعتذر ( الوكواك ) وقال له : ليس لدينا الوقت ولا المزاج لاحتساء الخمر الآن ، لأننا بصدد أنجاز بعض الأعمال الهامة ، وطلب منه أن يأمر الحرس ألا يدخلوا عليهما أحداً.
وبعدما اطمأن( الوكواك ) للترتيبات ، وبأنها تسير على ما يرام .. فتح حقيبته ، وأخرج الحبل ، وقال للإيطالي أتعرف ما هذا ..؟ فقال الإيطالي مستغرباً : لا .
فقال له ( الوكواك ) : هذا هو الحبل الذي شنقت به صاحبي العبار.
وبسرعة البرق لفه حول عنق الضابط وشده بقوة ، حتى لفظ الإيطالي أنفاسه .. ومن ثم وبهدوء خرج على الحرس ، وقال لهم : يطلب منكم السيد ، بألا تدخلوا عليه أحدا .. لأنه يريد أن ينال قسطاً من الراحة .. فحياه ذاك الجندي ، وأنصرف ( الوكواك ) إلى مكان آخر ، لانجاز مهمة أخرى .
أصبح ( الوكواك ) رجل المهمات الصعبة .. وقائدا للعمليات الخاصة .. وترقى في سلك الجهاد إلى رتبة ( كومندار ) .. وكان بخلاف بقية المجاهدين ، ينفذ عملياته وهجماته بمفرده ، ودونما حاجة منه إلى مساعدة أحد .. فقد كان يجيد التخفي والتنكر بشخصيات عدة مع إتقانه للغة الإيطالية .
وكان تنكره يتعدد ويختلف ، بتعدد واختلاف المهمات التي ينفذها .. فتارة تراه في زي امرأة ، وأخرى في شكل راعٍ .. وثالثة في هيئة مرابط ، أو في أسمال درويش ، أو في قيافة مجند 'متطلين'.
اصبح عيسى الوكواك على رأس معظم الغزوات الليلية التي كان المجاهدون ينظمونها بأمر من عمر المختار ضد المدن والمواقع الايطالية ، وأبدع عيسى الوكواك في اعداد الكمائن للقوات الايطالية واولها كمين سيارة البياضة الذي اعده احتجاجا على محاولات الصلح بين ادريس السنوسي والطليان عندما التقى الطرفان في عكرمة في اواخر 1917 ، وقال عيسى الوكواك سبق وان قتلت ضابطا وثلاث جنود طليان واخذت سلاحهم وهربت من العمل العسكري الايطالي وبالتالي سيدبر الطليان خطة للانتقام مني مهما كانت بنود الصلح معهم وعليه انا لا أرغب في عمل صلح مع الطليان أبدا .
وعلى اثر احد الغارات والحوادث التي قام بها عيسى الوكواك ضد الطليان احتج الطليان بشدة لدى ادريس السنوسي والذي اصدر امرا بمطاردة تلك المجموعة ومن ثم لم تنجح المحاولات في القبض على عيسى الوكواك وغادرادريس السنوسي البلاد في 1922 قاصدا القاهرة متعللا بالعلاج هناك .
ذات يوم دخل عيسى الوكواك منزل الحاكم العسكري بالجبل الاخضر الكولونيل ابياتي . ويأتي دخول واقتحام عيسى الوكواك كنوع من الرهان بينه وبين المدعو الجبالي بوشويرب حيث التقى مع عيسى الوكواك وهو في طريقه لزيارة الكولونيل ابياتي لتناول العشاء معه فقال له الوكواك اراهنك إذا دخلت عليك في منزل ابياتي فقال الجبالي هذا غير ممكن لوجود الحراسات المشددة حول المنزل كما ان زوجته من اصل ليبي يمكنها التعرف عليك بسهولة . وفعلا تمكن عيسى الوكواك من الدخول للبيت وقال له مهددا كنت قد جئت لقتلك ولكن اكتفي بإنذارك للكف عن ما تقوم به من اعمال ارهابية ضد اهل المرج وخاصة عائلتي (السلاطنة) واعطاه فرصة ثم خرج مسرعا من منزل الكولونيل ابياتي ، وبعد هذه الجرآة قام الكولونيل ابياتي بنقل مركز عملياته وسكنه نحو منطقة قرية مراوة واتخذ العديد من الاحتياطات الامنية المشددة خوفا من مفاجآت اخرى .
اضحت اعمال عيسى الوكواك الفدائية ضد الجنود والضباط الطليان وضد الحاميات والفرق العسكرية الايطالية لا تعد ولا تحصى حتى اصبح لدى السلطات الايطالية اشبه بالشبح المرعب ، فقد تمكن عدة مرات من اختراق سياج مدينة المرج الشائك والدخول اليها رغم الحراسات المشددة وصعوبة اجتياز الاسلاك الشائكة .
وفي احد المرات استطاع دخول مصرف المرج وقتل احد العاملين الطليان وتمكن من الافلات رغم الحراسات المشددة حول المصرف ، وايضا تمكن من مهاجمة دورية من جنديين ايطاليين اثناء سيرهما بالشارع بالمرج وكان متنكرا في زي امرأة وقتل احد الجنديين بينما هرب الاخر مذعورا من هول المفاجأة ليصل الى مقر الدورية ويخبر الضابط الايطالي بأن امرأة قوية قتلت زميله وعند ذلك رد الضابط الايطالي قائلا انها ليست امرأة بل عيسى الوكواك .
ومرة قام بإعتراض طريق احد الموظفين الطليان يحمل حقيبة بها رسائل البريد ويركب دراجة في طريقه ، قبض عليه الوكواك وقتله واستولى على ما معه من نقود كانت مرتبات للجنود الايطاليين واغتنم كل ممتلكاته ومنها ساعة يد وسلسلة ذهبية .
ايضا استفاد الوكواك من معرفته الجيدة للغة الايطالية مما سهل عليه التخلص من حبال المؤامرات الايطالية حيث اشتكى الجنرال غراتسياني نفسه بأن عيسى الوكواك يدخل المدن والقرى ويتكلم اللغة الايطالية جيدا مما لم يمكن الحراس من اكتشاف وجوده واعتراض طريقه .
سار مرة الوكواك برفقة احد المجاهدين في بنغازي اثناء احد الغزوات وعند مقبرة سيدي عبيد وجدوا احد الاشخاص نائما ببيته فأيقظه الوكواك طالبا منه تموينا فأمتنع الرجل عن ذلك ورفع صوته ليسمع الناس فما كان من عيسى الوكواك الا ان نهره وقال له باللغة الايطالية نحن دورية ايطالية ونريد اختبار صدقك للسلطات الايطالية فنام الرجل مصدقا ذلك وتخلص الوكواك من شره .
وذات مرة قام بأسر احد الطليان ومعه خادم خارج اسوار مدينة المرج واقتادهما نحو الجبل وقال للايطالي اعرض عليك موضوع الفدية وطلب منه كتابة رسالة الى متصرف المرج المدعو ( دودياتشي ) بمقدار الفدية وهو مبلغ 500 بينتو ومن ثم قام الخادم بحمل الرسالة الى المتصرف ومنها قام متصرف المرج ( دودياتشي ) بإعداد المبلغ المطلوب وكتب على النقود عبارة باللغة الايطالية (كل من يتعامل بهذه الاوراق يعدم فورا ) فقرأ عيسى العبارة وارسل الايطالي وخادمه الى عمر المختار ليتصرف بهما .. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال (من تعلم لغة قوم آمن شرهم ) .
يعد عيسى الوكواك صديقا شخصيا لعمر المختار الذي يحب كعادته الشجاع والفدائي وكان يقدر ويحترم كل من يأتي بسلاح او اسير عقب المعركة وهي من شيمة عيسى الوكواك دائما .
التقى الصديقان لأول مرة لقاء المودة عام 1923 عقب معارك إبلال والبريقة وارتحل الاثنان الى الجبل الاخضر مقر ادوار عمر المختار واستمر التعاون بينهما حتى تنفيذ حكم الاعدام الجائر في شيخ الشهداء عمر المختار .
وأراد عيسى الوكواك ان يكون وفيا لصديقه وقائده الذي خلف له تلك العبارة (وراءكم عيسى الوكواك والمجاهدون سوف لن تستريحوا ابدا ) اذ صمم على عدم مغادرة الجبل الاخضر حتى يأخذ بثأر عمر المختار من غراتسياني او يقتل دون ذلك . وفعلا اخذ ينظم الحملات والغزوات الفدائية الفردية والجماعية ضد الطليان ودخل ذات يوم بمجموعته الفدائية الى مدينة بنغازي حتى وصلوا موقع الصابري رغم مايحيط بالمدينة من اجراءات امنية مشددة من اسوار مبنية بالطوب ويعلوها قطع الزجاج والاسلاك الشائكة وابراج المراقبة .. مجموعة فدائية بقيادة عيسى الوكواك وبمعية صالح المسماري ، محمد الغايش ، ارحيم العبيدي ، محمد العبيدي وغيرهم .. وكمن الجميع بالقرب من قصر الجنخ جنوب شرق بنغازي الذي كان يسكنه غراتسياني وامضى عيسى الوكواك يتسلل ليلا لمدة اربعين ليلة الى حديقة القصر الذي يسكنه غراتسياني يتحين الفرصة لإغتياله ، ولكن لم يحالفه الحظ ابدا فرجع الجميع الى مقر الدور . وبعدها اضطر عيسى الوكواك الى انتقال الى الجهة الغربية بالقرب من مدينة بنغازي واستقر بمكان يعرف ( بمنطقة التريه ) حيث كان له أقرباء هناك يتسترون عليها نهارا ويطعمونه ويزودونه بالمعلومات ليلا .
وقد تمكن ايضا من استئناف عملياته الفدائية ونصب كمينا الى دورية إيطالية بالقرب من بوقطيفة وقتل اثنين من افرادها واصيب الثالث بكسور بليغة وهربت خيولهم الى اصطبلاتها بموقع القوات الايطالية فعرف الطليان ان جنود الدورية قد قتلوا وان عيسى الوكواك هو المنفذ لذلك الكمين الذي كان سبب احداث ازمة داخل متصرفية بنغازي حيث ان الاعلان عن وقوع الحادث رسميا يتعارض مع اعلان بادوليو قبل ذلك في 24 يناير 1932 بانتهاء المقاومة المسلحة واستتباب الامن بالبلاد .
استمرعيسى الوكواك وحيدا في جهاده ضد الطليان .. رغم إعدام عمر المختار ، وتوقف حركة الجهاد في الجبل الأخضر، واستشهاد أو هجرة بقية المجاهدين.
أيقن الطليان أنه لاسبيل للقبض على الوكواك الا عن طريق القوة ، وبادر دودياتشي الى اسلوب الابتزاز والتهديد فجمع مشائخ قبيلة السلاطنة وطلب منهم احد الامرين اقناع عيسى الوكواك بالاستسلام للطليان او أن يتم اعدامهم جميعا . وامام تهديد الطليان لابناء عمه واهل قبيلته بالفناء وايضا مع قلة الذخيرة والتموين والكساء نتيجة اعتقال الاهالي بالمعتقلات الجماعية ومطاردته شخصيا اينما كان ومع قفل الحدود الشرقية المصرية الليبية في وجه الامدادات والمهاجرين بمد خط من الاسلاك الشائكة المكهربة والمضاعفة بطول 300 كيلومتر من البردي الى الجغبوب مع كل هذه الاعتبارات جعلت عيسى الوكواك يصدق مرغما الوعود الايطالية ودخل مدينة المرج واستقر بين اسرته التي كانت بمعتقل العقيلة وابناء عمه ، لكن الطليان لم يمهلوه اكثر من ثلاثة ايام حتى القي القبض عليه واودع السجن بالمرج ثم نقل الى سجن سيدي اخريبيش ببنغازي وقدم مع زميليه للمحاكمة رغم محاولة دودياتشي الوفاء بوعده فإن غراتسياني نفسه قال : ( هذا عيسى الذي طالمــــا ابكى بنات ايطاليا ويتــــــم اطفالها ولا يمكن النظر في موضوع احترام الوعود معه ) .
كما قال غرسياني ايضاَ :
(اذا وجدتم عيسى الوكواك ميتاَ يجب اعدامه مرة اخرى)
وفي ذات صباح تم استدعاء المعتقلين بسياج معتقل التريه للحضور الفوري كالعادة واعتقد الجميع انه اجراء عادي لاخذ التمام اليومي او للتكليف بمهمة تنظيف المعتقل ولكن هذه المرة امر الناس بالتوجه نحو موقع السوق وهناك وضعت طاولة يجلس خلفها شخص يرتدي نظارة ملابس سوداء وحوله الحراسات من كل جانب وتقف بالقرب منه مدرعة ايطالية وبعد برهة جاءت سيارة تحمل ثلاثة اشخاص وهم
عيسى الوكواك وصالح الامين المسماري وارحيم جبريل العبيدي
وتقدم عيسى الوكواك نحو الطاولة واستجوبه القاضي في اقل من ربع ساعة اعترف فيها الوكواك بكل مانسب اليه وكشف عن جسمه واذا به مكان اطلاقة رصاص واخبر القاضي بقصة كل اطلاقة الا أنه رفض تهمة قتل افراد الدورية موقع بوقطيفة حيث كان الطليان يهدفون الى اثبات تهمة التعاون والتستر على المجاهدين ضد سكان المعتقل لمعاقبتهم بالاعدام ليشفي الفاسيست غليلهم وتحقيقا لسياسة الابادة الجماعية وللانتقام من اقرباء عيسى الوكواك الذي كان يعرف ذلك جيدا فأنكر وجوده بالمنطقة بتاتا كما برأ ساحة كل من صالح لامين وارحيم جبريل وتحمل مسؤولية كل مانسب لهما حيث قال ( ان الطليان يريدون رأسي انا فقط وسوف لن اطلب منهم الرحمة اما انتما يجب عليكما التقدم بطلب الرحمة وسيلبي الطليان ذلك لانهم وصلوا الى هدفهم بكل سهولة )
وافاد الوكواك امام المحكمة بأن زميليه هما جنديان تحت امرته وبعد ربع ساعة من المحاكمة صدر حكم بالاعدام شنقا والسجن المؤبد لكل من صالح لامين وارحيم جبريل .
وتوجه شامخا نحو المشنقة التي نصبت منذ الصباح ويقف بجوارها العميل المدعو عبدالسلام اللونقو المكلف بالشنق حيث قال له العميل عبدالسلام اللونقو اشهد ياعيسى فقال له عيسى الوكواك اقترب مني اريدك حيث كان عيسى الوكواك مكبل اليدين فقط والمشنقه في رقبته فاقترب عبد السلام اللونقو من عيسى الوكواك فقال له اتريد ان تعلمني الشهاده ياعبد العبيد وركل عيسى الوكواك عبدالسلام اللونقو بضربه تحت الحزام فوقع عبد السلام اللونقو على الأرض فاانفزع الجنود الطليان خائفين فقال لهم الضابط الأيطالي ويحكم اتخافون من رجل مكبل بالقيود ثم ودع المجاهد عيسى الوكواك الجموع بقوله: تبقو على خير يااجواد .فرد عليه رجل مسن من قبيلة العواقير بقوله فرقت الأجواد يافارس الجهاد ،و صعدت روح الفدائي عيسى الوكواك الى ربها وكان هوآخر من اعدم من قادة المجاهدين في 15 مارس 1932 عن عمر يناهز السبعة والاربعين وبقى جثمانه الطاهر مجهولا بمقبرة التريه حتى كرمه شعبه بنقل رفاته الى مدينة المرج التي تربى بها وتنعم روحه في جنات الخلد ويطل علينا ضريحه شامخا وسط ميدان الشهداء بمدينة المرج ، كما أطلق اسمه على عدة مدارس وشوارع بليبيا
ويمكن القول أن الفدائي عيسى الوكواك أول من حقق شعار الشهادة أو النصر ، وقد نددت زوجته مبروكه بالخائن دودياتشي الذي غدر بزوجها فقالت :
هد هدودك يادوداشي واطلق في جوجيك نار
خذيت الغالي بالمان وحطيتا فيد الجزار
لاجبتوه بقوه عين ولاجبتوه بضرب اصدار
مككتوب من الله سبحانه حان اجله جا للكفار
كما قال عنه الشاعر المصري سيخ شعراء مصر هذه الأبيات:
بِلِدَى الْحَبِيْبَة كَم قَهْرَت عِدَاك .. بِنِضَال مِن وُهِبُوا الْحَيَاة فِدَاك
كَتَبُوْا سَجِّل فَخَارُهُم بِدِمَائِهِم .. صَفَحَات نُوْر فِى ظَلَام ثَرَاك..
كَانُوْا الْمَشَاعِل فِى دُجَى ظُلْمَائِهَا .. رَسَمُوا الْطَّرِيْق بِهَا إِلَى عَلْيَاك ..
لَم يَرْكَبُوْا مَتْن الْقَضَاء بِمُحَرِّك .. بَل فَوْق خَيْل دَائِبَات حُرَّاك ..
وَعَتَادِهِم مَا يَمْلِكُوْن مِن الْعِدَا .. وَسِلَاحِهِم إِيْمَانِهِم بِهُدَاك ..
حَمَلُوْا لِوَاء الْرُّوْح فَوْق أَكُفِّهِم .. وَتَوَثَّبُوَا يَحْمُوْن قُدْس حِمَاك..
عِشْرُوْن عَاما فِى غِمَار مَعَارِك .. قَد خَاضَهَا الْثُّوَّار تَحْت لِوَاك..
لَم يَعْرِفُوْا لَقَوِى الْعِدَا اسْتِسْلامِهِم .. غَيْر الْفِدَاء وَلَا عَزِيْز سِوَاك..
أَعَرَفْت " يَا لِيُبَيّا " جَلِيْل كِفَاحَهُم .. ضِد الْبَغَاه عَلَى كَرِيْم رَبَّاك ؟
والقصيده طويله جدا نكتفي منها بهذا القدر
المصادر التاريخيه
1/من اعلام الجهاد في ليبيا د/يوسف البرغثي
2/مجلة البحوث التاريخيه 1983
3/كتاب ابطال وملاحم أ/فرج مصطفى لاغا
4/رودلفو غرسياني د/فرج نجم
5/حركة جهاد منطقة الجبل الأخضر د/سعيد الحنديري+محمد على الحبوني
7/مجلة البحوث التاريخيه 1989
8/برقه الخضراء اتيلوتروتسي
9/برقه الهادئه غرسياني
10/مجلة الوثائق المخطوطات العدد الثاني 1987
11/مذكرات مجاهد محمد عبدالرازق مناع
12/عمر المختار واعادة الحتلال الفاشي د/عبدالرحمن العجيلي
13/شيء من بعض رجال عمر المختار محمد عبد السلام الشلماني
14/برقه العربيه امس واليوم محمد الطيب الأشهب
15/موسوعة روايات الجهاد1991 عائشة عبد الرحمن عريش
16/موسوعة روايات الجهاد 1990 الجزء الأول والثاني د/يوسف البرغثي
17/كتاب قاموس بنغازي القديمة عمران علي الجلالي
18/شعر الشاعر المصرى شيخ شعراء مصر عبد المجيد فرغلي
هو المجاهد عيسى عبدالسلام الوكواك /من قبيلة العرفه بمدينة المرج ولد في مدينة المرج عام 1883م
ولاكن كانت بداية جهاده من مدينة بنغازي
ان تاريـخ المجاهد / عيسى الوكواك ــ كما يرى الأستاذ / فرج مصطفى لا غا ــ يمكن أن يكون فيلماً سينمائياً رائعاً ورائجاً ، لبطولاته التي تفـوق في واقعيتها وصدقها مغامرات ( روبن هوود ) الانجليزي .. ومن جرأته وشجاعته أنه حاول مرارا ، اغتيال السفاح ( غراتسياني ) انتقاماً لإعدام عمر المختار، فكانت تعترضه أحياناً الأسلاك الشائكة وأحياناً الكاشفات الكهربائية ، وفي أحيان أخرى الجنود وكلاب الحراسة وغير ذلك من العوائق ، ولكنه مع هذا كله أثخن في العدو لدرجة أنهم طلبوه حياً أو ميتاً.
عندما تقرأ عن شخصية عيسي الوكواك البطولية يخيل إليك أنها ضرب من الأساطير والخيال ولكنك ستشعر بالفخر والاعتزاز عندما تعلم أنها شخصية وطنية جسدت أحداثها علي أرض الوطن .
ولعل من الجدير بنا عندما نتحدث عن هذه الشخصية أن نذكر ما قيل عنه من قبل أعدائه فقد كتبت سيدة ايطالية (( كرستينا أيلو )) وهي أرملة الميجور انطونيو عنه تقول :
)) أنني أعجب لجيش ايطاليا المدعم بجميع وسائل القوة كيف يعجز عن القبض علي رجل بدوي حافي يحمل بندقية جل ذخيرتها هي غنائم من جنود ايطاليا لهذا أنذركم بأنني سأقتل طفلي الاثنين _ وسأقتل نفسي أذا لم يعدم عيسي الوكواك )) التوقيع كرستينا أيلو
وعندما تقرأ هذه السطور القليلة التي كتبتها هذه السيدة يخيل إليك أنها تتحدث عن قوة جرارة أو عن شخصية أسطورية من العصور الغابرة لم تستطع أي قوة التصدي لها حتى تتجرأ هذه السيدة وتتحدث بنبرة مليئة بالحقد والغضب علي عيسي الوكواك الذي قتل العديد من الجنود والضباط الايطاليين وعلي رأسهم زوجها الماجور أنطونيو .
وبالفعل نحن نتحدث عن شخصية ليست بالعادية لعبت دوراُ ليس باليسير في حركة الجهاد ضد جحافل الغزو الايطالي وكان جهاده متميزا بطابع خاص أعطي الشخصية أبعاد خاصة وملامح خاصة فهو قائدا بارزا لعديد من المعارك ومقاتل عنيد تحت لواء عمر المختار .
ضرب به أروع الأمثلة في الشجاعة والفداء في سبيل إرهاب الغزاة الطليان وهو الذي قال فيه عمر المختار أثناء المحاكمة وصدور حكم الإعدام عليه :-
((وراءكم عيسي الوكواك والجاهدون سوف لن تستريحوا أبدا ))
عقب الغزو الايطالي كان الوكواك في جولة مع ابني عمه بمدينة بنغازي في سوق الظلام فقبض عليهما الطليان وترك لهما الخيار السجن أو الانخراط بالجيش الايطالي فرفض ابني عمه لذلك نفيا خارج البلاد في جزيرة ((ساركوزا))
ووافق الوكواك وبقي جنديا بالجيش الايطالي ونقل للعمل بمنطقة سوسة وأجاد اللغة الايطالية ومكث هناك طيلة سنة 1918 م . حتى منتصف سنة 1919 م .
غير أنه لم يستمر في العمل مع الطليان فقد كان مجبرا منذ البداية لذلك دبر أمر الفرار والانضمام إلي فصائل المجاهدين وفي أحدي الليالي تمكن من الحصول علي بندقيتين من الجنود الطليان أثناء نومهم ودخل علي الملازم الايطالي المدعو ( ماساتيلو ) في فراشه وقتله وهرب علي ظهر جواده إلي مقر الدور والتحق بالمجاهدين وبدأت حياة عيسي الوكواك النضالية بداية ذلك اليوم .
وفي هذه الأثناء بدأ تاريخ الجهاد الليبي يسجل لهذا المجاهد الصفحات البطولية ضد أعداء وطنه فأخذ يشن الغارة تلو الغارة علي القوات الايطالية بالمرج ، كما شارك في عدة معارك أخري منها معركة ابلال ( الكراهب ) والبريقة في يوم 10 و 11 /6/ 1923 م . وكذلك معركة المحيريقة في سنة 1924 م ومعركة الرحيبه ومعركة سوسه/ ومعركة بوعرق/ ومعركةوادي زاره بتوكرة/ ومعركة المنجل/ ومعركة الدبادب/ ومعركة وادي الجعب/ ومعركة جليانة/ وغيرها الكثير من المعارك
كما قام المجاهد عيسى الوكواك بالعديد من العمليات بمفرده ودون مساعدة أحد ' كان هناك نجع يتكون من ( 60 ) بيتاً من قبيلة العرفة ، أحرقه الطليان بكامله في مكان يسمى بــ ( سيدي ارحومة ) ، بالقرب من مدينة المرج .
وعلم ( الوكواك ) بذلك .. فرصد حركات ذلك الضابط الإيطالي المسئول عن تلك الجريمة البشعة ، ونجح في اختطافه ، ومن ثم قيده وجره بحصانه إلى مكان الجريمة .. بجوار قبر ( سيدي سعيد ) وهناك أضرم النار فيه .. غير أنه أفلت من النار بعدما التهمت الحبال التي قيده بها .. وطلبا منه للنجاة ، لجأ ألإيطالي إلى مرقد المرابط ، ورمي بنفسه على صندوق القبر .. لعلمه بالمكانة التي للأولياء والمرابطين في نفوس العرب .. ولكن ذلك لم يشفع له لدى ( الوكواك ) الذي لحق به وأمسكه وهو يقول : ' علي الطــلاق ، لــو يطلع هالمرابــط من قبــره ، مانــي طالقــك ' ثم أجهز عليه .
وتخفى مرة أخرى في زي ضابط إيطالي برتبة ( ميجر ) وهي تعادل رتبة رائد .. واتجه إلى معسكر سلوق .. وكان آمر ذلك المعسكر قد نفذ حكم الإعدام شنقا ، بصديق ( الوكواك ) عوض العبار وراعيه إبراهيم في المرج .. وكان ( الوكواك ) يحمل معه ، حقيبة صغيرة تشبه ( السمسونايت ) بداخلها حبل .
وفي مطبخ المعسكر ــ ولكي يعرف عدد أفراد المعسكر ــ سأل الطباخ : كم قطعة لحم تطبخون في الوجبة الواحدة ..؟ فأجابه الطباخ : نطبخ ( 700 ) قطعة لحم تقريباً .
ثم طلب ( الوكواك ) الدخول على الآمر ، مدعيا بأنه من مقر القيادة في بنغازي ، ويريد مناقشة بعض الأمور معه ، فأذن له الآمر بالدخول ورحب به ، وطلب شيئاً من الخمر فاعتذر ( الوكواك ) وقال له : ليس لدينا الوقت ولا المزاج لاحتساء الخمر الآن ، لأننا بصدد أنجاز بعض الأعمال الهامة ، وطلب منه أن يأمر الحرس ألا يدخلوا عليهما أحداً.
وبعدما اطمأن( الوكواك ) للترتيبات ، وبأنها تسير على ما يرام .. فتح حقيبته ، وأخرج الحبل ، وقال للإيطالي أتعرف ما هذا ..؟ فقال الإيطالي مستغرباً : لا .
فقال له ( الوكواك ) : هذا هو الحبل الذي شنقت به صاحبي العبار.
وبسرعة البرق لفه حول عنق الضابط وشده بقوة ، حتى لفظ الإيطالي أنفاسه .. ومن ثم وبهدوء خرج على الحرس ، وقال لهم : يطلب منكم السيد ، بألا تدخلوا عليه أحدا .. لأنه يريد أن ينال قسطاً من الراحة .. فحياه ذاك الجندي ، وأنصرف ( الوكواك ) إلى مكان آخر ، لانجاز مهمة أخرى .
أصبح ( الوكواك ) رجل المهمات الصعبة .. وقائدا للعمليات الخاصة .. وترقى في سلك الجهاد إلى رتبة ( كومندار ) .. وكان بخلاف بقية المجاهدين ، ينفذ عملياته وهجماته بمفرده ، ودونما حاجة منه إلى مساعدة أحد .. فقد كان يجيد التخفي والتنكر بشخصيات عدة مع إتقانه للغة الإيطالية .
وكان تنكره يتعدد ويختلف ، بتعدد واختلاف المهمات التي ينفذها .. فتارة تراه في زي امرأة ، وأخرى في شكل راعٍ .. وثالثة في هيئة مرابط ، أو في أسمال درويش ، أو في قيافة مجند 'متطلين'.
اصبح عيسى الوكواك على رأس معظم الغزوات الليلية التي كان المجاهدون ينظمونها بأمر من عمر المختار ضد المدن والمواقع الايطالية ، وأبدع عيسى الوكواك في اعداد الكمائن للقوات الايطالية واولها كمين سيارة البياضة الذي اعده احتجاجا على محاولات الصلح بين ادريس السنوسي والطليان عندما التقى الطرفان في عكرمة في اواخر 1917 ، وقال عيسى الوكواك سبق وان قتلت ضابطا وثلاث جنود طليان واخذت سلاحهم وهربت من العمل العسكري الايطالي وبالتالي سيدبر الطليان خطة للانتقام مني مهما كانت بنود الصلح معهم وعليه انا لا أرغب في عمل صلح مع الطليان أبدا .
وعلى اثر احد الغارات والحوادث التي قام بها عيسى الوكواك ضد الطليان احتج الطليان بشدة لدى ادريس السنوسي والذي اصدر امرا بمطاردة تلك المجموعة ومن ثم لم تنجح المحاولات في القبض على عيسى الوكواك وغادرادريس السنوسي البلاد في 1922 قاصدا القاهرة متعللا بالعلاج هناك .
ذات يوم دخل عيسى الوكواك منزل الحاكم العسكري بالجبل الاخضر الكولونيل ابياتي . ويأتي دخول واقتحام عيسى الوكواك كنوع من الرهان بينه وبين المدعو الجبالي بوشويرب حيث التقى مع عيسى الوكواك وهو في طريقه لزيارة الكولونيل ابياتي لتناول العشاء معه فقال له الوكواك اراهنك إذا دخلت عليك في منزل ابياتي فقال الجبالي هذا غير ممكن لوجود الحراسات المشددة حول المنزل كما ان زوجته من اصل ليبي يمكنها التعرف عليك بسهولة . وفعلا تمكن عيسى الوكواك من الدخول للبيت وقال له مهددا كنت قد جئت لقتلك ولكن اكتفي بإنذارك للكف عن ما تقوم به من اعمال ارهابية ضد اهل المرج وخاصة عائلتي (السلاطنة) واعطاه فرصة ثم خرج مسرعا من منزل الكولونيل ابياتي ، وبعد هذه الجرآة قام الكولونيل ابياتي بنقل مركز عملياته وسكنه نحو منطقة قرية مراوة واتخذ العديد من الاحتياطات الامنية المشددة خوفا من مفاجآت اخرى .
اضحت اعمال عيسى الوكواك الفدائية ضد الجنود والضباط الطليان وضد الحاميات والفرق العسكرية الايطالية لا تعد ولا تحصى حتى اصبح لدى السلطات الايطالية اشبه بالشبح المرعب ، فقد تمكن عدة مرات من اختراق سياج مدينة المرج الشائك والدخول اليها رغم الحراسات المشددة وصعوبة اجتياز الاسلاك الشائكة .
وفي احد المرات استطاع دخول مصرف المرج وقتل احد العاملين الطليان وتمكن من الافلات رغم الحراسات المشددة حول المصرف ، وايضا تمكن من مهاجمة دورية من جنديين ايطاليين اثناء سيرهما بالشارع بالمرج وكان متنكرا في زي امرأة وقتل احد الجنديين بينما هرب الاخر مذعورا من هول المفاجأة ليصل الى مقر الدورية ويخبر الضابط الايطالي بأن امرأة قوية قتلت زميله وعند ذلك رد الضابط الايطالي قائلا انها ليست امرأة بل عيسى الوكواك .
ومرة قام بإعتراض طريق احد الموظفين الطليان يحمل حقيبة بها رسائل البريد ويركب دراجة في طريقه ، قبض عليه الوكواك وقتله واستولى على ما معه من نقود كانت مرتبات للجنود الايطاليين واغتنم كل ممتلكاته ومنها ساعة يد وسلسلة ذهبية .
ايضا استفاد الوكواك من معرفته الجيدة للغة الايطالية مما سهل عليه التخلص من حبال المؤامرات الايطالية حيث اشتكى الجنرال غراتسياني نفسه بأن عيسى الوكواك يدخل المدن والقرى ويتكلم اللغة الايطالية جيدا مما لم يمكن الحراس من اكتشاف وجوده واعتراض طريقه .
سار مرة الوكواك برفقة احد المجاهدين في بنغازي اثناء احد الغزوات وعند مقبرة سيدي عبيد وجدوا احد الاشخاص نائما ببيته فأيقظه الوكواك طالبا منه تموينا فأمتنع الرجل عن ذلك ورفع صوته ليسمع الناس فما كان من عيسى الوكواك الا ان نهره وقال له باللغة الايطالية نحن دورية ايطالية ونريد اختبار صدقك للسلطات الايطالية فنام الرجل مصدقا ذلك وتخلص الوكواك من شره .
وذات مرة قام بأسر احد الطليان ومعه خادم خارج اسوار مدينة المرج واقتادهما نحو الجبل وقال للايطالي اعرض عليك موضوع الفدية وطلب منه كتابة رسالة الى متصرف المرج المدعو ( دودياتشي ) بمقدار الفدية وهو مبلغ 500 بينتو ومن ثم قام الخادم بحمل الرسالة الى المتصرف ومنها قام متصرف المرج ( دودياتشي ) بإعداد المبلغ المطلوب وكتب على النقود عبارة باللغة الايطالية (كل من يتعامل بهذه الاوراق يعدم فورا ) فقرأ عيسى العبارة وارسل الايطالي وخادمه الى عمر المختار ليتصرف بهما .. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال (من تعلم لغة قوم آمن شرهم ) .
يعد عيسى الوكواك صديقا شخصيا لعمر المختار الذي يحب كعادته الشجاع والفدائي وكان يقدر ويحترم كل من يأتي بسلاح او اسير عقب المعركة وهي من شيمة عيسى الوكواك دائما .
التقى الصديقان لأول مرة لقاء المودة عام 1923 عقب معارك إبلال والبريقة وارتحل الاثنان الى الجبل الاخضر مقر ادوار عمر المختار واستمر التعاون بينهما حتى تنفيذ حكم الاعدام الجائر في شيخ الشهداء عمر المختار .
وأراد عيسى الوكواك ان يكون وفيا لصديقه وقائده الذي خلف له تلك العبارة (وراءكم عيسى الوكواك والمجاهدون سوف لن تستريحوا ابدا ) اذ صمم على عدم مغادرة الجبل الاخضر حتى يأخذ بثأر عمر المختار من غراتسياني او يقتل دون ذلك . وفعلا اخذ ينظم الحملات والغزوات الفدائية الفردية والجماعية ضد الطليان ودخل ذات يوم بمجموعته الفدائية الى مدينة بنغازي حتى وصلوا موقع الصابري رغم مايحيط بالمدينة من اجراءات امنية مشددة من اسوار مبنية بالطوب ويعلوها قطع الزجاج والاسلاك الشائكة وابراج المراقبة .. مجموعة فدائية بقيادة عيسى الوكواك وبمعية صالح المسماري ، محمد الغايش ، ارحيم العبيدي ، محمد العبيدي وغيرهم .. وكمن الجميع بالقرب من قصر الجنخ جنوب شرق بنغازي الذي كان يسكنه غراتسياني وامضى عيسى الوكواك يتسلل ليلا لمدة اربعين ليلة الى حديقة القصر الذي يسكنه غراتسياني يتحين الفرصة لإغتياله ، ولكن لم يحالفه الحظ ابدا فرجع الجميع الى مقر الدور . وبعدها اضطر عيسى الوكواك الى انتقال الى الجهة الغربية بالقرب من مدينة بنغازي واستقر بمكان يعرف ( بمنطقة التريه ) حيث كان له أقرباء هناك يتسترون عليها نهارا ويطعمونه ويزودونه بالمعلومات ليلا .
وقد تمكن ايضا من استئناف عملياته الفدائية ونصب كمينا الى دورية إيطالية بالقرب من بوقطيفة وقتل اثنين من افرادها واصيب الثالث بكسور بليغة وهربت خيولهم الى اصطبلاتها بموقع القوات الايطالية فعرف الطليان ان جنود الدورية قد قتلوا وان عيسى الوكواك هو المنفذ لذلك الكمين الذي كان سبب احداث ازمة داخل متصرفية بنغازي حيث ان الاعلان عن وقوع الحادث رسميا يتعارض مع اعلان بادوليو قبل ذلك في 24 يناير 1932 بانتهاء المقاومة المسلحة واستتباب الامن بالبلاد .
استمرعيسى الوكواك وحيدا في جهاده ضد الطليان .. رغم إعدام عمر المختار ، وتوقف حركة الجهاد في الجبل الأخضر، واستشهاد أو هجرة بقية المجاهدين.
أيقن الطليان أنه لاسبيل للقبض على الوكواك الا عن طريق القوة ، وبادر دودياتشي الى اسلوب الابتزاز والتهديد فجمع مشائخ قبيلة السلاطنة وطلب منهم احد الامرين اقناع عيسى الوكواك بالاستسلام للطليان او أن يتم اعدامهم جميعا . وامام تهديد الطليان لابناء عمه واهل قبيلته بالفناء وايضا مع قلة الذخيرة والتموين والكساء نتيجة اعتقال الاهالي بالمعتقلات الجماعية ومطاردته شخصيا اينما كان ومع قفل الحدود الشرقية المصرية الليبية في وجه الامدادات والمهاجرين بمد خط من الاسلاك الشائكة المكهربة والمضاعفة بطول 300 كيلومتر من البردي الى الجغبوب مع كل هذه الاعتبارات جعلت عيسى الوكواك يصدق مرغما الوعود الايطالية ودخل مدينة المرج واستقر بين اسرته التي كانت بمعتقل العقيلة وابناء عمه ، لكن الطليان لم يمهلوه اكثر من ثلاثة ايام حتى القي القبض عليه واودع السجن بالمرج ثم نقل الى سجن سيدي اخريبيش ببنغازي وقدم مع زميليه للمحاكمة رغم محاولة دودياتشي الوفاء بوعده فإن غراتسياني نفسه قال : ( هذا عيسى الذي طالمــــا ابكى بنات ايطاليا ويتــــــم اطفالها ولا يمكن النظر في موضوع احترام الوعود معه ) .
كما قال غرسياني ايضاَ :
(اذا وجدتم عيسى الوكواك ميتاَ يجب اعدامه مرة اخرى)
وفي ذات صباح تم استدعاء المعتقلين بسياج معتقل التريه للحضور الفوري كالعادة واعتقد الجميع انه اجراء عادي لاخذ التمام اليومي او للتكليف بمهمة تنظيف المعتقل ولكن هذه المرة امر الناس بالتوجه نحو موقع السوق وهناك وضعت طاولة يجلس خلفها شخص يرتدي نظارة ملابس سوداء وحوله الحراسات من كل جانب وتقف بالقرب منه مدرعة ايطالية وبعد برهة جاءت سيارة تحمل ثلاثة اشخاص وهم
عيسى الوكواك وصالح الامين المسماري وارحيم جبريل العبيدي
وتقدم عيسى الوكواك نحو الطاولة واستجوبه القاضي في اقل من ربع ساعة اعترف فيها الوكواك بكل مانسب اليه وكشف عن جسمه واذا به مكان اطلاقة رصاص واخبر القاضي بقصة كل اطلاقة الا أنه رفض تهمة قتل افراد الدورية موقع بوقطيفة حيث كان الطليان يهدفون الى اثبات تهمة التعاون والتستر على المجاهدين ضد سكان المعتقل لمعاقبتهم بالاعدام ليشفي الفاسيست غليلهم وتحقيقا لسياسة الابادة الجماعية وللانتقام من اقرباء عيسى الوكواك الذي كان يعرف ذلك جيدا فأنكر وجوده بالمنطقة بتاتا كما برأ ساحة كل من صالح لامين وارحيم جبريل وتحمل مسؤولية كل مانسب لهما حيث قال ( ان الطليان يريدون رأسي انا فقط وسوف لن اطلب منهم الرحمة اما انتما يجب عليكما التقدم بطلب الرحمة وسيلبي الطليان ذلك لانهم وصلوا الى هدفهم بكل سهولة )
وافاد الوكواك امام المحكمة بأن زميليه هما جنديان تحت امرته وبعد ربع ساعة من المحاكمة صدر حكم بالاعدام شنقا والسجن المؤبد لكل من صالح لامين وارحيم جبريل .
وتوجه شامخا نحو المشنقة التي نصبت منذ الصباح ويقف بجوارها العميل المدعو عبدالسلام اللونقو المكلف بالشنق حيث قال له العميل عبدالسلام اللونقو اشهد ياعيسى فقال له عيسى الوكواك اقترب مني اريدك حيث كان عيسى الوكواك مكبل اليدين فقط والمشنقه في رقبته فاقترب عبد السلام اللونقو من عيسى الوكواك فقال له اتريد ان تعلمني الشهاده ياعبد العبيد وركل عيسى الوكواك عبدالسلام اللونقو بضربه تحت الحزام فوقع عبد السلام اللونقو على الأرض فاانفزع الجنود الطليان خائفين فقال لهم الضابط الأيطالي ويحكم اتخافون من رجل مكبل بالقيود ثم ودع المجاهد عيسى الوكواك الجموع بقوله: تبقو على خير يااجواد .فرد عليه رجل مسن من قبيلة العواقير بقوله فرقت الأجواد يافارس الجهاد ،و صعدت روح الفدائي عيسى الوكواك الى ربها وكان هوآخر من اعدم من قادة المجاهدين في 15 مارس 1932 عن عمر يناهز السبعة والاربعين وبقى جثمانه الطاهر مجهولا بمقبرة التريه حتى كرمه شعبه بنقل رفاته الى مدينة المرج التي تربى بها وتنعم روحه في جنات الخلد ويطل علينا ضريحه شامخا وسط ميدان الشهداء بمدينة المرج ، كما أطلق اسمه على عدة مدارس وشوارع بليبيا
ويمكن القول أن الفدائي عيسى الوكواك أول من حقق شعار الشهادة أو النصر ، وقد نددت زوجته مبروكه بالخائن دودياتشي الذي غدر بزوجها فقالت :
هد هدودك يادوداشي واطلق في جوجيك نار
خذيت الغالي بالمان وحطيتا فيد الجزار
لاجبتوه بقوه عين ولاجبتوه بضرب اصدار
مككتوب من الله سبحانه حان اجله جا للكفار
كما قال عنه الشاعر المصري سيخ شعراء مصر هذه الأبيات:
بِلِدَى الْحَبِيْبَة كَم قَهْرَت عِدَاك .. بِنِضَال مِن وُهِبُوا الْحَيَاة فِدَاك
كَتَبُوْا سَجِّل فَخَارُهُم بِدِمَائِهِم .. صَفَحَات نُوْر فِى ظَلَام ثَرَاك..
كَانُوْا الْمَشَاعِل فِى دُجَى ظُلْمَائِهَا .. رَسَمُوا الْطَّرِيْق بِهَا إِلَى عَلْيَاك ..
لَم يَرْكَبُوْا مَتْن الْقَضَاء بِمُحَرِّك .. بَل فَوْق خَيْل دَائِبَات حُرَّاك ..
وَعَتَادِهِم مَا يَمْلِكُوْن مِن الْعِدَا .. وَسِلَاحِهِم إِيْمَانِهِم بِهُدَاك ..
حَمَلُوْا لِوَاء الْرُّوْح فَوْق أَكُفِّهِم .. وَتَوَثَّبُوَا يَحْمُوْن قُدْس حِمَاك..
عِشْرُوْن عَاما فِى غِمَار مَعَارِك .. قَد خَاضَهَا الْثُّوَّار تَحْت لِوَاك..
لَم يَعْرِفُوْا لَقَوِى الْعِدَا اسْتِسْلامِهِم .. غَيْر الْفِدَاء وَلَا عَزِيْز سِوَاك..
أَعَرَفْت " يَا لِيُبَيّا " جَلِيْل كِفَاحَهُم .. ضِد الْبَغَاه عَلَى كَرِيْم رَبَّاك ؟
والقصيده طويله جدا نكتفي منها بهذا القدر
المصادر التاريخيه
1/من اعلام الجهاد في ليبيا د/يوسف البرغثي
2/مجلة البحوث التاريخيه 1983
3/كتاب ابطال وملاحم أ/فرج مصطفى لاغا
4/رودلفو غرسياني د/فرج نجم
5/حركة جهاد منطقة الجبل الأخضر د/سعيد الحنديري+محمد على الحبوني
7/مجلة البحوث التاريخيه 1989
8/برقه الخضراء اتيلوتروتسي
9/برقه الهادئه غرسياني
10/مجلة الوثائق المخطوطات العدد الثاني 1987
11/مذكرات مجاهد محمد عبدالرازق مناع
12/عمر المختار واعادة الحتلال الفاشي د/عبدالرحمن العجيلي
13/شيء من بعض رجال عمر المختار محمد عبد السلام الشلماني
14/برقه العربيه امس واليوم محمد الطيب الأشهب
15/موسوعة روايات الجهاد1991 عائشة عبد الرحمن عريش
16/موسوعة روايات الجهاد 1990 الجزء الأول والثاني د/يوسف البرغثي
17/كتاب قاموس بنغازي القديمة عمران علي الجلالي
18/شعر الشاعر المصرى شيخ شعراء مصر عبد المجيد فرغلي
المقداد- جندي اول
-
عدد المشاركات : 30
العمر : 43
رقم العضوية : 6476
قوة التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 12/09/2011
رد: من روائع قصص المجاهدين ضد ايطاليا
من طرف كوجا جينوسكي 2011-12-26, 6:05 pm
بارك الله فيك يا مقداد ع الموضوع الاكثر من رائع
ورحم الله كل شهدائنا
ورحم الله كل شهدائنا
كوجا جينوسكي- فريق
-
عدد المشاركات : 2547
العمر : 43
رقم العضوية : 8813
قوة التقييم : 3
تاريخ التسجيل : 11/12/2011
رد: من روائع قصص المجاهدين ضد ايطاليا
من طرف احمد المهدي 2012-01-29, 7:22 am
بارك الله فيك لتعريف بمجاهدين ليبيا الأبطال
احمد المهدي- عريف
-
عدد المشاركات : 74
العمر : 46
قوة التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 02/12/2011
المرتجع حنتوش- مشرف قسم المنتدي العام
-
عدد المشاركات : 21264
العمر : 32
رقم العضوية : 121
قوة التقييم : 41
تاريخ التسجيل : 10/04/2009
رد: من روائع قصص المجاهدين ضد ايطاليا
من طرف احمد المهدي 2012-05-11, 7:11 pm
حاولت في الآونة الأخيرة في البحث عن بعض الشخصيات من قادة حركة الجهاد الليبي خصوصاَ الشخصيات المطموسة من قبل المقبور القذافي مثل شخصية المجاهد البطل عيسى الوكواك فوجدت معلومات كثيرة عن هذا البطل الأسطورة في الحقيقة ان افعال هذا البطل ضد الغزاة الطليان افعال ليست بالعادية وان ماكتبته يااخي مقداد هذا لايتجاوز 10% من عمليات القائد الميداني عيسى الوكواك التي قرأتها عنه في الكتب والمراجع فهو مجاهد فريد من نوعة وانا اعتبره روبن هود ليبيا فعلاً كما ذكر الأستاذ الباحث فرج الآغا في كتابه ابطال وملاحم
احمد المهدي- عريف
-
عدد المشاركات : 74
العمر : 46
قوة التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 02/12/2011
رد: من روائع قصص المجاهدين ضد ايطاليا
من طرف وردة الساحل 2012-06-13, 12:31 am
تخيلوا ما سمعت بيه الا في اغنية غناها شاب في فترة الثورة او شعر مش مذكرة
وتساءلت .. من الوكواك ؟
الطاغية طمس مجاهدين واجدين ... بالذات مجاهدي المنطقة الغربية .. !!
شكرا لك
وتساءلت .. من الوكواك ؟
الطاغية طمس مجاهدين واجدين ... بالذات مجاهدي المنطقة الغربية .. !!
شكرا لك
وردة الساحل- نقيب
-
عدد المشاركات : 324
العمر : 54
قوة التقييم : 10
تاريخ التسجيل : 16/05/2012
الرسن- لواء
- عدد المشاركات : 1640
رقم العضوية : 3421
قوة التقييم : 4
تاريخ التسجيل : 04/10/2010
مواضيع مماثلة
» دنماركى مع المجاهدين فى ليبيا
» نقلا عن احد المجاهدين في بني وليد
» صنعاء تتوعد الشباب المجاهدين
» مقتل قيادي من «شورى المجاهدين» جنوب درنة
» ابيات شعر من احد المجاهدين في بلاد الشام يتغزل بدرنه
» نقلا عن احد المجاهدين في بني وليد
» صنعاء تتوعد الشباب المجاهدين
» مقتل قيادي من «شورى المجاهدين» جنوب درنة
» ابيات شعر من احد المجاهدين في بلاد الشام يتغزل بدرنه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» ما ميزات شبكات "Wi-Fi 8" المنتظرة؟
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» رد فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
اليوم في 8:04 am من طرف STAR
» هل تعاني من الأرق؟ طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:00 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR