منظمات حقوقية تطالب بمحاكمة عادلة لسيف الاسلام.. وتتهم الانت

منظمات حقوقية تطالب بمحاكمة عادلة لسيف الاسلام.. وتتهم الانتقالي بعدم الوفاء بوعوده .
لندن ـ 'القدس العربي': تقول صحيفة 'اوبزيرفر' ان سيف الاسلام نجل الزعيم السابق معمر القذافي وبعد ثلاثة اشهر من مقتل والده تحول الى قضية تطالب منظمات دولية بتوفير المحاكمة له، ويقيم سيف الاسلام الذي يقيم الان في سجن مؤقت في مجمع قريب بلدة الزنتان، حيث لا يزال مقاتلو كتيبة الزنتان يعتقلونه ويرفضون تسليمه للحكومة في طرابلس.
وحسب فريد ابراهامز من منظمة 'هيومان رايتس ووتش' الذي زاره في البيت فان وضعه جيد ويقدم له في اليوم ثلاث وجبات.
ويقوم سيف الاسلام بمصافحة زواره القليلين بيده اليسرى حيث يقول ان اصابع يده اليمنى قطعت بسبب هجوم من الناتو، لكن البعض يقول ان مقاتلين قطعوها، بعد ان هددهم بها في بداية الثورة.
وتشير الصحيفة الى ان وضعية سيف الاسلام هي امتحان للديمقراطية في ليبيا الجديدة وان عدم تعيين محام له او السماح بمحام لزيارته اصبحت قضية تطالب منظمات دولية بها. وتقول ان الوضع هو تحول في المصير لم يكن احد يتوقعه ويمثل امتحانا لقادة ليبيا الجدد الذين يتعرضون لضغوط شديدة بسبب عدم وفائهم بوعودهم بتوفير محاكمة عادلة ومستقلة لسيف الاسلام، الذي لا يزال يقبع في سجنه المؤقت منذ اعتقاله في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي.
وقد ادى فشل السلطات الجديدة بتقديم لائحة اتهام ضده وعدم السماح لمحامين الدخول للسجن بمنظمات حقوقية دولية لتبني قضيته.
وهذا يعني ان المجلس الانتقالي في ليبيا في مواجهة الان مع محكمة جرائم الحرب بسبب فشله بتسليم سيف الاسلام للمحكمة، وقد حددت المحكمة موعدا غدا كي تقدم لها السلطات في ليبيا معلومات حول مصير سيف الاسلام، والتي تصر السلطات الجديدة انه يجب ان يحاكم في ليبيا كما على المجلس الانتقالي التوضيح ان كان سيف الاسلام معتقلا بدون محاكمة.
وترى الصحيفة انه في انتظار رد المجلس لكن استقباله للرئيس السوداني عمر البشير المطلوب من المحكمة اشارة عن طبيعة الرد.
وتساءل ابراهامز ان كانت ليبيا الجديدة ستمنح المعتقلين حقوقهم التي منعهم منها معمر القذافي ولمدة طويلة. ونقلت في هذا الاتجاه عن محمود شمام المسؤول في المجلس الانتقالي قوله 'ان المحكمة الجنائية الدولية هي محكمة ثانوية ولن يسمح الشعب الليبي بمحاكمة سيف خارج ليبيا'، ولكن الجنائية الدولية تصر على ضرورة ان يقنعها المسؤولون في ليبيا الجديدة انهم سيضمنون له محاكمة عادلة.
ويرى المحامي البريطاني، سير جيفري نايس الذي كان في فريق الادعاء ضد سلوبودان ميلوسيفتش الرئيس الصربي السابق، ان انشاء محكمة عادلة ونظام قضائي عادل من الصفر هو طموح كبير حيث قال ان محاكم الحرب تقوم على اجراءات معقدة، ومن اهم المشاكل ان هناك تدخلا سياسيا في المحاكم التي يقيمها المنتصرون للمهزومين.
وترى جماعات حقوق انسان ان المجلس الانتقالي عليه بدلا من اصدار بيانات اعلامية ان يتعامل مع المحكمة، وطالبت كارلا فيرستمان من من جماعة حقوقية بريطانية 'ريدرس' ان على المجلس تقديم خطة للتعامل مع الجرائم الجماعية التي تمت خلال الاربعين عاما الماضية.
وتعتقد ان المواجهة بين المحكمة والمجلس في الطريق لان المحكمة تصر على ان سلطتها نابعة من التفويض الذي منحته لها الامم المتحدة ويعطيها الحق بمحاكمة سيف الا في حالة قدمت ليبيا الضمانات من انه سيواجه محاكمة عادلة.
ولكن المجلس لديه فرص النجاح في التقدم بضمانات لان سيف الاسلام هو واحد من 7 الاف معتقل في سجون متفرقة في انحاء ليبيا بدون السماح لهم بمقابلة محامين او اجراءات لمحاكمات عادلة. كما ان المجلس لم يبدأ كما وعد بالتحقيق في ظروف مقتل القذافي الذي تم استعراضه وكان لا يزال حيا قبل مقتله في سرا.
لان ليبيا ليس فيها نظام قانوني بعد فان تونس الجارة فضت تسليم المحمودي البغدادي، رئيس الوزراء السابق بسبب المخاوف من عدم حصوله على محاكمة عادلة.
ونقلت عن مسؤولة في 'امنستي انترناشونال' قولها ان المجلس الانتقالي فشل حتى الان في تنظيم سلطة قضائية مستقلة كما انه لا توجد في البلاد سلطة مركزية. ولكن وزير العدل الليبي واثق ان ليبيا قادرة ومستعدة لمحاكمته، ولديها اجراءات قضائية تضمن له محاكمة عادلة.
وستكون محاكمة سيف الاسلام مهمة ويشاهدها باهتمام الداخل والخارج نظرا لما كان يعرفه من اسرار ولانخراطه في شؤون وعقود البلاد التجارية وعلاقات قادة الدول الغربية به، من توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق الى نيكولاي ساركوزي الرئيس الفرنسي الحالي.